
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد

قال تعالى


اختلف أهل العلم فى تحديد مرتى الإفساد على أقوال منهم من قال بوقوعهما قبل الإسلام ومنهم من قال بوقوع أحدهما ومنهم من قال بعدم الوقوع قبل الإسلام وهى من القضايا الغيبية ولم يكن لدينا من أثر يقطع علينا طريق الاجتهاد ولذلك تتبعت المسألة من خلال القرآن محاولا ايجاد حلا لهذا الإشكال بتتبع بعض المعانى الواردة فى الآية مثل





للوقوف على معنى


قال تعالى


من البحر المحيط :


وَقَالَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ: الْعَذَابُ الْأَوَّلُ عِلَلٌ وَأَدْوَاءٌ أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنَّهُ سَيُصِيبُهُمْ بِهَا،
وَرُوِيَ أَنَّهُ أَسَرَّ إِلَى حُذَيْفَةَ بِاثْنَيْ عَشَرَ مِنْهُمْ وَقَالَ: «سِتَّةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيهِمُ الدُّبَيْلَةُ سِرَاجٌ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ تَأْخُذُ فِي كَتِفِ أَحَدِهِمْ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى صَدْرِهِ، وَسِتَّةٌ يَمُوتُونَ مَوْتًا»
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ عَذَابُهُمْ بِالْقَتْلِ وَالْجُوعِ. قِيلَ: وَهَذَا بَعِيدٌ، لِأَنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُصِبْهُ هَذَا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا: هو هو أنهم بِإِقَامَةِ حُدُودِ الشَّرْعِ عَلَيْهِمْ مَعَ كَرَاهِيَتِهِمْ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ هَمُّهُمْ بِظُهُورِ الْإِسْلَامِ وَعُلُوِّ كَلِمَتِهِ. وَقِيلَ: ضَرْبُ الْمَلَائِكَةِ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ عِنْدَ قَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ. وَقَالَ الْحَسَنُ: الْأَوَّلُ مَا يُؤْخَذُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ قَهْرًا، والثاني
الْجِهَادُ الَّذِي يُؤْمَرُونَ بِهِ قَسْرًا لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ ذَلِكَ عَذَابًا. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مَرَّتَيْنِ هُمَا عَذَابُ الدُّنْيَا بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كُلُّ صِنْفٍ عَذَابٌ فَهُوَ مَرَّتَانِ، وَقَرَأَ فَلا تُعْجِبْكَ «1» الْآيَةَ. وَقِيلَ:
إِحْرَاقُ مَسْجِدِ الضِّرَارِ، وَالْآخَرُ إِحْرَاقُهُمْ بِنَارِ جَهَنَّمَ. وَلَا خِلَافَ أَنَّ قَوْلَهُ: إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ هُوَ عَذَابُ الْآخِرَةِ.انتهى
مما سبق قصد بالمرتين تحديد الظرف الذي سيقع فيه العذاب ويتنوع فى الدنيا بالفضيحة والقبيحة ودرك الشقاء وجهد البلاء وعند الموت وفى القبر قال تعالى


ومن ذلك يتضح أن المقصود بالمرتين فى آية الإسراء الظرف الذى يقع فيه الإفساد مع العلو فمرة فى عهد نبوة بنى اسرائيل ومرة فى عهد نبوة رسولنا الكريم

فى عهد النبوة لبنى اسرائيل تعددت مفاسدهم وكان أعظمها تكذيب الرسل وقتلهم وانتهت بكفرهم بعيسى



وقوله تعالى


وقوله تعالى


وقوله تعالى

وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71)

فتكذيب الرسل وقتلهم هو الفساد الكبير الذى أعقبه الغضب قال تعالى







قال تعالى





قال تعالى


قال ابن عاشور

قال تعالى


وَالْعُلُوُّ: التَّكَبُّرُ عَنِ الْحَقِّ وَعَلَى الْخَلْقِ، وَالطُّغْيَانُ فِي الْأَعْمَالِ، وَالْفَسَادُ: ضِدُّ الصَّلَاحِ، وَهُوَ كُلُّ فِعْلٍ مَذْمُومٍ فِي الشَّرِيعَةِ أَوْ لَدَى أَهْلِ الْعُقُولِ الرَّاجِحَةِ.انتهى
بعد الغضب يأتى الإنتقام قال تعالى


والواقع الآن يشهد له قوله تعالى




هذا والله أعلم
تعليق