مصطلح التحزيب يتناول القرآن العزيز مقروءاً ومكتوباً معاً ، فالتحزيب والتجزئة يكونان في التلاوة و يكونان في المصحف ..
فيعني التحزيب في التلاوة : أن يجعل القارئ لنفسه وِرداً معيّناً من القرآن يقرؤه كل يوم .
ويعني التحزيب في المصحف : ما يجعله نسّاخ المصاحف من رموز في حاشية المصحف إشارةً إلى أجزائه الثلاثين التي اشتهرت قسمة الكتاب العزيز بها.
إن تحزيب القرآن هو من السنن المهجورة في هذه الأيام عند طلبة العلم فضلاً عن غيرهم من الناس ، وانصراف العامة والخاصة إلى التحزيب المُحدَث – الذي لامراعاة فيه لمعاني القرآن - في حِلق تعليم القرآن وفي المناهج التعليمية وفي الصلاة ؛ الأمر الذي ترتب عليه غفلة الكثير منهم عن معاني القرآن عند الوقف والابتداء ، وعدم مراعاتهم هذا الأدب المهم من آداب التلاوة ، وقد كان ابن عمر
يقول : ( وكانت السورة تنزل على محمد
فنتعلم حلالها وحرامها ، وماينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ..) قال النحاس : فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن .
والمتأمل في سير سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان يجدهم – رغم المهام الجسام المناطة بهم – يحافظون على وردهم من كتاب الله تعالى تلاوةً وتدبراً ،
وكان تحزيب القرآن عندهم أمراً متواتراً ومعلوماً، فقلّما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم القران في كذا وكذا .
أما أحوال غالب أهل زماننا فإنها تتسم بالتقصير والتفريط في تلاوة القرآن وملازمة ذلك والمداومة عليه ؛ حتى أضحى تحزيب القرآن من السنن المهجورة – بل والمجهولة – عند كثير من طلاب العلم فضلاً عن عامة الناس ، و الأمر الذي جعلهم كذلك هو ضعف الإيمان الناتج عن تتبع الشهوات ،وغلبة الهوى ، وشدة التعلق بالدنيا والتلهي بها ، مع وجود المحافظين على كتاب الله تعلماً وتعليماً وقراءةً وعملاً .
وإذا نظرنا إلى الوحيين نجد وفرة من الآيات القرآنية وكثرة من الأحاديث النبوية تحث على تلاوة القرآن تلاوةً مستمرةً على سبيل المداومة:
قال تعالى : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور- ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)
في هذه الآية مدح للذين يداومون على قراءة كتاب الله ، وجاء وصفهم بالفعل المضارع (يتلون) لإفادة المداومة والاستمرار .
وكان مطرف بن عبدالله يسمي هذه الآية : آية القرّاء ..
وقال عليه الصلاة والسلام :( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة : طعمها طيب وريحها طيب ..)
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )
كل هذه النصوص وغيرها تدلنا دلالة واضحة على أهمية المداومة على تلاوة القران الكريم، والأجر العظيم المترتب عليه ، ولذلك رأينا الحرص الشديد من الصحابة
والتابعين ومن بعدهم على ذلك في صلاة أو في غير صلاة.
فيعني التحزيب في التلاوة : أن يجعل القارئ لنفسه وِرداً معيّناً من القرآن يقرؤه كل يوم .
ويعني التحزيب في المصحف : ما يجعله نسّاخ المصاحف من رموز في حاشية المصحف إشارةً إلى أجزائه الثلاثين التي اشتهرت قسمة الكتاب العزيز بها.
إن تحزيب القرآن هو من السنن المهجورة في هذه الأيام عند طلبة العلم فضلاً عن غيرهم من الناس ، وانصراف العامة والخاصة إلى التحزيب المُحدَث – الذي لامراعاة فيه لمعاني القرآن - في حِلق تعليم القرآن وفي المناهج التعليمية وفي الصلاة ؛ الأمر الذي ترتب عليه غفلة الكثير منهم عن معاني القرآن عند الوقف والابتداء ، وعدم مراعاتهم هذا الأدب المهم من آداب التلاوة ، وقد كان ابن عمر


والمتأمل في سير سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان يجدهم – رغم المهام الجسام المناطة بهم – يحافظون على وردهم من كتاب الله تعالى تلاوةً وتدبراً ،
وكان تحزيب القرآن عندهم أمراً متواتراً ومعلوماً، فقلّما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم القران في كذا وكذا .
أما أحوال غالب أهل زماننا فإنها تتسم بالتقصير والتفريط في تلاوة القرآن وملازمة ذلك والمداومة عليه ؛ حتى أضحى تحزيب القرآن من السنن المهجورة – بل والمجهولة – عند كثير من طلاب العلم فضلاً عن عامة الناس ، و الأمر الذي جعلهم كذلك هو ضعف الإيمان الناتج عن تتبع الشهوات ،وغلبة الهوى ، وشدة التعلق بالدنيا والتلهي بها ، مع وجود المحافظين على كتاب الله تعلماً وتعليماً وقراءةً وعملاً .
وإذا نظرنا إلى الوحيين نجد وفرة من الآيات القرآنية وكثرة من الأحاديث النبوية تحث على تلاوة القرآن تلاوةً مستمرةً على سبيل المداومة:
قال تعالى : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور- ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور)
في هذه الآية مدح للذين يداومون على قراءة كتاب الله ، وجاء وصفهم بالفعل المضارع (يتلون) لإفادة المداومة والاستمرار .
وكان مطرف بن عبدالله يسمي هذه الآية : آية القرّاء ..
وقال عليه الصلاة والسلام :( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة : طعمها طيب وريحها طيب ..)
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )
كل هذه النصوص وغيرها تدلنا دلالة واضحة على أهمية المداومة على تلاوة القران الكريم، والأجر العظيم المترتب عليه ، ولذلك رأينا الحرص الشديد من الصحابة

تعليق