تقرير حول موضوع الأطروحة الجامعية بعنوان: التفسير الصوتي للدرس الصرفي العربي: القراءات القرآنية نموذجا إنجاز الطالب الباحث: يوسف بوطاقية إشراف الدكتور :عبد القادر لقاح تمت المناقشة بحول الله تعالى بتاريخ يوم السبت 14 نونبر 2020 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم (رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) في البداية أتقدم بالشكر الجزيل، وعظيم الامتنان إلى جميع أعضاء لجنة المناقشة السادة الأساتذة لإعطائي جزءا من وقتهم الثمين، وتقديم ملاحظاتهم القيمة التي سيتم العمل بها مستقبلا بحول الله تعالى. والشكر موصول لأستاذي المشرف الذي وجّه خطوات هذا البحث الذي عالج قضيةً لسانيةً مهمة عنوانُها "التفسير الصوتي للدرس الصرفي العربي: القراءات القرآنية نموذجا" وفق مجموعة من المناهج العلمية الدقيقة كالمنهج التاريخي والمنهج الوصفي والمنهج المقارن، فلم يكن ممكنا أن نقوم بسبر أغوار موضوعنا هذا دون رصد لمسارات العلماء عبر العصور المختلفة مبتدئين بعصر نشأة اللغة وعلومها، ثم التوجهات اللغوية التي نحاها علماء العربية المحدثون، منضويين في ذلك تحت لواء اتجاهات لغوية مختلفة، وكان لزاما أن نقرن المنهج الوصفي بالمنهج المقارن، كي تتجلى لنا التوجهات المذهبية المختلفة، وأسباب اختلافها التي أوصلتها إلى تلك الاستقلالية في بعض القواعد. هذا من جهة، ومن جهة أخرى انطلقت في منهج الدراسة من العام إلى الخاص؛ بحيث تحدث في البداية عن اللغة باعتبارها ظاهرة عامة تتحقق في درس كلام أفراد الجماعة اللغوية، مسموعا كان أم مسجلا، وصولا إلى الحديث عن أصغر وحدة مكونة للكلام وهي الصوت حتى يتم إعدادها في تشكيل البنية أو الكلمة. ولابد من الإشارة إلى أن الدرس اللغوي كان له موقع في نفسي طوال السنوات الإعدادية والتأهيلية، حينما كنت أتابع دراستي بشعبة التعليم الأصيل التي كانت تحرص على تدريسي مواد علوم اللغة وعلوم القرآن الكريم إلى آخر قسم نهائي بالتأهيلي، وشغفت بهذا التخصص أكثر حينما التحقت بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة محمد الأول بوجدة بفضل مجموعة من أساتذتي الأجلاء الذين لن يسعني إلا أن أوفيهم حقهم بحال من الأحوال، وأسأل الله تعالى أن يكرمهم من فضله. ولعل الباعث الأهم في هذا البحث هو الدور الهام الذي قدمه علماء القراءة في سبيل المحافظة على كلام المولى




أولا: لقد ربط العلماء في التراث العربي بشكل وثيق بين اللغة والعقل، واللغة والوجود، لأنهم آمنوا بان اللغة خَصيصة إنسانية ينفرد بها الإنسان عن غيره، بحكم أنه الكائن الناطق الوحيد الذي كرمه الله تعالى بالعقل. ثانيا: إن النظرية اللغوية في التراث العربي متكاملة المعالم من مختلف فروع المعرفة: (صوت، صرف، نحو، أسلوب، علوم القرآن والتجويد، فلسفة، منطق، علم الكلام، علم الوضع)، تنبني كلها على أسس معرفية وفلسفية. ثالثا: إن الصوت والصرف وجهان مميزان للغة الإنسانية، حيث لا يمكن فهم الدرس الصرفي الفهم الجيد بمعزلٍ عن علم الأصوات: فبالأصوات تواصل الناس منذ القدم، قبل ظهور الكتابة.. ثم تَمَّ تقنين قواعد النطق والرسم عبر السنين. رابعا: إن علم القراءات له اتصال وثيق بالعديد من العلوم الأخرى، فهو مرتبط بعلم التفسير من حيث المعاني في القراءات التي توضح المعنى المراد في الآيات، وهو مرتبط كذلك بعلوم اللغة العربية من حيث إن القرآن الكريم وأوجُه قراءاته كلُّ ذلك عربي، ولابد لقبول القراءة من موافقتها لوجه صحيح من أوجه اللغة العربية، وهو الركن الثاني من أركان القراءة المقبولة، كما يرتبط علم القراءات بعلم الرسم العثماني ومعرفة القواعد التي بُني عليها كتابةُ المصحف، بما يوافق دستور سيدنا عثمان






