تاريخ القرآن والتفسير([1])
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خير البريات، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين، أما بعد:
تمهيد:
الفكرة العامة في هذا البحث هي إظهار الجانب التاريخي فيما يتعلق بتاريخ تفسير القرآن، وهو طويل جدا،ً ولكن سنحاول إبراز المنطقة التي نقول عنها مجازا ًمنطقة مظلمة في عدم وضوحها، لا في نفسها وذاتها وهي مرحلة بدايات التفسير، فإن كثيرا من طلاب العلم يجهل هذه المنطقة,
فنحن نحتاج إلى معرفة كيف كان التفسير قبل عصر الإمام محمد بن جرير الطبري؟
وسوف نجد إن شاء الله معلومات جديدة ولكنها ليست مبتكرة وإنما هي موجودة في بطون الكتب، وتحتاج إلى اقتناص وترتيب فقط، وذلك لعدم انتباه كثير من المتخصصين إلي هذه الفترة، ولاعتمادهم على ما كتبه بعض المعاصرين في مراحل تدوين التفسير، دون التنبه لما فيها من ملاحظات علمية.
إن تاريخ التفسير لو كتب بطريقة تحليلية من فترة نزول القرآن، إلى عهد بن جرير لخرجت فوائد كثيرة من خلال نصوص التراجم ونصوص التفسير المنقولة عن أصحاب هذه الفترة الزمنية، وهذا الموضوع يحتاج إلى أكثر من رسالة علمية.
· نبذة تعريفية عن مفهوم علم التفسير:
إن المتأمل والدارس لعلم تاريخ التفسير، ينبغي أن يتفطن بادئ ذي بدئ لأمور هامة تتعلق بالموضوع، من حيث المعنى العام والمعنى اللفظي، ولعلنا نتطرق في خطوط عريضة لتلك الأمور وهي على النحو التالي:
& ينبغي أن نتتبع المصطلح لعلم تاريخ التفسير كيف سار منذ الزمن الأول إلى يومنا هذا، لأننا إذا قلنا علم تاريخ التفسير فماذا نقصد بالتفسير وما مفهومه وماهيته.
& المرحلة المقصودة بتاريخ علم التفسير هي عصور المنطقة المظلمة (من جهة العلم والجهل بها) وليس في ذاتها، أعني مرحلة ما قبل الإمام ابن جرير الطبري، حيث كانت المناهج واضحة وجلية بعده.
· تعريف التفسير:
إن الأولين مزجوا بين علوم القرآن وعلوم التفسير، واتفقوا على أن التفسير هو فهم المعاني، واختلفوا بعد ذلك فبعضهم يدخل أحكام القرآن وحكمه كما ذكر الزركشي عن بعضهم، وكأبي حيان يدخل القراءات والبلاغة وغيرها، والضابط في التمييز بين علوم التفسير وعلوم القرآن، هو: [بيان معاني القرآن]، ثم اختلفوا في الزيادات.
وموضوعنا هو: [تاريخ بيان معاني القرآن]، الذي نعني به تاريخ التفسير ومنشأ الخلاف، هل علوم القرآن والعلوم الإضافية، هل هي من مادة كتب التفسير، أم من التفسير نفسه؟
وهنا يقال: إن جميع الزيادات والإضافات في علوم القرآن التي دخلت في علم التفسير ليست من ماهية التفسير، إنما هي من مادة كتب التفسير.
وهنا ثمة أمر ينبغي أن ننبه عليه، وهو إذا كانت تلك العلوم لها أثر في فهم المعنى فإننا ندخلها ضمن علم التفسير، ومثال ذلك، ما روي عن خالد بن معدان في قوله تعالى:




· مما ينبغي أن ننبه عليه، أمرين مهمين.
1. أن بعض العلوم قد سبقت الكتابة في تاريخه أو مناهجه أو مسائله، وهذا السبق أثر في الكلام على تاريخ التفسير، وذلك حينما جاء المعاصرون ليكتبوا عن تاريخ التفسير استفادوا من الذين كتبوا في تاريخ الحديث والفقه وأصوله ..... الخ.
فطبقوا ما يقال في تاريخ علم ما على التفسير، وجعلوا المسألة فيهما متوافقة، مع أن البون بين العلمين شاسع فيها، مثاله: المدرسة العراقية، والمدرسة المكية ـ مع التحفظ على كلمة مدرسة([5]) ـ، بينهما بون شاسع في المنهج، فالمعلوم عمن كتب في مناهج تلك المدارس من المفسرين المتأخرين قد تأثر بتاريخ فن آخر، فجعل مدرسة العراق (عقلية)، وجعل المدرسة المكية (أثرية)، والمتأمل حقيقة يعلم من منهج ابن عباس (المكي) تربية تلاميذه على الاجتهاد، فكثُر المفسرون من تلاميذه، وكان منهج ابن مسعود (العراق) قائمًا على تربية تلاميذه على الاتباع والاقتداء، فقلَّ كلام تلاميذه في التفسير، وكثُر نقلهم عنه.
2. علاقة علم الحديث بعلم التفسير:
كان المفسرون من الرواة عمومًا، فهم يروون سنته عموما، ومن ذلك غزوه، وسيرته، وتفسيره ... الخ، ولم يكن المتقدمون قد أفردوا للمفسرين تراجم خاصة لهذا السبب، وقد كان المتقدمون من علماء الحديث البصيرين بنقد الرجال يفرقون بين الرواة في هذه المجالات، وإن لم يخصوهم بكتب خاصة، ولم يقع التخليط في هذا الأمر إلا متأخرًا، لذا نجد في تقويم المحدثين لبعض القراء من جهة الحديث ما يختلف عن تقويمهم من جهة القراءة، وهم يدركون الفرق بين هذين العلمين، مع أنهما يفتقران للنقل، ومن أقوالهم في ذلك: قول ابن حجر في تقريب التهذيب ـ في ترجمة الراوي حفص ـ قال: (حفص ابن سليمان الأسدي، أبو عمر البزاز [البزار]، الكوفي الغاضري بمعجمتين، وهو حفص ابن أبي داود القارىء صاحب عاصم، ويقال له: حفيص، متروك الحديث، مع إمامته في القراءة، من الثامنة، مات سنة ثمانين وله تسعون)([6]).
& ومن الأفكار الهامة المتعلقة بالمقدمة أيضا:
· أنواع معلومات القرآن:
1. جزء من القرآن مرتبط بالأحكام الفقهية.
2. أخبار عامة.
3. أخبار معاصرة للقرآن.
4. أخبار سابقة ولاحقة.
ومجمل القول أن القرآن ينقسم إلى: قسمين، أحكام، أخبار.
والأخبار تنقسم إلى أقسام:
1. أخبار تدرك معانيها وحقائقها.
2. أخبار غيبية لا تدرك حقائقها، وإن عرف معناها، مثاله:


أما الأحكام الشرعية فتُدرَك حقائقها ومعانيها.
· الوجوه التي يعرف بها تأويل القرآن:
بني ذلك على قول ابن عباس

فالوجوه التي ذكرها في أنواع التفسير:
1. وجه تعرفه العرب من كلامها.
2. تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
3. تفسير يعلمه العلماء.
4. تفسير لا يعلمه إلا الله، (الغيبيات).
وعملُ المفسرين في الأقسام الثلاثة الأولى؛ لأنها مرتبطة بـ(المعاني).
وأما القسم الرابع: فإنه مما يختص به الله تعالى، وقد دخل في تأويله بعض المبتدعة والجهلة، فادعوا معرفتهم لبعض هذه الحقائق، كادعاء بعضهم معرفة بعض الغيوب من خلال بعض الآيات.
ومما يستأنس به في هذا الباب، ما ذكره الطبري في مقدمته([9])أن أنواع التأويل([10]):
1. ما لا يعلمه إلا الله.
2. ما يعلم من جهة النبي

