بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن وتقبل
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد :رب يسر وأعن وتقبل
فلا شَكَّ أنَّ في تكرار الحركة بنظام رياضة تَعُودُ على البدن بالنفع ، وقد علَّم الله

ثم نجده بعد أن ينتقل إلى مرحلة عمرية متقدمة يختار ما يناسبه من الرياضة التي يقوي بها جسمه ، ويحافظ بها على لياقته البدنية .
والناس من قديم الزمان لهم طُرق وأساليب في تقوية أجسامهم بالرياضة ، وكل أمة أخذت منها ما يُناسِب وضعها ويتَّصل بأهدافها ، فالأمة الحربية - مثلًا - عُنِيَتْ بحمل الأثقال ، وبالرمي ، واللعب بالسلاح ؛ والأمة التي تكثر فيها السواحل تُعْنَى بالسباحة ، والأمة المسالمة الوادِعة تعنى بالتمرينات الحركيَّة للأعضاء ، بمثل ما يُطلَق عليه : الألعاب السويديَّة .. وهكذا .
ولما كان الإسلام دينًا شاملا لجميع الحياة ، وجدنا أن الرياضة النافعة حظيت باهتمامه ، فقد قال الله تعالى :



أما القول ؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ


وسابق النبي



وأما الفعل ، فقد صارع النبي


وأما التقرير فقد أجَازَ

هذه أدلة واضحة الدلالة على أن الإسلام اهتم بالرياضة البدنية ، وحرص على قوة أبنائه .
واعلم – رحمني الله وإياك – أن الرِّياضةَ وَسِيلَةٌ لا غايَة ؛ وأن ما قدمناه من ندب النبي


قال أبُو بَكْرٍ الجَزَائِرِيُّ : إنَّ الغَرَضَ مِنْ جَمِيْعِ هَذِه الرِّيَاضَاتِ الَّتِي كَانَتْ تُعْرَفُ في صَدْرِ الإسْلامِ بـ ( الفُرُوْسِيَّةِ ) ، هُوَ الاسْتِعَانَةُ بِها عَلى إحْقَاقِ الحَقِّ ونُصْرَتِه ، والدِّفَاعِ عَنْه ، ولَمْ يَكُنْ مِنْها الحُصُوْلُ عَلى المَالِ وجَمْعِهِ ، ولا الشُّهْرَةِ ، وحُبِّ الظُّهُوْرِ ، ولا مَا يُسْتَتْبَعُ ذَلِكَ مِنَ العُلُوِّ في الأرْضِ والفَسَادِ فَيْها ، كَمَا هِيَ أكْثَرُ حَالِ الرِّياضِيِّيْنَ اليَوْمَ .
إنَّ المَقْصُوْدَ مِنْ كُلِّ الرِّياضَاتِ عَلى اخْتِلافِها هُوَ التَّقَوِّي ، وإكْسَابُ القُدْرَةِ عَلى الجِهَادِ في سَبِيْلِ الله تِعَالِى ، وعَلى هَذَا يَجِبُ أنْ تُفْهَمَ الرِّيَاضَةُ في الإسْلامِ ، ومَنْ فَهِمَها عَلى غَيْرِ هَذَا النَّحْوِ فَقَدْ أخْرَجَها عَنْ مَقْصَدِها الحَسَنِ إلى قَصْدٍ سِيءٍ مِنَ اللَّهْوِ البَاطِلِ ، والقُمَارِ الحَرَامِ ا.هـ ( [5] ) .
وقد اخترع الناس في أزمنة مختلفة أنواعًا من الألعاب ، ربما اندرج بعضها تحت أنواع الرياضة المستفاد منها ، وكثير منها مما لا فائدة منه .
وفي هذه الرسالة ( آداب التروُّض في الإسلام ) أتناول الحديث عن :
معنى الرياضة .
أنواع الرياضات .
رياضة النفس .
الرياضة البدنية .
لكل عضو رياضة .
أنواع الرياضات البدنية التي كانت على عهد رسول الله e .
أنواع الألعاب
أحكام تتعلق بالرياضة البدنية .
آداب التروض .
حكم مشاهدة الألعاب الرياضية
حكم تشجيع الفرق الرياضية
والله الكريم أسأل العون والسداد ، وأن يتقبلها مني ، ويجعل لها القبول في الأرض ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، لا رب غيره ، ولا أرجو إلا خيره ، عليه توكلت ، وإليه أنيب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وكتبه
أفقر العباد إلى عفو ربِّ البرية
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
أفقر العباد إلى عفو ربِّ البرية
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
[1] - مسلم ( 2664 ) .
[2] - البخاري ( 1874 ) ، ومسلم ( 1159 ) .
[3] - أحمد وأهل السنن عن أبي هريرة ، وسيأتي تخريجه .
[4] - البخاري ( 2743 ، 3193 ) .
[5] - انظر ( مِنْهَاجِ المُسْلِمِ ) ص 459 .
تعليق