إن العربية تميل بطبيعتها إلى الإيجاز
فلماذا تكرر قول (الذين ظلموا) في آية البقرة (59) مرتين في حين أن الأُولى تغني عن الثانية وكان يكفي استعمال ضمير الغائبين (فأنزلنا عليهم)؟!
الآية:
فَبَدَّلَ *ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟* قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى *ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟* رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَفۡسُقُونَ
)سورة البقرة 59(
لو تأملنا الآية السابقة لهذه الآية سنجد عدة أوامر وتكاليف من الله
لموسى
وقومه، الأوامر للجميع في:
وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُوا۟ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُوا۟ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ وَسَنَزِیدُ ٱلۡمُحۡسِنِینَ
(سورة البقرة 58(
فاستجاب بعضهم لتلك الأوامر وأطاعوا، وبدل بعضهم وعصوا
قال الله
:
فَبَدَّلَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ رِجۡزࣰا
فلو قال في الثانية: (فأنزلنا عليهم) من غير تخصيص (الذين ظلموا) لوقع لَبْسٌ لدى بعض السامعين، ولَفَهِم البعض خطأً أن العذاب وقع على الجميع؛ لأن الأوامر كانت للجميع.
*فكان تكرار (الذين ظلموا) دفعا لهذا اللبس*.
وقد وردت آية أخرى مشابهة استغنت عن التكرار واكتفت بضمير الغائبين، وهي:
فَبَدَّلَ *ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ* قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا *عَلَیۡهِمۡ* رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَظۡلِمُونَ
)سورة الأعراف 162(
لقد قال في المرة الثانية: (فأرسلنا عليهم) ، ولم يقل: (فأرسلنا على الذين ظلموا) فلماذا تغير الحال في آية الأعراف عن آية البقرة السابقة؟!
أقول وأسأل الله السداد:
لو تأملنا سنجد في آية الأعراف زيادة ليست في آية البقرة، وهي قوله: (منهم) بعد (الذين ظلموا) في مطلع الآية،
*ضمير الغائبين في (منهم) خصص المقصودين، وأمن اللبس،*
فقال في الثانية: (فأرسلنا عليهم رجزا)، فلم يعد في حاجة إلى التكرار.
هذا والله أعلم
د. محمد الجبالي
فلماذا تكرر قول (الذين ظلموا) في آية البقرة (59) مرتين في حين أن الأُولى تغني عن الثانية وكان يكفي استعمال ضمير الغائبين (فأنزلنا عليهم)؟!
الآية:


لو تأملنا الآية السابقة لهذه الآية سنجد عدة أوامر وتكاليف من الله




فاستجاب بعضهم لتلك الأوامر وأطاعوا، وبدل بعضهم وعصوا
قال الله



فلو قال في الثانية: (فأنزلنا عليهم) من غير تخصيص (الذين ظلموا) لوقع لَبْسٌ لدى بعض السامعين، ولَفَهِم البعض خطأً أن العذاب وقع على الجميع؛ لأن الأوامر كانت للجميع.
*فكان تكرار (الذين ظلموا) دفعا لهذا اللبس*.
وقد وردت آية أخرى مشابهة استغنت عن التكرار واكتفت بضمير الغائبين، وهي:


لقد قال في المرة الثانية: (فأرسلنا عليهم) ، ولم يقل: (فأرسلنا على الذين ظلموا) فلماذا تغير الحال في آية الأعراف عن آية البقرة السابقة؟!
أقول وأسأل الله السداد:
لو تأملنا سنجد في آية الأعراف زيادة ليست في آية البقرة، وهي قوله: (منهم) بعد (الذين ظلموا) في مطلع الآية،
*ضمير الغائبين في (منهم) خصص المقصودين، وأمن اللبس،*
فقال في الثانية: (فأرسلنا عليهم رجزا)، فلم يعد في حاجة إلى التكرار.
هذا والله أعلم
د. محمد الجبالي
تعليق