وقفات مع بعض سلبيات المؤتمرات العلمية

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,301
مستوى التفاعل
116
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png

كثيرٌ من الباحثين يَحرصون على حضور المؤتَمرات العلمية والمشاركة فيها بالبحوث أو التعقيبات أو غير ذلك من صور المشاركة وهذا أمرٌ حسنٌ؛ لما فيه من صقل التجارب العلمية، ومعرفة ما لدى الآخرين حول العالم من العلم والفهم والجديد، والتعرف على طبائع الناس والبلدان، وغير ذلك من الفوائد التي تحصل في تلك المؤتمرات إذا أُعطِيت حقَّها من الرعاية والصيانة من جميع أطراف المؤتمر. والجامعات تشجع منسوبيها على حضور مثل هذه المؤتمرات، وتساعدهم في دفع رسوم الحضور والمشاركة وفق أنظمة مقررة في لوائح الجامعات.
وقد يَسَّرَ الله لي الحضورَ والمشاركة في بعض المؤتَمرات العلميَّة، وانتفعت كثيراً بحضور تلك المؤتمرات العلمية في الجانب المعرفي وفي جانب الخبرات واكتساب التجارب، واللقاء بالباحثين والعلماء من أنحاء العالم ، وهذه مكاسب لا يُمكنُ التقليل من أهميتها .
غير أنه لفت نظري في تلك المؤتمرات تكرار بعض السلبيات التي أرجو أن يسعى الباحثون والمنظمون للمؤتمرات العلمية لتلافيها، ومحاولة الارتقاء بالمؤتَمرات العلمية في كل جوانبها، وبهذا تؤتي هذه المؤتمراتُ ثِمارها حقاً، ولا سيما أنه يُنفق على هذه المؤتَمرات مبالغُ ماليةٌ كبيرة، جديرٌ بالعقلاء أن يستثمروها أحسن استثمار .
وقد أحببت في هذا المقال فتح باب النقاش حول بعض السلبيات التي تقع في المؤتمرات سعياً لتلافيها، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، ولا سيما مع كثرة المؤتمرات، وتكررها في أنحاء العالم اليوم، وحرص دول العالم على هذه المؤتمرات كتعبير عن التواصل الحضاري، وتحسين صورة الدول أو الجامعات أمام بعضها، ونحو ذلك من الدوافع التي قد يكون لها جوانب سياسية أحياناً ينبغي على العلماء والباحثين توظيفها التوظيف الأمثل، بل أصبحت الجامعات تتنافس في تنظيم المؤتمرات وتوسيع نطاق الدعوة إليها، والمشاركة فيها .

فمن تلك السلبيات :
يُمكنني تقسيم هذه السلبيات إلى قسمين :
أولاً : السلبيات العلميَّة :
1- سِعَةُ عنوان المؤتَمر : الأصل في المؤتمرات العلمية أن تكون متخصصةً في نقطة محددة يركز عليها الباحثون المؤتمرون للخروج بنتيجة علمية مفيدة تضيف للبحث العلمي جديداً، وتتلاقى عقول الباحثين على بحثها وخدمتها في هذه المدة القصيرة المحددة، ولذلك لا يناسب للمؤتمرات طرح الموضوعات الواسعة التي تستوعب كلَّ شيء، ثم تَخرجُ بدون نتيجة علميَّة، ولذلك ينبغي على المنظمين للمؤتمرات مراعاة هذه النقطة مُبكراً باختيار موضوعاتٍ مركزة دقيقة يقدم الباحثون فيها خلاصةً علميةً تضيف جديداً للبحث العلمي، وتكون منطلقاً لمؤتمرات أخرى تبني المعرفة، وتدفع للمزيد من التحقيق العلمي.

2- ضعف الإعداد للبحوث. حيث تقدم بحوث ضعيفة من حيث المستوى العلمي، وتوافق عليها اللجان المنظمة للمؤتمر بِحُجج كثيرةٍ، كأن تكون البحوث المقدمة قليلة، ونحو ذلك من الأعذار التي قد تكون سائغةً في حينها، غير أَنَّها عند التأمل في المآلات غير مقبولة، وينبغي لها ألا تكون كذلك؛ حيث إن في هذا صيانة للعلم والمعرفة، والاعتذار عن تنظيم المؤتمر، أو الاقتصار على عدد محدود من البحوث أولى من السماح بأوراقٍ علميةٍ وبحوث هزيلةٍ لا تضيف جديداً، إلا مجرد تصفيف الكلام، والثرثرة ، واجترار المعلومات بسلبياتها وأخطائها، وقد رأيتُ بعض المنظمين للمؤتمرات لغلبة الضعف على البحوث المقدمة والمعروضة يعرضون عن طباعة ونشر البحوث فيما بعد خشيةً من النقد عند نشرها لظهور ضعفها أمام القارئ الناقد.

3- فما رعوها حق رعايتها : من السلبيات عدم إعطاء الموضوعات حقها من البحث، وذلك أن بعض الأفكار التي تُطرح في المؤتَمرات جيدة من حيثُ كونِها فكرة، غير أنَّ الباحثَ لا يُعطيها حقَّها من الرعايةِ والبحث، فيسلق البحث سلقاً، ويتجاوز معاقد كثيرة في البحث كان الأولى به التوقف عندها وإرضاء البحث العلمي في معالجتها، وعدم الاستعجال في ذلك. ويُمكن الإفادة من مثل هذه البحوث والأوراق فيما بعد بالبناء عليها، والانطلاق منها لتجويد البحث، وتأصيل الموضوع، ولذلك أنصح الباحثين بقراءة بحوث المؤتمرات العلمية، والبحث عن أمثال هذه البحوث التي طرحت موضوعات قيمة، وأخرجتها إخراجاً ضعيفاً وإعادة بناء البحث وتقديمه بشكلٍ جيد.

4- المُجاملات العلميَّة . المُجاملة إذا دخلت ميدانَ البحث العلمي أفسدته، ولا نُنكر أنَّ واقع عددٍ لا بأس به من البُحوث تدخلهُ المُجاملات، وتؤثر تأثيراً سلبياً على مجرياته ونتائجه، وخاصةً البحوث المتعلقة ببعض الشخصيات العلمية التي يدور المؤتَمر حولها، سواءً كانت شخصياتٍ تأريخيةٍ أو سياسية أو من الشخصيات المعاصرة، فيقع الباحثون بطريقةٍ أو بأخرى في كيلِ المديح للشخصيات المُحتفل بِها دون مراعاةٍ للجانبِ العلميِّ الموضوعي في ذلك، وقد أشار الدكتور عبدالرحمن بدوي في كتابه (سيرة حياتي) إلى هذا الصنف فقال :(وثَمَّ صنفٌ آخر مِمَّن يَحضرون المؤتَمرات يتوهَّمون إذا كان المؤتمر يتعلق بذكرى شخص، أنَّ مهمةَ أعضاء المؤتمر أن يكيلوا المديح الزائف، والمبالغات الرخيصة في تَمجيده، والإشادة بأعماله، بالحق وبالباطل، حتى إذا سَمعوا مَنْ يُقوِّم أعمالَ المُحتَفل بذكراه بالعدل وبالمعيار الصحيح مِمَّا يترتب عليه كثيراً أن ينالوه بالنقد والتقليل من منزلته - غضبوا وتأففوا وكأَنَّ الاحتفالَ بالذكرى هو تأبينٌ لأقاربِهم الموتى في المأتم التالي لدفنه !)[سيرة حياتي2/259]

5- عدمُ تعلُّق البحث بالمؤتَمر : تقدم أوراق عمل في بعض المؤتمرات لا علاقة لها بالمِحور الذي قُدِّمت فيه ولا بالمؤتمر نفسه، وهذا من أغرب الغرائب، حيث إنه إن أقدم الباحث على تقديم مثل هذه البحوث فأين لجان التحكيم والفحص عنها ؟ وأذكر مرةً أنني انتظرتُ أن أجد علاقة للبحث المقدم بالمؤتمر أو بالمحور، ورجعتُ للأوراق بين يدي لأجد علاقة، فلم أجد أي صلة للبحث بالمؤتمر، فلمَّا بحثت الأمرَ وجدت أن المنظمين للمؤتمر خجلوا من مقدم الورقة عندما طلب منهم المشاركة، فلم يستطيعوا رفض طلبه، ولما تقدم بالبحث تفاجأوا بأنه لا علاقة له بالمؤتمر ! وهذا يدخل في باب المجاملة قبله، ولكن لرؤية عدد من الحالات أفردته بالذكر .

6- تَمرير بعض البحوث المسروقة : يتجرأ بعضُ الباحثين من ضعيفي الإيمان والأمانة بتقديم بُحوثٍ علميَّة مسروقةٍ للمؤتَمرات، فبعض اللجانِ التي تقوم بتحكيم البحوث وفَحصها تنتبه لمثل هذا وتستبعدُ البحثَ من المشاركة مبكراً، وبعض اللجان أو الفاحصين لا ينتبه لذلك ويوافق على البحث، ثُمَّ بعد أن يُلقيه الباحثُ أمام الناس يكتشف السرقةَ أحدُ الحضورِ أو القراءُ فيما بعدُ، وفي هذا إشكاليةٌ كبيرة على البحث العلمي وعلى المؤتَمراتٍ بصفة خاصة، لضيقِ الوقت المتاح للتحكيم والتحقق من عدم سرقة البحث المقدم للمشاركة، وهذا يقتضي التنبه الشديد للبحوث المُقدَّمة للمؤتَمرات، والعناية بفحصها.
وهناك بعض الباحثين يقومُ بِما يُشبه السرقة، وهو استغفال المنظمين بحيث يقدم بَحثاً واحداً مكرراً لكل مؤتَمر، ويعدل فيه بِما يتلائم مع العنوان المخصص للمؤتَمر، والمضمون نفسه لا يتغير إلا تغيراً طفيفاً لا يستحق أن يعتبر معه بحثاً مختلفاً عن الأول، وأذكر أنني كنتُ أفحص بحثاً مقدماً لأحد المؤتَمرات، فلما قرأتُ البحث تذكرتُ أنني قد قرأتُ هذا الكلام من قبل، وبعد بَحثٍ سريعٍ لمظانه وجدته قد قُدِّمَ هذا البحث بعنوانٍ مُختلفٍ قليلاً لمؤتَمرٍ آخر ليس ببعيد، فكتبت في التقرير : هذا البحث سبق للباحث المشاركة به في المؤتمر الفلاني، وأرفقتُ صورةً من البحث مع التقرير، فأخبرني المنظمون للمؤتمر بعد ذلك أنَّ الباحث اعترض على ذلك، وقال: ولكن العنوان مختلف والميدان مختلف، فما المانع من تقديم البحث مرة أخرى ! وبعض الباحثين يحرص على المشاركة لأسباب غير علميَّة كالنزهة، أو زيارة الأقارب، ويكون المؤتمر على هامش الزيارة، وبعضهم إذا رأى المؤتمر في السعودية حرص على المشاركة ببحث ضعيف مع الإصرار والمتابعة لأجل الظفر بالعمرة والزيارة، ونحن نسأل الله لهم القبول، ولكن البحث العلمي الضعيف لا يجبره الدم ولا العمرة ولا الزيارة .

7- ضعف العرض : يحتاج عرض البحوث في المؤتمرات إلى عددٍ من المهارات التي ينبغي على الباحث تعلُّمَها والتدرُّب عليها، وإعطاءها حقها من العناية والاهتمام، وقد كنتُ حضرتُ دورةً قيمةً في مهارات عرض البحوث في المؤتَمرات أَلقت الضوءَ على عددٍ كبيرٍ من هذه المهارات.(1) وللأسف أن عدداً كبيراً من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية والشرعية خصوصاً يفتقرون إلى تعلُّم هذه المهارات، والعنايةِ بِها، فتجدهُ يعرضُ بَحثَهُ بطريقة مُخلَّةٍ لا تُحقق الفائدة المرجوَّة من البحث، ولا تجذب الحضور للمتابعة، ولا تدفعهم للمشاركة الإيجابية مع الباحث، ويترقبون انتهاء الباحث من عرضه. وهذا مما ينبغي العناية به، وقد جعلت هذا تحت السلبيات العلمية لأَنَّها من النَّقص العلميِّ والمهاري في شخصية الباحثِ المتخصص، وينبغي عليه تلافيها بالقراءة والتدرب على المهارات التي يحتاجها في الإلقاء والعرض، والكيفية المناسبة للإقناع بما يقدمه من مادة علمية ، ولا أريد التفصيل في عيوب العرض للتفصيل فيها في الورقة التي أشرتُ إليها.

8- الأسلوب الخطابي : المؤتمرات العلمية يغلب عليها التخصص والبحث الأكاديمي، وينبغي الالتزام فيها بالمنهج العلمي في البحث، غير أن بعض الباحثين يتخلى عن هذا المنهج في بحثه، ويستبدل ذلك بخطبةٍ عصماءَ يُلقيها على الحضور، وينتهي الوقتُ وهو لا يزالُ عند قوله :(كما لا يفوتني أنْ أتقدَّم بالشكر الجزيل للمنظمين ..) إلا ومدير الجلسة ينبهه : بقي دقيقة فقط ! فيبادر بالقول : وكنتُ أحبُّ أن أعرض البحثَ وبعض النتائج المهمة التي توصلتُ إليها لولا ضيق الوقت المتاح، وحرصاً على وقتكم فسأتوقف وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد! فلا تَملكُ إلا أن تكتم غيظك، وعندما ترجعُ إلى بحثه المطبوع - إِن طُبعت البحوثُ - وجدته لا يختلف عن الخطبة التي ألقاها بين يدي الحضور، والأغرب أنَّ بعض هؤلاء الخطباء يظنُّ أنَّه قدَّم شيئاً مفيداً عندما يرى تأثر الحضور بالخطبة وبعضهم قد يشكره مجاملةً، ولا تدري على هو عَبيطٌ أم يَستعَبِط كما يقول أهل مصر.

ثانياً : سلبيات التنظيم :
1 - ضيق الوقت : من أبرز سلبيات المؤتَمرات العلمية التي حضرتُها ضيق الوقت، ويظهر ضيق الوقت في جوانب :
- في الوقت المتاح للكتابة : فلا يبلغ خبر المؤتمر للباحثين إلا بعد أن يكون قد اقترب وقت إغلاق باب قبول البحوث المشاركة، أو بعده أحياناً، وهذا خلل تنظيمي كان ينبغي على المنظمين تفاديه بإرسال الدعوات مبكراً، والإعلان عن المؤتمر بشكل واسع في مظان وجود الباحثين المستهدفين بالمشاركة .
- في الوقت المتاح لعرض البحث : من السلبيات ضيق الوقت المتاح للمؤتمر وجلساته، وضيقه عن استيعاب التعقيبات والنقاشات والحوارات التي تُعَدُّ هي الثمرة المهمة في المؤتمرات العلمية، حيث إِنَّها الفرصةُ النَّادرة لالتقاء الباحثين ونقاشهم، ويتمُّ الاستعجالُ فيها بطريقةٍ مُبتسرةٍ مُخلَّةٍ تُفقدُ المؤتَمرَ فائدتَه أو زُبدتَها، وأحياناً يُعطى التعقيبُ لأشخاصٍ لا يُضيفونَ جديداً، إلا مُجرَّد أن يقول (أخوكم فلان بن فلان من الجهة الفلانية) ثم يعقِّبُ تعقيباً بارداً لا جديدَ فيه، وأعرفُ مِن هذا الصنف من يُداخل في كل موضوع، ويُكرِّرُ نفس التعقيبات غالباً، سواء كان المؤتمر في تخصصه أو في غير تخصصه، فهو يُعقِّبُ لِمُجرَّد التعقيب، وبعضهم تراه يكتب التعقيبات على الباحثين قبل أن تبدأ الجلسة وهو لم يطلع على البحوث! أما الذي قرأ البحوث مبكراً ودوَّن ملحوظاته فهذا رائع جداً ونادرٌ كذلك .
ولذلك فإنني أقترح على المنظمين للمؤتمرات دوماً مراعاة هذا الجانب، وإتاحة وقت واسع للمداخلات والتعقيبات، والإقلال من البحوث في الجلسات ليكون للمداخلات حقها ونفعها، ولا يتم ذلك إلا بإرسال البحوث مبكراً للباحثين الراغبين في الحضور، واشتراط التعقيبات المجهزة مسبقاً ولو كان تعقيباً أو تعقيبين على الأقل لتؤتي هذه الأوراق ثَمرتَها ، كما يجب وضع جدول المؤتمر وتوزيعه بعناية ،بحيث يكون فيه وقت أوسع للحوارات والأسئلة، ووقت للراحة، ولا يكون فيه ما يرهق الحضور، ويدفع ببعضهم إلى نومٍ عميقٍ في أحيانٍ كثيرة .

2- سوء تنظيم الاستقبال والمواصلات والسكن : وهذه تنغص على الباحثين المشاركين مشاركتهم، فلا يطمئن لكل هذه الأمور المهمة، ويؤثر ذلك سلباً على حضوره ومشاركته الفاعلة في المؤتمر لانشغاله بالسكن والتنقلات والحجوزات وغيرها، مما كان ينبغي على اللجنة المنظمة للمؤتمر أن تقوم به نيابةً عنه، وهذه تحتاج إلى إعداد وتجهيز مبكر، وتبقى بعض المفاجآت السهلة تُحلُّ في حينها بسرعة، أما أن يبقى كل شيء إلى اللحظات الأخيرة فهذا يربك المؤتمر، ويفقده فائدته، ويعطي عن الجهة المنظمة انطباعاً سيئاً لدى المشاركين فلا يكررون المشاركة .

3- إقامة المؤتمر بعيداً عن مقر الإقامة : تقام بعض المؤتمرات في مقر بعيد عن مقر إقامة المشاركين، فيذهب الوقتُ والجهدُ في التنقل من وإلى المؤتمر، ويَحصلُ بسبب ذلك تأخرٌ عن بدء الجلسات بسببِ الزحام، وعدم خروجِ بعض الباحثين مبكراً مع الجميع ونحو ذلك، وحل هذه المشكلة يكون بإقامة المؤتمرِ في مقر الإقامة نفسه، وعادةً يكون ذلك في فندق يستوعب كلَّ ذلك، ففيه قاعات للمحاضرات، ومطعم، وسكن (ثلاثة في واحد!) فيكون أمر الحضور والمشاركة سهلةً ميسرة، ويتخلص تماماً من مشكلات التنقل، ومن فاته شيء لنوم أو نحوه يدرك بسهولة. ويعتذر بعض المنظمين بأنهم حرصوا على تنظيم المؤتمر في الجامعة ليحضر الطلاب جلسات المؤتمر وهذا عذرٌ مقبول حقاً فالطلاب يهمنا حضورهم في المؤتمرات لما يجدونه من الفائدة، غير أنه يبقى الجمعُ بين حضور الطلاب ونحوهم من المعنيين بموضوع المؤتمر وبين راحة المشاركين وقرب سكنهم أفضل لو تيسر ذلك، وإلا فالترجيحُ يبقى للمنظمين للمؤتمر .

4- عدم تهيئة المقر الجيد لعرض البحوث : وهذه من أسوأ ما رأيتُ في بعض المؤتمرات، فيكون المكانُ المهيأ لإلقاء البحوث غيرَ مناسب، والصوتُ غيرَ واضح، وجهازُ عرض البحوث (Projecter) لا يعمل بشكلٍ جيد ولا مقبول، أو غَير متصل بجهازِ عرض واضح ومناسب، ويقعُ الخلل فيه عشرين مرة، ولا يوجدُ تقني يساعد الباحث في عرض بَحثه، فتجدُ الباحث عند رغبته في عرض بحثه في حيص بيص، والحضور يترقبون المشهد بأسى، والوقت يَمضي ! وأذكر أنه قد اعتذر أحد مديري الجلسات مرة بسبب ضعف الصوت، وعدم وجود جهاز للعرض، ثم طلب من الباحث أن يتفضل بتقديم بحثه، وكان الباحث معتمداً على العرض فقط وليس بين يديه خطة بديلة ولا أوراق لبحثه ولا يحفظ نقاط بحثه الأساسية - وهذا خطأ كبير - فأُسقِط في يده، وقال : كيف أقدِّم البحث ؟! واضطر للاعتذار عن تقديم بحثه، وكان ما كان مما لستُ أذكره، فاضطرَّ مدير الجلسة أن يعلق قليلاً على الموقفِ بِما حاول به تخفيف الحرج ، ولكن هيهات، فالناس لا تغفرُ مثل هذا التقصير لأَنَّه غير مبرر، وتفاديه كان سهلاً في وقت مبكر، والوقت معروف منذ شهور فلم يأت فجأة .

5- المدير الثرثار : يحرص المنظمون للمؤتَمرات على اختيار مدراء الجلسات عادة من ذوي الشأن في المجتمع؛ رغبة في إضفاء شيء من القيمة للمؤتمر، ومعظمهم يحسنون إدارة الجلسات، ولكن فئة منهم يتخذون إدارة الحوار فرصةً للحديث والتعليق الطويل والثرثرة غير المقبولة وسرد بعض الذكريات؛ حيث إن دور المدير في الجلسات هو إدارة الحوار لا تقديم البحوث، فينبغي على مدير الجلسة أن يعرف حدود مهمته في الجلسة، وأن يكتب تعريفاً مركزاً بالباحثين مبكراً، وأن يحسن التقاط النقاط الرئيسية في كل بحث للتذكير بها بعد البحث في أقل من دقيقة ومن ثم نقل الحوار للذي يليه، ثم حسن إدارة الحوار التالي للجلسة والحزم في كل ذلك بلطف .

6- التوصيات المعلَّقة : تظهر ثَمرة المؤتمرات العلمية في التوصيات التي يَخرج بها المؤتَمر، والتي تعتبر خلاصةَ الأبحاثِ المقدمة، وعندما تستعرض توصيات المؤتمرات تفرح لمثل هذه التوصيات، وتقول : ماذا لو طبقت هذه التوصيات حقاً ؟ ولكن المشكلة أن هذه التوصيات تبقى حبيسة الأوراق، ولا تجد من يتبنى تفعيلها إلا ما ندر، ولذلك تعتبر المؤتمرات الناجحة حقاً هي المؤتمرات التي تتابع تنفيذ توصياتها بشكل جدي، وتسعى حتى تحقق أو يحقق معظمها ، ونادراً ما يتم تشكيل لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر، وهذه فكرة لا بد من تفعيلها في كل مؤتمر يراد له النجاح .

تَجارب وذكريات المؤتَمرات وأصناف الحضور :
د. عبدالرحمن بدوي وأصناف الحضور للمؤتمرات
يُعَدُّ الباحث الراحلُ الدكتور عبدالرحمن بدوي من الباحثين الذين حضروا عدداً كبيراً من المؤتمرات العلمية في طول العالم وعرضه، وقد ذكر في كتابه (سيرة حياتي)(2) خلاصةَ تَجربته في حضور مثل هذه المؤتمرات في العالم العربي وفي أوربا وأمريكا وغيرها من مؤتمرات المستشرقين. فقال في ذكرياته حول مؤتَمرٍ عقد في طهران عام 1393هـ ، وكان موضوعه حول العالم (أبي الريحان البيروني)، وقد ألقى بحثاً في عصر اليوم الأول للافتتاح باللغة الفرنسية عنوانه :(البيروني والفلسفة اليونانية) وخلاصة بحثه أنَّهُ ( وإن كان البيروني واسع الاطلاع على الفلسفة اليونانية وأورد نصوصاً عديدةً مما تُرجم إلى العربية في القرنين الثالث والرابع فإنَّ الخوض في المعقولات لم يكن من شأنه كما قيل عنه، لأنه كان رجلَ علمٍ وضعيٍّ وليس فيلسوفاً نظرياً) وقد أغضبت هذه النتيجة العلمية من أقام بحثه على خلافها من الباحثين ، وقد حكى بدوي ما دار بينه وبين هؤلاء الباحثين فقال : (ولما كان فرانتس روزنتال ولوي جارديه قد أعدَّا بحثيهما على زعم أن البيروني (فيلسوف) فقد أفسدتُ عليهما خطتهما، واضطر الثاني إلى تعديل بحثه، كما جاءني الأول ساخطاً غاضباً وهو يقول : لقد أفسدتَ عليَّ بحثي! فقلت له : أنا أدليت بالحجج الدامغة من نصوص البيروني نفسه، فإن كان لديك ما ينقضها فأورده، ولم يستطع جواباً، وألقى بعد ذلك بحثاً قصيراً تافهاً مبتذلاً) .
ثم قال بدوي ملخصاً تجربته في أصناف الحاضرين لهذه المؤتمرات :
(وقد لاحظتُ بوجهٍ عام أن الغالبية العظمى مِمَّن يحضرون هذه المؤتَمرات العلمية لا يستعدون لها أيَّ استعداد. ولهذا يكتفون بتحضير خطبٍ منبريَّةٍ تافهةٍ لا تكشف عن أي جهد لا في التحصيل ولا في التفكير، ويحسبون أن الحضور هو مجرد (سد خانات) حتى لا يتهموا بالتطفل واستغلال المرحلة للترفيه والوجاهة.
الطفيليون
وهناك طائفة من الطفيلين المدمنين لحضور المؤتمرات أياً كان موضوعها حتى لو كانوا يسمعون باسم المُحتَفَلِ به لأول مرة في عمرهم(3)، ومع ذلك يتوسلون ويتضرعون بكل الوسائل - وبأخسها غالباً - لاستجداء الدعوة لحضور المؤتمر من القائمين على تنظيمه، ولا يتورعون عن إلقاء (كلمة) هزيلة سخيفة عامة يمكن إلقاؤها في أي اجتماع مهما كان موضوعه . وكان من هذا الصنف في مؤتمر البيروني هذا اثنان أو ثلاثة سيعرفون أنفسهم فوراً حين يقرأون هذا الكلام، مهما غشى عدم الحياء على عيونهم ونفوسهم !!
....
ومنهم صنفٌ يَغُطُّ في نومهِ طوال إلقاء البحث، ثُمَّ يُفيق على ما يتلوه من تصفيقٍ تقليديٍّ، ولا يتورع عن إبداء ملاحظةٍ أو أكثر على بحثٍ لم يسمع منه كلمةً واحدةً ! وهو طبعاً يقول كلاماً لا معنى له ولا صلة له بالبحث!
وقد يستظرفُ بعضُهم نفسَهُ - مع إِنَّ ظِلَّه أثقل من جبل الهملايا - فيتخذ من الوقت المخصص للتعليقات فرصةً لقول نكتةٍ باردةٍ مَمجوجةٍ لا يضحك منها أحدٌ غيرَ نفسهِ، ويكون هذا هو كل ما يُسهم به في هذا المؤتمر الذي أَنْفَقَ عليه من أجله المنظمون له نفقاتٍ باهضةً !
وهذه الأصناف الأربعة قد تمثلت بكل جلاء في مؤتمر البيروني هذا، كما تمثلت في مؤتمر الفلسفة الإسلامية الذي انعقد في جامعة هارفرد (كمبردج - مساشوستس) وجامعة كولومبيا (نيويورك) ، وفي مؤتمر ابن رشد في سبتمبر سنة 1976 في الكوليج دي فرانس باريس، وفي مؤتمر تاريخ العلوم في باريس في أغسطس سنة 1968 وفي كل مؤتمرات المستشرقين التي حضرتها وما أكثرها ! لكن بدرجة أقل ظهوراً لكثرة عدد المشتركين) .
من حضر المؤتمر فليأكل بالمعروف ..
هناك فئة من الحضور يحضر من أجل الطعام، والبوفيهات المفتوحة في المؤتمرات، فيحضر المؤتمر وعينه على الساعة، وقد ذهب وعاد من المطعم عدة مرات ليهيأ له مكاناً مناسباً، ويسأل كثيراً عن موعد الغداء أو العشاء، وقد رأيتُ مواقف طريفة لو رويتها لكم لخرجتُ عن الموضوع . وقد أعجبني تصوير الدكتور عبدالرحمن بدوي في تصويره لبعض هؤلاء الحضور في مؤتمر البيروني في طهران فقال :(وكان بين المشاركين في مؤتمر البيروني هذا اثنان من رجال الدين المجوس كانا يلبسان جلبابين أبيضين، وعلى رأس كليهما عمامةٌ بيضاء وكانا لا يُكلِّمان أحداً، بل يَجلسان معاً ويتكلمان معاً، ولم يكن أيُّ واحدٍ منهما يعرف غيرَ اللغة الفارسية. ولم ينطقا طوال المؤتمر بكلمة واحدة لا في الأبحاث ولا في التعليقات، أمَّا حين تناول الطعام فقد كانا شديدي التلهف على الأكل ينقضَّان على أطيب ما يُقدَّمُ على الموائد دون أي احتجاز أو استحياء ! ولهذا كان الأعضاء يتجنبون الجلوس معهما إلى نفس المائدة، لأنهما لن يبقيا من الطعام لغيرهما شيئاً يذكر !) ينظر : سيرة حياتي 2/258-260
وأذكر بعض هؤلاء تراه في الجلسات ناعساً سرحاناً حزيناً، فإذا حضر الطعامُ تَهللت أسارير وجهه، وأخذ يبادل الآخرين الابتسامات، ولسان حاله يقول : هذه أفضل فقراتِ المؤتَمر وأمتعها !

الخرَّاجُ الولاج ..
وبعض الحضور تراه يدخل ويخرج أثناء الجلسات فلا يقر له قرار، مرةً يذهب للمكالمة، وأخرى لشرب الشاي، وثالثة لدورة المياه، ورابعة لاستقبال صديق جاء يسلم عليه لم يره منذ عشر سنوات، والبحث يقدم تلو البحث وصاحبنا في عالم آخر، وسألتُ أحد الأصدقاء يوماً عن سبب عدم جلوسه للاستماع - ولو مجاملةً - فقال : أنا أعمل بقوله تعالى :(((فاقرأَوا ما تَيَسَّرَ منهُ))) ! فضحكتُ وسكتُّ ، وقد يكون لضعف عرض الباحثين دور في هذا التسرب أثناء الجلسات، ولكنَّ الذي أحبه لنفسي ولغيري الالتزام بالحضور، والإصغاء للباحثين، والمشاركة في إنجاح الجلسات بإبداء الآراء والتعقيبات المركزة النافعة حتى يكون هناك مشاركة إيجابية في المؤتمر.

الهاتف الجوال مُعكِّر صفوِ الجلسات ..
أصبح الهاتف المحمول الجوال مشكلةً في جلسات المؤتمرات، ينشغل به الكثير من الحضور عن الإنصات والهدوء النفسي أثناء الجلسات، فتجد نغمات الجوال تفسد بكثرتها وتنوعها أجواء الجلسة، ويشوش على الصوت في المنصات، وتجد بعض الحضور يجيب على الهاتف بصوت مرتفع وربما نسي بعضهم نفسه أثناء الحديث فأخذ راحته واسترسل في الحديث والضحك ، والناس في ذهول واستغراب، وبعضهم يشغله الهاتف بقراءة الرسائل وكتابتها، وبعضهم - وهذا من ألطف ما رأيتُ - يفتح لعبةً إلكترونية في الهاتف، ويتسلى بها ريثما تنتهي الجلسة ، وكم تَمنَّيت أن تُمنع الهواتفُ المَحمولةُ من الدخول لقاعة المؤتَمرِ، ولكن هذا التصرف سيبدو غير لائق لو تَمَّ عمله، وقد رأيتُ بعضهم من الفضلاء لا شُغلَ له إلا الهاتف طيلة الجلسات، فقلتُ في نفسي:ليته استراح في بيته. ثم عرفتُ فيما بعدُ أنَّ كثيراً من الحضور يَحضرُ من أجل الحضور نفسه والحصول على شهادة حضورٍ في نِهاية المؤتمر، والتقاطِ صورةٍ تذكاريَّةٍ، يضعها في سيرته الذاتية، وربَّما تفيده في الترقية العلميَّة .

بعض صور الصبر ..
حضرت يوماً مؤتمراً طبياً في أوربا فرأيتُ من الانضباط في الحضور ما أذهلني حينها، فقلتُ لدكتور طبيب كان معي : لقد ذهلتُ من حضور هؤلاء وانضباطهم في الحضور أثناء الجلسات. فقال : لقد حضرت مؤتمرات كثيرة في أمريكا وغيرها ورأيتُ ما هو أعجب من ذلك، ورأيتُ يوماً في مؤتمر طبي بروفسوراً في السبعين من عمره لا يفوت أي جلسة في المؤتمر، ويحرص على الحضور في أول الجلسة ولا يغادر إلا بعد الانتهاء تَماماً، وتبين لي فيما بعدُ أنه أحد الحاصلين على جائزة نوبل في فرع من فروع الطب، ورأيتُ آخر لا يترك أي جلسة فلما سألتُ عنه قيل لي إنه عميد كلية في جامعة هارفرد ولا تكاد تميزه عن غيره من الحضور لتواضعه وجديته في الحضور والمواظبة، وهو في منصب علمي رفيع ، ودار حديث طويل حول هذه الصور ، والصور المؤسفة التي تحدث في مؤتمراتنا من التسرب والتسلل من هنا وهناك .

ويبقى الحديث حول هذه المؤتمرات، وسبل تطويرها حديثاً مفتوحاً ذا شجون، والذكريات فيه كثيرة أرجو أن يكون هذا الموضوع مفتاحاً للأساتذة والزملاء أصحاب التجارب الواسعة في حُضور المؤتَمرات ليعرضوا لنا تجاربَهم، وتوصياتِهم لتجنب السلبيات، وتعزيز الإيجابيات حتى نحررها في ملف متكاملٍ لتكونَ الاستفادة منها في خدمة القرآن وعلومه وبُحوثه خصوصاً على أكمل وجه، وأمثل صفةٍ، ولا سيما أن المؤتمرات تزيد ولا تنقص. والله الموفق .



الرياض في 2/8/1431هـ










ـــ الحواشي ـــ
(1) قمتُ بإعادة تحرير ملف هذه الدورة والإضافة عليه لعرضه في ملتقى المؤتمرات والندوات قريباً بإذن الله حتى يُفيد منه المتخصصون في الدراسات القرآنية خصوصاً، وبقية التخصصات الشرعية عموماً.
(2) نشرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر في جزئين .
(3) غالب المؤتمرات الفلسفية والتاريخية تدور حول شخصيات فلسفية مؤثرة في التخصص، ولذلك مثل بها هنا.
 
تنبيهات حسنة دقيقة..

ويضاف عليها :

التكرار والاجترار مع رعاية ما يحصل به الاغترار من الأبواب والفصول والمباحث والمطالب وعلامات التنصيص وسرد المراجع ،فيفرح بعض الحضور ويظن أن البحث على شيء لما رأى شروط البحث العلمي مكتملة فيظن أن الباحث صنع شيئاً بينما الباحث تذاكى وبنى سوراً جيداً ليظن المارون أن خلف السور قصراً مشيداً..
ومما يُغفل عنه :
أن بعضاً مما يقال فيه : ((غير أنَّ الباحثَ لا يُعطيها حقَّها من الرعايةِ والبحث، فيسلق البحث سلقاً، ويتجاوز معاقد كثيرة في البحث كان الأولى به التوقف عندها وإرضاء البحث العلمي في معالجتها، وعدم الاستعجال في ذلك))= هو شيء أخطأ هذا الواصف في وصفه وإنما هو فكرة حسنة وفتحُ باب للنظر والتأمل،وعرض ما لا يمكن أن يُبلغ به شرط الواصف إلا في سنين،فيأنف الباحث أن يترك فكرته تموت بين جنبيه فيطلب عرضها كي يقدح الناس حولها زنادهم،ووالله إن كثيراً بل أكثر إبداعات السلف ومحققي العلماء إنما يجمعها قول فصل وعبارة محكمة لكنها أحسن من جامعة علمية تصدر رسائل عدة،وبعض ما يُظن قصوره عن البحث المستوفي هو كلام كثير البركة لو طلب سامعه ما تحته من المعاني وتتبع ما وراءه من الإشارات..

