حلقات برنامج بينات للعام 1432 هـ - فيديو ونص

إنضم
7 مايو 2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
بفضل الله تعالى قمت بتفريغ أولى حلقات برنامج بينات لهذا العام وأضعها بين أيديكم للفائدة لكني أوجه من هنا نداء لكل من ترغب من الأخوات بمساعدتي في التفريع أن تراسلني على الخاص للتنسيق أنا ساقوم بالتفريغ المباشر خلال الحلقة وأحتاج من ينقح الحلقة ويستكمل ما يفوتني من التفريغ الأول وهو ليس بكثير فإذا أمكن ذلك أكون شاكرة وممتنة وإلا قد أضطر لتأجيل التفريغ والرفع لما بعد رمضان وذلك بسبب ضيق الوقت عليّ في رمضان نفع الله بكم جميعاً وتقبل منكم.
---------------------
[FONT=&quot]برنامج بينات للعام 1432 هـ[/FONT]
[FONT=&quot]تأملات في سورة النساء [/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة 1[/FONT]
[FONT=&quot]1 رمضان 1432 هـ[/FONT]

[FONT=&quot](يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73) النساء)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه. هذه حلقة جديدة من برنامجكم بينات نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينتقبلها منا ومنكم وأن يتقبل منا جميعاً صالح الأعمال.[/FONT]
[FONT=&quot]كنا قد وصلنا في تفسير سورة النساء عند الآية 71 وهي قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) وقد افتتحت هذه الآية بالنداء المعروف وهو (يا أيها الذين آمنوا) ويقول ابن مسعود إذا سمعت الله يقول (يا أيها الذين آمنوا) فأرعِها سمعك فإنها إما خير تؤمر به أو شرٌ تُنهى عنه. وهذه الآية قد تضمنت أمراً عظيماً وهو أخذ الحذر عند المؤمنين بشكل عام أن يكونوا دائماً حذرين من أعدائهم (خُذُواْ حِذْرَكُمْ) ثم بين ماذا يعمل المؤمنون بأخذ الحذر وهو النفرة. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) إشارة إلى مبدأ مهم من المبادئ التي تكررت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وهو مبدأ الاستعداد في قوله سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ (60) الأنفال) من صور الاعداد هو الاستعداد والتهيئة ولا بد أن يكون الجيش المسلم دائماً على أهبة الاستعداد وهذا المبدأ موجود اليوم في إعداد الجيوش وهو ما يسمونه بحالة واحد، حالة ألف، حالة باء، حالات تأهب أدناها هي الاستعداد البسيط أن يكون الجندي على استعداد للمباغتة فالله تعالى يقول (خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) في هذه الآية إشارة إلى الاستعداد وأن الجيش المسلم والمجاهد ينبغي دائماً أن يكون على حذر في القتال. وحتى في حالات السلم ينبغي أن يكون هناك الحد الأدنى من الاستعداد بحيث أنه يمكن بوقت وجيز تعبئة الجيوش. فهذا الذي يظهر لي من خلال الآية (خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) أن الله سبحانه وتعالى يدعو للإستعداد المبكر لملاقاة الأعداء والأمر الثاني أنه يبين طريقة الاستعداد يمكن لهذا الجيش المسلم أن ينفر بشكل كامل أو ينفر بشكل جماعات متفرقة وهذه مسألة متروكة لاجتهاد القادة الميدانيين وهذا معنى قوله (فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) والثبات جمع ثُبَة في اللغة العربية وهي الجماعة الصغيرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قوله سبحانه وتعالى (يا أيا الذين آمنوا) واضح أنه استئناف ابتداء كلام معنى ذلك أنه منقطع عما قبله لكن أنه يبقى هناك ترابط في جهة المعنى قوله (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ (66) النساء) ذكر ما يتعلق بالجهاد في هذا الموطن. أيضاً نلاحظ في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ) أخذ الحذر إذا نظرنا إلى واقعنا اليوم فإننا نجد مع الأسف أخذ الحذر غير موجود أو نادر والذي يدل على ندرته إذا نظرت لواقع المسلمين اليوم أنك تجد أن بلاد المسلمين الآن مع ما فيها من التشرذم وما فيها من الاختلاف العدو يقصدها لزيادة تقطيع أواصرها كما لاحظنا في السودان انفصل الجنوب عن الشمال بدل ما كانت السودان واحدة انفصلت ولا يستبعد أن تنفصل مناطق أخرى فهذا لا شك منافي لقوله تعالى (خذوا حذركم) وهو يخاطب هذا الإيمان وكل هذه المنطقة العربية هم من الذين يخاطبون بأهل الإيمان. فكم جميل لو رجعنا إلى الآيات وانطلقنا منها لكي يكون هناك نوع من الاتحاد والتآصر. قد يقول قائل أحياناً أن واقع الحكومات الاسلامية لا يسعفها في أن تفعل هذا فيبقى واقع الشعوب يمكن أن تتآالف بطريقة ما ولهذا دائماً سنة الله تعالى السنن الاجتماعية التي ثبتها الله تعالى لا تتغير (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (11) الرعد) فلهذا لا ننتظر أن يكون التغيير من الأعلى بل يمكن أن يكون التغيير من الأسفل إلى الأعلى[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كما حدث في الثورات في الشعوب العربية كان التغيير من أدنى قواعد الشعوب العربية إلى أعلاها. في قوله (خذوا حذركم) وإن كان الدكتور عبد الرحمن أشار إلى أنها أخذ الحيطة والحذر في الحرب كما هو السياق إلا أني أقول أن أخذ الحذر والاحتياط من ورود الآفات بشكل عام ينبغي أن يكون مبدأ عند المؤمن وهو ما يسمى الآن في علم الدفاع المدني ثقافة السلامة تأخذ أعلى معدلات الحذر عند القيام بأي عمل عندما تحمل شيئاً، حتى لما تضع شيئاً في البيت مثلاً أسلاك الكهرباء، كل ما يتصل بحياتنا اليومية، لو أخذنا بهذا المبدأ أخذ الحذر استطعنا أن نسلم من كثير من الأشياء والمشاكل. مثلاً الآن في استعمالات الناس للأدوات الكهربائية تجدهم يستخدمونها بشكل شبه عشوائي فتقع كوارث، حرائق بيوت، هلاك ناس! قبل أيام مررت بأحد الجيران قد حفر حفرة من أجل بناء بيت، وضع الحفرة ولم يضع عليها أي سياج فاستغربت عندما عدت ليلاً وجدت الحفرة عميقة تصل إلى أربعة أمتار لو وقع فيها أحدهم لهلك فأمسكت المقاول وقلت يا أخي كيف طاوعتك نفسك على أن تحفر هذه الحفرة ثم تدعها دون أن يكون هناك شيء للتنبيه عليها؟! قال كنت سأفعل غداً، قلت الليلة لو سقطت فيها سيارة أنت المسؤول لو هلك فيها إنسان أنت المسؤول لو سقط فيها طفل أنت المسؤول، ثم كيف سيكلفك هذا الأمر؟ هل تعلم أنك لو وضعت سياجاً يسيراً أمام هذه الحفرة لتكلفت مائة ريال ولكن لو وقع فيها أحد سيكلفك آلآف الريالات وقد يكلفك نفسك بإهمالك وعدم أخذك الحيطو والحذر! هذا مبدأ مغفل وثقافته عندنا ضعيفة مع أنه في الغرب ثقافته قوية جداً وتجدهم يعلمونك كل الأشياء حتى وأنت تريد أن تحمل متاعك بيدك يعلمونك كيفية الحمل السليم حتى لا تتهتك عندك الأعصاب أو العضلات، يعلمك كيف تركب السيارة، كيف تضع حزام السلامة، هذا المبدأ إذا أخذناه ينبغي لنا أن ننتبه له.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حتى في سورة المائدة في قوله (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ (92)) جاء التحذير هنا أعم من سياق آيات سورة النساء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في الحذر جانب أخص مما ذكره دكتور عبد الرحمن وهو الحذر من الأعداء بشكل عام ليس في جانب الجهاد البدني وجهاد العدة والسلاح وإنما أيضاً في جانب أخذ الحيطة والحذر من مؤامراتهم ومخططاتهم ومن جميع اتصالاتنا وعلاقاتنا بهم، نعلم أنهم أعداء لله ولرسوله وللمؤمنين فيجب علينا أن نحمل كل عمل بيننا وبينهم محملاً يدل على حذرنا منهم وأنهم يتربصون بنا في كل حال ولا يمكن أن يأتوا لنا بخير إلا وهناك شيء ما مصلحة معينة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لعل موضوع التحذير والحذر في القرآن موضوع صالح للنظر والبحث[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا التعبير هنا قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ) ولم يقل يا أيها الذين آمنوا احذورا، هذا التعبير فيه عدة جوانب أولاً كأن هذا الحذر شيء يمكن أن يؤخذ ويُتملك فيها إشارة أنه احذروا حذراً كأنه حذر خاص بكم أنتم تملكونه دون غيركم. الأمر الثاني لم يقل يا أيها الذين آمنوا خذوا الحذر وإنما قال خذوا حذركم أنتم مما يدل على أنكم أناس مستهدفون بشكل كبير جداً والعين عليكم فليكن الحذر الذي تحذرونه أنتم خاصاً بكم حذركم، هذا فيما يبدو لي والله أعلم، والمفورض أننا نتوقف عند اختلاف التعبيرات القرآنية مثلاً (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ) ولم يقل وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وخذوا حذركم، وهنا قال (خذوا حذركم) لا بد أن يكون هناك فرق وهذا شيء أغفلناه نحن في لغتنا المعاصرة ما عدنا نتوقف عند الاختلافات في التعبير بل على العكس إذا اختلف تعبير أحدنا مرة وسئل لماذا قلت في هذا الموضع كذا وفي هذا الموضع كذا؟ فيقول مباشرة: لا تدقق! أنا لم أكن أقصد شيئاً مما قلت العرب في الشعر وفي الجاهلية كانوا يقصدون ما يقولون من تقديم وتأخير ونحوه. ولذلك في القرآن كل تقديم أو تأخير أو تغيير في الصيغة له دلالة مختلفة وينبغي على المتدبر للقرآن أن يتنبه لذلك وإن كان هو لا يظهر له فرق بين هذا التعبير وذاك فليس لأنه لا فرق بينهما وإنما لأنه هو لم يهتدي إلى هذا الفرق[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أذكر في قضية التقديم والتأخير قصة قالوا أن أحدهم كان يسبّ رجلاً ويشتمه وهو مُعرِضٌ عنه فقال السابّ للرجل إياك أعني وقال الآخر وعنك أُعرِض. فقوله إياك أعني مقصودة يعني هذا الحدث حدث خاص بك وذاك رد عليه بنفس الطريقة. فلا شك أن التقديم والتأخير قضية معتبرة جداً وبناء عليها سيبويه رحمه الله تعالى في أساليب العرب وله إشراقات في أساليب العرب اعتمدها كل من جاء بعده في ترتيب قضايا بلاغية عليها لما قال (فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) بدأ بالأقل ثم الأكثر أشار سيبويه في الكتاب أن العرب إذا بدأت فإنها تبدأ بالأقل للأكثر كما أنها تبدأ بالأهم مثل (إياك نعبد) فتقدم الأهم وتقدم الأقل على الأكثر فلهم أساليب وكل موطن له سياقه المعتبر لماذا قدّم هنا وأخّر هنا؟ أحياناً يكون هناك تقديم وتأخير مع تقارب السياقات السياق الجملي وليس السياق العام مثل اللهو اللعب مرة يقدم اللهو على اللعب ومرة يقدم اللعب على اللهو، فهذه كلها لا شك لها اعتبارات وكما ذكرت أننا أعرضنا حتى في كلامنا العادي عن هذه القضايا مع أنها أصلاً معتبراً عند العرب[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مرّ بنا في أول السورة (مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ) مع أننا نعرف أن قضاء الدين مقدّم على الوصية في الميراث ولكن قدمت الوصية لاعتبار لأن الناس يعرضونها للإهمال لأنه ليس لها مُطالِب فالله سبحانه وتعالى تعالى قدمها ليرعاها الناس ولينتبهوا أنها من حق الله عز وجل[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لأنها هي الأهم الآن في هذا الموقف[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا كثير لأنه في القرآن لا يمكن أن يوضع شيء في مكان إلا وقد روعي ذلك المكان، ما وضع اعتباطاً أو أن المسألة جاءت اتفاقاً ونقول هذا داخل في قول الله عز وجل (فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا (9) النساء) كلمة سديداً السداد في الرمي هو إصابة الهدف من دون أدنى ميل هذا السداد إذا قالوا غلام مسدد يعني بلغ غاية الاصابة. تصور لو أن المسلمين في أقوالهم استعملوا السداد فلم يتكلموا إلا به وحذوا حذو القرآن لا أحد يبلغ هذا الشأو في كتاب الله عز وجل ولكن يجتهد في أن يصل في كلامه وعباراته وتأليفه وما يقول للناس وفي اتصاله بالآخرين أن تكون كلماته مدروسة ولن تكون كلماته مدروسة حتى تكون قليلة ولذلك كان الناس يعدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام عدّاً، إذا كثر كلام الإنسان لا بد أن يقع في خطأ.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] انظر الآن لو تأملنا في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) قلنا أن الثبات جمع ثبة وهي المجموعة القليلة من الناس، الله سبحانه وتعالى يدعوك للحذر واتخاذ الحيطة لملاقاة الأعداء في الحرب والقتال والجهاد وإن كان أخذ الحذر مأمور به على وجه العموم لكن هنا في هذا السياق هو الاستعداد للقتال وملاقاة الأعداء ففي قوله (يا أيها الذين آمنوا) أولاً استنفر الله فيك هذه الصفة وهي صفة الإيمان فكأنه يقول يا من اتصفت بهذه الصفة إفعل كذا وكذا. كما تقول العرب إن كنت رجلاً فافعل كذا وكذا فسوف يستفز هذا التحريض من يخاطَب به. الأمر الثانية أنه يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثبات) حتى التعبير بالنفير في القرآن دائماً يكون للحرب ولملاقاة الأعداء كما في قوله سبحانه وتعالى في سورة التوبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ (38)) لم أستقصي لكن أتوقع أن التعبير بالنفير في القرآن كله من أجل الجهاد والقتال (انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً (41) التوبة) إلا في موطن واحد أتذكره وقد يكون هناك غيره للحديث عن طلب العلم (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ (122) التوبة) ويمكن أن يكون للجهاد أيضاً، عبر عن طلب العلم بالنفير وأدخله ضمن آيات الجهاد للإشارة إلى أن طلب العلم من الجهاد. فالشاهد أن التأمل في مثل هذه العبارات القرآنية لو كنا فعلاً نعطيها حقها في التدبر والتأمل لكن بعثنا إلى العمل ولا أدري هل هناك أحد تتبع مواقف السلف سواء من عامة المسلمين أو علمائهم من كان يتوقف عند هذه المسائل؟! على سبيل المثال عندما سمع أحدهم (ألهاككم التكاثر حتى زرتم المقابر) أحد الأعراب فقال اعرابي قال بُعِثوا ورب الكعبة، قال ما دام قال (حتى زرتم المقابر) فمعنى ذلك أن الزائر منقلب الزائر لا يبقى وإنما يزور وينقلب معناه أنه سيتبعه شيء واستنبط منه البعث. أقول مثل هذه العبارات وهذا الموقف الجميل من هذا الأعرابي مع كثير من الآيات وكم من واحد تقرأ أنه قال منعني قوله تعالى كذا، بعثني قوله تعالى كذا و..و. ونحو ذلك من المواقف التي تدل على فهمهم الدقيق لمثل هذه التعبيرات التي ربما نمر عليها اليوم ولا نتوقف وأنا أقول هذا عن الباحثين والمتخصصين فضلاً عن عامة المسلمين الذين يغيب عنهم اشياء ظاهرة في القرآن فضلاً عن دقائق التعبير والتركيب. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ألا تلحظون من إيقاع كلمة نفر السرعة في التلبية والقيام بالواجب وهذه سرعة حسية وخاصة لأننا مأمورون بالمسارعة في الخيرات عامة، سابقوا سارعوا تدل على انه ينبغي للمسلم أن يكون دائماً في المقدمة وأن يكون هناك تلقائية في الاتيان بالأوامر. في الجهاد أوتي بالنفير كلفظ خاص بهذا الموطن أو بهذه الشعيرة لتدل على هذا المعنى لو قيل لنا الآن الجهاد يا جماعة، تقول اصبر لدي برمامج تدريبي لستة أشهر وينبغي أن أخفف الشحوم التي عليّ وأتدرب على الركض حتى أصير لائقاً! قصة طويلة! أين انفروا؟! نحن لسنا مستعدين وقضية النفرة صعبة علينا ولا يمكن أن ننفر بهذه الطريقة. هذا يدل على أن المسلم ينبغي أن يكون باستمرار مستعداً لأن يكون في المقدمة وأن لا يرضى بشيء دون المقدمة. في وصف المنافقين يقول (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى (142) النساء) القيام إلى الصلاة أمر ميسور ومع ذلك إذا قام يقوم وهو يجر نفسه جراً والمؤمن يقوم للجهاد ليس للصلاة يقوم نافراً مسرعاً ساعياً مقداماً ولذلك الصحابة كانوا يتعجبون من نفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعوا صيحة تجمع الناس في الليل وما شعروا إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء وقد كفاهم المؤونة قال لن تراعوا لن تراعوا يعني استقصيت لكم الأمر ورأيت أن ما هناك أحد، قال لقد ركبناه وما وجدناه بحراً يعني الفرس. فانظر إلى نفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انظر إلى نفرة الصحابة في الليل الأليل والظلام البهيم يجتمعون ويخرجون وما قالوا ننتظر للصباح وهذه مصائب الرفاهية التي نحن الآن ضحايا لها![/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ (72) النساء) يخذّل، اصبروا انتظروا الوقت الفلاني أمثل. وفي غزوة تبوك لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج قالوا انتظروا الوقت الآن غير مناسب، شدة الحر (وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ (81) التوبة) الله سبحانه وتعالى ربما ذكرها في بعض المنافقين وأمثالهم وربما بعضهم ليسوا من المنافقين الخُلّص وربما يكونوا من السمّاعين (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ (47) التوبة). أتصور لو كان في زماننا هذا لسمي هؤلاء أصحاب دراسات استشرافية هؤلاء دائماً يستندون إلى أشياء منطقية هذا الوقت حر، العدد قليل، الامكانيات قليلة، العدة قليلة،[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يتكئون على الأسباب المجردة![/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يسمونه بأسماء تروّجه، يسمونه استشراف المستقبل [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخصيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن لا يفهم منه أن الواحد لا يدرس الأمور ويضعها في نصابها ويتوكل على الله ويثق بالله ثقة تامة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولا يفهم منه أنه لا يرى الاستشراف في المستقبل وإنما هو قيد في هذا الموضوع ولذلك كان الاستشراف يمنع من العمل والمبادرة إلى الخيرات.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] من تتبعي وجدت أن القرآن الكريم لا يأمرنا بأن نأخذ كل الأسباب وإنما نأخذ ما نستطيعه نحن من الأسباب (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) ما قال ما يستطاع لأنه الآن لو نحارب عدونا وأُمرنا أن نأخذ ما يستطاع من الأسباب يعني لا بد نحتاج إلى مائة سنة حتى يكون عندنا من المصانع والمعدات والآلآت الحربية مثل الذي عندهم ثم نبدأ الجهاد هذا لم يأمرنا الله به وهذا ينافي مفهوم التوكل الحقيقي الذي ينبغي أن يكون عند المسلم وثقته بالله وتفويض أموره إلى الله سبحانه وتعالى. المطلوب أن تتخذ جميع ما تستطيعه أنت أيها المكلف ثم تكل الباقي إلى الله سبحانه وتعالى. هذه قضية الآن تغيب عند أولئك الذين تشير إليهم يخططون ويقولون هذا أمر لا يمكن لأنك لو تدرسها دراسة مادية تأتيك بالنتيجة هذه حتماً! الآن انظروا للثورات العربية يقول المتشرفون للمستقبل كما حدثني بذلك أحد الإخوة يوم الخميس الماضي يقول كلهم يقولون كل السيناريوهات التي وضعناها للتغيير في الدول العربية ما كان من بينها واحد أن واحد يحرق أحدهم نفسه فتشتعل النار في الأمة العربية كلها وتتغير دولتين خلال شهرين وثلاثة تحتضر والله أعلم بالباقي! ما كان هذا أبداً متصوراً الأمة لها مائتين سنة وهي ترزح تحت ظلم من ورائه ظلم أو من ورائه ظلمات كثيرة جداً وقد تماشت مع هذا الظلم وما أحد توقع هذا لكن سبحان الله التغيير بيد الله وليس بأيدينا! [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالفعل لو تأملنا هذه الأسباب الإلهية التي وضعها الله تعالى في هذه الأمم ولكن كما تفضلتم الإفراط أحياناً في التخطيط وفي الدرسات المادية مع إغفال للمعاني التي يذكرها الله ويكررها، وهناك معارك كانت فاصلة في التاريخ الإسلامي بدر، أُحد، الخندق، فتح مكة، اليرموك، القادسية، مرج دابق، كان هناك تفاوت كبير. وأذكر صلاح الدين الأيوبي لما خرج في حطين كان عددهم 12 ألف وكان الجيش المقابل يزيد عن مائة ألف حتى بعض وزراء صلاح الدين كان يعارض خروجه بحجة أن الوقت والعدد والظروف غير ملائمة بالرغم من أن صلاح الدين كان يعد لذلك سنوات طويلة واتخذ سنوات من الاعداد فخيّر وزراءه وقال أنا سأخرج من أراد أن يخرج فليخرج معي وخرج فعلاً ونصره الله نصراً مؤزراً لا زلنا إلى اليوم نقول حطين، لو فعل مثل هؤلاء المخذلين لو قال (ليبطئن) ليبطئن يعني يؤخرونك لأسباب كثيرة ومختلفة وهذا واقع الآن نحن بأمس الحاجة أن نرجع لمثل هذه الآية ونعدّ أنفسنا في هذه الأمة الاسمية المترامية الأطراف هذا الإعداد القرآني[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (ليبطئنّ) أي يبطّئ غيره، هذا هو الأصل[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (ليبطئنّ) أتصور يبطئون [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هو تبطّأ في أصله، توقع التبطيء لنفسه قبل أن يخرجه لغيره[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما أجمل حتى التعبير (ليبطئنّ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فيها دلالة على التثقيل مثل اثاقلتم في سورة التوبة. لكن التبطيء لا يكون إلا إذا النفس صارت ثقيلة جداً فظهر أثر التبطيء عليها ثم ظهر على لسان ذلك المبطئ: يا ناس الوقت غير مناسب، العدو أكثر تخطيطاً، العدو يعلم عن مثاقيل الذر في أعمالكم، له جواسيس فيكم ويبدأ يتكلم بكلمات تبث الرعب في نفوس المؤمنين وتثقلهم عن ملاقاة أعدائهم. وقد قال الله عز وجل في نفس السورة يبين أنه مهما هوّلنا من أمر الأعداء فإن أمرهم يسير لا سواء قال (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ (104) النساء) لا سواء![/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قال (فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ) سمى الله سبحانه وتعالى الهزيمة مصيبة لأنها الآن هي معركة سيكون فيها فائز وخاسر فالخاسر هو الذي سيصاب بالمصيبة سواء كانت قتلاً أو هزيمة. هذا المبطئ نظره الدنيوي المادي يقول (قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا) يعني حاضراً ولم يقصد الشهادة أي القتل لأنه لا يرجوها ولهذا قالوا إن هؤلاء من المنافقين لأن المؤمنين يتمنون الشهادة فدل السياق على أن المبطّئ هو من المنافقين (قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا) فجعل عدم حضوره وأن لا يصاب بهذه المصيبة جعلها نعمة ومن الله، وكأن الله سبحانه وتعالى يدلنا على أن ظحضورهور مشهد القتال بما يحصل للمسلم سواء قتل فهو شهيد أو جرح أُجر وأو رجع سالماً غنم كل هذه الأحوال أنه هو الذي قد وقعت عليه نعمة الله الحقيقية ولهذا التصورات البشرية والمادية هي تصورات قاصرة لا تنظر إلا إلى الحاضر والمشاهد وتغفل عما وراء ذلك وعلينا نحن المسلمين دائماً إذا العبد المسلم تفكر فيما وراء الحدث وما أعده الله سبحانه وتعالى إن كان أصيب بمصيبة فصبر أو أصيب بنعمة فشكر فهذه لا يعرفها المنافق أو الكافر، عنده محسوس مقابل، خذ وأعطي، عنده مال ويأخذ بضاعة فقط! أما المسلم فعنده حساب آخر غير هذا الحساب، هذا جزء من الحساب ولكن ليس كل الحساب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هاتان الأيتان فيهما مسألة مهمة جداً وهي أن الله سبحانه وتعالى ينبه المسلمين أن هناك في صفوفهم قال (منكم) جعلهم منكم، يعني عدوك المجاهر لك بالعداوة أهون وأسهل في مدافعته من المنافق المندس معك في الصف فهذا تتقيه كما قيل [/FONT]
[FONT=&quot]وإلا فاطرحني واتخذني عدوا أتقيك وتتقيني[/FONT]
[FONT=&quot]هذا عدو ظاهر لكن المنافق الذي معك في الصف يظهر لك الأخوة وهو يبطن لك العداوة ولذلك هنا قال (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)) هذا تحذير من هذا النوع من المنافقين المندسين المنتفعين سمهم ما شئت الذين ينتظرون الفرص، يعني الصادقون المخلصون والمجاهدون في هذه الأمة يبذلون أرواحهم في سبيل الارتقاء بهذه الأمة ونصرة الأمة ورفع الظلم عنها ثم إذا حصّلوا هذه الثمرة جاء هؤلاء المنتفعون لكي يقطفوها ويستغلوها ويركبوا هذه الموجة (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) فيأتون إلى هذه الانجازات وإلى هذه المشروعات فيختطفونها من هؤلاء المخلصين ويحاولون بشكل أو بآخر الالتفاف عليها، هذا واقعنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (منكم) كونه جعل المنافقين من صفكم هذا ملحظ مهم جداً في أن الاسلام يعامل الناس بالظاهر وهذا كان تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم مع المنافقين مع أنه كان يعلم أعيان المنافقين فهذا يفيدنا نحن في قضية التعامل مع المنافقين ودرجات هذا التعامل واختلاف المنافقين، المنافق في الصف المسلم موجود منذ أن بدأ النفاق إلى اليوم وله صور متعددة وأشكال متعددة لكن مهم جداً كيفية التعامل مع المنافق كما أرشد إليه كتاب الله سبحانه وتعالى وكما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم. بمعنى أننا لا يحصل منا تخاذل أو تهاون في تنبيه على أوصاف هؤلاء المنافقين وتحديد الأوصاف بدقة وأن من فعل مثل هذا الفعل فهو منافق، هذا التهاون في التعامل مشكلة كما أن تجاوز التعامل النبوي مشكلة أخرى. ألاحظ أن بعض من يتعامل مع هذا الصنف أحياناً يتجاوز المقدار الشرعي في التعامل مع هؤلاء وهو قد يكون أحياناً صاداً لبعض من يكون فيه شيء من الخير ونحن نعرف قاعدة أنك إذا كنت محسناً في لفظك وفي عملك مع الناس حتى مع هذه الفئة فإنه أولاً تكون قد أعذرت أمام الله وأمام الناس وأمامهم لا يستطيع أن يمسك عليك شيئاً والقضية الثانية أن تكون حجة عليك فتستفيد أنت من هذا التعامل الذي يسمونه الراقي الحضاري مع أنه التعامل الذي شرعه الله تعالى لا يكون عليك أي ممسك عليك لكن لاحظ لو كنت تناقش واحداً من هؤلاء ساعة وأخطأت في عبارة واحدة يتناسى الناس كل حسناتك في هذا اللقاء ولا يتذكرون إلا هذه العبارة! ولا شك أن هذه مرتبطة بقدر الله وكونه يجري الحكمة على العبد لكن من المهم جداً خاصة نحن نعيش ثورة نفاقية كبيرة جداً وارتماء بعض المسلمين إلى الغرب بل إن بعضهم يستدعي الغرب الكافر على إخوانه المسلمين تعالوا انصرونا تأتي المرأة فئام من ابنائنا وبناتنا يستنصرون بأميركا للتدخل في هذه القضية، وغيره طلب من قبل من أميركا التدخل في برامج التعليم وهذه من صور النفاق ويجب على المسلم أن لا يرتمي في أحضان الكفار وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك. هذه الصورة كيف يُتعامل معها؟ كيف تعالج؟ لا بد أن نرجع للمنهج الشرعي في العلاج.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وإن منكم) والله أعلم لم يذكر أنهم منافقون ليشمل المنافقين وليشمل أولئك الذي يستمعون لأطروحاتهم ويتأثرون بمقالاتهم وهم من المسلمين. وقد يكون في المسلمين من هو مسلم وعنده صدق وعنده إيمان لكن لكثرة استماعه لهم ومجالستهم وقراءته مقالاتهم واستماعه لبرامجهم تجده يتأثر بمقالاتهم وينسى هذه الوعود الربانية وينسى هذه الحقائق الإيمانية وينسى أن هؤلاء خونة في الأمة فيستمع إليهم استماع المشفق المستنصح فنقول أن هؤلاء قد أدرجوا في اللفظ إدراجاً قال (وإن منكم) منكم أيها المؤمنون من يستمع إليهم، منكم أيها المؤمنون من ظاهره إيمان وباطنه نفاق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حتى التعبير النفير في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ) ثم قال (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ) يفهم منها أنني أنا طلبت منكم النفير والاسراع والمبادرة ولكنه يوجد بينكم من يريد تقليل السرعة إلى درجة التخذيل تماماً فهذه كلها تدخل تحت التبطيء. واحد يريد أن تطيعوه قليلاً كما قال تعالى (لا تنفروا في الحر) هو لا يعارض النفير مطلقاً بل يعارض التوقيت وذمّه الله سبحانه وتعالى هنا أنها إذا اجتمعت كلمة المسلمين على أمر فإنه من يخالفها فهو يدخل تحت المبطئين. والمسألة الأخرى أنه لا ينبغي التحذير نت التبطيء عن مشروعات الخير وهذا موجود سواء في الجهاد أو فير غيره، في كل مشروع خيري، تريد أن تنشئ قناة فضائية نافعة فتجد من يبطئ، تريد بناء مسجد، أعرف أحدهم جاءني قال أريد أن ابني مسجداً في المكان الفلاني وهو مقبل ومصر فجاءه واحد وقال لا تبني في هذا المكان ابني في مكان بعيد جداً عن هذا الرجل، فقال دعني أرى، فقلت لصاحبي هذا ماذا صنعت؟ أنت منعته من البناء في هذا المكان وفي غيره، قال أنا أردت له الخير فقلت يأ اخي العزيز رُبّ مريد للخير لا يبلغه، ما دام هذا الرجل يريد أن يبني هذ المسجد فدعه يبني هذا المسجد وإن كان ولا بد فليكن في موقف آخر أو في موضع آخر أو بطريقة آخر، فأحياناً الإنسان يسيء من حيث يريد أن يحسن، وصرف الناس عن الخير وصدهم عن مثل هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك ينبغي أن يكون من سياسة المستشار أنه إذا جاءك شخص يستشيرك في مشروع خيري أن تراعي العبارات إذا كان الرجل مقبلاً والمشروع الذي يتحدث عنه بالفعل هو خير وإن لم يكن في نظرك هو الأفضل في هذا الميدان أنك لا تقف في وجه هذا الخير لأنه قد يكون ممن إذا صددته عن الأمر الذي يريده أنه يترك الأمر الذي يريده والذي تريده أنت وهذا الذي يحدث بل شجعه وساعده وأعنه كونه يقوم بأمر مفضول خير من أن لا يقوم لا بمفضول ولا فاضل. ولذلك مرة رأيت شخصاً يريد أن يعمل عملاً فقال له أحدهم الأفضل لك أن تفعل كذا، فقلت الأفضل الذي دعوته إليه لا يصلح له لأنه لن يعمله دعه يكون في ذلك الأمر الذي يشتهيه ويختار وهذه سياسة ينبغي لنا أن ننتبه لها. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا الأفضل لك وليس له[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقد يكون الأفضل له لكن حاله أو إمكاناته الآن لا تعين على الوصول إليه فدعه يقوم بشيء من الخير ثم سيدعوه هذا الخير إلى خير أكثر,[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الجملة الاعتراضية في قوله (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) توقف المتدبر لها، الآن هو قال (منكم)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما رأيك نرجئها للحلقة القادمة نشوّق إخواننا المشاهدين أن يستمعوها أو أن يتأملوها. مشاهدي الكرام إلى هذا المطاف وصلنا في هذه الحلقة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

[/FONT]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رمضان 1432

الحلقة الاولي

جودة عالية
http://www.archive.org/download/simp...01.08.2011.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simp...-01.08.2011.RM

جودة صوت
http://www.archive.org/download/simp...01.08.2011.mp3

رابط الحلقة من موقع الملتقي علي اليوتيوب



لا تنسونا من صالح دعائكم
 
لا حرمك ربي الاجر وجعل ذلك رفعة لك
اود والله ان اعينك واساعدك لكن اجد الوقت لدي كذلك ضيقا ولا سيما قصر همتي
لعل الله يبدلك من هي خيرا مني
 
شاكرة ومقدرة أختي الكريمة زهرة ويكفيني دعاؤك لي بأن يبارك الله تعالى في صحتي وفي وقتي ولولا آلآم أعاني منها ما طلبت المساعدة لكن قدّر الله وما شاء فعل. والحمد لله على كل حال.
هذه هي الحلقة الثانية بفضل الله تعالى وعذراً على التأخير في رفعها.
------------------------
[FONT=&quot]الحلقة الثانية[/FONT]
[FONT=&quot]2 رمضان 1432 هـ[/FONT]
[FONT=&quot](وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73) فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)) [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أما بعد، هذه حلقة جديدة من برنامجكم بينات وقد كنا نتدارس فيها مع المشايخ الكرام هذه السورة العظيمة سورة النساء وتحدثنا في الحلقة الماضية عن أول آيات الجهاد في هذه السورة المباركة وهي قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا) ثم تحدثنا عن موقف أناس بطأوا عن الجهاد قال الله فيهم (وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)) (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)) كنا وصلنا إلى هذا الاعتراض البياني الجميل وهو قوله (لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) وكان د. مساعد يريد أن يتحدث عن هذا الاعتراض وما فيه من بلاغة وجمال فلعله يفتتح هذه الحلقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. كما ذكرت هذه جملة معترضة ولو نحن قرأنا النص بدونها لكانت عندنا (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) فقد أدت المعنى وهي راجعة إلى قوله (منكم) هؤلاء الذين منكم يقولون هذا القول. لكن مجيء (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) أنا ألحظ فيها أن هذا المجتمع المسلم وخصوصاً الذين خرجوا إلى الجهاد وغنموا وأصابوا كأن الله سبحانه وتعالى ينبهنا أن هؤلاء لا يستأثرون بما يأتيهم من الخير بل إنهم يعطون من لم يأتي معهم لأنه قال (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) لم يصيبهم مما أصابهم أي شيء فكأن فيها إشارة إلى هذا النوع من التكاتف والتكافل الاجتماعي وأن هؤلاء الذين خرجوا للجهاد لا يبخلون بما آتاهم الله من فضله على من لم يحضر معهم (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) فما دام بينكم وبينهم مودة فمعنى ذلك أن الخير الذي حصلوا عليه سيصلكم لما بينكم وبينهم من المودة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أمر آخر وهو أن هؤلاء ينظرون إلى المصلحة التي تكون من الجهاد بغض النظر عن معاني الجهاد الأخرى. وهو أنهم ينظرون إلى الجهاد على أنه إن كان فيه غنيمة فهم ينظرون إلى الغنيمة أما نصرة المؤمنين والحرص عليهم والقيام بحقوقهم ودفع العدو عنهم هذا لا يهمهم فهم ينظرون إلى هذه الثمرة الوحيدة يعني المصلحة ترسخت أو تأصلت في شيء واحد وهو الرأسمالية كم ستحصّل من الفلوس هذه هي الثمرة، كم سيموت من الناس؟ ماذا سيحصل من نتائج أخرى؟ هل سيقوم دين الله أن يخسر؟ هذه قضية لا تهمه أبداً، نظرة مادية وهي النظرة الغربية الآن الموجودة، كم تملك أخبرك من أنت، مقامك بقدر ما تملكه والذي يؤكد هذا المعنى قوله (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظالم أهلها (75) النساء) لماذا لا تقاتلون في سبيل الله وفي سبيل هؤلاء المستضعفين؟ فأنا أقاتل في سبيل هؤلاء المستضعفين لأنقذهم من براثن الظلم الذي حل بهم بغض النظر ماذا سيحصل لأن النتيجة العظمى هي نصرة إخواني أما ذاك المنافق أو المبطئ فينظر إليها من زاوية واحدة وبُعد واحد فقط كم سيحصل من المال؟ إن حصلوا مالاً يا ليتني كنت معهم وإن لم يحصلوا مالاً فالحمد لله أن لم أكن معهم ولم أحضر هذا المشهد ولم أشهده.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً من الفوائد في قوله سبحانه وتعالى (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) المودة هي مرتبة زائدة عن المحبة، هي محبة زائدة ولذلك ذكرها الله تعالى في العلاقة بين الزوجين قال (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً (21) الروم) فوصف ما بين الزوجين من الحب والعلاقة أنها مود يود كل واحد منهم الآخر فقوله تعالى (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) فيها إشارة أنها تصل العلاقة بين المسلم الصادق المخلص وبين المنافق الذي يظهر خلاف ما يبطن تصل العلاقة إلى المودة وهي درجة عالية من درجات المحبة فلا تستغرب أنت هذا، كأن الله يقول للمسلمين المؤمنين الصادقين لا تستغرب أن يقع مثل هذا من أناس أنت تكن لهم مودة ومحبة ثم تفاجأ بأنهم لم يكونوا يستحقون ذلك لأنهم يظهرون لك ما لا يبطنون وهذه مسألة أخرى تدل على أن المنافقين يندسون في الصف الاسلامي لدرجة لا تشعر بها ولا تتقوقع أنهم يكونون أناس يصلون إلى هذه الدرجة من المودة بينك وبينهم ولا تظن أنهم يتصفون بهذه الصفة ثم تفاجأ بهم في مثل هذه الظروف وهذه أشرنا إليها سابقاً أن المنافقين يظهرون وتظهر صفاتهم في مواقف حساسة مواقف فتن مواطن التقاء صفوف كما هو هنا الله تعالى يقول انفروا وهم يقولون اصبروا انتظروا الوقت غير مناسب الوقت هذا حر العدد غير مناسب وهذا وقت حساس في التاريخ الاسلامي وقت ملاقاة الأعداء هذا وقت أنت بأمس الحاجة إلى من ينصرك ويثبتك ويقدم في هذا الموطن لكن تجد من يثبطك. هذه فائدة من فوائد الآية عندما عبر (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) أنتم بينكم وبينهم مودة ظهرت في مواطن كثيرة لكن كأنهم يتأسفون على فوات هذه الغنيمة كأن لم يكن بينكم وبينهم أي مودة وعلاقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً في هذا الموضوع نلاحظ قضية الحذر من التردد في المواطن الحاسمة في غزوة أُحد لما إستشار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة هل يخرج لملاقاة عدوه أو يقاتلهم في المدينة شباب الصحابة لحماسهم وغيرتهم وفورة الشباب لديهم قالوا والله لنخرجنّ إليهم والرسول صلى الله عليه وسلم كان يميل إلى البقاء ولكن لما رأى أنهم متحمسون للقاء وهم عدة الجهاد فالنبي صلى الله عليه وسلم لحكمته انصاع لرأيهم دخل بيته ولبس لامة الحرب ثم خرج فالصحابة ندموا وقالوا لعلنا أكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر لا يرغب فيه وبالفعل لما جاؤوا إليه يرغبون إليه في أن يرجعوا إلى رأيه قال ما كان لنبي لبي لأمة الحرب أن ينزعها حتى يقضي الله بينه وبين عدوه. قال المترجمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يقطع شأن التردد لأنه لو قال نعم صار الناس بين شد وجذب وصار لهم هذا التردد الذي يؤثر على نفسياتهم.[/FONT]
[FONT=&quot]قوله عز وجل (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) قوله (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) هل هي أمرٌ للمؤمنين أو أمرٌ لغيرهم؟ وهل هنا (يَشْرُونَ) بمعنى يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة أو يشرون بمعنى يشترون؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] بودي فقط سبق أن ذكرنا في اللقاء السابق قضية عناية العرب بلغتها بالأداء كنت أتمنى لو وقفنا عند فوزاً عظيماً لو قال يا ليتني كنت معهم فأفوز ثم وقف، أدت المعنى أنه يريد الفوز لكن نظرته الددنيوية هذه ليس مجرد الفوز بل الفوز العظيم هو في الحصول على هذا المغنم فأعطانا هذه النفسية الدنيوية المتكالبة على الدنيا كيف تؤكد أن الفوز العظيم عنده هو الحصول على هذه.[/FONT]
[FONT=&quot]قوله (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) هو أمر للمؤمنين ثم وصف هؤلاء الذين يقاتلون في سبيل الله قال (الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ) يشرون يعني يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة يعني يقدمون الحياة الدنيا مقابل أخذ الآخرة لأن شرى هنا بمعنى باع فالعوض هو الحياة الآخرة والمعوض عنه هو الدنيا فأعطى الدنيا وأخذ الآخرة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضري:[/FONT][FONT=&quot] إذن هو خطاب للمؤمنين وحث للمؤمنين على أن يقاتلوا في سبيل الله ووصفهم بأنهم يبيعون الدنيا ليشتروا بها الجنة وما أعد الله عز وجل للمجاهدين والمقاتلين. ويمكن أن يكون خطاباً للمنافقين ويكون يشرون بمعنى يشترون فيكون فليقاتل هؤلاء المبطؤون في سبيل الله الذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة يجب عليهم أن يقاتلوا كان عكس المعنى الأول. والذي يظهر لي أن المعنى الذي ذكرته د. مساعد هو الأظهر لأن قوله (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) كأنه يؤيد أن السياق في حث المؤمنين على القتال في سبيل الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لفظة شرى في اللغة العربية هي من الأضداد، شرى تأتي بمعنى اشترى وشرى تأتي بمعنى باع، فيقوله هنا (الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ) تحتمل المعنيين لكن هناك من ذكر المعنى الثاني[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لما قال (يشرون) على وجهين الوجه الأول خطاب عام للمؤمنين ويدخل فيه المبطئون وخطاب خاص للمبطئين أنه يكون من باب الحثّ ونوع من التوبة لهم عما قالوه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية فيها فائدة جميلة متكررة أن القتال الذي يؤجر عليه هو القتال في سبيل الله فقط والنبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله أحدهم الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل حميّة أيّ ذلك في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. فهو هذا المعنى في قوله (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) يعني لتكون كلمة الله هي العليا ثم وصفهم بوصف على المعنى المقصود الأول (يَشْرُونَ) بمعنى يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة وهم المؤمنون الصادقون فيها حثٌ لهم وتحفيز لهم بأنهم يتخلون عن الدنيا مقابل الآخرة وهذا قد ذكره الله في سورة التوبة (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)) نفس المعنى هنا قال (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ) يعني يبيعونها يأخذون الآخرة ثمناً مقابلاً وهناك قال الله بأن لهم الجنة يعني ليس المقصود يشرون الحياة الدنيا بالآخرة وإنما بالجنة ولكن عبر عنها هنا بالآخرة للإشارة أن مصير هؤلاء المجاهدين الصادقين في الآخرة هو الجنة فعبّر عن الجنة بالآخرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) نحن نعرف أن أهداف الجهاد كثيرة قد يقاتل الانسان من أجل ماله ويكون شهيداً ويقاتل الإنسان من أجل وطنه يدافع عن الوطن الإسلامي وإذا مات مات شهيداً لأجل هذه الغاية ويقاتل من أجل إنقاذ المظلومين من المسلمين فيكف يتسق هذاما ذكرت (في سبيل الله)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يظهر لي أنه لا تعارض أنت عندما يقوم الجهاد فإنه قد يكون لأسباب خاصة إما اعتداء على مالك، عرضك على وطنك على دينك على مظلومين لكنك أنت عندما تنبعث فهو كله ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى ليس الآن عندما ترفع الشعارات القومية الآن من أجل الوطن فيعظِّم شأن الوطن كأنه أعظم من الدين وأنت عندما تدافع عن الوطن تدافع عنه ديانة لله سبحانه وتعالى عن وطن المسلمين وعن ديانة المسلمين وعن أعراض المسلمين وأنت تفعل ذلك صحيح لهذا الساب الخاص ولكنه ابتغاء لمرضاة الله ةطلباً لما عند الله وليس طلباً لمنصب ولا جاه وفي التاريخ الإسلامي قصص من المجاهدين الصادقين الذين حملوا رايات الجهاد ثم لما انتصر الجيش تخلى ورفض أي منصب مما يدل على أنه انبعث ابتداء لنصرة الدين فلما جاءت الغنائم اعتذر ورجع إلى الصفوف الخلفية ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم طوبى لعبد ثم قال إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة. فالعبرة أن النية التي من أجلها جاهد لم تكن المغنم ولم تكن المنصب ولا القيادة وإنما كانت لوجه الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يمكن أن نقول أيضاً أن الغاية التي تحرك المقاتل هو أن يكون لله عز وجل أما الأهداف فتكون متفرقة مرة يكون الهدف رد عدوان المعتدين ومرة يكون نصرة المظلومين ومرة تأديب الناكثين للعهود أو غيرهم فهذه كلها أهداف لكنها تسعى في النهاية لغاية واحدة وهي علو كلمة الله وفي سبيل دين الله وأن تكون النية والمبعث والمقصد الأساسي أن يكون لله عز وجل ليس من أجل كيانه ولا ماله ولا مصالحه الخاصة مما يقاتل عليه الكفار ومن سار على نهجهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عندما تتأمل في سيرة الصحابة رضي الله عنهم وكيف فهموا هذه الآيات، تعال عند عمير بن الحمام في معركة بدر عندما كان معه تمرات في المعركة ثم كما تروي كتب السيرة لئن بقيت حتى آكل هذه التمرات ثم أبدأ أقاتل إنها لحياة طويلة والله تعالى يقول (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فرمى هذه التمرات، إستعجل هذه الشهادة! كيف فهم هو هذه المسألة بكل بساطة، ليس فيها فلسفات ولا تعقيدات فهم أن الله تبارك وتعالى يدعوك إلى السرعة والنفير والاستعجال تقارنه بهذا الذي قال عنه هنا (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) فجعل هذه المغانم التي غنمها الجيش غوز عظيم، فرق كبير بين هاتين النفسيتين! والجميل في التاريخ الاسلامي أنك تجد صوراً كثيرة لعمير بن الحمام، الماء مر على عدد من الجرحى في معركة من المعارك في معركة اليرموك هذا وصله الماء قال أنت تشرب أنت تشرب فلما وصل إلى آخر واحد كان قد مات الأول والثاني وماتوا جميعاً من العطش مع أنهم في أمس الحاجة للماء لأنهم يحملون أخلاق الإيثار والصدق والإخلاص.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] وهذا دليل أن قضية في سبيل الله متحققة عندهم تحققاً تاماً مثل خالد بن الوليد لما جاء الأمر من عمر أن يكون قائد الجيش أبو عبيدة بن الجراح سلّمه خالد بن الوليد وقاتل معه ولم يعترض ولم ينفصل الجيش [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بل لم تناقش هذه القضية أبداً لما تذكرها في التاريخ مع أنه كان قراراً استراتيجيًا كبيراً أن تغير القائد العام للجيوش مع أنه كان في أوج انتصاراته، ما السبب؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن عمر نظر إلى قضية التوحيد وأن النفوس بدأت تتعلق بخالد إن فليغير هذا الذي تتعلق النفوس به ليعلم الناس أن النصر من عند الله وليس من خالد ولا من أبي عبيدة ولا من عمر ولا من سياستنا ولا من عدتنا ولا من عتادنا ولا من شيء آخر. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في قوله في سبيل الله، السبيل هو الطريق فليقاتل في الطريق الذي أراده الله في طريق الله إذا أردنا أن نفسر تفسيراً لفظياً مجرداً لكن لفظة سبيل الله في القرآن وردت في مواطن متعددة وجُل ما ورد في سبيل الله خصوصاً في القتال أن المراد بها الجهاد في سبيل الله يعني الجهاد وقع بحوث ودراسات كان لها أثر حتى على مفهوم المراد بقوله (في سبيل الله في قضية الزكاة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ (60) التوبة) هي في سبيل الله في عموم أعمال البر ووقع خلاف بين العلماء وهناك من ينظر في هذا الخلاف لو كان المراد بعموم البر فما معنى (إنما) وما معنى الأعمال السبعة التي قبلها وكلها خاصة؟ وفيها أعمال برّ، كلها كانت أعمال خاصة وهذه خاصة. لكن بعض العلماء المتقدمين أو المعاصرين جعل في سبيل الله عامة في جميع أنواع البر من أراد أن يبني مسجداً أجازوا له أن يأخذ من أموال الزكاة، من كان عنده حلقة تحفيظ أجازوا أن يأخذ من مال الزكاة لأنه كلها في سبيل الله. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لعل من جمال اللغة العربية وأيضاً من بلاغة كتاب الله تعالى وكلامه أن هذه الألفاظ تحتمل هذه وهذه في اللغة فالذين قالوا أن في سبيل الله خاصة بالجهاد حصوصاً يمكن أنهم يستندون إلى قاعدة وهي عادة القرآن في التعبير عرف قرآني إجمع كل ما ورد (في سبيل الله) في القرآن الكريم تجمعها ستجد أن ربما 98% منها المقصود بها الجهاد فيحمل هذا الموضع الذي وقع فيه الخلاف على هذا العرف وهذا أسلوب صحيح والذين لجأوا إلى أن في سبيل الله أعم من الجهاد في سبيل الله فقط إنما كل أعمال البر سواء بناء المساجد هو دعم لدين الله وتقوية له وتحفيظ القرآن أيضاً هذا وجه صحيح يستفاد من هذا القول في حال السلم عندما تمر سنوات كثيرة على المسلمين وهم في سلم فهل معنى هذا أن يتعطل في سبيل الله؟ فيمكن أن يستفاد من هذا القول الذي عمم في دلالة (في سبيل الله) [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] كأن الذي قال به لمح هذا المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أحب أن أضع فرقاً عند القائلين به، القول بأن في سبيل الله أنواع البر العامة مثل شق الطرق وبناء المساجد قول قال به جماعة لكن الحقيقة أن الآية كأنها تأباه لأن السياق سياق حصر والحصر يأبى التعميم، هذا واحد، يبقى في سبيل الله، ما معنى الجهاد؟ هل الجهاد جهاد السيف فقط أو جهاد السيف والكلمة؟ فالذي يدور الحديث حوله بين المعاصرين الفقهاء هل يدخل جهاد الكلمة في سبيل الله أو لا يدخل؟ المجمع الفقهي في مكة التابع لرابطة العالم الاسلامي غالب المشايخ والعلماء فيه رأوا أن جهاد الكلمة والدعوة داخل ضمن الجهاد في سبيل الله، رأوا أن الجهاد نوعان جهاد برهان وجهاد سنان وأن جهاد السنان داخل بالاجماع لم يختلفوا فيه. هل يدخل جهاد الكلمة فيه أو لا؟ الذي يترجح لي أنا شخصياً وبناء على ما يقوله هؤلاء العلماء أن جهاد الدعوة أيضاً يدخل لأن الدين إنما ينتشر بهما وليس بواحد منهما جهاد كلمة وجهاد سنان ثم إن الله سمى الجهاد بالكلمة جهاداً (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) الفرقان) وصفه بأنه كبير، الجهاد بالقرآن لأنه هو الباقي وهو الدائم وهو الذي يصلح للمسلمين في كل حال أما جهاد السنان فيكون في حال القوة وفي حال الدولة وفي حال الفيئة فالذي يظهر والله أعلم أن ما كان من جهاد الكلمة ككفالة الدعاة وطباعة الكتب وإنشاء القنوات الفضائية والبرامج الاسلامية والإذاعات وغيرها مما هو دعوة ودفاع عن الدين وبيان لحقيقة هذا الدين أنه داخل في سبيل الله أما ما كان من أعمال البر العامة مثل كفالة الأيتام وشق الطرق وحفر الأنهار فهذا من أعمال البر التي لا تؤخذ من أموال الزكاة. ومن دقائق هذه المسألة أن شيخنا عبد الله ابن جبرين رحمة الله تعالى سئل عن بناء المساجد في الدول الضعيفة والتي فيها الدعوة إلى الله عز وجل هل تبنى من الزكاة أو لا؟ فقال إن كان يترتب عليها بقاء الدين وإذا الناس يرتدون فتبنى من الزكاة لأنها أصبحت من أنواع الجهاد أما إذا كانت في بلاد المسلمين العامة يعني لو ما بني في الرياض مسجد مثلاً يصلي الناس في دكان في حديقة في أي مكان لا يضرهم ذلك بينما أولئك يضرهم أن لا يبنى لهم مسجد فيكون سبباً في الردة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) لم يقل ومن يقاتل في سبيله، [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تقصد يضمر بعد الإظهار، أظهر في الآية التي قبلها [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لأنه عادة يكون الاضمار بعد الاظهار لكنه صار إظهاراً بعده إظهار خاصة بعد لفظ الجلالة هنا الذي فيه تربية المهابة وفيه تعليق النفوس بهذا الإله العظيم سبحانه وتعالى فتكرار الاسم مقصود وهناك جانب وهو محبة المسلمين لهذا الاسم والشيء المحبب يُعاد ويُكرر ويتلذذ في التعبير عنه مرة بعد مرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" كرر ولم يقل فهجرته إليه، "ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر له" لم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذا مهم جداً[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا الأسلوب في الكلام كان مقصوداً عند العرب في وقت نزول القرآن الكريم وما قبله، مقصود في كلامه العادي وفي شعرهم وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم هنا، عندما يُظهر هو يقصد هذا الاظهار وعندما يُضمر هو يقصد هذا الاضمار، أنت إبحث عن السرّ ولذلك حتى في الشعر الجاهلي يمكن أن تبحث عن أسرار الإضمار والإخفاء فهم يقصدون هذا المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عندنا مقابلة بين (عظيما) في الآية السابقة و (عظيما) في الآية التي تليها تبين أن العظمة فيما عظّمه الله سبحانه وتعالى، هؤلاء المنافقون أو المبطئون بشكل أدق قال (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) هو يصف العظمة من وجهة نظره بأنها في نيل هذا الحطام لكن الله يقابله ويعارضه فيقول (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) العظمة حقيقةً في الأجر الذي أعده الله لهؤلاء المقاتلين في الآخرة وليس فيما ذكرتم، كذبتم فيما قلتم فهذا الحطام لا يمكن أن يكون عظيماً كما قال صلى الله عليه وسلم "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء" تصور هوانها على الله عز وجل! [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني لو كانت بهذه المثابة تساوي جناح بعضوة لكانت تعتبر ثمينة لدرجة أنه لن يسقي الكافر منها شربة ماء[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لذلك هي أدنى من جناح البعوضة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما أجمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم هنا في تهوين شأن الدنيا! في المعنى الذي ذكره د. مساعد (فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ) فقدم الله سبحانه وتعالى ما تكرهه النفوس وهو الأعلى عنده وعندما قال سبحانه وتعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم (216) البقرة) فقدم الله سبحانه وتعالى ما يعرفه من طبيعة النفس البشرية أنها تكره القتل والقتال والمواجهة هذه طبيعة النفس البشرية[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهو الأحب إلى الله سبحانه وتعالى[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فالله سبحانه وتعالى قدم ما تكرهه النفوس لأنه أعظم أجراً والأمر الثاني حتى تعلم وأنت تدخل المعركة أن المسألة ليست لعباً وعبثاً وإنما فيها قتل ولذلك قال تعالى في سورة التوبة (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) قدّم هنا قتلهم لغيرهم على قتل أنفسهم تحريضاً لهم على الدخول في المعركة وهنا قال (فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ) فقدم ما تكرهه النفوس على ما تحبه فهي تكره القتل وتحب الغلبة والفوز وهذا إشارة إلى أن هذا وإن كان مكروهاً لكم ونفوسكم تتردد في قبوله إلا أنه أحب وأنه أكثر أجراً ولذلك قال (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ولو تأملنا النظم قال (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) رتب الأجر العظيم على المقاتلة، قال (فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ) لأنها هذه الأحوال التي تكون إما قتل وإما غلبة [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إن قاتلت فلك الأجر[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قال (فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ) ليس هناك إلا هاتين الحالتين فمن يُقتَل فله أجر عظيم ومن يغلِب فله أجر عظيم لأن المقصود هو القتال في سبيل الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لم يقل هنا فيَقتل أو يُقتل كما في آية أخرى وإنما قال (فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ) لأنه قد تكون الغلبة بغير القتل لأنك قد تهزمهم ولا تغلبهم، فعبر بالغلبة ولم يعبر بالقتل فقال هنا (فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ) لم يقل فيُقتل ويَقتِل وفعلاً قد يكون غلبته إما بقتل غيره أو بهزيمته وردعه دون أن يُقتل الطرف المقابل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (أَجْرًا) هذا التنكير يقول فيه العلماء هذا للتعظيم والتكثير بحيث يتصور الإنسان شيء هائل لا يمكن أن يحد ولا يوصف ثم زاد في وصف عظمته بأنه يقول عظيماً ولو قال أجرا لكان دالاً على هذه العظمة فكيف وقد وُصِف؟! ومن مَنْ؟ من الله تعالى الذي وصف نفسه (من أصدق من الله قيلا) (ومن أصدق من الله حديثا). لعلنا نصل في نهاية المطاف إلى هذه الآية نسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن ينفعنا بالقرآن العظيم وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/FONT]
 
الحلقة الثالثة – 3 رمضان 1432 هـ

(وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76))

د. مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. أيها الإخوة الفضلاء المستمعون نبتدئ هذه الحلقة من حلقات برنامجكم بينات بقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) نبتدئ هذ الحلقة بتعليقات على هذه الآيات فعلى بركة الله.
د. الخضيري: يقول الله عز وجل (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) هذه الآية جاءت بعد أن حثّ الله المؤمنين على الجهاد والنفير في سبيله ثُبات أو انفروا جميعاً ثم حذر من التبطيء عن الجهاد والتخذيل عنه وذكر حال هؤلاء المخذلين ونفّر من صفاتهم ذكر بعد ذلك فضل الجهاد في سبيل الله ورغب فيه وكان هذا بمثابة التقدمة لهذه الآية التي فيها التهييج للقتال في سبيل الله عز وجل فقال (يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) ولما ذكر هذا الفضل ذكر بعده العتاب لماذا تتركون الجهاد وهناك أناس مستضعفون يحتاجون إل أن تقفوا بجانبهم وتنصروهم؟ فقال عز وجل (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) وقوله (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) يعني وفي سبيل المستضعفين من أجل هؤلاء المستضعفين سواء كانوا رجالاً أو نساء أو ولداناً فإن قيل يكون يكون رجال مستضعفون؟ هناك رجال بالفعل استضعفوا في مكة فمنعوا من الهجرة وقيدوا مثل ما حصل لأبي بصير وأبي جندل وغيرهم من الصحابة الكبار الذين أوذوا أذى شديداً فالله تعالى يهييج المؤمنين ويقول ألا تنصرون إخوانكم ألا تقفون بجوارهم؟
د. مساعد: كأنه يجمع بين العتاب والتحريض، عتاب مشوب بالتحريض والتهييج ولهذا موقع الآية في قضية لما ذكر الجهاد وفضله بيّن أحد أسباب الجهاد وهو نصرة المستضعفين والمظلومين. في قضية نصرة المستضعفين الآن مع الأسف في قضية المصطلحات واستخدام العبارات المعاصرة استخدام عبارة "الانسانية" يعني من الانسانية أن تنصر المستضعف هو هذا لا شك صحيح فطرة الله في الإنسان أنه لا يرضى الظلم لا عليه ولا على غيره فيستنصره الانسان (انقطع الصوت هنا لثواني قليلة) لا لمسلم ولا لغير مسلم ولهذا لا يعرف في الاسلام أن أحداً أُهين بسبب دينه ولهذا عاش النصارى ردحاً طويلاً من الزمن وعاش اليهود كذلك في أمان وسلام ما يقع مما يذكر في التاريخ في بعض المواطن وهي قليلة ونادرة جداً هي لا تمثل شريعة الاسلام وإنما تمثل أخطاء وقعت من بعض الأشخاص، لا ننزه المجتمع المسلم أن يكون وقع فيه شيء من الظلم على بعض هؤلاء الفئات وإلا لو كان هذا مقصوداً أين الإبادة الاسلامية لهذه المجتمعات التي لا زالت إلى اليوم موجودة بخلاف ما نراه اليوم من المجتمع الكافر الغربي وحرصه على إبادة المسلمين وعلى إضعاف المسلمين في كل مكان. ولهذا نقول إن قضية نصرة المسلمين في أي مكان هذا مطلب شرعي بلا خلاف. ونصرة الإنسان خصوصاً إذا كان بينه وبين المسلمين شيء من الحلف يدخل في هذا الأمر. لكن الذي أحب أن ننتبه له أنه حينما نتكلم في هذه الأمور يجب أن تكون منطلقاتنا شرعية ولا تؤثر علينا ثقافة الإعلام أو ثقافة الغرب في تحوير المصطلحات من مصطلحات شرعية إلى مصطلحات عامة.
د. الشهري: هذه الآية فيها إشارة إلى مشروعية نصرة المظلوم وأنه من المقاصد التي حثّ الاسلام على تلبيتها. اليوم في عالمنا اليوم تلاحظون عندما تظلم الشعوب الآن في مواضع متفرقة في العالم فإن الدول الغربية ومجلس الأمن والمنظمات الدولية بصفة عامة تتنادى إلى شجب والاستنكار والتنديد وربما تهب إلى نصرة المظلوم لكن هناك انتقائية في هذا الأمر فمثلاً عندما يكون المظلومون من المسلمين في الغالب مثل فلسطين على سبيل المثال، قضية المسلمين في فلسطين قضية واضحة العدالة الشعب المسلم في فلسطين هو صاحب الأرض وهو صاحب الحق ويأتي شعوب اليهود من أنحاء العام فيخرجونهم من بيوتهم ويطردونهم ويحتلون بيوتهم وهذه قضية واضحة للعالم ورغم ذلك تتحيز المنظمات الدولية مع الظالم على المظلوم. في حين في مواقع أخرى تحتلف المقاييس. هنا في هذه الآية الله تعالى يجعل للمظلوم حق (فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا (33) الإسراء) فهذه آية توضح أن الاسلام يدعو إلى نصرة المظلوم أياً كان موضعه أياً كان لونه أياً كان عرقه (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) ففيه إشارة إلى نصرة المظلوم وأنه مبدأ إسلامي واضح وصريح وهذه فيها إشارة إلى مسألة حقوق الإنسان عندما ينادى الآن بأن الحضارة المعاصرة هي التي دعت إلى حقوق الإنسان في حين أن الاسلام هو الذي كفل مثل هذه المواثيق. مسألة ثانية هي مسألة مشروعية الهجرة من بلاد الظلم والخروج منها إلى بلاد العدل ولذلك تذكرون النبي صلى الله عليه وسلم لما نصح بعض المسلمين الأوائل وهو في مكة، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة وقال عليه الصلاة والسلام في تعليل ذلك إن بها ملكاً صالحاً لا يظلم عنده أحد فأشار إلى أن البيئة التي سوف ينتقلون إليها بيئة عدل وهذه من أهم ما يعين المسلم على القيام بشعائر الله سبحانه وتعالى في بلاده. الآن تلاحظون أن كثيراً من المسلمين بدأوا يهاجرون من بلادهم إلى بلاد الكفر حتى يقيموا دينهم، هذا واقع وكم لقينا من المسلمين ممن هاجر من بعض البلاد الاسلامية التي يضيق عليه فيها في إقامة دينه وفي تربية أبنائه تربية اسلامية صحيحة إلى بلاد كفار ولكنها تسمح له بممارسة دينه بحرية تامة وتعينه على ذلك. ففي قوله (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) والمقصود بها هنا مكة
د. مساعد: الترتيب بدأ بالرجال لأنه لا يتصور وجه الضعف فيهم والله أعلم فبدأ بهم لأنه عادة الرجال أن يكون ذوو قوة
د. الخضيري: يعني الضعف ليس أصلاً فيهم
د. مساعد: لذلك الصعف في النساء والولدان في أول السورة ولذا قلنا أنها سورة الضعفاء وترعى حقوق الضعفاء وهذا منها يعني ترعى حقوق الضعفاء حتى من الرجال الذين صارالضعف طاغياً عليهم سواء بالقيد مثلما حصل للرجلين اللذين ذكرناهما وسواء الضعف بالكبر يكون كبيراً بالسن وهو مسلم فيكون مستضعفاً فإذن هو المقصود القيد الضعف في الرجال، والنساء والولدان لذا رتبها الرجال ثم النساء ثم الولدان أي الصبيان
د. الخضيري: هذه الآية فيها إشارة إلى هدف من أهداف الجهاد وهو نصرة المظلوم أو الضعيف كما ذكرتم. أشارت آيات أخرى إلى أهداف أخرى مع تحقيق الغاية أن يكون في سبيل الله. ولذلك لاحظ أعادها مرة أخرى قال (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه (39) الأنفال) هذا أيضاً هدف آخر إذا جاء ناس يريدون أن يفتنوا الناس عن دينهم يفتنونهم بأن يكثروا لهم الشهوات والمغريات والفتن التي تصرف الناس عن دينهم ولذلك يُشرَع للمسلمين قتال أعدائهم طلباً من أجل أن يطفئوا الفتنة وخصوصاً الآن في هذا الزمن. ما الذي أعلى من شأن الكفار وجعل فتنتهم تصل إلى ديار المسلمين وتخترق بيوتهم إلا أن الكفار صارت لهم صولة وجولة وصاروا يتصرفون كيفما شاؤوا وصاروا يبثون الفتنة علينا ويغزوننا بها وصرنا لا ندري كيف ندافعهم، تصوروا لو أننا نحن أدرنا المعركة وصرنا نقاتلهم في بلادهم وصار لنا جيوش اسلامية على ثغور المسلمين كل من رأوا أنه رفع رأسه في الكفر أدبوه ووضعوه في مقامه ترهبوه يعني ردع والله لينشغلون بأنفسهم ولا يمكن أن يحدثوا أنفسهم بأن يرسلوا لنا شيئاً من فتنتهم. واليوم فتن كثير من المسلمين بمظاهر ومباهج الحياة الغربية علماً أن كثيراً من المسلمين عنده قناعة دينية يقول هؤلاء ضائعون ولكن ما ذلك يتابع هؤلاء الغربيين لماذا؟ ما يصبر على هذه الفتن والمباهج التي تعرض أمامه ما يصبر على أن يلاحقها ويتابعها ويقوم بها
د. مساعد: نرجع إلى قضية المصطلحات وقضية النظر فيما جاء في الشريعة ألاحظ بعض الفضلاء من أهل العلم إذا جاء يتكلم عن الجهاد كأنه يتكلم عن أمر يريد أن يستره وكأنه من عيوب الاسلام وهذه مشكلة ويركز على جهاد الدفع وأنه هو الأصل وليس جهاد الطلب وهذا غريب، كيف انتشر إذن الاسلام؟ مفهوم الجهاد في الإسلام سيم ظلماً بقصور النظر في مرادات الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر لأن أول قضية أن هذا الأمر ليس مني ولا وإنما من الله سبحانه وتعالى فإذا أردت أن تستدرك فهل تستطيع أن تستدرك على الله سبحانه وتعالى؟! الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر (وقاتلوهم) وأمر بالجهاد في مواطن فإذن جهاد الطلب هذا أصل واضح بلا ريب لا يعني عدم وجود جهاد الدفع لكن هذا هو الأصل. وإلا كيف انتشر الإسلام؟ ولماذا خرج الصحابة من جزيرة العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن استب الأمر لأبي بكر؟ لماذا خرج أبو بكر يغازي الروم والفرس؟ إلا لأنهم يعلمون أنهم أُمروا أن يوصلوا هذه الرسالة إلى جميع العالن. فإن أوصلت هذه الرسالة من دون دماء كما حصل في أندونيسيا والفليبين فالحمد لله لم يقتل أحد في نشر هذا الدين وإنما كان التجار المسلمون يخرجون من اليمن وحضرموت إلى هذه البلاد فانتشر الاسلام بحسن معاملتهم. فلم يكن هناك إراقة دماء لكن إذا جئت تدعو إلى الله فاعترض طريقك أمثال هؤلاء فأنت مضطر إلى قتالهم لكي توصل رسالة الله للناس. فإذن هذا ليس حقاً ننتزعه من الناس لذات أنفسنا وإنما هو حق أمر الله سبحانه وتعالى به ومن قرأ في الجهاد حتى من علماء الغرب يعلم أن هذه الأوامر ليست أوامر بشرية وإن كانوا يحرصون في كثير من الأحيان على صرفها لمحمد صلى الله عليه وسلم إدّعاء للبشرية فيه لكن كل ما جاء من هذه الأوامر هي إلهية فلماذا نحن نتخاذل في تقديم هذا الأمر أو يكون عندنا تصورات فيها غبش ومحاولة أن يكون الانسان دبلوماسياً في الحديث مع الغرب وغيرهم مع أن الأمر واضح جداً في أن الله تعالى أراد منا إقامة هذا الجهاد لتبليغ هذا الدين وليس المقصود إراقة الدماء بحد ذاتها وإلا فالغرب الكافر أكثر منا إراقة للدماء.
د. الشهري: والسبب في ذلك والله أعلم أن هذا الأمر قد شُوّه عندنا أشياء في الدين الإسلامي كثيرة مثل الجهاد مثل حجاب المرأة وقضايا الزواج من أربع أو من أكثر من واحدة وغيرها تعرضت للتشويه على مدار الـ 200 أو الـ 300 سنة الماضية وكانت الشوكة فيها للمستشرقين والمطابع الغربية ثم اضف إلى ذلك الإعلام المعاصر الآن شوهت هذه الحقائق ولذلك عندما يأتي المسلمون لكي يحاولوا أن يصححوا وينقلوا الصورة الحقيقية أنت الآن عندما تقابل بعض علماء الغربيين الآن فتشرح له الحقيقة فقط يستغرب ويقول المشهور غير ذلك والذي نعرفه غير ذلك. لذلك الغربيون الذين يقرأون التاريخ الإسلامي مثل صاحب كتاب حضارة العرب اسمه غوستاف لوبون وهو مستشرق فرنسي وكتابه مطبوع من قديم ترجمه عادل زعيتر مترجم فلسطيني يقول أنه لم تعرف الأمم حضارة ولا لين أرحم من العرب ومن المسلمين فإنهم كانوا لا يقتلون الضعيف ولا يقتلون المرأة ولا يجهزون على الجريح وكانت عندهم مبادئ التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم مبادئ واضحة ولا يغدرون ولا يخونون وهذه من أصول ديننا ونحن نفخر بها. هم ليس عندهم هذه المبادئ في حروبهم فالشاهد أن هذه الشياء تعرضت لتشويه كبير جداً لذلك اليوم نحن عندما نشاهد هذا أو نقرأ في الأدبيات الغربية أو في وسائل الاعلام الغربية لا نستغرب لأنهم عملوا طيلة السنوات الماضية كلها على تشويه هذا الدين وبعضهم يعرف الحق ويشوهه وبعضهم عن جهل لم يقرأ القرآن بشكل صحيح لم يعرف القرآن بشكل صحيح ولذلك تجد من أسلم منهم اليوم يستغرب من هذه الحقائق التي يطلع عليها لأول مرة. تذكرون كتاب موريس بوكاي "التوراة والانجيل والقرآن" وكيف لما وزان بينها اكتشف أن الفرق كبير وأن القرآن الكريم لا يمكن أن يقارن بهذه الكتب المحرفة وأن ما ذكره الله فيه تطابق مع ما أثبته العلم المعاصر خاصة الأمور الطبية وما يتعلق بها. فهذا تعليق على قولك أن البعض يتكلم عن الجهاد اليوم باستحياء لأن مفهوم الجهاد في سبيل الله مشوه اليوم
د. مساعد: لكن لماذا يزيد التشويه تشويهاً؟!
د. الخضيري: ويحرف النصوص الواضحة ويغير المعاني، النصوص واضحة ولو كانت نصوص الجهاد من النصوص الملبسة لعذرناه لكن لكثرتها في القرآن والسنة ووضوحها في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التشويه فيها يكاد يكون صعباً جداً ولذلك تجد الذي يلوي أعناق النصوص فيها تنفر منه الطباع السليمة
د. مساعد: سبق أن ذكرنا قاعدة مهمة جداً عندما نريد أن نناقش مسألة في الاسلام لا نناقشها منفردة، عندما تريد أن تناقش الجهاد لا تناقش الجهاد بعيداً عن السياق الاسلامي. على سبيل المثال الرسول صلى الله عليه وسلم بعث سرية صغيرة لقتل كعب بن الأشرف اليهودي، يعني اغتيال، لو أخذت هذه وجردتها عن جميع السياقات فستكون مشوهة لكن أنت حين إذا أدخلتها في سياقها ومن هو كعب بن الأشرف؟ ماذا فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم ماذا حصل منه؟ ثم نظرت إليها ستجد أن الأمر
د. الخضيري: وتنظر إلى العهود والمواثيق التي أجراها النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود وأن أي إخلال بها يجعل هذه المواثيق بالنسبة لهذا الرجل غير عاملة. هنا قضية تأكيد لما أسلفتم. أنتم الآن تريدون تشويه صورة الجهاد عند المسلمين وفي الاسم، ما هو البديل؟ تريدون أن نكون ماذا؟ أنت تستسلم ولكن العدو باقي وحامل السلاح. البديل هو الصورة الموجودة في العالم من قديم الزمان إلى اليوم العالم لا يكف عن الحرب والقتال حتى لو لم يكن هناك إسلام. الحرب العالمية قامت ولم يكن المسلمون طرفاً فيها وكم أبيد فيها؟ أبيد في واحدة أربعين مليون وفي الثانية عشرين مليوناً! تصور هذه الأعداد! النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن قام علم الجهاد إلى أن توفي عدد القتلى من الفريقين لم يتجاوزوا أكثر من 2500 من الفريقين تصور! يقول الله عز وجل (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا (64) المائدة) يصف هؤلاء الكفار. الآن يقولون لنا المواثيق الدولية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية وغيرها يا جماعة هذا الكلام لم يتم يوماً في البشرية لأن طباع الناس (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب) طبع الإنسان هكذا متى رأى في نفسه القوة طغى!
د. الشهري: انظر ابن آدم أول ما بدأت البشرية!
د. مساعد: الصرب وما فعلوه
د. الخضيري: وإلى اليوم وإلى غد
د. مساعد: بل تستخدم المواثيق الدولية لقتل الأبرياء
د. الخضيري: الآن في مقاتل الأميركان وغيرهم في العالم لو تأملت لوجدت أن أكثر من يُقتل مدنيون لأن أميركا لا تقيم وزناً للبشر! مقاتل موجود في القرية الفلانية تدك القرية كلها لأن فيها إراهبيين! ما ذنب هؤلاء الأطفال والعُزّل؟! كيف تقاتل بهذه الطريقة؟ تطلع طائرة بي 52 وتدك القرية كلها، الآن تسمع في المقاتل في الباكستان وفي غيرها هذه الأيام تجد أنها من هذا النوع طائرة أميركية من دون طيار فيها عدد من القاذفات تضرب الناس لماذا؟ سوق كامل يُدكّ فيه 400 إنسان من أجل اشتباه أن فيها ارهابي واحد! ثم تذهب هذه الدماء هدراً لا أحد يعوضها ولا أحد يتكلم عنها! هل هذه هي الصورة البديلة؟! هل عندكم أنتم الآن وأنتم تتحدثون وعن الجهاد في الاسلام هل عندكم صورة بديلة يعني انظر إلى النموذج الفلاني لنرى هل نحن قريبون منه أم بعيدون
د. الشهري: هناك نماذج نظرية! هناك كلام على الورق
د. الخضيري: هذا كثير ونقرأه في الصحف اليومية لكن أين هو! حتى أميركا التي تريد أن تؤدب العالم الإسلامي وتقضي على الإرهاب ماذا تفعل؟ هي تريد أن يقف إرهاب أشخاص ليبدأ إرهاب دول، دخلت العراق بحجة واحدة أسلحة الدمار الشامل جلست عشر سنوات تبحث عن أسلحة دمار شامل في العراق ما وجدتها قالت نقيم الحرب من أجلها قامت الحرب وقتلت مليون عراقي وفي النهاية ما وجدت أسلحة دمار شامل! وهل خرجت أميركا؟ ما خرجت أميركا وما توقف القتل وإلى اليوم!
د. مساعد: في قوله (الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) يأتي في القرآن (مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً) توصف القرية بالظلم هنا جعل الظلم للأهل تنزيهاً لهذا البلدة التي هي مكة لأن قلنا أن المراد بالقرية هنا هي مكة فهذا من تشريف مكة وهذا من الدقائق اللطيفة جداً التي قد يغفل عنها القارئ ولا يلتفت إليها لكن إذا تأمل وجمع النظائر سيسأل نفسه لماذا في آيات أخرى يقول (مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً) وهنا (الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) هذا نوع من الاستطراد فالمراد والله أعلم أو أحد فوائد هذا النظم هو تشريف مكة أن تنسب إلى الظلم وتكون ظالمة.
د. الخصيري: في قوله (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) فيها مشروعية الدعاء للضعفاء وأنهم لا يكفون عن ذلك فالنصر يأتيهم ليس بسبب من المسلمين وحدهم أو من الله عز وجل ينصرهم دون أن يكون منهم شيء وهذا يدلنا على أن الضعيف عنده مجالات للعمل والانتصار منها أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) تجد بعض الناس يهوّ، من شأن الدعاء ويقول يا أخي كلما وقع شيء تقولوا عليكم بالدعاء!
د. الشهري: الدعاء أقوى سلاح وإن كان ينظر إليه اليوم على أنه سلاح العاجز وهذا ليس بصحيح. ثم أضف إلى ذلك أن الله تعالى وعد بإجابة دعوة المظلوم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب إشارة إلى أنها مستجابة
د. الخضيري: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)
د. مساعد: وفي المضطر لم يحدد إن كان مسلماً أو غير مسلم. لكن أيضاً من الأسباب التي تجعل بعض الناس لا يأبه بالدعاء أو يضعف عنده قيمة الدعاء ظنه أن الدعاء يلزم منه الاستجابة المباشرة أو يرى بعضهم أنه يعيش سنة وسنتين وعشر وهو ظالم ويقول كم دعونا على هذا وما حصل شيئاً وهذا نوع من الجهل بقضاء الله وقدره، من قال لك أنه يلزم الاستجابة لك استجابة مباشرة. وسبق أن ذكرنا أحوال الدعاء ثلاثة إما أن تستجاب الدعوة وإما أن يصرف بها سوء عنك يعني إنسان دعا قال يا رب ارزقني مالاً، ارزقني زوجة أو كذا ولم يحصل له لكن قد يصرف الله عنه السوء ما لا يدري عنه هو وكم مرة الإنسان يكون غافلاً وهو يقود سيارته وفجأة يتنبه فيقف بسرعة وإلا كان وقع في داهية فحينما يقع مثل هذا ليعلم أنها إما بسبب دعاء أو عبادة له من العبادات فنجاه الله بها. وإما أن يدخرها عنده وهذه أفضل الثلاثة تبقى له ليوم القيامة فيرى خيرها ويرى ما يعطيه الله سبحانه وتعالى من الأجر العظيم على هذا الدعاء. إذن فأنت في الدعاء رابح على كل حال.
د. الخضيري: أنا مرت بي أنا نزلنا في أحد المطارات فأحد النصارى أراد أن يردنا ونحن ثلاثة كيداً مع أنه معنا تأشيرات فلما جلسنا عرفنا أن الرجل يكيد لنا حتى أنه أخذ التذاكر وأرسلها للكاونتر من أجل قطع بطاقة صعود الطائرة التي جئنا بها وفي النهاية يقول تريدون أن ترجعون معكم متاعكم أو من دون متاع؟ انتهى كل شيء وأنتم سترجعون فكان الضابط يمسكنا بيدنا ويسير بنا باتجاه الطائرة قلت لصاحبي نطلق أيدينا ونصلي والله يا إخواني في صلاتي ما قرأت إلا (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (62) النمل) ما أقول أنه غاب عني القرآن لكن أريد أن أستحضر آية بسهولة على لساني فما جاءت إلا هذه فصلينا الظهر والعصر جمعاً وقصراً وبقينا ثلاث ساعات ونصف ونحن في نقاش وحوار وجدال ظاهر فيه البغي والظلم علينا سلمنا من الصلاة وإذا صاحبي يأتي من آخر المطار الذي هو من أهل البلد وكان مستقبلاً لنا ويقول بيده أن الموضوع انتهى وأنا غير مصدق لأن الضابط فوق رؤوسنا ولا يدري ويقول هيا، قال صاحبي انتهى الموضوع والضابط يقول امشوا وصاحبي قال انتهى الموضوع فقال اتصلت على الشيخ فلان والشيخ فلان يعرف مستشار الرئيس اتصل على مستشار الرئيس وهو مسلم فاتصل على وزير الداخلية ووزير الداخلية اتصل على مدير الجوازات ومدير الجوازات اتصل على جوازات المطار قال ناس جاؤوكم بتأشيرات بأي حجة وقانون تردونهم؟ ما الخطأ الذي وقعوا فيه؟ فالمهم رجعنا إلى الضابط مرة أخرى وعليه من الخزي شيء لا يعلمه إلا الله فقال لنا لماذا لم تقولوا أنكم تعرفون مدير الجوازات أو وزير الداخلية فقلنا أخزاك الله فأخذناها ونحن في عز وهو في صغار وذُلّ. الدعاء كنت أقول اللهم رد كيده في نحره والرحلة كانت طويلة وبعيدة ويريد أن يرجعنا على حسابنا ومن دون أن نحقق شيئاً!
د. مساعد: ما الفرق بين (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) وهذا يكثر، فيها أمران: النصرة والولاية تقترن في القرآن كثيراً (وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ). والمسألة الثانية العطف بالفعل كاملاً الفعل والفاعل والمفعول (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) ما قال اجعل لنا من لدنك ولياً ونصيراً. أيضاً الافتراق في مثل هذه الأساليب والنظم القرآني يجعلنا نلتفت أن هنا سر في هذه الإطالة. نحن الآن أمام دعاء ففي مقام الدعاء يحسن الاطناب وهذا نوع من أنواع الاطناب أو مقام من مقامات الاطناب والتذلل بخطاب الله سبحانه وتعالى فقال (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)
د. الخضيري: هذا يذكرني بالحديث: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم مني اللهم اغفر جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما اسررت وما أعلنت، لو قلت اللهم اغفر لي ذنبي لانتهى الموضوع لكن من باب الاطالة في الدعا والإلحاح في أنك تصل إلى مقصودك.
د. الشهري: هذه فيها مسألة هل معنى هذا أنه من المشروع أن يطيل الإمام في صلاة التراويح مثلاً أو نحوها؟
د. مساعد: لا، لأن هذا متعلق بغيره إذا كان منفرداً يأخذ راحته
د. الخضيري: هناك فرق بين أمرين، نفس الدعوة التي تدعو بها كونك تبسطها هذا مشروع لكن كونك تكثر من الدعاء كله حتى يكون أطول من الصلاة التي هو فيها هذا ليس مشروعاً. حتى دعاء القنوت الوارد عن النبي صلهم ثلاثة أسطر "اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وقنا شر من قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت" انتهى تسع كلمات أدعو به في صلاة التراويح ثم أركع فقال لي أحدهم فقط هذه؟ قلت يا أخي ربنا يتقبل ويكفّر عنا فيه بركة عسى الله يستجيب.
د. الشهري: إذا كنت منفرداً غير أنك تؤم جماعة، هذه مسألة. المسألة الثانية الحالة التي أنت فيها فدعاء الكرب والاضطرار غير دعاء السراء، وإلا فالاطناب في موطن الدعاء قد يستدل به مشروعية إطالة الدعاء لكن السنة في دعاء القنوت أن يخفف له قدر محدود
د. مساعد: هذا يدخل في دعاء الكرب لأنهم مكروبون. يبقى عندنا الولي والنصير الولي الذي يلي أمرك والنصير الذي ينصرك لما تقول فلان وليي هذه ولاية معنوية يعني اجعل لنا ولياً يلي أمرنا ونصيراً ينصرنا. ففرق بين الولاية والنصرة في مواطن متعددة والنصرة غالباً ما تكون من غيرك لا يلزم أن تكون من قريب منك الولاية تكون في الغالب ممن يليك أو ممن يكون قريباً منك فهذه أحد وجوه التفريق بين الولاية والنصرة
د. الشهري: مع أن الولاية في اللغة عندما يعرفون الولاية يقولون هي النصرة
د. مساعد: لأن الولاية أعمّ
د. الشهري: لكن عندما تجتمع في مثل هذا الموضع تفترق في الدلالة.
د. الخضيري: الولي يتولاك في تحصيل منفعة والنصير يأتي ينصرك ليدفع عنك مضرة
د. مساعد: الولاية فيها تحصيل منفعة والنصرة دفع مضرة
د. الشهري: الاية التي بعدها فيها ترسيخ لمفهوم وهو تثبيت للمؤمن في في موقفه. عندما تحدثتم عن الجهاد وقلتم أن هناك من شوه الصورة هذا صحيح فالمسلمون يدفعون عن أنفسهم هذا الأمر كأنه تهمة عندما يقال أنتم عندكم في دينكم قول الله تعالى (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ (5) التوبة) هذه آية واضحة أنها تدل على القتل وعلى الارهاب كما يقولون كيف تدفعون عن أنفسكم هذه التهمة؟ طبعاً هي آية واضحة في القرآن فيضطرب هذا المسلم في الإجابة على هذا السؤال. الله سبحانه وتعالى في الاية التي معنا (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) كأنه يقول اختر لنفسك، الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله أهدافهم سامية ونبيتهم صادقة ومراميهم نبيلة يدفعون الظلم عن المظلوم وينصرون المظلوم ويبلغون الحق ويبلغون هذا الدين للناس. والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ولطاغوت كل معبود سوى الله وكل ما يعبد من دون الله فهو معبود بالباطل لا شك.
د. الخضيري: وسماه طاغوتاً أنه يطغى، أما الذي يقاتل في سبيل الله فهو يقاتل في سبيل غاية شريفة ونبيلة. الطاغوت معناه الآن مثلاً في عصرنا حلف الناتو وأمريكا وأوروبا طاغوت والمقاتلة في سبيلها مقاتلة في سبيل الطاغوت لأنها تطغى وتتكبر وتؤذي الناس وتتعدى عليهم تسرق أراضيهم جهاراً نهاراً وتفعل الأفاعيل من أجل أن تبسط نفوذها على الأرض ليس عندها قيم ولا أخلاق فاضلة تنشرها بينما المؤمنون ما عندهم شيء ينشرونه إلا أن يدعون الناس إلى الله سبحانه وتعالى.
د. مساعد: من الشبه التي قد تقع اليوم في قضية جهاد المسلمين ما يسمى الحركات الانتحارية أو الاستشهادية على اختلاف التسميات الغرب يشوه صورة هذه العمليات الاستشهادية يسميها الارهابية. وعندنا أيضاً تقصير في معرفة ما هو السبب ودائماً ننظر إلى النتائج ولا ندرس الأسباب لهذا من أكبر العيوب التي نعيشها اليوم حتى نحن في الدول الاسلامية إذا وقع مثل هذا الأمر لا نرجع إلى الوراء وننظر ما هو السبب على سبيل المثال الحركات الاستشهادية التي وقعت في فلسطين لا ندرس ما هو السبب وإن كنا قد نكيف القضية شرعياً وإن كان بعض علمائنا تعجل وحرم هذه ثم توقف وقال أهل مكة أدرى بشعابها وترك الموضوع لأنه ليس عنده فيه تصور فتركه. لكن السؤال الذي يرد ما هو السبب الذي جعل مثل هؤلاء يقومون بمثل هذا العمل؟ الواقع الذي يعيشه هؤلاء واقع ميؤوس ليس هناك أي إمكانية لعمل أي شيء انتهى كل شيء عندهم مثل قط تحشره في زاوية تريده أن يستكين؟ لا يستكين، سيبحث له عن أي مكان ينفذ، لكن لو كنت أعطيته حقوقه وكنت عادلاً معه لا يحصل هذا الشيء. لكن للأسف ينظر إلى النتيجة وتلغى الأسباب ودائماً مثل هذه القضايا تحتاج إلى النظر إلى جميع أطرافها, أو لعلنا في اللقاء القادم نبتدئ بالآية التي بعدها. أشكر أخواي الفاضلين وأشكر الإخوة المشاهدين وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الحلقة الثالثة – 3 رمضان 1432 هـ

(وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76))

د. مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. أيها الإخوة الفضلاء المستمعون نبتدئ هذه الحلقة من حلقات برنامجكم بينات بقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) نبتدئ هذ الحلقة بتعليقات على هذه الآيات فعلى بركة الله.
د. الخضيري: يقول الله عز وجل (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) هذه الآية جاءت بعد أن حثّ الله المؤمنين على الجهاد والنفير في سبيله ثُبات أو انفروا جميعاً ثم حذر من التبطيء عن الجهاد والتخذيل عنه وذكر حال هؤلاء المخذلين ونفّر من صفاتهم ذكر بعد ذلك فضل الجهاد في سبيل الله ورغب فيه وكان هذا بمثابة التقدمة لهذه الآية التي فيها التهييج للقتال في سبيل الله عز وجل فقال (يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) ولما ذكر هذا الفضل ذكر بعده العتاب لماذا تتركون الجهاد وهناك أناس مستضعفون يحتاجون إل أن تقفوا بجانبهم وتنصروهم؟ فقال عز وجل (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) وقوله (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) يعني وفي سبيل المستضعفين من أجل هؤلاء المستضعفين سواء كانوا رجالاً أو نساء أو ولداناً فإن قيل يكون يكون رجال مستضعفون؟ هناك رجال بالفعل استضعفوا في مكة فمنعوا من الهجرة وقيدوا مثل ما حصل لأبي بصير وأبي جندل وغيرهم من الصحابة الكبار الذين أوذوا أذى شديداً فالله تعالى يهييج المؤمنين ويقول ألا تنصرون إخوانكم ألا تقفون بجوارهم؟
د. مساعد: كأنه يجمع بين العتاب والتحريض، عتاب مشوب بالتحريض والتهييج ولهذا موقع الآية في قضية لما ذكر الجهاد وفضله بيّن أحد أسباب الجهاد وهو نصرة المستضعفين والمظلومين. في قضية نصرة المستضعفين الآن مع الأسف في قضية المصطلحات واستخدام العبارات المعاصرة استخدام عبارة "الانسانية" يعني من الانسانية أن تنصر المستضعف هو هذا لا شك صحيح فطرة الله في الإنسان أنه لا يرضى الظلم لا عليه ولا على غيره فيستنصره الانسان (انقطع الصوت هنا لثواني قليلة) لا لمسلم ولا لغير مسلم ولهذا لا يعرف في الاسلام أن أحداً أُهين بسبب دينه ولهذا عاش النصارى ردحاً طويلاً من الزمن وعاش اليهود كذلك في أمان وسلام ما يقع مما يذكر في التاريخ في بعض المواطن وهي قليلة ونادرة جداً هي لا تمثل شريعة الاسلام وإنما تمثل أخطاء وقعت من بعض الأشخاص، لا ننزه المجتمع المسلم أن يكون وقع فيه شيء من الظلم على بعض هؤلاء الفئات وإلا لو كان هذا مقصوداً أين الإبادة الاسلامية لهذه المجتمعات التي لا زالت إلى اليوم موجودة بخلاف ما نراه اليوم من المجتمع الكافر الغربي وحرصه على إبادة المسلمين وعلى إضعاف المسلمين في كل مكان. ولهذا نقول إن قضية نصرة المسلمين في أي مكان هذا مطلب شرعي بلا خلاف. ونصرة الإنسان خصوصاً إذا كان بينه وبين المسلمين شيء من الحلف يدخل في هذا الأمر. لكن الذي أحب أن ننتبه له أنه حينما نتكلم في هذه الأمور يجب أن تكون منطلقاتنا شرعية ولا تؤثر علينا ثقافة الإعلام أو ثقافة الغرب في تحوير المصطلحات من مصطلحات شرعية إلى مصطلحات عامة.
د. الشهري: هذه الآية فيها إشارة إلى مشروعية نصرة المظلوم وأنه من المقاصد التي حثّ الاسلام على تلبيتها. اليوم في عالمنا اليوم تلاحظون عندما تظلم الشعوب الآن في مواضع متفرقة في العالم فإن الدول الغربية ومجلس الأمن والمنظمات الدولية بصفة عامة تتنادى إلى شجب والاستنكار والتنديد وربما تهب إلى نصرة المظلوم لكن هناك انتقائية في هذا الأمر فمثلاً عندما يكون المظلومون من المسلمين في الغالب مثل فلسطين على سبيل المثال، قضية المسلمين في فلسطين قضية واضحة العدالة الشعب المسلم في فلسطين هو صاحب الأرض وهو صاحب الحق ويأتي شعوب اليهود من أنحاء العام فيخرجونهم من بيوتهم ويطردونهم ويحتلون بيوتهم وهذه قضية واضحة للعالم ورغم ذلك تتحيز المنظمات الدولية مع الظالم على المظلوم. في حين في مواقع أخرى تحتلف المقاييس. هنا في هذه الآية الله تعالى يجعل للمظلوم حق (فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا (33) الإسراء) فهذه آية توضح أن الاسلام يدعو إلى نصرة المظلوم أياً كان موضعه أياً كان لونه أياً كان عرقه (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) ففيه إشارة إلى نصرة المظلوم وأنه مبدأ إسلامي واضح وصريح وهذه فيها إشارة إلى مسألة حقوق الإنسان عندما ينادى الآن بأن الحضارة المعاصرة هي التي دعت إلى حقوق الإنسان في حين أن الاسلام هو الذي كفل مثل هذه المواثيق. مسألة ثانية هي مسألة مشروعية الهجرة من بلاد الظلم والخروج منها إلى بلاد العدل ولذلك تذكرون النبي صلى الله عليه وسلم لما نصح بعض المسلمين الأوائل وهو في مكة، أمرهم بالهجرة إلى الحبشة وقال عليه الصلاة والسلام في تعليل ذلك إن بها ملكاً صالحاً لا يظلم عنده أحد فأشار إلى أن البيئة التي سوف ينتقلون إليها بيئة عدل وهذه من أهم ما يعين المسلم على القيام بشعائر الله سبحانه وتعالى في بلاده. الآن تلاحظون أن كثيراً من المسلمين بدأوا يهاجرون من بلادهم إلى بلاد الكفر حتى يقيموا دينهم، هذا واقع وكم لقينا من المسلمين ممن هاجر من بعض البلاد الاسلامية التي يضيق عليه فيها في إقامة دينه وفي تربية أبنائه تربية اسلامية صحيحة إلى بلاد كفار ولكنها تسمح له بممارسة دينه بحرية تامة وتعينه على ذلك. ففي قوله (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) والمقصود بها هنا مكة
د. مساعد: الترتيب بدأ بالرجال لأنه لا يتصور وجه الضعف فيهم والله أعلم فبدأ بهم لأنه عادة الرجال أن يكون ذوو قوة
د. الخضيري: يعني الضعف ليس أصلاً فيهم
د. مساعد: لذلك الصعف في النساء والولدان في أول السورة ولذا قلنا أنها سورة الضعفاء وترعى حقوق الضعفاء وهذا منها يعني ترعى حقوق الضعفاء حتى من الرجال الذين صارالضعف طاغياً عليهم سواء بالقيد مثلما حصل للرجلين اللذين ذكرناهما وسواء الضعف بالكبر يكون كبيراً بالسن وهو مسلم فيكون مستضعفاً فإذن هو المقصود القيد الضعف في الرجال، والنساء والولدان لذا رتبها الرجال ثم النساء ثم الولدان أي الصبيان
د. الخضيري: هذه الآية فيها إشارة إلى هدف من أهداف الجهاد وهو نصرة المظلوم أو الضعيف كما ذكرتم. أشارت آيات أخرى إلى أهداف أخرى مع تحقيق الغاية أن يكون في سبيل الله. ولذلك لاحظ أعادها مرة أخرى قال (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه (39) الأنفال) هذا أيضاً هدف آخر إذا جاء ناس يريدون أن يفتنوا الناس عن دينهم يفتنونهم بأن يكثروا لهم الشهوات والمغريات والفتن التي تصرف الناس عن دينهم ولذلك يُشرَع للمسلمين قتال أعدائهم طلباً من أجل أن يطفئوا الفتنة وخصوصاً الآن في هذا الزمن. ما الذي أعلى من شأن الكفار وجعل فتنتهم تصل إلى ديار المسلمين وتخترق بيوتهم إلا أن الكفار صارت لهم صولة وجولة وصاروا يتصرفون كيفما شاؤوا وصاروا يبثون الفتنة علينا ويغزوننا بها وصرنا لا ندري كيف ندافعهم، تصوروا لو أننا نحن أدرنا المعركة وصرنا نقاتلهم في بلادهم وصار لنا جيوش اسلامية على ثغور المسلمين كل من رأوا أنه رفع رأسه في الكفر أدبوه ووضعوه في مقامه ترهبوه يعني ردع والله لينشغلون بأنفسهم ولا يمكن أن يحدثوا أنفسهم بأن يرسلوا لنا شيئاً من فتنتهم. واليوم فتن كثير من المسلمين بمظاهر ومباهج الحياة الغربية علماً أن كثيراً من المسلمين عنده قناعة دينية يقول هؤلاء ضائعون ولكن ما ذلك يتابع هؤلاء الغربيين لماذا؟ ما يصبر على هذه الفتن والمباهج التي تعرض أمامه ما يصبر على أن يلاحقها ويتابعها ويقوم بها
د. مساعد: نرجع إلى قضية المصطلحات وقضية النظر فيما جاء في الشريعة ألاحظ بعض الفضلاء من أهل العلم إذا جاء يتكلم عن الجهاد كأنه يتكلم عن أمر يريد أن يستره وكأنه من عيوب الاسلام وهذه مشكلة ويركز على جهاد الدفع وأنه هو الأصل وليس جهاد الطلب وهذا غريب، كيف انتشر إذن الاسلام؟ مفهوم الجهاد في الإسلام سيم ظلماً بقصور النظر في مرادات الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر لأن أول قضية أن هذا الأمر ليس مني ولا وإنما من الله سبحانه وتعالى فإذا أردت أن تستدرك فهل تستطيع أن تستدرك على الله سبحانه وتعالى؟! الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر (وقاتلوهم) وأمر بالجهاد في مواطن فإذن جهاد الطلب هذا أصل واضح بلا ريب لا يعني عدم وجود جهاد الدفع لكن هذا هو الأصل. وإلا كيف انتشر الإسلام؟ ولماذا خرج الصحابة من جزيرة العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد أن استب الأمر لأبي بكر؟ لماذا خرج أبو بكر يغازي الروم والفرس؟ إلا لأنهم يعلمون أنهم أُمروا أن يوصلوا هذه الرسالة إلى جميع العالن. فإن أوصلت هذه الرسالة من دون دماء كما حصل في أندونيسيا والفليبين فالحمد لله لم يقتل أحد في نشر هذا الدين وإنما كان التجار المسلمون يخرجون من اليمن وحضرموت إلى هذه البلاد فانتشر الاسلام بحسن معاملتهم. فلم يكن هناك إراقة دماء لكن إذا جئت تدعو إلى الله فاعترض طريقك أمثال هؤلاء فأنت مضطر إلى قتالهم لكي توصل رسالة الله للناس. فإذن هذا ليس حقاً ننتزعه من الناس لذات أنفسنا وإنما هو حق أمر الله سبحانه وتعالى به ومن قرأ في الجهاد حتى من علماء الغرب يعلم أن هذه الأوامر ليست أوامر بشرية وإن كانوا يحرصون في كثير من الأحيان على صرفها لمحمد صلى الله عليه وسلم إدّعاء للبشرية فيه لكن كل ما جاء من هذه الأوامر هي إلهية فلماذا نحن نتخاذل في تقديم هذا الأمر أو يكون عندنا تصورات فيها غبش ومحاولة أن يكون الانسان دبلوماسياً في الحديث مع الغرب وغيرهم مع أن الأمر واضح جداً في أن الله تعالى أراد منا إقامة هذا الجهاد لتبليغ هذا الدين وليس المقصود إراقة الدماء بحد ذاتها وإلا فالغرب الكافر أكثر منا إراقة للدماء.
د. الشهري: والسبب في ذلك والله أعلم أن هذا الأمر قد شُوّه عندنا أشياء في الدين الإسلامي كثيرة مثل الجهاد مثل حجاب المرأة وقضايا الزواج من أربع أو من أكثر من واحدة وغيرها تعرضت للتشويه على مدار الـ 200 أو الـ 300 سنة الماضية وكانت الشوكة فيها للمستشرقين والمطابع الغربية ثم اضف إلى ذلك الإعلام المعاصر الآن شوهت هذه الحقائق ولذلك عندما يأتي المسلمون لكي يحاولوا أن يصححوا وينقلوا الصورة الحقيقية أنت الآن عندما تقابل بعض علماء الغربيين الآن فتشرح له الحقيقة فقط يستغرب ويقول المشهور غير ذلك والذي نعرفه غير ذلك. لذلك الغربيون الذين يقرأون التاريخ الإسلامي مثل صاحب كتاب حضارة العرب اسمه غوستاف لوبون وهو مستشرق فرنسي وكتابه مطبوع من قديم ترجمه عادل زعيتر مترجم فلسطيني يقول أنه لم تعرف الأمم حضارة ولا لين أرحم من العرب ومن المسلمين فإنهم كانوا لا يقتلون الضعيف ولا يقتلون المرأة ولا يجهزون على الجريح وكانت عندهم مبادئ التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم مبادئ واضحة ولا يغدرون ولا يخونون وهذه من أصول ديننا ونحن نفخر بها. هم ليس عندهم هذه المبادئ في حروبهم فالشاهد أن هذه الشياء تعرضت لتشويه كبير جداً لذلك اليوم نحن عندما نشاهد هذا أو نقرأ في الأدبيات الغربية أو في وسائل الاعلام الغربية لا نستغرب لأنهم عملوا طيلة السنوات الماضية كلها على تشويه هذا الدين وبعضهم يعرف الحق ويشوهه وبعضهم عن جهل لم يقرأ القرآن بشكل صحيح لم يعرف القرآن بشكل صحيح ولذلك تجد من أسلم منهم اليوم يستغرب من هذه الحقائق التي يطلع عليها لأول مرة. تذكرون كتاب موريس بوكاي "التوراة والانجيل والقرآن" وكيف لما وزان بينها اكتشف أن الفرق كبير وأن القرآن الكريم لا يمكن أن يقارن بهذه الكتب المحرفة وأن ما ذكره الله فيه تطابق مع ما أثبته العلم المعاصر خاصة الأمور الطبية وما يتعلق بها. فهذا تعليق على قولك أن البعض يتكلم عن الجهاد اليوم باستحياء لأن مفهوم الجهاد في سبيل الله مشوه اليوم
د. مساعد: لكن لماذا يزيد التشويه تشويهاً؟!
د. الخضيري: ويحرف النصوص الواضحة ويغير المعاني، النصوص واضحة ولو كانت نصوص الجهاد من النصوص الملبسة لعذرناه لكن لكثرتها في القرآن والسنة ووضوحها في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التشويه فيها يكاد يكون صعباً جداً ولذلك تجد الذي يلوي أعناق النصوص فيها تنفر منه الطباع السليمة
د. مساعد: سبق أن ذكرنا قاعدة مهمة جداً عندما نريد أن نناقش مسألة في الاسلام لا نناقشها منفردة، عندما تريد أن تناقش الجهاد لا تناقش الجهاد بعيداً عن السياق الاسلامي. على سبيل المثال الرسول صلى الله عليه وسلم بعث سرية صغيرة لقتل كعب بن الأشرف اليهودي، يعني اغتيال، لو أخذت هذه وجردتها عن جميع السياقات فستكون مشوهة لكن أنت حين إذا أدخلتها في سياقها ومن هو كعب بن الأشرف؟ ماذا فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم ماذا حصل منه؟ ثم نظرت إليها ستجد أن الأمر
د. الخضيري: وتنظر إلى العهود والمواثيق التي أجراها النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود وأن أي إخلال بها يجعل هذه المواثيق بالنسبة لهذا الرجل غير عاملة. هنا قضية تأكيد لما أسلفتم. أنتم الآن تريدون تشويه صورة الجهاد عند المسلمين وفي الاسم، ما هو البديل؟ تريدون أن نكون ماذا؟ أنت تستسلم ولكن العدو باقي وحامل السلاح. البديل هو الصورة الموجودة في العالم من قديم الزمان إلى اليوم العالم لا يكف عن الحرب والقتال حتى لو لم يكن هناك إسلام. الحرب العالمية قامت ولم يكن المسلمون طرفاً فيها وكم أبيد فيها؟ أبيد في واحدة أربعين مليون وفي الثانية عشرين مليوناً! تصور هذه الأعداد! النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن قام علم الجهاد إلى أن توفي عدد القتلى من الفريقين لم يتجاوزوا أكثر من 2500 من الفريقين تصور! يقول الله عز وجل (كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا (64) المائدة) يصف هؤلاء الكفار. الآن يقولون لنا المواثيق الدولية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية وغيرها يا جماعة هذا الكلام لم يتم يوماً في البشرية لأن طباع الناس (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب) طبع الإنسان هكذا متى رأى في نفسه القوة طغى!
د. الشهري: انظر ابن آدم أول ما بدأت البشرية!
د. مساعد: الصرب وما فعلوه
د. الخضيري: وإلى اليوم وإلى غد
د. مساعد: بل تستخدم المواثيق الدولية لقتل الأبرياء
د. الخضيري: الآن في مقاتل الأميركان وغيرهم في العالم لو تأملت لوجدت أن أكثر من يُقتل مدنيون لأن أميركا لا تقيم وزناً للبشر! مقاتل موجود في القرية الفلانية تدك القرية كلها لأن فيها إراهبيين! ما ذنب هؤلاء الأطفال والعُزّل؟! كيف تقاتل بهذه الطريقة؟ تطلع طائرة بي 52 وتدك القرية كلها، الآن تسمع في المقاتل في الباكستان وفي غيرها هذه الأيام تجد أنها من هذا النوع طائرة أميركية من دون طيار فيها عدد من القاذفات تضرب الناس لماذا؟ سوق كامل يُدكّ فيه 400 إنسان من أجل اشتباه أن فيها ارهابي واحد! ثم تذهب هذه الدماء هدراً لا أحد يعوضها ولا أحد يتكلم عنها! هل هذه هي الصورة البديلة؟! هل عندكم أنتم الآن وأنتم تتحدثون وعن الجهاد في الاسلام هل عندكم صورة بديلة يعني انظر إلى النموذج الفلاني لنرى هل نحن قريبون منه أم بعيدون
د. الشهري: هناك نماذج نظرية! هناك كلام على الورق
د. الخضيري: هذا كثير ونقرأه في الصحف اليومية لكن أين هو! حتى أميركا التي تريد أن تؤدب العالم الإسلامي وتقضي على الإرهاب ماذا تفعل؟ هي تريد أن يقف إرهاب أشخاص ليبدأ إرهاب دول، دخلت العراق بحجة واحدة أسلحة الدمار الشامل جلست عشر سنوات تبحث عن أسلحة دمار شامل في العراق ما وجدتها قالت نقيم الحرب من أجلها قامت الحرب وقتلت مليون عراقي وفي النهاية ما وجدت أسلحة دمار شامل! وهل خرجت أميركا؟ ما خرجت أميركا وما توقف القتل وإلى اليوم!
د. مساعد: في قوله (الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) يأتي في القرآن (مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً) توصف القرية بالظلم هنا جعل الظلم للأهل تنزيهاً لهذا البلدة التي هي مكة لأن قلنا أن المراد بالقرية هنا هي مكة فهذا من تشريف مكة وهذا من الدقائق اللطيفة جداً التي قد يغفل عنها القارئ ولا يلتفت إليها لكن إذا تأمل وجمع النظائر سيسأل نفسه لماذا في آيات أخرى يقول (مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً) وهنا (الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) هذا نوع من الاستطراد فالمراد والله أعلم أو أحد فوائد هذا النظم هو تشريف مكة أن تنسب إلى الظلم وتكون ظالمة.
د. الخصيري: في قوله (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) فيها مشروعية الدعاء للضعفاء وأنهم لا يكفون عن ذلك فالنصر يأتيهم ليس بسبب من المسلمين وحدهم أو من الله عز وجل ينصرهم دون أن يكون منهم شيء وهذا يدلنا على أن الضعيف عنده مجالات للعمل والانتصار منها أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) تجد بعض الناس يهوّ، من شأن الدعاء ويقول يا أخي كلما وقع شيء تقولوا عليكم بالدعاء!
د. الشهري: الدعاء أقوى سلاح وإن كان ينظر إليه اليوم على أنه سلاح العاجز وهذا ليس بصحيح. ثم أضف إلى ذلك أن الله تعالى وعد بإجابة دعوة المظلوم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: إتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب إشارة إلى أنها مستجابة
د. الخضيري: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)
د. مساعد: وفي المضطر لم يحدد إن كان مسلماً أو غير مسلم. لكن أيضاً من الأسباب التي تجعل بعض الناس لا يأبه بالدعاء أو يضعف عنده قيمة الدعاء ظنه أن الدعاء يلزم منه الاستجابة المباشرة أو يرى بعضهم أنه يعيش سنة وسنتين وعشر وهو ظالم ويقول كم دعونا على هذا وما حصل شيئاً وهذا نوع من الجهل بقضاء الله وقدره، من قال لك أنه يلزم الاستجابة لك استجابة مباشرة. وسبق أن ذكرنا أحوال الدعاء ثلاثة إما أن تستجاب الدعوة وإما أن يصرف بها سوء عنك يعني إنسان دعا قال يا رب ارزقني مالاً، ارزقني زوجة أو كذا ولم يحصل له لكن قد يصرف الله عنه السوء ما لا يدري عنه هو وكم مرة الإنسان يكون غافلاً وهو يقود سيارته وفجأة يتنبه فيقف بسرعة وإلا كان وقع في داهية فحينما يقع مثل هذا ليعلم أنها إما بسبب دعاء أو عبادة له من العبادات فنجاه الله بها. وإما أن يدخرها عنده وهذه أفضل الثلاثة تبقى له ليوم القيامة فيرى خيرها ويرى ما يعطيه الله سبحانه وتعالى من الأجر العظيم على هذا الدعاء. إذن فأنت في الدعاء رابح على كل حال.
د. الخضيري: أنا مرت بي أنا نزلنا في أحد المطارات فأحد النصارى أراد أن يردنا ونحن ثلاثة كيداً مع أنه معنا تأشيرات فلما جلسنا عرفنا أن الرجل يكيد لنا حتى أنه أخذ التذاكر وأرسلها للكاونتر من أجل قطع بطاقة صعود الطائرة التي جئنا بها وفي النهاية يقول تريدون أن ترجعون معكم متاعكم أو من دون متاع؟ انتهى كل شيء وأنتم سترجعون فكان الضابط يمسكنا بيدنا ويسير بنا باتجاه الطائرة قلت لصاحبي نطلق أيدينا ونصلي والله يا إخواني في صلاتي ما قرأت إلا (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (62) النمل) ما أقول أنه غاب عني القرآن لكن أريد أن أستحضر آية بسهولة على لساني فما جاءت إلا هذه فصلينا الظهر والعصر جمعاً وقصراً وبقينا ثلاث ساعات ونصف ونحن في نقاش وحوار وجدال ظاهر فيه البغي والظلم علينا سلمنا من الصلاة وإذا صاحبي يأتي من آخر المطار الذي هو من أهل البلد وكان مستقبلاً لنا ويقول بيده أن الموضوع انتهى وأنا غير مصدق لأن الضابط فوق رؤوسنا ولا يدري ويقول هيا، قال صاحبي انتهى الموضوع والضابط يقول امشوا وصاحبي قال انتهى الموضوع فقال اتصلت على الشيخ فلان والشيخ فلان يعرف مستشار الرئيس اتصل على مستشار الرئيس وهو مسلم فاتصل على وزير الداخلية ووزير الداخلية اتصل على مدير الجوازات ومدير الجوازات اتصل على جوازات المطار قال ناس جاؤوكم بتأشيرات بأي حجة وقانون تردونهم؟ ما الخطأ الذي وقعوا فيه؟ فالمهم رجعنا إلى الضابط مرة أخرى وعليه من الخزي شيء لا يعلمه إلا الله فقال لنا لماذا لم تقولوا أنكم تعرفون مدير الجوازات أو وزير الداخلية فقلنا أخزاك الله فأخذناها ونحن في عز وهو في صغار وذُلّ. الدعاء كنت أقول اللهم رد كيده في نحره والرحلة كانت طويلة وبعيدة ويريد أن يرجعنا على حسابنا ومن دون أن نحقق شيئاً!
د. مساعد: ما الفرق بين (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) وهذا يكثر، فيها أمران: النصرة والولاية تقترن في القرآن كثيراً (وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ). والمسألة الثانية العطف بالفعل كاملاً الفعل والفاعل والمفعول (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) ما قال اجعل لنا من لدنك ولياً ونصيراً. أيضاً الافتراق في مثل هذه الأساليب والنظم القرآني يجعلنا نلتفت أن هنا سر في هذه الإطالة. نحن الآن أمام دعاء ففي مقام الدعاء يحسن الاطناب وهذا نوع من أنواع الاطناب أو مقام من مقامات الاطناب والتذلل بخطاب الله سبحانه وتعالى فقال (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)
د. الخضيري: هذا يذكرني بالحديث: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم مني اللهم اغفر جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما اسررت وما أعلنت، لو قلت اللهم اغفر لي ذنبي لانتهى الموضوع لكن من باب الاطالة في الدعا والإلحاح في أنك تصل إلى مقصودك.
د. الشهري: هذه فيها مسألة هل معنى هذا أنه من المشروع أن يطيل الإمام في صلاة التراويح مثلاً أو نحوها؟
د. مساعد: لا، لأن هذا متعلق بغيره إذا كان منفرداً يأخذ راحته
د. الخضيري: هناك فرق بين أمرين، نفس الدعوة التي تدعو بها كونك تبسطها هذا مشروع لكن كونك تكثر من الدعاء كله حتى يكون أطول من الصلاة التي هو فيها هذا ليس مشروعاً. حتى دعاء القنوت الوارد عن النبي صلهم ثلاثة أسطر "اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وقنا شر من قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت" انتهى تسع كلمات أدعو به في صلاة التراويح ثم أركع فقال لي أحدهم فقط هذه؟ قلت يا أخي ربنا يتقبل ويكفّر عنا فيه بركة عسى الله يستجيب.
د. الشهري: إذا كنت منفرداً غير أنك تؤم جماعة، هذه مسألة. المسألة الثانية الحالة التي أنت فيها فدعاء الكرب والاضطرار غير دعاء السراء، وإلا فالاطناب في موطن الدعاء قد يستدل به مشروعية إطالة الدعاء لكن السنة في دعاء القنوت أن يخفف له قدر محدود
د. مساعد: هذا يدخل في دعاء الكرب لأنهم مكروبون. يبقى عندنا الولي والنصير الولي الذي يلي أمرك والنصير الذي ينصرك لما تقول فلان وليي هذه ولاية معنوية يعني اجعل لنا ولياً يلي أمرنا ونصيراً ينصرنا. ففرق بين الولاية والنصرة في مواطن متعددة والنصرة غالباً ما تكون من غيرك لا يلزم أن تكون من قريب منك الولاية تكون في الغالب ممن يليك أو ممن يكون قريباً منك فهذه أحد وجوه التفريق بين الولاية والنصرة
د. الشهري: مع أن الولاية في اللغة عندما يعرفون الولاية يقولون هي النصرة
د. مساعد: لأن الولاية أعمّ
د. الشهري: لكن عندما تجتمع في مثل هذا الموضع تفترق في الدلالة.
د. الخضيري: الولي يتولاك في تحصيل منفعة والنصير يأتي ينصرك ليدفع عنك مضرة
د. مساعد: الولاية فيها تحصيل منفعة والنصرة دفع مضرة
د. الشهري: الاية التي بعدها فيها ترسيخ لمفهوم وهو تثبيت للمؤمن في في موقفه. عندما تحدثتم عن الجهاد وقلتم أن هناك من شوه الصورة هذا صحيح فالمسلمون يدفعون عن أنفسهم هذا الأمر كأنه تهمة عندما يقال أنتم عندكم في دينكم قول الله تعالى (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ (5) التوبة) هذه آية واضحة أنها تدل على القتل وعلى الارهاب كما يقولون كيف تدفعون عن أنفسكم هذه التهمة؟ طبعاً هي آية واضحة في القرآن فيضطرب هذا المسلم في الإجابة على هذا السؤال. الله سبحانه وتعالى في الاية التي معنا (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) كأنه يقول اختر لنفسك، الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله أهدافهم سامية ونبيتهم صادقة ومراميهم نبيلة يدفعون الظلم عن المظلوم وينصرون المظلوم ويبلغون الحق ويبلغون هذا الدين للناس. والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ولطاغوت كل معبود سوى الله وكل ما يعبد من دون الله فهو معبود بالباطل لا شك.
د. الخضيري: وسماه طاغوتاً أنه يطغى، أما الذي يقاتل في سبيل الله فهو يقاتل في سبيل غاية شريفة ونبيلة. الطاغوت معناه الآن مثلاً في عصرنا حلف الناتو وأمريكا وأوروبا طاغوت والمقاتلة في سبيلها مقاتلة في سبيل الطاغوت لأنها تطغى وتتكبر وتؤذي الناس وتتعدى عليهم تسرق أراضيهم جهاراً نهاراً وتفعل الأفاعيل من أجل أن تبسط نفوذها على الأرض ليس عندها قيم ولا أخلاق فاضلة تنشرها بينما المؤمنون ما عندهم شيء ينشرونه إلا أن يدعون الناس إلى الله سبحانه وتعالى.
د. مساعد: من الشبه التي قد تقع اليوم في قضية جهاد المسلمين ما يسمى الحركات الانتحارية أو الاستشهادية على اختلاف التسميات الغرب يشوه صورة هذه العمليات الاستشهادية يسميها الارهابية. وعندنا أيضاً تقصير في معرفة ما هو السبب ودائماً ننظر إلى النتائج ولا ندرس الأسباب لهذا من أكبر العيوب التي نعيشها اليوم حتى نحن في الدول الاسلامية إذا وقع مثل هذا الأمر لا نرجع إلى الوراء وننظر ما هو السبب على سبيل المثال الحركات الاستشهادية التي وقعت في فلسطين لا ندرس ما هو السبب وإن كنا قد نكيف القضية شرعياً وإن كان بعض علمائنا تعجل وحرم هذه ثم توقف وقال أهل مكة أدرى بشعابها وترك الموضوع لأنه ليس عنده فيه تصور فتركه. لكن السؤال الذي يرد ما هو السبب الذي جعل مثل هؤلاء يقومون بمثل هذا العمل؟ الواقع الذي يعيشه هؤلاء واقع ميؤوس ليس هناك أي إمكانية لعمل أي شيء انتهى كل شيء عندهم مثل قط تحشره في زاوية تريده أن يستكين؟ لا يستكين، سيبحث له عن أي مكان ينفذ، لكن لو كنت أعطيته حقوقه وكنت عادلاً معه لا يحصل هذا الشيء. لكن للأسف ينظر إلى النتيجة وتلغى الأسباب ودائماً مثل هذه القضايا تحتاج إلى النظر إلى جميع أطرافها, أو لعلنا في اللقاء القادم نبتدئ بالآية التي بعدها. أشكر أخواي الفاضلين وأشكر الإخوة المشاهدين وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الثالثة
1810alsh3er.gif


جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-5/Majd-bayyenat-03.08.2011.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-5/Majd-bayyenat-03.08.2011.RM

جودة صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-5/Majd-bayyenat-03.08.2011.mp3


موقع الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=0582rvuGoww
 
[FONT=&quot]الحلقة الرابعة – 4 رمضان 1432 هـ[/FONT]
[FONT=&quot](الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (75) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (76))[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله. وقد كنا وقفنا عند قول الله سبحانه وتعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) ذكرنا قضية في اللقاء الماضي نؤكد عليها أن قضية القتل في بني آدم صارت قضية ثابتة بمعنى أن الناس يتقاتلون سواء وجد إسلام أو لم يوجد إسلام، ما دامت هذه القضية موجودة فإذن المسألة في وصف الإسلام أنه دين قتل أو دين إرهاب فهذا إنما هو من صنيعة الغرب الكافر وإلا لو كان هناك دراسة عادلة للنظر في قضية الجهاد في الاسلام وآثار الجهاد سواء كانت الآثار من جهة عدد القتلى أو من جهة الآثار المحمودة وكذلك النظر في آثار الغرب الكافر أو الشرق الكافر وما يقوم به من قتل والآثار التي تحصل عنه فأنا على يقين أن الاسلام سيتفوق على الجميع في هذه القضية والسبب أن الاسلام مرتبط بشرع الله سبحانه وتعالى وله حدود ينتهي عندها ولهذا من مبادئ الاسلام في الجهاد أن لا يجهز على جريح، النساء لا يجوز قتلهن، الأطفال لا يجوز قتلهم، وكبار السن والراهب في صومعته والشيخ الكبير، هذه كلها قوانين توجد في الاسلام ولا توجد عند الغرب الكافر ولا عند الشرق الكافر لكن مع الأسف بسبب ضعفنا العام صار توجه إلينا هذه السهام ولسنا في مجال الهجوم أو على الأقل أن نكون نحن في المقدمة. عندنا في قوله (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) فعبّر بلفظ المضارع (يقاتلون) وهذا فيه إشارة أنهم يفعلون ذلك يعني الأمر متجدد مرة بعد مرة لا يكاد يتوقف ولذلك لا يعرف أن القتال توقف أبداً وإنما هو مستمر في البشرية فاختر أحد الفريقين إما أن تكون من أهل الله أو تكون من أهل الشيطان. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يمكن في هذه الآية أن نشير إلى الروح المعنوية بصفة عامة. الآن أي جيش يقاتل في العالم لا بد أن يعبأ الجنود معنوياً بحيث يصبرون ويقاتلون بروح معنوية عالية ويدافعون عن شيء يستحق الدفاع عنه. الإسلام كما ذكر سبحانه وتعالى في هذه الآيات (يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) المعنويات ترفع بهذا الوعد الأخروي في الإسلام أنك أفضل ما تعد به الجندي الذي يقاتل في سبيل الله الجنة، لا يعادل ذلك أن تعده بأن ترقيه في رتبته العسكرية أو أن تعطيه مالاً أو منصباً كل هذه ليست هذه التي تدفع الجندي المسلم للقتال في المعركة وفي الجيوش الاسلامية كان القادة يحرصون أن يذكروهم بالله قبل بدء المعركة وتقرأ سورة الأنفال لهم ويبين لهم ما أعده الله للمقاتل في سبيله من الفضل ومن الأجر في الآخرة. (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) وأنت عندما تقرأ هذه الآية تستحضر كل ما ذكره الله سبحانه وتعالى للمقاتل في سبيله. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن المجاهد في سبيل يتمنى أن يعود فيقتل في سبيل الله ثم يعود فيقتل في سبيل الله لما يرى من الأجر، هذه واحدة. فكم أثر هذا الأمر في رفع معنويات المسلم؟. بعض الجيوش الاسلامية يعاني أفراد الجيش من إحباط شديد جداً جداً في الروح المعنوية لأنهم يرون قادتهم يرفعون رايات عميّة جاهلية لا تمت إلى الاسلام بصلة ولا إلى الدين ولا إلى الآخرة وإنما مصالح دنيوية وخيانات هنا وهناك. بالمقابل عندما يقول الله سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) الجيوش الغربية الجيش الأميركي، الجيش الروسي التي تقاتل في طول العالم وعرضه وخاضت معارك طويلة عريضة ما هي الأمور التي يثبتون بها جنودهم؟ حتى هم أنفسهم يحاولون أن يجعلوا من هذه المطالب التي يقاتل لأجلها الجيش مكالب عادلة ويحاولون أن يستصدروا ما يسمونه بالقرارات الشرعية الدولية وهي في حقيقتها استعباد للشعوب ونهب لثرواتهم وظلم وبغي وعدوان كما قال الله (فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) لا خيار آخر إما في سبيل الله أو في سبيل الطاغوت فما لم تكن النية خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى وإلا فهي مباشرة في سبيل الطاغوت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما يؤكد كلامك هو أنهم يبحثون بالفعل عن شيء يثبتون به جنودهم القضايا التي حدثت في أميركا يقال أنه من أعظم أسبابها هو أن توجد فزّاعة للشعب الأميركي من أجل أن يبقى مقاوماً لأنه لا يوجد شيء الآن يدفع الأميركي أن يقاتل في أي جزء من أجزاء العالم أو يحافظ على ثرواته ومكتسباته القديمة فيقال له انتبه إن لم تفعل ما نحن قائمون به وإلا وصلك الشر إلى بلدك انظر ماذا فعل أعداؤك بك جاؤوا وضربوا برجي التجارة العالميين وفعلوا الأفاعيل من أجل أن يكون هناك قضية. في السابق هذه الروح المعنوية أصبحت منهارة ليس لها وجود، الأميركان ينادون بكل قوة أنه علينا أن ننكفئ على أنفسنا ونصلح بلادنا ونخفض التكاليف ونيسر المعيشة، اسرائيل تقوم وتقعد ليست مشكلتنا لماذا ننفق عليها المليارات كل عام؟! يؤتى بمثل هذه الفزاعات. المسلم ليس بحاجة لهذا قضيته كريمة وعادلة وفي غاية النبل وليس لها قضية تعلق بقائد أو مصلحة شخصية أو بأرض أو مال أو غيره. هذه الآية تشير إلى معنى جميل جداً وهو تقوية المؤمنين في قتالهم أنتم تقاتلون في سبيل الله، إذن معكم الله يكفي هذا، أما أولئك يقاتولن في سبيل الطاغوت، من معهم؟ إبليس، ما هو حال إبليس؟ قال (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) هذا الشيطان الذي يؤزهم على قتال المؤمنين سيخذلهم في حال الشدة بينما أنتم يا من تقاتاون في سبيل الله الله ينصركم في حال الشدة ويكون معهم ولذلك قال (فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ) ما عندهم إلا خواء، ما عندهم روح معنوية عالية ما عندهم ولي ينصرهم ويتولاهم. إذن فقاتلوا أولياء الشيطان واعلموا أن كيد الشيطان ضعيف ليس ككيد الله عز وجل في نصرة أوليائه. انظر إليهم في بدر وستمر بنا هذه القصة في سورة الأنفال (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)) كيد الشيطان بالفعل ضعيف.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] من ناحية الألفاظ ابتدأ فقال (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) (فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ) خالف بين الوصفين فكأن الشيطان هو سبب لكل طغيان، أصل لكل طغيان وهو المقصود في قوله (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) أي في سبيل الشيطان. قوله (فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) أظهر في مقام الاضمار تبشيعاً لهذا الولي. جملة (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) جملة مستقلة وقاعدة قرآنية. وهنا يرد سؤال كيف قال الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)) في النسوة وهنا قال (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)؟ كل واحدة لها مساقها والجهة منفكة ولذلك قد يقع بعض المفسرين في مثل هذه الاشكالية فيظن أن بينهما نوع من الاختلاف يحتاج إلى حل والصواب أنه لا علاقة لهذه بتلك. أولاً في قوله (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) هو قول العزيز لكن الله سبحانه وتعالى أقره فما دام أقرّه فهو صحيح بذاته لكن هذا كيد النساء إنما هو بالنسبة للرجال. لكن هنا قال إن كيد الشيطان كان ضعيفاً دائماً في مقابل كيد الله سبحانه وتعالى. فإذن الجهة منفكة وإلا فالنساء جزء من كيد الشيطان لكن ليس هذا مقامه. ولهذا ننبه أنه أحياناً بعض المفسرين يظن أن بين الآيتين اتفاق من وجه فيحتاج أن يبين الفرق من وجه آخر وليس بين الآيتين أي اتفاق ولكل واحدة مساقها. مثلما ذكروا في قصة موسى عليه السلام وفي قصة يوسف عليه السلام، قال في قصة يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا (22) يوسف) وفي موسى عليه السلام (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا (14) القصص) فيبحثون ما السر في زيادة (استوى) ولم يزدها في يوسف؟ أنا عندي أن السؤال هذا فيه إشكال كأنك تقول إن يوسف فيه معنى استوى وهذا ليس صواباً لأنه يوسف لا علاقة له بالاستواء وإنما الصواب أن نقول ما فائدة ذكر استوى في قصة موسى عليه السلام؟ لأننا إذا وازنا بهذه الطريقة كأننا نقول أن يوسف فيه وصف الاستواء لكنه لم يُذكر وهذا نوع من التطاول على الله سبحانه وتعالى نوع من القول على الله بغير علم. الصواب أن يقال ما فائدة ذكر الاستواء في موسى عليه السلام منفرداً عن قصة يوسف عليه السلام. واضح جداً بعدها قال (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا (15) القصص) فبين لنا الله سبحانه وتعالى زاد في موسى الاستواء لأنه بحاجة له في دعوته أما يوسف عليه السلام فليس بحاجة للإستواء ولا يلزم أن يكون فيه هذا الوصف الذي في موسى عليه السلام. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] استوى بمعنى كمال الخلقة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إسمح لي أن أخالفك يا أبا عبد الملك. في قوله (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يوسف) حتى لو قلنا بأن الجهة متحدة فهناك فرق بينهما لأن الله سبحانه وتعالى قد رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، الشيطان بذاته لا يستطيع أن يصنع لنا شيئاً نمكّن منه إلا الوسوسة هذا الوحي الذي يلقيه في قلب الانسان من أجل أن يصرفه عن الخير أو يدله على الشر، هذا منتهى كيده. ولهذا الصحابة لما جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكون يقولون إن أحدنا لتحدثه نفسه بما يهم أن يخرّ من السماء أو يكون حمامة ولا يتكلم به قال أوقد وجدتموه؟ الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. يعني ما عند إبليس إلا أن يوسوس. المرأة إذا أرادت أن تكيد للرجل فإن عندها شيء غير الوسوسة عندها شيء أعظم أن تتبدله وتتغنج وتتحسن حتى تكيد له وتوقعه في حبائلها ولذلك يتخذها الشيطان بالوسوسة أحد حبائله للإنسان لأنه قد لا يقدر على الإنسان بوسوسته يأتي بها كحُبّالة لهذا الإنسان. فمن هذه الجهة إذا أردت أن تقارن بينهما تجد أنه بالفعل كيد المرأة إذا كادت أعظم من كيد الشيطان. ولذلك قال (ومن شر النفاثات في العقد) إذا قلنا إن النفاثات هنّ السواحر لماذا جعل ذلك فيهن؟ لأن هذا من كيدهن ويكثر فيهن.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذا ملحظ أيضاً جيد. لما قال (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) سبق أن نبهنا على هذا النظم (كان) كثرة ورود الفعل (كان) يعني كان ولا يزال وليس كان وانتهى، هذه مسلوبة الزمان وهذه من خصائص (كان)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قبل قليل ذكر الدكتور عبد الرحمن "قواعد قرآنية" أخونا الدكتور عمر بن عبد الله المقبل له كتاب سماه قواعد قرآنية هو في الحقيقة كان حلقات إذاعية قدّمها واختار فيها مثل هذه الآيات التي فيها صبغة الشمول والعموم والتي تصلح أن تكون مقطوعة عما قبلها وما بعدها وهي فكرة أظن لو جمعت سبق أن سمعتها منك أبا عبد الملك في ما سميته توقيعات قرآنية أو نقول قواعد قرآنية وهي تلك الكلمات[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إن الله على كل شيء قدير، إن الله بكل شيء عليم، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويمكن أن تصنف فيقال قواعد قرآنية في الاجتماع في السياسة في العبادة في التوحيد[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا يفلح الساحر حيث أتى، هذه قاعدة مضطردة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لو أن المسلم وهو يقرأ القرآن يتملى بهذه القواعد وتكون دائماً نصب عينيه وهو ينظر في الحياة سيتغير عنده شيء كثير في حياته وتتفكك أمامه رموز كثيرة في الحياة التي يشاهدها. انقطاع المسلم عن القرآن وانقطاعه عن التدبر في القرآن هو أحد أسباب الاشكالات والوهم والتخوف أو أيضاً حتى الوصول إلى بعض الآراء الغريبة جداً فيما يلاحظه في المجتمع الذي يعيشه سواء المجتمع المسلم أو الكافر الخلط الحاصل هذا نور الله من اعتمده وانطلق منه فإن الأمور أمامه سبحان الله يكون كأنه إنسان واقف فوق عمارة وينظر إلى كل شيء بوضوح تام[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الذي يعين على هذا كثرة قراءة كتاب الله والتدبر فيه ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة والسلف والجميع كانوا يجعلون لهم ورد يومي حتى يكون القرآن الكريم على ذكر منهم ويصبح لهم منهاج حياة كلما أراد أن يقدم على عمل تذكر آية تذكر موقف تذكر قصة فإما أحجم أو أقدم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لذلك قال (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) ق)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لكن الهجران الذي يعيشه المسلمون اليوم للقرآن الكريم حتى من علية القوم وبعض المثقفين يقول أذكر أن في القرآن الكريم شيء يشير إلى هذا، أذكر آية معناها كذا، القرآن غائب عنه لا يستحضره![/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تعرفون قصة الشيخ المنيع عندما تناقش مع أحد الذين يحملون الأفكار الليبرالية قال لما طال النقاش واحتدم ورأيت أنه لا فائدة من النقاش قلت له أنا عندي لك خيار قال ما هو؟ قلت إقرأ القرآن من أوله إلى آخره بروح متجردة وهذا شيك بعشرة آلآف ريال إذا ختمت القرآن، قال قبلت، يقول فأخذ الشيك وراح وقرأ. وفي نهاية الأسبوع قال جاءني الرجل ومعه شيك بعشرين ألف فقال جزاك الله عني خيراً يا شيخ، أول مرة أعرف القرآن قرأته من أوله إلى آخره والرجل هو مسلم لكنه تشرب كتب هؤلاء المأفونين من هؤلاء المساكين ولا يقرأ كتاب الله. لذلك أقول من أعظم الحلول في مناقشة هؤلاء أن تسأل واحدهم كيف حالك مع القرآن. هل قرأن القرآن؟ فيقول الحمد لله أنا أسمع. لا، أنا أريد أن تقرأ القرآن قرآءة واعية متجردة ليس فيها لف ولا دوران وستنظر ما هو الشيء [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] القرآن فيه قوارع وهداية وبعض الآيات كان لها تأثيراً عملياً انتقل المسلم من جانب الفهم لهذا المعنى والتأثر النفسي إلى العمل مثل ما يذكر قصة توبة الفضيل بن عياض لما كان لصاً لما قفز إلى بيت أحد العُباد عندما سمعه يقرأ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (16) الحديد) مثل هذه الاية وأمثالها التي كان لها أثر إيجابي عملي لو جمعت هذه القصص لأنها مفيدة جداً ودافع للتدبر ودافع لقراءة القرآن لأن بعض الناس لا يعرف القيمة الكبرى لهذا الكنز العظيم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى علينا لا يعرف القيمة الكبرى التي لو تأمل ونظر ورجع إلى الوراء هذا الكلام كلام من؟ من الذي تكلم به على الحقيقة؟ هو الله سبحانه وتعالى، شرّفنا نحن بأن نقرأ كلامه سبحانه وتعالى الذي تكلم به وسمعه جبريل ونزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وتلاه محمد صلى الله عليه وسلم على الصحابة ووصل إلينا كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم لم يتغير منه حرف واحد. فإذن هذا الكتاب كتاب هداية لكن نحن غبنا عن هذا الكتاب. نحن الآن نستنبط بعض المعاني ونسترشد بعض الاسترشادات كلها داخل هذا الإطار. نرجع إلى الآية (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) التي خرجنا منها بهذه الفائدة في قضية هذه القاعدة القرآنية بأننا حينما نأتي إلى أي أمر ونحس فيه للشيطان نصيب نقرأ هذه الآية، انظر ما هو تأثير هذه الآية عليك في الارتداع عن كثير من الباطل أو عن كثير من اللهو والفساد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في هذا المقام أحد الأخوة الدعاة قبل سنتين ذهب للدعوة في افريقيا هو أفريقي أصلاً قال كنا ذهبنا إلى قرية فيها ساحر طاغوت يقتل الناس من يخرج عن طاعته يقتله بسحره قال لما علم الناس أننا سنأتي إلى قريتهم بعض عقلائهم جاؤوا إلينا قالوا نحن نحبكم ونريد لكم الخير وهذا الطاغوت لا يدع أحد من شره ولو علم بكم قد يعتدي عليكم ونكون قد خسرناكم فرأفة بحالكم ورفقاً بكم نرجو أن لا تدخلوا قريتنا يقول لي هذا الأخ وقد صور ما حدث بالفيديو رأيته بنفسي صور أحداث القصة فقلت لهم هذا الساحر ماذا يفعل؟ قالوا يفعل كذا وكذا قلت لهم (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) طه) (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) نحن إن شاء الله سنغلبه، قالوا هذا الرجل ما ترك فينا شيئاً قتل خيارنا وابناءنا وفعل بنا الأفاعيل أنتم ما تعرفون هذا الرجل قلنا عندنا كتاب الله نستطيع أن ندمغ باطل هذا الساحر بما عندنا، فلما جئنا اجتمع الناس بدأنا نتحدث جاء السحر ورأيت صورته هو أسود البشرة قد لطخ وجهه بشيء من التراب ليبدو أبشع ما يكون، موحش ومعه رفيقاه فجلس في ناحية وصار يستعرض سحره وبدأ يهمهم والصورة مركزة عليه والإخوة واقفين يتكلمون مع الناس جلسوا ساعة ونصف وهو يحاول ما استطاع يقول لي الأخ قلت لمن معي جميعاً اقرأوا آية الكرسي والله عز وجل سيدفع شره بها فما استطاع وفي النهاية بدأ يصوّت ويحاول ما استطاع! المهم بعد هذا قام وقال أنا أول مرة يخيبني أصحابي فيها قال أنتم ماذا فعلتم؟ قلنا نحن عندنا كتاب الله تعال اسمع كتاب الله لا جنّ وولا شياطين ولا سحر يمكن، فجاء واستمع وقال أنا أريد أن أسلم ودخل الإسلام وحسُن إسلامه فأهل القرية تعجبوا قالوا ماذا فعلتم؟ قلت نحن عندنا كتاب الله، عندنا شيء من السماء من الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يغلبه شيء، هذا ليس عنده شيء، نحن نقرأ آية الجن والشياطين يفهمون هذه المنطقة كلها يقول كانت سبباً في إسلام الناس، كيف استطاع هؤلاء أن يكفوا شر الطاغوت؟! (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه قصة مكررة من قصة سحرة فرعون تلاحظون أن السحرة قبل دخول تلك التجربة كانوا أشد الناس عداوة لموسى وطغياناً وكانوا يقولون (إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) الشعراء) (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) الشعراء) فلما رأوا الحقيقة كانوا هم أول من آمن بموسى (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) طه) الشاهد أنهم لما رأوا الحقيقة مثل هذا الساحر وكان هذا سبباً في إسلام الناس كما كان إسلام السحرة في عصر موسى سبباً في إسلام الناس وكقصة الغلام مع الساحر والملك[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قصة سحرة موسى يقولون لموسى من طغيانهم (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) طه) تعبيرات الطغيان والكفر والخيلاء ثم صاروا أول من آمن سبحان الله![/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا أثر من آثار الايمان "وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب"[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ) ننبه مرة بعد مرة لأنها مهمة جداً، من الآمر؟ الله سبحانه وتعالى. فأي اعتراض أو استدراك أو المحاولات التي ذكرناها في جهاد الدفع نقول أن هذه كلها تخالف هذا الأمر والتفاف على النص فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نقاتل ابتداء لكن ليس هذا القتال ظلماً وإنما لإيصال دعوة الحق إلى الناس فمن وقف في طريقها فإنه يقاتل، الإسلام انتشر في أرجاء المعمورة والناس كانوا في هدوء وأمن وسلام لم يقع من الشرور والظلم إلا بسبب مدافعة الكفار خاصة الغرب لأنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الحرب ستكون معهم إلى قيام الساعة. ولاحظ أن اليهود في طيلة فترة الدولة الإسلامية خلال القرون الماضية لم تقم أي حرب بين المسلمين واليهود وإنما كانت الحروب كلها مع النصارى من ذوي الديانات، الآن فقط وهي حالة استثنائية هناك نوع من الحرب بين المسلمين واليهود ونوع من المسالمة مع الغرب والنصارى ولكن هذه الأمور لن تطول لا بد أن تتبدل ولا شك من يظن أن الأمور ستبقى كما هي هذا لا شك عنده قصور في النظر. ولذا نحب أن ينتبه المسلم إلى قضية مهمة جداً وهي أن الحضارة المعاصرة اليوم هي حضارة استثنائية وليست أصلاً ونجد أن بعض المسلمين وهو يناقش كثيراً من قضايا الإسلام يجعل هذه الحضارة أصلاً كأن القرآن إنما نزل من أجل هذه الحضارة فقط فيتناسى ما كان سابقاً ولا يتوقع ما سيكون مستقبلاً فما الذي يضمن أن الحياة ستبقى كما هي؟ فتبني أنت مفاهيم القرآن ومفاهيم الاسلام وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحضارة الطارئة وأنت لا تعرف ماذا سيكون بعد ولهذا القضية مهمة جداً أن ينتبه لها لأنه يقع فيها خلل كبير جداً في التصور وليس هذا مجال الحديث عنها وإنما من باب التنبيه. [/FONT]
[FONT=&quot]ننتقل للآية التي بعدها (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية أشارت إلى مراحل الجهاد والجهاد كجملة من الشرائع مر بمراحل وذلك لما فيه من الكره ولما فيه من الثقل ومن ذهاب الأنفس والأموال والبأس لم يجعله الله رحمة للمؤمنين شيئاً واحداً ففي أول الاسلام كان محرماً وهو في العهد المكي ثم بعد ذلك أنزل الله (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الحج) ثم أنزل بعد ذلك (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ (190) البقرة) يعني من يقاتلكم فقط ثم لما استتب الأمر للمسلمين وغلبوا على دولة الكفر أمر الله عز وجل بمقاتلة الكفار (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ (5) التوبة) مر بأربع مراحل وهل هذه المراحل ناسخة ينسخ بعضها بعضاً؟ إن قلت ينسخ فهو صحيح وإن قلت لا ينسخ فهو صحيح. هي ناسخة لمن ترقّى حاله وصل إلى الحال التي وصل إليها النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة فالمراحل الثلاثة الماضية منسوخة في حقه. ومن كان حاله كحال المسلمين في مكة لا يقال أن المرحلة المكية منسوخة في حقه ولكن يعمل بما حصل للمسلمين في مكة لأنه لا يسعه إلا ذلك مثل حال كثير من الأقليات التي تعيش ضعيفة في بحور في المجتمعات الكافرة. فهذه الآية تشير إلى مرحلتين المرحلة الأولى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ) أشارت إلى مرحلتين: كفوا ، كتب مما يدل على أن الجهاد مرّ بهاتين المرحلتين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] وهذا تشهد له السيرة لأنهم كانو يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم القتال ويقول لم أؤمر بذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فائدة مهمة في علوم القرآن وهي كيف يعرف النص الناسخ من المنسوخ؟ أن يصرّ؛ النص بذلك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم "ألا إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها". كان هناك حكم مختلف ثم تغيّر كذلك في هذه الآية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ) كان هناك نص يأمر بالكفّ ثم كان هناك نص (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ) إشارة إلى أنه قد تغير النص هذه من الآيات التي صرحت بهذا التغيير، هذا مثال لقضية النسخ في القرآن الكريم يشير أن الحكم كان كذا فاصبح كذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مثل آية الأنفال (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ (66))[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إشارة إلى أنه كان هناك حكم ثم تغير[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) المسلم في حياته كلها لا يخلو من واجيات وأعمال، المشكلة أنه قد تهيمن علينا فكرة أو مشروع أو قضية فنرى أننا بدونا قد خلونا من كل شيء! المسلم لا يوجد في قاموسه هذا المعنى أبداً، وهذه الكلمة أنا أوجهها لكل الشباب الذين ذهبوا إلى ميادين جاهدوا فيها دافعوا عن أراضي إسلامية أو قدموا فيها خيراً ثم توقف هذا الجهاد أي سبب من الأسباب سواء كانت هذه الأسباب صحيحة أو غير صحيحة فتجد الواحد منهم يتلفت يقول ماذا أفعل؟ كيف أملأ وقتي فراغي؟ سبحان الله! المسلم لا يمكن أن يكون عنده فرصة ليقول هذه الكلمة، قيل لم (كفوا) لكن قيل لهم (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) عندهم واجبات كثيرة يمكن أن تملأ بها حياتك، عبادة الله ليست شيئاً واحداً إما أن تجاهد وإما أن تقعد أو تكون كلّاً على المسلمين. وهذا الكلام قلته لبعض الشباب الذين جلست معهم أحاورهم، لا بد أن نقيم الجهاد! يا أخي الفرصة الآن غير سانحة والمسلمون في حال من التردي والضعف والتشرذم لا يحسدون على ما هم عليه، هل معنى ذلك أنه يجب أن نقيم الجهاد حتى في تلك الأحوال؟! لا، لم يأمرنا الله بهذا أمرنا به عندما تهيأ الفرص وحتى تتهيأ الفرصة تحتاج لأوقات! النبي صلى الله عليه وسلم جلس في مكة 13 سنة وهو يبحث عن دار تؤويه قبيلة تنصره فلما وجدها بدأ ينقل أصحابه ‘ليها شيئاً فشيئاً فلما تهيأت الفرصة له قام باللجهاد ولم يقم به دفعة واحدة كان ذلك مرحلة مرحلة حتى وصل إلى مرحلة التي نزل فيها قول الله عز وجل (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ) هذا لا بد أن نعقله ليس صحيحاً أنه علينا أن نستنبت الجهاد في أرض ليس فيها جهاد. ونقاتل في أرض لا قتال فيها ونؤذي عباد الله عز وجل ونفتح على أنفسنا باب شر في أرض إسلامية تعلن فيها الصلاة ويقام فيها ذكر الله ويسمع فيها الأذان وتقام فيها عموم الشعائر، صحيح هناك تقصير، هناك مظالم هناك معاصي هناك فجور لكن هذا لا يسوّغ أن يرفع السيف، أين عقلك؟ قلت لواحد من هؤلاء الشباب قال لي أنا لا يمكن أن أجلس أريد أن أجاهد وقلت إذا كان هذا الجهاد سيترتب عليه أضرار عليك وعلى المسلمين عامة ماذا تفعل؟ قال ليس هناك فرصة، ماذا أعمل غير الجهاد؟ ما عندي عمل آخر، قلت اتق الله ميادين الدعوة والبذل والعطاء والعبادة كثيرة جداً وأوسع منك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قضية مهمة جداً لما قال تعالى (كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ) نبههم إلى عبادات قائمة (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) قوله (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) حوّلهم من عمل إلى عمل وهذه قاعدة الإسلام كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة مكية (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ) إذا فرغت في طاعة فانصب في طاعة أخرى أو إذا فرغت من شؤون الدنيا فانصب إلى عبادة الله سبحانه وتعالى. ومعنى ذلك وهذه قضية مهمة جداً المسلم الأصل ليس عنده وقت فراغ لكن هو تقصير منه في معرفة الأفضل وواجب الوقت كيف يملأ فراغه. الله سبحانه وتعالى من رحمته بهذه الأمة أن نوّع لها العبادات تنويعاً كبيراً جدياً ولا يمكن لمسلم أن يقول أن هناك عبادة لا تناسبني، أيّ مسلم حتى لو كان مقعداً حتى لو لم يكن فيه إلا قلبه ينبض سيجد ما يناسبه من عبادات.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] على قضية يجد ما يناسبه بالأمس كنت أقرأ إيميل وصلني رجل يقول إذا وجد علب المياه الفارغة يقطعها من فوق ويملأها بالماء ويضعها عند الشجار فساله أحدهم ماذا تفعل؟ قال في هذه الأيام يشتد الحر والطير لا يكاد يجد ماءً فإذا وجد الماء يشرب وأحضر صور لمجوعة من الطيور ميتة فيقول يجب أن نرحم هؤلاء، تصور ملأ وقته بشيء رائع وجميل. المسلم هدي إلى عمل لا يتصل بالناس وإنما بحيوان وهذا عمل كبير، ونذكر البغي التي غفر لها لأنها سقت كلباً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] نحن بحاجة في نظري أن الدعاة والعلماء بحاجة إلى أن يفتقوا أذهان للناس إلى أبواب البر. القضية الأخرى كثيراً ما يقرن القرآن بين الصلاة والزكاة العمل العبادي القائم بالبدن والقائم بالمال والتلازم بين الأمرين (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) وهذا القرن بينهما يشعر بأهميتهما. ولهذا أبو بكر رضي الله عنه قاتل من منع الزكاة وجعله من المرتدين لأنه من الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وهذا لا شك من فقه أبي بكر لما ربط بين الأمرين. لعلنا نختم بقضية أخيرة (وَآتُواْ الزَّكَاةَ) ما يتعلق بالحقوق المالية، بعض الناس آتاه الله ما آتاه من النعمة حتى لو كان دخله يسيراً يغفل عن النفقة في سبيل الله فنقول أنفق ولو نصف ريال فالله سبحانه وتعالى يربّه كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم. لعلنا نقف عند هذا، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.[/FONT]
 
(وتعاونوا على البر والتقوى)
بتوفيق من الله تعالى ثم بمبادرة من أخواتي الفاضلات سنعمل سوياً على تفريغ حلقات بينات هذا العام وسأضع جدولاً بالمحاضرات التي تم تفريغها إلى الآن والحلقات القادمة مع أسماء الأخوات المتطوعات للتفريغ ومن ترغب بالانضمام إلينا فأرجو أن تراسلني على الخاص لإضافة اسمها إن شاء الله تعالى.

جدول حلقات بينات :

الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط بالتعاون مع الأخت طالبة الهدى -
الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري
 
ملاحظة أختي أم الحارث وفقك الله، الحلقة التي رفعت على موقع القناة على اليوتيوب بعنوان الحلقة الخامسة وأظنك تقصدين الحلقة الرابعة فأرجو تعديل العنوان بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير
 
أخواتى بارك الله لكن فى أوقاتكن وجزاكن الله خيرا ... أبحث عن الحلقة الخامسة فما وجدتها؟؟؟
 
أخواتى بارك الله لكن فى أوقاتكن وجزاكن الله خيرا ... أبحث عن الحلقة الخامسة فما وجدتها؟؟؟
تستطيع متابعة حلقات برنامجي التفسير المباشر وبينات علي أرشيف البث المباشر للملتقي

