رؤيا يوسف

-بسم الله الرحمن الرحيم
”إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إنّ الشيطان للإنسان عدوّ مبين، وكذلك يجتبيك ربّك ويعلّمك من تأويل الأحاديث ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق، إنّ ربك عليم حكيم”
الآية 6-سورة يوسف
إجابة يعقوب


فحلم الصغير يوسف “سجود الكواكب والشمس والقمر له” لا يحمل معني على أنه سيمنح القدرة على تأويل الأحاديث، كما أن الحلم لم يكن يحوي أى دليل أن ربه سيجتبيه من بين أخوته ويصبح نبيا. .. فحلم يوسف قد تحقق فى النهاية عندما أصبح وزيرا وسجد له أبويه وأخوته.
فقد فسر له يعقوب الحلم، وذلك التفسير يتضح فى نهاية السورة عندما سجد له أبواه وأخوته فقال لأبيه “يا أبتي هذا تأويل رؤاي من قبل قد جعلها ربّي حقا”، أى أن تأويلك لرؤاي قد تحول الى حقيقة.
وهذا من إيجاز القرآن الكريم، فلم يسرد القرآن تفسير يعقوب للحلم (سنسجد أنا ووالدتك وأخوانك يوما من الأيام لك)
وبعد أن فسر له رؤاه صارحه يعقوب

وكان يعقوب يتنبأ أيضا أن يوسف سيتعرض لأذي من أخوته الكبار وسيكيدون له غيرة منهم، لذلك كان شديد الحرص عليه وعلى رعايته وعلى كتمان الأمر عنهم جميعا.
ولذا ما أن نطق يوسف بالحلم شعر الأب يعقوب بالقلق ونبهه قبل تفسير الحلم ألا يحكي لأخوته حتى لا يكيدوا له شيئا، ثم صارحه بما سيكون عليه من شأن.
وعندما حكي له أبناءه عن قتل الذئب ليوسف لم يصدقهم وعرف أن المكيدة التى كان مقدرا لها الوقوع قد وقعت، غيرة منهم على رعايته الزائدة له!، لقد فعل يعقوب كل ما بوسعه لتجنب وقوع مكائد إخوانه به، ولكن ذلك لم يكن يغني من إرادة الله شيئا، وما عليه إلا الصبر الجميل، ولكنه كان مطمئنا أن يوسف

ولذلك كان يردد دوما (إنى أعلم من الله ما لا تعلمون).
تعليق