تعريف عام بمصحف أو مصاحف "الحاذق الصغير" بعناية الشيخ عبد المجيد رياش
تعريف عام بمصحف أو مصاحف "الحاذق الصغير"
يقول فضيلة الشيخ أبو عبد التواب عبد المجيد رياش الجزائري -حفظه الله- :
مصاحف الحاذق الصغير
لما بدأت العمل في مجال المصحف وقفت على العديد من التسميات سمى بها أصحاب دور النشر أعمالهم التي ألحقت بالمصحف.
وقد كانت جل المصاحف في السابق لم يلتزم أصحابها بختم الصفحة بنهاية الآية، ولما انتشر العمل بختم كل صفحة بنهاية الآية سماه بعضهم مصحف حفاض لأنه يسهل الحفظ منه باعتبار أن الحافظ لا يحتاج إلى تقليب الصفحة أثناء حفظ المقدار الذي يرغب حفظه، ثم إن أنهى القراءة تكون بنهاية السورة، وهذا أمر جيد؛ ولكن ....
لما رأيت ذلك فكرت فيما يعطي معنى أبعد من معنى الحفظ، فرأيت أن معنى الحذق أدق وأقوى في الدلالة من الحفظ؛ حتى أن أهل العلم سموا الوليمة التي تصنع لمن يحفظ القرءان بـ وليمة الحذق.
ونظرا لأنني ميزت عملي بمميزات عدة لا ينتبه إليها إلاّ من لديه قوة الملاحظة، فقد نظرت في مصحف من المصاحف المنتشرة بالسوق وأخذت النسخة واتجهت لصاحب الدار وأطلعته على الملاحظة، فقال لي: أزاي المصحف قرأه الملايين ولم ينتبهوا إلى هذا؟!!!!
فقلت: أنا لا يهمني عدم انتباه الملايين وإنما يهمني واقع الكلمة.
وقد صدق فيما قال: فإن المصحف قد قرأه الملايين من المتعلمين ولا أقول من القراء العاديين ولم ينتبهوا إلى بعض الملاحظات التي لم يتصف الكاتب فيها بالدقة في الكتابة والضبط، فمثلا:
كلمة اللائي في مصاحف حفص نجد أن الهمزة فيها وضعت في أغلبها فوق الياء والكسرة أسفلها:
وهذا الضبط يخرجها من رواية حفص الذي يقرأ بمد الهمزة إلى رواية من يقرأ بقصر الهمزة.
انظروها في المصاحف ترونها كما قلت. اللهم إلا المصاحف التي استفادت مما قلته عن هذه الجزئية في المجالات المختلفة.
دكتور من ذوي الاختصاص لما كلمته عن جزئية من جزئيات أدب الكاتب ألا وهي عدم الفصل بين الملازمين كالصفة والموصوف، ووو مما يترتب على الفصل شناعة المعنى لما بينت له ذلك؛ قال لي لم أسمع بهذا قبل اليوم!!! مع أن كتب أهل العلم حافلة بذكر هذا
وهناك العديد من المعاني حوتها مصاحف الحاذق الصغير لا يفهما إلا من اتصف بالحذق، ومقصدي:
أيها الحاذق، أو يا من تريد أن تكون من الحذاق فهذا مصحفك.