
وقفة مع كلمة لشيخ الإسلام في مقدمة التفسير:


و قد حمل هذا الكلام منه










الذي تطمنئن له النفس أن ذلك ليس مراد شيخ الإسلام، فلم يقصد


لا شك أن كل هذا و كثير من ألفاظ القرآن كان معلوما للصحابة الكرام عليهم أفضل الرضوان، فلم يكونوا في حاجة إلى تفسيره و بيانه.
إذا علم هذا فلا يسلم اعتبار ما قاله شيخ الإسلام بعد ذلك أدلة على أن النبي صلى الله عليه و سلم فسر كل معاني القرآن و بين دلالة كل لفظ من ألفاظه..حيث قال


فلا حجة لأحد أن يحمل هذا الكلام من شيخ الإسلام على أنها أدلة استدل بها على أن الرسول صلى الله عليه و سلم فسر كل ألفاظ القرآن، بل مراده


و خلاصة القول أنه ليس من الإنصاف أن يحمل كلام شيخ الإسلام على إطلاقه و إقحام لفظة "كل" المفيدة للعموم في عبارته، فمن القرآن ما استأثر الله بعلمه كما قال تعالى:" و عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو..."، فهل مراد شيخ الإسلام أن النبي صلى الله عليه سلم بين لهم حتى هذه الأمور التي استأثر الله بها في علم الغيب عنده؟، لا شك أن الجواب بالنفي.
كما أن من القرآن ما تعلمه العرب بلغتها و ما لا يعذر أحد بجهله –كما صح عن الحبر ابن عباس

و لعلي أختم بدليل لم يكن ليخفى على شيخ الإسلام و هو ما وقع من الاختلاف بين الصحابة في تفسير بعض الآيات و ما رجعوا فيه إلى آرائهم و اجتهاداتهم أو رجع فيه بعضهم إلى بعض لبيانه...فلو صح أن النبي صلى الله عليه و سم فسر لهم كل معاني القرآن لم يقع بينهم اختلاف و لم يكونوا بحاجة إلى الاجتهاد في التفسير أو سؤال بعضهم لبعض في التأويل.
و الله أعلم و أحكم.
تعليق