صابر عباس حسن
23/08/1433 - 12/07/2012, 08:58 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الحادي و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سورة السجدة
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ..
في نور هذه الآية نعيش صورة اليوم ودلائل الأيمان وما يؤدي إليه من جنات النعيم , ثم تظهر صورة عاقبة الكفر والفسوق ..
وتبدأ الصورة بدلائل القدرة.
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ - 4
يدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ – 5
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ – 6
يخبر تعالى عن كمال قدرته ودلائل واحدنيته سبحانه :
﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ فبسعة علمه، وكمال عزته، وعموم رحمته، أوجد الكون، وأودع فيه، من المنافع ما أودع، ومن دلائل القدرة والإبداع ما لا يخفى على عاقل. فهو العزيز الرحيم.
**
دلائل القدرة في الأنفس
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ – 7
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ – 8
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ – 9
﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ أي : كل مخلوق خلقه اللّه، فإن اللّه أحسن خلقه، وخلقه خلقًا يليق به، ويوافقه، فهذا عام.
ثم خص الآدمي لشرفه وفضله فقال : ﴿ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ وذلك بخلق آدم، أبي البشر.
﴿ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ ﴾ أي : ذرية آدم ناشئة ﴿ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾
﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ ﴾ بلحمه، وأعضائه، وأعصابه، وعروقه، وأحسن خلقته ﴿ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ﴾ بأن أرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، فيصبح
بإذن اللّه ، كائنا حيا إنسانا له أجل مسمى.
﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ أي: جعل لكم مداخل الإحساس ومراكزها , فالبصر له وسيلة وهما العينان ومركز الإبصار في المخ للإدراك والإعتبار والتحليل..وكذلك السمع له وسيلة وهما الأذنان ومركز السمع في المخ كذلك للإدراك والإعتبار والتحليل والأفئدة للفهم والتعقل في آيات الله تعالى في الأنفس والأفاق..
فعدم إعمال السمع لسماع الخير وعدم إعمال البصيرة لروئية الحق وعدم إعمال الأفئدة للفهم والتعقل يؤدي إلى الكفر..وبالتالي إلى الجحيم..
وتظهر الصورة واضحة جلية للذين كفروا بلقاء ربهم الذي خلقهم وخلق لهم السمع والأبصار والأفئدة ولكنهم لم يستعملوها إستعمال الإنسان الذي فضله الله على كثير ممن خلق تفضيلا.. وعاشوا أقل من الأنعام , دون إدراك أو فهم .. يأكلون ويشربون إلى أن يأتيهم الموت الذي هو أول عتبات الدار الأخرة..
وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ – 10
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ – 11
*
صورة الندم ولكن بعد فوات الأوان
وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ – 12
وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ – 13
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ – 14
*
صورة الإنسان المؤمن وتعامله مع آيات الله تعالى.
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ – 15
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ – 16
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 17
ففي الحديث الشريف:
عن أبي هريرةقال : قال رسول الله
:
قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
متفق عليه
*
وتتجلى الصورة وضحة لمصير الذين أمنوا وعملوا الصالحات, ومصير الذين فسقوا...
أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ – 18
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 19
أما الذين آمنوا بالله وعملوا بما أُمِروا به فجزاؤهم جنات يأوون إليها, ويقيمون في نعيمها ؛ جزاءً لهم بما كانوا يعملون في الدنيا بطاعته.
وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ – 20
**
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..
ويحشرنا مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين.
ونسأله الفردوس الأعلى.
**
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
24/08/1433 - 13/07/2012, 07:37 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور الأحزاب و سبأ ويس
نسمع في أول الجزء سؤال عن البعث ..ثم يأتي في أخر الجزء تأكيد حقيقة البعث..
أما السؤال فهو في سورة الأحزاب
يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً – 63 الأحزاب
أما تأكيد حقيقة البعث فهو في أول سورة يس
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ – 12 يس
إن الله تعالى يحي الأموات جميعًا ببعثهم يوم القيامة, وقد تم كتابة ما عملوا من الخير والشر, وآثارهم التي كانوا سببًا فيها في حياتهم وبعد مماتهم من خير, كالولد الصالح , والعلم النافع , والصدقة الجارية ,
ومن شر, كالشرك والعصيان,
وكلَّ شيء أحصيناه في كتاب واضح هو أمُّ الكتب, وهو اللوح المحفوظ.
فعلى العاقل محاسبة نفسه; ليكون قدوة في الخير في حياته وبعد مماته.
**
سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ - 28
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ – 29
ويقول هؤلاء المشركون مستهزئين: متى هذا الوعد الذي تَعِدوننا أن يجمعنا الله فيه, ثم يقضي بيننا, إن كنتم صادقين فيما تعدوننا به؟
وهؤلاء المكذبون يعلمون أنهم سوف يموتون ولكن متى وأين ؟ لايستطيعون الأجابة لأن العلم عند الله..
قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ – 30
إن الميعاد أتيكم لا محالة, وهو ميعاد يوم القيامة, لا تستأخرون عنه ساعة للتوبة, ولا تستقدمون ساعةً قبله للعذاب. فاحذروا ذلك اليوم, وأَعِدُّوا له عدته.
مشهد للحوار بين المستضعفين والمستكبرين.
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ - 31
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ – 32
وقال الذين كفروا: لن نصدِّق بهذا القرآن ولا بالذي تَقَدَّمَه من التوراة والإنجيل والزبور, فقد كذَّبوا بجميع كتب الله.
وتعرض صورتهم .., إذ الظالمون محبوسون عند ربهم للحساب, يتراجعون الكلام فيما بينهم, كل يُلْقي بالعتاب على الآخر, يقول المستضعفون للذين استكبروا لولا أنتم أضللتمونا عن الهدى لكنا مؤمنين بالله ورسوله..
قال الرؤساء للذين استُضعِفوا: أنحن منعناكم من الهدى بعد إذ جاءكم ؟ بل كنتم مجرمين إذ دخلتم في الكفر بإرادتكم مختارين.
وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 33
وقال المستضعفون لرؤسائهم في الضلال: بل تدبيركم الشر لنا في الليل والنهار هو الذي أوقعنا في التهلكة, فكنتم تطلبون منا أن نكفر بالله, ونجعل له شركاء في العبادة, وأسرَّ كُلٌّ من الفريقين الحسرة حين رأوا العذاب الذي أُعدَّ لهم, وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا, لا يعاقَبون بهذا العقاب إلا بسبب كفرهم بالله وعملهم السيئات في الدنيا.
وفي الآية تحذير شديد من متابعة دعاة الضلال وأئمة الكفر والشرك والألحاد.
*
وتعود المشاهد بنا إلي ما كان يفعله المترفون في الدنيا..
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ - 34
وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ – 35
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ – 36
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ – 37
وما أرسلنا في قرية من رسول يدعو الى توحيد الله وإفراده بالعبادة, إلا قال المنغمسون في اللذات والشهوات من أهلها: إنَّا بالذي جئتم به جاحدون.
وقالوا: نحن أكثر منكم أموالا وأولادًا, والله لم يعطنا هذه النعم إلا لرضاه عنا, وما نحن بمعذَّبين في الدنيا ولا في الآخرة.
إن الله تعالى , يوسِّع الرزق في الدنيا لمن يشاء مِن عباده, ويضيِّق على مَن يشاء, لا لمحبة ولا لبغض, ولكن يفعل ذلك اختبارًا, ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك اختبار لعباده؛ لأنهم لا يتأملون.
وليست أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عند الله قربى , وترفع درجاتكم ,
لكن مَن آمن بالله وعمل صالحًا فهؤلاء لهم ثواب الضعف من الحسنات , فالحسنة بعشر أمثالها إلى ما يشاء الله من الزيادة , وهم في أعالي الجنة آمنون من العذاب والموت والأحزان.
مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ...
**
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
ونسأله الرضى.
ونسأله الفردوس الأعلى.
عن أبي هريرة: عن النبي
قال: " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم "
قالوا : يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟
قال: " بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ".
متفق عليه)).
**
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
25/08/1433 - 14/07/2012, 10:54 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثالث و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور يس والصافات
ولا يزال الكفار يسألون ..!
عن موعد البعث ..حتى تأتي نفخة الفزع تأخذهم ..
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ – 48
مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ – 49
فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ – 50
ويقول هؤلاء الكفار على وجه التكذيب والاستعجال : متى يكون البعث إن كنتم صادقين ؟
ما ينتظر هؤلاء المشركون الذين يستعجلون بوعيد الله إياهم إلا نفخة الفَزَع عند قيام الساعة, تأخذهم فجأة, وهم يختصمون في شؤون حياتهم.
فلا يستطيعون عند النفخ في "القرن" أن يوصوا أحدًا بشيء , ولا يستطيعون الرجوع إلى أهلهم, بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم.
**
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ – 51
ونُفِخ في "القرن" النفخةُ الثانية, فتُرَدُّ أرواحهم إلى أجسادهم, فإذا هم من قبورهم يخرجون إلى ربهم سراعًا.
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا , هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ – 52
إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ – 53
فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ – 54
في ذلك اليوم يتم الحساب بالعدل, فلا تُظْلم نفس شيئًا بنقص حسناتها أو زيادة سيئاتها, ولا تُجْزون إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا.
صورة مشرقة لأصحاب الجنة
إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ – 55
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ – 56
لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ – 57
سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ – 58
إن أهل الجنة في ذلك اليوم مشغولون عن غيرهم بأنواع النعيم التي يتفكهون بها.
هم وأزواجهم متنعمون بالجلوس على الأسرَّة المزيَّنة, تحت الظلال الوارفة.
لهم في الجنة أنواع الفواكه اللذيذة, ولهم كل ما يطلبون من أنواع النعيم.
ولهم نعيم آخر أكبر حين يكلمهم ربهم, الرحيم بهم بالسلام عليهم.
صورة للمجرمين الذين كذبوا برسلات ربهم
وهم يزاحون عن المؤمنين...
وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ – 59
ويقال للكفار في ذلك اليوم: تميَّزوا عن المؤمنين, وانفصلوا عنهم.
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ – 60
وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ – 61
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ – 62
ويقول الله تعالى لهم توبيخًا وتذكيرًا : ألم أوصكم على ألسنة رسلي أن لا تعبدوا الشيطان ولا تطيعوه ؟ إنه لكم عدو ظاهر العداوة.
وأمرتكم بعبادتي وحدي, وطاعتي ومعصية الشيطان الذي أضلكم
عن الحق .
أفما كان لكم عقل - أيها المشركون - ينهاكم عن اتباعه ؟
*
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ – 63
اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ – 64
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ – 65
وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ – 66
وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلا يَرْجِعُونَ – 67
اليوم نطبع على أفواه المشركين فلا ينطقون, وتُكلِّمنا أيديهم بما بطشت به, وتشهد أرجلهم بما سعت إليه في الدنيا، وكسبت من الآثام.
ولو نشاء لطمسنا على أعينهم بأن نُذْهب أبصارهم, كما ختمنا على أفواههم, فبادَروا إلى الصراط ليجوزوه, فكيف يتحقق لهم ذلك وقد طُمِست أبصارهم ؟
ولو شئنا لَغَيَّرنا خلقهم وأقعدناهم في أماكنهم, فلا يستطيعون أن يَمْضوا أمامهم, ولا يرجعوا وراءهم
*
الصافات
صورة للمؤمنين المخلصين يوم القيامة
إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ – 40 أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ – 41 فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ – 42 فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ – 43 عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ – 44
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ – 45 بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ – 46 لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ – 47
وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ – 48 كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ – 49
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ – 50
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ – 51
يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ – 52 أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ – 53
قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ – 54 فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ – 55
قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ – 56 وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ – 57
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ – 58 إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ – 59
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – 60
لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ – 61
لمثل هذا النعيم الكامل, والخلود الدائم, والفوز العظيم , فليعمل العاملون في الدنيا ; ليصيروا إليه في الآخرة.
*
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل جنات النعيم.
ونسأله الرضى.
ونسأله الفردوس الأعلى.
وعن جابرقال :
قال رسول الله: " يأكل أهل الجنة فيها ، ويشربون ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون ، ولا يبولون ، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك ، يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس "
رواه مسلم)).
