ذكر السيوطي في كتابه التحبير في علم التفسير في النوع السادس والأربعين - وهو : المشكل - ما نصه : ( والفرق بينه وبين المتشابه : أن المتشابه لا يفهم معناه ، والمراد منه .
وهذا يفهم بالجمع ؛ إذ المراد منه الآيات التي ظاهرها التعارض المنزّه عنه كلام الله .)
وعندي أن فيما ذكره السيوطي نظراً ...
ولعل الأقرب : أن المشكل هو ما التبس على المتأمل معناه لذاته أو لأمر خارج عنه .
وأما المتشابه فله عدة إطلاقات ، وأشهرها المتشابه المقابل للمحكم كما في آية آل عمران . والمحكم هو على الأرجح : هو ما ظهر معناه ، وانكشف انكشافاً يرفع الاحتمال .
فالمحكم من القرآن هو ما كان واضح المعنى ، ليس فيه خفاء ولا إشكال ، ولاتختلف في تأويله أقوال العلماء ، بل ليس فيه إلاَّ قول واحد ، لايحتمل غيره ، وهذا هو معنى قول ابن عبدالبر : ( المحكم : المجتمع على تأويله ) وقوله : ( محكم القرآن الذي لم يختلف العلماء في تأويله ) والله أعلم .
وعلى هذا فالمتشابه : هو ما احتمل أكثر من معنى ، أو ما طرأ عليه خفاء في المعنى المراد منه ، فتشعبت فيه الآراء واختلفت فيه الأقوال .
ولعل فيما ذكرت كفاية ، والمسألة تحتاج إلى بسط أكثر ، ووقتي الآن ضيق .
تتمة : جاء في كتاب التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي ص 187 ما نصه : ( وأما المتشابه فهو ما تكون عبارته مشتبهة محتملة ، يندرج فيه الخفي والمشكل ، والمجمل والمتشابه - على ما هو مصطلح أهل الأصول أيضاً - )
فمفهوم كلامه أن المشكل جزء من المتشابه بالمعنى العام .
ويمكنك الرجوع إلى كتاب : معجم علوم القرآن - تأليف : إبرهيم محمد الجرمي ؛ فقد فصل القول في التعريف بالمصطلحين .
المرادُ بِالمُشْكل ما غَمُضَ معناه وأشْكَلَ فهْمُه ، وسُمِّيَ بذلك لأنّهُ دَخَلَ شَكْلَ غيرِه فأشْبَهَهُ وشَاكَلَه ، فهو أعمُّ من مُوهِمِ التعارُضِ ،فإذا أُطْلِقَ المُشْكل دَخَلَ فيه مُوهِمِ التعارُضِ ، ولا عكْسَ فالتعارُضُ أَخَصُّ ولِذا فكُلُّ مُتعارضٍ مُشْكِلٌ وليس كلُّ مُشْكِلٍ مُتعارِض , أما الفرق بين المشكل والمتشابه فالمشكل داخل في المتشابه النسبي وهو الذي يخفى على أحد دون أحد دون المتشابه المطلق , ولذا فترتيبها من جهة الأعم : المتشابه النسبي ثم المشكل ثم موهم التعارض , فتبين أنه لا بد من تحرير المراد بالمتشابه عند الحديث عن الفرق بينه وبين المشكل والله أعلم .
ولذا فترتيبها من جهة الأعم : المتشابه النسبي ثم المشكل ثم موهم التعارض , فتبين أنه لا بد من تحرير المراد بالمتشابه عند الحديث عن الفرق بينه وبين المشكل والله أعلم .
جزاكم الله الجنة وهنا عندي سؤال: كيف أفهم هذا الترتيب في ظل ما تفضل به الدكتور عبد الله منصور؛من أن المشكل هو المتشابه النسبي؟؟(ينظر: مشكل القرآن الكريم، (267)) ودمتم مع الله
تعليق