وفي سنه(1385ه=1965م)عاد الفراعنة الأغرار إلى جريمتهم الهائلة فأججوا نيران المحنة مرة أخرى،اعتقالا ،وجلدا ،وتعذيبا،ومحاكمات عسكرية هزلية وقتلا بالسياط وإعداما على المشانق وإذلالا منظما في المعتقلات والسجون خاصة في أتون السجن الحربي!!
ولا تكفي مئات الصفحات لبيان هذا فقد كان الفراعنة الأغرار في عنفوان طغيانهم وقد خدعوا الناس جميعا وسخروا ضدنا كل شيء من الإذاعات إلى الصحافة ..إلى الأقلام الفاسدة المرتشية إلى الشيوخ الكذبة الذين خطبوا على المنابر بالزور أو أفتوا بالباطل إلى الشيوعيين الملحدين وعامه الذين كفروا بالله والمرسلين ...إلى المرتزقة من الجيش والشرطة والمباحث ...ناهيك عن الرجال النيابة والقانون ؟!!!
وبالاختصار كنا كما قال الله

"(الأحزاب 10،11)
الله أعلى وأجل:
وكنا في أشد الرعب والخوف على أنفسنا وعلى إخواننا خشية التذبذب والفتنة تحت وطأة التعذيب الهمجي الوحشي !!
كان الطواغيت ومن حولهم يملكون كل شيء وكنا نحن مجردين من كل حول وطول حتى ملابسنا ممزقة أو مليئة بالدماء و القيح والصديد !!
ولكن الله

وهو الشهيد والرقيب الذي لا يغيب وقد تجلى بفضله ورحمته على هؤلاء المعذبين فثبت القلوب وأنزل السكينة على النفوس وقوى العزائم والهمم وعلق الأرواح بالعرش والفردوس الأعلى وأجرى حكم القرآن على الألسنة في هذا المعترك الضنك فكانت بردا وسلاما على الجراح الملتهبة والأبدان الممزقة ..!!
يقول فتى لصاحبه وكلاهما ممزق الإرهاب والثياب ) لا تحزن إن الله معنا)
ويهمس آخر لأخ بجواره وهو لا يعرفه : (قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه)
وينظر ثالث إلى جراح أخيه والدود يتناثر منها: (و إذا مرضت فهو يشفين )
ويقول شيخ في صوت خفيض مخافة أن يسمعه الجلادون المجرمون : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
"(البقرة 186) وهمهم من سمعوا الآية الكريمة بالدعاء والرجاء ..، وسمعت من روائي صوتا حبيبا هادئا يقول الحديث الشريف : (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر....)
هذا الكتاب طبع ولا تجده في المكتبات فهو نصيحة قام بها ولا يريد طباعته لينشر بين الناس فقد كان يوزعه أو ينشره بسعر التكلفة بل أقل وكان الكتاب صيحة حق في وجه اللباطل وكان الإخوان يتدارسونه بينهم فلعله آتى أكله ولعلهم انتفعوا به
اترك تعليق: