ظلمُ ذوي القربى
بعث الرسول r فكان أقاربه أشد الناس تكذيبا له فقد كان عمه أبو جهل يتلقف العرب قبل وصولهم إلى الرسول r ويقول نحن قومه وأعرف الناس به ولو كنا نعلم أنه على الحق لأتبعناه وقال




وهابيلُ عندما قدم قرباناً فتقبل منه حسده أخوه من أمه وأبيه فقتله غيظاً و حقداً أن يكون أحسن منه ،
ويوسف

فعداوة الأقارب حقيقة خالدة ، و قصص تروى ، ومواقف تحكى .
وهي طعنة تأتيك من خلفك ، ورمية تصيبك في حين غفلة منك ، فتصيب مقتلاً ، وتكلُم جرحاً نازفاً .
ترجمها عدي بن زيد الشاعر ، وأرسلها صيحة مدوية لازالت الرواة تتناقلها جيلاً اثر جيل حين قال :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع السهام المهند
ولا تأتي أذية الأقربين إلا من قريبٍ حاسد ، احرق قلبه ما يعرف من نعمت الله عليك ،
وهي برهانٌ قاطع على تميزك ، وعلو كعبك ، فإنك لا تجد التافه مُحسّداً ، فقابلها بطلاقة الوجه وبالتي هي أحسن وأكرم كما أمر الله ، وكما قابلها من كان قبلك من النبلاء ؛ فلست وحدك في المضمار ، فهذا المقنع الكندي يقابل إساءة أقاربه بالإكرام ، وهو القائل في قصيدته الخالدة :
وإن الذي بيني وبين بني أبيوبين بني عمي لمختلف جداً
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم
وإن هووا غيي هويت لهم رشداً
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
وليس يسود القوم من يحمل الحقدا
وكن كما قال أبو الطيب :
لا تلق دهرك إلا غير مكترث
ما دام يصحب فيه روحك البدن
وتجمل ، واصبر فالعاقبة بالصبر جميلة ،
فصبرٌ جميل ، والله المستعان على ما تصفون .
أبو حسان
بندر بن حسن العبدلي
9/9/1432هـ
تعليق