3. ما يعلمه كل ذي علم باللسان، بشرط ألا تخرج عن أقوال السلف.
· والوصول إلى فهم القرآن، لا يخرج من حالين:
1.حال النقل.
2. حال الاجتهاد.
فحال النقل أنواع:
أ- نوع لا يمكن أن يدخله رأي، وهو البيان القرآني عن القرآن مباشرة، مثل قوله تعالى:




ب- تفسير نبوي مباشر، ومثاله: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ


ج- أسباب النزول الصريحة الصحيحة([12]).
د- النص الذي لا يحتمل إلا قولاً واحدًا، مثل قوله تعالى:


وهنا لا بد أن نقرر هذه الحقيقة المهمة، أن علم التفسير من حيث الأغلب قائم على الرأي والاجتهاد، والدليل على ذلك استقراء تفسير السلف، ولعل هذه المقدمة مهدت لنا الطريق في الشروع في بيان أولى محطات تاريخ التفسير = وهي مرحلة العهد النبوي.
· العهد النبوي:
كان النبي




· أنواع التفسير في العهد النبوي:
1. إما بنص صريح مباشر.
2. وإما بنصب دلالة عليه، (فإن سنة الرسول

والنص الصريح المباشر نوعان:
أ/ أن يبتدئهم عليه الصلاة والسلام بالتفسير، ومثاله:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:


وعَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ:


وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللهُ فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَسَأَزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ " قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:


ب/ سؤالات الصحابة:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى:


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ:


وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:


· التفسير النبوي الغير مباشر: وهو أن يقول أو يفعل فعلا ً يفهم منه معنى لآية، ولا ينص على آية بعينها، ومن ذلك:
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَاهِرُ بِالقرآن مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ القرآن وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ»([20]).
وهذا يرجح أن السفرة هم الملائكة في قوله تعالى:


ومما ينبغي أن يلاحظ في هذا المقام ما وقع من تأوُّلات نبوية لبعض الآيات القرآنية، ومن ذلك:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لاَ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ» فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ، وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:


وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا، وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، يَتَأَوَّلُ القرآن»([23]).
· هل فسر الصحابة القرآن والرسول بين أ ظهرهم؟
والجواب: نعم، لكن مما ينبغي أن يشار إليه قبل ذلك: حرص الصحابة على تعلم معاني القرآن، وقد ورد في ذلك عدة آثار، منها:
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ، لَمْ يُجَاوِزْهُنَّ حَتَّى يُعْرَفَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ»([24]).
عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «حَدَّثَنَا الَّذِينَ، كَانُوا يُقْرِؤُنَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا يُسْتَقْرَئُونَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آيَاتٍ، لَمْ يُخْلِفُوهَا حَتَّى يَعْمَلُوا بِمَا فِيهَا مِنَ الْعَمَلِ، فَتَعَلَّمْنَا القرآن وَالْعَمَلَ جَمِيعًا»([25]).
وأما ما وقع من الصحابة من تفسيرات ـ باجتهادهم ـ فإنهم كانوا يعرضونها على رسول الله

الأول: أن يستدرك عليهم فهمهم، ويبين لهم المعنى المراد، ومن ذلك:
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ:


والرسول



الثاني: أن يقرَّ فهمه، ومن ذلك:
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، قَالَ: فَاحْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ، فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي صَلَاةَ الصُّبْحِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " يَا عَمْرُو، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ، فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ، وَذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ


· هل تلك التفسيرات الواردة معتمدة على النقل أو الرأي؟
الجواب: على الرأي، لكنهم كانوا يرجعون إلى النبي


& أبرز ملامح هذا العهد النبوي يتلخص في الآتي:
أ / النبي

ب/ إذا أدخلنا تأوُّلات النبي


ج/ ظهر في هذا العصر بداية فهم بعض الصحابة بعض الآيات على وجه من وجوه التأويل.
د/ بداية التفسير بالرأي في عهد النبي

