الحمد لله على كلِّ حال ، وبعد ..
أكتب لكم أيها الأحبَّة ، والدمع يغرق عيني ، والقلب يعتصر ألماً ، والحزن قد خيِّم في داري
أكتب هذه المرة وليس ككل مرة ، فهي مناقب أو مآثر أو فوائد سمِّها ما تشاء ، فغايتي أن تجد فيها منفعة ، أو فائدة ، أو عبرة، وأرجو أن يكون هذا بعض وفاء للشيخ سفيان
، ولعلها أن تكون من لسان الصدق في الآخرين .
هو والد زوجي الشيخ أبو محمد سفيان توفي
البارحة الثلاثاء الموافق 17/4/1432هـ / 22/3/2011 مع آذان العشاء وقد أثر فيَّ موته ، وكيف لا يؤثر وفيه من جميل الصفات ، ومحاسن الأخلاق ، من الحرص على الدعوة والطاعة الكثير الكثير .
فالشيخ
قد أنشأ بيتاً مؤمناً ، فأبناؤه وبناته من حفظة كتاب الله بالإسناد المتصل .
ربَّاهم على الدين ، وحبِّ السنة النبوية ، وعلق قلوبهم بالحرمين ، فكل عام يجمع أهله للعمرة ، وإن تيسر حجاً فعل .
كان
حريصاً على تنشئة ذريته التنشئة الإسلامية الحقَّة ، فكان من إخلاصه في ذلك أن رأى كثيراً من ثمار ما زرع في حياته ، من تدينهم ، وخلقهم ، وأدبهم ، وعلمهم ، وتفوقهم في حياتهم العلمية والعملية ، والله أسأل أن لا يحرمه أجر ذلك بعد مماته .
ومن عجيب أمرالشيخ سفيان
أنه رجل قلبه معلَّق بالحرمين ، تشتاق روحه ونفسه بل والله وعينه لمشاهدة الصلوات عبر التلفاز في الحرمين ما أن تنتهي الأولى إلا وينتقل للثانية ، هكذا دأبه من سنين دواليك ، في كل صلاة فجراً وظهراً وعصراً والمغرب والعشاء لا ينصرف عن هذا مهما كانت الأسباب .
وقد كنت أعجب من أُنْسِه وشوقه وتعلقه ببيت الله الحرام لما أرى ، ولم يدر يوماً ما بخلدي أن يكون ثمة من يملك هذا الشعور ، حتى سرى ذلك الشعور لي من غير كلمة ولكن بفعله وشوقه
رحمة واسعة ..
ماذا أقول عن هذا الشيخ المبارك
وبأي ميدان أبدأ ..
والله إن رمته في العِلْم ، فالشيخ له همة ونَفَس في العلم وهو من المحبِّين جداً لشيخ الإسلام ابن تيمية
وأجزم أنه يستظهر مجموع الفتاوى ، وقد كان كثير العناية بهذا الكتاب لكثرة قراءته ، تعرف هذا من كثرة ما يعرض لك في شتى المسائل فيذكر لك رأي شيخ الإسلام
بسهولة .
وإن رمته في ميادين الصدقات والأيتام والأرامل ، فالشيخ
يقوم على مركز للأيتام والأرامل والمساكين حسبة لله تعالى ، وقد كفاه الله وأغناه ، فلم يتطلع لما في أيدي الناس ، حتى عُرف بين الناس في حيِّه ومجتمعه بأن ساعٍ على الأرملة والمسكين واليتيم ، وهب جلّ وقته لهم ، حتى في أيامه الأخيرة
لا يفتر عن ذلك ، وإني والله أعرف عشرات القصص والحالات التي كانت له يد بيضاء في مساعدتهم ومعونتهم فجزاه الله بتلك المساعي الحميدة أجوراً كثيرة .
تحدِّثك عنه بيوت الأرامل والمساكين ، التي كان يطوف عليها مع زوجه تاره ، ومع أبنائه أخرى ، وأخرى مع صهره المكلوم ،و كيف يتعاهدهم في الملبس والمطعم ، والدواء والنفقه ، بل حتى في مطعمه ومشربه الخاص إن جاء يوم على باله أن يتناول شيئاً من لذيذ الطعام فسرعان ما يبتاع مثله ويوصله لهم ولسان حاله يقول : يطيب لي أن يأكلوا مما نأكل .
وإن بغيته في الدعوة فحدِّث ولا حرج ، فنشاطه في الخير والعلم والدعوة معروف مشهود .
وإن رمته في العبادة فيحدثك عنه قيام الليل ، قبل الفجر بنحو من ساعتين هذه عادته قيام وصلاة ومتابعة بشغف لصلاة الفجر في الحرمين .
ويحدِّثك عنه عنايته بتفقد حوائج الإخوان ، ومساعدة الناس ، وإعانتهم ومدِّ يد العون لهم ، والسبق لذلك ، وقد كنت ولا أزال أسمع هذا كثيراً من أناس يذكرون هذا عنه حين يعرف أحدهم أني صهره ، فأغتبط بذلك والله ويطرب قلبي أن وفقنا لبيت صالح ومنبت طيب مبارك .
ويحدِّثك أيضاً قيامه على بعض الطلبة المعوزين لتدريسهم والنفقة عليهم ، مهما كان نوع علمه ، ما دام سيعود هذا العلم عليه وعلى غيره بالنفع والثمرة ، في حين يقتصر بعض المحسنين على العلم الشرعي
يحدِّثك عنه مسجده الذي لازمه ، وأهله الذين يستبشرون بسلامه ، يحدثني أحدهم يقول : عمُّك من يومين _ بداية مرضه _ كان في كل يوم فجر يسلم علينا وفي هذين اليوم سلم فقط من بعيد ! وأثر التعب واضح عليه .
وفجر اليوم الثلاثاء لم يقدر على أن يذهب لمسجده الذي صحبه من صغره وفي شيخوخته لمرضه حيث ادخل بعد الفجر مباشرة للعناية الحثيثة ، فكأن شيئاً كبيراً قد حدث لأهل المسجد : الشيخ سفيان لم يحضر ؟ لا بد من أمر جلل .
فما كان إلا نبأ المرض ثم وسرعان ما حلَّ نبأ الوفاة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
يحدِّثك عنه صِيته الطيب ، وسمته الحسن ، وخلقه الرفيع ، ومحبته لخدمة الناس ، ويكفي شهادة على ذلك ، _ وأعماله البارة المباركة لمن خير الشهود له إن شاء الله _ ان تجمع حشد كبير أمام منزله يزيدون على مئتين حين بلغهم فقط نبأ وفاته .
يحدِّثك
ويحدِّثك
ويحدِّثك .
رحمك الله يا عماه ، ورضي عنك ، وأسبغ عليك واسع رحمته ، وأفاض على روحك الطاهرة وابل نعيمه ورضاه ، وجمعك مع النبي الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليك .
أعتذر على هذه الكلمات المبعثرة، والحروف المنتثرة ، والتي الشيخ سفيان
فوق ما قلت بكثير ، ولكنها من قلم عاجز ، وفكر مهموم ، لكنها وربي شهادة صدق عن رجل كُلِم في عزيز عليه جداً ، وفي حبيب كبير على قلبه .
فأسألكم يا أحبتي بالله إلا دعوتم له ، وأخلصتم الدعاء له ، لعل رحمة الله تعالى تناله
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين
وكتب
محمد بن يوسف الجوراني
غفر الله له ولأهله وللمسلمين
أكتب لكم أيها الأحبَّة ، والدمع يغرق عيني ، والقلب يعتصر ألماً ، والحزن قد خيِّم في داري
أكتب هذه المرة وليس ككل مرة ، فهي مناقب أو مآثر أو فوائد سمِّها ما تشاء ، فغايتي أن تجد فيها منفعة ، أو فائدة ، أو عبرة، وأرجو أن يكون هذا بعض وفاء للشيخ سفيان

