لسنا ونحن نودع رمضان نودع معه عبادة الرحمن ! لقد اعتدنا في رمضان على الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن وغير ذلك من العبادات ، فهل هذا مختص بهذا الشهر فقط ؟
رحم الله زمانًا كانت حياة الناس فيه كلها كرمضان .
إن في رمضان دورة تدريبية على هذه الطاعات لتستمر معك - عبدَ الله - في طريقك إلى الله ، ومن هنا سنَّ لنا رسول الله e نافلة الصيام ، وبين لنا فضلها ، وجعل قبل رمضان وبعده منه ما يكون كرواتب الصلاة ... فالزمه تفز .
والزم كذلك تلاوة القرآن ، وليكن لك ورد يومي لا تغفل عنه ، إنه زاد حياتك ، وعدة لقائك ، وشفيع لك يوم القيامة ، روى الترمذي وصححه عن ابْنِ مَسْعُودٍ –
– قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
: " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ:
الم
حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلَامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ ". وروى أحمد ومسلم عن أَبي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -
- يَقُولُ : " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ ... الحديث .
وقيام الليل من أبواب الخير ، وهو دأب الصالحين ، فاحرص عليه، ولو بركعتين من أوله ، روى أحمد والترمذي وابن ماجة عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ –
– أن رَسُولَ اللَّهِ -
- قَالَ له: " أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " ، ثُمَّ تَلا :
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
[السجدة: 16] .
وروى أحمد وأهل السنن إلا الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –
– قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
: " رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ، ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ ، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى ، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ " ؛ وروى أبو داود وابن ماجة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-
: " إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّيَا - أَوْ صَلَّى - رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا فِي الذَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرَاتِ ".
وهمسة ساخنة في أذن من يعبد الله في رمضان، فإذا انقضى رمضان انقضت معه عبادته ! وكأنه عبد موسم؟ ! عبدَ الله ! أنت لله عبد في كل زمان، فلا تكن رمضانيًا ولا شعبانيًا ، ولا شواليًا ، وكن ربانيًا .
إن الله تعالى لم يخلقك عبثا، قال تعالى:
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
[ المؤمنون : 115، 116 ] ؛ إنما لعبادته خلقك ، قال تعالى :
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [الذاريات : 56 ، 57 ] . ولن يتركك سدى :
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى . أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى . أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى
[ القيامة : ٣٦ – ٤٠ ] ؛ بل يحييك الله تعالى ويسألك ، فماذا أعددت لهذا اليوم ؟ أيكفيك فيه عبادة شهر رمضان ، ثم معصية العام ؟
قف مع نفسك صادقًا ، وألزم طريق النجاة بدوام العبادة لله تعالى ، واستغفر الله عن ما مضى وسله أن يصلح لك ما بقي .
اللهم ربنا ورب كل شيء ، وإلهنا وإله كل شيء ، اغفر لنا كل شيء حتى لا تسألنا عن شيء ؛ وأعد علينا رمضان سنينَ عديدة ، وأزمنة مديدة ، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... آمين .
رحم الله زمانًا كانت حياة الناس فيه كلها كرمضان .
إن في رمضان دورة تدريبية على هذه الطاعات لتستمر معك - عبدَ الله - في طريقك إلى الله ، ومن هنا سنَّ لنا رسول الله e نافلة الصيام ، وبين لنا فضلها ، وجعل قبل رمضان وبعده منه ما يكون كرواتب الصلاة ... فالزمه تفز .
والزم كذلك تلاوة القرآن ، وليكن لك ورد يومي لا تغفل عنه ، إنه زاد حياتك ، وعدة لقائك ، وشفيع لك يوم القيامة ، روى الترمذي وصححه عن ابْنِ مَسْعُودٍ –





وقيام الليل من أبواب الخير ، وهو دأب الصالحين ، فاحرص عليه، ولو بركعتين من أوله ، روى أحمد والترمذي وابن ماجة عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ –




وروى أحمد وأهل السنن إلا الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –



وهمسة ساخنة في أذن من يعبد الله في رمضان، فإذا انقضى رمضان انقضت معه عبادته ! وكأنه عبد موسم؟ ! عبدَ الله ! أنت لله عبد في كل زمان، فلا تكن رمضانيًا ولا شعبانيًا ، ولا شواليًا ، وكن ربانيًا .
إن الله تعالى لم يخلقك عبثا، قال تعالى:





قف مع نفسك صادقًا ، وألزم طريق النجاة بدوام العبادة لله تعالى ، واستغفر الله عن ما مضى وسله أن يصلح لك ما بقي .
اللهم ربنا ورب كل شيء ، وإلهنا وإله كل شيء ، اغفر لنا كل شيء حتى لا تسألنا عن شيء ؛ وأعد علينا رمضان سنينَ عديدة ، وأزمنة مديدة ، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... آمين .