المقدمة
حمداً لك يا من صحَّ سَنَدُ كلِّ كمالٍ إليه، فلا يحوم حوله قدح ولا إعلال، وشكراً لك على أياديك الحسان، المنزهة عن الضعف والإعضال، والصلاة والسلام على رسولك المرسل الموصول بشرائف الخلال، وعلى آله الذين أحاديث شرفهم مرفوعة غير موضوعة، وعلوم حديثهم لمن أرادها غير مقطوعة ولا ممنوعة، الموقوف - على حبهم - الفوز في المعاد، الموضوع من ناوأهم عن الاعتماد، وعلى أصحابه الذين عليهم يدور فلك الإسناد(1)، أما بعد:
فهذا شرح متوسط لـ"نخبة الفكر"، كتبته في الأصل تلبية لحاجة لمستها في الطلاب المبتدئين، وهنا أنا اليوم ـ وهذا ما لم يدر بخلدي ـ أضعه بين يدي إخواني من غير المختصين أكاديمياً في هذا الفن، والسبب أنني منذ بدأتُ في شرح هذا المتن عام 1415هـ، وكثير من المبتدئين يَشْكُون من طول الشروح الموجودة، أو من صعوبة عباراتها، التي تحول دون الاستفادة من هذا المتن المبارك.
وقد قصدتُ من هذا الشرح توضيح معانيها، والتركيز على مقاصد مؤلفها، مع الحرص على يسر العباردة؛ لأنني لم أجد شرحاً يناسب هذه الطبقة من طلاب العلم، اللهم إلا ما كان من شرح الشيخ/ خالد بن عبدالله باحميد الأنصاري، أثابه الله، وقد طبع عام 1422هـ.
وقد وفّق كثيرا في مقصوده، لكن أبرز ما يلاحظ عليه نقصُ الأمثلة فيما يذكره الحافظ من مسائل، مع أن ضرب الأمثلة من أهمّ ما يرسّخ المعنى.
كما أنه أغفل ـ ولعله قصد الاختصار ـ التنبيه على بعض تقييدات الحافظ لبعض المصطلحات التي أطلقها الأئمة على بعض المصطلحات، والتي ربما ظن المبتدئ أنها لا تطلق إلا على تلك الصورة، فيقع عنده لبس إذا تقدم في العلم، فحرصت على التنبيه على هذا من غير دخول في التفاصيل، إذ التفاصيل تطلب في المطولات.
كما حرصتُ على وضع المشجرات، والرسوم البيانية التي تعين على تصور المسائل المتشعبة، وقد جعلت هذه الرسوم مبثوثة في ثنايا الشرح؛ لما رأيت من أثره على الطلاب عند شرحي لهذا المتن.
أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يتقبل هذا الشرح، وأن يعفو عن زللي وتقصيري، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــ
([1]) اقتباس هذه المقدمة من مقدمة الصنعاني في شرحه على كتاب ابن الوزير "معاني تنقيح الأنظار": (1/1).
تعليق