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
26/08/1433 - 15/07/2012, 07:44 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
(1)
وبعض آيات من سور الزمر
تبدأ صورة اليوم في بيان الدليل الذي لا يقبل الجدال أو الشك لحقيقة الموت والبعث..
ولكن الإنسان من شدة قرب هذا الدليل لديه يكاد لايراه...
ومع شئ من التدبر في النفس سوف تتجلى له تلك الحقيقة التي يلمسها يوميا..عند النوم وعند الإستيقاظ..
ونرى معا الصورة تنبض بالحياة..
اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ – 42
الله-- هو الذي يقبض الأنفس حين موتها, وهذه الوفاة الكبرى, وفاة الموت بانقضاء الأجل, ويقبض التي لم تمت في منامها, وهي الموتة الصغرى, فيحبس من هاتين النفسين النفس التي قضى عليها الموت, ويرسل النفس الأخرى إلى استكمال أجلها ورزقها, وذلك بإعادتها إلى جسم صاحبها, إن في قبض الله نفس الميت والنائم وإرساله نفس النائم, وحبسه نفس الميت لَدلائل واضحة على قدرة الله لمن تفكر وتدبر
ولذلك يستحب أن نقول عند اليقظة : الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور..
**
صورة للمتكبرين الذين كذبوا على الله.
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ – 60
ويوم القيامة ترى هؤلاء المكذبين الذين وصفوا ربهم بما لا يليق به, ونسبوا إليه الشريك والولد وجوههم مسودة. أليس في جهنم مأوى ومسكن لمن تكبر على الله, فامتنع من توحيده وطاعته؟ بلى.
نجاة الذين اتقوا
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ – 61
وينجي الله من جهنم وعذابها الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه واجتناب نواهيه بفوزهم وتحقق أمنيتهم, وهي الظَّفَر بالجنة, لا يمسهم من عذاب جهنم شيء , ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
**
مشاهد لظواهر القيامة
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ – 68
ونُفِخ في "القرن" فمات كلُّ مَن في السموات والأرض, إلا مَن شاء الله عدم موته, ثم نفخ المَلَك فيه نفخة ثانية مؤذنًا بإحياء جميع الخلائق للحساب أمام ربهم, فإذا هم قيام من قبورهم ينظرون ماذا يفعل الله بهم؟
وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ – 69
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ – 70
وأضاءت الأرض يوم القيامة بنور ربها وتهيأت للقضاء, ونشرت الملائكة صحيفة كل فرد, وجيء بالنبيين والشهود على الأمم؛ ليسأل الله النبيين عن التبليغ وعما أجابتهم به أممهم, كما تأتي أمة محمد؛ لتشهد بتبليغ الرسل السابقين لأممهم إذا أنكرت هذا التبليغ, فتقوم الحجة على الأمم, وقضى ربُّ العالمين بين العباد بالعدل التام, وهم لا يُظلمون شيئًا بنقص ثواب أو زيادة عقاب.
ووفَّى الله كلَّ نفس جزاء عملها من خير وشر, وهوأعلم بما يفعلون في الدنيا من طاعة أو معصية.
صورة لمصير الكافرين وهم يساقون إلى جهنم
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ – 71
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ – 72
وسيق الذين كفروا بالله ورسله إلى جهنم جماعات, حتى إذا جاؤوها فتح الخزنة الموكَّلون بها أبوابها السبعة, وزجروهم قائلين: كيف تعصون الله وتجحدون أنه الإله الحق وحده ؟ ألم يرسل إليكم رسلا منكم يتلون عليكم آيات ربكم, ويحذِّرونكم أهوال هذا اليوم ؟
قالوا مقرين بذنبهم: بلى قد جاءت رسل ربنا بالحق, وحذَّرونا هذا اليوم , ولكن وجبت كلمة الله أن عذابه لأهل الكفر به.
**
صورة جماعات المؤمنين
وهم يوجهون إلى أبواب الجنة
جعلنا الله منهم.
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ – 73
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ
نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ – 74
وسيق الذين اتقوا ربهم بتوحيده والعمل بطاعته إلى الجنة جماعات, حتى إذا جاؤوها وشُفع لهم بدخولها، فتحت أبوابها, فترحِّب بهم الملائكة الموكَّلون بالجنة, ويُحَيُّونهم بالبِشر والسرور;
قائلين لهم: سلام عليكم من كل آفة, طابت أحوالكم, فادخلوا الجنة خالدين فيها.
وقال المؤمنون: الحمد لله الذي صدَقنا وعده الذي وعدَنا إياه على ألسنة رسله, وأورثَنا أرض الجنة نَنْزِل منها في أيِّ مكان شئنا, فنِعم ثواب المحسنين الذين اجتهدوا في طاعة ربهم...
وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ
بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ – 75
**
قال رسول الله: " أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوة -عود الطيب- أزواجهم الحورالعين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء "
- متفق عليه )
**
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
28/08/1433 - 17/07/2012, 07:51 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
(2)
وبعض آيات من سور وغافر وفصلت
سورة غافر
يسأل كثير من الناس هل النعيم أو العذاب يبدأ من بعد الموت ؟
أم يبدأ بعد الحساب يوم القيامة ؟
أو بعبارة أخرى هل هناك عذاب قبر ؟
وهل هناك نعيم في القبر؟
وتجيب الآيات التالية على هذا السؤال..
وإليكم الصورة لما يحدث بعد الموت.
والصورة لفرعون وقومه الذين اتبعوه بعد غرقهم..
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ – 46
( تفسير ابن كثير )
أرواحهم تعرض على النار صباحا ومساء إلى قيام الساعة فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار ولهذا قال : ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) أي أشده ألما وأعظمه نكالا . وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور...
عن نافع عن ابن عمرقال : قال رسول الله
" إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة.. وإن كان من أهل النار فمن أهل النار.. فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله
إليه يوم القيامة "
أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك .
**
صورة تخاصم أهل النار
وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنْ النَّارِ – 47
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ – 48
وإذ يتخاصم أهل النار, ويعاتب بعضهم بعضًا, فيحتجُّ الأتباع المقلدون على رؤسائهم المستكبرين الذين أضلُّوهم, وزيَّنوا لهم طريق الشقاء, قائلين لهم: هل أنتم مغنون عنا نصيبًا من النار بتحملكم قسطًا من عذابنا ؟
قال الرؤساء المستكبرون مبيِّنين عجزهم : لا نتحمل عنكم شيئًا من عذاب النار, وكلُّنا فيها , لا خلاصَ لنا منها , إن الله قد قسم بيننا العذاب بقَدْر ما يستحق كلٌّ منا بقضائه العادل....
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ -49
قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ – 50
وقال الذين في النار من المستكبرين والضعفاء لخزنة جهنم : ادعوا ربكم يُخَفِّفْ عنا يومًا واحدًا من العذاب ؛ كي تحصل لنا بعض الراحة ,
ولن ينفع الدعاء بعد فوات الأوان...
ولكن ينفع الدعاء اليوم في الدنيا ...
هيا نرفع أيدينا إلى الله تعالى ,
اللهم اغفر لنا وارحمنا.
اللهم أهدنا إلى الحق فإنه لا يهدي للحق إلا أنت..
لا إله إلا أنت سبحانك , فقنا عذاب النار ..
وأدخلنا الجنة مع الأبرار...
*
وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ – 60
وقال ربكم - أيها العباد- : ادعوني وحدي وخصُّوني بالعبادة أستجب لكم, إن الذين يتكبرون عن إفرادي بالعبودية والألوهية, سيدخلون جهنم صاغرين
*
صورة لمن كذب بالقرآن العظيم والرسالات السابقة
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - 70 إِذْ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ - 71 فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ – 72
ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ – 73 مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ – 74
والصورة تبين مدى عنادهم وتكذيبهم , إلى أن تكون الأغلال في أعناقهم
فسوف يعلمون والسلاسل في أرجلهم, وتسحبهم زبانية العذاب في الماء الحار الذي اشتدَّ غليانه وحرُّه, ثم في نار جهنم يوقد بهم.
ثم قيل لهم توبيخًا, وهم في هذه الحال التعيسة: أين الآلهة التي كنتم تعبدونها من دون الله ؟ هل ينصرونكم اليوم ؟ فادعوهم؛ لينقذوكم من هذا البلاء الذي حلَّ بكم إن استطاعوا,
قال المكذبون: غابوا عن عيوننا, فلم ينفعونا بشيء, ويعترفون بأنهم كانوا في جهالة من أمرهم, وأن عبادتهم لهم كانت باطلة لا تساوي شيئًا.
ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ - 75
ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ – 76
ذلكم العذاب الذي أصابكم إنما هو بسبب ما كنتم عليه في حياتكم الدنيا من غفلة, حيث كنتم تفرحون بما تقترفونه من المعاصي والآثام.
ادخلوا أبواب جهنم عقوبة لكم على كفركم بالله ومعصيتكم له خالدين فيها, فبئست جهنم نزلا للمتكبرين في الدنيا على الله وآياته.
**
سورة فصلت
صورة نطق الجلود
وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ – 19 حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 20
ويوم يُحشر أعداء الله إلى نار جهنم, تَرُدُّ زبانية العذاب أولَهم على آخرهم, حتى إذا ما جاؤوا النار, وأنكروا جرائمهم شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون في الدنيا من الذنوب والآثام..
وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ – 21
صورة مشرقة لمن آمن ثم استقام
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ – 30
نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ – 31 نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ – 32
إن الذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له, ثم استقاموا على شريعته, تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا تخافوا من الموت وما بعده, ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا, وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها.
وتقول لهم الملائكة : نحن أنصاركم في الحياة الدنيا، نسددكم ونحفظكم بأمر الله, وكذلك نكون معكم في الآخرة, ولكم في الجنة كل ما تشتهيه أنفسكم مما تختارونه, وتَقَرُّ به أعينكم, ومهما طلبتم من شيء وجدتموه بين أيديكم ضيافة وإنعامًا لكم مِن غفور رحيم .
*
نسأل الله تعالى أن نكون من الذين أمنوا ثم استقاموا..
ونسأله الرضى..
ونسأله الفردوس الأعلى..
وعن أنسأن رسول الله
قال :
" إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة. فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً ! فيقولون : وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ! "
( رواه مسلم )
**
وإلى الجزء التالي إن شاء الله
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
29/08/1433 - 18/07/2012, 11:01 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور الزخرف والدخان
الزخرف
تعرض صورة عجيبة للأخلاء من الكفرة والمشركين يوم القيامة فهم أعداء , فإن الخائن لله لابد أن يكون خائنا للبشر وينكشف أمرهم في الأخرة .. بعكس المؤمنين, لأن الحب في الله من أعظم الأعمال التي تدخل الجنة.
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ -66
الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ -67
وفي المقابل صورة مشرقة للمتقين
فهم في مساجدهم أو في أعمالهم متحابين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله تعالى...
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار...
يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ -68
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ -69
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ -70
يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ -71
وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ -72
لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ -73
وهذه الجنة التي أورثكم الله إياها ؛ بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الخيرات والأعمال الصالحات, وجعلها مِن فضله ورحمته جزاء لكم..
**
صورة الذين اكتسبوا الذنوب بكفرهم
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ -74
لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ -75
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ -76
إن الذين اكتسبوا الذنوب بكفرهم, في عذاب جهنم ماكثون, لا يخفف عنهم,
وما ظلمْنا هؤلاء المجرمين بالعذاب, ولكن كانوا هم الظالمين أنفسهم بشركهم وجحودهم أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وترك اتباعهم لرسل ربهم.
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ -77
لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ -78
ونادى هؤلاء المجرمون بعد أن أدخلهم الله جهنم " مالكً " خازن جهنم : يا مالك لِيُمِتنا ربك, فنستريح ممَّا نحن فيه,
فأجابهم مالكٌ : إنكم ماكثون, لا خروج لكم منها, ولا محيد لكم عنها, لقد جئناكم بالحق ووضحناه لكم, ولكن أكثركم لما جاء به الرسل من الحق كارهون...
*
نسأل الله تعالى أن نكون من الذين قيل لهم :
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ..
**
الدخان
الصورة التي سوف تعرض الأن
لأناس متكبرون في الأرض بدعوة العزة والكرامة
متشككون في يوم الحساب..
