همسات في طريق المسيرة القرآنية
بقلم : د.جمال ياسين
الهمسة الأولى
( قرآناً يمشي على الأرض )




أولاً :من الواجب على مسؤولي الحلقات والمراكز القرآنية والإقرائية اختيار المعلم والمقرئ المناسب ليس من حيث الحفظ والإتقان فقط كما هو حال اليوم ؛ وإنما يضاف إلى ذلك المعلم المربي والقدوة في أقواله وأفعاله ؛ فكيف لمعلم حلقة قرآنية غير ملتزم بالقيم والأخلاق الإسلامية أن يخرج طلاباً ملتزمين بها !
ثانياً : يجب على معلم كل حلقة قرآنية أو إقرائية أن يهتم بالجانب التربوي الأخلاقي لطلابه، وذلك بأن يكون قريباً منهم ومن واقع حياتهم، يعاشرهم باستمرار ويزورهم في منازلهم ويتعرف على أسرهم ، ويسأل عنهم ، ويحتك بهم في مواقف وأنشطة عديدة يقيمها لهم، فإن ذلك كله يكشف للمعلم ما يحمل كل طالب من أخلاق وسلوك ، فيستطيع أن يعدّل من سلوكهم باستمرار، كلما وجد من طالب خطئاً نبهه ووعظه وأرشده وتابعه في عدم تكرار ذلك ؛ ومع الأيام يتعدل سلوك الطالب فإذا أكمل حفظ القرآن كان لبنة رائعة في المجتمع صاحب قيم وأخلاق عالية تمثل حافظ القرآن العامل بالقرآن .
ثالثاً : صرنا نفتقد اليوم لطالب يقرأ القرآن الكريم ويرتله ويتدبره وتترقرق دموعه من خشية الله متأثراً بما يقرأه من آيات، صرنا نفتقد لجو إيماني عظيم يشعر الرائي – حقاً – أن الملائكة تحفهم، والرحمة تغشاهم، والسكينة تنزل عليهم ، بل صار الطلاب يرددون كلام الله ولا يعرفون ما يقرؤون، وهذه مشكلة كبيرة، فالواجب قراءة القرآن بتدبر وخشوع ، بل إن هذه هي الغاية من قراءة القرآن ، قال الله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[ص: 29]، فعلى المعلم أن ينبه طلابه دائما على ذلك ، ويقف معهم باستمرار على بعض آيات من القرآن ليتحدث عن ما تحمله من معاني ؛ حتى يغرس في نفوس طلابه أهمية التدبر .
رابعاً : كذلك على معلم الحلقة القرآنية أن يتخول طلابه بالموعظة باستمرار حول القيم والأخلاق ويزرع لهم في كل موعظة خلقاً، ويحدثهم عن أخلاق رسول الله

- هذه بعض كلمات كتبتها في عجالة، إن أحسنت فيها فمن الله وإن أسأت فمن نفسي والشيطان ، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه الفقير إلى عفو ربه الكريم : د.جمال ياسين – اليمن – محافظة إب - 24 - 1 - 2016م