والله الهادي إلى سواء السبيل..
 
اقتراح قبل أن أنساه :
أقترح على أخي العزيز د. إبراهيم الحميضي مدير هذا القسم أن يتبنى بطريقته تطوير هذه المشاركة بعد تعقيبات الزملاء الفضلاء، وخبراء المؤتَمرات، وتخرج في كتيب صغير إلكتروني باسم ملتقى المؤتمرات والندوات القرآنية، يكون على هيئة نقاط (السلبية - الحلول المقترحة) ويتم إرساله للمعنيين بتنظيم المؤتمرات لتلافي هذه السلبيات مبكراً، وتطوير تنظيمها بقدر الاستطاعة .
 
مقال شيق يعبر عن شخصية كاتبه
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
رصانة في الطرح ودقة في التصوير وروح مرحة وخفة ظل
وفقك الله يا دكتور عبد الرحمن​
 
رائع يا دكتور عبد الرحمن
كم أنت مبدع في النقد
تعجبني شخصيتك التي تكره البهرجة وتحرص على العمل البناء القويم
 
بارك الله فيك أخي عبدالرحمن فقد قدَّمتَ نقداً وافياً مؤصلاً، وقد تفضلتَ وطلبت مني الإضافةَ وأنا مِمَّن تأخذُ الكتابةُ منه وقتاً طويلاً، وأشدُّ ما يؤلمني أَنِّي بعد أن أُمضي ذلك الوقتَ في الكتابة وأَهُمُّ بإرساله لا أجدهُ، ولم يتم حفظُ نسخةٍ منه فيكونُ لذلك وقعهُ الذي يَحملني على الخروج من الملتقى احتجاجاً على الذات لا عليكم .
أمَّا ما ذكرتم عن المؤتَمرات فهو ذو شجون، وأغبطكم على صراحتِكم في موقفٍ حرجٍ، فالكتابة عن المؤتمرات والمناقشات العلمية للرسائل إِنْ لَمَّحتَ فيه لحالةٍ معينةٍ عرف صاحبُها أو قد يعرف هو نفسَه، وقلَّ أن تَجدَ مَن يتقبَّلُ منا النقدَ بصدرٍ رحبٍ.
وكم تركنا من معارضةٍ خشيةَ أن نَحملَ صاحبَنا على العنادِ، وقد حدث لي يوماً أن أَبديتُ بِهدوءٍ وجهةَ نظري لأحد المناقشين مع الثناء عليه وعلى وجهة نظره، وإذا به ينتفضُ ويرتعدُ ويُصِرُّ إصراراً ! وحين أَيَّدني المناقشُ الآخر احتدَّ على الباحثِ المسكين، وفي الخلوةِ قال لي: سامحك الله، لو لم تناقشني لتجاوزتُ عن الملحوظةِ . قلتُ : وماذا في النقاش ؟ فلم يردّ !
قلتُ : هذا في نقاشٍ مخُتصرٍ، فكيف بما في المؤتَمر أو الملتقى؟ وماذكرتَ عن د. بدوي ورزنتال مثالٌ صادقٌ على ذلك .

أما عن المؤتمرات فقد توجستُ أَن أكثرَ ما ذكرتَ يتَّجهُ إلى جهةٍ تُعتبرُ مِن أفضل الجهات المنظمة للمؤتَمراتِ وأنشطِها، فكيف بِما دونَها ؟
ولعل نظرتَنا للمؤتمرات تختلفُ عن نظرة آخرينَ لها، ففي المغرب مثلاً - وهي من أكثرِ البلدان العربية والإسلاميةِ نشاطاً علمياً، وتنظيماً للمؤتَمراتِ والندواتِ والملتقياتِ - لاينظرون لكثيرٍ من الجوانب التي ذكرتَها باعتبارٍ كبيرٍ، فقد رأيتُ في عدة مؤتمراتٍ هناك من المشاركين من لم يكتب بحثاً، بل يرتَجلهُ ارتجالاً، وقد يضع بعضُهم بيده ورقةً صغيرةً دَوَّنَ فيها عناوينَ مسائل بحثه. ويُعاني المنظمون مِن عدم تسليم كثيرٍ من المشاركين لِبحوثهم لأنَّهم لم يكتبوها أصلاً، ومع أَنَّ بعض هذه المداخلات والمشاركات جيِّد وفيه فوائدُ، إِلا أنَّك لنْ تظفرَ بأكثرَ مِمَّا سَمعتَ. ولا يعني هذا أَنَّ المشاركات كُلها على هذا النحو، فهناك من يعتني ببحثه وطباعته وتوزيعه، ولا شكَّ أنَّ ثراء المؤتمرات هناك بالحوار والنقاش وكثرتِها أدَّى إلى مَلَكَةٍ علميَّةٍ في الحوار والبحث العلمي والارتجالِ، حتى بين الطلاب، وكثيراً ما سَمعتُ من مداخلاتِ الطلاب ماينافسون به الأساتذة .

وأَما سعةُ العنوان فهو القاسم المشترك بين المؤتمرات، بل إِنَّ بعض المؤتَمرات يفتح الأبوابَ على مصاريعها، كموضوع الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، وأذكرُ أنَّ أحد الباحثين قدَّم بَحثاً لا صلةَ لَه بِموضوع المؤتَمر، فطلبوا منه تغيير العُنوان ليُقحموه في أحدِ المحاور!
ونعاني من ضعف التحكيم في بعض المؤتمرات، ونستغربُ مِن إجازةِ بعض البحوثِ مع المكانة العلميَّةِ المعروفة عن أعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر، ويزداد عجبُك حين ترى مَنْ يُثني على هذا البحثِ، حتى لتخالُ أنَّ وراءَ الثناءِ ماوراءَه! وقد رأيتُ بُحوثاً لا تُقبلُ مِن طالبٍ في الثانويةِ وقد أُجيزت في المؤتمر !
ولعل بعض أعضاء هيئة التدريس لدينا يُشارك في بعض المؤتَمرات لِكونهِ أقصر سبيل لتحكيمِ بَحثهِ واعتبارهِ وحدةً من الوحدات المطلوبةِ للترقيةِ، ولا يهمُّه بعد ذلك المستوى العلمي لبحثهِ، وسيجدُ مِن مُحكمي الترقيةِ مَن يُوصي بِها مِن غيرِ أَن يقرأَهُ، ولذا فإِنِّي طلبتُ من بعض المَجالس العلميةِ وضعَ ضوابط للمؤتَمرات العلميةِ المعتبرة في البحث العلمي، وإعادةَ النظر في اعتبار بعض المؤتَمرات، بل وإعادة النظر في النَّشرِ في بعض المجلاتِ في بعض الدول مع الأسف، والتي اتَّخذَت واتَّخَذَ بعضُ أساتذتِها التحكيمَ وسيلةَ دَخْلٍ ماديٍّ حينَ وجدوا مَن يُعطي بسخاءٍ، وقد حدث قريباً أنَّ أحد الأساتذة الكبار مِمَّن عمل هنا أكثر من ثلاثين عاماً طلبَ من أحد الباحثين ألفي ريالٍ وخمس مئة لإعطائهِ خطابَ قبولٍ لتحكيم بحثهِ، وحين طلبَ منه أن يذكرَ في الخطاب رقم العددِ الذي سينشر فيه البحثُ طلب مثلَها ! لقد نكأَتَ أخي عبدالرحمن جِراحاً !

ولذا فلا تستغربْ ما ذكرتَ مِن ضعفِ الإعدادِ، وعدمِ إعطاء البحوثِ حقَّها، والمُجاملاتِ العلميَّة، وعدم تعلُّقِ البحثِ بالمؤتَمر، وتَمريرِ بعضِ البحوث المسروقة، أو التي تَمَّت المشاركةُ بِها في أكثرِ مِن مؤتَمرٍ .

وأمَّا عَرضُ البُحوث فهي مشكلةٌ أزليَّةٌ، فمعَ علم الباحث بالوقت المخصص له مسبقاً إِلا أَنَّا نَجدُ كثيراً من الباحثين يَسترسِلُ في الحديثِ في مقدمةِ بَحثهِ متناسياً الوقتَ المُحدَّدَ، فإذا لم يبق إِلا دقيقتان أو ثلاث قال : وبعد هذه المقدمة أَعرضُ لكم بَحثي، ثُمَّ لا يُصغي سَمعاً لتنبيهاتِ مُدير الجلسةِ، مصرِّاً على استيفاء البحثِ مهما تَجاوزَ الوقتَ المُحدَّد، ويقتلُك بُرودُ بعضِ رؤساءِ الجلسات الذي لا يكادُ يتدخَّلُ في إيقافهِ أو تنبيهه !
وقد تكون المعاناةُ من رؤساءِ بعض الجلساتِ في إصرارهِ على التعليقِ قبلَ وبعدَ كلِّ ورقةٍ بِما هو أكثر من وقت الباحثين، وقد رأيتُ من ذلك ما يطولُ ذِكرهُ، وقد يكون في بعضها إضافةٌ علميةٌ محمودةٌ، لكني شاهدتُ كثيراً من المداخلات التي ليس فيها إلا إضاعةُ الوقت.

وأمَّا بُعدُ المكان الذي يُعقدُ فيه المؤتَمرُ عن السَّكنِ فإِنِّي أذكرُ أَنَّا في أحد المؤتمرات سَكنَّا في مدينةٍ أُخرى، وما ذاك إِلا لأنَّه أقلُ العروضِ المقدمة .

وتبقى معاناةٌ خاصةٌ بنا أبناءَ الخليج أَنَّ كثيراً من منظمي المؤتمرات يستضيفون المشاركين، ويكفلون لهم التذاكرَ الداخليَّة والخارجية والسكنى والإقامة، وليس لنا شيءٌ من ذلك، ورأيتُهم في أحد المؤتَمرات يستضيفون مَنْ شارك بالحُضورِ، وأما زميلي الذي قدَّم بَحثاً في المؤتمر فلم يلتزموا له بأدنى شيء، وهذا أمرٌ ظاهرٌ حتى في الفنادق السياحيةِ التي حجزتُ عند أحدها بـ 95 دولاراً، وعندما وصلتُ أخبرني بأنَّ هذا السعر لغير الخليجيين، وأما الخليجي فالسعر 275 دولاراً، وعذراً أَنْ ختمتُ بِما لم أُرِد أن أعرضَ لَهُ، ولكن الحديثَ جَرَّ بعضُه بعضا .
 
الأخ الكريم أبا فهر السلفي : شكراً على الإضافة ، والفكرة الثانية التي نبهتم إليها نادراً ما تقع في المؤتمرات، ولا تكون - غالباً - إلا من الخبراء، ومرحباً بمثلها إذا وجدت في المؤتَمرات .

الأخ الكريم أبا سعد الغامدي : أشكرك على تعقيبك، وأرجو ألا يسوء ظنُّك بهذه المؤتمرات وأنت بعيد عن أجوائها، فإيجابياتها كثيرة، ولكنَّ هذه السلبيات حتى نتلافاها لا بد أن نبدأ بعرضها، فكن معنا ولا تستعجل لعلك أن تسمع وترى ما يسرك من أمرها بإذن الله .

الأخ الكريم خالد الصالح الناصر : أشكرك وأدعو الله أن يوفقك .

أستاذنا الكبير أ.د.فهد الرومي : أما إني أقدمتُ على كتابة هذه المقالة دون إعداد وتهيئة، إلا ما تيسر عفو الخاطر، وقد أغفلتُ الكثير من السلبيات، وأنا في كل ذلك في خجل شديد أن تقدمتُ بين يديك خصوصاً؛ لعلمي بأنك أكثرنا خبرة بهذه المؤتمرات وأخبارها وقصصها، وأعلمنا بالحلو منها وبالمُر على حد قول علي بن الجهم :
خليليَّ ما أَحلى الهَوى وأَمرَّهُ * وأَعلمَني بالحُلوِ منهُ وبِالمُرِّ​
ولكنني أقدمتُ على تحرير المقال طمعاً في تعقيباتكم وتوجيهاتكم، وقد كان تعقيبُك الموجز أروع وأحلى من المقالة، مع علمي باختصارك الشديد لأمورٍ شهدتَها في هذه المؤتَمرات العلمية، فلا أذكر أنني لقيتك إلا وأنت قادمٌ من مؤتَمرٍ أو مُغادرٌ إلى مؤتَمر، وأرجو ألا يكون في ما كتبتُه في صدر مقالي، ولا فيما كتبته أنت في تعقيبك ما يوجه أصابع الاتهام لجهةٍ بعينها، وإنما هي سلبيات مشتركة بين كل المؤتمرات التي نعرفها، وبعض الجهات أوفر حظاً من هذه السلبيات، والداءُ قديمٌ كما قال عبدالرحمن بدوي وهو الذي عاش ما يقارب التسعين سنة، وقد حضر عشرات المؤتمرات في الشرق والغرب، وأقرَّ بأنَّ هذه السلبيات مشتركةٌ بينها، عندما قال معدداً الأصناف السلبية للحضور :(وهذه الأصناف الأربعة قد تمثلت بكل جلاء في مؤتمر البيروني هذا، كما تمثلت في مؤتمر الفلسفة الإسلامية الذي انعقد في جامعة هارفرد (كمبردج - مساشوستس) وجامعة كولومبيا (نيويورك) ، وفي مؤتمر ابن رشد في سبتمبر سنة 1976 في الكوليج دي فرانس باريس، وفي مؤتمر تاريخ العلوم في باريس في أغسطس سنة 1968 وفي كل مؤتمرات المستشرقين التي حضرتها وما أكثرها !) .
فلا ضير من تشخيص هذا الداء، والبحث عن الدواء المناسب لذلك، ولن يصلح الحال إلا بتداعي أمثالكم يا دكتور فهد من أهل الخبرة والرأي والنصح لحل هذه المعضلات شيئاً فشيئاً، فلا أذكر أنني قرأتُ حلولاً عملية مناسبة لمعالجة أوجه قصور المؤتمرات، وليت إحدى الجامعات تعقد مؤتَمراً لمعالجة أوجه سلبيات وقصور المؤتَمرات، على أن يخلو هذا المؤتَمرُ من سلبيات المؤتَمرات! ترى هل هذا مُمكنٌ ؟
 
مقال رائع وممتع, و(في الصميم) كما يقال
وقد أضحكتني جدا بعض العبارات خاصة ما قلته تحت عنوان : (الأسلوب الخطابي)
وأضيف أيضا من السلبيات:
(1) استكتاب شخصيات معينة حول محاور المؤتمر وقبول أبحاثهم واستبعاد غيرها حتى لو كانت أفضل.
ففي بعض المؤتمرات يقوم المنظمون باستكتاب شخصيات محددة ممن لهم مكانة أو منصب في الجامعات وغيرها, وغالبا ما يكون هؤلاء مشغولون جدا فلا يتفرغ لكتابة البحث بشكل علمي يليق مع مكانته, في حين أنه لو أعلن عن المؤتمر إعلانا عاما للجميع وحُكِّمت البحوث بشكل علمي بعيد عن المجاملات, لبرز لنا عدد من الباحثين الجيدين المغمورين .

(2) ضعف التوثيق المرئي والصوتي
فتجد المنظمين للمؤتمر قد صرفوا أموالا كثيرة في أمور مهمة وغير مهمة , وأغفلوا هذا الجانب المهم , وبعضهم تجد عندهم الامكانيات متاحة ولكنهم لم يبالوا بهذا الأمر !

(3) ضعف الجانب الإعلامي .
فبعض المؤتمرات لا تكاد تعرف عن جلساتها ووقائعها شيئا لا من خلال القنوات المرئية ولا المسموعة ولا المطبوعة ولا الانترنت.
(4) إقامة أكثر من جلسة علمية في وقت واحد ,بسبب كثرة الجلسات وضيق وقت المؤتمر.

 
أحسنت يا محب القراءات بارك الله فيك فقد أضفت إضافات مهمة تدخل في السلبيات العلمية والتنظيمية، وأرجو أن نخرج بعد هذه المناقشات بحصر جميع السلبيات التي تقع في المؤتمرات، حتى ننظر في كيفية مكافحتها !
 
بارك الله فيك يا أبا عبد الله على فكرة الموضوع، وعلى ما أوردت فيه من مسائل نتحدث بها في نفوسنا ، ونشاهدها مرة بعد مرة، وليس من يعلق الجرس، وأصدقك القول -وقد طلبت إلي التعليق- أن ما أشرت إليه كان يرد على الخاطر، وحتى نقطف ثمار النقاش ونبعد به عن ساحة الاطراء والمجاملات فياتي مكرورا في جوانب منه ويخرج بسلبيات تشبه سلبيات ما نتحدث به أقترح على نفسي أولا وعلى الأخوة الزملاء ثانيا عند التعليق مراعاة أن تكون المداخلة مشتملة على 3 نقاط:
1- تحديد النقطة المتحدث عنها والاشارة إلى مكانها كأن يقال مثلا ( حول سعة العنوان من السلبيات العلمية)
2- إيجاز وجهة النظر فيها بما يثري الفكرة أو يضيف مثالا أو يحدد زاوية أخرى متصلة بالنقطة المتحدث عنها.
3- الإشارة إلى العلاج المقترح لتلافي السلبية.
وفي حال كانت النقطة جديدة وغير مشار إليها يحسن أن يدرجها تحت واحدة من المحاور العامة المتقدم ذكرها، وأرجو -إن أذن لي فضيلة المشرف - ولا أظنه إلا كذلك- أن ألخص مقالته بنقاط مع تصرف يسير ليسهل النقاش
أولا: سلبيات علمية:
1- سعة العنوان.
2- ضعف الإعداد
3- الافتقار إلى الجدية.
4- غلبة المجاملات على الأجواء العلمية
5- بعد العنوان عن محاور المؤتمر
6- تكرار البحوث المقدمة
7- هزالة في الطرح وجهالة في العرض
8- ركاكة اللغة (وتكرار الأخطاء اللغوية الشائعة) " إضافة مني"
ثانيا: سلبيات الجهة المنظمة
1- ضيق الوقت ويشمل أمرين ( الوقت المتاح للكتابة) و ( الوقت المتاح لعرض الورقة) وينشأ عنه غياب فكرة الحوار والنقاش حول ما يطرح.
2- سوء الاستقبال والتسهيلات المقدمة للمشاركين.
3- بعد المؤتمر عن مكان الإقامة
4- عدم تهيئة المكان لمتطلبات العرض
5- حزم إدارة الجلسات وإهدار في الاستطرادات
6- توصيات حبيسة ولا متابعة
ثالثا: سلبيات متعلقة بالمشاركين
1- حضور لغايات شخصية.
2- انشغال عن المشاركة الجادة بصوارف عرضية
رابعا: سلبيات متعلقة بالحضور: ( إضافة مني)
1- قلة الحضور من طلبة العلم وأهل الاختصاص غير المشاركين
2- رغبة بعض الحضور في التعليق والمناقشة عقب كل جلسة لغايات في نفسه.


وأكتفي بهذه الأطر ، وأود بعدها التعليق على نقطيتين:

الأولى: فيما يتعلق بأغلب النقاط المرتبطة بالسلبيات العلمية، من ( سعة الموضوع، ركاكة البحوث ....)
أقترح فيما يخص المؤتمرات المرتبطة بالدراسات القرآنية تشكيل لجنة استشارية شبه دائمة من أهل التفسير تستمزج آراؤهم في موضوع المؤتمرات وفي محاورها، ولعلهم يقدمون لجانا تقوم بالتحكيم المبدئي لبعض البحوث.

الثانية : فيما يخص الأخطاء اللغوية وهي تابعة للنقطة الثامنة تحت السلبيات العلمية، أقترح أن ينتدب الملتقى لجنة تقوم برصد الأخطاء اللغوية الشائعة في المؤتمرات، ولو كانت فقرة أخيرة قبيل اختتام المؤتمر تكون بمثابة الراصد اللغوي والمصحح اللغوي
 
وأعلمنا بالحلو منها وبالمُر على حد قول علي بن الجهم :​
خليليَّ ما أَحلى الهَوى وأَمرَّهُ * وأَعلمَني بالحُلوِ منهُ وبِالمُرّ​
أخي الحبيب عنوان الموضوع وقفات مع بعض سلبيات المؤتمرات العلمية
وهذا ماحملني على الاقتصار على السلبيات، وغفر الله لأبي سعد فقد فاته أنَّ المقام هنا كالمقام في المناقشات العلمية إنَّما يُذكر فيها غالباً السلبيات؛ لأن الأصل في البحث هو الإيجابيات فيظنُّ مَن لايعرف الواقعَ أنَّ الرسالة لاخيرَ فيها، ويهولهُ أن تُمنحَ الدرجة وبإمتياز، وهذا ما وقع لأبي سعد غفر الله له فقال ماقال، ولو ذكر الإخوةُ إيجابيَّات المؤتَمرات لما رضيَ أن يفوتَهُ شيءٌ منها فللمؤتمرات مَحاسن كثيرة منها :
1- الحصول على البحوث وقد يكون فيها بحوث نادرة .

2- وأهم من ذلك التعرف على أصحاب البحوث، وهم نخبة من الباحثين، والتعرف عليهم والتواصل معهم جسر إلى عالمٍ آخر من المعرفة، فلئن حصلتَ في المؤتَمر على بحثٍ واحدٍ لهذا الباحث فإنه قد يُمدك ببحوثٍ عدةٍ له أو لغيره، وكثيراً ماتشعبت بنا معرفةُ باحثٍ إلى معرفة باحثين وعلماء وأساتذة تضرب لهم أكباد المقاعد في الطائرات، وكم التقيت في مؤتمرٍ بباحثٍ أو تعرفت على عالمٍ هو أنفع لي من عدة مؤتمرات، ويغفل بعضُ المشاركين في المؤتمرات عن هذه الفائدة فيزهدون بالتعرف على المشاركين، فلا تراه إلا بصحبةِ أصحابهِ من بلده، فيعود إلى بلده برأسِ مالهِ وهم - أعني العلماء الذين تعرفت بهم - بعد ذلك محطاتُ تزويدٍ، وقنواتُ تجديدٍ، ومصادر علمية يُمدونك بِما لا تكادُ تصل إليه، ويُخبرونك بِما لا تعلم به، ويفيدونك بكل جديدٍ في غير أرضك، فهم جسورُ تواصلٍ علمي لا تزيده السنون إلا قوةً ومتانةً، ولايزال بيني ونَخبةٍ في كثير من البلدان تواصلٌ وألفةٌ ومحبةٌ في الله خالصةٌ وليدةَ هذه المؤتمرات التى عفا عليها الزمنُ، وبقيت ثِمارُها يانعةً متجددةً. ولا يقتصر هذا على الباحثين من أهل البلد بل احرص على التعرفِ على الباحثين من كل بلدٍ، والتواصل العلمي معه، وقد تيسرت طرق التواصلِ، وقد كنا قديماً نتواصلُ بالرسائلِ، ولا أزالُ أحتفظ برسائلَ من أساتذةٍ أسأل الله لهم الرحمةَ والمغفرة فقد توفوا قبل أمدٍ وبعضهم لا يزال أسأل الله له الصحة والعافية .

3- وغالب هذه المؤتمرات تُعقد في جامعاتٍ أو كلياتٍ تُمكنكَ من الحصول على بُحوث الأساتذة فيها، أو المجلات التي تُصدرها، وهي الكنز المطمور؛ لأن هذه المجلات تَحتوي على بُحوثٍ لم تنشر إلا بها، ولا سبيل للحصول أو الوقوف عليها إلا بالحصول على المجلة، فاحرص إذا شاركت في مؤتَمرٍ على توسيعِ أفق التحصيل، ولا تَحصُر طاقتك في البحوثِ المعروضة على ما فيها من خيرٍ ونفعٍ . بل قد تجد من المشاركين وهم من أولي العلم والباحثين مَنْ يُرشدك في بلدةٍ إلى باعةِ الكتب النادرةِ أو المخطوطاتِ أو المصورات مِمَّا لا تَجدهُ في مكانٍ آخر .

4- في الحوار في المؤتَمرات توسيعٌ لأُفقِ المعرفةِ والنَّقد، وسَماعٌ لآراء قد تُخالف المقررات التي اعتدتَ عليها وألفتها، بل وقد تخالف بعض المسلَّمات عندك، فليس كلُّ ما أِلِفتَهُ هو الحق والصواب، فخذ ما تراه حقاً، وناقش الآخرَ باحترامٍ مهما كان في رأيه من خطأ، فإِمَّا أن تهديَه إلى الحق فتظفر بأجره، وإما أن تبرأ ذمتُك، وإِياكَ من الحدةِ وازدراء الآخرِ فإنَّه من التنفير عن قبول الحق والصد عنه .

5- إقرأ بحوثَ المؤتَمر قبلَ كلِّ جلسةٍ بوقتٍ كافٍ، ودوِّنْ ملاحظاتك إن رأيت فيها ما يستحقُّ، وأصغِ لعرض الباحث فقد يُزيلُ ما أشكل، وقد يضيفُ جديداً، واحرص على أن يكون في مداخلتكَ إضافةٌ مفيدةٌ لك أو لغيرك، فإنْ لم تكن فلا مُوجبَ لمداخلةٍ لا فائدةَ منها، ولو التزم المشاركون بهذا لآتتِ المداخلاتُ ثِمارها، واستحقت الوقتَ المخصص لها .

6- هناك من لا يُراعي حُرمةَ الجمعِ، ولا المكانِ، ولا العلمِ وأهلهِ في استخدامه للجوالِ، فلا يتردد في الردِّ على المكالمةِ رافعاً صوتَه، غير مُبالٍ بالآخرين وهذا من قلة العلم والأدب .
والحديثُ لا ينضبُ مِدادُه.
دمتم بخير​
 
أولا: سلبيات علمية:
1- سعة العنوان.
2- ضعف الإعداد
3- الافتقار إلى الجدية.
4- غلبة المجاملات على الأجواء العلمية
5- بعد العنوان عن محاور المؤتمر
6- تكرار البحوث المقدمة
7- هزالة في الطرح وجهالة في العرض
8- ركاكة اللغة (وتكرار الأخطاء اللغوية الشائعة) " إضافة مني"

ثالثا: سلبيات متعلقة بالمشاركين
1- حضور لغايات شخصية.
2- انشغال عن المشاركة الجادة بصوارف عرضية
رابعا: سلبيات متعلقة بالحضور: ( إضافة مني)
1- قلة الحضور من طلبة العلم وأهل الاختصاص غير المشاركين
2- رغبة بعض الحضور في التعليق والمناقشة عقب كل جلسة لغايات في نفسه.
الحمد لله الذي أبعدني عن أجواء مثل هذه المؤتمرات والتي خبرت جانبا منها في غير المجالات الشرعية وذلك منذ زمن بعيد والتي لا تختلف في سلبياتها عن المؤتمرات المتعلقة بالعلوم الشريعة وربما زادت عليها بسلبية مقيتة وهي أنها تناقش أمور الحياة بمعزل عن ذكر واهب الحياة ومسديها.
وأحب أن أعلق على ما ذكره الدكتور الجيوسي ولخصه من سلبيات تلك المؤتمرات فأقول:
إن الداء كامن في الثقافة التي يحملها هذا الجيل وهي متمثلة في السلبيات التالية:
الافتقار إلى الجدية.
غلبة المجاملات على الأجواء العلمية
حضور لغايات شخصية.
انشغال عن المشاركة الجادة بصوارف عرضية
قلة الحضور من طلبة العلم وأهل الاختصاص غير المشاركين
رغبة بعض الحضور في التعليق والمناقشة عقب كل جلسة لغايات في نفسه.

وأعتقد أن الأوضاع لن تتحسن ما دام أن هذه الثقافة هي المسيطرة على حياتنا العلمية والعملية
ولا شك أن لهذه الثقافة أسبابا جعلتها تتمكن وتصبح طابعا نتميز به عن الأمم الجادة والتي أشار الدكتور عبد الرحمن إلى بعضها في مقاله.
إن الوسائل الصحيحة والمثمرة لا يسلكها في الغالب من لا يحمل غاية نبيلة وصادقة ، وهذه السلبيات تدل على أن شريحة كبيرة من المعنيين لا يحملون هما ولا يسعون إلى غاية وهذا معضلة حلها عند ربي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
ومن السلبيات ما يخص (المداخلين ) :
1ـ (تأكيد المؤكد) :
كثيرا ما نسمع من المداخلين (وأحب أن أوكد ...) ( وكذلك أوكد ...) وهذا بالتأكيد على حساب الوقت .
2ـ (القبْلِية ) بالتخفيف
كثيرا ما يقول المداخل (وقبل أن أذكر كذا أعود إلى ..) ( وقبل أن أجيب أعود إلى ...) فيرجع إلى نقطة تم نقاشها أو مسألة
كانت غايتها (أنها قابلة للبحث والنظر ) وهذا أيضا على حساب الوقت .
3ـ طول المقدمة :
بعض المداخلين يبدأ بمقدمة (طويلة أو مكررة) فخطبة الحاجة ، ثم شكر القائمين ، ثم ثمار المؤتمرات عموما ، ثم ....
وأيضاً ذلك على حساب الوقت .
ومن الطرائف : أن أحدهم قدم بمقدمة طويلة (حمدلة وشكر وثناء ) ثم نسي مداخلته !!!
 
أشكر الدكتور عبد الرحمن على هذه الوقفات والتنبيهات القيمة السديدة الشاملة حول المؤتمرات.

ولا تَخفى الأهمية الكبيرة للحضور والمشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية؛ فهي من أهم وسائل صقل وتطوير وإثراء الخبرة العلمية في مجال التخصص، وينبغي لأي متخصصٍ في مجال من المجالات أن يشارك في أكثر من مؤتمرٍ في كل عام بشرط أن ينتقي منها ما يكون ملائماً لاهتماته ملبياً لاحتياجاته العلمية والمهارية.

كما أشكر أستاذنا الأستاذ الدكتور فهد الرومي - وهو الخبير بشؤون المؤتَمرات القرآنية - على تعليقاته المفيدة، وإشارته إلى أنَّ وجودَ هذه المـآخذ في المؤتَمرات لا ينفي إيجـابياتِها الكثيرة، ولذلك فإن من ذهب إلى المؤتمر بحسن نيةٍ، وحرصٍ على الفائدة لا بُدَّ أن يرجع بها، ولو من خلال اللقاءات الجانبية مع الشخصيات العلمية المشاركة، إما إذا شارك الإنسان فيها ببحثٍ أو ورقةِ عمل فهي تُعدُّ دافعاً وحافزاً كبيراً للبحث والقراءة والاطلاع؛ لأنها مرتبطة بأوقاتٍ محددةٍ فلا مجال فيها للتسويف.

كما أشكر الإخوة المعقبين هنا، وأدعوهم وغيرهم إلى إضافة ما يسـتجد عندهم فيه من أفكار لعلنا نتعاون على تحقيق رغبة المشرف العام في إصدار نشرةٍ إرشادية في هذا الموضوع المهم الذي تكاد تخلو الساحة العربية من وجود كتابة مفصلة فيه.

وقد بلغني أن الدكتور مازن مطبقاني الأستاذ في جامعة الملك سعود له خبرة جيدة في المؤتمرات العلمية العالمية فليته يسـتكتب في الموضوع، أو يدلي بدلوه معنا في هذه الصفحة.
 
أخي العزيز الدكتور عبدالله الجيوسي وفقه الله : أشكرك على إعادة ترتيب هذه المحاور، وأتفق معك تماماً فيما ذكرت، والغاية هي الإصلاح والتقويم فحسبُ، ولن يتأتى هذا إلا بعرض الواقع ثم الانطلاق منه للإصلاح .

أستاذنا الدكتور فهد الرومي وفقه الله : نحن نخطط بإذن الله للكتابة حول إيجابيات المؤتمرات في موضوع مستقل بإذن الله، ولكنني - للأسف لطبيعة تربيتي فيما يبدو بدأتُ بالسلبيات - ووجدتُ نفسي نشيطة لذلك، وما تفضلتم به كله حق، وهو نابع من خبرتكم الطويلة في ذلك كله، وقد كنتُ ولا أزال أطالبكم باسمي وباسم الزملاء في الملتقى بكتابة (سلسلة ذكريات د. فهد بن عبدالرحمن الرومي) فأنا على يقين بأن فيها عشرات الحلقات الثرية في كافة جوانب البحث العلمي وطلب العلم والإشراف على الرسائل والمناقشات وحضور المؤتَمرات وتحكيم البحوث وغيرها، فلا تبخل بها على طلابك، وسجل لنا هذه الشهادات قبل أن يتراخى الزمان يا أبا خالد .

أخي العزيز سعيد الغامدي وفقه الله : أتفق معك ، ولكن دعنا نوقد الشموع يا أبا سعد ونتفائل لعل الله أن ينفع بهذه الأفكار والمشروعات في بابها، وتغغير ثقافة المجمتع يحتاج إلى جهود ومبادرات كن واحداً من المشاركين في دعمها .

أخي العزيز عقيل الشمري وفقه الله : آداب المداخلات في المؤتمرات والندوات مِحورٌ لا بد من الكتابة فيه يوماً إن شاء الله.

أخي العزيز الدكتور إبراهيم الحميضي مدير الإشراف على ملتقى المؤتمرات وفقه الله : أشكرك على تعقيبك، وأؤمل في جهودكم في تفعيل هذه الورقة حتى يستفيد منها الباحثون بإذن الله، فإن التنبيه عليها يدعو لاجتنابها أو التقليل منها بقدر الطاقة، ولا يوجد أحد من المنظمين يرغب في وقوع مثل هذه السلبيات ولكنها الغفلة أحياناً .
وأما صديقنا وزميلنا في القسم الدكتور مازن مطبقاني وفقه الله فهو من أكثر من جالستُ حديثاً عن المؤتمرات وأخبارها، ولا سيما مؤتمرات المستشرقين وأخبارها، وقد حضر منها عدداً كبيراً، وهو عضو معنا في ملتقى أهل التفسير منذ سنوات، وقد طلبت منه المشاركة معنا في إنضاج هذه الورقة، وفي المشاركة في ملتقى المؤتمرات وأرجو أن نقرأ قريباً مشاركاته وفقه الله .
 
ما شاء الله.
فكرة مميزة، وموضوع مهم، وعرض موفق، وتنسيق رائع.
فشكرا ثم شكرا ثم شكرا ثم شكرا !

وخروج هذه الوقفات مع ما يضيفه الأعضاء في كتاب =من أحسن ما يقدم للتخصص والمهتمين بالمؤتمرات، وهو مما اضطلع به مركز تفسير في رسالته العالمية.
 
