المشاركة الأصلية بواسطة غانم قدوري الحمد
مشاهدة المشاركة
أشكر للدكتور غانم قدوري الحمد مشاركتنا في هذا الموضوع
وقد كنت أتمنى أن ألتقي بالدكتور قبل هذا ....
لقد أحضر لي أحد طلاب الجامعة الأردنية كتاب " رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية " وصورته قبل أن أجد له نسخة في السوق بعد عشر سنين أو تزيد.
وقد شرعت في البحث في الرسم القرآني قبل ذلك بسنوات عديدة؛ وتكشفت لي خطوط منهج جديد في بحث المقطوع والموصول والزيادة والحذف والإبدال في حروف الألف والواو والياء، وبسط التاء وقبضها، وباقي مسائل قواعد الرسم القرآني... على غير تعليل أبي العباس المراكشي.
وعندما قرأت كتاب الدكتور غانم، ورأيت الجهد الكبير الذي بذله في رسالته حتى خرج بها بهذه الصورة .... فبعد انتهائي من قراءة الكتاب حمدت الله تعالى أني لم أطلع على الكتاب مسبقًا .. وإلا لسملت للدكتور أن الاختلاف في رسم القرآن عن الرسم الإملائي راجع إلى طريقة قديمة في الكتابة لم تختف، وطريقة جديدة تشق طريقها في زمن نزول القرآن الكريم، فجمعت الطريقتين في الكتابة في رسم المصحف ..
ولو قرأت الكتاب لقعدت عن البحث في الرسم القرآني بوجهة نظر أخرى.
وكذلك لم أسلم لأبي العباس بالتفسير في الحذف واُلإثبات؛ بأن هذا ملكي أرضي معلومة تفاصيله، وهذا ملكوتي مجهولة تفاصيله.
كنت قد عملت لمدة ثلاث سنوات بجانب الرسم القرآني، في فقه استعمال الجذور، وعرفته بأنه العلم الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها، ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها، ويتوصل إليه بدراسة استعمل كل مفردات الجذر في القرآن الكريم أولا، وفي اللغة ثانية، وإيجاد الرابط الذي يربط بينها بدون استثناءات.
وغياب هذا العلم أدى إلى الاكتفاء بمعرفة الذوات التي تشير إليها الأسماء، دون النظر في الأحوال التي كانت سببًا في التسميات.
وبغياب هذا العلم عُرِّفت الأفعال بالمترادفات، وجعلت هذه المترادفات تقوم مقامها دون مراعاة أن لها حروفًا مختلفة، وتنتمي إلى جذور مختلفة.
وبعد هذا أصبح اليقين بأن لكل حرف معنى محددًا، أينما وضع في اللغة
فبدأت رحلة طويلة في بحث استعمال الحروف الهجائية في اللغة (1992-2002م) وكانت رحلة شاقة ومتعبة، لكن الإصرار والحب في إكمال نهاية الطريق هو الذي صبرني على ذلك ... حتى اكتمل لدي جميع معاني الحروف بعد دراسة رسمها ومخارجها وصفاتها ... وطبقت هذه المعاني على آلاف الجذور، وبمعانيها يعرف السبب في اختلاف الرسم القرآني في مسائل كثيرة من مسائل الرسم القرآني التي تزيد على خمسة آلاف مسألة.
ولو سلمنا مع الرأي بأن المراعاة كانت للأصل في رسمها سينًا وفي الأخرى مراعاة للصوت فرسمت صادًا ... فلماذا قرأت السين سينًا في معظم المواضع؟، وقرأت صادًا في مواضع محددة فقط؟ مع أن الكلمة هي عينها في المواضع الأخرى...
إن سياق الآيات هو الذي دل على هذا الاختلاف، فكان الاختلاف في الرسم تبعًا لاختلاف المعاني، فوافق اختلاف صور الرسم اختلاف المعاني فيها.
والله تعالى أعلم.
وللدكتور غانم قدوري الحمد كل التقدير والاحترام
وعسى الله تعالى أن يجمع بيننا في مجلس قريب.
وقد نشرت في مدونتي سبب بسط جميع التاءات ومسائل أخرى
اترك تعليق: