"القرآن يفسره الزمان".. هل هي مأثورة عن ابن عباس؟
لفت انتباهي كلام لسلمان العودة في إحدى محاضراته الأخيرة (http://www.islamtoday.net/salman/art...-109725.htm)، ذكره لعبارة منسوبة لعبد الله بن عباس رضي الله عنه: "القرآن يفسره الزمان"، وقال إن العبارة تداولها المفسرون.
فما مدى صحة هذا النقل؟ وما معناها؟
فالقرآن الكريم صدر من لدن حكيم خبير
الله تعالى نزّل القرآن تبياناً لكلّ شيء وهو كتاب أبديّ خالد ينطوي على أبعاد مختلفة وبطون لا يمكن للبشر أن يكتشف جميعها جملة واحدة ، وإنّما يكتشف في كلّ عصر بعداً من أبعاده ، وحقيقة من حقائقه. وأتاح للمفسرين أيضاً إمكانية استخراج حقائق قرآنية هامة لم تكن معروفة من ذي قبل ، فالقرآن الكريم صدر من لدن حكيم خبير لا يحد ولا يتناهى ، ففي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم (فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فانّه شافع مشفّع ، وماحل مصدَّق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم ، وباطنه علم ، ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له نجوم ، وعلى نجومه نجوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة ، فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ، ويتخلّص من نشب ، فانّ التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ) ، وجاء في مقالة للامام علي بن أبي طاب (ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقّده ، وبحراً لا يدرك قعره ، فهو ينابيع العلم وبحوره ، وبحراً لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ) ومن بلغاء العرب الوليد بن المغيرة الذي أشاد بالقرآن ويصفه بقوله :
(واللّه لقد سمعت من محمد كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وانّ له لحلاوة ، وانّ عليه لطلاوة ، وانّ أعلاه لمثمر ، وانّ أسفله لمغدق ، وانّه ليعلو وما يعلى عليه ) ، فالدين الخاتم يستدعي معجزة خالدة للّه تعالى حيث لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، بل هو في كلّ زمان جديد .