بسم الله الرحمن الرحيم
العرضة الأخيرة (المفترى عليها)
العرضة الأخيرة (المفترى عليها)
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه وأتباعه إلى يوم النفخ في الصور والعرض والنشور يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور
أما بعد:
ففي هذا البحث المختصر سأتكلم عن قضية مشهورة عند القراء, وهي ما يسمى بالعرضة الأخيرة, وهي مسألة يكثر ورودها جداً في كتب القراءات قديمها وحديثها, ويكثر سوء فهمها والخطأ في شأنها.
وسوف أبين إن شاء الله المراد بالعرضة الأخيرة والحكمة منها, ثم أذكر ثلاثة آراء ضعيفة مع شهرة بعضها, وأبين ضعفها بالدليل, أسأل الله الإعانة والسداد.
ولست أشبه أمر العرضة الأخيرة إلا بمسألة الأحرف السبعة, فعندما ضُخِّم وهُوِّل أمر الأحرف السبعة ضل معناها واختفى واضطربت فيها الأقاويل وحار فيه كثير من أهل العلم.
ولو ترك في الدائرة الصغيرة التي أراد رسول الله


وهكذا الحال مع العرضة فحينما ضُخِّم شأنها وهُوِّل حار في أمرها بعض العلماء لا سيما المتأخرون منهم, واضطربوا فيها, وكان من نتاج ذلك بروز آراء غريبة تؤكد مسألة الحيرة من هذه القضية.
والواقع أن أمر العرضة ما هو إلا حدث عادي صغير لمجرد تأكيد الحفظ وما نسخ من بعض آيات القرآن, وليس وراء ذلك من شيء أبداً.
فقد ثبت من حديث ابن عباس



متفق عليه. البخاري (6) , ومسلم (2308)
وفي رواية للبخاري (1803) (يعرض عليه النبي

وفي حديث أبي هريرة


وثبت في البخاري أيضاً (3426) من حديث عائشة



وقد دلت هذه الأحاديث على أن جبريل



والمراد بالمعارضة والمدارسة أن جبريل


ولفظ المعارضة والمدارسة يدل على المشاركة.
وسميت العرضة الأخيرة بذلك لأنها كانت آخر معارضة بالقرآن بين جبريل


إذاً العرضة الأخيرة ليس بينها وبين وفاة النبي

وكانت المعارضة بحرف واحد كما سيأتي, وهو حرف زيد, وهي القراءة المنزلة التي كتبت بين يدي النبي

وليس في الوجود أي دليل لا صحيح ولا ضعيف ولا موضوع يدل على أن المعارضة كانت بأكثر من حرف, وإنما هو قول التزم به بعض العلماء لأنهم يعتقدون أن القراءات كلها منزلة وأنه لا فرق بين حرف قريش وغيره من الأحرف, مع أن النصوص صريحة في أن القرآن أنزل بلغة قريش, والأدلة على هذا كثيرة جداً قد ذكرتها في موضوع "هل القراءات القرآنية كلها نزل بها جبريل".
ومما يدل على أن المعارضة إنما كانت بحرف واحد قول أبي عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة, كانوا يقرؤون القراءة العامة, وهي القراءة التي قرأها رسول الله

وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة, وكان يقرئ الناس بها حتى مات, ولذلك اعتمده الصديق في جمعه, وولاه عثمان كتبة المصحف. انظر: "المرشد الوجيز" لأبي شامة ص (68) , و"البرهان" للزركشي (1/237)
والغاية من المعارضة استثبات حفظه على ما أوحاه إليه جبريل, وتثبيت ما يشاء الله ونسخ ما يشاء, وليس وراء ذلك من شيء.
وهذا قول عامة العلماء, وهو الصواب دون ريب.
قال الشعبي



وقال الشعبي أيضاً كما "فضائل القرآن" لابن الضريس (128) : (كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان عارضه جبريل

أي: أن جبريل في شهر رمضان يعارض النبي


قال ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" ص (94) : "فيحدث الله من ذلك ما يشاء وينسخ ما يشاء, وييسر على عباده ما يشاء".
وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/51) : "والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي ويذهب ما نسخ توكيداً أو استثباتاً وحفظاً, ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره

وقال ابن حجر في "الفتح" (9/5) : "جبريل كان يعارض النبي

وقال أبو شامة في "المرشد الوجيز" ص (24) : "وكأنه نَزَّلَ عرضه وإحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه، مع أنه قد لا ينفك من إحداث إنزال ما لم ينزل أو تغيير بعض ما نزل بنسخ أو إباحة تغيير بعض ألفاظه"
وقال ص (69) : ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله

