خواتيم سورة الفرقان..تأملات
بسم1
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40) وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
1. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) لم قال فؤادك؟؟؟
لان الفؤاد فيه معنى التوقد والاشتعال والحرقة فوصف القران حالة الرسول صلى الله عليه وسلم من الاذى والاضطراب فناسبه التثبيت ايما مناسبة!! ولامعنى لاتهامهم هنا فهم لايطيقون اية فكيف يطلبون تنزيله جملة واحدة اما بالنسبة للفريق الثاني ففي نزوله كذلك فوائد اتركها لكتب التفسير التي ذكرته
2. وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)
والاتهام سهل او ان الاتهام لا اثر له اما مجيء الحق فله اثر واهمية والذي يدافع عن الاتهام يجهد ويبذل طاقة معينة لهذا جائت كلمة اتى في سهولة اطلاق الاتهام وكلمة جئناك بالحق بسبب الجهد الذي على المدافع عن نفسه ان يبذله بسبب الجهاد الذي يخوضه الرسول بالقران((وجاهدهم به...))الاية وانظر للعناية الالهية بدينه وبرسوله فسبحانه وتعالى!!! ثم انظر الى مايجيء به الله للرسول::الحق نفسه يتموضع ويستحيل مادة يٌجاء بها للرسول الكريم
3. الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)
هؤلاء انقلبت بهم الحال فلا يحشرون الا عجبا!!فلقد قلبوا الحقائق واهمتهم انفسهم واستكبروا واجترئوا ..وقال بعض العلماء:مافعلوه في دنياهم بالالتصاق بمافيها فلايضيرك اذا حشرهم ربهم بهذه الصورة فكما حقروا مكانة النبي وعنديته
كذلك هذه مكانتهم شر مكانا وكما استحقروا سبيل النبي فهم اضل سبيلا
4. وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)
ويعرض القران مكانات المكذبين وعقوباتهم في الدنيا فبدأ باهل مصر ولقد اتاه كتاب ايضا كهذا الذي تجرئوا باتهامه في معلوماته وكيفية نزوله ولم يكن وحده وكان معه نذير من البشر فاين من كذب وماذا حل به وهم اشد قوة واكثر عددا
ويذكر حادثة الغرق التي يسمعون بها غرق من كذب بنوح والرسل من قبله كيف اصبحوا عبرة للناس وغرقوا كما غرق قوم موسى هولاء غرقوا بالماء::والماء له ذكر في سياق الايات التالية::ثم يعرض من هلك بغيرها فذكر من هلك بالريح وهم عاد:وللريح ذكر في السياق::وبالصيحة هلكت ثمود عن بكرة ابيها واصحاب البئر والرس:: كل محفور مثل البئر والقبر ونحو ذلك.ودمرهم بالخسف {وقرونا بين ذلك} أي الأمر العظيم المذكور ، وهو بين كل أمتين من هذه الأمم {كثيرا} وناهيك بما يقول فيه العلي الكبير : إنه كثير
قال تسلية لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتأسية وبيانا لتشريفه بالعفو عن أمته : {وكلا} أي من هذه الأمم {ضربنا} بما لنا من العظمة {له الأمثال} حتى وضح له السبيل ، وقام - من غير شبهة - الدليل {وكلا تبرنا تتبيرا} أي جعلناهم فتاتا قطعا بليغة التقطيع ، لا يمكن غيرنا أن يصلها ويعيدها إلى ما كانت عليه قبل التفتيت.
وبهذا الوعيد والتثبيت على السواء افرد اية هلاك قوم لوط والشاهد انهم قرية كقريتكم وعذابهم بمطر واي مطر::وللمطر ذكر في السياق:لقد امطروا بالسوء فكيف بهؤلاء وقد اصبح السوء مطرا ينهال وذكر لنا لم لم يتعظوا
لان طبعهم وعادتهم انكار البعث والنشور وكما انتشرت الانبياء والرسل لتحذرهم وتنذرهم من يوم النشور وكما انتشرت اخبار مصارعهم لكن لايزال هؤلاء لايرجون نشورا كما يرجوها الفريق الاخر وهذا سر كلمة نشور!!
5. وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)
فلا يرون ماسبق؟؟وواو العجب مستمرة في السرد ::راجع اخي قارئ السورة هذه الواو وتابعها :: عجبا بهم يرون مايريدون رؤيته فحسب ويستهزئون منك ويعترفون بانهم كادوا..او انها الاخرى سخرية..ان يؤمنوا بك ..ويفخمون ويستكبرون ويفتخرون بصبرهم وبمناسبة الصبر ومن هذا الملمح فليستعملوه مع رؤية العذاب هذه الرؤية جزاءا وفاقا على تلك الرؤية!! وكما يظنون ان الرسول اضل سبيله فسيعلمون هم حينها
6. أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
حان الوقت ان ترى ايها الرسول اليهم ..فلقد اصبحت اهدافهم الها يسعون لخدمتها اصبحت هذه الاهواء المضطربة المجنونة التي لاتثبت وتسوقها الشياطين كما تسوق الرياح السريعة اشرعة السفن الصغيرة الها يقدسونه ولقد اتخذوها اتخاذا مهتما مقتصرا عليه ولم يوكلك الله ان تهدي هؤلاء فلقد اضاع هؤلاء انفسهم فلاتحرص عليهم..وهذا من الرحمانية الودودة بالنبي الكريم ويصحح القران للرسول ظنونه وحساباته بان هؤلاء قد تعطلت اجهزة استقباله فاصبحوا كالسفن الصغيرة في عباب البحر الهائج والشياطين تسوق اهوائهم برياح سريعة تضرب اشرعتهم ليضلوا في البحر بلا اجهزة استقبال
تعطلت المدارك والحواس وانغلق العقل عن وظيفته بعدما اتخذ نزواته واهوائه سيدا معبودا له فاصبح كالانعام بل اشد ضلالا