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ -43 طَعَامُ الْأَثِيمِ -44 كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ -45
كَغَلْيِ الْحَمِيمِ -46 خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ -47
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ -48
ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ -49
إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ -50
**
صورة لمقام المتقين والفوز العظيم
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ -51 فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ -52
يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ -53
كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ -54
يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ -55
لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ -56
فَضْلًا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ -57
لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة الموت بعد الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا, ووقى الله هؤلاء المتقين عذاب الجحيم ؛ تفضلا وإحسانًا منه, فهو الفوز العظيم...
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرأن ..
وأن يعلمنا منه ما جهلنا وأن يذكرنا منه ما نسينا..
ونسأله الرضى.
ونسأله الفردوس الأعلى.
وعن أبي سعيد الخدريأن رسول الله
قال:
" إن اللهيقول لأهل الجنة :
يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك.
فيقول : هل رضيتم ؟
فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك!
فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟
فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك ؟
فيقول : أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبداً "
((متفق عليه)).
*
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
02/09/1433 - 20/07/2012, 04:07 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السادس و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سورة محمد و ق
سورة محمد
صورة حية للأنسان المؤمن وهو يكرم,
في مقابل صورة لنوع من البشر لا هم لهم إلا الشهوات...
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ – 12
إن الله يدخل الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار تَكْرِمَةً لهم, ومثل الذين كفروا في أكلهم وتمتعهم بالدنيا, كمثل الأنعام من البهائم التي لا همَّ لها إلا في الاعتلاف دون غيره, ونار جهنم مسكن لهم ومأوى.
**
إن جميع الصور الحية للأخرة صور تقريبية للعقل البشري في الدنيا ,
أما حقيقتها فهي مالا عين رأت ولا خطر على قلب بشر...
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ – 15
مثل الجنة التي وعدها الله المتقين : فيها أنهارٌ عظيمة من ماء غير متغيِّر, وأنهار من لبن لم يتغيَّر طعمه , وأنهار من خمر يتلذذ به الشاربون , وأنهار من عسل قد صُفِّي من القذى, ولهؤلاء المتقين في هذه الجنة جميع الثمرات من مختلف الفواكه وغيرها , وأعظم من ذلك السَّتر والتجاوزُ عن ذنوبهم,
هل مَن هو في هذه الجنة كمَن هو ماكث في النار لا يخرج منها , وسُقوا ماء تناهى في شدة حره فقطَّع أمعاءهم ؟
**
سورة ق
صورة واضاحة المعالم تبدأ من بعد الموت..
وقد سطرت أعمال الإنسان وأقواله ليبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة البرزخ ثم مرحلة البعث وهي مرحلة الحساب والخلود.. بناءا على تلك الصحائف التي سجلت كل أعماله وأقواله.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ – 16
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ – 17
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ – 18
حين يكتب المَلَكان المترصدان عن يمينه وعن شماله أعماله. فالذي عن اليمين يكتب الحسنات, والذي عن الشمال يكتب السيئات.
*
وأليكم الصورة
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ – 19
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ – 20
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ - 21
وجاءت كل نفس معها مَلَكان, أحدهما يسوقها إلى المحشر, والآخر يشهد عليها بما عملت في الدنيا من خير وشر.
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ – 22
وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ - 23
أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ – 24 مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ – 25 الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ – 26
يقول الله للمَلَكين السائق والشهيد بعد أن يفصل بين الخلائق : ألقيا في جهنم كل جاحد أن الله هو الإلهُ الحقُّ ، كثيرَ الكفر والتكذيب معاند للحق, منَّاع لأداء ما عليه من الحقوق في ماله , مُعْتدٍ على عباد الله وعلى حدوده, شاكٍّ في وعده ووعيده , الذي أشرك بالله, فعبد معه معبودًا آخر مِن خلقه, فألقياه في عذاب جهنم الشديد.
قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ – 27
قال شيطانه الذي كان معه في الدنيا : ربنا ما أضللته, ولكن كان في طريق بعيد عن سبيل الهدى.
قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ – 28
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ – 29
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ – 30
**
صورة حية للمتقين
والجنة تقرب إليهم..
وقُرِّبت الجنة للمتقين, مكانًا غير بعيد منهم, فهم يشاهدونها زيادة في المسرَّة لهم.
وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ – 31
هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ – 32 مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ – 33
ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ – 34
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ – 35
وعن صهيبأن رسول الله
قال :
" إذا دخل أهل الجنة -الجنة- يقول الله : تريدون شيئاً أزيدكم ؟
فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟
فيكشف الحجاب، فما أعطو شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم"
((رواه مسلم)).
نسأل الله تعالى النظر إلى وجهه الكريم...
وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
*
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
02/09/1433 - 20/07/2012, 09:00 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
(1)
وبعض آيات من سورة الطور
صور هذا الجزء كثيرة ومفصلة وضحة المعالم ,
وذلك لكي لا يكون للإنسان أي عذر عن عدم معرفة الدار الأخرة..
ولعل علامات الساعة التي نراها رأي العين اليوم تدل على إقترابها كما أخبرنا رسول الله..
منها على سبيل المثال التطاول في البنيان – كثرة القتل بحيث لا يعرف القاتل لماذا يقتل ولا المقتول لماذا قتل ...- سرعة جريان الزمن بحيث تصبح السنة كالشهر والشهر كاليوم...
وعلامات أخرى كثيرة تعرض...في موضوع علامات الساعة..
*
تبدأ سورة الطور بمشاهد بدء الساعة
وَالطُّورِ – 1 وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ – 2 فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ – 3 وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ – 4 وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ – 5 وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ – 6
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ – 7 مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ – 8 يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً – 9 وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً – 10
أقسم الله بالطور, وهو الجبل الذي كلَّم اللهموسى عليه, وبكتاب مكتوب, وهو القرآن في صحف منشورة، وبالبيت المعمور في السماء بالملائكة الكرام الذين يطوفون به دائمًا, وبالسقف المرفوع وهو السماء الدنيا, وبالبحر المسجور المملوء بالمياه.
إن عذاب ربك لَواقع على الكافرين، ليس له مِن مانع يمنعه حين وقوعه, يوم تتحرك السماء فيختلُّ نظامها وتضطرب أجزاؤها, وذلك عند نهاية الحياة الدنيا, وتزول الجبال عن أماكنها, وتسير كسير السحاب.
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ – 11 الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ – 12
فهلاك في هذا اليوم واقع بالمكذبين الذين هم في خوض بالباطل يلعبون به, ويتخذون دينهم هزوًا ولعبًا.
يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً – 13 هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ – 14
أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ – 15 اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ – 16
يوم يُدْفَع هؤلاء المكذبون دفعًا بعنف ومَهانة إلى نار جهنم، ويقال توبيخًا لهم: هذه هي النار التي كنتم بها تكذِّبون.
أفسحر ما تشاهدونه من العذاب أم أنتم لا تنظرون؟ ذوقوا حرَّ هذه النار, فاصبروا على ألمها وشدتها, أو لا تصبروا على ذلك، فلن يُخَفَّف عنكم العذاب، ولن تخرجوا منها, سواء عليكم صبرتم أم لم تصبروا, إنما تُجزون ما كنتم تعملون في الدنيا.
**
وفي المقابل صورة مضيئة ومفصلة بانواع من النعيم الأبدي
جنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين, ينعم فيها المؤمنون هم واهلهم و ذرتهم ..يأكلون ما طاب لهم من اللحم والفاكهة أزواجهم الحور العين والمؤمنات أجمل وأروع ماتكون ترى زوجها متجدد دائما..
وعن أنسأن رسول الله
قال :
" إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة. فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً،
فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً !
فيقولون : وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ! "
((رواه مسلم)).
ويطوف عليهم غلمان مخلدون مثل الؤلؤ المكنون...
وعن جابرقال :
قال رسول الله: " يأكل أهل الجنة فيها ، ويشربون ، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس "
((رواه مسلم)).
وإليكم الصورة النابضة بالحياة
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ – 17 فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ – 18
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ – 19 مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ – 20
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ – 21
وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ – 22 يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ – 23
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ – 24
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ – 25 قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ – 26 فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ – 27 إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ – 28
إن المتقين في جنات ونعيم عظيم, يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم من أصناف الملاذِّ المختلفة, ونجَّاهم الله من عذاب النار.
يأكلون طعامًا هنيئًا, ويشربون شرابًا سائغًا ؛ جزاء بما عملوا من أعمال صالحة في الدنيا. وهم متكئون على سرر متقابلة, أزواجهم الحور العين ..
والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم في الإيمان, وألحقهم ربهم بهم في منزلتهم في الجنة,
وإن لم يبلغوا عمل آبائهم; لتَقَرَّ أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيُجْمَع بينهم على أحسن الأحوال.
ويطوف عليهم غلمان مُعَدُّون لخدمتهم, كأنهم في الصفاء والبياض والتناسق لؤلؤ مصون في أصدافه.
وأقبل أهل الجنة, يسأل بعضهم بعضًا عن عظيم ما هم فيه وسببه,
قالوا: إنا كنا قبل في الدنيا - ونحن بين أهلينا - خائفين ربنا، مشفقين من عذابه وعقابه يوم القيامة.
فمنَّ الله علينا بالهداية والتوفيق، ووقانا عذاب سموم جهنم, وهو نارها وحرارتها.
إنا كنا من قبلُ نضرع إليه وحده لا نشرك معه غيره أن يقينا عذاب السَّموم ويوصلنا إلى النعيم، فاستجاب لنا وأعطانا سؤالنا...
إنه هو البَرُّ الرحيم.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل جنات النعيم.
ونسأله الرضى..
ونسأله الفردوس الأعلى.
*
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
04/09/1433 - 22/07/2012, 03:29 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
(2)
وبعض آيات من سورة القمر
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ – 44 سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ – 45
بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ – 46
بكبرياء الكفر والجهل قال كفار مكة : نحن جماعة منتصرة على المسلمين.. ولكن قضاء الله أن النصر للمؤمنين..
وسيهزم جمع كفار " مكة " أمام المؤمنين , ويولُّون الأدبار, وقد حدث هذا يوم " بدر ".
وهذا من دلائل إعجاز القرآن .. حيث أخبرنا رب العزة بهزيمة مشركى مكة ومن عاونهم من قبل أن تدور غزوة بدر ..
وقد تحقق الوعد في الدنيا .. ولكن الأمر لم ينته بعد...
فهناك حساب على هذه الجرائم يوم القيامة , فالساعة موعدهم , والساعة أعظم وأقسى مما لحقهم من العذاب يوم "بدر".
وتظهر الصورة بكل وضوح
لمشهد المتكبرين وهم يسحبون في نار جهنم.
بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ – 46
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ – 47 يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ – 48
إن المجرمين في تيه عن الحق وعناء وعذاب. يوم يُجرُّون في النار على وجوههم, ويقال لهم: ذوقوا شدة عذاب جهنم.
*
صورة المتقين وهم ينعمون
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ – 54 فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ – 55
إن المتقين في بساتين عظيمة, وأنهار واسعة يوم القيامة.
في مجلس حق, لا لغو فيه ولا تأثيم عند الله المَلِك العظيم, الخالق للأشياء كلها, المقتدر على كل شيء.
وعن أبي سعيد الخدري:
عن النبيقال :
" إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة سنة ما يقطعها "
((متفق عليه)).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين العاملين المخلصين..
ونسأله الفردوس الأعلى ..
**
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
05/09/1433 - 23/07/2012, 12:49 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
(3)
وبعض آيات من سورة الرحمن
تبدأ سورة الرحمن بنعم الله تعالى على الإنسان
من الدنيا وصولا به إلى الدار الأخرة..
فكما يتحقق اليقين بما ندركه من نعم فيتحقق اليقين أيضا بوعد خالق النعم.. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ..
ومع عروس القرآن العظيم سورة الرحمن . تشرق أمامنا صور حية كثيرة ندرك الصور الدنيوية بالبصر والآخروية بالبصيرة..
فالخالق واحد جل في علاه . ويبين لنا آلاءه في الدنيا والآخرة.
