الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ...
وبعد :
فبتوفيق من الله وفضل، نضع بين أيديكم محاضرات في مناهج المفسرين للدكتور : محمد الفايز ( الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه ) جامعة القصيم .
تعريف مناهج المفسرين :
كلمة مناهج ذكرت في القرآن مرة واحدة :


المرادف له :
الذي جاء معه في الآية كلمة " شرعة " ويوجد قراءة " شريعة " .
كم ورد المرادف في القرآن : ورد خمس مرات :
1/ شرع ، قال تعالى :


2/ شرعوا ، قال تعالى :


3/ شُرَّعا ، قال تعالى :


4/ شرعة ، قال تعالى :


5/ شريعة ، قال تعالى :


معناها في اللغة :
بجميع ألفاظها الخمسة السابق ذكرها معناها : الطريق والسنة المتبعة ، وأصل لفظ شرعة وشريعة مفيد في ثلاثة أمور:
1/ السنة والطريقة التي تتبع ، يعبرون عنه الآن بالأحكام .
2/ يفيد الدنو والقرب ، وهذا في معنى الحيتان شرعا : قريبة ظاهرة .
3/ وهو غريب بمعنى الحياة ، قالوا: ومنه الماء لأن به الحياة ، من أسماء الماء أنه يسمى شريعة .
لما ننظر إلى هذه الأمور الثلاثة نجد الشريعة تفيد الأمور الثلاثة ، و كمثال: شريعة محمد

القراءات فيها :
لا يوجد إلا في آية المائدة


1/ الجمهور: بكسر السين وسكون الراء ، " ﮝ " ، وهي قراءة العشرة و متواترة .
2/ بفتح الشين وسكون الراء ، وهي قراءة شاذة .
3/ " شريعة " بفتح الشين وزيادة الياء ، وكثير من الباحثين منهم مكي: يرون وجاهة هذه القراءة لأنها واضحة وسهلة ، لكنها أيضا قراءة شاذة .
الفرق بين المنهاج والشريعة :
1/ لم يتضح لنا الفرق بينهما من خلال معاجم اللغة ، فمعناهما متقارب فيطلق عليهما الطريق الواضح .
2/ نهج المتأخرين على التفريق بينهما وهو الأصح أن فيهما فرق إذا اجتمعا ، ومن أحسن هذه الفروق اثنين وهي:
أ ـ الشريعة تحمل على الأحكام العملية كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها ، والمنهج يحمل على النظري كالعقائد والأصول ، وهذا قول الجمهور ويظهر والله أعلم أنه يحتاج إلى دليل ينص على الفرق .
ب ـ وهو قوي في نظري وإن كان قول الفلاسفة ، منهم ابن عاشور والطبطبائي([1]) قالوا : أن الشريعة تحمل على الأحكام عموما ، والمنهاج يحمل على الطريقة التي تنفذ بها الأحكام ، ومثاله : مثل الآن فرض الصوم ننظر في منهج النبي

التفسير : لم يرد في القرآن إلا مرة واحدة قال تعالى :


ومعناه في اللغة : مصدر تفعيل من فسر ، وله معاني مترادفة في اللغة ، نأخذ اثنين منها:
1/ الشرح والبيان .
2/ أغرب ما وقفت عليه وأظنه غلط ، للراغب الأصفهاني صاحب المفردات يقول: معناه قلبه ، مثل الآن :


فالراغب هنا قال: معنى فسر : رسف .
القراءات فيها : لا يوجد فيها قراءات .
المرادف له : أوَّل ، وتكررت في القرآن 82 مرة ، وجاء على ثلاثة صور :
الصورة الأولى : آل ، كثيرة في القرآن وهي بمعنى الأهل والأتباع كقوله تعالى :


الصورة الثانية : أوَّل ، ويأتي منه صور: أولى ، الأولون .
أوَّل: تأتي على معنيين : الترتيب العددي ضد الآخر ، ومنه قول الله تعالى :




أولى : أيضا لها حالتين في القرآن :
تثنية أول تعني الترتيب ، ومنه قوله تعالى :


بمعنى الدنيا ومنه قوله تعالى :


الأولون : وقلنا أنها جمع مذكر سالم من أول ، والمراد به : الأمم السابقة ، ومنه قوله تعالى :


الصورة الثالثة : التأويل ، وقد تكرر في القرآن 17 مرة ، وفيه ملاحظات :
1ـ لم يأتي إلا مصدر في القرآن .
2ـ أكثر ما جاء في سورة يوسف ، ورد تقريبا 7 مرات .
حصره :
أولا : تأويل ورد خمس مرات في سورة يوسف ، الآيات ( 6 ، 21 ، 24 ، 100 ، 101 ) ، واثنتين في الكهف ، الآية ( 78 ، 82 ) .
ثانيا : تأويلاً ورد مرتين واحده في سورة النساء الآية ( 59 ) ، والثانية في سورة الإسراء الآية ( 35 ) .
ثالثا : تأويله بالهاء ورد ثمان مرات ، في سورة آل عمران الآية ( 7 ) وتكرر مرتين في الآية ، وسورة الأعراف الآية ( 58 ) وتكرر فيها مرتين ، وسورة يونس الآية ( 39 ) ، وسورة يوسف الآيات ( 36 ) ، ( 37 ) ، ( 45 ) .
لماذا تكثر المصادر في القرآن وجاء تأويل مصدر ؟
الاسم يدل على الثبوت ، والفعل يدل على الحدث وتجدده ، والمصدر يدل على الاثنين يدل على الثبوت وعلى الحدث وتجدده ، أي يجمع بينهما ، فلذلك تكثر المصادر في القرآن ، وهذا من بلاغة القرآن .
معنى التأويل في اللغة :
هو أصله مصدر من آل يؤول تأويلا ، وهو دائر بين معنيين رئيسيين :
1/ التفسير ، وهذا ظاهر جدا في آية آل عمران :




2/ وهو ظاهر في القرآن وإليه ترد أكثر الصور بمعنى : العاقبة ([1]) كقوله تعالى :


القراءات فيه : لا توجد فيه قراءات .
الفرق بين التأويل والتفسير :
1/ في المعاجم ليس واضح الفرق ، بل قال بعضهم : إن جمهور السلف أنهما بمعنى واحد ، ولذلك يكثر في أسماء تفاسير بمعنى التأويل كتفسير الطبري .
2/ جمهور المتأخرين على أن فيهما فرق ويظهر والله أعلم من خلال التتبع أن الفرق لازال غامضا ويحتاج إلى دليل ، نذكر بعض الفروق :
أ ـ وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين

ب ـ قول الراغب الأصفهاني: أن التأويل ما استخرج بلطف ، والتفسير هو الذي يكون ظاهر، وهذا أيضا يحتاج إلى دليل . والأظهر أن معناهما متقارب .
([1]) ويدخل فيه الجزاء والمرجع ، كلها بمعنى واحد .
([1]) اسمه محمد حسين الطبطبائي كويتي ويظهر والله أعلم أنه شيعي ، له تفسير اسمه ( الميزان في تفسير القرآن ) 30 مجلد مطبوع ، متقدم وتفسيره قيم لكن عليه ملاحظات .
تعليق