شاركتُ في مؤتَمرٍ لُغويٍّ قبل أشهر في دولةٍ أعجميةٍ ورأيت عجباً، حتى إِنَّ راعي المؤتمَر وهو مستشارُ رئيس الوزراء رحَّبَ في كلمة الافتتاحِ بالمؤتَمرين العربِ في بلاد العجم. وقد شاركَ في أوراق المؤتمرِ بعضُ طلابِ الدراسات العليا من غير العربِ مِمَّن يلحنُ في اسمهِ فضلاً عن بَحثه، ولابُدَّ لك وأنت تستمعُ لهذه البحوثِ أن تترضَّى على سيبويه عشراً قبل البحث وبعده.
وقد كانت البحوثُ تتجاوز (250) بحثاً، ويَجبُ أن تُلقى في ثلاثة أيامٍ، فقام المنظمون بتوزيع الباحثين على ثلاثِ قاعاتٍ، في ثلاثِ فتراتٍ، لكل بحثٍ دقائقُ معدودة؛ لأنَّهم فيها من الزاهدين، فقد حصل المقصودُ بدفع رُسومِ المؤتَمرِ وهذه هي الغاية! واللافت للنظرِ أنَّ المشاركين من السعودية يتجاوزون المائة، حتى علَّق أحدُهُم أنَّ هذا مؤتَمر سعودي في ...
ولا أظنُّه يَخفى على أحدٍ ضعفُ المؤتمراتِ المتعلقةِ باللغةِ في بلاد العجم، ولكنَّها أشبهُ ما تكون بمؤتَمراتٍ سياحية.
ومن الطرائفِ أنَّ زميلاً لي في القسمِ أرسلَ أوراقَه على عَجلٍ للمشاركةِ بعد أيامٍ في مؤتَمرٍ عن اللغة العربية في دولة أعجميةٍ سياحيةٍ، وكانت الفقراتُ على غير ترتيبٍ بسبب السرعةِ، فأرسلها بعد صلاة العشاءِ وعندما فتح بريدَه الإلكتروني صباحاً، وإذا بخطابِ تحكيمِ البحثِ وقبولهِ للنشر في مجلة المؤتمر !
وللهِ دَرُّها مِن مؤتَمراتٍ !
 
ولا أظنه يخفى على أحد ضعف المؤتمرات المتعلقة باللغة في بلاد العجم ولكنها أشبه ما تكون بمؤتمرات سياحية.ومن الطرائف أن زميلا لي في القسم أرسل أوراقه على عجل للمشاركة بعد أيام في مؤتمر عن اللغة العربية في دولة أعجمية سياحية وكانت الفقرات على غير ترتيب بسبب السرعة فأرسلها بعد صلاة العشاء وعندما فتح بريده الإلكتروني صباحا وإذا بخطاب تحكيم البحث وقبوله للنشر في مجلة المؤتمر.ولله درها من مؤتمرات.
(وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ) ..
 
ومن سلبيات المؤتمرات :
أن التوصيات التي ينتهي إليها المؤتمرون غالبا ما تكون شكلية مظهرية لا ينبني عليها عمل ولا تنتج ثمرة طيبة ، وظني أن توصيات المؤتمر الناجح لا بد أن تكون توصيات عملية ، يخرج الباحثون منها بأهم الإشكاليات العلمية المثارة في موضوع المؤتمر ، والاتفاق على تحرير تلك الإشكاليات في بحوث علمية جادة ،وتحديد الأسماء التي ستواصل بحث تلك الإشكاليات إما تطوعا من قبل المشاركين في المؤتمر وإما بصورة أخرى ، والتواصل مع لجان المؤتمر بها بعد ذلك ، وتولي منظمي المؤتمر لاستقبال تلك البحوث وتحكيمها وطباعة المؤتمر بأوراقه وبحوثه .
وأنا أعرف كمية المعاناة التي يتطلبها مثل ذلك الأمر لكن ذلك في نظري هو الثمرة العملية لمثل تلك المؤتمرات .
 
أخي العزيز محمد العبادي : عفواً ثم عفواً ثم عفواً ثم عفواً، وأشكرك على مرورك وتشجيعك .

أخي العزيز الدكتور عبدالعزيز الجهني : أشكرك على نفثةِ المَصدورِ هذه، ولو قامت الجامعاتُ العربيةُ هنا بدورها في خدمةِ اللغة العربيةِ كما ينبغي لما اضطررتَ أنت وصاحبك إلى عُبورِ المُحطيات للبحثِ في سبل تطوير اللغة العربية في بيئةٍ غير عربيةٍ، وإن كان عقد مثل هذه المؤتمرات هناك يشيع حب العربية في نفوس المسلمين هناك، ويعرفهم بالمتخصصين في العربية من الدول العربية وهذا مكسب للباحثين هناك والطلاب الذين شاركوكم كذلك ، فانظر لها من هذه الزاوية الإيجابية، ولا تُشدد فيشدِّد الله عليك !(1) والجمعُ بين حضور المؤتَمر والسياحة جائزٌ باتفاق الفقهاءِ شرطَ أن يكون أصل النيةِ من أجل المؤتَمر وتأتي السياحةُ تبعاً لا العكس، واستدلَّ بـ (((ليَشْهَدُوا مَنافعَ لهم))).

أخي العزيز أبا صفوت : أتفق معك في ضرورة أن تكون التوصيات عمليةً يُمكن تطبيقُها، والتوصيات التي رأيتها في أكثر المؤتمرات عملية وجيدة أو غالبها كذلك، ولكن ينقصها المتابعة والتطبيق كما سبق أن أشرتُ في المقال .



ـــ الحواشي ـــ
(1) عُقِدَ مؤتمرٌ قيمٌ في بيروت عام 2003 م بعنوان (اللغة العربية وثقافتها خارج الوطن العربي) شارك فيه باحثون من غير العرب تحدثوا فيه حديثاً قيماً مؤصلاً عن اللغة العربية في الصين وفرنسا وأندونيسيا وأمريكا وإيران والهند ورومانيا وصقلية، وقد نشرت أعمال هذا المؤتمر في دار الجيل عام 2005 م
 
أخي العزيز سعيد الغامدي وفقه الله : أتفق معك ، ولكن دعنا نوقد الشموع يا أبا سعد ونتفائل لعل الله أن ينفع بهذه الأفكار والمشروعات في بابها، وتغغير ثقافة المجمتع يحتاج إلى جهود ومبادرات كن واحداً من المشاركين في دعمها .


التفاؤل مطلوب
وغرس الفسائل مطلوب وأحسبك ممن يفعل ذلك والله حسيبك
والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أما تغيير الثقافة فهو كما ذكرت يحتاج إلى جهود ، ولكن الجهود الفردية ربما ضاعت وسط الزحام .
تغيير الثقافة لا يتم إلا من خلال توجه عام مدعوم على جميع المستويات ، وهذا يحتاج إلى توفر إرادة فاعلة تمتلك رؤية سليمة ولديها القدرة على التخطيط والتنفيذ.
وأول الخطوات في هذا الاتجاه هو تشخيص الداء وقد ظهرت ملامحه من خلال ما تفضلت به في مقالك ولخصه الدكتور الجيوسي وأكده الدكتور فهد الرومي .
وما عقب به الدكتور الرومي فهو في نظري من باب تلطيف الأجواء وإلا فالفوائد التي ذكرها لا تشفع لتلك السلبيات الخطيرة التي تدل على خلل خطير في البنية الثقافية في المجتمعات الإسلامية.
أشكرك على روحك الايجابية والطموحة
وفقك الله.
 
أشكر أخي الحبيب الدكتور عبدالرحمن الشهري حفظه الله على هذا الموضوع المهم ، وإن سمح لي بالمشاركة فأقول بعد حمد الله تعالى :
لم يترك لي الإخوة السابقون سلبية فأذكرها ، فهم حفظم الله تعالى كلهم قد كفّوا ووفّوا ، لكنهم بحمد الله أيضاً لم يشيروا من قريب أو بعيد إلى سلبية واضحة وضوح النهار قلّ ما يسلم منها مؤتمر ألا وهي :
الجانب النسائي في المؤتمرات :
معلوم أننا الآن في عصر كثرت فيه " طالبات العلم " بفرعيه : الأدبي والعلمي ، ووجدنا في جميع البلاد وخاصة العربية أعداداً هائلة وكثيرة من " بنات حواء" من تحمل الشهادات العليا في كل التخصصات التي تقام فيها ومن أجلها المؤتمرات .
ومع هذا ؛ فإننا نلاحظ " ندرة " وجودهن مشاركات ، بل وجدناهن أكثر الحضور والمتابعة للفعاليات ، وانهن أشد حرصاً على المتابعة والحضور حتى من " الرجل " المخصص له الوقت لقراءة بحثه ، فشاهدت عدة مرات الصالة مكتظة بالحضور والجانب المخصص للنساء فيها ممتلئاً عن بكرة جده وأبيه ، ودكتورنا الذي سيتلو علينا ما تيسر من بحثه لم يصل القاعة إلا بعد ربع ساعة !!
لا أحب أن أطيل ولكن أختصر بهذه الكلمة :
أليس من حق الأكاديميات والباحثات أن يكون لهنّ نصيب ولو بمقدار " للذكر مثل حظ الأنثيين " !
وأخيراً :
لو لاحظنا أسماء الإخوة الذين كتبوا قبلي لما وجدنا فيهم غير " أخت كريمة " واحدة !
والله من وراء القصد .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

معذرة على انقطاع التواصل طيلة الفترة السابقة.
مقال مفيد، أحسن الله إلى د. عبد الرحمن وبقية المشاركين فيه.

لا يمكن تطوير الأوضاع إلا من خلال النقد الذي يأخذ بعين الاعتبار النقائص، ولا يلغي الإيجابيات.
ومن ينظر للنقائص فقط مخطئ، وكذلك من ينظر للإيجابيات فقط.

أبو أحمد
 
أخي العزيز سعيد الغامدي : أشكرك على هذا التشجيع، والحياة حلوة بس نفهمها!

أخي العزيز د. السالم الجكني : الحمد لله الذي ادخَّر لك هذه الملحوظة، فهي مهمة حقاً جزاك الله خيراً .

أخي العزيز محمد بن جماعة : مرحباً بك وبتعقيبك الوجيز، ونحن نُحاولُ تفكيكَ المشروع النَّقدي هذا حتى نَخرجَ في النهاية برؤية إصلاحيةٍ عملية متكاملةٍ .
 
عبدالرحمن الشهري;110649 أخي العزيز [COLOR=blue قال:
الدكتور عبدالعزيز الجهني[/COLOR] : أشكرك على نفثةِ المَصدورِ هذه، ولو قامت الجامعاتُ العربيةُ هنا بدورها في خدمةِ اللغة العربيةِ كما ينبغي لما اضطررتَ أنت وصاحبك إلى عُبورِ المُحطيات للبحثِ في سبل تطوير اللغة العربية في بيئةٍ غير عربيةٍ، وإن كان عقد مثل هذه المؤتمرات هناك يشيع حب العربية في نفوس المسلمين هناك، ويعرفهم بالمتخصصين في العربية من الدول العربية وهذا مكسب للباحثين هناك والطلاب الذين شاركوكم كذلك ، فانظر لها من هذه الزاوية الإيجابية، ولا تُشدد فيشدِّد الله عليك !
سامحك الله مشرفنا الحبيب ، وما أردتُ_ علم الله_ التشديد، بل هو وصف كاشف كما يقول النحاة.
وقولك:
والجمعُ بين حضور المؤتَمر والسياحة جائزٌ باتفاق الفقهاءِ شرطَ أن يكون أصل النيةِ من أجل المؤتَمر وتأتي السياحةُ تبعاً لا العكس، واستدلَّ بـ (((ليَشْهَدُوا مَنافعَ لهم))).
فيه نظر ، ودعوى الإجماع تحتاج إلى دليل، وإن كنت أقول بهذا القول مع أني لست من الفقهاء ولكن حتى لا يخالف قولي فعلي. وما مؤتمر المغرب عنك ببعيد يا معالي المدير.
 
عقد في رحاب جامعة الملك سعود مؤتمر عن الحوار بين الحضارات وبخاصة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية وقد قام على المؤتمر عميد كلية الآثار والسياحة (درس في ألمانيا، وربما لا يتقن الفرنسية) وشارك في المؤتمر عن جانب جامعة الملك سعود (في الغالب) أشخاص لا علاقة لهم بالحوار بل كانوا من العلوم والطب (باختصار كان الشغل كما نقول في الحجاز دكاكيني) وكتبت إلى مدير الجامعة أذكره أن الجانب الفرنسي اهتم بالدين في الحوار وهو العنصر الأساس فأتوا بمتخصصين فرنسيين في الإسلام ولم يشارك أحد من قسم الثقافة الإسلامية أو العلوم الشرعية وإنما طلب منا أن نحضر مع الجمهور المتفرج فيا للهول. فهل تسمحون لي أن أنشر ما كتبته لمعالي المدير ولكم الشكر؟
 
باختصار كان الشغل كما نقول في الحجاز دكاكيني
أضحك الله سنك سعادة الدكتور مازن ، فقد أضحكتني جداً جداً ، وتخيلتك أو أي أحد من الحجاز أمامي ونطقها .
ويظهر أن هذا التعبير كان قديماً ، أما الآن - مع تطور اللهجات واللغات - فقد أصبح مستخدماً مصطلح " شغل حمنتيشي " على الأقل عندنا في المدينة المنورة .
وأعتذر لمعالي المدير العام للملتقى عن هذا الخروج ، لكن أئمة الظرافة يكرهون كراهة تحريم " تفويت الهرجة " عن وقتها.
أكرر التحية للدكتور مازن مطبقاني حفظه الله .
 
سأضيف جانب إلى تم تقديمه، أنه من المفترص في نهاية المؤتمرات أنّ يتم تحويل هذه التوصيات إلى جانب عملي كما ذكر الدكتور حفظه الله تعالى،،،،

ولكن معظم المؤتمرات التي تعقد فهي تبحث عن قبل وأثناء المؤتمر، أي قبل من حيث الاعداد، وأثناء من حيث التنظيم وإتمام المؤتمر، أمّا بعد فلا يتم عنه البحث، من حيث إخراج التوصيات من أرشيف المؤتمر إلى مكتبات طلاب العلم والباحثين، كما أنه بعد اخراج هذه التوصيات ونتائج المؤتمر لا بدّ أن نقوم بإجراء عملية التقويم لما نطرح، فقد يكون ما طرحه في المؤتمر وما خرج من توصيات غير فاعلة وغير مجدية...

فأظن أنه ينبغي أن يتم إعداد المؤتمرات على الشكل التالي:
1- دراسة حاجة المؤتمر في المجال العلمي، وأهمية انعقاد المؤتمر لهذه الحاجية.
2- العصف الذهني حول الموضوع المطروح وتضييق دائرة العنوان لتصل لدرجة العنوان التخصصي.
3- وضع الأهداف السوكية والمهارية والوجدانية للمؤتمر.
4- تحديد عناوين البحوث التي ينبغي أن تطرح بناءً على العصف الذهني التي تم إجراؤه.
5- تحديد المكان المناسب والوقت المناسب للمؤتمر، بالإضافة إلى الأشخاص المناسبين لحضور المؤتمر.
6- تصحيح الأبحاث وفق معايير البحث العلمي، والموضوع المطروح، والعنوان المحدد.
7- بعد الإنتهاء من المؤتمر مع مراعاة الملاحظات التي تم طرحها سابقًا من قبل الإخوة، لا بد من تقييم المؤتمر.
8- إخراج التوصيات من الأرشيف إلى مكتبات طلاب العلم والمختصيين.
9- عملية التقويم مهمة جداً بعد توزيع الأبحاث والتوصيات ومتابعتها، لا بد من إجراء جلسات أخرى يلحظ فيها تعلقيات وملاحظات الذي قرءوا الأبحاث والتوصيات.
10- الدعاء لي بظهر الغيب إذا ما استفدتم من هذه المعلومات.
 
أخي العزيز محمود سمهون : أشكرك شكراً جزيلاً على إضافتك القيمة للموضوع، وهي بحق جديرة بالعناية في كل مؤتَمرٍ يُراد له النجاح ، ويمكن أن يكون هذا العمل وهو متابعة تنفيذ التوصيات من مهام لجنة التوصيات التي تشكل عادة في كل مؤتمر لتقوم بتحرير التوصيات وإعلانها في ختام المؤتمرات، فيضاف لها المتابعة لتنفيذ التوصيات، وقد كُلِّفتُ في أحد المؤتمرات بمتابعة التوصيات ووجدتُ أثراً جيداً جداً لذلك، وتعاوناً من الجهات المعنية بالتنفيذ في ذلك ، فهم كثيراً ما يحاجون فقط إلى من يتابعهم في ذلك، وأظن معظم توصيات المؤتمرات مُمكنةُ التطبيق إلى حدٍّ بعيدٍ، ولكنه العجز والتهاون والرضى بانعقاد المؤتمر كنتيجة نهائية .
 
[align=justify]
أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري، أشكرك على طرح الموضوع، ولي إضافة حبذا لو تؤخذ بعين الإعتبار وهي على الشكل التالي:
بعد هذا النقاش الفعّال بين إخواني وأخواتي في هذا الملتقى الذي أسأله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا بكل حرف حسنة، أن نخرج بعض هذا النقاش بورقة عمل حول الرؤية الأفضل لإدارة المؤتمرات العلميّة، صادرة عن الملتقى بمراجعة بعض الإخوة، ويتم تعميم هذه الورقة على المؤسسات والجمعيات الفاعلة في هذا المجال، حتى يكون ثمرة لهذا النقاش، ولا يكون مجرد كلام نضعه يحسب علينا لا لنا...
[/align]​
 
[align=justify]
أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري، أشكرك على طرح الموضوع، ولي إضافة حبذا لو تؤخذ بعين الإعتبار وهي على الشكل التالي:
بعد هذا النقاش الفعّال بين إخواني وأخواتي في هذا الملتقى الذي أسأله سبحانه وتعالى أن يكتب لنا بكل حرف حسنة، أن نخرج بعض هذا النقاش بورقة عمل حول الرؤية الأفضل لإدارة المؤتمرات العلميّة، صادرة عن الملتقى بمراجعة بعض الإخوة، ويتم تعميم هذه الورقة على المؤسسات والجمعيات الفاعلة في هذا المجال، حتى يكون ثمرة لهذا النقاش، ولا يكون مجرد كلام نضعه يحسب علينا لا لنا...​
[/align]
كأنك لم تقرأ الموضوع كاملاً يا حبيبنا إذن !
هذا هو الذي ننويه بإذن الله ، وقد ذكرنا ذلك في المقال وفي التعقيبات .
 
كأنك لم تقرأ الموضوع كاملاً يا حبيبنا إذن !
هذا هو الذي ننويه بإذن الله ، وقد ذكرنا ذلك في المقال وفي التعقيبات .

بارك الله بك مشرفنا الغالي، لقد قرأت الموضوع، ولكن أحببت أن أؤكد على الكلام بعد النقاش الطويل الذي دار فيما بين الأعضاء....

يسر الله لنا ولكم سبل خدمة القرآن وعلومه...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة المشرف حفظه الله تعالى
موضوع مميز وهادف ونافع بإذن الله ، وهو من باب الدين النصيحة ، فلعل ذكر هذه السلبيات تكون دافعاً للتطوير والإصلاح .
وأثناء قراءتي للموضوع نويت المداخلة بما يخص الجانب النسائي في المؤتمرات وذلك قبل وصولي لمداخلة الأخ الجكني ، وبعد قراءتها تأكدت مشاركتي.
وتتلخص مشاركتي في أهمية الحضور الفعال لطالبات العلم في مثل هذه المؤتمرات ، ولكن هذه المشاركة تعتبر عائقاً كبيراً لهن، وذلك لعدة أسباب منها :
- عدم توفر المحرم للأخت المشاركة ، فتكتفي بالاتصال وقت مشاركتها وإلقاء ملخصها عبر الجوال ، وهذا يصعب أحياناً وقد لا يتيسر ، ويأخذ من وقت المؤتمر والمشاركين، وإما بإنابة من يقرأ عنها الملخص ، وهنا تكون الفائدة ناقصة لأنه لن يتسنى للباحثين مناقشتها والتعقيب عليها ، ولكنه حل لا بديل له لمن اضطرت لذلك .
- ومن أسباب عزوفهن كذلك وضع المؤتمرات المختلطة في غير هذه البلاد - حفظها الله - ، وصعوبة جلوسها بجانب الرجال على منصة المؤتمر، وهذا ما لا ترضاه طالبة العلم الشرعي .
وقد كان لي مشاركة في ندوة علمية في جامعة شرعية بدولة خليجية، وقد ترددت كثيراً في المشاركة بسبب عدم تصور الوضع هناك، فاستشرت بعض الأساتذة الأفاضل، ونويت أن أشارك بنية تقديم البحث ومحاولة تغيير بعض الوضع السائد في هذه المؤتمرات، حيث رأيت مشاركة بعض الأخوات - هداهن الله - وهي تجلس بجانب الرجال على منصة المؤتمر، فاستخرت الله وسافرت مع محرمي، وقد كان الوضع منظماً جداً والاستقبال رائعاً والترتيبات على مستوى عالٍ، وصلت بعد انتهاء اليوم الأول فالتقيت بأخت فاضلة من الجزائر، وكان حجابها ساتراً كاملاً لايظهر منها شيئاً ،فسألتها عن مشاركتها في اليوم الأول فأفادت بأنها اضطرت إلى الجلوس في المنصة، حيث حاولت أن يلقي زوجها نيابة عنها ، فرفض المنظمون ، وكانت حزينة جداً ومتألمة من الموقف ، فقلت لها : أما أنا فلن أرضى أبداً أن أجلس في المنصة أبداً، وحضرت المؤتمر وطلبت من المنظمين السماح لي بالحديث من مكان جلوسي، حيث إن النساء كن يجلسن على حدة على يسار القاعة ، والرجال على اليمين ، وبعد عدة محاولات وإصرار وافق المنظمون جزاهم الله خيراً ، وألقيت بحثي بكل هدوء وراحة بال ، وكانت الجامعة للدراسات الإسلامية ، ووضع الدراسة فيها غير مختلط بين الطلاب والطالبات ، ففي فترة الصباح تدرس الطالبات ، وفي المساء يدرس الطلاب ، وفي المؤتمر تجد القاعة صباحاً مكتظة بالطالبات في الخلف، وفي المساء العكس ، وقد كان بحثي في الفترة المسائية ، وكان موضوعه متعلقاً بالمرأة ، فطلبت من المنظمين أن يكون بحثي في الفترة الصباحية لتستفيد الطالبات، فوافقوا مشكورين، وتكلمت كثيرا مع الأخوات المسئولات بضرورة المطالبة بتخصيص قاعة للنساء، وكتبت للمنظمين توصيات ومقترحات، فالأمر سهل ومتيسر، ويحتاج إلى مطالبة من المعنيات بالأمر ومن الغيورين أمثالكم، لتفعيل هذه الأمور وتيسيرها.
كما كان لي مشاركة ببحث قريباً في مؤتمر علمي ببلد عربي قريب، وكان الوضع كالمألوف في المؤتمرات، أن تجلس المرأة بجانب الرجال في نفس المنصة وتلقي بحثها، وكان معي أخت فاضلة من هذه البلاد المباركة ، فاتفقنا على عدم الصعود على المنصة، وطلب المشاركة من مكان جلوسنا كمشاركة المعقبين والمداخلين . فوافق المنظمون وكان أمراً مستغرباً للطالبات هناك، وكن يناقشننا في الأمر وما المحذور في ذلك، مع العلم أنهن طالبات حديث ومن خيرة طالبات الجامعة ، ولكننا أستطعنا أن نفرض وضعاً خاصاً ، حتى أن المنظمين - جزاهم الله خيراً - في جميع مواقف المؤتمر جعلوا لنا خصوصية ، ففي فترة الغداء كان تناول الغداء في مطعم الجامعة المختلط ، فوضعوا لنا حواجز جانبية ، حتى نأكل بخصوصية ، فقالت إحدى الأخوات المنظمات : لأول مرة في تاريخ الجامعة يحصل هذا الفصل بين النساء والرجال ، وهكذا في كل وجبات الطعام يكون لنا مكانٌ خاص، فقلت للأخوات هناك أنتن لم تطالبن بهذا الوضع ولا يعتبر من قضاياكن فضاعت القضية، وكثير من الأخوات أعجبن بموقفنا وأيدننا، حتى إن إحدى الطالبات جاءت تشكرني وتبلغني شكر زوجها على عدم جلوسنا بجانب الرجال، وهو الأمر الذي ابتلي به الأخوات هناك .
خلاصة الأمر أننا نحن النساء نحتاج إلى مؤازرة الرجال معنا في تخصيص مكان خاص لنا، ومطالبة المنظمين بقوة، وقد حزنت أن تجلس المرأة بجانب الرجل بدون أن يعترض أو ينكر، وفي المؤتمر الأخير كان معنا طالب علم وإمام وخطيب جامع وملتحٍ وظاهره الصلاح - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - جلست بجانبه امرأة فلم يحرك ساكنا، فقلت لزوجته : الله يعينه زوجك ابتلي بمثل هذه المواقف، فردت : زوجي قد تعود على ذلك في المؤتمرات ، فتفاجأت من ردها ، فالله المستعان .
وأتمنى من الأخوة الأفاضل المشاركين في مثل هذه المؤتمرات المختلطة أن يكون لهم دور في الإنكار والتغيير وفرض الوضع الصحيح، كما استطعنا نحن أن نفرض وضعاً ولله الحمد . اعتذر عن الإطالة ولكن هذه سلبيات تعيق عن مشاركة الأخوات في المؤتمرات .
 
الأخت الكريمة الدكتورة أم أحمد المكية وفقها الله : أشكرك على هذه الإضافة القيمة للموضوع، وللأخوات الباحثات الكثيرُ من الخصوصيات التي ينبغي مراعاتها في المؤتَمرات العلمية من قبل المنظمين للمؤتَمرات تشجيعاً لهنَّ على الحضور والمشاركةِ الفاعلة، والاستفادة القصوى من مشاركتهنَّ. وقد تفضلتم بذكر بعض هذه الخصوصيات .
وقد لمستُ في بعض المؤتَمرات التي حضرتُها مراعاةِ مثل هذه الخصوصيات التي ذكرتم، وإتاحة الفرصة للباحثات لإلقاء بحوثهنَّ في قاعة منفصلة بعيداً عن قاعة الرجال، ويكون التواصلُ متاحاً بواسطة البث التلفزيوني المباشر للقاعات النسائية. وهذا متاحٌ في بعض الجامعات أو الفنادق الجيدة، ولكنَّه يصعبُ في بعض الأماكن لعدم وجود مثل هذه الإمكانيات كما رأيتُ في بعض الكليات فيضطرون للجمع بينهم في قاعة واحدة يكون للرجال جانب وللنساء جانب، ويكون إلقاء الأبحاث للباحثات كما ذكرتم .
ونَحنُ لا نظنُّ بأخواتِنا الباحثات اللاتي يُلقين بُحوثهنَّ بالطريقة التي ذكرتم بِجانب الرجال إلا كلَّ خَيْرٍ وهم في غاية الأدب والصيانة والوقار فيما رأيتُ، غيرَ أنَّ الأولى والأجَمل هو ما تفضلتم به يا أمَّ أحمد، وليته يكون هو المتبع في المؤتمرات العلمية القرآنية والشرعية .
وينبغي أن يتنبه المنظمون للمؤتَمرات لمثل هذه الخصوصيات حتى لا يكونَ عدمُ مراعاةِ هذا الجانب مانعاً يَمنع الباحثات من المشاركة في المؤتَمرات والمناقشات.
وهذه المسألة يا أم أحمد ينبغي التعامل معها بهدوء حتى نستطيع أن نغير المفاهيم لدى المنظمين للمؤتمرات، فلدينا نحن في السعودية خللٌ في مثل هذا الجانب، فبعض الندوات والمؤتمرات لا يتاح الحضور للباحثات مع رغبتهنَّ في ذلك، وقد ذكر لي أحد الأصدقاء الفضلاء من دولة عربية عندما حضرت مؤتمراً هناك، أن إحدى الأخوات الباحثات الأكاديميات من بلده كانت يسارية ثم اهتدت للسنة وذهبت مع زوجها لمكة المكرمة، ولَمَحَتْ إعلاناً عن ندوةٍ أو مؤتمر يهمها حضوره لكونه في تخصصها، فحرصت على الوصول لهذا المكان بكل وسيلة، فلما وصلت للقاعة فوجئت بمنعها من الدخول بسبب عدم وجود مكان مخصص للنساء، وتقول : كانت القاعة كبيرة جداً وشبه خالية، وكان بإمكاني أن أجلس في مكان منزوٍ، ووقع في نفسها كرهٌ شديدٌ لهم ولمنهجهم، ويبدو أن الذين قالوا لها ذلك لم يكونوا موفقين ولا لبقين في إفهامها أن هذا للجميع، وليس خاصاً بها كما توهَّمَتْ هي وأكثرت من الشكوى. فأخبرتُ صاحبي أنَّ هذا هو المعمولُ به عندنا وأنَّ النساءَ لا يَحضُرن في قاعة الرجال، وإِنَّما يَحضرن في قاعةٍ منفصلةٍ إن وجدتْ، ويُنقلُ لهنَّ البث مباشرةً. ولو كان القائمون على ذلك اللقاء موفقين لراعوا حضور مثل هذه الباحثة بطريقة مناسبة، أو أفهموها النظام ووعدوها بتوفير اللقاء مسجلاً على عنوانها أو نحو ذلك، حيث أخذت موقفاً سلبياً عن البلد بأكمله، والأمر يحتاج لحسن سياسةٍ وحكمةٍ والموفق من وفقه الله . وأعتقد أنَّ (هموم البحث العلمي لدى المرأة) موضوع جدير بالإفراد والنقاش في غير هذا الموضوع .
 
جزاك الله خيراً وإن كنت قرأت الموضوع متأخراً ولكنني أرى أنه متكرر في المؤتمرات والملتقيات ولا أراه ينتهي ما دامت لدينا قضية غير منتهية وهي (قلة الإمكانات)! التي نسمعها دائماً بالإضافة إلى قلة من يضحي بجزء من وقته لله عز وجل ليقدم بحثاً يضيف شيئاً جديداً ينفع الناس!
 
.
ونَحنُ لا نظنُّ بأخواتِنا الباحثات اللاتي يُلقين بُحوثهنَّ بالطريقة التي ذكرتم بِجانب الرجال إلا كلَّ خَيْرٍ وهم في غاية الأدب والصيانة والوقار فيما رأيتُ، غيرَ أنَّ الأولى والأجَمل هو ما تفضلتم به يا أمَّ أحمد، وليته يكون هو المتبع في المؤتمرات العلمية القرآنية والشرعية .

سعادة المشرف الفاضل : أنا أشهد على قولك وأؤكده ، بأن الأخوات كن على قدر من الأدب والاحترام ، وفي نفس الوقت كن على حرج كبير من الموقف ، ولا أظن أن هذا من الإنصاف للنساء أن يجلسن على طاولة واحدة مع الرجال ، وأقل الأحوال أن يكون للأخت المشاركة مكاناً منفصلاً عن الرجال فلا تكون بمحاذاتهن ، فالغالب على المؤتمرات الحضور الرجالي في المقدمة ، وجميع الأنظار تتجه إليها ، وقد حدثتني بعض الأخوات من تلك البلاد التي اعتادت الاختلاط ، أن الموقف كان صعباً عليهن جدا ، وهي تجلس أمام الرجال والجميع ينظر إليها ، وربما هذا يؤثر على أدائها ومناقشتها للمداخلين ، ولاشك أن التغيير يأتي برفق وهدوء ، ولا يعني أن هذا الوضع هو السائد فنسلم به ولا نحاول تصحيحه ، ولا نسلم بعدم الامكانيات خاصة في هذا البلد المبارك ، حيث أن العرف السائد لدينا هو الفصل ، ولا نشجع على رفع الحواجز أبداً ، لأن ذلك ذريعة لقبول الاختلاط والتساهل في أمره ، وقد يستساغ الأمر في غير هذه البلاد لصعوبة الوضع لديهم وتعذر الشبكات التلفزيونية ، ولكننا ولله الحمد لدينا الامكانيات والوسائل المتاحة ، فنتمنى أن لايفتح هذا الباب ، فقد رأيت في تلك البلاد من مفاسد هذه الأوضاع عجباً ، فقد سقطت كثير من الحواجز بين النساء والرجال ، مما أدى إلى التبسط في الحديث والجرأة في الكلام واختراق صفوف الرجال بدون حرج ، وقد ناقشت الأخوات في هذا الموضوع ، ونصحتهن بضرورة الانتباه لهذا الأمر وعدم الانسياق مع التيار ، فالبعض اعترفت وأقرت وندمت ، ومنهن من أنكرت ودافعت ، والبعض الآخر سكت ولم يرد إقرارا بما قلت لهن ، مع أنني التقيت بأخوات فاضلات وهن الصفوة كما يظن بهن ، فكيف الحال في الأقسام الأخرى ، الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 
ونَحنُ لا نظنُّ بأخواتِنا الباحثات اللاتي يُلقين بُحوثهنَّ بالطريقة التي ذكرتم بِجانب الرجال إلا كلَّ خَيْرٍ وهم في غاية الأدب والصيانة والوقار فيما رأيتُ، غيرَ أنَّ الأولى والأجَمل هو ما تفضلتم به يا أمَّ أحمد، وليته يكون هو المتبع في المؤتمرات العلمية القرآنية والشرعية .
بل هو الواجب وليس الأولى والأجمل مشرفنا الفاضل الحبيب .فأي حاجة تدعو المرأة إلى أن تجلس بجوار الرجال أو أمامهم على منصة (فرجة للناظرين) . إن حياء المرأة مقدم على علمها ، وهي ليست مكلفة بحضور المؤتمرات مع إمكانية نشر البحث بالوسائل المتاحة كالمجلات العلمية وغيرها ، أما أن تختلط بالرجال بهذه الصورة فلا أظن صاحبة علم شرعي نافع ترضى به.
 
كما كان لي مشاركة ببحث قريباً في مؤتمر علمي ببلد عربي قريب، وكان الوضع كالمألوف في المؤتمرات، أن تجلس المرأة بجانب الرجال في نفس المنصة وتلقي بحثها، وكان معي أخت فاضلة من هذه البلاد المباركة ، فاتفقنا على عدم الصعود على المنصة، وطلب المشاركة من مكان جلوسنا كمشاركة المعقبين والمداخلين . فوافق المنظمون وكان أمراً مستغرباً للطالبات هناك، وكن يناقشننا في الأمر وما المحذور في ذلك، مع العلم أنهن طالبات حديث ومن خيرة طالبات الجامعة ، ولكننا أستطعنا أن نفرض وضعاً خاصاً ، حتى أن المنظمين - جزاهم الله خيراً - في جميع مواقف المؤتمر جعلوا لنا خصوصية ، ففي فترة الغداء كان تناول الغداء في مطعم الجامعة المختلط ، فوضعوا لنا حواجز جانبية ، حتى نأكل بخصوصية ، فقالت إحدى الأخوات المنظمات : لأول مرة في تاريخ الجامعة يحصل هذا الفصل بين النساء والرجال ، وهكذا في كل وجبات الطعام يكون لنا مكانٌ خاص، فقلت للأخوات هناك أنتن لم تطالبن بهذا الوضع ولا يعتبر من قضاياكن فضاعت القضية، وكثير من الأخوات أعجبن بموقفنا وأيدننا، حتى إن إحدى الطالبات جاءت تشكرني وتبلغني شكر زوجها على عدم جلوسنا بجانب الرجال، وهو الأمر الذي ابتلي به الأخوات هناك .
أنا أشهد بما قالت الأخت الفاضلة وبأثر ذلك في كثير من الرجال والنساء الذين حضروا المؤتمر الذي أشارت إليه، ويعلم الله كم أثر في نفسي هذا الموقف حتى إنني حدثت به -بمناسبة وبدون مناسبة- جميع من التقيت بهم بعد المؤتمر، وما أجمل أن ينشر المسلم الإيجابيات ويبين محاسنها وينتهز الفرص لذلك، وما أجمل أن يبين السلبيات ويشنع عليها ويحذر منها!

وأعلق على قول الأخت الكريمة: "وكان أمراً مستغرباً للطالبات هناك، وكن يناقشننا في الأمر وما المحذور في ذلك، مع العلم أنهن طالبات حديث ومن خيرة طالبات الجامعة" أ هـ، حيث يستدل بهذا الخبر وهذا الاستغراب أن وضع الاختلاط هو العادي في تلك البلاد وغيره هو المستغرب بل المستهجن!
وهذا والله هو الواقع في تلك البلاد وإنا لله وإنا إليه راجعون!
ولا تنسي أن الباحثات اللاتي قدمن البحوث من تلك البلاد يدرسن ويدرسن في جامعات مختلطة! -وكل جامعات تلك البلاد مختلطة!- حيث يجلسن إلى الطلبة ذكوراً وإناثاً وجهاً لوجه بل بعضهن يمازحن الطلاب من الجنسين...الخ ما هو مخالف لشرع الله تعالى!
ومن أجل ذلك أعلق على قولها وفقها الله: "خلاصة الأمر أننا نحن النساء نحتاج إلى مؤازرة الرجال معنا في تخصيص مكان خاص لنا، ومطالبة المنظمين بقوة، وقد حزنت أن تجلس المرأة بجانب الرجل بدون أن يعترض أو ينكر، وفي المؤتمر الأخير كان معنا طالب علم وإمام وخطيب جامع وملتحٍ وظاهره الصلاح - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - جلست بجانبه امرأة فلم يحرك ساكنا، فقلت لزوجته : الله يعينه زوجك ابتلي بمثل هذه المواقف، فردت : زوجي قد تعود على ذلك في المؤتمرات ، فتفاجأت من ردها ، فالله المستعان .
وأتمنى من الأخوة الأفاضل المشاركين في مثل هذه المؤتمرات المختلطة أن يكون لهم دور في الإنكار والتغيير وفرض الوضع الصحيح، كما استطعنا نحن أن نفرض وضعاً ولله الحمد"..
وكما أقول في محاضراتي وفي الدورات التي أقدمها: إن أحداً لن يستطيع المطالبة بحقك كما تستطيع أنت وإذا كنت عاجزاً عن المطالبة بحقك أو ممارسته فغيرك أعجز عن ذلك وإذا كنت تخجل من ممارسة حقك فغيرك أكثر خجلاً!
وبما أنني بينت طبيعة تلك البلاد -وهذا هو الدارج في جميع بلاد المسلمين ما عدا بلاد الحرمين- فإنني أقول عليك أنت أيتها الأخت الكريمة أن تمارسي حقك وتطالبي به وها قد نجحت في ذلك والحمد لله!
وأسال الله تعالى التوفيق لك ولكل المسلمين.. وهناك باحث لم ينجح في إقناع المنظمين بعدم وجود باحثة في الجلسة التي هو فيها مع أنه مسؤول في الجمعية المنظمة للمؤتمر، ولكنه نجح في جعل مقعده على الطرف الآخر بعيداً عنها!
 
حصل معي ما حصل مع أخي الكبير (الجكني) من تأخر في الاطلاع على هذا الموضوع، ولكن لهذا التأخر فوائد، فقد أبدع الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري في تتبع السلبيات وتبيينها بشكل متناسق متتابع وأبدع الإخوة الفضلاء في التعقيب بالاستدراك أو الاستحسان، وأنا أوافق الأخ الدكتور عبد الرحمن في تهذيب ما يُكتَب وجمعه على شكل رسالة أو مطوية وإرسالها إلى منظمي المؤتمرات لعلها تؤثر، أو تخفف من هذه السلبيات، وأشكر لأخي الكبير الدكتور فهد - وكان تعرفي الشخصي عليه في مؤتمر - لفته النظر إلى إبراز الإيجابيات كذلك لئلا تطغى النظرة (السوداوية) عن المؤتمرات عند من يطالع هذا الموضوع كما حصل لأخينا الحبيب أبي سعد.
وأظن أن هذا الخلل في المؤتمرات تابع للخلل العام في حياتنا ومعظم السلبيات التي تحصل في المؤتمرات تحصل في التدريس الجامعي وفي مناقشات الرسائل وفي حياتنا العلمية والشخصية بكثرة، وكثيرا ما ينظم المؤتمر من لا يملك خبرة ولا دربة فيحصل ما يحصل من خلل وقصور، ومع كل ذلك فإني أصر على إبراز الصورة المشرقة لكل مؤتمر ولو كان فاشلا في المحتوى والتنظيم والمشاركين والبرامج وأظن أن من ينظم مؤتمرا وتحصل معه سلبيات عديدة فيه يحاول تلافيها فيما يلي من مؤتمرات فيكون الثاني خيرا من الأول وهكذا، وكنت أظن مؤتمرات الغربيين أحسن حالا من مؤتمراتنا فإذا بالداء عام.
وفي نفسي ذكريات كثيرة - منها المشرق ومنها المؤلم - عن مؤتمرات شاركت فيها منها الناجح بجدارة وتفوق وامتياز كالذي حضرته في تركيا كان مضرب المثل في التنظيم والتنسيق والجدية مما جعل سلبياته محصورة معدودة، ومنها ما غلبت سيئاته حسناته بكثرة ومنها مؤتمر في بلاد أعجمية - لن أذكر اسم البلد في هذا المقام وإن ذكرته في مقام الاستحسان -.
وأعتذر عن هذا الانتقال من تعقيبات عن وضع المرأة في المؤتمرات الذي بدأته الأخت الفاضلة أم أحمد - وكنت أحد المشاركين في مؤتمر الحديث المشار إليه في كلامها - وأؤكد على ما ورد في التعقيبات من حصول تفاوت في النظرة إلى بعض الأمور المتعلقة بالمرأة من مسألة الجلوس على المنصة والحضور في القاعة نفسها وما أشبه ذلك من مسائل تستحق أن تفرد بموضوع، والله الموفق.
 
التعديل الأخير:
أخي الحبيب الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري وفقه الله ورعاه : أشكرك على هذه الإضافة القيمة، وأنا كذلك لم أتشرف بِمقابلتكم إلا من خلال المؤتَمرات أيضاً في الأردن والشارقة والمغرب وهذا مِن أجْمل فوائد المؤتمرات حقاً، وأعتذر لتركيزي على السلبيات في هذه المقالة، مع إنني لا أحب التشاؤمَ ولا أُحبُّ أهلَه، ولعل مقالاً قادماً يُخصَّصُ للفوائد، وأرجو أن يوفقنا الله لتحرير هذه الورقة ونشرها لاحقاً، واجتماع هذه التجارب والشهادات تزيد الموضوع قيمةً وسوف يكتب على الورقة بعد تحريرها أسماء كل من كانت له إضافة في هذا الموضوع ، فليت الزملاء الراغبين في التعقيب بما لم يسبق ذكره أن يسارعوا إلى ذلك مشكورين مأجورين.
 
سلبيات وحلول

سلبيات وحلول

تحيات عطرة لكل المشاركين والمشاركات في هذا النقاش حول هذا الموضوع الحي بداية ممن طرح فكرته حبيبنا د/ عبدالرحمن، ومرورا بالأفاضل والخبراء في عالم المؤتمرات، وانتهاء بآخر من داخل وهو الأستاذ القدير والأخ الحبيب أ. د/ احمد شكري.

وبعد: من حسنات هذا الملتقى المبارك مناقشة مثل هذه المواضيع التي تحتاج إلى خبرات وتجارب ،من أماكن متعددة ومتفاوته ، وماكان لمثل هذا الموضوع ان يناقش بمثل هذا التنادي إليه من بلدان شتى الا عبر الشبكة العنكوبتية ممثلة في هذا الملتقى، ولذا اؤيد أخي د/عبدالرحمن في الإفادة مما عرض هنا لتطوير مؤتمراتنا العلمية القرآنية والشرعية،

أهمية هذا الموضوع لاتخفى على الإخوة الباحثين، وزملائنا أساتذة الجامعات ،في ظل طفرة علمية ،وتواصل بين المشرق والمغرب ، وتكاثر في المؤتمرات .
وأرجو من د/عبدالرحمن ترك هذا الموضوع وتثبيته لوقت أطول ،لأنني أظن أن كثيرا من رواد المؤتمرات لم يشاركوا بعد ،ربما لان الوقت وقت إجازة وكثير من الناس قد يكون مسافرا ،أومشغولا بأمور متعددة بسبب الإجازة وظروفها.

موضوع المؤتمرات جزء من منظومة الحياة العلمية في عالمنا العربي ، والنظرة إليه جزء لايتجزء من حالة البحث العلمي في عامنا العربي ، ولذا يعتورها مايعتور البحث العلمي ، وبالذات في الأمور التالية:
1-الإجراءات الرسمية لهذه المؤتمرات والتي تأخذ وقتا وإجراءات متعددة قد تطول وقد تقصر من بلد لآخر.
2-ضعف التمويل لهذه المؤتمرات حتى تخرج بمستوى الجامعات والبحث العلمي .
إضافة إلى أن كثيرا من الجهات العلمية والمؤسسات لا يوجد في خطتها الإستراتيجية هذه المؤتمرات واعتماد ميزانية مخصصة لها، ولهذا الجانب تأثيره في انشغال المنظمين بتوفير الدعم المالي ويربكهم ذلك ويأخذ من أوقاتهم الشئ الكثير في البحث عن الداعمين أو المتبنيين للدعم.
3-النظرة القاصرة من بعض الأطراف المسئولة لمؤتمرات العلوم الشرعية عند مقارنتها بمؤتمرات العلوم التجريبية وما ينتج عنها.

ولندخل الآن لبعض السلبيات من خلال ما قد يسر الله لي حضوره من مؤتمرات في العلوم الشرعية والدراسات القرآنية على وجه الخصوص ،أو حتى المؤتمرات العامة والدعوية. وقد تتلمذت على يدي الأستاذ الدكتور فهد الرومي فنحن طلاب في مدرسته في المؤتمرات ،ولن نقارب سجله الحافل في الحضور والمشاركة.

ولعلي اذكر بعض السلبيات واطرح شيئا من الحل من خلال تجارب ناجحة عايشتها.
سعة عنوان المؤتمر:أظن موضوع سعة العنوان قد يكون سلبيا وقد يكون ايجابيا، فأما سلبيته فواضحة
وأما ايجابيته فمن جهة انه مفيد في جمع اكبر عدد من المتخصصين للكتابة والتباحث في هذا العنوان وجمع مواد علمية قد تكون سببا في مكنز علمي له.
-من السلبيات في المؤتمرات :

1-عدم طباعة البحوث وإخراجها بعد المؤتمر، وهذا رأيته قاسما مشتركا في كثير من المؤتمرات،ومن خلال تجربة رأيتها اذا لم يستلم المؤتمرون-ان صح التعبير- شنطة المؤتمر وفيها البحوث مطبوعة في كتاب فقل على طباعة البحوث السلام فلن تر النور بعد ذلك!
وهناك تجربة متميزة عايشتها في ماليزيا في مؤتمر في الجامعة الإسلامية العالمية في كلية معارف الوحي الذي عقد عام 1427هـ-2006م فقد استلمنا البحوث كاملة بملخصاتها وترجمتها الى اللغة الانجليزية أول يوم في المؤتمر،وفي طباعة أنيقة على شكل كتاب .وكلما زرت الجامعة وجدت هذا الكتاب الأنيق في دوائر البحث عندهم ومكتبة الجامعة.
وهذه التجربة رأيتها في كل المؤتمرات العالمية التي عقدتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي فبحوث المؤتمرات العشرة السابقة مطبوعة وموثقة ، واذكر إنني سعدت بزيارة الشيخ عبدا لرحمن شيبان قبل أربع سنوات-شفاه الله فهو الان مريض فقد قارب عمره التسعين أو جاوزها فيما أظن – وهو رئيس جمعية علماء المسلمين الجزائريين فسألني عن بقية بحوث المؤتمرات العلمية التي لم تصله في مجال الشباب والدعوة التي عقدتها الندوة، ووجدت عنده بحوث المؤتمرات التي عقدت قبل مايزيد على العقدين.
ولاشك أن هذا الموضوع له أهميته لان هذا الكتاب اعني كتاب أبحاث أي مؤتمر – في الأصل- يعد مرجعا رئيسا في بابه فقد تجمع للكتابة فيه المختصون والخبراء والمهتمون من كل بقاع الأرض ، أو لنقل تجمع لبحثه ومدارسته عدد لابأـس به من المختصين.
وقد وجدت بعض بحوث مؤتمرات نفيسة في بابها عقدت قبل عشرات السنين في موضوعات شرعية وقرآنية ، ومنها مؤتمرات كانت في العراق وغيرها من البلدان -التي حيل بيننا وبين الإفادة من اصدراتهم العلمية -حفظت بسبب أنها طبعت وأصبحت في خزائن المكتبات.

2-كثرة هذه المؤتمرات من دون كبيرأثر.
وهذا الأمر قد يعده البعض ايجابيا ،ولكن اعتقد أن أي جهة علمية تعقد كل سنة مؤتمرا لابد وأن يرى أثر هذا التكثير وخلله سواء في موضوع المؤتمر سواء في التنظيم او في نوعية البحوث وتحكيمها..... الخ
ولذا من التجارب الناجحة التي اتبعتها بعض الهيئات العلمية والمؤسسات عقد مؤتمر كل ثلاث أو أربع سنوات ، مثل تجربة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وكلية الشريعة بجامعة الشارقة و جمعية المحافظة على القران في الأردن، وتجربة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القران والسنة.وغيرهم
وهذا التقليد هام جدا لإنجاح أي مؤتمر ،من حيث اختيار العنوان وكفاية الوقت للإعلان عن المؤتمر واستكتاب الباحثين ،والتحكيم العلمي الرصين للبحوث وأوراق العمل والتحضير الجيد للمؤتمر.
ومن حضر هذه المؤتمرات المحددة بمثل هذا التحديد وحضرت المؤتمرات السنوية يلاحظ الفرق ولاشك.

3- المبالغة في رسوم اشتراك بعض المؤتمرات ، وهذا في البلدان التي تفرض رسوما للمشاركة،وهذا يرهق بعض الباحثين في الجامعات التي لاتعوض الأستاذ .
وهنا أسجل شهادة إنصاف وشكر لإخواننا المغاربة خاصة في عدم فرض أي رسوم للمشاركة.

4- إشكالية التوصيات وعدم تفعيلها
وهذا أمر رأيته في كثير من المؤتمرات العلمية الشرعية و الدعوية بعموم ، ففي نهاية كل مؤتمر تصدر توصيات غاية في الجمال والأهمية ،ولكنها تبقى حبيسة الأدراج ،ينتهي العهد بها عند تلاوتها في نهاية المؤتمر ،
وحتى نكن عمليين في توصياتنا لابد من الوعي التام بعدة أمور
1-أولها: لمن توجه هذه التوصيات، والمقصود منها؟
2- وثانيها:ماالجهة المسئولة عن متابعتها وتنفيذها؟
ومن خلال تجربة عايشتها في مؤتمر سابق اسند إلي رئاسة لجنة التوصيات في مؤتمر شاركت فيه جهات رسمية وزارات وأهلية وعالمية ومحلية ، قسمنا التوصيات إلى ثلاثة أقسام :
الأول : الديباجة المعروفة في شكر الجهات المنظمة والمتعاونة الرسمية والأهلية والدولة المستضيفة
الثاني :توصيتان أو ثلاث إعلامية المقصود منها لفت نظر الإعلام ومؤسساته إلى العناية بموضوع المؤتمر
الثالث: وهو الأهم –توصيات محددة ومختصرة في متابعة موضوع المؤتمر والقضايا المتعلقة به، مع إسناد كل توصية إلى جهة تتولى متابعتها وتنفيذها وتقديم تقرير نصف سنوي عما تم فيها الى الجهة المنظمة للمؤتمر.
وخرجنا بتوصيات محددة عملية وواقعية وليست خطابية ودعائية كما يحصل في كثير من المؤتمرات .


5-كثرة المتحدثين في الجلسة الواحدة في بعض المؤتمرات.
وهذا تحدث عنه بعض الأخوة ،وهو مرهق جدا للحضور ،ويضعف اثر الأوراق المقدمة،وقد رأيت في احد المؤتمرات ثمانية متحدثين في كل جلسة ،وهذا مزعج جدا، ومرهق ويجلب الملل ،ويقصر من وقت المناقشات والتعقيبات مع أهميتها.
ويضيق الوقت على الباحثين في اللقاءات الجانية والحوارات التي على هامش المؤتمر،ولهذه اللقاءات اهميتها وقيمتها فكلنا لديه من الاعمال والارتباطات مايضيق بها وقته وقدلايتسر مثل هذه الجمعات –ان صح التعبير – لكل هذه الاطراف ،فهي فرصة للقاء والحوار والنقاش وتبادل الافكار والرؤى والمشاريع العلمية ومعرفة الجديد في التخصص ،والحصول على ابحاث نادرة كما ذكر د/ فهد الرومي ،وغيرها الكثير من الفوائد وهذا ليس مجال الحديث عنها لاننا تحدث عن السلبيات ، واذكر اننا سألنا شيخنا الشيخ مناع القطان –رحمه الله- اثناء تدريسه لنا في الدراسات العليا عام 1414هـ عن فائدة هذه المؤتمرات- فذكر كلمة لازلت أذكرها ووجدت مصداقيتها في مشاركتي في المؤتمرات - فقال : إن كثيرا من اللقاءات الجانية على هامش كثير من المؤتمرات أهم أحيانا من المؤتمر.
وأنا اؤكد ذلك ،ومن جرب عرف.

