سورة الإسراء
(سُبْحَانَ الذَي أَسْرَى بِعَبِدِهِ (1)) إنّ أمرَ الإسراء لَيَسْتَحِقّ الحمدَ والثناء والشكر لله، وهذا يُناسِبُهُ أن يَسْتَهِلَ الابتداءَ بالحمد، فيقول (الحمد لله الذي أسرى بعبده)، كما قال سبحانه في مطلعِ سورة الكهف في مَعْرَضِ المِنّة (الْحَمْدُ لِلهِ الذّي~أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) فلمَ بدأ قصة الإسراءِ بالتسبيح دون الحمد؟ هذا من براعةِ الاستهلالِ الذي يُناسِبُ مَقَامَ المُعْجِزَةِ الخارِقة، مُعْجِزَةِ الاسراء، لِأنّهُ أمْرٌ خارقٌ لِلعادة، فناسبَ اَن يبدأهُ بلفظٍ يُشِيرُ إلى كمالِ القدرة وتَنَزُّهِ اللهُ عن صفاتِ النقص.
(سُبْحَانَ الذّي أَسْرَى بِعَبِدِهِ (1)) لِمَ وصفَ النّبي صلي الله عليه وسلم بصفةِ العبد فقال (بِعَبْدِهِ)، ولم يصفهُ بالنبوّة كأن يقول (سبحان الذي أسري بنبيِّهِ)؟ وصف اللهُ تعالى نبيهُ صلّى اللهُ عليهِ وسلُم بالعُبُوديةِ فقال (أَسْرَى بِعَبِدِهِ)، لأنّهُ أشرفُ المَقَامات وأسمى المراتِبِ العَلِيَّة، ولهذا قال القاضي عِيَاض:
ومـمّـا زَادَني شَـرفا وتـِيـهـا وَكِدتُ بِأخْمَصَي أطَؤ الثّرَيّا
دخولي تحت قولِكَ يا عِبادي وَأن صَيّرْتَ أحمدَ لي نَبيا
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ (13)) لننظر إلى هذا التعبير الذي يرسم أمامنا صورة شاخِصة تشِفُّ عن معناها، فقد استعار لملازمةِ الإنسانُ لِعملِهِ الذي يُجزَى بهِ استعارَ صورة القِلادة التي تلزَمُ العُنُق ولا تكادُ تنفكُ عنهُ، وهذا كُلُّهُ لِيُقَرِّبَ لكَ أيّها الإنسان صورة الحسابِ دونَ نقص.
(وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)) لِنتأمّل هذا المَشْهد الذي يُفاجئُ به كلّ الإنسانٍ يوم القيامة، حيث يُعْرضُ عليهِ سِجِلُّ أعمالهِ في كتابٍ منشور، ووصفُ الكتابِ بالمنشور إيماءٌ إلى سرعةِ اطلاع الإنسانِ على جميعِ ما عملَهُ، فالكتابُ قد أُحْضِرَ مفتوحًا قبل وصولِ صاحبهِ لِلمُطالَعَة.
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (15)) الوِزْر هو الثّقَل العظيم، وإنّما عبّر بهِ ربُّنا هنا عنِ (الإثم) لِتَشْبِيهِ (الإثْمِ) بالحملِ الثّقيل لِمَا يَجُرُّهُ منَ التّعب لِصاحبهِ في الآخرة، فكما إنّ الحِمْلَ يُتْعِبُ صاحبهُ ويُرهقُ كاهلهُ، فكذلك الإثمَ فإنّهُ يَقْصمُ ظهرَ صاحبه.
(سُبْحَانَ الذَي أَسْرَى بِعَبِدِهِ (1)) إنّ أمرَ الإسراء لَيَسْتَحِقّ الحمدَ والثناء والشكر لله، وهذا يُناسِبُهُ أن يَسْتَهِلَ الابتداءَ بالحمد، فيقول (الحمد لله الذي أسرى بعبده)، كما قال سبحانه في مطلعِ سورة الكهف في مَعْرَضِ المِنّة (الْحَمْدُ لِلهِ الذّي~أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) فلمَ بدأ قصة الإسراءِ بالتسبيح دون الحمد؟ هذا من براعةِ الاستهلالِ الذي يُناسِبُ مَقَامَ المُعْجِزَةِ الخارِقة، مُعْجِزَةِ الاسراء، لِأنّهُ أمْرٌ خارقٌ لِلعادة، فناسبَ اَن يبدأهُ بلفظٍ يُشِيرُ إلى كمالِ القدرة وتَنَزُّهِ اللهُ عن صفاتِ النقص.
(سُبْحَانَ الذّي أَسْرَى بِعَبِدِهِ (1)) لِمَ وصفَ النّبي صلي الله عليه وسلم بصفةِ العبد فقال (بِعَبْدِهِ)، ولم يصفهُ بالنبوّة كأن يقول (سبحان الذي أسري بنبيِّهِ)؟ وصف اللهُ تعالى نبيهُ صلّى اللهُ عليهِ وسلُم بالعُبُوديةِ فقال (أَسْرَى بِعَبِدِهِ)، لأنّهُ أشرفُ المَقَامات وأسمى المراتِبِ العَلِيَّة، ولهذا قال القاضي عِيَاض:
ومـمّـا زَادَني شَـرفا وتـِيـهـا وَكِدتُ بِأخْمَصَي أطَؤ الثّرَيّا
دخولي تحت قولِكَ يا عِبادي وَأن صَيّرْتَ أحمدَ لي نَبيا
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ (13)) لننظر إلى هذا التعبير الذي يرسم أمامنا صورة شاخِصة تشِفُّ عن معناها، فقد استعار لملازمةِ الإنسانُ لِعملِهِ الذي يُجزَى بهِ استعارَ صورة القِلادة التي تلزَمُ العُنُق ولا تكادُ تنفكُ عنهُ، وهذا كُلُّهُ لِيُقَرِّبَ لكَ أيّها الإنسان صورة الحسابِ دونَ نقص.
(وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)) لِنتأمّل هذا المَشْهد الذي يُفاجئُ به كلّ الإنسانٍ يوم القيامة، حيث يُعْرضُ عليهِ سِجِلُّ أعمالهِ في كتابٍ منشور، ووصفُ الكتابِ بالمنشور إيماءٌ إلى سرعةِ اطلاع الإنسانِ على جميعِ ما عملَهُ، فالكتابُ قد أُحْضِرَ مفتوحًا قبل وصولِ صاحبهِ لِلمُطالَعَة.
(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (15)) الوِزْر هو الثّقَل العظيم، وإنّما عبّر بهِ ربُّنا هنا عنِ (الإثم) لِتَشْبِيهِ (الإثْمِ) بالحملِ الثّقيل لِمَا يَجُرُّهُ منَ التّعب لِصاحبهِ في الآخرة، فكما إنّ الحِمْلَ يُتْعِبُ صاحبهُ ويُرهقُ كاهلهُ، فكذلك الإثمَ فإنّهُ يَقْصمُ ظهرَ صاحبه.
تعليق