وإياك أخي الكريم الفاضل.
(15) العزمُ
وضعَ الناسُ موضعَه " الهمَّة " وهو من أشرف الأسباب المعنية على طلب العلم، وكان سبب معصية آدم (فنسيَ ولم نجد له عزمًا ) وأفضل الأنبياء هم (أولوا العزم) وعلى قدر العزيمة تأتي العزائمُ، ولولا المشقة ساد الناسُ كلهمُ!
فكن رجلًا رِجلُه في الثرى ** ** وهامُه همَّتُه في الثريّا
(16) أمثلةٌ لشحذِ الهمم!
من الأمثلة على تأثيرِ الكلمة الواحدة :
الأولى: كان البخاريُّ –
– في حلقة إسحاقَ بن راهويه فقال: لو أنّ أحدكم يجمع كتابًا فيما صحّ من سنة رسول الله
جملةً واحدةً.
الثانية: قال البرزالي لإمام الحفّاظ أبي عبد الله الذهبي (خطّك يشبه خطّ المحدّثين).
ومن الأمثلة في شحذِ الهمم :
(1) كان شيخ الإسلام إذا أعيتْهُ مسألةٌ لم يقرَّ له قرارٌ حتى يجدَ بغيتَه.
(2) عجيبٌ هذا أبو جعفر الطبري لو قسمت الأوراق على أيامِ حياتِه لأصبح ما يكتب كل يوم ستين صفحةً وأكثر! وأرادَ أن يكتبَ تاريخ الإسلام فأمرَ بإحضارِ ثلاثين ألف ورقةً، فقالوا: هذه مدة تنقطع دونها رقاب المطي!
فقال: الله أكبر! ماتت الهمم، أحضروا ثلاثة آلاف ورقة.
(3) النوويُّ –
– مات وعمره خمسٌ وأربعون سنةً، وله عشرون مجلدًّ، أشهرها " المجموع " ولعله يعد عند الشافعية كالمغني عند الحنابلة، وله اثنا عشر درسًا كل يوم.
(4) قد وفّى ابنُ حجر العسقلاني –
– دينَه على الأمة، حين ألف فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
(5) كان يأتي الإمام المتقن الجليل ابنُ شهابٍ الزهري إلى الصبيان والعجائز وذوات الخدور والصغير والكبير، فيباحثهم ويسألهم حتى حوى علمًا عظيمًا.
(6) نسخ الأنماطي – محدِّث بغداد – كتاب الطبقات، لابن سعد، وتاريخ بغداد.
(7) طلبَ الحر بن عبد الرحمن إعراب القرآن خمسًا وأربعين سنة.
(8) الإمام إبراهيم الحربي ما فقدَهُ ثعلب في مجلس نحو ولا لغةٍ نحوًا من خمسينَ سنةً.
=قلتُ (أبو الهمام) يا عجبًا! خمسينَ سنة ورجلان من كبار أهل العلم والفضل لا يفتآن يجلسان يطلبان العلم عند الأشياخ؟ لعمري لو أنّ رجلا في عصرنا جلسَ نصفَ نصف ما جلساهُ؛ لظنّ بذاك بلوغه العلم، وتأهيله للتدريس، ولكان آخرَ عهدٍ به في مجالس أهل العلم، إلا من رحم الله.
(9) أشْكِل على خلف بن هشام بابٌ في النحو، فأنفقَ ثمانية آلاف درهم حتى حذقَه.
(10) قرأ زيدٌ الكِندي القراءات العشر وعمره عشرُ سنين، علّق الذهبي: ما علمتُ هذا وقع لأحدٍ أصلًا!
وما أحسن ما رويَ عن الإمام مالك –
– حين قال: العلم لا يأتي بالوراثة، ولا بالحسب، ولا بالنسب، ولكنه منحٌ إلهية، وعطايا ربّانيّة، يتفضل الله بها على من يشاءُ من عبادِه.
= فحذارِ حذارِ من احتقارِ الذات، وحذارِ حذارِ من دخول الضعفِ والخوَرِ إلى النفس، اللهَ اللهَ في الإخلاصِ، والتشمير عن ساعي الجد لاستغلال ما نستطيع من الثواني والدقائق في التحصيل، سواء سماعا أو قراءةً أو حضورًا.
(15) الشيخ!
من كان له شيخ قريب له متابع يكاد أن يكون اتكاله على الشيخ في ضبط المنهجية، والترقي، ولا نعني بالشيخ العالم المعلم أو المدرس إنما نعني بالشيخ المربي المتعامل مع الطالب على مستوى قريب منه، ويتواصل معه تواصلا علميا تربويًّا، وأشير إلى نقاط:
الأولى: آفة التصدر قبل التأهل قد تؤدي لأن يُبتلى الطالبُ بشيخٍ غير قوي، فلينسحب الطالب من وصايته بهدوء، حافظ له قدره، مبقيًا حبل الود موصولا خاصة إن كان الشيخ من أفاضل الناس خلقا وعبادة، ولا يلزم أن يكون من المشايخ الكبار المتفننين.
الثانية: أهم خصائص الشيخ المذكور = أن يكون مشاركًا في العلوم، ومتقنًا للعلم الذي يدرّسُه، ويكون من ذوي الخلق الحسن وأصحاب العبادة، وأن يكون له عناية بآليات التربية والتعليم، وتنمية الملكات الإبداعية لدى الطلبة، وأن يحسن التعامل مع الطلبة، ويتقن وسائل تزكية نفوسهم، سمح الصدر، لين الجانب، سهل المأخذ، حسن العبارة، كفّ اللسان.
الثالثة: لا مانع من تعداد المشايخ، كأن يكون لكل علم شيخ خاص.
(16) الاستقرارُ الماليُّ والتفرّغ للطلب!
يعد استقرار مصادر الدخل من أهم المعينات على الطلب، ويعدّ الفقر من المعوّقات، وهذه الورقة ستعالجها:
(1) الجيوبُ الفارغة لم تمنع أحدًا من إدراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك (نهرو).
(2) الفقر: هو فقر المال مع القلب والنفس من الاستعانة بالغني الحميد.
(3) كفالة طالب العلم من أهمّ حلولِ هذه المشكلة، وهي من أعظم أبواب الإنفاق في سبيلِ الله، وليست الحل الوحيد.
(4) المسألة بحاجة إلى ملكة الإدارة، فكثيرٌ من المتفرّغين يخونهم الفراغ والرخاء فتضيع أوقاتهم ولا يستفيدون شيئًا، وكثير ممن يعمل إلى جوار الطلب يكتسب روحًا مفعمة بالتحدي تدفعه للإنجاز.
(5) قليلٌ دائم خير من كثير منقطع، وأربع أو خمس ساعات لطالب العلم العامل مع اختيار العمل غير المجهِد والمداومة، وتكون أوقات البكور كافية.
(6) لا حاجة للفقير أن يستهلك ماله في شراء الكتب، بل يشتري الذي يذاكرها أو يحفظها، ولا غنى عن الإلكترونيات.
(7) ليس في تقديم الزواج أو تأخيره رأي قاطع، فمن كان يملك نفقات الزواج دون أن يضطر للعامل فيُعجل، ومن كان لا يملك فيؤخر حتى ينتهي من المرحلة الثانية من العلوم الشرعية، فلا يلبث أن يعود الطالب بعد مرورة فترة الزواج إلى العلم، والزواج خيرٌ كله.
(17) شمّاعة المعوّقات، التواني في طلب العلم بدعوى ضعف المقوّمات.
لأبي مالك العوضي .. ينظر هنا:
من روائع المقالات: ((شماعة المعوقات: التواني في طلب العلم بدعوى ضعف المقومات)) - ملتقى أهل الحديث
(18) من لزم بابًا من العلم وانقطع له فتح له
يقرأ للدكتور البليغ / (مـ)ـحمد أبي موسى
من لزم بابا من العلم وانقطع له فتح له.مقالة رائعة جدا فلا تفوتكم. - ملتقى أهل الحديث
وهذان المقالان انتخابُهما يُسقط هيبة أقلامهما.
(15) العزمُ
وضعَ الناسُ موضعَه " الهمَّة " وهو من أشرف الأسباب المعنية على طلب العلم، وكان سبب معصية آدم (فنسيَ ولم نجد له عزمًا ) وأفضل الأنبياء هم (أولوا العزم) وعلى قدر العزيمة تأتي العزائمُ، ولولا المشقة ساد الناسُ كلهمُ!
فكن رجلًا رِجلُه في الثرى ** ** وهامُه همَّتُه في الثريّا
(16) أمثلةٌ لشحذِ الهمم!
من الأمثلة على تأثيرِ الكلمة الواحدة :
الأولى: كان البخاريُّ –


الثانية: قال البرزالي لإمام الحفّاظ أبي عبد الله الذهبي (خطّك يشبه خطّ المحدّثين).
ومن الأمثلة في شحذِ الهمم :
(1) كان شيخ الإسلام إذا أعيتْهُ مسألةٌ لم يقرَّ له قرارٌ حتى يجدَ بغيتَه.
(2) عجيبٌ هذا أبو جعفر الطبري لو قسمت الأوراق على أيامِ حياتِه لأصبح ما يكتب كل يوم ستين صفحةً وأكثر! وأرادَ أن يكتبَ تاريخ الإسلام فأمرَ بإحضارِ ثلاثين ألف ورقةً، فقالوا: هذه مدة تنقطع دونها رقاب المطي!
فقال: الله أكبر! ماتت الهمم، أحضروا ثلاثة آلاف ورقة.
(3) النوويُّ –

(4) قد وفّى ابنُ حجر العسقلاني –

(5) كان يأتي الإمام المتقن الجليل ابنُ شهابٍ الزهري إلى الصبيان والعجائز وذوات الخدور والصغير والكبير، فيباحثهم ويسألهم حتى حوى علمًا عظيمًا.
(6) نسخ الأنماطي – محدِّث بغداد – كتاب الطبقات، لابن سعد، وتاريخ بغداد.
(7) طلبَ الحر بن عبد الرحمن إعراب القرآن خمسًا وأربعين سنة.
(8) الإمام إبراهيم الحربي ما فقدَهُ ثعلب في مجلس نحو ولا لغةٍ نحوًا من خمسينَ سنةً.
=قلتُ (أبو الهمام) يا عجبًا! خمسينَ سنة ورجلان من كبار أهل العلم والفضل لا يفتآن يجلسان يطلبان العلم عند الأشياخ؟ لعمري لو أنّ رجلا في عصرنا جلسَ نصفَ نصف ما جلساهُ؛ لظنّ بذاك بلوغه العلم، وتأهيله للتدريس، ولكان آخرَ عهدٍ به في مجالس أهل العلم، إلا من رحم الله.
(9) أشْكِل على خلف بن هشام بابٌ في النحو، فأنفقَ ثمانية آلاف درهم حتى حذقَه.
(10) قرأ زيدٌ الكِندي القراءات العشر وعمره عشرُ سنين، علّق الذهبي: ما علمتُ هذا وقع لأحدٍ أصلًا!
وما أحسن ما رويَ عن الإمام مالك –

= فحذارِ حذارِ من احتقارِ الذات، وحذارِ حذارِ من دخول الضعفِ والخوَرِ إلى النفس، اللهَ اللهَ في الإخلاصِ، والتشمير عن ساعي الجد لاستغلال ما نستطيع من الثواني والدقائق في التحصيل، سواء سماعا أو قراءةً أو حضورًا.
(15) الشيخ!
