نبي الله يوسف -عليه السلام- وامرأة العزيز
نبي الله يوسف -عليه السلام- وامرأة العزيز
وشطحات "الهمّ" عند بعض المفسـرين والدعـاة المعاصرين
بقلم : أحمـد أبو زيد
n n n
زلت أقلام بعض المفسرين للقرآن الكريم ، أو من دسوا على تفاسيرهم ، وكذا ألسنة بعض الدعاة الذين انساقوا وراء هؤلاء المفسرين عند حديثهم عن موقف يوسف من امرأة العزيز عندما غلّقت الأبواب وهامت به حبا وعشقا وراودته عن نفسه.
فقد زعموا أن يوسف عليه السلام قد همّ بمقارفة الفاحشة ، وشحنت بعض كتب التفاسير بكثير من الروايات الإسرائيلية الواهية ، بل المنكرة الباطلة في تفسير الهم والبرهان ، وأقحموا أسماء عدد من الصحابة الكرام في رواية هذه الأقاويل، ومنهم عبد الله بن عباس ، حتى زعم بعضهم أن يوسف حلّ رباط السروال ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته ، ثم رأى صورة أبيه يعقوب عاضا على إصبعه ، فقام عنها وتركها خجلا من أبيه، إلى غير ذلك من أقوال واهية لا تليق بسمعة الأنبياء ولا بعصمتهم ، علاوة على أنها تخالف نصوص القرآن الكريم الصريحة التي تبرئ ساحة يوسف عليه السلام من الزلل، وتثبت عصمته كنبي وتشهد لعفته وابتعاده عن الفاحشة على لسان من اتهموه بذلك، كامرأة العزيز ونسوة المدينة الذين شاركوها في مراودته عن نفسه بعد أن رأين ما هو عليه من الجمال والبهاء والجلال.
ونحن لا ندري كيف دخلت تلك الروايات المنكرة إلى بعض كتب التفاسير ، وتقبلها من حققوا هذه الكتب وطبعوها ونشروها بقبول حسن ، وكلها – كما يقول العلامة أبو السعود – خرافات وأباطيل تمجها الآذان ، وتردها العقول والأذهان ؟ !
وكيف غاب عن أولائك المفسرين أو من حققوا تفاسيرهم من العلماء – كما يقول محمد علي الصابوني في صفوة التفاسير – أن "يوسف الصديق" نبي كريم ، ابن نبي كريم ، وأن العصمة من صفات الأنبياء ، وأن الزنى جريمة من أبشع الجرائم فكيف يرتكبها نبي من الأنبياء المكرمين.(1)
ــــــــــــــ
(1) محمد علي الصابوني - صفوة التفاسير – تفسير سورة يوسف – دار الرشيد – حلب – سوريا – بدون تاريخ