![]()
الرَّحْمَنُ – 1 عَلَّمَ الْقُرْآنَ – 2
خَلَقَ الإِنسَانَ – 3 عَلَّمَهُ الْبَيَانَ – 4
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ – 5 وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ – 6
الرحمن علَّم الإنسان القرآن, بتيسير تلاوته وحفظه وفهم معانيه.
خلق الإنسان, علَّمه البيان عمَّا في نفسه تمييزًا له عن غيره.
الشمس والقمر يجريان بحساب متقن, لا يختلف ولا يضطرب.
والنجم الذي في السماء وأشجار الأرض, تعرف ربها وتسجد له, وتنقاد لما سخرَّها له مِن مصالح عباده ومنافعهم.
وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ – 7
أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ – 8 وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ – 9
والسماء رفعها, ووضع في الأرض ميزان العدل الذي أمر به وشرعه لعباده.
فأقيموا الوزن بالعدل, والعدل يجب أن يكون في جميع أمور الحياة , فيجب إختيار الحق في أمر العقيدة .. حيث نتوجه بالعبادة إلى خالق الكون ولا نعبد صنما أو بشرا أو ما شاكل ذلك ..
وأيضا التوازن في التعامل بين الناس ..قال رسول الله: من غشنا فليس منا ..,
والتوازن في توزيع الأوقات بحيث لا يضيع فرض الله ..ولا يضيع العمل ولا تضيع الأسرة .
وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ – 10 فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ – 11 وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ – 12
والأرض وضعها ومهَّدها, ليستقر عليها الخلق. فيها فاكهة النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر, وفيها الحب ذو القشر, رزقًا لكم ولأنعامكم, وفيها كل نبت طيب الرائحة.
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 13
فبأي نِعَم ربكما الدينية والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذِّبان؟
وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبيهذه السورة, فكلما مر بهذه الآية, قالوا : " ولا بشيء من آلائك ربَّنا نكذب, فلك الحمد ", وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه, أن يُقرَّ بها, ويشكر الله ويحمده عليها.
وبعد كل هذه النعم السابقة
هل يعقل أن يكفر الأنسان بمن أنعم عليه ؟
وتعالوا نسمع مصير هؤلاء الذين كفروا
ومدى نعمة الله تعالى علينا إذ أبعدنا عن النار ...
وتعرض الصورة واضحة لمن جحد آيات الله الظاهرة في الكون وآيات الله في كتابه الكريم..
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ – 41
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 42
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ – 43 يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ -44
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 45
تَعرِف الملائكة المجرمين بعلاماتهم, فتأخذهم بمقدمة رؤوسهم وبأقدامهم, فترميهم في النار.
فبأي نِعَم ربكما - أيها الثقلان - تكذِّبان ؟
يقال لهؤلاء المجرمين - توبيخًا وتحقيرًا لهم - : هذه جهنم التي يكذِّب بها المجرمون في الدنيا : تارة يُعذَّبون في الجحيم, وتارة يُسقون من الحميم, وهو شراب بلغ منتهى الحرارة, يقطِّع الأمعاء والأحشاء.
فبأي نِعَم ربكما - أيها الثقلان- تكذِّبان ؟ حيث يبين لكم مصير المكذبين الجاحدين لكي تتجنبوا ذلك المصير..
**
صورة مفصلة واضحة مشرقة لأهل الجنة - جعلنا الله تعالى منهم.
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ – 46 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 47
ذَوَاتَى أَفْنَانٍ – 48 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 49
فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ – 50 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 51
فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ – 52 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 53
فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ – 56 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 57
كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ – 58 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 59
هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ – 60 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 61
ولمن خاف مقام الله تعالى من عباده من الإنس والجن, بالطاعة واليقين, وحب الخير وترك المعاصي, له جنتان..وهما باليقين موجودتان كأننا نراها كما نرى نعيم الدنيا.. ولكن الفرق أن نعيم الدنيا زائل ونعيم الآخرة دائم. نعيم الدنيا محدود وناقص ولكن نعيم الجنة أبدي وكامل غير منقوص..
فبأي نِعَم ربكما- أيها الثقلان- تكذِّبان؟
فالجنتان ذواتا أغصان نضرة من الفواكه والثمار.
في هاتين الجنتين عينان من الماء تجريان خلالهما.
في هاتين الجنتين من كل نوع من الفواكه صنفان.
وللذين خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما, متكئين على فرش مبطَّنة من غليظ الديباج, وثمر الجنتين قريب إليهم.
في هذه الفرش زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن, لا ينظرن إلى غيرهم متعلقات بهم, لم يمسهن إنس قبلهم ولا جان. كأن هؤلاء الزوجاتِ من الحور- الياقوتُ والمَرْجانُ في صفائهن وجمالهن.
فهل جزاء مَن أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة ؟
**
وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ – 62 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 63
مُدْهَامَّتَانِ – 64 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 65
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ – 66 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 67
فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ – 68 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 69
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ – 70 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 71
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ – 72 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 73
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ – 74 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 75
مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ – 76 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ – 77
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ - 78
*
ومن دون الجنتين السابقتين جنتان أخريان..
هاتان الجنتان خضراوان, قد اشتدَّت خضرتهما حتى مالت إلى السواد ..
فيهما عينان فوَّارتان بالماء لا تنقطعان.
في هاتين الجنتين أنواع الفواكه ونخل ورمان.
فيهن زوجات طيبات الأخلاق حسان الوجوه... حور مستورات مصونات في الخيام.... لم يمس هؤلاء الحور إنس قبل أزواجهن ولا جان.
متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان.
تبارك اسم ربك وكثر خيره, ذي الجلال الباهر, والمجد الكامل, والإكرام لأوليائه..
نقول بالسنتنا وقلوبنا ونحن في نعيم الخالق الحنان المنان:
ولا بشيء من آلائك ربَّنا نكذب, فلك الحمد...
*
وعن أبي سعيد الخدريعن النبي
قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة سنة ما يقطعها "
((متفق عليه)).
نسأل الله تعالى أن نكون من أهل جنات النعيم...
ونسأله الفردوس الأعلى.. والنظر إلى وجهه الكريم ..
وأن يرضى عنا رضا لا سخط بعده أبدا..
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
تاريخ التسجيل:
رمضان 1430
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
26
4
صابر عباس حسن
08/09/1433 - 26/07/2012, 01:10 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
(4)
وبعض آيات من سورة الواقعة
إن مقايس التفاضل بين البشر تختلف يوم القيامة,
فالمتكبرون يبعثون كالذر يدوسهم الناس بأقدامهم, وكذلك الكافرون والمشركون ( خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ )43 ن. رغم وضعهم الإجتماعي في الدنيا.. ولكن تختلف صورتهم في الأخرة ..
أما المؤمنون الذين أخلصوا لله وعملوا الصالحات يختلف وضعهم يوم القيامة ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ – 54 فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ -55 ) القمر
, وتتحدد المراتب وفقا لمعاير العدل الألهي والرحمة الربانية..
وأليكم الصورة كما تظهر جلية من خلال سورة الواقعة
إِذَا وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ – 1 لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ – 2 خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ – 3
إِذَا رُجَّتْ الأَرْضُ رَجّاً – 4 وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسّاً – 5 فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً – 6
وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً – 7
إذا قامت القيامة, ليس لقيامها أحد يكذِّب به, هي خافضة لأعداء الله في النار, رافعة لأوليائه في الجنة.
إذا حُرِّكت الأرض تحريكًا شديدًا, وفُتِّتت الجبال تفتيتًا دقيقًا, فصارت غبارًا متطايرًا في الجو قد ذَرَتْه الريح.
وكنتم- أيها الخلق- أصنافًا ثلاثة:
فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ – 8 وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ – 9 وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ – 10 أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ – 11 فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ – 12
فأصحاب اليمين, أهل المنزلة العالية, ما أعظم مكانتهم !! وأصحاب الشمال, أهل المنزلة الدنيئة, ما أسوأ حالهم !!
والسابقون المقربون في أعلى المنازل.
**
صورة السابقون في جنات النعيم
نسأل الله تعالى أن نكون منهم..
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ – 10 أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ – 11 فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ – 12
ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ – 13 وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ - 14 عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ - 15 مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ – 16
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ – 17 بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ – 18 لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ – 19
وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ – 20 وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ – 21 وَحُورٌ عِينٌ - 22 كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ – 23 جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ – 24
لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً – 25 إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً – 26
﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.
أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.
وهؤلاء المذكورون ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴾ أي: جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم.
﴿ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ وهذا يدل على فضل صدر هذه الأمة في الجملة على متأخريها، لكون المقربين من الأولين أكثر من المتأخرين.
والمقربون هم خواص الخلق، ﴿ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ﴾ أي: مرمولة بالذهب والفضة، واللؤلؤ، والجوهر، وغير ذلك من الحلي و الزينة، التي لا يعلمها إلا الله تعالى.
﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا ﴾ أي: على تلك السرر، جلوس تمكن وطمأنينة وراحة واستقرار. ﴿ مُتَقَابِلِينَ ﴾ وجه كل منهم إلى وجه صاحبه، من صفاء قلوبهم، وحسن أدبهم، وتقابل قلوبهم.
﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ﴾ أي: يدور على أهل الجنة لخدمة وقضاء حوائجهم، ولدان صغار الأسنان، في غاية الحسن والبهاء، ﴿ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ﴾ أي: مستور، لا يناله ما يغيره، مخلوقون للبقاء والخلد، لا يهرمون ولا يتغيرون، ولا يزيدون على أسنانهم.
ويدورون عليهم بآنية شرابهم ﴿ بِأَكْوَابٍ ﴾ وهي التي لا عرى لها، ﴿ وَأَبَارِيقَ ﴾ الأواني التي لها عرى، ﴿ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ﴾ شراب لذيذ لا آفة فيها.
﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ﴾ أي: لا تصدعهم رءوسهم كما تصدع خمرة الدنيا رأس شاربها.
ولا هم عنها ينزفون، أي: لا تنزف عقولهم، ولا تذهب أحلامهم منها، كما يكون لخمر الدنيا.
والحاصل: أن جميع ما في الجنة من أنواع النعيم الموجود جنسه في الدنيا، لا يوجد في الجنة فيه آفة ، كما قال تعالى: ﴿ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى -15 محمد ﴾ وذكر هنا خمر الجنة، ونفى عنها كل آفة توجد في الدنيا.
﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴾ أي: مهما تخيروا، وراق في أعينهم، واشتهته نفوسهم، من أنواع الفواكه الشهية، والجنى اللذيذ، حصل لهم على أكمل وجه وأحسنه.
﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ أي: من كل صنف من الطيور يشتهونه، ومن أي جنس من لحمه أرادوا، وإن شاءوا مشويا، أو طبيخا، أو غير ذلك.
﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ أي: ولهم حور عين، والحوراء: التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء، والعين: حسان الأعين وضخامها وحسن العين في الأنثى، من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.
﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ أي: كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت.
فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر.
وذلك النعيم المعد لهم ﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ فكما حسنت منهم الأعمال، أحسن الله لهم الجزاء، ووفر لهم الفوز والنعيم.
﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴾ أي: لا يسمعون في جنات النعيم كلاما يلغى، ولا يكون فيه فائدة، ولا كلاما يؤثم صاحبه.
﴿ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾ أي : إلا كلاما طيبا، وذلك لأنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إلا كل طيب، وهذا دليل على حسن أدب أهل الجنة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب كلام، وأسره للنفوس وأسلمه من كل لغو وإثم، نسأل الله تعالى أن نكون منهم.
صورة أصحاب اليمين
وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ – 27 فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ – 28 وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ – 29 وَظِلٍّ مَمْدُودٍ – 30 وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ – 31 وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ – 32 لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ – 33
وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ – 34 إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً – 35 فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً – 36 عُرُباً أَتْرَاباً – 37 لأَصْحَابِ الْيَمِينِ – 38
ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ – 39 وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ – 40
﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴾ أي: شأنهم عظيم.
﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ﴾ أي: مقطوع ما فيه من الشوك والأغصان الرديئة المضرة، مجعول مكان ذلك الثمر الطيب، وللسدر من الخواص، الظل الظليل، والراحة لجسم المؤمن.
﴿ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ﴾ والطلح معروف، وهو شجر كبار يكون بالبادية، تنضد أغصانه من الثمر اللذيذ الشهي.
