بسم الله الرحمن الرحيم
العقل والفؤاد في قصة يوسف الصديق



العقل والفؤاد في قصة يوسف الصديق




مقدمة :
امتداداً للدراسات التطبيقية على مفهوم مكنونات النفس البشرية وفق القرآن الكريم ومفاهيم القلب والعقل والفؤاد ، وما توصلنا إليه من أن القلب هو نواة النفس وترتبط به قوتان تتجاذبانه إما للخير وهو العقل أو للشر وهو الفؤاد ، وقلنا بأن النفس تندفع بفعل اختيار القلب لأحد الاتجاهين حسب قوة الجذب التي يميل القلب إليها.
وقلنا بأن الفؤاد هو مكونٌ ضروريٌ للكائنِ الحي للبقاء والغذاء والتكاثر وكافة الاحتياجات الأرضية التي لا غنى للكائن الحي لأجلها ، وأن قيم الفؤاد هي الخوف والغضب والشهوة والطمع والحقد والحب والبغض ، وهي بيئة صالحة ومرتع مناسب للشيطان ، وقلنا بأن العقل هو القوة المقيدة لذلك الفؤاد فيقيد القلب عن الطعام عند الصيام ويقيده عن الزنا فيمتنع عن الفاحشة وهكذا.
قلنا بأن العقل هو قوة صالحة إيجابية فطرية يأتي الدين لينميها ويعززها بمواجهة الفؤاد وشهواته فيحصل التوازن الهام في حياة المؤمن ، ذلك التوازن الذي يفتقده الكافر والملحد الذي يسير في ركاب فؤاده ولا يردعه عن الحرام ويعقله سوى قيمة أخرى من قيم الفؤاد كقيمة الخوف فإن أمن الخوف تولى في الأرض ليفسد فيها يهلك الحرث والزرع.
إن هذه الدراسات الدراسات التطبيقية بجانب ما فيها من تدبر لكتاب الله فهي تعين المؤمن على معرفة نوازع الخير والشر في نفسه ، وتلمس مكنونات نفسه ودوافعه وأهدافه وبالتالي فإنه إن أدرك ذلك فهو في موضع القدرة على كبت جماح شهواته وتمكين هيمنة عقلهِ على تصرفاته وأفعاله
ويمكن للقارئ الكريم أن يراجع بحث القلب و العقل والفؤاد ومفاهيمها في القرآن الكريم للتعرف على كل مكون من مكونات النفس والشاهد القرآني الذي يصفه ويدلنا عليه ، وسبق أن نشرنا دراسة تطبيقية لهذه النظرية على قصة موسى


ملاحظة : دراسة تطبيقية من خلال دراسة (فؤاد موسى وأمه

يتبع ..
تعليق