بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني: بيان أصول جامعة لمسائل أعمال القلوب
الحمد لله الذي لا إله إلا هو الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على الرسول الناصح الأمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، الذين 

أما بعد:
فقد تقدَّم في الدرس السابق ذكر مقاصد التحفة العراقية بشيء من الإجمال والتلخيص، وكان المقصد الأول من تلك المقاصد هو بيان أهمية أعمال القلوب.
وأهمية أعمال القلوب تتبيَّن من طريقين: مجمل ومفصل
فأما الطريق المجمل: فهو في بيان أصول جامعة لأعمال القلوب، وهو موضوع هذا الدرس، وقد سبقت الإشارة إلى أهم ذلك في الدرس السابق، وخلاصة ما سبق ذكره أن الغاية التي خلقنا الله تعالى لها هي عبادته وحده لا شريك له، وأن العبادات تنقسم إلى عبادات ظاهرة وعبادات باطنة، وأن العبادات الباطنة -التي هي أعمال القلوب -هي أصل العبادات الظاهرة؛ فكانت الأعمال القلبية هي لبُّ ما خُلقنا لأجله.
فالشأن كل الشأن هو في عبادة القلب التي إذا صحت وخلصت لله تعالى سعد العبدُ في الدنيا والآخرة.
ولصلاح عبودية القلب أصول جامعة تبيّن معالمها، وتحدد مراسمها، وتُعرَفُ بها مراتب السالكين، ومنازل السائرين، ومقامات العارفين، ويعرف بمجملها أهمية أعمال القلوب وعظم شأنها.
وسأوجز الحديث عن ذلك في هذا الدرس في النقاط التالية:
1: الغاية من خلقنا هي عبادة الله وحده لا شريك له.
2: بيان معنى العبادة.
3: بيان الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية .
4: التذكير بالعهد العظيم بين العبد وربه

5: بيان درجات تحقيق العبودية لله تعالى.
6: بيان حقيقة الهدى والرشاد.
وأما الطريق المفصل: فهو بذكر أعمال القلوب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والاستعانة والرغبة والرهبة وغيرها ، وشرح المسائل المتعلقة بها بما يبيّن عظم شأنها وجلالة قدرها في الدين.
ودرس اليوم مهمّ في معرفة أصول البحث في مسائل أعمال القلوب، ومعرفة الميزان الذي توزن به أعمال السالكين، وتميز به مراتبهم، وما يتبع ذلك من التعرف على أسباب الانحراف والتقصير والغلط لدى بعض السالكين ومراتبها.
وأسأل الله تعالى لي ولكم الهدى والسداد، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، وينفعنا بما يعلمنا، وأن يزيدنا علماً ينفعنا به.
تعليق