هذه إذاً هي الغاية الوحيدة من المعارضة سواء الأخيرة أو ما قبلها, إنما هي استثبات الحفظ ونسخ بعض الكلمات أو الآيات أو السور.
ومن أمثلة ما نسخ من الآيات والسور:
قال ابن حجر في "الفتح" (9/65) : "ثبت عن جماعة من الصحابة ذكر أشياء نزلت من القرآن فنسخت تلاوتها وبقي حكمها أو لم يبق, مثل حديث عمر (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة), وحديث أنس في قصة القراء الذين قتلوا في بئر معونة, قال: فأنزل الله فيهم قرآناً (بلغوا عنا قومنا أنا لقد لقينا ربنا), وحديث أبي بن كعب (كانت الأحزاب قدر البقرة), وحديث حذيفة (ما يقرؤون ربعها) يعني براءة, وكلها أحاديث صحيحة"اهـ
ومما نسخ ما جاء في حديث عائشة


قال النووي في "شرح مسلم" (10/29) : "معناه أن بعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآناً متلواً لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده, فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى".
ومما نسخ ما جاء في حديث أبي الدرداء (والذكر والأنثى) نسخت بالآية (وما خلق الذكر والأنثى) متفق عليه. البخاري (4660) , ومسلم (824)
ومن ذلك ما جاء عن أبي موسى الأشعري

ومن ذلك ما رواه أبو يونس مولى عائشة قال: (أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني





قال البراء بن عازب





فهذه الآيات أو السور المنسوخة في العرضة الأخيرة أو ما قبلها ليس لها علاقة بالأحرف السبعة, وهذا واضح جداً, إنما هي زيادات وآيات وسور كاملة نسخت وليست أوجهاً وأحرفاً قرآنية, ولذلك لا تجد أي إشارة في هذه الأحاديث للأحرف أو القراءات إنما يذكرون النسخ, وهذا النسخ لسور كاملة وآيات وكلمات, ومن المعلوم أن الأحرف إنما هي أوجه قرآنية ولهجات ليس فيها حذف آيات وسور وكلمات.
بعد هذه المقدمة وبيان المعنى الحقيقي لما يسمى بالعرضة أقول: إن بعض العلماء ذهبوا إلى آراء بعيدة وغريبة في هذه مسألة, وهي آراء ثلاثة, كلها ضعيفة جداً, وسأستعرضها الآن وأبين ضعفها بحول الله.
الرأي الأول:
أن العرضة الأخيرة المراد منها نسخ قراءات من الأحرف السبعة التي نزلت توسعة على الناس, فنسخ بعضها, وبقي بعض منها.
وممن قال بهذا ابن الجزري





وهذا القول الذي قاله ابن الجزري ضعيف جداً لأدلة كثيرة سأذكر بعضها الآن ثم سأذكر بعد ذلك بطلان قوله: "المصاحف التي كتبت في زمن أبي بكر

أولاً:
أنه لا دليل عليه ولا حجة له إلا الظن, وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً, وكل من ذكر العرضة الأخيرة من الصحابة والسلف لم يشيروا إلى هذا الرأي, ولم يذكروا قراءات ولا أحرف, وإنما ذكروا كما سبق أن الغاية من العرضة استثبات الحفظ ونسخ بعض من الآيات, فإن من الآيات ما هو منسوخ كما هو معلوم.
ثانياً:
أن الرخصة بالأحرف السبعة ما نزلت إلا في آخر حياة النبي



ثالثاً:
أن القول الصحيح الذي تشهد له الأدلة أن الأحرف السبعة لم ينزل بها جبريل


وقد ذكرت هذه المسألة في مبحث مستقل, وذكرت الدلائل والقرائن والنقول الكثيرة عن أهل العلم من السابقين واللاحقين في هذه المسألة.
وهو بعنوان " هل القراءات القرآنية كلها نزل بها جبريل".
فالقول بأن العرضة الأخيرة فيها نسخ لبعض الأحرف يستحيل إذاً, فإن الأحرف لم تنزل أصلاً حتى تنسخ.
فالغاية إذاً من معارضة جبريل للنبي


قال ابن حجر في "فتح الباري" (9/44) : أخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال: (قال لي ابن عباس



وقال الدكتور عبد الصبور شاهين في "تاريخ القرآن" ص (119) : مراجعة النبي


وقال البغوي في "شرح السنة" (3/57) : "يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي، وكتبها لرسول الله وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف"اهـ
وأما قول ابن الجزري


