اعلموا - رحمكم الله - أن من حق الأبناء على الآباء اختيار أسماء حسنة لهم ، فإن الاسم فوق أنه للتعريف بصاحبه ، فقد يجلب على صاحبه الهمز واللمز إن لم يكن حسنا ؛ وروى أحمد وأبو داود والدارمي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
: " إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ " . قال النووي -
: يستحب تحسين الاسم لحديث أبي الدرداء
. وأما أحب الأسماء إلى الله ، ففي صحيح مسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
: " إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ : عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ " . وروى أحمد والبخاري في ( الأدب المفرد ) عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ : لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ
فَقَالَ : " أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : حَرْبًا ، قَالَ : " بَلْ هُوَ حَسَنٌ " فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ
فَقَالَ : " أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : حَرْبًا ، قَالَ : " بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ " فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، فَجَاءَ النَّبِيُّ
فَقَالَ : " أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ " قُلْتُ : حَرْبًا ؛ قَالَ : " بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ " ثُمَّ قَالَ : " سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ شَبَّرُ وَشَبِيرُ وَمُشَبِّرٌ " . وفي صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
: " وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ .." الحديث . ففي هذه الأحاديث دلالة واضحة على اختيار الأسماء الحسنة ، وأن أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ؛ وأن التسمية بغيرها من الأسماء الحسنة جائز .











