
السبت 27 شعبان 1434
[align=justify]
الحمد لله الذي حفظ القرآن الكريم بفضله ورحمته، ومَنَّ علينا بخير رسله، وخاتم أنبيائه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد: فهذه أحرف كُتبت بمداد العلم، وخُطَّت بحبر التوفيق، وصيغت بواضح الألفاظ، تجلِّي الإشكالات بالدلائل الساطعة، وتعرض البراهين بالمحكَمات القاطعة، في موضوع طال فيه النزاع، واختلفت فيه الأنظار، وكثرت فيه المناقشات.
هذه الأحرف سطَّرها الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذَّهَبيّ (ت748) -
-، في كتابه العظيم: سير أعلام النبلاء، المجلَّد العاشر صــــ170،171،172ــــــ.
يقول -
- في ترجمة الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي -
-:
"وكان يقرئ الناس علانية بحرفه بالبصرة في أيام ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، والقاضي أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، ويحيى اليزيدي، وسُليم، والشافعي، ويزيد بن هارون، وعدد كثير من أئمة الدين، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدًامن القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والأمين والمأمون أنكروا قراءته، ولا منعوه منها أصلا، ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر، بل مدحها غير واحد، وأقرأ بها أصحابه بالعراق، واستمر إمام جامع البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة، فما أنكر عليه مسلم، بل تلقاها الناس بالقبول. الحمد لله الذي حفظ القرآن الكريم بفضله ورحمته، ومَنَّ علينا بخير رسله، وخاتم أنبيائه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد: فهذه أحرف كُتبت بمداد العلم، وخُطَّت بحبر التوفيق، وصيغت بواضح الألفاظ، تجلِّي الإشكالات بالدلائل الساطعة، وتعرض البراهين بالمحكَمات القاطعة، في موضوع طال فيه النزاع، واختلفت فيه الأنظار، وكثرت فيه المناقشات.
هذه الأحرف سطَّرها الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذَّهَبيّ (ت748) -

يقول -


ولقد عومل حمزة مع جلالته بالإنكار عليه في قراءته من جماعة من الكبار، ولم يجرِ مثل ذلك للحضرمي أبدا، حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها، ولا عرفوها، فأنكروها، ومن جهل شيئا عاداه، قالوا: لم تتصل بنا متواترة، قلنا: اتصلت بخلق كثير متواترة، وليس من شرط التواتر أن يصل إلى كل الأمة، فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم، وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء، وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء، أو أفادتهم ظنا فقط، وعند النحاة مسائل قطعية، وكذلك اللغويون، وليس من جهل علما حجة على من علمه، وإنما يقال للجاهل: تَعَلَّم، وسَلْ أهل العلم إن كنتَ لا تعلم، لا يقال للعالِم: اجهل ما تَعْلَم، رزقنا الله وإياكم الإنصاف، فكثير من القراءات تدَّعون تواترها، وبالجهد أن تقدروا على غير الآحاد فيها، ونحن نقول: نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد، لكونها تُلقِّيت بالقبول، فأفادت العلم، وهذا واقع في حروف كثيرة، وقراءات عديدة، ومن ادَّعى تواترَها فقد كابر الحس، أما القرآن العظيم، سوره وآياته = فمتواترٌ، ولله الحمد، محفوظ من الله تعالى، لا يستطيع أحد أن يبدِّله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة، ولو فعل ذلك أحد عمدا لانسلخ من الدين، قال الله تعالى:


وأول من ادَّعى أن حرف يعقوب من الشاذ = أبو عمرو الداني، وخالفه في ذلك أئمة، وصار في الجملة في المسألة خلافٌ حادثٌ، والله أعلم".
[/align]
تعليق