قال ابن رجب
في ( لطائف المعارف ) : لما سمع الصحابة
قول الله تعالى :
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ
( البقرة : 148 ) ؛
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
( الحديد : 21 ) ، فهموا أن المراد من ذلك أن يجتهد كل واحد منهم أن يكون هو السابق لغيره إلى هذه الكرامة ، والمسارع إلى بلوغ هذه الدرجة العالية ، فكان أحدهم إذا رأى من يعمل عملا يعجز عنه ، خشي أن يكون صاحب ذلك العمل هو السابق له ، فيحزن لفوات سبقه ، فكان تنافسهم في درجات الآخرة ، واستباقهم إليها ؛ كما قال تعالى :
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
( المطففين : 26 ) .








ثم جاء من بعدهم فعكس الأمر ، فصار تنافسهم في الدنيا الدنية وحظوظها الفانية ؛ قال الحسن : إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا ، فنافسه في الآخرة . وقال وهيب بن الورد : إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل .