سر جمال النبي يوسف عليه السلام
تسائل كثير من الناس ومنهم أنا السؤال التالي:
كيف لم يعلم بجمال النبي يوسف إلا امرأة العزيز وتلكم االنسوة اللاتي أشار إليهن القرآن الكريم ؟.
بمعنى:
يوسف ذلك الطفل الذي حسده إخوته الكبار لأنه الأحب هو وأخاه إلى أبيهم مبررين غيرتهم وحسدهم بأنهم العصبة والقوة ومصدر الدخل وما ذكروا ليوسف جمالا أو ميزة شافعة يمكن أن تكون مبررا لحب أبيه الزائد له !؟ .
ألقوه في غيابة الجب وجاءت سيارة والتقطته ثم باعته بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين كما حكى لنا القرآن الكريم وهذا يدلل على أنه لم يكن فيه ما يجعلهم يبيعونه بثمن غال وفي زمن كانت فيه تجارة الرقيق مشروعة ! ؟ .
عاش في قصر العزيز عيشة عادية ولم يذكر التاريخ بأن هناك شخص جميل يستدعي الفضول أن تشد الرحال لرؤيته !؟.
بعد مراودة امرأة العزيز له وشيوع الخبر ( قال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ) ، ولم يقلن مثلا بأنها كانت معذورة بسبب جمال يوسف كما إنهن لم يظهرن فضولا وتطلعا لرؤية يوسف ؛ لأن النفس الإنسانية تشتاق لرؤية الجمال الذي جعل امرأة العزيز تعشقه وهذا يدل بأن جماله لم يكن خبرا مشاعا !؟.
دخل معه السجن فتيان وما رأيا عليه فتنة أو جمالا يشد العقول ويأسر الألباب بل على العكس فما لفت إنتباههما إلا عمله الصالح فقالا له: ( إنا نراك من المحسنين ). ولم يقولا إنا نراك أحسن الأحسنين !؟.
اتخذه الملك وزيرا له لأمانته وتقواه وما قربه لجماله !؟.
فأين ذهب هذا الجمال الذي ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في حديث المعراج: إذا هو قد أعطي شطر الحسن . أي النبي يوسف ؟ !.
وأين ذهب هذا الجمال الذي كان سببا في تقطيع أيدي النسوة وأقسمن بقولهن ( حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ) ؟!.
ثم إن في قول إمرأة العزيز: ( فذلكن الذي لمتنني فيه ) وفي تسليم النسوة بهذا المبرر من المعنى ما يفيد وجود دليل ومبرر لعشقها ليوسف !؟.
وبعد تفكير شديد لم أجد مندوحة إلا أن أسلم وأرجح بأن جمال النبي يوسف كان:
معجزة .. نعم معجزة خاصة له فقط يظهرها الله عليه متى شاء الله ، وكانت امرأة العزيز تعرف سر يوسف وربما كان في قولها ( أخرج عليهن ) ما يحمل معنى أخرج ما عندك من جمال عليهن ودعهن يرينه وكان ذلك امتحان ليوسف وفتنة للنسوة .
والله أعلم .