6- ضيق الأفق في النقاش العلمي الحر ،وهذه إشكالية في موروثنا الثقافي العربي.
وأحيانا تجد مصدارة الآراء من مدراء الجلسات أكثر من الباحثين، وخاصة إن كان من ذوي الشأن!
وأذكر أنني حضرت مؤتمرا في دولة عربية فطرح احد الباحثين مداخلة وانتقادا لأحد الكبار عبر نقاش علمي مؤدب فنسف هذا الباحث نسفا ،وتوجه النقد لذات الشخص لا للفكرة ،ومن أنت حتى تعارض الأستاذ الكبير والعالم النحرير؟؟
ولعل الدكتور مازن مطبقاني قد رأى في كثير المؤتمرات في غير ديار بني العرب من التشجيع على النقد وتقبل الآراء المضادة وطرحها للنقاش العلمي الحر،وهذا ليس تقديسا لهم ،وجلد لذواتنا ،ولكنه جزء من الواقع الذي ينبغي أن نتعامل معه.
وقد سألت إحدى الباحثات المتميزات عن مؤتمر كان في بريطانيا قبل أيام وقد شاركت هي فيه، فكتبت الي بقولها:
المؤتمرات الغربية ممتازة في قضية مهمة وهي استراتيجيات البحث العلمي فكل شيء قابلللطرح والمناقشة، ويمكن هذه المسألة يتضايق منها الباحثون العرب.
ولا أقصد هنا البحث في المسلمات الشرعية حتى لايأتي بعض إخواننا فثيرون علينا مالا نقصده!
لان هذه المؤتمرات لايحضرها غالبا إلا المتخصصون والباحثون ، وهذا ميدان النقاش والحوار .
ولكني أعني مناقشة الأفكار العلمية بكل حرية،إتاحة المساحة للحوار العلمي الهادف، والتعامل مع الأفكار وليس الأشخاص ، لأننا مسكنون بفكرة العالم النحر ير، ولدينا شئ من الانغلاق في تقويم الأفكار والاطروحات ،ونتعامل بالنية أحيانا في النقد................
وهنا أيضا أسجل تقديري للإخوة المغاربة في هذا الشأن فلديهم إيمان عميق بأهمية حرية الرأي المبني على وجهة نظر علمية ،وقد رأيت من ذلك في مؤتمراتهم العلمية أو الدعوية، واذكر أنني حضرت مؤتمرا في وجدة بالمغرب فطرح احد الحاضرين وهو كبار المفكرين رأيا غريبا جدا وفيه تجاوزات... ، فما كان من العلامة مصطفى بن حمزة النحوي الأصولي الكبير إلا إن خصص له لقاء مستقلا ليطرح رأيه ويناقش ويحاور من قبل الأساتذة الحضور .

7- عدم تحديد الهدف من المؤتمر.
هل المقصود الخروج برؤية علمية في موضوع جديد ،أو جمع المتفرق في موضوع ما، او مناقشة قضية نازلة ، أو غيرها من الاهداف، وهذا يؤثر وبشكل قوي في صياغة المحاور،ولذا تجد كثرا من الأهداف توضع في كليشة المؤتمر ،وفي نهاية المؤتمر مالذي تحقق منها؟ ؟؟هذا الأمر يحتاج إلى وقفة تأمل !

8- ضعف توزيع الأعمال واللجان في كثير من المؤتمرات .
ولذا تجد أن المؤتمر يقع على عاتق شخص واحد ، أو يوكل إلى أناس ليسوا مؤهلين أحيانا .
الا في الجهات التي لديها دعم مالي جيد ويقوم على إدارة المؤتمر خبير بها ،ويؤمن بالتفويض، وتوزيع الأعمال وقد رأينا أثر ذلك في بعض المؤتمرات قيام اللجان المتخصصة كل فيما أوكل إليه،

9- عدم احترام الوقت من بعض الباحثين ، والتساهل والمجاملة من بعض مدراء الجلسات.
وهذا الأمر يربك جدول المؤتمر ويجعل بعض الجلسات تزحف على بعض وتزاحمها.
وقد رأيت من الصرامة واحترام تنظيم المؤتمر في إدارة مؤتمر في إحدى الدول غير الاسلامية ما جعل الجدول ثابت كما هو مخطط له من غير تأثر بأي طارئ، حتى إن بعض الباحثين قد حجز في احد المطارات يومين بسبب الثلوج ،ومع هذا لم يطرأ أي تغيير على الجدول.


10-عدم إفادة كثير من الجهات العلمية والمؤسسات القرآنية على وجه الخصوص من المنظمات العالمية العلمية والثقافية العالمية المنبثقة من هيئة الأمم المتحدة ، مثل الايسسكو ،والاليسكو وغيرهما، فهذه منظمات لها وجودها الممتد في شتى بقاع العالم الإسلامي والعربي عبر اتفاقيتها الرسمية مع وزارات التعليم العالي والتعليم عموما ووزارات الثقافة
وتتمثل الإفادة من هذه المؤسسات في توفير الغطاء الرسمي او الأماكن او الدعم المالي – ، اوحتى متابعة بعض التوصيات التي تحتاج الى مؤسسات تتبناها دعما وخبراء وقد رأيت إفادة محدودة النطاق من إمكانات هذه الهيئات
ولايزال المجال رحبا لإفادة التخصصات الشرعية والعربية والدراسات القرآنية على وجه الخصوص من إمكانات هذه المؤسسات عابرة القارات.
هذه بعض الإشارات المختصرة لمثل هذا الموضوع ، بعضها ربما ذكر فيما سبق من تعقيبات .

وأخيرا هذه المؤتمرات فرصة للتواصل العلمي ،والنقاش والحوار ،وتبادل الخبرات ،والاطلاع على الاصدرات في الفن ولذا من المقترحات الهامة للإفادة من المؤتمرات :
المعرض العلمي المصاحب للمؤتمر، بأن يطلب من المشاركين عرض إصداراتهم العلمية،وكذلك توفر إدارة المؤتمر الكتب التي صدرت في التخصص في ذلك البلد ،عبر التعاقد مع دار نشر تجمع هذه الكتب في التخصص ،وهذه خدمة علمية ستكون محفزا على حضور الباحثين وخدمة سيشكرونها لهم ولن ينسوها لهم.
ملاحظة : عذرا د/ عبدالرحمن كنت قد كتبت هذه المداخلة بعد إطلاعي على تعقيب د/ احمد شكري ،وقبل أن أرى تعقيبك الأخير ،ولكن لم يتسر لي إرسالها إلا اليوم لخلل فني،ولعل فيها شيئا من الإضافة. والله الموفق

قال د/ فهدالرومي حفظه الله :
((وتبقى معاناةٌ خاصةٌ بنا أبناءَ الخليج أَنَّ كثيراً من منظمي المؤتمرات يستضيفون المشاركين، ويكفلون لهم التذاكرَ الداخليَّة والخارجية والسكنى والإقامة، وليس لنا شيءٌ من ذلك، ورأيتُهم في أحد المؤتَمرات يستضيفون مَنْ شارك بالحُضورِ، وأما زميلي الذي قدَّم بَحثاً في المؤتمر فلم يلتزموا له بأدنى شيء، وهذا أمرٌ ظاهرٌ حتى في الفنادق السياحيةِ التي حجزتُ عند أحدها بـ 95 دولاراً، وعندما وصلتُ أخبرني بأنَّ هذا السعر لغير الخليجيين، وأما الخليجي فالسعر 275 دولاراً، وعذراً أَنْ ختمتُ بِما لم أُرِد أن أعرضَ لَهُ، ولكن الحديثَ جَرَّ بعضُه بعضاوتبقى معاناةٌ خاصةٌ بنا أبناءَ الخليج أَنَّ كثيراً من منظمي المؤتمرات يستضيفون المشاركين، ويكفلون لهم التذاكرَ الداخليَّة والخارجية والسكنى والإقامة، وليس لنا شيءٌ من ذلك، ورأيتُهم في أحد المؤتَمرات يستضيفون مَنْ شارك بالحُضورِ، وأما زميلي الذي قدَّم بَحثاً في المؤتمر فلم يلتزموا له بأدنى شيء، وهذا أمرٌ ظاهرٌ حتى في الفنادق السياحيةِ التي حجزتُ عند أحدها بـ 95 دولاراً، وعندما وصلتُ أخبرني بأنَّ هذا السعر لغير الخليجيين، وأما الخليجي فالسعر 275 دولاراً، وعذراً أَنْ ختمتُ بِما لم أُرِد أن أعرضَ لَهُ، ولكن الحديثَ جَرَّ بعضُه بعضا))
وأوافقه فيما ذكر فقد تعرضنا لذلك مرارا ،وهذه من المزعجات.
 
أخي العزيز الدكتور عيسى الدريبي وفقه الله ورعاه : لقد أحسنت غاية الإحسان بذكرك لهذه النقاط المهمة جداً في الموضوع، وهي من أجود الإضافات والتعقيبات عليه، وأعلم أنك حضرت العديد من المؤتمرات في الداخل والخارج وفقك الله ورعاك . وآمل أن ينفع الله بهذه الملحوظات التي يراد منها التطوير وتحسين هذه المؤتَمرات .

وقد كنتُ أستمع للأستاذ الدكتور رشدي راشد في لقاء عبر برنامج (بلا حدود)، وهو أستاذ عالمي مشهور جداً في مجال الرياضيات وتاريخ العلوم الرياضية وله فيها ما يزيد عن 46 مؤلفاً كما ذكر المقدم، فجاء ذكر المؤتمرات في العالم العربي، فقال : ينبغي أن نُفرِّقَ بين المؤتَمراتِ العلمية والمهرجانات، المهرجانات الغرض منها الاستعراض غالباً، ولفت النظر، ولا يكون لها ثمرة علمية حقيقية، بخلاف المؤتمرات العلمية الجادة التي تساعد على لقاء الباحثين ببعضهم، وتطوير مسائل التخصصات العلميَّة.

وهي كلمةٌ جميلةٌ لا تَحتاج إلى تعليق، وإن كنتُ نقلتها بالمعنى .
 
ينبغي أن نُفرِّقَ بين المؤتَمراتِ العلمية والمهرجانات، المهرجانات الغرض منها الاستعراض غالباً، ولفت النظر، ولا يكون لها ثمرة علمية حقيقية، بخلاف المؤتمرات العلمية الجادة التي تساعد على لقاء الباحثين ببعضهم، وتطوير مسائل التخصصات العلميَّة.
 
أشكر كل من كتب في هذا الموضوع الذي يحتاج إلى مزيد بسط ونظر، وأضيف إلى المشاركات السابقة ما يلي:
- 1- مما يؤسف له أن كثيرا من الندوات لا تحكم أعمالها، بل إن هناك من يأتي إلى جلسات الندوة ثم يتكلم بما "فتح الله"، أو ما يصطلح عليه عندنا في المغرب بـ"الشفوي". فلا تظفر من المتكلم المشارك بشيء من كلامه، لتصير الغاية هي الحصول على شهادة الحضور والمشاركة من أجل تقوية الملف العلمي. ومُت أنت حسرة وكمدا يا من يقضي الليالي والأيام لتصوغ مداخلة يرضى عنها العباد ورب العباد.
-2- غياب الأفكار الجديدة، حيث تجد المتخصص في مجال معين لا يزيد على تكرار ما يدَرسه أو ما كتبه في أطروحته العلمية، ندوة تلو الأخرى، ومؤتمرا تلو الآخر. وأذكر أنني في هذه السنة حضرت ندوتين بالمغرب في جامعتين مختلفتين، ومن غريب الموافقات أن أجد متحدثا يشارك بنفس المداخلة في الندوتين المختلفتين موضوعا.
 
أشكر جميع الإخوة والأخوات على إثرائهم هذا الموضوع، وزياراتهم الطيبة المثمرة لهذا الملتقى الجديد، واسمحوا لي أن أعود إلى المشكلة التي طرحتها الدكتورة أم أحمد وهي مشكلة الاختلاط في بعض المؤتمرات مع أنها تعقد في جامعات وكليات إسلامية، نعم جلوس المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل وبروزها على المنصة أمام الرجال وعدسات التصوير أمر مخالف للحياء قبل أن يكون منكراً ظاهراً يترتب عليه مفاسد عديدة رأينا بعضها، ولكن إذا انتشر المنكر وتكرر ألفته النفوس وبردت عن كراهته القلوب.

وقد أعجبتني كثيراً غَيْرةُ الدكتورة أم أحمد ومحاولتها علاج وإنكار هذا الأمر بالحكمة والأسلوب الحسن، و ياليت كل من حضر من الرجال والنساء يكون كأم أحمد، إذاً لزالت أو خفَّت هذه المخالفات، لكن المشكلة أن كثيراً من الناس يكون حضوره سلبياً ويثبطه الشيطان عن القيام بهذا الواجب، وربما كان سبباً أو جزءاً من المشكلة من حيث لا يعلم وكاميرات التصوير لا ترحم.

وغالب ما يذكر من عوائق وصعوبات في موضوع الفصل بين الرجال والنساء ومنح النساء حقهن في الخصوصية هي عوائق وهمية أو سهلة يُمكن التغلب عليها لوكانت هناك إرادة جازمة، وتجربتنا في بلدنا ولله الحمد تثبت ذلك.

وفي كثير من المؤتمرات الإسلامية يكون غالب الحضور يرغب في تخصيص مكان آخر للنساء، ولو في نفس الصالة وإتاحة الفرصة لإلقاء الباحثة ورقتها من مكانها مع عرضها على جهاز العرض ( البروجكتر) وهذا أمر يسير ويؤدي الغرض، فلماذا يرفض بعض المنظمين هذه الطريقة ؟
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 
د إبراهيم الحميضي
جزاكم الله خيراً على هذا الدعم المعنوي ، ورفع الله قدركم ، وقد استعنت ولله الحمد بعرض البوربينت ، من باب شغل الحضور بمتابعة العرض عوضاً عن متابعة صورة الملقي وشخصه ، وكان مفيدا ولله الحمد .
ومما يوسف له ياشيخنا الفاضل تساهل طلبة العلم الشرعي في هذا الباب بدون إنكار أو تغيير ، ومما لفت نظري في حضور المؤتمرات أيضاً جلوس الأخوة الشرعيين في المطاعم لتناول طعام الغداء أو غيره ، مع انسياب صوت الموسيقى التي تعم أرجاء المكان ، وقد دخلت يومها مطعم الفندق الذي تم استضافتنا فيه - في بلد خليجي - ، فاخترت مكانا منزوياً وكان مغطى بالستائر التي تفصلنا عن الرجال ، وصوت الموسيقى يصدح ، فنظرت إلى الأخوة الأفاضل من طلبة العلم الشرعي ، وهم يتناولون طعامهم بدون حرج ، فتحرجت من الموقف وقلت لابني وكان محرمي كيف أجلس في هذا المكان ، فنظر إلي باستغراب ، ولسان حاله يقول : كل من حولي رضي بالوضع ولم ينكر ، فقمت من مكاني وتكلمت مع الأخ المسئول وطلبت منه أن يغلق الموسيقى ، فرد علي بكل احترام وأسرع وبادر فأغلقها ، وهكذا كنت أفعل ولله الحمد في كل مكان أجلس فيه ، وإنني إذا أذكر هذا الموقف ليس من باب الحديث عن نفسي وإبرازها ، ولكن من باب التواصي ياأخوة الدين على إظهار ديننا بقوة في كل مكان نذهب إليه ، فإن لم نتصد للتغيير نحن فمن يغيير ،وإن لم نعالج هذه المنكرات فلا نرضى بها ونجلس مقرين لها ، والله يا أخوة الدين أن السفر إلى المؤتمرات العلمية وحضورها في البلاد التي لا تلتزم بأحكام الشرع فتنة عظيمة ، ولابد يكون لنا دور دعوي وجاد في تبصير الناس بأمور دينهم ، وتذكيرهم بما هم عليه من البعد عن الشرع ، ولا نزكي أنفسنا وبلادنا ، ولكن من رأى أحوال الناس في البلاد الأخرى ليسجد لله شكراً منذ أن تطأ قدمه أرض بلاده ، ولا نقول أن الأمر لا يعنينا فهذا حالهم وطبيعة بلادهم ، فهم إخواننا في الدين ، ولهم علينا حق النصيحة ، وقد كانت ولله الحمد لي علاقات طيبة مع الأخوات في تلك البلاد ، ومناقشات علمية هادفة ومناصحات أخوية ، ولا زلت أتعاهدهم بالنصيحة ولله الحمد ، وقد وجدت ولله الحمد قبولاً ولمست تجاوباً ، وهذا جهد مقل لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولكن لابد منه ولا نستقل شيئاً فربما كان من ورائه نفع عظيم .
 
أخي العزيز الدكتور أحمد بوعود وفقه الله : إضافتك قيمة، ويبدو أن عدم القدرة على تحكيم البحوث يعود في أحيان كثيرة إلى ضعف التمويل المادي للمؤتمر مما لا يمكن معه تمويل التحكيم، فيضطر المنظمون للقيام بالتحكيم المستعجل من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر .
وأما عدم الإتيان بجديد فيعود في الغالب إلى عدم التفرغ العلمي الكافي من قبل الباحثين للبحث العلمي الجاد، والانشغال بأعباء التدريس والعمل وغيرها من تكاليف الحياة التي استغرقت أوقات الباحثين، وشغلتهم عن البحث والقراءة والتدقيق في مسائل العلم، والإبداع العلمي يحتاج إلى انقطاع للعلم ومسائله .

أختي الدكتورة أم أحمد المكية وفقها الله : أشكرك على حرصك وإيجابيتك، وأسأل الله أن يجعلنا وإياك مفاتيح للخير حيثما كنا، وما أجمل التغيير الإيجابي بالتي هي أحسن كما تفعلون جزاكم الله خيراً .


 
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
هذه مقالة للأستاذ محمود الطناحي رحمه الله
رصدت نماذج من السلبيات التي ورد ذكرها في مقال الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله
t1_1.jpg

t2_1.jpg

 
عودة
أعلى