
ويذكر شيخ الإسلام ابن تيميّة -

ولا ريب أن اللغة العربية صالحة لكل زمان ومكان، فهو أوسع اللغات، وأقدرها على مواجهة الواقع بظروفه وتحدياته ومتغيراته ومخترعاته، لكن ذلك لا يمكن مالم يتصدّ العارفون بها لذلك، ويهبوا هبة رجل واحد ليحموا جنابها الشريف من تدنيس اللحون الخفية والجليّة.
وقد قامت المجامع اللغوية في مصر والشام والعراق وغيرها بجهد مشكور، وعمل مبرور في سبيل معالجة النوازل اللغوية على وجه الخصوص، غير أن الخرق اتسع على الراقع، فلم يكن بدّ من أن يجتهد كل بما يقدر عليه سواء بتصنيف الكتب والرسائل، أو كتابة المقالات، أو إنشاء المواقع الإلكترونية، وما إلى ذلك.
وأحسب أن من أبرز من ساهم في سبيل الرقي بهذه اللغة الجميلة، وتصحيح أخطاء الناطقين فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد العزيز بن علي الحربي -حفظه الله- أستاذ القراءات والتفسير بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهو عالم متفنن، أولى اللغة عناية خاصة فدرس متونها على العلماء الأفذاذ مثل الشيخ اللغوي البحر أحمدُّ الشنقيطي -

والشيخ الحربي ينصح طالب العلم أن يضرب في علم النحو والصرف ودلالة الألفاظ ومعانيها بسهم وافر، ويعلل ذلك بأن من لا معرفة له بعلم اللغة لا ثقة بعلمه، ويؤكد بأنه لا يعرف في التاريخ مجتهداً لم يتضلع في علوم اللغة.
وقد أحبّ الشيخ الحربي المساهمة في خدمة اللغة العربية بإنشاء مجمع لغوي على الشبكة الإلكترونية، وكتب في ذلك مقالاً إليكموه:
لم تزل اللّغة العربية ولا تزالُ وستظلُّ قائمةً على أصولها خالدة باقيةً ببقاء القرآن المنزل بلسانٍ عربي مبين، على قلب النبيّ

ولطلاب المعرفة، وعُشَّاق العربيّة، ومحبِّي لغة القرآن أقدّم (مجمع اللّغة العربية على الشبكة العالمية) ليكون جامعًا لروّاد فضائها، والعاملين بحكمها وقضائها الماضين كابن مضائها، على سَننها ومضائها. وإني لأدعو من يجيب إلى النداء، وأحس من نفسه قدرة على المشاركة بالنهوض بلغة الضاد، والذّود عن حياضها أن يمدّ يده بقلمه، وأن يشاركنا برأيه وكلِمه، وأن يُمدّنا بمعرفته، وعلمه وخبرته، وإني لأعلم أن في الدّارسين في بلادنا وفي غيرها من هو خيرٌ مني وأقدر، وأقوم قولاً، وأكثر طولاً، وأفرغ سَبحًا، وأضوء صبحًا، ولكن ماذا يصنع من يرى القادرَ الهمام، عاجزًا عن التمام، غافلاً عمّا يعمل الظالمون بهذه اللّغة الخالدة، التي لم تزل وليدة وهي والدة.
وقد أعدّ موقعه في الشبكة بهذا الرّمز (www.m-a-arabia.com)، وسيكون انطلاقه بعون الله وتوفيقه قريبًا بعد جمع أعضائه واجتماعهم، والله وليّ التوفيق.
تعليق