من كان له شيخ قريب له متابع يكاد أن يكون اتكاله على الشيخ في ضبط المنهجية، والترقي، ولا نعني بالشيخ العالم المعلم أو المدرس إنما نعني بالشيخ المربي المتعامل مع الطالب على مستوى قريب منه، ويتواصل معه تواصلا علميا تربويًّا، وأشير إلى نقاط:
الأولى: آفة التصدر قبل التأهل قد تؤدي لأن يُبتلى الطالبُ بشيخٍ غير قوي، فلينسحب الطالب من وصايته بهدوء، حافظ له قدره، مبقيًا حبل الود موصولا خاصة إن كان الشيخ من أفاضل الناس خلقا وعبادة، ولا يلزم أن يكون من المشايخ الكبار المتفننين.
الثانية: أهم خصائص الشيخ المذكور = أن يكون مشاركًا في العلوم، ومتقنًا للعلم الذي يدرّسُه، ويكون من ذوي الخلق الحسن وأصحاب العبادة، وأن يكون له عناية بآليات التربية والتعليم، وتنمية الملكات الإبداعية لدى الطلبة، وأن يحسن التعامل مع الطلبة، ويتقن وسائل تزكية نفوسهم، سمح الصدر، لين الجانب، سهل المأخذ، حسن العبارة، كفّ اللسان.
الثالثة: لا مانع من تعداد المشايخ، كأن يكون لكل علم شيخ خاص.
(16) الاستقرارُ الماليُّ والتفرّغ للطلب!
يعد استقرار مصادر الدخل من أهم المعينات على الطلب، ويعدّ الفقر من المعوّقات، وهذه الورقة ستعالجها:
(1) الجيوبُ الفارغة لم تمنع أحدًا من إدراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك (نهرو).
(2) الفقر: هو فقر المال مع القلب والنفس من الاستعانة بالغني الحميد.
(3) كفالة طالب العلم من أهمّ حلولِ هذه المشكلة، وهي من أعظم أبواب الإنفاق في سبيلِ الله، وليست الحل الوحيد.
(4) المسألة بحاجة إلى ملكة الإدارة، فكثيرٌ من المتفرّغين يخونهم الفراغ والرخاء فتضيع أوقاتهم ولا يستفيدون شيئًا، وكثير ممن يعمل إلى جوار الطلب يكتسب روحًا مفعمة بالتحدي تدفعه للإنجاز.
(5) قليلٌ دائم خير من كثير منقطع، وأربع أو خمس ساعات لطالب العلم العامل مع اختيار العمل غير المجهِد والمداومة، وتكون أوقات البكور كافية.
(6) لا حاجة للفقير أن يستهلك ماله في شراء الكتب، بل يشتري الذي يذاكرها أو يحفظها، ولا غنى عن الإلكترونيات.
(7) ليس في تقديم الزواج أو تأخيره رأي قاطع، فمن كان يملك نفقات الزواج دون أن يضطر للعامل فيُعجل، ومن كان لا يملك فيؤخر حتى ينتهي من المرحلة الثانية من العلوم الشرعية، فلا يلبث أن يعود الطالب بعد مرورة فترة الزواج إلى العلم، والزواج خيرٌ كله.
(17) شمّاعة المعوّقات، التواني في طلب العلم بدعوى ضعف المقوّمات.
لأبي مالك العوضي .. ينظر هنا:
من روائع المقالات: ((شماعة المعوقات: التواني في طلب العلم بدعوى ضعف المقومات)) - ملتقى أهل الحديث
(18) من لزم بابًا من العلم وانقطع له فتح له
يقرأ للدكتور البليغ / (مـ)ـحمد أبي موسى
من لزم بابا من العلم وانقطع له فتح له.مقالة رائعة جدا فلا تفوتكم. - ملتقى أهل الحديث
وهذان المقالان انتخابُهما يُسقط هيبة أقلامهما.

اترك تعليق: