الحمد لله ،وبعد :
فإن المفسر ـ لكثرة ممارسته لعلمه ـ يجره بحثه ـ أحياناً ـ للتتبع والاستقراء ،فيعطي بذلك القارئ فائدة قيمة ،وغنيمة باردة ،القارئ يقرؤها في ثوانٍ معدودة ،والمفسر قد يكون أمضى شهوراً أو نحوها في إثباتها .
ولما كان بعض المفسرين يثبت بعض استقراءاته ،رأيت من المناسب أن نجمع ـ مع الإخوة ـ ما يمر بنا من هذا النوع العزيز من العلم .
ولعلي أبتدئ بذلك ـ وهو سبب طرح هذا الموضوع ـ :
1 ـ قال الطاهر بن عاشور ـ
ـ في تفسير الآية 27 من سورة الإنسان :
و(هؤلاء) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم.
وقد استقريْتُ من القرآن أنه إذا أطلق
هؤلاء
دون سبْقِ ما يكون مشاراً إليه فالمقصود به المشركون ، وقد ذكرتُ ذلك في تفسير قوله تعالى :
فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين
في سورة الأنعام ( 89 ) وقوله تعالى :
فلا تكُ في مرية مما يعبد هؤلاء
في سورة هود ( 109 ).
وقال
في تفسير الاية 89 من الأنعام :
وقد تقصيت مواقع آي القرآن فوجدته يعبّر عن مشركي قريش كثيراً بكلمة ( هؤلاء ) ، كقوله
بل متّعت هؤلاء وآباءهم
[ الزخرف : 29 ] ولم أر من نبّه عليه من قبل .
وفي تفسير الآية 109 من سورة هود ،قال
:
وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدته عَنَاهُمْ باسم الإشارة هذا في نحو أحد عشر موضعاً ،وهو ممّا ألهمت إليه ونبّهتُ عليه عند قوله تعالى :
وجئنا بك على هؤلاء شهيداً
في سورة [ النساء : 41 ] .
وقال عند تفسير الآية 41 من النساء :
و
هؤلاء
إشارة إلى الذين دعاهم النبي
لحضورهم في ذهن السامع عند سماعه اسم الإشارة ، وأصل الإشارة يكون إلى مشاهد في الوجود أو منزّل منزلتَه ، وقد اصطلح القرآن على إطلاق إشارة ( هؤلاء ) مراداً بها
المشركون ، وهذا معنى ألهمنا إليه ، استقريْناه فكان مطابقاً .
يتبع ـ إن شاء الله ـ
فإن المفسر ـ لكثرة ممارسته لعلمه ـ يجره بحثه ـ أحياناً ـ للتتبع والاستقراء ،فيعطي بذلك القارئ فائدة قيمة ،وغنيمة باردة ،القارئ يقرؤها في ثوانٍ معدودة ،والمفسر قد يكون أمضى شهوراً أو نحوها في إثباتها .
ولما كان بعض المفسرين يثبت بعض استقراءاته ،رأيت من المناسب أن نجمع ـ مع الإخوة ـ ما يمر بنا من هذا النوع العزيز من العلم .
ولعلي أبتدئ بذلك ـ وهو سبب طرح هذا الموضوع ـ :
1 ـ قال الطاهر بن عاشور ـ

و(هؤلاء) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم.
وقد استقريْتُ من القرآن أنه إذا أطلق






وقال

وقد تقصيت مواقع آي القرآن فوجدته يعبّر عن مشركي قريش كثيراً بكلمة ( هؤلاء ) ، كقوله


وفي تفسير الآية 109 من سورة هود ،قال

وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدته عَنَاهُمْ باسم الإشارة هذا في نحو أحد عشر موضعاً ،وهو ممّا ألهمت إليه ونبّهتُ عليه عند قوله تعالى :


وقال عند تفسير الآية 41 من النساء :
و



المشركون ، وهذا معنى ألهمنا إليه ، استقريْناه فكان مطابقاً .
يتبع ـ إن شاء الله ـ
تعليق