
في الخاتمة يتصل الموضوع بما جاء في مشاركة الاخ محمد مصطفى هنا ، لمن أراد ..
توطئه ومدارسة لإسلوب الشرط وقوله تعالى ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) في البحر المحيط لأبي حيان

ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه طول المفسرون في تفسير هذين الهمين ، ونسب بعضهم ليوسف ما لا يجوز نسبته لآحاد الفساق . والذي أختاره أن يوسف
لم يقع منه همّ بها البتة ، بل هو منفي لوجود رؤية البرهان كما تقول : لقد قارفت لولا أن عصمك الله ، ولا تقول : إنّ جواب لولا متقدم عليها وإنْ كان لا يقوم دليل على امتناع ذلك ، بل صريح أدوات الشرط العاملة مختلف في جواز تقديم أجوبتها عليها ، وقد ذهب إلى ذلك الكوفيون ، ومن أعلام البصريين أبو زيد الأنصاري ، وأبو العباس المبرد . بل نقول : إن جواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه ، كما تقول جمهور البصريين في قول العرب : أنت ظالم إن فعلت ، فيقدرونه إن فعلت فأنت ظالم ، ولا يدل قوله : أنت ظالم على ثبوت الظلم ، بل هو مثبت على تقدير وجود الفعل . وكذلك هنا التقدير لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ، فكان موجداً الهم على تقدير انتفاء رؤية البرهان ، لكنه وجد رؤية البرهان فانتفي الهم .



وطريقتها تشابه ، طريقة ابي حيان

1- أنظر الي فعل الشرط (الطرف الاول)
2-وننظر كذلك الي جواب الشرط (الطرف الثاني) لتسهيل عملية الحكم على الدلالة بين الطرفين .
3- تقدير سبب وقوع فعل الشرط (الطرف الاول) وتقدير وفهم اسباب جواب الشرط (الطرف الثاني)
4- فإذا وجدت أن جواب الشرط (الطرف الثاني) متوقف أو متسبب في وقوع فعل الشرط (الطرف الاول ) ، يطلق على هذا التعليق بين طرفي الشرط بالسببي ، بمعنى أخر ، قوة الربط بينهما ، فينعدم الثاني بإنعدام الاول .
4- وإذا كان جواب الشرط (الطرف الثاني) ليس متوقفا أو مسببا لفعل الشرط (الطرف الاول) قلنا أن العلاقة بين طرفي الجملة الشرطية تلازمية ، بمعنى أخر ضعف رابط التعليق بينهما ، ولامانع يمنع من حدوث جواب الشرط (الطرف الثاني) قبل فعل الشرط (الطرف الاول) ، ويكون ماذهب إليه الكوفيون أقرب للصواب كما نقله لنا ابوحيان

شواهد من القران الكريم
1-


2-





3-



4-



5- مثال للتعليق السببي والتلازمي في آيتين وقوله تعالى (


آية 191 ، التعليق بين طرفي جملة الشرط سببي ،فلا قتال في المسجد الحرام ، إلا اذا هم قاتلوا ، فينعدم الثاني بانعدام الاول
آية 192 التعليق بين طرفي جملة الشرط تلازمي فالله غفور رحيم على كل حال ومن قبل أن ينتهوا .
الخلاصة ..
دلالة الارتباط والتعليق سببيه : يتقيد الجواب الجزائي بفعل الشرط ، فلايتحقق إلا عند وقوع شرطه
دلالة الارتباط والتعليق تلازمية : جواب الشرط الجزائي هنا مطلق ولايتقيد بفعل الشرط ، ينتفع فعل الشرط (الطرف الاول) منه ويستفيد صحيح ...ولكن بغير تقييد .
الان السؤال لماذا ؟ أكثرت من الكلام حول الجملة الشرطيه
1- إنتصارا لقول ابن حيان


2- معرفة أن البرهان وقع قبل الهم ، فإذن لاهم يوسف


3- دحض حجة من قال أن الله خاطبنا واخبرنا أن يوسف

4- فهم عمل الجملة الشرطيه وتصورها بشكل جيد مطلب أساسي ، ويمهد لمعرفة السؤال القائل بماهية هذا البرهان الوارد هنا .
5- ومن لم يقنع بالدراسات الانفه حول الجملة الشرطيه فليرجع لكلام ابن حيان


الان مانقول في دلالة الارتباط بين طرفي الجملة الشرطيه وقوله تعالى


هل لبرهان ربه علاقة سببيه أم تلازميه بالهم ، نقول تلازمية لماذا؟.. لان الهم إن وقع من يوسف

ماهو البرهان وقوله تعالى (وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) (سورة يوسف 24)
اولا : قوله تعالى ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) ) (سورة يوسف ) . رأى رؤيا ، والرؤيا هي : على وزن "فـُعـْـلى" اسم فعل بمعنى مفعول من رَأَى - يَرَى ": رأي أو رؤية أمر خاص: وهي اصطلاحاً ما يراه النائم: جملة من الصور المتتابعة التي تؤلف مشهداً كاملاً، وتطلق بخاصة على ما يراه النائم بشكل مشهد كامل
ثانيا :



وعليه والعلم عند الله يكون البرهان الذي أذهب عن يوسف الهم وربط على قلبه وجعله يستعصم ، هي الرؤيا المذكورة أول سورة يوسف


والله أعلم
فإن اصبت فمن الله وحده وإن أخطات فمن نفسي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق