المهيمن اسم من أسماء الله




قال ابن الجوزي وفي المهيمن أربعة أقوال :
أحدها أنه المؤيمن رواه التميمي عن ابن عباس وبه قال سعيد بن جبير وعكرمة وعطاء والضحاك ، وقال المبرد مهيمن في معنى مؤيمن إلا أن الهاء بدل من الهمزة كما قالوا أرقت الماء وهرقت وإياك وهياك ، وأرباب هذا القول يقولون المعنى أن القرآن مؤتمن على ما قبله من الكتب إلا أن ابن أبي نجيح روى عن مجاهد ومهيمناً عليه قال محمد مؤتمن على القرآن فعلى قوله في الكلام محذوف كأنه قال وجعلناك يا محمد مهيمناً عليه فتكون هاء عليه راجعة إلى القرآن وعلى غير قول مجاهد ترجع إلى الكتب المتقدمة ، والثاني أنه الشاهد رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال الحسن وقتادة والسدي ومقاتل ، والثالث أنه المصدق على ما أخبر عن الكتب وهذا قول ابن زيد وهو قريب من القول الأول ، والرابع أنه الرقيب الحافظ قاله الخليل .
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 2/370 .
قال ابن جزي : المهيمن في معناه ثلاثة أقوال الرقيب والشاهد والأمين .
التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 4/111.
قال ابن حجر : قال البيهقي هذا شرح قول أهل التفسير في المهيمن انه الأمين ثم ساق من طريق التيمي عن ابن عباس في قوله مهيمنا عليه قال مؤتمنا ومن طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس المهيمن الأمين ومن طريق مجاهد قال المهيمن الشاهد وقيل المهيمن الرقيب على الشيء والحافظ له وقيل الهيمنة القيام على الشيء قال الشاعر :
ألا إن خير الناس بعد نبيه ** مهيمنة التالية في العرف والنكر .
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 13/366.
قال النووي : المهيمن قيل الشهيد وقيل الشاهد وقيل الشاهد المصدق قاله أبو عبيد وقال الخليل وابو عبيدة هو الرقيب الحافظ وقيل الأمين قال أهل العربية الهاء بدل من الهمزة وأصله مؤيمن كما قالوا هرقت وأرقت قال ابن الأنباري وزنه مفعيل ومعناه الأمين .
تحرير ألفاظ التنبيه للنووي ص275 .
قال ابن الأثير : هيمن : في أسماء الله تعالى المهيمن هو الرقيب وقيل الشاهد وقيل المؤتمن وقيل القائم بأمور الخلق وقيل أصله مؤيمن فأبدلت الهاء من الهمزة وهو مفيعل من الأمانة وفي شعر العباس حتى احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق أي بيتك الشاهد بشرفك وقيل أراد بالبيت نفسه لأن البيت إذا حل فقد حل به صاحبه وقيل أراد ببيته شرفه والمهيمن من نعته كأنه قال حتى احتوى شرفك الشاهد بفضلك عليا الشرف من نسب ذوي خندف التي تحتها النطق س وفي حديث عكرمة كان علي أعلم بالمهيمنات أي القضايا من الهيمنة وهي القيام على الشيء جعل الفعل لها وهو لأربابها القوامين بالأمور ، وفي حديث عمر خطب فقال إني متكلم بكلمات فهيمنوا عليهن أي اشهدوا وقيل اراد أمنوا فقلب الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء كقولهم إيما في إما ه وفي حديث وهيب إذا وقع العبد في ألهانية الرب ومهيمنية الصديقين لم يجد أحد يأخذ بقلبه المهيمنية منسوب إلى المهيمن يريد أمانة الصديقين يعني إذا حصل العبد في هذه الدرجة لم يعجبه أحد ولم يحب إلا الله تعالى س وفي حديث النعمان يوم نهاوند تعاهدواهماينكم في أحقيكم وأشساعكم في نعالكم الهماين جمع هميان وهي المنطقة والتكة والأحقى جمع حقو وهو موضع شد الإزار س ومنه حديث يوسف

النهاية في غريب الأثر لابن الأثير ج5/ص274
قال ابن منظور : همن : المهيمن و المهيمن اسم من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة وفي التنزيل ومهيمنا عليه قال بعضهم معناه الشاهد يعني وشاهدا عليه و المهيمن الشاهد وهو من آمن غيره من الخوف وأصله أأمن فهو مؤامن بهمزتين قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة اجتماعهما فصار مؤيمن ثم صيرت الأولى هاء كما قالوا هراق وأراق وقال بعضهم مهيمن معنى مؤيمن والهاء بدل من الهمزة كما قالوا هرقت وأرقت وكما قالوا إياك وهياك قال الأزهري وهذا على قياس العربية صحيح مع ما جاء في التفسير أنه بمعنى الأمين وقيل بمعنى مؤتمن وأما قول عباس بن عبدالمطلب في شعره يمدح النبي حتى احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق فإن القتيبي قال معناه حتى احتويت يا مهيمن من خندف علياء يريد به النبي فأقام البيت مقامه لأن البيت إذا حل بهذا المكان فقد حل به صاحبه قال الأزهري وأراد ببيته شرفه والمهيمن من نعته كأنه قال حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك علياء الشرف من نسب ذوي خندف أي ذروة الشرف من نسبهم التي تحتها النطق وهي أوساط الجبال العالية جعل خندف نطقا له قال ابن بري في تفسير قوله بيتك المهيمن قال أي بيتك الشاهد بشرفك وقيل أراد بالبيت نفسه لأن البيت إذا حل فقد حل به صاحبه وفي حديث عكرمة كان علي



لسان العرب لابن منظور ج13/ص436.
قال الرازي : ه م ن المهيمن الشاهد وهو آمن غيره من الخوف وتمامه سبق في أ م ن .
مختار الصحاح للرازي ص291 .
قال ابن فارس : همن : الهاء والميم والنون ليس بشيء فأما المهيمن وهو الشاهد فليس من هذا إنما هو من باب أمن والهاء مبدلة من همزة .
مقاييس اللغة لابن فارس ج6/ص63
وقال ابن فارس أيضاً : وأما قول الله جلّ وعزّ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ المَائدة 48 وقوله السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الحَشر 23 فإن المفسرين قال بعضهم في قوله وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ المَائدة 48 معناه وشاهداً عليه ، وقال بعضهم رقيباً عليه وقال بعضهم ومؤتمناً عليه وقال بعضهم المهيمِن اسمٌ من أسماء الله في الكتُب القديمة وقال المبرد مُهيمِن معناه مُؤَيْمِن إلا أنّ الهاء مُبدلةٌ من الهمزة والأصل مُؤَيْمِناً عليه كما قالوا هِيَّاك وإيَّاك وهَرَقْتُ الماء وأصله أَرَقتُ قلتُ وهذا على قياس العربية صحيح إن شاء الله تعالى مع ما جاء في التفسير أنه بمعنى الأمين وقيل بمعنى مؤتَمَن وقال العباس بنُ عبد المطَّلب يمدَح النبي


قال الفخر الرازي : " الخامس والعشرون المهيمن وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ المائدة 48 وهو مأخوذ من الأمين وإنما وصف به لأنه من تمسك بالقرآن أمن الضرر في الدنيا والآخرة والرب المهيمن أنزل الكتاب المهيمن على النبي الأمين لأجل قوم هم أمناء الله تعالى على خلقه كما قال وَكَذالِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ البقرة 143. التفسير الكبير للرازي 2/ص16.