الإعجاز اللغوي عند الشعراوي رحمه الله

إنضم
24 يونيو 2007
المشاركات
90
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد :

فقد كنت أستمع قديما للشيخ الشعرواي رحمه الله في تفسير سورة طه في قوله تعالى ( وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك ربي لترضى )

فذكر في تفسيرها بعضا من الإعجاز اللغوي يقول رحمه الله:
إن موسى عليه السلام قال : ( أولاء ) ولم يقل ( هؤلاء ) لأن الهاء للتنبيه وربنا الخالق البارئ المصور ليس بغافل فينبّه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم هو الحي القيوم ..) أو كما قال رحمه ربي وعفا عنه

ففتح الله عليّ بقول الشعراوي هذا قولا لم أسبق إليه فيما أعلم ..
وذلك في مسألة نداء لفظ الجلالة (الله) :
حيث اختلف البصريون والكوفيون في نداء الاسم الشريف ( الله ) بـــــ( يـــا ) النداء ?

فقلتُ أنا العبد الفقير إلى ربي :
لم ينادى لفظ الجلالة بــ( يا أيها الله ) إلا لعلة عقدية فيما أزعم لأن الهاء للتنبيه وربنا الله سبحانه وتعالى ليس بغافل فينبّه !!!

فأصبحت مرمى لسهام الأحباب حتى رأيت ابن الحاجب أحد النحاة مصادفة يقول :
(فصل : ولا ينادى ما فيه الألف واللام إلا الله وحده
قال الشيخ : علل بعلتين كل واحدة منهما جزء ، وإحداهما : لزومها الكلمة ، والأخرى : كونها بدلا من المحذوف إذ أصلها إلإله ....
ويُعَلَّلُ أيضا بأنه لو قيل : ( يا أيها الله ) أو ( يا هذا ) لأطلق لفظ لم يؤذن شرعا فيه ، أو لم يستقم لهم في المعنى أن يشيروا إلى ما يستحيل عليه الإشارة في التحقيق ، ولو قيل : يا لاه أو يا إله لغيروا الاسم ولأوالوا ما قُصد به التعظيم )
 
حق لكم أن تعملوا أذهانكم في البحث العلمي والاستنباط والمحاولة ، وهذا شأن طالب العلم النبيه الحريص وفقك الله ونفع بك .

لكنَّ قول الشعراوي الذي نقلتموه عنه يمكن الاستدراك عليه بأمثلة في القرآن ورد فيها الخطاب لله سبحانه وتعالى مع هاء التنبيه في اسم الإشارة . مثل :
(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) [الزخرف]
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) [الدخان]
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) [الفرقان]
ولو تتبع الآيات من هو أدق مني لأتى بأمثلة أخرى ربما .
وحرف النداء الأصلي وهو الياء ينادى به لفظ الجلالة وغيره ، فهو لا يدل على عدم الغفلة إذن .
والنحويون - وأنت أحدهم - يرون أنَّ اسم الإشارة (أولاء) يشار به للبعيد كما في الآية التي ذكرها الشعرواي رحمه الله ، بخلاف (هؤلاء) فهي للإشارة للقريب .
ومسألة نداء الله بالياء مباشرة دون واسطة (أيُّها) فيها كلام طويل لا يخفى عليك ، والمحققون من أهل النحو يرون أن الألف واللام في لفظ الجلالة أصلية فيه كما أن الميم في (محمد) أصلية فيه ، فساغ نداؤه بالياء دون واسطة ، إضافة إلى أنه لم يسمع في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الله) .
وكلام النحويين في كون (أيها) فيها من الإبهام ما يحتاج إلى رفع لا يخفى عليكم .

وأعلم أنك سقت المسألة فرحاً بما تظنه موافقة من ابن الحاجب لرأيك واجتهادك ، ولا شك أن طالب العلم يفرح بموافقة مثله فإن التفرد موحش .
زادك الله علماً ، ونفع بك أخي العزيز .
 
أظن العنوان بـ(الإعجاز اللغوي عند الشعراوي رحمه الله ) غير دال على مضمون المشاركة ، ولو تم تعديله إلى (رأي في سبب عدم نداء لفظ الجلالة بـ ( يا أيها) لكان أدل على المقصود .
فما رأيك أخي أحمد ؟
 
هل يصح أن يقال أن لفظ "الله"اسم علم دل على الباري تبارك وتعالى ، ونداء الأعلام لا يصح أن يدخل عليها "أيها" ، وإنما تدخل على النداء بالصفة ليتميز المنادى عن غيره؟

ثم إن النداء بـ "يا أيها" في الغالب يشعر بأن المنادى أقل شأناً من المنادي ما لم يشعر المقام بإرادة التعظيم ، وعليه فلا يصح أن ينادى الخالق بهذه الصيغة.

أما كون "أولاء" يشار بها للبعيد هنا ففيه نظر ، فقد قال تعالى :
"هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ"
واعتقد ـ والله أعلم ـ أن حذف الهاء من باب تهوين الأمر وإمكان تجاوزه.
 
والمحققون من أهل النحو يرون أن الألف واللام في لفظ الجلالة أصلية فيه كما أن الميم في (محمد) أصلية فيه ، فساغ نداؤه بالياء دون واسطة .

هذا صحيح

فاذا أضفنا الى ذلك أن لفظ الجلالة ( الله ) هو اسم علم له عز وجل لأنحل الاشكال ، لأن أسماء الأعلام لا تدخل عليها ( أيها ) ، فلا يقال مثلا : يأيها محمد أوما يماثله
والله أعلى وأعلم
 
أخي الدكتور وأستاذي الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظك ربي
قلت (( وأعلم أنك سقت المسألة فرحاً بما تظنه موافقة من ابن الحاجب لرأيك واجتهادك ، ولا شك أن طالب العلم يفرح بموافقة مثله فإن التفرد موحش ))

نعم التفرد موحش والأخذ بقول الجمهور أولى ولكن ما المانع من الاجتهاد في هذه المسألة وخاصة أن العلة العقدية تعم أسماء الله وصفاته
وأما العلة النحوية تخص لفظ الجلالة ( الله ) فقط علما أنه لم يسمع ( أيها الله ) ولا ( أيها الرحمن ) ولا ( أيها الرحيم ) إلخ ..

فعلة النحاة إذن منطبقة على لفظ الجلالة ( الله ) فقط و لو سئل بعض نحاة عصرنا هذا عن نداء ( الرحمن ) بـ( أيها ) لأجازه وإن لم يسمع ذلك فيه !!

فهل تطيب نفسك بذلك وأنت المفسر الأديب النحوي ؟؟ !!!
 

وأما العلة النحوية تخص لفظ الجلالة ( الله ) فقط علما أنه لم يسمع ( أيها الله ) ولا ( أيها الرحمن ) ولا ( أيها الرحيم ) إلخ ..

فعلة النحاة إذن منطبقة على لفظ الجلالة ( الله ) فقط و لو سئل بعض نحاة عصرنا هذا عن نداء ( الرحمن ) بـ( أيها ) لأجازه وإن لم يسمع ذلك فيه !!

[/color]؟؟ !!!

أخانا الكريم أحمد
ما ذهبت إليه هو الصواب في لفظ "أيها"
فالله تعالى لا يحتاج إلى تنبيه
والسمع لم يرد بذلك و أيضا فإن النفس تنفر منه في حق الله وإن جاز من ناحية اللغة وتقبله النفس في حق المخلوق وتأمل قول الشاعر:
يا أيها الملك الاجل مكانةً ،،،،،،،،بين الملوك و يا أعزُ قبيلا .

إذا هي من باب الأدب مع الله تعالى.

أما ما قاله الشعراوي رحمه الله تعالى فيرد عليه ما تفضل به الدكتور عبد الرحمن.
وأظن أن العلة في حذف الهاء هو إشعار بما في نفس المتكلم من تهوين الخطب.
والله أعلى وأعلم.
 
هذه إجابة أحد المتخصصين في النحو في هذه المسألة :


( إن (يا) نفسها للتنبيه لأن النداء تنبيه ، ولكن نداء الله مختلف عن نداء البشر ، فنداء العبد ربه توجه إليه وتخصيص له بالخطاب، ولا يتصور فيه التنبيه الملازم لنداء البشر البشر.

أما أيها فإنها وصلة مبهمة توصف بما يزيل عنها الإبهام ، والذي يزيل إبهامها فرد معين من جنس أو وصف لفرد معين من جنس، مثل : يا أيها الرجل، أو يا أيها القائم، والأصل فيها ألا توصف بالأعلام فلا يقال: يا أيها زيد، فإذا كان العلم فيه أل، جاز أن يأتي وصفا لأيها إجراء له على أصله في الوصفية نحو: يا أيها الحارث، وبما أنها توصف بفرد من جنس فإنها تشي بأن المنادى بعدها واحد من متعدد، نحو: يا أيها الرجل، فهذا تخصيص لرجل معهود من جنس الرجال..وكذلك: يا أيها النبي، تخصيص لنبي معهود من بين الأنبياء، ومثل هذا مستحيل في علم الذات المقدسة سبحانه وتعالى، لذلك امتنع نداء لفظ الجلالة بـ(يا أيها)

أما نداؤه بأسمائه الحسنى التي تبين صفاته سبحانه فأرى أن ما كان منها لا يستعمل إلا في حقه فلا ينادى بـ(أيها) كاسم الرحمن، وما عدا ذلك فلا أرى مانعا من ندائه بـ(أيها) كأن تقول: يا أيها الرحيم الذي ليس لرحمته حدود ارحمني، كما جاز أن تقول: يا عظيما يرجى لكل عظيم ..
والله أعلم.))


فما تقولون حفظكم الله ؟؟
 
الأخ الحبيب أحمد الفقيه رعاه الله وزاده علماً وأدباً
أنت أعلم مني بالنحو واللغة فأنت الآن تعدُّ للحصول على درجة الدكتوراه في النحو ، في حين لم يتجاوز تحصيلي للغة مرحلة البكالوريوس ، مع حبي الشديد للغة وقراءتي لكتبها وحرصي على التفقه فيها ، ولذلك فلا مكان لهذه الألقاب التي وصفتني بها حفظك الله في قولك : (وأنت المفسر الأديب النحوي) . فأين أنا من هذا رحمك الله وغفر لك .
ولذلك فقولكم في هذه المسألة أولى من قولي ، ولكنَّه أدبكم وتواضعكم وفقكم الله .

أما مسألة امتناع لفظ الجلالة (الله) سبحانه وتعالى بتوسط (أيها) بين (يا) النداء وبينه فكما سبق الحديث حولها منك ومن الأخ حجازي الهوى وفقه الله والأخ النحوي الذي نقلت كلامه .
والخلاصة التي تظهر لي هي :
نداء لفظ الجلالة له خصوصيته ، ونداءه مبني على السَّماعِ والتوقيف . ولو سُمِعَ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الله) لما كان لكلام النحويين مكان .
وتوجيهكم أخي أحمد للمسألة توجيه موفق ، وله وجاهته ، كيف وقد صدر من مثلك ، وكلام ابن الحاجب فيه تقوية لرأيك . وعلى توجيهك فيمتنع نداء لفظ الجلالة بـ (أيها) ويمتنع نداء غيره من الأسماء (ألرؤوف) و (العليم) وغيرها كذلك ؛ لهذه العلة أيضاً وهو أنه لا ينبه سبحانه وتعالى .
وأرجو أن يكون هذا قولاً يحفظ لكم في كتب النحو عند نقاش هذه المسألة في المستقبل ، وليس هناك مانع من الاجتهاد في العلم ، ولكن ليتك تحاول التحقق من عدم سبق أحد النحويين لهذا التوجيه ، فقد تكون سبقت إليه من أحدهم ولا سيما أصحاب الحواشي كالخضري وأمثاله فلهم تفردات جميلة من مثل هذه .
وقد أحببت الاستناس برأي بعض الأصدقاء من أهل النحو فسألت الدكتور حسن بن محمد الحفظي فأعجبه هذا التوجيه وأثنى عليه . وسألتُ أيضاً د. سعود بن عبدالله الحسن وهو صديق عزيز من أهل النحو وهو رئيس قسم النحو بكلية اللغة العربية بالرياض فأعجبه هذا التوجيه وأكد على مسألة التوقيف في نداء لفظ الجلالة خصوصاً .
وقد راجعتُ بعض كتب النحو التي كنت أظنها ستتوسع في هذه المسألة فلم أجد فيها ما يتعلق بموضوعنا ، ووعدني د. حسن الحفظي بالبحث أيضاً ، ويبقى النقاش العلمي مفتوحاً حول هذه المسألة فالغرض هو الفائدة للجميع .
نفع الله بكم ورزقنا جميعاً الفقه في كتابه وفي لغة العرب فهي المفتاح .
 
هذه إجابة أحد المتخصصين في النحو في هذه المسألة :

أما نداؤه بأسمائه الحسنى التي تبين صفاته سبحانه فأرى أن ما كان منها لا يستعمل إلا في حقه فلا ينادى بـ(أيها) كاسم الرحمن، وما عدا ذلك فلا أرى مانعا من ندائه بـ(أيها) كأن تقول: يا أيها الرحيم الذي ليس لرحمته حدود ارحمني، كما جاز أن تقول: يا عظيما يرجى لكل عظيم ..
والله أعلم.))


فما تقولون حفظكم الله ؟؟


الأخ الفاضل أحمد الفقيه
فقهنا الله وإياك في دينه
لا أرى وجها للتفريق بين أسماء الله في هذه المسألة.
فما الذي منعه في لفظ الجلالة "الله" والرحمن ، وجوزه في: السميع ،العظيم ، البصير.....؟

الذي اعتقده هو المنع في جميع أسماء الله تعالى لأن هذا الأسلوب لا يليق في حق الله تعالى.

إن هذا الأسلوب كما قلت سابقا لا يستساغ من الأدنى إلى الأعلى في تخاطب البشر إلا إذا أشعر بالتعظيم ، ولهذا لم نسمع أن أحداً خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بـ"يا أيها النبي" مع أنها وردت في القرآن الكريم كثيرا.
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

كلام أبي البركات الأنباري في الإنصاف يشير إلى أن هذا الحكم مخصوص بهذا الاسم (الله)؛ لأنه علل الحكم بلزوم اللام فيه، وهذا الحكم غير موجود في باقي الأسماء.

واسم (الله) جل وعز له خصائص كثيرة في كلام العرب، فلا يقاس عليه باقي الأسماء؛ لأن هذه الأحكام النحوية أحكام لفظية لا معنوية.

والله أعلم.
 
[align=center][/align]
شيخنا الدكتور الفاضل حفظك ربي أرجوك ألا تقتلني بثنائك فأنا جاهل أمامكم فأنتم تعددت تخصصاتكم إضافة إلى ما رزقكم الله فيه من حسن سمت وخشية لله فإنما العلم هو الخشية لله فأنتم والله حسيبكم من أهل خشيته فيما أظن وأحسب ..

شيخنا الفاضل :
جمهور النحاة يعللون بالعلة اللفظية في نداء لفظ الجلالة ( الله ) خاصة فالألف واللام معه لازمة كالميم من ( محمد ) فكما لا يقال ( يا أيها محمد ) كذلك لا يقال ( يا أيها الله )...

وأما ابن الحاجب فهو فيما أعلم أول من علل بالعلة المعنوية في نداء لفظ الجلالة فلو قيل : يا أيها الله ( لأطلق لفظ لم يؤذن شرعا فيه )

وحين نبحث عن السبب في ذلك:
1-أقول لعله بسبب ( هاء ) التنبيه فالله سبحانه لا ينبه فلا تأخذه سنة ولا نوم ولكن التعليل بهاء التنبيه لعله لا يقوى بما نقضتم بنيانه من الآيات التي ذكرتموها من قبل !!

2-أو بسبب – كما قال بعضهم - أن أيها وصلة مبهمة توصف بما يزيل عنها الإبهام ، والذي يزيل إبهامها فرد معين من جنس أو وصف لفرد معين من جنس ، وبما أنها توصف بفرد من جنس فإن المنادى بعدها واحد من متعدد، نحو: يا أيها الرجل، فهذا تخصيص لرجل معهود من جنس الرجال..وكذلك: يا أيها النبي، تخصيص لنبي معهود من بين الأنبياء، ومثل هذا مستحيل في علم الذات المقدسة سبحانه وتعالى، لذلك امتنع نداء لفظ الجلالة بـ(يا أيها)
أما نداؤه بأسمائه الحسنى التي تبين صفاته سبحانه فأرى أن ما كان منها لا يستعمل إلا في حقه فلا ينادى بـ(أيها) كاسم الرحمن.
وما عدا ذلك فلا أرى مانعا من ندائه بـ(أيها) كأن تقول: يا أيها الرحيم الذي ليس لرحمته حدود ارحمني، كما جاز أن تقول: يا عظيما يرجى لكل عظيم ..

إذن يبقى الأمر مشكلا في أسماء الله وصفاته الحسنى فالألف واللام معها ليست لازمة كلزومها في لفظ الجلالة ( الله ) !!!

ولم يسمع فيما أعلم ( يا أيها الرحيم ) ولا ( يا الرحيم ) وإنما سمع يا رحيم
فالنحاة نصوا على لفظ الجلالة ( الله ) فقط دون غيره !!


فمن رأى أن الخصوصية للفظ الجلالة ( الله ) فقط أجاز ( يا أيها الرحيم ) قياسا على ( الرجل ) لأن الألف واللام زائدتان
ومن منع فلعدم السماع فيه إضافة إلى أن الكوفيين الذي أجازوا نداء ما فيه أل قاسوه على لفظ الجلالة فقياس أسماء الله الحسنى وصفاته على لفظ الجلالة من باب أولى !!

3-هذا و بدا لي علة وهي أن استعمال ( أيها )مع ( يا ) قد يكون فيها إشعار ببعده تعالى عن عباده وهو القريب المجيب والله أعلم

والشكر لحجازي الهوى وأبي مالك على المشاركة
 
وجدت نصا ذكره السمين عن ابن مالك رحمه الله يستأنس به في مسألتنا هذه
قال السمين في الدر:

((يقول الشيخ جمال الدين بن مالك:
(( إنه لم يعلم أحدا أجاز للداعي يقول : يا رحيمون لئلا يوهم خلاف التوحيد)) 8/366
 
للفائدة:
قال أبو الفضائل الرازي في تعقباته على تفسير الثعلبي (ص 73):
(( ... حروف التنبيه كما لم تدخل على الله، كذلك لا تدخل على الرحمن، فلا يقال: يا أيها الرحمن، وإن لم يكن الألف واللام في الرحمن لازمتين، بل إنما لم يدخل التنبيه على أسماء الله سواء كان بالألف واللام أو لم يكن لأن التنبيه إنما يكون للغافل أو النائم، وتعالى الله عن ذلك ... )).
 
كان شيخنا الدكتور محمد عبد المعطي حفظه الله وهو من أعلام العربية بمصر ينكر أن يقال عن اسم الله عز وجل لفظ الجلالة معللا ذلك بأن كلمة لفظ تشعر بعدم الاكتراث وتشعر بالاطراح وتستعمل لما لا يأبه له من الكلام مستدلا بقول الله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) فاللفظ هنا هو ما لم يأبه له ولا يلقي له المتكلم بالا , وقد بحثت عن أحد من علماء التجويد الأولين استعمل ( لفظ الجلالة ) فما وجدت كلهم على حد علمي ونظري يقولون اسم الله . فالله أعلم .
 
كان شيخنا الدكتور محمد عبد المعطي حفظه الله وهو من أعلام العربية بمصر ينكر أن يقال عن اسم الله عز وجل لفظ الجلالة معللا ذلك بأن كلمة لفظ تشعر بعدم الاكتراث وتشعر بالاطراح وتستعمل لما لا يأبه له من الكلام مستدلا بقول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فاللفظ هنا هو ما لم يأبه له ولا يلقي له المتكلم بالا, وقد بحثت عن أحد من علماء التجويد الأولين استعمل ( لفظ الجلالة ) فما وجدت كلهم على حد علمي ونظري يقولون اسم الله . فالله أعلم .
تعليلٌ غير مقبول للمنع من استخدام تعبير استخدمه كبار العلماء وصغارهم في كتب التفسير والعقيدة والإعراب ، ومثل هذا يدخل في الوسوسة اللغوية بحجة التأدب مع الله أو غيرها من حجج المانعين ، علماً أن الذي دعا المعربين لاستخدام تعبير (لفظ الجلالة) هو تأدبهم مع الله، حيث لا يرغبون أن يقولوا مثلاً : الله مرفوع أو اسم الله مرفوع ونحو ذلك أثناء الإعراب .
وأما كون علماء التجويد لم يستخدموه فهذا ليس بمانع من استخدامه . والأمر في هذا واسع ولله الحمد .
 
تدعيماً لما تفضل به فضيلة د عبد الرحمن الشهري فإن كلمة لفظ لا تتوقف على ذلك المعنى . فإن أهل الحديث يستخدمونها للدلالة على قول النبي عليه الصلاة والسلام . ولا يكاد يخلو حديثاً من التعليق عليه بهذا اللفظ . رغم أن كلمة لفظ لم تذكر في القرآن الكريم إلا مرة واحدة . وكثيرة هي الكلمات التي ذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم . ومن ألامثلة على ذكر كلمة (لفظ) لأهل الحديث ودلالات استخدامها عندهم ما يلي :
مشهور بهذا اللفظ..... ولفظ حديثه في مسنده..... أخرجه ابن ماجه وابن حبان في " صحيحه " ولفظهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ..... والى آخر ذلك من أمثلة .وبارك الله بكم
 
انتقل النقاش من موضوع إلى موضوع إلى موضوع واستمتعت بالقراءة بارك الله فيكم وفي اختياراتكم..

ولكن لدي سؤال: أليس هناك فرق بين نداء موسى لربه وبين بقية النداءات في الأمثلة الواردة؟
قال تعالى: "قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى" كان موسى عند الطور وكان هذا ميقات ربه وكلم الله موسى تكليما وموسى هو كليم الله. وموسى عليه صلاة الله وسلامه لم يقل "يا رب" وإنما قال "رب". وتأمل "رب أرني أنظر إليك" وتأمل "رب لو شئت أهلكتهم" وتأمل "رب اشرح لي صدري"
أليس هناك فرق بين نداء موسى لربه وبين بقية النداءات في الأمثلة الواردة؟ فيبطل القياس عليها..
 
في الحقيقة أعجبني هذا النقاش وأعجبني أيضا الروح الأدبية بين المتحاورين إلا أن هناك عبارة في كلام ابن الحاجب التي نقلها الأخ الفاضل أحمد الفقيه وهي ( لم يستقم لهم في المعنى أن يشيروا إلى ما يستحيل عليه الإشارة في التحقيق) إذ يظهر فيها لمحة اعتزالية وفي الحقيقة لا أعلم هل ابن الحاجب أشعري أم معتزلي حيث قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أشار بإصبعه إلى السماء في حجة الوداع قائلا اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ولا نملك لعلمائنا السابقين إلا الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة على ماوقعوا فيه من بعض التجاوزات العقدية عفى الله عنا وعنهم وأشكر الأعضاء على ما يوردون من المسائل العلمية والمناقشات الأدبية العالية
 
لأخي الحبيب وصديقي العزيز الدكتور عبدالعزيز بن حميد الجهني بحث قيم بعنوان (إعراب أسماء الله وصفاته وما يتعلق بذاته عز وجل: ضوابط وآداب) قدمه لأحد المؤتمرات العلمية، وأطلعني عليه فاستفدت منه كثيراً، ولعله ينشره في الملتقى قريباً بعد مراجعته، وأرجو أن يكون فيه تأصيل لهذه المسألة، وإضافة قيمة لهذا النقاش المفيد الدائر هنا .
 
عودة
أعلى