فهو قول باطل مخالف للحقيقة الناصعة تماماً, وترده جميع الأدلة, فإن الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر هي التي كانت على حرف واحد وهو حرف قريش الذي نزل به القرآن, فلم يكن القرآن يكتب إلا بحرف واحد بالإجماع, والصحف التي جمعت في عهد أبي بكر هي نفسها التي نسخ منها عثمان t المصحف, وقد بينت هذا ووضحته في موضع آخر.
القول الثاني الضعيف جداً:
أن جبريل كان يعارض النبي

وقد قال بهذا أبو عمرو الداني, والبغوي, وابن عطية, والزركشي.
ويلاحظ أن هؤلاء العلماء هم الذي قالوا: إن القراءات نزل بها كلها جبريل كما ذكرت في موضوع "هل القراءات كلها نزل بها جبريل", فقد اضطروا إلى القول بأن جبريل كان يعارض في كل عرضة بحرف من الأحرف لأنهم يعتقدون أن الأحرف كلها منزلة, أما غيرهم ممن يقول بأن الذي أنزله جبريل إنما هو حرف واحد وهو حرف قريش فلا يقولون بذلك.
والآن سأذكر أقوال هؤلاء العلماء ثم أذكر مناقشتها.
قال أبو عمرو الداني في "جامع البيان" (1/58) : "ووجه هذا الاختلاف في القرآن أن رسول الله



وقال في أرجوزته المنبهة:
وكان يعرض على جبريل في كـل عـام جملـة التنزيـل
فكان يقريه في كل عرضة بواحد من الحروف السبعة
وقال البغوي في "شرح السنة" (3/45) : "كان رسول الله



وقال ابن عطية في "المحرر الوجيز" (1/45) : "فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة, وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الرصف, ولم تقع الإباحة في قوله


وقال الزركشي في "البرهان" (1/220) : "كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمر سبعة".
وقال ابن حجر في "الفتح" (9/45) : "ولعله كان يعيد ذلك الجزء مراراً بحسب تعدد الحروف المأذون في قراءتها".
وأما قول ابن عطية


فهذا الذي قاله ابن عطية لا يتصور, فإن القرآن كان يكتب بعد نزوله مباشرة, فهو محفوظ بتلك الكتابة ثم جمع في عهد أبي بكر ثم كتب في عهد عثمان.
قال الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل في كتابه "من القضايا الكبرى في القراءات" ص (150) : "غاب عن الإمام ابن عطية أن القرآن كان يكتب فور نزوله بإملاء النبي

وأما قول الداني:
فكان يقريه في كل عرضة بواحد من الحروف السبعة
فهو قول عجيب غريب, فكيف يجهل أبو عمرو الداني أن الحروف السبعة ما نزلت إلا قبل وفاة النبي

وقد تولى مناقشة هذا الرأي الغريب من هؤلاء العلماء أبي عمرو الداني وغيره الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر في كتابه "من القضايا الكبرى في القراءات", وسوف أنقل ما تيسر منه, فكلامه قوي رصين واضح الحجة قوي البرهان.
قال الأستاذ محمد جبل

وكان الترخيص بذلك لأن العرب المتقدمين لم يتعودوا على الحفظ والتكرار, والالتزام الحرفي بعين تفاصيل القراءة المتلقاة عن النبي


قال الأستاذ جبل:
"فالقول بأن المعارضة كانت تنصب كلياً أو جزئياً على أوجه قرائية متلقاة يلغي التخفيف, لأنه يعني أن الوجه أو الأوجه الجديدة التي أبيح للناس أن يقرؤوا بها هي مما يجب الالتزام به حسب قول الإمام الداني: (إن جبريل عارض النبي


قال الأستاذ جبل:
"فنحن نعلم أن المعارضة كانت تقع بحرف واحد هو حرف زيد, وهو القراءة الأصلية المنزلة التي كتبت بين يدي النبي

وقال الأستاذ جبل ص (174) : ثانياً: قول الإمام أبي عمرو: إن جميع هذه السبعة أحرف قد كانت ظهرت واستفاضت عن رسول الله

فالأحرف كانت منتثرة لا منتشرة, بمعنى أن أفراداً هنا وهناك من الصحابة والتابعين كانوا يقرؤون بقراءات مختلفة, أما الجمهور الأعظم من الصحابة وعلى رأسهم الصحابة الذين تلقت عنهم الطبقة الثانية فكانوا يقرؤون النص موحد الكلمات والجمل والآيات في السور كما تلقوه عن النبي

والاختلاف العنيف الذي نشب بين الجند في وقعة أرمينية ولحظه سيدنا حذيفة وأبلغ أمره إلى أمير المؤمنين عثمان كان بصفة أساسية بين الجند, وبين غلمان مكاتب التحفيظ وبين معلميهم أيضاً, فكل من هؤلاء التقطوا الكلمات المختلفة ونصبوا خلافهم عليها, ولم يكن الاختلاف بعد استقرار الرخصة بين الصحابة الذين فقهوا عن النبي

قال الأستاذ جبل:
أنا أعجب أشد العجب من إقدام إمام في جلالة قدر الإمام الداني على الزعم "بأن أمير المؤمنين والصحابة قد أثبتوا جميع تلك الأحرف السبعة في المصاحف وأخبروا بصحتها وأعلموا الناس بثبوتها وخيروا الناس فيها كما صنع رسول الله

وقال


ومن ناحية أخرى فهو أمر يمنعه العقل من عدة جوانب.
أحدها:
أن التيسير رخصة للناس أن يقرؤوا كما تيسر لهم, ولا يسوغ أن يقال ذلك ثم يعين لهم ما يتيسر, ويلزموا به بمقتضى المعارضة, فتكون النتيجة إما أن تقرأ الكلمة كذا أو كذا دون أي شيء آخر.
إن التيسير يتمثل في أن يقرأ القارئ بدل الكلمة القرآنية التي ذهل عنها أية كلمة يختارها هو بشرط أن تكون بمعنى التي ذهل عنها أو قريبة منه, أما تعيين الكلمات البديلة فهو تكليف لمن شاء التيسير بحفظ الكلمات البديلة, أي: أنه بدلاً من حفظ كلمة أصبح عليه أن يحفظ اثنتين أو ثلاثاً إلى سبع.
ثانيها:
أن الكلمات أو العبارات المستصعبة لكونها من غير لغة القارئ أو لأنه نسيها أو لا يعقلها تختلف من شخص إلى آخر, وهذا أمر لا يحاط به.
ثالثها:
أن البدائل الميسرة للكلمات المستصعبة تختلف أيضاً من شخص إلى آخر, وهذا أمر لا يحاط به أيضاً, فبأي من هذه الأمور التي لا يحاط بها تقع المعارضة.
إن القول بأن المعارضة كانت تقع كل مرة بوجه من وجوه القراءة هو تبرع جزافي مبني على تصور غير محدد للأحرف السبعة... وهو تبرع من قائليه لا أصل له, وتسور على أمر غيبي بلا أدنى بينه"اهـ
انتهى قول الأستاذ الدكتور محمد جبل

ولله دره ما أحسنه من كلام وأبلغه وأعمقه, فسبحان من يسر الفهم على بعض خلقه وعسره وأغلقه على آخرين, ولله الحكمة البالغة.
القول الثالث الضعيف هو قول ساقط جداً تنفر من سماعه النفوس.
وهو أن الغرض من المعارضة تجويد ألفاظه وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها, وتلقي طريقة القراءة والأداء من جبريل

وهذا القول ساقط متهافت شديد الغرابة كما سيأتي.
وهو من الرجم بالغيب, ولا دليل عليه إلا الظن المجرد والخبط في مسائل العلم والدين دون تأن وتدقيق وبصيرة.
وقد قال به الكرماني المتوفى سنة (786) هـ, والبرماوي المتوفى سنة (831) هـ, والقسطلاني المتوفى سنة (923) هـ
وردده بعض المعاصرين.
قال الكرماني كما في "عمدة القاري" للعيني (1/76) : "وفائدة درس جبريل عليه الصلاة والسلام تعليم الرسول

وقال البرماوي: "مدارسة جبريل للنبي

وقال القسطلاني: ولا مرية أنه كما يتعبد بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده يتعبد بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة"اهـ
ذكر هذين القولين الأستاذ محمد جبل في كتابه "من القضايا الكبرى في القراءات" ص (154)
وقال الدكتور عبد العزيز القارئ في كتابه "سنن القراء ومناهج المجودين" ص (114) : "بل إن رسول الله

قلت: سبحان الله, كأن القائلين بهذا القول يجهلون أن محمداً عليه الصلاة والسلام أفصح الخلق, وقد وضعه الله موضع البلاغ من وحيه, ونصبه منصب البيان لدينه, واختار له من اللغات أعربها, ومن الألسن أفصحها وأبينها.
يقول الأستاذ الدكتور محمد جبل في كتابه "من القضايا الكبرى في القراءات" ص (164) : "هذا الزعم خطيئة كبرى, فالتجويد ليس إلا نطق القرآن الكريم كما ينطقه العرب الفصحاء, والنبي


فخلاصة الموضوع إذاً أن العرضة الأخيرة ليست إلا إثبات نص القرآن دون السور والآيات التي نسخت, وليس للعرضة الأخيرة أي علاقة بالقراءات والأحرف السبعة, والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم ومحبكم صالح بن سليمان الراجحي
[email protected]
تعليق