﴿ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ﴾ أي: كثير من العيون والأنهار السارحة، والمياه المتدفقة.
﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴾ أي : ليست بمنزلة فاكهة الدنيا تنقطع في وقت من الأوقات، بل هي على الدوام موجودة، وجناها قريب يتناوله العبد على أي حال يكون.
﴿ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ﴾ أي: مرفوعة فوق الأسرة ارتفاعا عظيما، وتلك الفرش من الحرير والذهب واللؤلؤ وما لا يعلمه إلا الله.
﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ﴾ أي: إنا أنشأنا نساء أهل الجنة نشأة غير النشأة التي كانت في الدنيا، نشأة كاملة لا تقبل الفناء.
﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾ صغارهن وكبارهن.
وعموم ذلك، يشمل الحور العين ونساء أهل الدنيا، وأن هذا الوصف - وهو البكارة - ملازم لهن في جميع الأحوال، كما أن كونهن ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ ملازم لهن في كل حال،
والعروب: هي المرأة المتحببة إلى بعلها بحسن لفظها، وحسن هيئتها ودلالها وجمالها ومحبتها ، فهي التي إن تكلمت سبت العقول، وود السامع أن كلامها لا ينقضي، خصوصا عند غنائهن بتلك الأصوات الرخيمة والنغمات المطربة، وإن نظر إلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلبه فرحا وسرورا، وإن برزت من محل إلى آخر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحا طيبا ونورا.
والأتراب اللاتي على سن واحدة، ثلاث وثلاثين سنة، التي هي غاية ما يتمنى ونهاية سن الشباب، فنساؤهم عرب أتراب، متفقات مؤتلفات، راضيات مرضيات، لا يحزن ولا يحزن، بل هن أفراح النفوس، وقرة العيون، وجلاء الأبصار.
﴿ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ أي: معدات لهم مهيئات.
﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ أي: هذا القسم من أصحاب اليمين عدد كثير من الأولين، وعدد كثير من الآخرين.
**
صورة أصحاب الشمال في السعير
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ – 41 فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ – 42 وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ – 43 لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ – 44
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ – 45
وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ – 46
وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ – 47
أَوْ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ – 48
قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ – 49 لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ – 50
ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ – 51 لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ – 52 فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ – 53 فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ – 54 فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ – 55
هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ – 56
وأصحاب الشمال ما أسوأ حالهم جزاءهم !! في ريح حارة من حَرِّ نار جهنم تأخذ بأنفاسهم, وماء حار يغلي, وظلٍّ من دخان شديد السواد, لا بارد المنزل, ولا كريم المنظر.
إنهم كانوا في الدنيا متنعِّمين بالحرام, معرِضين عما جاءتهم به الرسل.
وكانوا يقيمون على الكفر بالله والإشراك به ومعصيته, ولا ينوون التوبة من ذلك.
وكانوا يقولون إنكارًا للبعث: أنُبعث إذا متنا وصرنا ترابًا وعظامًا بالية ؟ أنُبعث نحن وآبناؤنا الأقدمون الذين صاروا ترابًا, قد تفرَّق في الأرض؟
قل لهم - أيها الرسول - : إن الأولين والآخرين من بني آدم سيُجمَعون في يوم مؤقت بوقت محدد, وهو يوم القيامة
ثم إنكم أيها الضالون عن طريق الهدى المكذبون بوعيد الله ووعده, لآكلون من شجر من زقوم, وهو من أقبح الشجر, فمالئون منها بطونكم ; لشدة الجوع, فشاربون عليه ماء متناهيًا في الحرارة لا يَرْوي ظمأ, فشاربون منه بكثرة, كشرب الإبل العطاش التي لا تَرْوى لداء يصيبها.
هذا الذي يلقونه من العذاب هو ما أُعدَّ لهم من الزاد يوم القيامة. وفي هذا توبيخ لهم وتهكُّم بهم.
نسأل الله تعالى أن نكون من أهل الجنة.
ونسأله الفردوس الأعلى.
وعن أبي هريرة:
أن رسول اللهقال :
" إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقال له : تمن فيتمنى ويتمنى،
فيقال له : هل تمنيت ؟
فيقول: نعم،
فيقال له : فإن لك ما تمنيت ومثله معه "
((رواه مسلم)).
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
10/09/1433 - 28/07/2012, 06:58 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء السابع و العشرون من القرأن العظيم
صور حية للأخرة
(5)
وبعض آيات من سورة الحديد
صورة اليوم مع المصابيح
التي تضيئ على الصراط يوم القيامة
وهذه المصابيح تصنع في الدنيا بالإيمان والأخلاص لله تعالى في القول والعمل. وأداء فرائض الله تعالى , من صلاة وزكاة وصيام وحج والأعمال الصالحة وخاصة الإنفاق في سبيل الله والإنفاق على الفقراء واليتامى والمساكين وبر الوالدين وصلة الأرحام ومعاملة الناس بأخلاق الإسلام العالية...
كل هذه أنوار تضيئ للمؤمن على الصراط لتصل به إلى جنات النعيم..
وإليكم الصورة
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – 12
يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم على الصراط بين أيديهم وعن أيمانهم , بقدر أعمالهم , فالمؤمن يتزود بقدر ما يستطيع من الأن - في الدنيا - من الأعمال الصالحة لكي تكون له نورا كاملة بإذن الله..,ولا يدخل على عمله رياء لكي لاتنطفئ في الأخرة..
وبعد عبور الصراط بتلك الأنوار يقال لهم : بشراكم اليوم دخول جنات واسعة تجري من تحت أشجارها الأنهار, لا تخرجون منها أبدًا, ذلك الجزاء هو الفوز العظيم لكم في الآخرة.
*
صورة للمنافقين
وهم يتلمسون ويبحثون عن نور يضئ لهم
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ – 13
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا, وهم على الصراط: انتظرونا نستضئْ من نوركم, فتقول لهم الملائكة: ارجعوا وراءكم فاطلبوا نورًا
فَفُصِل بينهم بسور له باب, باطنه مما يلي المؤمنين فيه الرحمة, وظاهره مما يلي المنافقين من جهته العذاب.
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ - 14
فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ – 15
ينادي المنافقون المؤمنين قائلين: ألم نكن معكم في الدنيا, نؤدي شعائر الدين مثلكم ؟
قال المؤمنون لهم : بلى قد كنتم معنا في الظاهر, ولكنكم أهلكتم أنفسكم بالنفاق والمعاصي, وشككتم في البعث بعد الموت, وخدعتكم أمانيكم الباطلة, وبقيتم على ذلك حتى جاءكم الموت وخدعكم بالله الشيطان.
فاليوم لا يُقبل من أحد منكم أيها المنافقون عوض؛ ليفتدي به من عذاب الله, ولا من الذين كفروا بالله ورسوله, مصيركم جميعًا النار, هي أولى بكم من كل منزل, وبئس المصير .
فالفرصة كانت في الدنيا قبل إنتهاء الأجل ..وإنها فرصة كافية لكي يعمل فيها الإنسان مخلصا لله تعالى ويتوب ..أما إذا ضيع الإنسان هذه الفرصة فلا يلومن إلا نفسه..
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ – 16
ألم يحن الوقت للذين صدَّقوا الله ورسوله واتَّبَعوا هديه, أن تلين قلوبهم عند ذكر الله وسماع القرآن, ولا يكونوا في قسوة القلوب كالذين أوتوا الكتاب من قبلهم- من اليهود والنصارى- الذين طال عليهم الزمان فبدَّلوا كلام الله, فقست قلوبهم, وكثير منهم خارجون عن طاعة الله ..
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ – 21
**
وعن أنسقال :
سمعت رسول اللهيقول :
" قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي،
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي،
يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة " .
رواه الترمذي
*
نسأل الله تعالى أن نكون من أهل الجنة.
ونسأله الفردوس الأعلى.
وإلى الجزء التالي إن شاء الله
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
تاريخ التسجيل:
رمضان 1430
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
26
4
صابر عباس حسن
15/09/1433 - 02/08/2012, 03:27 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن و العشرون من القرأن العظيم
(1)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور التغابن
صورة اليوم تبين كذب وافتراء الذين كفروا حيث زعموا أن لن يبعثوا , وهذا الزعم ليس عليه دليل ..!
وكما قلنا سابقا , إن الله تعالى خلقنا وبين لنا المراحل التي ممرنا بها
منذ خلق أدموزوجه إلى أخر مخلوق قبل أن تقوم الساعة...
قال تعالى في سورة المؤمنون:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ - 12
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ - 13
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا , فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ – 14
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ – 15 ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ - 16
ونتذكر المثال الذي ذكرناه سابقا للجنين في بطن أمه..
لو إفترضنا جدلا أن للإنسان إدراك وهو في بطن أمه وسمع تلك الآيات السابقة وأنه سوف يخرج من هذا المكان الضيق " بطن أمه " إلى مكان أوسع فيه حياة مختلفة , فيها يتنفس الهواء و يأكل ويشرب وفيها يجد إخوان له وأبيه وأمه... ويتعلم ويعمل..
ماذا بالله ننتظر منه الجواب ؟؟ وهو لم يرى الدنيا بعد ؟؟
أيقول لم أصدق لأني لم أرى الدار الأخرة بعيني ؟ وأن هذه هي الحياة ولا حياة بعدها ..
أم يقول أمنت لأن الذي أخبرني بهذا هو خالقي ..؟؟
وقياسا على ذلك تلك المرحلة التي نحن فيها الأن, فالمسلم يؤمن بأن هناك بعث وحساب وهناك جنة للمؤمنين.. ونار للمكذبين لأن الله تعالى أخبرنا بذلك , وأدلة مراحل الخلق نلمسها ونراها ..
**
وتعالوا نرى ونسمع هذه الصورة
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ – 7
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ – 8
ادَّعى الذين كفروا بالله باطلا أنهم لن يُخْرَجوا من قبورهم بعد الموت, قل لهم -أيها الرسول-: بلى وربي لتُخْرَجُنَّ من قبوركم أحياء, ثم لتُخْبَرُنَّ بالذي عملتم في الدنيا, وذلك على الله يسير هيِّن.
فالإيمان بالله والإيمان برسوله خاتم المرسلينوالإيمان بالنور وهو القرآن العظيم, رسالة الله الأخيرة للبشر , ..ذلكم الإيمان هو مفتاح الهداية للعقل الذي يفتح لنا الطريق إلى الحقيقة وإلى جنات النعيم بإذن الله تعالى...
والله بما تفعلون خبير لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وأقوالكم, وهو مجازيكم عليها يوم القيامة.
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ, وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – 9
اذكروا يوم الحشر الذي يحشر الله فيه الأولين والآخرين, ذلك اليوم الذي يظهر فيه الغُبْن والتفاوت بين الخلق، فأهل الإيمان يدخلون الجنة برحمة الله، وأهل الكفر يدخلون النار بعدل الله.
فمن يؤمن بالله ويعمل بطاعته, يمح عنه ذنوبه, ويدخله جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, خالدين فيها أبدًا, ذلك الخلود في الجنات هو الفوز العظيم.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ – 10
والذين جحدوا أن الله هو الإله الحق وكذَّبوا بدلائل ربوبيته وبراهين ألوهيته التي أرسل بها رسله, أولئك أهل النار ماكثين فيها أبدًا, وساء المرجع الذي صاروا إليه, وهو جهنم.
*
نسأل الله السلامة. اللهم ارزقنا الإخلاص والإيمان الكامل حتى نلقاك طاهرين أنقياء ,
اللهم نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ,
اللهم نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم نسألك أن تلزم قلوبنا حفظ كتابك العظيم, اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا ,
يا أرحم الراحمين , يا حنان يامنان , برحمتك نستغيث..
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
18/09/1433 - 05/08/2012, 02:50 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثامن والعشرون من القرأن العظيم
(2)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور التحريم
يهيب القرآن بالذين آمنوا ليؤدوا واجبهم في بيوتهم من التربية والتوجيه والتذكير , فيقوا أنفسهم وأهليهم من النار . ويرسم لهم مشهدا من مشاهدها . وحال الكفار عندها .
ويصور لهم الجنة التي تنتظر التائبين..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ – 6
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ – 7
واجب المؤمن أن يتجه بالدعوة أول ما يتجه إلى بيته وأهله . واجبه أن يؤمن هذه القلعة من داخلها . واجبه أن يسد الثغرات فيها قبل أن يذهب عنها بدعوته بعيدا .
ولابد من الأم المسلمة . فالأب المسلم وحده لا يكفي لتأمين القلعة . لابد من أب وأم ليقوما كذلك على الأبناء والبنات .
فعبثا يحاول الرجل أن ينشئ المجتمع الإسلامي بمجموعة من الرجال . لابد من النساء في هذا المجتمع فهن الحارسات على النشء , وهو بذور المستقبل وثماره .
ومن ثم كان القرآن يتنزل للرجال وللنساء ; وكان ينظم البيوت , ويقيمها على المنهج الإسلامي , وكان يحمل المؤمنين تبعة أهليهم كما يحملهم تبعة أنفسهم..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, احفظوا أنفسكم بفعل ما أمركم الله به وترك ما نهاكم عنه, واحفظوا أهليكم بما تحفظون به أنفسكم من نار وقودها الناس والحجارة, يقوم على تعذيب أهلها ملائكة أقوياء شداد في معاملاتهم, لا يخالفون الله في أمره, وينفذون ما يؤمرون به.
ويقال للذين كفروا: لا تلتمسوا المعاذير في هذا اليوم؛ إنما تعطون جزاء الذي كنتم تعملونه في الدنيا.
صورة الجنة التي تنتظر التائبين
وصورة لأنوار عظيمة مبهرة قوية...تعالوا نرى لمن هذه الأنوار..؟؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ,
يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ, نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ,
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 8
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعا لا معصية بعده, عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئات أعمالكم, وأن يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه,
نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم, يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا حتى نجوز الصراط, ونهتدي إلى الجنة, واعف عنَّا ,إنك على كل شيء قدير...
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ...
**
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
ونسأله الرضا.
ونسأله الفردوس الأعلى.
وعن سهل بن سعدقال:
شهدت من النبيمجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه : " فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" ثم قرأ : تتجافى جنوبهم عن المضاجع - إلى قوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين. (رواه البخاري)
*
وإلى الجزء التالى إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
20/09/1433 - 07/08/2012, 12:27 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرأن العظيم
(1)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور الملك
قال الإمام أحمد : حدثنا حجاج بن محمد وابن جعفر قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن عياش الجشمي عن أبي هريرة عن رسول اللهقال :
" إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له : تبارك الذي بيده الملك "
ورواه أهل السنن الأربعة من حديث شعبة - وقال الترمذي هذا حديث حسن
وتستمر صور الأخرة تتوالى معبرة عن واقع قد تم خلقه وتقديره بإذن الله تعالى..
والصورة التالية تبرز هذا المعنى حيث مانراه في الكون المنظور لدينا يدل على عظيم قدرة الله..
إن الأرض ومن عليها لا تساوي حبة رمل في هذا الكون العظيم ..
وهذه دعوة للنظر في هذا الملكوت المنظور لدينا..
وقد أتاحت الوسائل الحديثة الوقوف على بعض حقائق ومشاهدة جوانب من هذه المجرات والنجوم والكواكب ..
وندعوا الجميع للأطلاع على هذا الجانب في موقع الإعجاز العلمي للقرآن ..
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 1
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ – 2
الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده. وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات, وزجر عن اقتراف المعاصي.
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ – 3
ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ – 4
وهذه دعوة لإعمال العقل ..في النظر والتدبر والتأمل .
.إن رسالة الإسلام تخاطب العقل البشري على جميع المستويات .
فيخاطب العالم والمتخصص في كافة العلوم ويخاطب الإنسان البسيط
والكل مطالب بإعمال العقل والتدبر في هذا الملكوت العظيم .
ما ترى في خلق الرحمن من اختلاف ولا تباين, فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع ؟
ثم أعد النظر مرة بعد مرة , يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا, وهو متعب كليل.
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ – 5
ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة, وجعلنا شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين, وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها...
صورة لمصير الذي كفر بالله بعد كل هذه الآيات السابقة
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ – 6
إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ – 7
إذا طُرح هؤلاء الكافرون في جهنم سمعوا لها صوتًا شديدًا منكرًا, وهي تغلي غليانًا شديدًا.
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ – 8
تكاد جهنم تتمزق مِن شدة غضبها على الكفار, كلما طُرح فيها جماعة من الناس سألهم الموكلون بأمرها على سبيل التوبيخ : ألم يأتكم في الدنيا رسول يحذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه ؟
قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ – 9
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ – 10
فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ – 11
وقالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق , أو نفكر فيما نُدْعى إليه , ما كنا في عداد أهل النار.
فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم الذي استحقوا به عذاب النار, فبعدًا لأهل النار عن رحمة الله...
صورة سريعة وقوية ومشرقة لمن خاف مقام ربه
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ – 12
إن الذين يخافون ربهم, فيعبدونه, ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس , ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته , لهم عفو من الله عن ذنوبهم , وثواب عظيم وهو الجنة ..جعلنا الله من أهلها..
**
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل جنات النعيم.
ونسأله الرضا الدائم الأبدي.
ونسأله الفردوس الأعلى..
عن أبي هريرة: عن النبي
قال : " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم " .. قالوا : يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟
قال : " بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين "
((متفق عليه)).
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
21/09/1433 - 08/08/2012, 07:11 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرأن العظيم
(2)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور القلم
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ – 34
إن الذين اتقوا عقاب الله بفعل ما أمرهم به وتَرْك ما نهاهم عنه, لهم عند ربهم في الآخرة جنات فيها النعيم المقيم.
*
إن الفطرة البشرية السليمة من دون تعصب يمكن أن نتحاور معها,
وهذا تحدي وثقة من الحق الذي عندنا , فإن باب الحوار الهادئ المبني على مقدمات ونتائج أول من نادى به الإسلام وبذلك يفتح باب الرحمة للعالمين ...من قبل أن يأتي يوم لا ينفع معه الندم..
وننظر الي هذه الصورة الحوارية
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ – 35 مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ – 36
أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ – 37 إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ – 38
أفنجعل المؤمنين لله بالطاعة كالكافرين ؟ ما لكم كيف حكمتم هذا الحكم الجائر، فساويتم بينهم في الثواب ؟
فالمؤمن من أمن الناس من لسانه ويده , لا يعتدى بأذى ولا قتل..
وأسمعوا لقول رسولنا:
عن جرير بن عبد اللهقال :
قال لي رسول اللهفي حجة الوداع :
"استنصت الناس" ثم قال:
لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"
((متفق عليه)) .
**
والمؤمن بشوش الوجه طيب الحديث صادق الوعد ..
عن أبي ذرقال :
قال لي رسول الله:
" لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
((رواه مسلم)).
*
والمؤمن كادح في عمله مبتكر نافع للإنسانية لا يمد يده تسولا..
عن المقدام بن معد يكرب،
عن النبيقال ::
" ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبى الله دوادكان يأكل من عمل يده ".
((رواه البخاري)).
أخلاق قرآنية متحركة على الأرض ... فهل يستوي كل ذلك بمن يكفر بخالقه ويشرب الخمر ويزني ويسرق ويقتل .. ؟
فلتجيب الفطرة السليمة للإنسان...والتحدي قائم إلى يوم القيامة..
**
أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ..
أم لكم كتاب منزل من السماء تجدون فيه المطيع كالعاصي, فأنتم تدرسون فيه ما تقولون ؟ ليس لكم ذلك.
أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ – 39
سَلْهُم أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ – 40
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ – 41
أم لكم عهود ومواثيق علينا في أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون ؟
سلهم أيهم بذلك الحكم كفيل وضامن بأن يكون له ذلك ؟
أم لهم آلهة تكفُل لهم ما يقولون ، فليأتوا بها إن كانوا صادقين في دعواهم؟
*
وتمضي بنا الصور للأخرة
ونرى في هذه الصورة – المؤمنين وهم يخرون ساجدين لربنا.
بينما لا يستطيع ذلك من إمتنع عن السجود في الدنيا أو من سجد رياء..
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ – 42
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ – 43
منكسرة أبصارهم لا يرفعونها، تغشاهم ذلة شديدة مِن عذاب الله , وقد كانوا في الدنيا يُدْعَون إلى الصلاة لله وعبادته , وهم أصحَّاء قادرون عليها فلا يسجدون ; تعظُّمًا واستكبارًا..
نسأل الله السلامة..
**
وعن صهيبأن رسول الله
قال :
" إذا دخل أهل الجنة -الجنة- يقول الله : تريدون شيئاً أزيدكم ؟
فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟
فيكشف الحجاب، فما أعطو شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم "
((رواه مسلم)).
نسأل الله تعالى النظر إلى وجهه الكريم...
وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وأن نكون من أهل جنات النعيم.
ونسأله الفردوس الأعلى.
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
23/09/1433 - 10/08/2012, 02:21 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرأن العظيم
(3)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور الحاقة
صورة حية نابضة بالحياة للمؤمنين جعلنا الله منهم, وهم يأخذون كتبهم بأيمانهم حيث الفوز العظيم والنعيم الأبدي..
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ – 19 إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ – 20 فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ – 21 فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ – 22 قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ – 23 كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ – 24
فأمَّا من أُعطي كتاب أعماله بيمينه, فيقول ابتهاجًا وسرورًا: خذوا اقرؤوا كتابي ...
إني أيقنت في الدنيا بأني سألقى جزائي يوم القيامة,
فأعددت له العدة من الإيمان والعمل الصالح,
فهو في عيشة هنيئة مرضية, في جنة مرتفعة المكان والدرجات, ثمارها قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع.
يقال لهم : كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ..
؛ بسبب ما قدَّمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية.
*
أما صورة الندم لمن أخذ كتابه بشماله..
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ – 25 وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ – 26 يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ – 27 مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ – 28 هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ – 29
وَأمَّا من أعطي كتاب أعماله بشماله, فيقول نادمًا متحسرًا : يا ليتني لم أُعط كتابي, ولم أعلم ما جزائي ؟ يا ليت الموتة التي متُّها في الدنيا كانت القاطعة لأمري, ولم أُبعث بعدها, ما نفعني مالي الذي جمعته في الدنيا, ذهبت عني حجتي, ولم يَعُدْ لي حجة أحتج بها...
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ – 30 ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ – 31 ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ – 32 إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ – 33 وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ – 34
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ – 35 وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ – 36 لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ – 37
يقال لخزنة جهنم: خذوا هذا المجرم الأثيم, فاجمعوا يديه إلى عنقه بالأغلال, ثم أدخلوه الجحيم ليقاسي حرها, ثم في سلسلة من حديد طولها سبعون ذراعًا فأدخلوه فيها؛ إنه كان لا يصدِّق بأن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له, ولا يعمل بهديه, ولا يحث الناس في الدنيا على إطعام أهل الحاجة من المساكين وغيرهم
فليس لهذا الكافر يوم القيامة قريب يدفع عنه العذاب, وليس له طعام إلا مِن صديد أهل النار, لا يأكله إلا المذنبون المصرُّون على الكفر بالله.
نسأل الله تعالى رضاه والجنة ونعوذ به من سخطه والنار..
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
*
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
23/09/1433 - 10/08/2012, 06:47 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرأن العظيم
(4)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور المدثر
وما تزال صور الأخرة تتوالى لتبين لنا بوضوح أحوال المؤمنين في جنات النعيم التي هي درجات كثيرة , ويكفي أن عرضها السماوات والأرض..فما بال طولها..
وكذلك تبين صور الأخرة أحوال الذين أجرموا في حق أنفسهم وحق الناس ومصيرهم البائس في العذاب الأليم..
وكل هذه المشاهد رحمة من الله للبشر لكي يعملوا على ما يقربهم من الجنة ويباعدهم من النار..
فيجب على العاقل أن يستغل كل دقيقة من عمره لعمل الخير .. حيث لا دنيا بعدها ولا عودة لإستئناف الأعمال من جديد ..
إن عمر الإنسان هو الصفحات التي يسطر فيها أعماله..