هـ/ لم يعتن

[line]-[/line]
([1]) التلخيص في الأصل، من عمل الأخ/ إبراهيم العروسي، وقد نشره شيخنا الدكتور/ مساعد الطيار، وقد استمعت للدروس مرة أخرى، وزدت بعض الفوائد التي تركها المختصر، وعزوت الأقوال إلى مصادرها، وما إلى ذلك مما يزيد التلخيص حسنا.
وقد قال الشيخ في أول التلخيص: فقد منَّ الله ـ بكرمه وفضله ـ عليَّ بإلقاء دروس في تاريخ التفسير، وقد وقفت فيه على نهاية خلافة الراشدين، وقد اجتهد الطلبة بإعداد ملخصات، فاخترت أحدها، وأضفت إليه بعض ما فاته من خلال ملخصات زملائه، وكذا أضفت لها النصوص التي أشار إليها، ولم يكتبها كاملة.
([2]) انظر: جامع البيان: (24/26-27).
([3]) وهي قوله تعالى:


([4]) انظر لمزيد الفائدة: المحرر في علوم القرآن: (22-26)، (53-55).
([5]) يرى الشيخ أنه لا حقيقة لوجود مدارس تفسيرية بين السلف، فهم مدرسة واحدة، وأصولها واحده، ومنهجها واحد، فهم مدرسة واحدة أمام غيرهم من أهل البدع من الرافضة والمعتزلة وغيرهم ممن يخالفهم في الأصول.
وانظر للأهمية: مقالات في علوم القرآن: (295).
وحول مصطلح المدارس التفسيرية، يمكن مراجعة مقال للدكتور نايف الزهراني، بعنوان: هل هناك مدارس في التفسير؟ (ملتقى أهل التفسير).
([6]) تقريب التهذيب: (172)، ت: (1405).
([7]) وهذا ما يعبر عنه أهل السنة بقولهم: إدراك المعاني، وتفويض الكيفيات.
([8]) أخرجه الطبري: (1/70)، وانظر: إيضاح الوقف والابتداء: (1/101).
وقد شرحه الدكتور/ مساعد، في كتابه فصول في أصول التفسير: (18)، ومقالات في علوم القرآن: (121-126).
([9]) وقد شرحها شيخنا شرحا نفيسا.
([10]) وهي من قوله: ((الْقَوْلُ فِي الْوُجُوهِ الَّتِي مِنْ قِبَلِهَا يُوصَلُ إِلَى مَعْرِفَةِ تَأْوِيلِ القرآن ...))، انظر: جامع البيان: (1/67)، وما بعدها.
([11]) أخرجه أحمد: (3589)، (6/68)، والبخاري (3429): كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:


([12]) من أمثلتها، ما رواه البخاري (41)، ومسلم مختصرا (525)، واللفظ للبخاري: عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ «صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ» فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ. قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا: أَنَّهُ مَاتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:


([13]) انظر: شرح مقدمة في أصول التفسير، د/ مساعد الطيار: (36-49)، فإنه مهم جدا.
([14]) رواه البخاري: (4479)، ومسلم: (3015).
([15]) رواه البخاري: (4647).
([16]) رواه البخاري: (4672)، ومسلم: (2774).
([17]) رواه البخاري: (4803)، ومسلم: (159).
وعند مسلم: عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: «أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟ ذَاكَ حِينَ


([18]) رواه البخاري: (4897)، ومسلم: (2546).
([19]) رواه البخاري: (4939).
([20]) رواه البخاري: (4937)، ومسلم: (798).
([21]) انظر: جامع البيان، للإمام الطبري: (24/108).
([22]) رواه البخاري: (4875).
([23]) رواه البخاري: (4968)، ومسلم: (484).
([24]) رواه الطبري في التفسير: (1/74).
([25]) السابق.
([26]) رواه البخاري: (4509)، ومسلم: (1090).
([27]) وفي الأثر دليل على اعتماد اللغة في تفسير القرآن المجيد.
([28]) رواه أحمد في مسنده: (17812)، (29/346)، وهو حديث صحيح، وانظر: تفسير ابن كثير: (2/269).
تعليق