استنبط العلماء من قوله تعالى : ( وقالوا اتخذ الله ولداً ، سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ) [ البقرة : 116 ] ومن قوله تعالى : ( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً ، إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً ) [ مريم : 92 ـ 93 ] ؛ أن الولد لا يكون مملوكاً لأبيه ..
لذا استنبط منها الشافعي عِتْقَ الأصل والفرع بمجرد المِلْك(1 ).
وقال الكيا الهراسي (ت:504هـ): " فيه دلالة على أن الولد لا يكون مملوكاً لأبيه"(2 ).
وذكره ابن عطية (ت: 542هـ) بقوله: " واستدل بعض الناس بهذه الآية على أن الولد لا يكون عبداً" ثم قال: " وهذا انتزاع بعيد "( 3).
وذكره ابن عاشور (ت: 1393هـ) في آية البقرة عن بعض الفقهاء ثم قال: " وهو استرواح حسن "( 4).
ووجه هذا الاستنباط:
أن الله تعالى جعل العبودية منافية للولادة حيث ذكرت في مقابلها فدل على أنهما لا يجتمعان(5 ).
قال ابن العربي ( ت: 543هـ): " ووجه الدليل عليه من هذه الآية أن الله تعالى جعل الولديَّة والعَبْدِيّة في طرَفي تقابل، فنفى إحداهما وأثبت الأخرى، ولو اجتمعتا لما كان لهذا القول فائدةٌ يقع الاحتجاج بها، والاستدلال عليها، والتبرّي منها"( 6).
وقال ابن الجوزي (ت:597هـ): " لأن الله تعالى نفى البُنُوَّةَ لأجل العبودية، فدلّ على أنه لا يجتمع بنُوَّةٌ ورِقٌّ"(7 ).
تعليق