مسألتان في آية:
تأمل معي الآية:





المسألة الأولى:
إن الضمير في (لها، له) كلاهما يعود على (ما)
فبم تفسر تأنيثه في الأولى، وتذكيره في الثانية؟!
لقد فُسِّرَت (ما) الأولى بلفظ مؤنث (من رحمة) فتبعها تأنيث الضمير لفظا فقيل (لها).
وفي الثانية جاء لفظ الضمير باعتبار معنى (ما): رزق، مطر،... فتبعه الضمير (له) تذكيرا.
قال الزمخشري

المسألة الثانية:
لماذا فُسِّرَت (ما) الأولى ب (من رحمة)، ولم تُفَسَّر (ما) الثانية؟!
وأجيب سائلا الله السداد:
إن النفس الإنسانية إذا كُوفِئَت تحب أن تعرف تفاصيل المكافأة، وتحب الإطالة في تفصيلها، فجاء التفصيل (من رحمة) ترغيبا وإشباعا لتلك الرغبة.
وقد جاء لفظ (رحمة) نكرة للتعميم والتكثير زيادة في الترغيب.
وعلى النقيض من ذلك، إذا خِيفَت النفس الإنسانية فإنها لا ترغب أن تسمع تفاصيل الخوف، لأن في التفاصيل زيادة في الألم،
أضف إلى ذلك أن إخفاء التفاصيل يحمل تهويلا وترهيبا للنفس،
وهو أحد أهم ما ترمي إليه الآية.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
تعليق