فإن أي إنسان مهما بلغ به المعاصي والذنوب إذا رجع إلي الله وتاب . فإن الله الرحيم يتوب عليه. بل يبدل سيئاته التي سطرها إلى حسنات ..
وعن أنسقال :
سمعت رسول اللهيقول :
" قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ، لأتيتك بقرابها مغفرة "
فماذا ننتظر بعد هذه الفرصة العظيمة والرحمة الشاملة من الله الرحيم بالعباد ؟
إن الصور الحية للأخرة خير واعظ لنا لتيقظنا من الغفلة والتقصير.
ولكي تقطع المجال للعذر بالجهل بمثل هذه الأمور الغيبية..
ومع هذه الصورة النابضة بالحياة
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ – 38 إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ – 39 فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ – 40 عَنْ الْمُجْرِمِينَ – 41
مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ – 42 قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ – 43 وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ – 44 وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ – 45 وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ – 46 حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ – 47
كل نفس بما كسبت من أعمال الشر والسوء محبوسة مرهونة بكسبها,
لا تُفَكُّ حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات,
إلا المسلمين المخلصين أصحاب اليمين الذين فكُّوا رقابهم بالطاعة, هم في جنات النعيم,
يسأل بعضهم بعضًا عن المجرمين الذين أجرموا في حق أنفسهم : ما الذي أدخلكم جهنم , وجعلكم تذوقون سعيرها ؟
قال المجرمون: لم نكن من المصلِّين في الدنيا , ولم نكن نتصدق ونحسن للفقراء والمساكين , وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغَواية والضلالة , وكنا نكذب بيوم الحساب والجزاء , حتى جاءنا الموت , ونحن في تلك الضلالات والمنكرات....
فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ – 48
فما تنفعهم شفاعة الشافعين جميعًا من الملائكة والنبيين وغيرهم; لأن الشفاعة إنما تكون لمن ارتضاه الله, وأذن لشفيعه...
**
نسأل الله السلامة.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
**
وعن جابرقال :
قال رسول الله:
" يأكل أهل الجنة فيها ، ويشربون ، ولا يتغوطون ، ولا يتمخطون ، ولا يبولون ، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك ، يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس "
((رواه مسلم)).
نسأل الله تعالى أن نكون من أهل جنات النعيم..
ونسأله الفردوس الأعلى..
*
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
25/09/1433 - 12/08/2012, 03:03 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرأن العظيم
(5)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور القيامة
إن رحمة الله للعالمين تتجلا في بيان دلائل يوم البعث..
و الصورة تبدأ بعلامات الساعة ..
ثم تنقلنا الى مشهد وجوه المؤمنين الناضرة..
ثم الى مشهد وجوه المكذبين العابسة الكالحة..
وتنتهي بتذكير الإنسان بالمراحل التي يمر بها.
بمرحلة تكوينه في بطن أمه ثم إنتقاله إلى الدنيا
ثم إنتقاله الى مرحلة البرزخ ..ثم مرحلة البعث بالضرورة..
**
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)
أقسم الله سبحانه بيوم الحساب والجزاء, وأقسم بالنفس المؤمنة التقية التي تلوم صاحبها على ترك الطاعات وفِعْل الموبقات، أن الناس يبعثون.
أيظنُّ هذا الإنسان الكافر أن لن نقدر على جَمْع عظامه بعد تفرقها ؟
بلى سنجمعها ، قادرين على أن نجعل أصابعه أو أنامله - بعد جمعها وتأليفها - خَلْقًا سويًّا، كما كانت قبل الموت .
بل ينكر الإنسان الكافر البعث، يريد أن يبقى على الفجور فيما يستقبل من أيام عمره , يسأل هذا الكافر مستبعدًا قيام الساعة : متى يكون يوم القيامة ؟
العلامات الكبرى للقيامة
فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)
فإذا تحيَّر البصر ودُهش فزعًا مما رأى من أهوال يوم القيامة ، وذهب نور القمر, وجُمِع بين الشمس والقمر .. يقول الإنسان وقتها : أين المهرب من العذاب ؟
لا ملجأ ولا منجى من الله إلا اليه... إلى الله وحده مصير الخلائق يوم القيامة ومستقرهم ، فيجازي كلا بما يستحق.
يُخَبَّر الإنسان في ذلك اليوم بجميع أعماله : من خير وشر، ما قدَّمه منها في حياته وما أخَّره.
**
صورة وجوه أهل الإيمان
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)
وجوه أهل السعادة يوم القيامة مشرقة حسنة ناعمة, ترى خالقها ومالك أمرها, فتتمتع بذلك.
*
صورة وجوه أهل الكفر والنفاق
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)
ووجوه الأشقياء يوم القيامة عابسة كالحة, تتوقع أن تنزل بها مصيبة عظيمة, تقصم فَقَار الظَّهْر.
**
كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِي (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)
وهنا بدأ مرحلة جديدة يدخلها كل إنسان..
فهل يستطيع أي إنسان أن يعترض عليها ؟
أو يأتي بطبيب أو راقي ليمنع خروجه من هذه المرحلة الى المرحلة التي تليها ؟
وهنا تعرض لنا صورة من يغتر بهذه الدنيا
فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)
*
وتضع الصورة هنا أيدينا على حقيقة القدرة
إن لم يستوعبها المغيبون عن الإيمان.
أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)
أيظنُّ هذا الإنسان المنكر للبعث أن يُترك هَمَلا لا يُؤمر ولا يُنْهى، ولا يحاسب ولا يعاقب؟
ألم يك هذا الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين ، ثم صار قطعة من دم جامد ، فخلقه الله بقدرته وسوَّى صورته في أحسن تقويم ؟ فجعل من هذا الإنسان الصنفين : الذكر والأنثى ،
أليس ذلك الإله الخالق لهذه الأشياء بقادر على إعادة الخلق بعد فنائهم ؟ بلى إنه -- لقادر على ذلك.
**
وعن صهيبأن رسول الله
قال :
" إذا دخل أهل الجنة – الجنة - يقول الله:
تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟
فيكشف الحجاب ، فما أعطو شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم "
((رواه مسلم)).
نسأل الله تعالى أن ينضر وجوهنا بالنظر إليه ..
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
*
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
29/09/1433 - 16/08/2012, 02:41 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرأن العظيم
(6)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور الإنسان
إنتهت سورة القيامة بسؤال تقريري- أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ؟
والجواب - بلى قادر سبحانه..
وتبدأ سورة الإنسان بسؤال يجب أن ننتبه اليه جيدا..
بل يجب أن نستصحب الصورة ونحن نجيب..
والسؤال هو : هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ؟
ونستحضر صورة الأرض وليس عليها إنسان..
والجواب الذي يقر به كل إنسان عاقل- نعم قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا...
وبنظرة سريعة لصورة الأرض اليوم - من خلق هؤلاء المليارات من البشر ؟
فهل يصعب على الله تعالى أن يعيد أولئك البشر مرة أخرى يوم القيامة ؟
بعد هذا المنطق .. هل يوجد من يعترض على البعث..؟
فهل لأي مجادل أن يأتي بحجة تناقد هذه القضية ؟
فإن رحمة الله الواسعة بعباده تمهل الإنسان حتى يعود لرشده..
إن الله يدعوا إلى دار السلام وهي الجنة وبها أماكن لكل البشر,
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..
وهذه مشيئة الله في البشر جعلهم مختارين في هذا الأمر - لا إكراه في الدين
فالإنسان مجبر في أمور كثيرة ..حيث ولد بدون إختيار ويموت دون إختيار
ويبعث دون إختيار..
فعلى العاقل أن يتدبر رسالة الله تعالى للعالمين ويختار طريق الإيمان
قبل فوات الأوان...
**
ونمضي مع صورة اليوم
مستحضرين الذاكرة لصورة الأرض ولم يكن عليها إنسان..
هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1)
إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)
إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج, نختبره بالتكاليف الشرعية فيما بعد, فجعلناه من أجل ذلك ذا سمع وذا بصر؛ ليسمع الآيات, ويرى الدلائل, إنا بينَّا له وعرَّفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر; ليكون إما مؤمنًا شاكرًا, وإما كفورًا جاحدًا.
**
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلاً وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4)
إنا أعتدنا للكافرين قيودًا من حديد تُشَدُّ بها أرجلهم, وأغلالا تُغلُّ بها أيديهم إلى أعناقهم, ونارًا يُحرقون بها.
إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5)
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6)
إن أهل الطاعة والإخلاص الذين يؤدون حق الله, يشربون يوم القيامة مِن كأس ممزوجة بأحسن أنواع الطيب, وهو ماء الكافور.
هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله, يُفَجِّرُونَهَا حيث شاؤوا إجراءً سهلا.
صفات أهل هذا النعيم في الدنيا
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7)
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً (9)
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10)
هؤلاء كانوا في الدنيا يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من طاعة الله ,
ويخافون عقاب الله في يوم القيامة ..
ويُطْعِمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه , فقيرًا عاجزًا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئًا , وطفلا مات أبوه ولا مال له , وأسيرًا أُسر في الحرب من المشركين وغيرهم ,
ويقولون في أنفسهم : إنما نحسن إليكم ابتغاء مرضاة الله , وطلب ثوابه , لا نبتغي عوضًا ولا نقصد حمدًا ولا ثناءً منكم.
إنا نخاف من ربنا يومًا شديدًا تَعْبِس فيه الوجوه , وتتقطَّبُ الجباه مِن فظاعة أمره وشدة هوله.
صورة حية لنعيم أهل الجنة جعلنا الله معهم.
فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12)
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14)
فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم, وأعطاهم حسنًا ونورًا في وجوههم, وبهجة وفرحًا في قلوبهم,
وأثابهم بصبرهم في الدنيا على الطاعة جنة عظيمة يأكلون منها ما شاؤوا, ويَلْبَسون فيها الحرير الناعم,
متكئين فيها على الأسرَّة المزينة بفاخر الثياب والستور, لا يرون فيها حر شمس ولا شدة برد, وقريبة منهم أشجار الجنة مظللة عليهم, وسُهِّل لهم أَخْذُ ثمارها تسهيلا.
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18)
ويطاف عليهم بأواني الطعام الفضيَّة , وأكواب الشراب من الزجاج, زجاج من فضة , وهذا خاص بالجنة حيث لا يوجد على ظهر الأرض معدن شفاف..
ويُسْقَى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسًا مزجت بالزنجبيل, يشربون مِن عينٍ في الجنة تسمى سلسبيلا ؛ لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه.
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19)
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20)
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21)
ويدور على هؤلاء الأبرار لخدمتهم غلمان دائمون على حالهم , إذا أبصرتهم ظننتهم - لحسنهم وصفاء ألوانهم وإشراق وجوههم - اللؤلؤ المفرَّق المضيء.
وإذا أبصرت أيَّ مكان في الجنة رأيت فيه نعيمًا لا يُدْركه الوصف، ومُلْكا عظيمًا في اتساعه.
يعلوهم ويجمل أبدانهم ثياب بطائنها من الحرير الرقيق الأخضر, وظاهرها من الحرير الغليظ ,
ويُحَلَّون من الحليِّ بأساور من الفضة, وسقاهم ربهم فوق ذلك النعيم شرابًا طهورا...
إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22)
ويقال لهم: إن هذا أُعِدَّ لكم مقابل أعمالكم الصالحة, وكان عملكم في الدنيا عند الله مرضيًا مقبولا.
اللهم تقبلنا في الصالحين الأبرار.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
**
وعن أبي سعيد الخدريأن رسول الله
قال :
" إن اللهيقول لأهل الجنة :
يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك,
فيقول : هل رضيتم ؟
فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك!
فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟
فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك ؟
فيقول : أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبداً "
((متفق عليه)).
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
01/10/1433 - 18/08/2012, 02:56 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع والعشرون من القرأن العظيم
(7)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور المرسلات
كما رأينا فقد إمتاز هذا الجزء بالصور العديدة والمفصلة للأخرة,
وتختم بسورة المرسلات التي تؤكد حقيقة البعث ..
وهذا إن دل على شئ فإنه يدل على رحمة الله للعالمين , حيث أمر رسولهبأن يقسم على وقوع البعث في سورة التغابن :
قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ..
ثم أقسم رب العزة بيوم القيامة في سورة القيامة..
