
قال



بداية يجب أن نعلم أن السماء في القرآن تأتي على أكثر من وجه ، وقد حاولت من قبل ذكر هذه الوجوه هنا :http://vb.tafsir.net/tafsir38757/#.VuIWzH197EY وسياق الآيات - كما سنرى - يوجه المعنى هنا إلى الغلاف الجوي للأرض .
بدأ القرآن بتصحيح المفاهيم بقوله تعالى:


كانت الأرض -وكذا القمر- في بداية تاريخها متقدةً متوهجةً حرارةُ سطحها كبيرة جدا ، لذا فلم يكن لها غلاف غازي حيث أن درجة الحرارة العالية هي في حقيقتها حركة في جزيئات الغازات فإن كانت سرعة جزيئات الغاز في الغلاف الجوي أكبر من سرعة الهروب من الجاذبية الأرضية فإنها تتغلب على قوة جذب الأرض وتهرب منها.
مع الانخفاض المتدرج في حرارة سطح الأرض بدأت بعض الغازات الخارجة من الأرض نفسها في تكوين الغلاف الجوي شيئا فشيئا حتى صارت كما هي اليوم فهذا قوله تعالى :


لم تكن الأرض وحدها التي فقدت حرارتها وتوهجها فقد انطفأ أيضا ضوء القمر بفقد حرارته كما حدث للأرض فصار ليل الأرض مظلما فهذا قوله تعالى :


ولما صار للأرض غلاف جوي عملت جزيئات الغاز فيه على تشتييت الضوء القادم من الشمس مما عظّم من تأثيرالشمس في إنارة الأرض نهارا فالنهار بلا غلاف جوي هو نهار مظلم ترى فيه الشمس كقرص مضيء في السماء فهذا قوله تعالى :


كذلك فقد عمل الغلاف الجوي مع الغلاف المائي على بري وتفتيت الصخور النارية (صخور القاعدة) التي تكونت فور برودة سطح الأرض ، ومن ثم نقل نواتج البري وكسر الأحجار إلى مناطق أخرى بحركة الرياح والماء مكونة الصخور الرسوبية فهذا قوله تعالى :


إن الرسوبيات التي تكونت نتيجة لدحو الأرض تتميز عن صخور القاعدة التي كانت موجودة من قبل بأنها تحتوي على مسام ونفاذية فهي قادرة على تخزين الماء بداخلها فهذا قوله تعالى :




إلا إن دحو الأرض قد تسبب في اختلال الاستقرار في قشرتها ذلك أن تفتيت الصخور في مكان ونقله منه إلى مكان آخر قد قد أدى أن صارت القشرة الأرضية رقيقة في بعض الأماكن (أماكن الرفع) وعليها حمل كبير من الصخور في أماكن أخرى (أماكن الترسيب) ، لذا فقد نشطت في القشرة الأرضية حركات بانية للجبال orogeny كانت نتيجتها أن عاد الاستقرار إلى القشرة الأرضية مرة أخرى فهذا قوله تعالى :


والله تعالى أعلى وأعلم
تعليق