هو والد زوجي الشيخ أبو محمد سفيان توفي

فالشيخ

ربَّاهم على الدين ، وحبِّ السنة النبوية ، وعلق قلوبهم بالحرمين ، فكل عام يجمع أهله للعمرة ، وإن تيسر حجاً فعل .
كان

ومن عجيب أمرالشيخ سفيان

وقد كنت أعجب من أُنْسِه وشوقه وتعلقه ببيت الله الحرام لما أرى ، ولم يدر يوماً ما بخلدي أن يكون ثمة من يملك هذا الشعور ، حتى سرى ذلك الشعور لي من غير كلمة ولكن بفعله وشوقه

ماذا أقول عن هذا الشيخ المبارك

والله إن رمته في العِلْم ، فالشيخ له همة ونَفَس في العلم وهو من المحبِّين جداً لشيخ الإسلام ابن تيمية


وإن رمته في ميادين الصدقات والأيتام والأرامل ، فالشيخ


تحدِّثك عنه بيوت الأرامل والمساكين ، التي كان يطوف عليها مع زوجه تاره ، ومع أبنائه أخرى ، وأخرى مع صهره المكلوم ،و كيف يتعاهدهم في الملبس والمطعم ، والدواء والنفقه ، بل حتى في مطعمه ومشربه الخاص إن جاء يوم على باله أن يتناول شيئاً من لذيذ الطعام فسرعان ما يبتاع مثله ويوصله لهم ولسان حاله يقول : يطيب لي أن يأكلوا مما نأكل .
وإن بغيته في الدعوة فحدِّث ولا حرج ، فنشاطه في الخير والعلم والدعوة معروف مشهود .
وإن رمته في العبادة فيحدثك عنه قيام الليل ، قبل الفجر بنحو من ساعتين هذه عادته قيام وصلاة ومتابعة بشغف لصلاة الفجر في الحرمين .
ويحدِّثك عنه عنايته بتفقد حوائج الإخوان ، ومساعدة الناس ، وإعانتهم ومدِّ يد العون لهم ، والسبق لذلك ، وقد كنت ولا أزال أسمع هذا كثيراً من أناس يذكرون هذا عنه حين يعرف أحدهم أني صهره ، فأغتبط بذلك والله ويطرب قلبي أن وفقنا لبيت صالح ومنبت طيب مبارك .
ويحدِّثك أيضاً قيامه على بعض الطلبة المعوزين لتدريسهم والنفقة عليهم ، مهما كان نوع علمه ، ما دام سيعود هذا العلم عليه وعلى غيره بالنفع والثمرة ، في حين يقتصر بعض المحسنين على العلم الشرعي
يحدِّثك عنه مسجده الذي لازمه ، وأهله الذين يستبشرون بسلامه ، يحدثني أحدهم يقول : عمُّك من يومين _ بداية مرضه _ كان في كل يوم فجر يسلم علينا وفي هذين اليوم سلم فقط من بعيد ! وأثر التعب واضح عليه .
وفجر اليوم الثلاثاء لم يقدر على أن يذهب لمسجده الذي صحبه من صغره وفي شيخوخته لمرضه حيث ادخل بعد الفجر مباشرة للعناية الحثيثة ، فكأن شيئاً كبيراً قد حدث لأهل المسجد : الشيخ سفيان لم يحضر ؟ لا بد من أمر جلل .
فما كان إلا نبأ المرض ثم وسرعان ما حلَّ نبأ الوفاة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
يحدِّثك عنه صِيته الطيب ، وسمته الحسن ، وخلقه الرفيع ، ومحبته لخدمة الناس ، ويكفي شهادة على ذلك ، _ وأعماله البارة المباركة لمن خير الشهود له إن شاء الله _ ان تجمع حشد كبير أمام منزله يزيدون على مئتين حين بلغهم فقط نبأ وفاته .
يحدِّثك
ويحدِّثك
ويحدِّثك .
رحمك الله يا عماه ، ورضي عنك ، وأسبغ عليك واسع رحمته ، وأفاض على روحك الطاهرة وابل نعيمه ورضاه ، وجمعك مع النبي الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليك .
أعتذر على هذه الكلمات المبعثرة، والحروف المنتثرة ، والتي الشيخ سفيان

فأسألكم يا أحبتي بالله إلا دعوتم له ، وأخلصتم الدعاء له ، لعل رحمة الله تعالى تناله
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين
وكتب
محمد بن يوسف الجوراني
غفر الله له ولأهله وللمسلمين
تعليق