وهنا يأتي القسم من الرحمن الرحيم بأن الوعد بالبعث أتي لا شك فيه...
وكل هذه التأكيدات لعل الإنسان يستفيق ويدرك أن مستقبله الحقيقي في جنات النعيم .. والدنيا ماهي إلا إختبار وتمحيص للمستحقين ذلك النعيم الأبدي..
ويترتب على ذلك أن جميع أعمال الإنسان إذا بلغ, تعد أختبارا , فالسعيد من سطر صفحاتها بالحسنات والأعمال الصالحة..
والعصاة والمذنبون طريق التوبة أمامهم مفتوح إلى حين الأجل..
فسبحان الله العظيم المتفضل بالخلق والمتفضل بالعطاء بغير حساب والمتفضل بالتوبة على التائبين , والمتفضل بالبعث , والمتفضل بالنعيم في جنات الخلود..
فالحمد لله في الأولى والأخرة..
*
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)
أقسم الله تعالى بالرياح حين تهب متتابعة, وبالرياح الشديدة, وبالملائكة الموكلين بالسحب يسوقونها حيث شاء الله, وبالملائكة التي تنزل من عند الله بما يفرق بين الحق والباطل, وبالملائكة التي تتلقى الوحي من عند الله وتنزل به على أنبيائه ; إعذارًا من الله إلى خلقه وإنذارًا منه إليهم ; لئلا يكون لهم حجة.
إن الذي توعدون به مِن أمر يوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء لنازلٌ بكم لا محالة.
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)
وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)
فإذا النجوم طُمست وذهب ضياؤها, وإذا السماء تصدَّعت, وإذا الجبال تطايرت وتناثرت, وإذا الرسل عُيِّن لهم وقت للفصل بينهم وبين الأمم, يقال: لأيِّ يوم عظيم أخِّرت الرسل؟ أخِّرت ليوم القضاء والفصل بين الخلائق.
وما أعلمك -أيها الإنسان- أيُّ شيء هو يوم الفصل وشدته وهوله؟ هلاك عظيم في ذلك اليوم للمكذبين بهذا اليوم الموعود.
**
والصورة هنا توضح حقيقة العذاب للمكذبين في الدنيا قبل الأخرة
حيث وقع ذلك الهلاك بالفعل لأمم كذبت رسلهم ...
أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)
ألم نهلك السابقين من الأمم الماضية; بتكذيبهم للرسل كقوم نوح وعاد وثمود؟ ثم نلحق بهم المتأخرين ممن كانوا مثلهم في التكذيب والعصيان. مِثل ذلك الإهلاك الفظيع نفعل بهؤلاء المجرمين الذين كذبوا الرسول.
**
صورة للمكذبين وهم يعذبون
يهربون من النار الى ظل لا يحميهم من العذاب...
وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)
انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنْ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)
يقال للكافرين يوم القيامة: سيروا إلى عذاب جهنم الذي كنتم به تكذبون في الدنيا, سيروا , فاستظلوا بدخان جهنم يتفرع منه ثلاث قطع , لا يُظِل ذلك الظل من حر ذلك اليوم , ولا يدفع من حر اللهب شيئًا.
إن جهنم تقذف من النار بشرر عظيم , كل شرارة منه كالبناء المشيد في العِظم والارتفاع . كأن شرر جهنم المتطاير منها إبل سود يميل لونها إلى الصُّفْرة.
هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)
هذا يوم القيامة الذي لا ينطق فيه المكذبون بكلام ينفعهم, ولا يكون لهم إذن في الكلام فيعتذرون؛ لأنه لا عذر لهم.
**
صورة للمكذبين حيث يجمع بهم من كل العصور
ويطلب منهم أن يعملوا حيلهم للخلاص ولكن لا جدوى
هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)
هذا يوم يفصل الله فيه بين الخلائق, ويتميز فيه الحق من الباطل, جمعناكم فيه – يا معشر كفار هذه الأمة - مع الكفار الأولين من الأمم الماضية ,
فإن كان لكم حيلة في الخلاص من العذاب فاحتالوا, وأنقذوا أنفسكم مِن بطش الله وانتقامه.
*
وفي المقابل نرى صورة النعيم للمتقين
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (44)
إن الذين خافوا ربهم في الدنيا, واتقوا عذابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه , هم يوم القيامة في ظلال الأشجار الوارفة وعيون الماء الجارية, وفواكه كثيرة مما تشتهيه أنفسهم يتنعمون.
يقال لهم: كلوا, واشربوا هنيئًا ؛ بسبب ما قدمتم في الدنيا من صالح الأعمال.
إنا بمثل ذلك الجزاء العظيم نجزي أهل الإحسان في أعمالهم وطاعتهم لنا
وتختم السورة بهذا السؤال :
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)
إن لم يؤمنوا بهذا القرآن، فبأي كتاب وكلام بعده يؤمنون ؟ وهو المبيِّن لكل شيء ، الواضح في حكمه وأحكامه وأخباره ، المعجز في ألفاظه ومعانيه.
فهذا كتاب ربنا القرآن العظيم.
كتاب أتى بعقيدة التوحيد واضحة جلية .
وبين الفرائض والعبادات التي تقربنا الى الله تعالى..
كتاب وضع مبادئ القيم الرفيعة والأخلاق العالية والتي عشنا مع بعضها في سلسلة الأخلاق والأداب..
كتاب أتى بشريعة صالحة لكل زمان ومكان..
كتاب أتى بأخبار الرسل السابقين والأمم السابقة..
كتاب بين بداية خلق الإنسان ونشئة الكون..
كتاب به أخبار الدار الأخرة بالتفاصيل التي عشنا معها في هذه السلسلة...
كتاب به معجزات علمية تم اكتشافها حديثا وسوف تستمر إلى يوم القيامة....
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن .
ونسأله الرضى الدائم الأبدي.
ونسأله الفردوس الأعلى.
اللهم لا تخرجنا من هذا الشهر الكريم إلا وقد غفرت لنا وعفوت عنا.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا..
وعن سهل بن سعدقال :
شهدت من النبيمجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه :
" فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر "
ثم قرأ : تتجافى جنوبهم عن المضاجع - إلى قوله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين.
(رواه البخاري)
وإلى الجزء التالي إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
03/10/1433 - 20/08/2012, 12:11 am
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثلاثون من القرأن العظيم
(1)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور النبأ
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ -1 عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ -2
الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ -3
من أعظم الأنباء التي ينبغي أن يلتفت إليها الإنسان ويدرسها جيدا نبأ الأخرة, لأن في ذلك المصير الأبدي والخلود..
إن إستحضار مشاهد الأخرة في الذهن يعطي الحصانة للإنسان من التردي في المعاصي..
كما يعطي الأمل في مستقبل خالد لا ينفد ونعيم دائم متجدد..
كما يعطي النفس السكينة لإستشعاره بالعدل الإلهي يوم الدين..
كما يحمي النفس من الجزع والخوف من الموت حيث ينحصر الخوف من الوقوع في المعاصي والظلم والفساد..
والحرص على عمل الخيرات لزيادة الحسنات لبلوغ أعلى مراتب الجنة,
والتقرب إلى الله تعالى في أداء ما افترضه علينا من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن إستطاع إليه سبيلا...
قال تعالى : قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ - سورة ص-67
أي ما أنذركم به من الحساب والثواب والعقاب خبر عظيم القدر فلا ينبغي أن يستخف به وتهمل معرفته.
**
ومشاهد القيامة تحذر الطاغين من طغيانهم
والصورة هنا تعرض بوضوح تام
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً (21) لِلْطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزَاءً وِفَاقاً (26)
أوصاف هؤلاء الطغاة
إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً (28)
إنهم كانوا لا يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له, وكذَّبوا بما جاءتهم به الرسل تكذيبا...
وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً (30)
وكلَّ شيء أحصيناه وكتبناه في اللوح المحفوظ , فذوقوا - أيها الطغاة - جزاء أعمالكم, فلن نزيدكم إلا عذابًا فوق عذابكم..
*
صورة المؤمنين المتقين
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35)
إن للذين يخافون ربهم ويعملون صالحًا , فوزًا بدخولهم الجنة.
إن لهم بساتين عظيمة وأعنابًا , و زوجاتهم نواهد مستويات في سن واحدة ,
والأكواب مملوءة ممتتابعة. لا يسمعون في هذه الجنة باطلا من القول، ولا يكذب بعضهم بعضًا.
جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً (36)
رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37)
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38)
ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39)
لهم كل ذلك جزاء ومنَّة من الله وعطاءً كثيرًا كافيًا لهم، ربِّ السموات والأرض وما بينهما ، رحمنِ الدنيا والآخرة , لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه ,
يوم يقوم جبريلوالملائكة مصطفِّين ، لا يشفعون إلا لمن أذن له الرحمن في الشفاعة, وقال حقًا وسدادًا.
فمن شاء النجاة مِن أهوال القيامة فليتخذ إلى ربه مرجعًا بالعمل الصالح في الدنيا والتقرب إلى الله بما افترضه علينا من صلاة وزكاة وصيام وحج لمن استطاع إليه سبيلا..
إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
ونسأله الرضى.
ونسأله الفردوس الأعلى.
**
وعن أبي سعيد الخدري:
أن رسول اللهقال :
" إن اللهيقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك ..
فيقول : هل رضيتم؟
فيقولون : وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا مالم تعط أحداً من خلقك.
فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟
فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك ؟
فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً "
((متفق عليه)).
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
صابر عباس حسن
03/10/1433 - 20/08/2012, 07:06 pm
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثلاثون من القرأن العظيم
(2)
صور حية للأخرة
وبعض آيات من سور عبس
صورة تعرض لأول مرة
صورة الإنشغال بالنجاة – والفرار من أقرب الناس
فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع , يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه , وأمه وأبيه, وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره.
فلكل نفسه وشأنه , ولديه الكفاية من الهم الخاص به , الذي لا يدع له فضلة من وعي أو جهد : ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ). .
ذلك حال الخلق جميعا في هول ذلك اليوم . . إذا جاءت الصاخة . . ثم يأخذ في تصوير حال المؤمنين وحال الكافرين , بعد تقويمهم ووزنهم بميزان الله هناك:
صورة حية نابضة للمؤمنين
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)
فهذه وجوه مستنيرة منيرة متهللة ضاحكة مستبشرة , راجية في ربها , مطمئنة بما تستشعره من رضاه عنها . فهي تنجو من هول الصاخة المذهل لتتهلل وتستنير وتضحك وتستبشر . أو هي قد عرفت مصيرها , وتبين لها مكانها , فتهللت واستبشرت بعد الهول المذهل . .
وفي المقابل صورة مظلمة
للكفرة الفجرة
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
فأما هذه فتعلوها غبرة الحزن والحسرة , ويغشاها سواد الذل والانقباض . وقد عرفت ما قدمت فاستيقنت ما ينتظرها من جزاء . .( أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ). . الذين لا يؤمنون بالله وبرسالاته , والذين خرجوا عن حدوده وانتهكوا حرماته . .
وفي هذه الوجوه وتلك قد ارتسم مصير هؤلاء وهؤلاء . ارتسم ملامح وسمات من خلال الألفاظ والعبارات . وكأنما الوجوه شاخصة..
**
عن أبي سعيد الخدريقال :
قال رسول الله :
" إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم "
قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟
قال : " بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين "
((متفق عليه)).
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
تاريخ التسجيل:
شعبان 1431
التخصص: غير معروف
غير معروف
غير معروف
309
54
النتائج 26 إلى 50 من 52
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
الملتقيات
-
- الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
- ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
- الملتقى العلمي المفتوح
- ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
- الملتقى التقني
- ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
- ملتقى الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية
- ملتقى البرامج الإعلامية القرآنية
- ملتقى المؤتمرات والندوات واللقاءات القرآنية
- ملتقى أكاديمية تفسير
-

ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
- أكواد الملتقى متاحة
- الابتسامات متاحة
- كود [IMG]متاحة
- [VIDEO] الكود هو متاحة
- كود HTML معطلة
- Trackbacks are متاحة
- Pingbacks are متاحة
- Refbacks are متاحة
49800 مشترك
83404متابع
مشترك
1605141معجب