http://ar.justin.tv/tafsirlive/videos

الي أن نرفع بقية الحلقات ان شاء الله
بارك الله فيكم
 
الحلقة الخامسة – 5 رمضان 1432 هـ
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78))
د. مساعد: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. نكمل ما وقفنا عنده في قوله (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) انشغلوا بما أمركم الله به ودعوا هذا الأمر الذي تتعجلونه وتترقبونه لأننا سننظر إلى نتيجته ومآله.
د. الخضيري: كنت علقت على قوله كيف اقترنت الصلاة بالزكاة فكان مما قلت أن الله عز وجل يذكر ما يتعلق بعبادة البدن وعبادة المال ويجمع بينهما. أيضاً يمكن أن يقال ما يتعلق بالعبودية لله عز وجل والإحسان في معاملته والإحسان إلى عباده (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ) هذا فيما يتعلق بالعبودية لله عز وجل والإحسان في معاملته (وَآتُواْ الزَّكَاةَ) ما يتعلق بالإحسان إلى عباد الله. ودين الله قد جمع الخصلتين إحسان في معاملة الخالق وإحسان في معاملة المخلوق وهما تلخصهما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. وهناك أمر ثالث وهو أن من أقام الصلاة حقاً رزقه الله ومن رزقه الله وجبت عليه الزكاة وهذا المعنى أشارت إليه بعض الآيات (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) طه) وأشارت إليها من حيث العموم (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3) الطلاق) والدليل على ذلك الصحابة كانوا كلهم ضعفاء وفقراء بل كان المهاجرون من أهل الصفة في أول العهد المدني ثم ماذا حصل بعد ذلك؟ ما منهم من أحد إلا مات وهو قائد أو أمير أو الدنيا عنده شيء كثير ما مات فيما نعلم من أولئك الصحابة الذين ماتوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير الذين ماتوا في أول الاسلام ما ماتوا إلا وهم قد أثروا ثراء عظيماً وجاءهم خير كبير وهم ما كان عندهم من الدنيا شيء وأمضوا حياتهم ليس في طلب الدنيا وإنما في نصرة هذا الدين فهذا يؤكد هذا المعنى أن إقامة الصلاة من أعظم أسباب الرزق. لفتة يقول بعض الناس بلاد المسلمين الآن من أعظم بلاد الله خيراً ثروات معادن مواقع مناخ فيها أفضل المواقع قارن بين الدول العربية واليابان وقارن بين ميزانية اليابان وميزانية الدول العربية البترولية وغير البترولية وانظر الفرق الهائل بين هؤلاء وهؤلاء يقولون 5 % من الأرض اليابانية صالحة للزراعة جزر مفرّقة وفيها زلازل سنوياً عشرة آلآف زلزال وهزة أرضية ما تصلح حتى للحياة البشرية! ومع ذلك ما الذي جعل المسلمين يتخلفون ويفتقرون وهذه الخيرات بين أيديهم؟ أنا أقول هناك أسباب كثيرة لكن من أرفعها ضعف المسلمين في جانب الصلاة. أُنظر إلى مساجد المسلمين من يرتادها؟ من يأتي إليها؟ بل تتضح المفارقة عندما يدخل رمضان المسجد الذي كان يصلي فيه صف أو صفين من الناس تجده قد امتلأ أصحاب الصف الأول يفاجأون أول يوم في رمضان لا يجدون مكاناً في المسجد ليس في الصف الأول! من أين خرج هؤلاء؟ من البيوت المجاورة لم يأتوا من المريخ، ضعف المسلمين في جانب الصلاة هذا سلبهم هذه الأرزاق وأضعف هذه الثروات وفاعلية هذه الثروات فيهم. أُنظر إلى الثروات في بلاد النفط هي كثيرة جداً لكن أين تذهب؟ هناك سرقات وفساد وأشياء يعلمها الناس كلهم بسبب ضعف الإيمان وضعف الصلة بالله عز وجل.
د. الشهري: في قوله تعالى (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) قال تعالى (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ) ولم يقل كتب عليهم الجهاد لأن الجهاد مكتوب عليهم من قبل الجهاد بالصلاة والقيام بها مفهوم الجهاد أعمّ لكن لما أراد تخصيص خصوص القتال بالذات نصّ عليخ لذلك في سورة البقرة لما قال (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ (216)) القتال بالذات ومواجهة الأعداء صعب على النفوس والعرب حتى في الجاهلية كانت تفتخر بأنها تواجه الأعداء ولا تهاب الأعداء لذلك يقول السمأول وهو شاعر جاهلي مشهور في قصيدته اللامية
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل
ثم يقول من ضمن الأبيات التي يفتخر بها
يقرّب حب الموت آجالنا لنا وتكرهه آجالكم فتطول
وإنّا لقومٌ لا نرى القتل سُبّة إذا ما رأته عامر وسلول
فالشاهد أنهم كانوا يفتخرون أنهم يقاتلون ويصبرون ويقول عمر ابن ابي ربيعة
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جرّ الذيول
فهنا عندما يقول تعالى (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) ففيه إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى يعيب عليهم هذا الخور وهذا الضعف وهذا الجبن الذي تسلل إلى نفوسهم لما كتب عليهم القتال وكانوا من قبله يتمنوه (وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (143) آل عمران) وهذا فيه إشارة على أنه كما يقولون في المثل ليس من رأى كمن سمع ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك قال "لا تتمنوا لقاء الأعداء فإذا لقيتم فاثبتوا أو فاصبروا". فهنا عاب الله تعالى عليهم الخوف الذي دخل في نفوسهم من الأعداء وكان الأولى بالمؤمن الثبات أنت تسأل الله تعالى العافية لكن إذا ابتليت لا بد أن تصبر فإما أن تنتصر وإما أن تموت (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ (52) التوبة) أنت رابح في الأمرين.
د. مساعد: هذه الآية نظيرها في بداية سورة الصف في قوله تعالى لما كتب عليهم القتال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف) نزلت في هذا لأنهم كانوا يطلبون ما هو أفضل شيء من الأعمال فلما قيل لهم القتال وكُتِب عليهم كرهوه قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4)) إشارة إلى أن الذي كانوا كرهوه هو القتال. هل نأخذ من لفظ القتال –وهذه تحتاج إلى استقراء بين القتال والجهاد – مادة القتال إذا جاءت كأن فيها إشارة يعني لما نقول جهاد في سبيل الله يمكن أن يكون جهاد في سبيل الله وغزوة كاملة لكن لا يقع فيها دماء كما حصل في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
د. الخضيري: مثل غزوة بني النضير
د. مساعد: لكن إذا قيل قتال فكأن فيه إشارة أنه سيقع قتل، ولهذا قال (كتب عليهم القتال) في كثير من الأمور يأتي (كتب) مثل (كتب عليكم الصيام) بخلاف قوله (كتبنا عليهم) فجاء مبنياً للمفعول لأن المقصود المكتوب دون الذي كتب لأنه معلوم.
د. الخضيري: ألا ترى أنه لما كان مكروهاً بناه للمفعول
د. مساعد: هذا محتمل لكنه بحاجة إلى استقراء لأنه قال (كتب عليكم الصيام) هذا يحتاج إلى استقراء والفائدة إذا ثبتت فهي صحيحة يتماشى مع القاعدة أنه إن كان من باب المحامد والنعم ينسب إلى الله تعالى وإن كان من باب المكاره فلا ينسب لله تعالى من باب التأدب كما قال ابراهيم عليه السلام (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) الشعراء) المرض نسبه لنفسه والشفاء لله تعالى
د. الشهري: هذا لا شك من كمال التأدب ومقاصد بناء الفعل للمجهول من مقاصده البلاغية أنه يبني الفعل للمجهول تنزيهاً للفاعل أو تكريماً له وأحياناً يكون تحقيراً له
د. الخضيري: في الفاتحة (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) ما قال غير من غضبت عليهم أو أضللتهم
د. مساعد: لا أدري هل هذا الموضوع بحث أم لا، أذكر أحدهم كان يسأل عن جانب التأدب بالألفاظ مع الله سبحانه وتعالى في القرآن دراسة كاملة مثل قصة الخضر لما قال (فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا) (فَأَرَادَ رَبُّكَ) لما كان في الخير المحض قال (فَأَرَادَ رَبُّكَ) ولما كان في أمر ظاهره السوء قال (فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا) ولما كان مشتركاً قال (فَأَرَدْنَا)
د. الخضيري: (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) الجن) هؤلاء الجن في قمة الأدب
د. الشهري: وتميزوا أنهم سريعو الاستجابة من أول مقابلة (فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) الجن). هنا فائدتين في هذه الآية أولاً الذين نزلت فيهم هذه الآيات كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في زمانه وكانوا الصحابة ومن الفضلاء لكنهم داخلهم ما داخلهم من الخوف والقتال وتبعاته فقالوا (وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) كأني والله أعلم أفهم من كلامهم أنهم كانوا يريدون أن يستعدوا أكثر أو يرتبوا أمورهم أكثر (لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) وهذا فيه إشارة أن كثير من المشروعات يستعد لها كثيراً ثم يقال ما رأيكم لو ننتظر قليلاً وهذا بالتجربة ثبت أنه أشبه منه بالتخذيل منه بالاستعداد لأن البدء مع الاستعدادات الممكنة والمتيسرة والإكمال بعد ذلك والتطوير أفضل من الاكتمال التام الذي لن يأتي. والأمر الثاني أن فيه تثبيط للعاملين العاملين في خدمة الإسلام، الجهاد بمعناه العام والخاص سوف يجدون في صفوفهم ولا بد من يقول هذا لأنه وجد في هذا الزمن المتقدم الفاضل الذي فيه من الكمال ما ليس في غيره من الأزمنة وأمس قلنا (وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ (81) التوبة) هم أناس أشبه ما يكون بالمخططين ليسوا من المخذلين الذي يحاربون (لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) قال سبحانه وتعالى (قل) وهذه من الأشياء التي تستحق دراسة خطاب الله للنبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (قل) تلقين، لو كان يلقنك أستاذتك الذي تفتخر فيها لكنت تعتبر هذا مفخرة لك فكيف لو كان يلقنك الله تعالى؟! (قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً)
د. مساعد: إذن هم أرادوا التأخير من أجل متاع.
د. الشهري: يريدون أن يرتبوا أنفسهم أكثر يريدون أن تكثر المكاسب وتقل الخسائر لأي سبب من الأسباب فالله تعالى ذكر ثلاثة اشياء (قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ) مهما رتبتم واستعديتم فمتاع الدنيا قليل، والثانية (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى) أنتم تريدون أن تنتظروا لتحصلوا على مكاسب أكبر استعجلوا فالآخرة لكن فوق ذلك مسألة ثالثة (وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) هل يعتقد أحد منا أنه إذا تأخر سوف يؤخر أجره بشكل أو بآخر؟ لا يمكن. هل يتوقع أن تخطيطه سوف يزيد في رزقه؟ لا يمكن، لن تظلمون فتيلا يعني لن يبخسكم الله من أجلكم ولا من رزقكم الذي كتبه الله لكم فتيلا. ما هو الفتيل؟
د. مساعد: سبق أن ذكرناه في هذا البرنامج في حلقات سابقة الفتيل والنقير والقطمير
د. الخضيري: لكن يقال أن الفتيل هو ما يخرج من فتل اليد من الوسخ، وقد ذكرت أجزاء التمرة كلها في سورة النساء (قطمير، نقير، فتيل)
د. مساعد: في قوله (كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) (أو) هنا تنبيه أن الإنسان من ضعفه مع أنه مؤمن قد يخشى غير الله أشد من خشيته لله وهذا يدل على ضعف الإيمان في تلك المرحلة التي يقع فيها هذا الشيء. لكن يقع السؤال كيف نربي خشية الله في أنفسنا وفيمن حولنا وهذا سؤال كبير جداً نحتاج فيه إلى أن ننظر في هذا الأمر. ولا شك أن من أعظم ما يربي خشية الله في أنفسنا القرآءة في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كلما اقترب المسلم من سيرة هذا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه تكثر عنده المحامد والصفات. ولهذا بعض الناس تقول له لماذا تقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أنا قرأتها لكن العجيب أنك إذا قرأت هذه السيرة العطرة تتعجب أن هناك أحداث لأول مرة تمر عليك، وفيها أخبار، والسيرة لا يفهمها بعض الناس أنها سيرة ابن هشام، لا، السيرة أوسع من هذا، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من خلال صحيح البخاري من خلال صحيح مسلم من خلال الموطأ وغيرها هي جزء من سيرته معرفة شمائله وعاداته صلى الله عليه وسلم معرفة الأذكار التي يقولها صلى الله عليه وسلم هذا جزء من سيرته هذا مما لا شك يربي الخشية في نفس المسلم. ومن أكبر ما يربي الخشية قضية الوعيد الذي توعّده الله سبحانه وتعالى به لمن عصاه
د. الشهري: كتب السيرة كما تعلمون كثيرة جداً وبعض الناس يبقى سنيناً طويلة ينتقل من كتاب لآخر أجودها الرحيق المختوم ولمن أراد أن يقرأ السيرة بأسلوب أدبي وبأحاديث صحيحة كتاب بعنوان "السيرة النبوية كما وردت في الأحاديث الصحيحة" لأحمد الصوياني مجلدين طبعت في مكتبة العبيكان هذا الكتاب أسلوبه سهل وسلس وممتع ولم يعتمد إلا الأحاديث الصحيحة واستطاع أن يصوغ السيرة من أولها لآخرها باسلوب في غاية الجودة أنصح به حقيقة لأنك تقرأ في سيرة ابن هشام روايات وأشعار وغيره لكن ربما لا يستحسنها كل أحد تحتاج لطالب علم يصبر على الروايات وغريب اللغة لكن لما تقرأ زاد المعاد مثلاً فيه من فقه السيرة أكثر من السيرة نفسها، لكن عندما تقرأ السيرة النبوية للصوياني والسيرة النبوية لمحمد أبو شهبة هذه كتب أسلوبها سهلة ورائعة جداً وتربطك بالأحاديث الصحيحة وتستبعد الروايات الضعيفة.
د. الخضيري: ألا تلاحظون أنه إذا أراد أن يمييز الجهاد عن سائر الطاعات ميزه بالقتال يعني ذكر معه طاعات أخرى يذكر لفظ القتال تمييزاً له عن بقية شعائر الاسلام وإذا أريد الجهاد وما معه من أعمال صالحة عبر بالجهاد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ (11) الصف) لكن هنا لما قدم إقام الصلاة وايتاء الزكاة قال (فلما كتب عليهم) ما قال الجهاد وإنما قال القتال ليميز هذا بالضبط لأنه هذا هو الذي يكرهونه وأيضاً هو مناط الكراهة يعلل لماذا كرهوه ولماذا قالوا (لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) لأن الجهاد قد لا يكون فيه قتل ولا قتال مجرد محاصرة للبلدة ثم تقسم الغنائم والفيء. أمر آخر أنه (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ سبحان الله عدل القرآن (فريق منهم) جماعة منهم حصل منهم هذا الأمر الذي ذكره الله سبحانه وتعالى ولاحظ قال (منهم) ولم يقل من غيرهم إشارة إلى أن هذا يقع في الصف الاسلامي فلا نتوقع أنه إذا وقع منأناس شيء من ذلك أنهم هؤلاء قد خرجوا من ربقة الدين أو مرقوا، لا، هذا غير صحيح قد تقع مثل هذه الأمور والنفوس تختلف.
د. الشهري: والله تعالى قال (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا (152) آل عمران)
د. الخضيري: حتى ابن مسعود قال ما علمت أن أحد منا من يريد الدنيا حتى أنزلها الله عز وجل فعلمت. الله عز وجل هو الذي يعلم ما في النفوس وابن مسعود لا يرى إلا المجاهدين والذين يذكرون الله ويصلون مع رسول الله لكن محبة الدنيا هذه أشياء خفية ما يراها ولا يطلع عليها أحد سواه. في قوله (كخشية الله) الإضافة هنا يقولون من إضافة المصدر إلى مفعوله وهذه تغيب عن بعض طلاب العلم
د. الشهري: يعني كخشية المؤمنين لله
د. الخضيري: أو كخشيتهم لله وليست كخشية الله هو لأن الخشية فإنما هي من فعل العبد وليس من فعل الله وهنا أضيف المصدر إلى مفعوله وهذه لفتة مثلاً (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا (63) النور) دعاء الرسول يصح أن تكون بإضافة المصدر إلى فاعله أو إلى لمفعوله ويختلف المعنى فإن كانت لا تجعلوا جعاء الرسول بإضافة المصدر إلى فاعله يعني لا تجعلوا دعاء الرسول لكم إذا دعاكم كما يدعوكم الآخرون بل دعاء الرسول تجب فيه الطاعة المباشرة والامتثال، هذا معنى. والمعنى الثاني تحتمله الآية إذا قلنا أن المصدر قد أضيف إلى مفعوله يعني لا تجعل دعاءكم أنتم الرسولَ إذا دعوتم الرسول لا تدعوه كسائر الناس يا محمد يا أبا القاسم كما يدعى سائر الناس بل قل يا نبي الله يا رسول الله. فانظر لما أضيف المصدر إلى فاعله أو إلى مفعوله اختلف المعنى وأنا أنبه طلاب العلم إلى هذا وهو معنى دقيق وجميل وتنتج منه معاني رائعة.
د. مساعد: الموازنة بين متاع الدنيا والآخرة هنا قال قل يا محمد (قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى) جعل متاع الدنيا قليل والآخرة خير هذا حقيقة يقينية لا يمكن لمسلم ولا لغير مسلم أن يظن غير هذا لكن ليست المشكلة في العلم وإنما المشكلة في التطبيق كما قال تعالى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) الأعلى) المشكلة في التطبيق لا في العلم فنحن نتكالب على الدنيا وكأن الدنيا دار البقاء ولهذا أعجبني الشعرواي رحمه الله تعالى في قوله (لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) الكهف) بين هذه القضية النفسية في الإنسان هو مفطور عليها لكن المسلم يجب أن ينزع من هذا كما قال الإمام أحمد لما سئل ما الزهد؟ قال أن تكون الدنيا في يدك لا في قلبك. لا تتمكن منك. لا يبغون عنها حولا في الدنيا الإنسان يكون في شقة صغيرة يتمنى فيللا فإذا أعطاه فيلا يتمنى قصراً
د. الخضيري: ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب
د. مساعد: أما في الجنة فقال لا يبغون عنها حولا لا يتحول هذا الذي أوتيه
د. الشهري: مما يشير إلى أنه يرضى على ما هو فيه رضى لا يطلب معه غيره.
د. مساعد: قال هنا (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى) ولم يحدد الخيرية بقيد مما يدل على إطلاقها خير في الزمان وفي المكان وفي النوع فهي خيرية مطلقة.
د. الخضيري: ولذلك قال الشيخ السعدي رحمه الله: خيرٌ في ذاتها وخير في لذاتها وخير في زمانها. قال أما في ذاتها فلا مقارنة بين الدنيا والآخر هذه ذاتها ومتاعها لا مقارنة. وفي لذاتها لذات الآخرة لذات في عمق اللذة وليس فيها ما ينغصها بينما الدنيا ما من لذة من لذاتها إلا والتنغيص ملازم لها، يحيط بها من كل جانب. إذا قدم لك طعام جميل رائع أنت بين خيارين إما أن تشبع وإما أن تمنع، إن شبعت بشمت صار عندك مشكلة وإن تمنعت تعذبت، هذا في أدنى الأمور، ما رأيك لو جاءك مرض من وراء ذلك أو إمساك أو إسهال! وفي زمانها الدنيا منقطعة وما أسرع انقضاءها وتقضيها والآخرة لا انقطاع فيها خلود دائم. انظر الى اجتماع هذه الأشياء خير في ذاتها ولذاتها وزمانها
د. الشهري: كما قال حسن التهامي رحمه الله في أبيات جميلة عندما توفي ابنه رثاه بمرثية رائعة من أجمل ما فيها قال
جاورت أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
ففي الجنة أنت في جوار الله سبحانه وتعالى وأيضاً المؤمنون يرون ربهم في الجنة وهذا لا يتحقق لهم في أي موطن آخر
د. الخضيري: أسأل الله أن يجعلنا في هذا المكان وأيضاً إخواننا المشاهدين أسأل الله أن يجمعنا على سرر متقابلين في تلك الدار التي هي خي وأبقى.
د. مساعد: في قوله سبحانه وتعالى (وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ما فائدة التذكير به في هذا الموطن؟ (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) إشارة من الله سبحانه وتعالى أنه لا يبخسكم في هذا العمل العظيم أي شيء بل إن قدمتموه يؤتيكموه كاملاً ولا ينقص منه حتى الشيء الحقير مما يجعل هذا محفز ومرغّب لهذا العمل ولهذا والله أعلم ختمت هذه الآية.
د. الشهري: الذين يقولون لولا أخرتنا كانوا يرجون من هذا التأخير إما الازدياد من الدينا بشكل أو بآخر أو الاستعداد لهذا الأمر أكثر المهم يريدون تأمين أنفسهم بشكل أو بآخر فالله سبحانه وتعالى يقول ليس تأخيركم هذا بزائد في رزقكم أو بأجلكم فإنكم لا تظلمون فتيلاً فالله سبحانه وتعالى لن يبخسكم شيء اطمأنوا. وهذه لفتة وأنت تقرأ هذه الآية أولاً في بلاغتها وفي كمال بلاغتها، الأمر الثاني هذا الكلام العجيب سبحان الله العظيم لا نظير له فيما عرفته العرب من الكلام عندما خوطب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن ثم بلّغه لهؤلاء في ذلك والوقت وكيف كان يسمعه الصحابة رضي الله عنهم ويسمعه المشركون على حد سواء شيء مبهر بشكل لا يتصور. اقرأ في الكتب الأخرى التوراة والانجيل صياغتها مختلفة تماماً، إقرأ في كتب العرب وفي أشعار الجاهلية مختلفة تماماً اقرأ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبلغ العرب مختلف تماماً وهنا لاحظ الختام عندما قال (قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) انتهت الآية ، جمع هذا الجواب الذي لقنه الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم لهم جواباً أسكتهم استوفى كل ما في نفوسهم، كل حاجات النفوس ذكرت، تريدون الاستعداد الدنيا كلها متاعها قليل، تريدون الأجر (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى) خير لمن اتقى إشارة إلى أن من أعطاها حقها فسوف تكون لهون خير بدون مقارنة وفوق هذا كله حقوقكم كلها محفوظة وأرزاقكم محفوظة ولا تظلمون فتيلا فماذا سيقولون بعدها؟
د. الخضيري: في قوله (مَتَاعُ الدَّنْيَا) متاع يمكن أن تكون اسماً ويمكن أن تكون مصدراً هذه لفتة لغوية. إن كانت إسماً فهي إشارة إلى أنواع المتاع الذي فيها متاعها كله قليل. ويمكن أن تكون مصدراً يعني استمتاعكم فيها قليل يعني أصلاً لا تمكثون فيها طويلاً ولذلك يمكن أن نقول أنها تُحمل على هذا وهذا فإن جئتم لذاتها فهي قليلة مقارنة بلذات الآخرة وإن جئتم إلى استمتاعكم أنتم بها فهو قليل. الآن كم في بيتك من أرزاق في بيتك؟ كثير، وما الذي تستمتع به من الأرزاق؟ قليل. وكلما كبر الإنسان شعر بذلك أكثر، تكون المائدة عنده طويلة عريضة ومع ذلك يقول أعطوني زبادي، مع كل الطبخ والنعم يقول هذا فيه سكر وهذا فيه دهون، سبحان الله! لا بد من هذا
د. الشهري: القلة موجودة
د. مساعد: قوله سبحانه وتعالى (وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً)
د. الخضيري: نكرة في سياق النفي فهي عامة
د. مساعد: في قوله (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ) لما استشعر كراهتم للموت (لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) جاء تنبيه أن الموت لا يرده حرص الإنسان على الحياة ولا امتناعه عن الموت لا مفر منه فإنه ملاقيكم كما قال سبحانه وتعالى فكأن هذه الآية جاءت من باب الموعظة للفريق الذي قال هذا الكلام (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ)
د. الشهري: هذه مثل الآية التي في سورة الجمعة (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ (8)) لم يقل فإنه مدرككم كما قال هنا (فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ) فر من الموت وفي الموت وقع وهنا قال (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ) أنت محاصر من كل الاتجاهات
د. الخضيري: ولا يمكن أن تزيد في أجلك ولذلك لما جاءت آية الأجل (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (34) الأعراف) لأنهم يحبون الاستئخار بدأ بالاستئخار لأنه محبوبو لكن لا يمكن أن تتأخر عن أجلك لحظة.
د. الشهري: وفي نفس الوقت لا يستقدمون، لا يظلمون. في قوله (يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ) أدغمت الكاف والكاف إشارة أنه حتى في دلالتها الصوتية المعنى أنه لا مفر الموضوع أسرع مما تتوقع
د. الخضيري: لا ينبغي الإنسان أن يدع شيئاً مخافة الموت يقول أخاف أكون على الطريق أو مظنة الموت سبحان الله كم من الناس ذهبوا إلى مظان الموت وخرجوا سالمين. في الحج قالت لي امرأة جاء ولدها يريد الحج وأمه تمنعه لأن الوالد متوفى قال الوالدة تمنعني هل أطيعها؟ قلت لا، لا تطيعها أنت قادر على الحج بنفسك؟ قال نعم، قلت والدتك ما حجتها؟ قال تخاف علي من الموت، قلت له اتصل عليها فقلت لماذا تمنعين ابنك من الحج؟ قالت الحج فيه مخاطر وأنا أخاف عليه، قلت: وإذا جلس عندك لن يموت، قالت لا، قلت إن كان أجله سيأتيه سيأتيه هنا أو مكة ففي مكة أفضل له، ما رأيك؟ لا أحد يرف أين يكون أجله وهذا الكلام الذي تقولينه غير صحيح، كم عدد الحجاج؟ وكم عدد الذين يموتون في الحج؟ ربما عشرين، مائة من ثلاث ملايين لا شيء، لكن كم يتوفون من حوادث السيارات؟ ألوف. قالت أسمح له؟ قلت اسمحي له وإن لم تسمحي له فأنت آثمة ولا يجب عليه أن يطيعك ولا تمنعي أحداً من أولادك أخشى أن يعاقبك الله أن يميته بين يديك فقبلت وهذا يدل على أن المؤمن إذا ذكرته سمع.
د. مساعد: أنت أخفتها
د. الخضيري: سبحان الله عقوبة الله تأتي العبد من المكان الذي عصى الله فيه، ما أحبّ الله شيئاً إلا عذبه الله به
د. مساعد: قوله (وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) البروج القصور والحصون المرتفعة (وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ (45) الحج) مرتفع والبرج فيه ارتفاع. قال (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) كأن تشييد هذا البناء وتضخيمه أحد الأهدتف منه هو الامتناع من الموت
د. الشهري: (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) الشعراء)
د. مساعد: والمصانع المراد بها على أحد الأقوال البناء. لو تأملت هذا المعنى الله سبحانه وتعالى ينبه عباده كيف يفهم العبد أنه ما دام في هذا القصر المشيد لن يأتيه الموت لن يُقتل يحتمي بهؤلاء وكما ذكرت يصاب بمقتل من حيث هو كان آمناً إذن هذا التشييد وهذا البناء لا يرد قدر الله سبحانه وتعالى أبداً خلافاً لظن الإنسان.
د. الخضيري: العجيب أن حظوظ الناس كما قال الدكتور مصطفى محمود الذي توفي منذ أشهر قال حظوظ الناس في السعادة في الحياة شبه متساوية إذا جئت للفقير وجدته يبتلى بالفقر والمرض وبعض الأشياء من النكد والمنغصات بسبب قلة ذات اليد وإذا جئت للغني عنده سعة في المال لكن عنده سكر وضغط وكولسترول وعنده مشاكل في المفاصل وأشياء كثيرة جداً هذا يعيش بتنغيص وذاك يعيش في نفس التنغيص ولكن من زاوية أخرى ويقول نحن نتوقع أن حظوظ ها في الحياة أكثر ولكن الحقيقة أن حظوظ ذاك المنغص أكثر تنغيصاً في نظرنا حظوظه في الحياة أكبر ويدل ذلك أنك تلاحظ أن المنعمين تسرع إليهم الأمراض والهرم وأما قليل ذات اليد يعمرون يجلسون تسعين سنة يأتي ويذهب ويقضي حاجاته ورأيتهم في الدول الفقيرة عمره مائة
د. الشهري: عمره مائة سنة لكن مليئة بالبؤس!
د. الخضيري: لكن هذا البؤس جزء منه نعمة لأنه مثلاً يجوع ثم يشتهي الطعام فإذا أكل أكل وهو يشتهيه بينما ذاك يتمنى ساعة يشتهي فيها طعاماً لأنه شبعان لأن الأرزاق دائماً بين يديه ولذلك يبحثون عن الغرائب في الأكل لأن الحياة ما تلتذ إلا أن يكون فيها شيء من الكدر والشقاء.
د. الشهري: ذكرني الشيخ بقصيدة الطين لإيليا أبو ماضي يشير فيها إلى هذا المعنى واحد فقير يخاطب غني متكبر فيقول:
نَسِيَ الطِّينُ ساَعَةً أنَّهُ طِينٌ حَـقِـيـرٌ فَـصَـالَ تَيْهًا وَعَرْبَدْ
وَكَسَى الْخَزُّ جِسْمَهُ فَتَبَاهَى وَ حَـوَى الْمَـالَ كيـُسهُ فَـتَمَرَّدْ
أيها المزدهي أما مسك السقم ألا تشتكي ألا تتنهد
وإذا راعك الحبيب بهجر ودعتك الذكرى ألا تتوجد
أَنْـتَ في الْبُرْدَةِ المُوَشَّاةِ مِثْلِي في كِسَائِي الرّدِيمِ تَشْقَى وَ تسعدْ
لك في عالم النهار أماني ورؤى والظلام فوقك ممتد
النجوم التي تراها أراها حين تخفى وعندما تتوقد
يَـا أَخِي لاَ تَمِـلْ بِـوَجْهِـكَ عَنِّي مَا أَنَا فَحْمَةٌ وَ لاَ أَنْتَ فَرْقَدْ
إنْ يَكُنْ مُشْرِقًا لِعَيْنَيْكَ إنِّي لاَ أَرَاهُ مِنْ كُوَّةِ الْكُوخِ أَسْوَدْ
لَوْ مَلَكْتَ الْحُقُولَ في الأرْضِ طُرًّا لمْ تَكُنْ مِنْ فَرَاشَةِ الْحَقْلِ أَسْعَدْ
ثم يتكلم عن قصر هذا الغني يقول
مَرْقَدٌ وَاحِدٌ نَصِيبُكَ مِنْهُ أَفَتَدْرِي كَمْ فِيكَ لِلذَّرِّ مَـرْقَدْ؟
قصيدة جميلة تشير إلى درجات السعادة.
د. الخضيري: يقولون أحد أغنياء أميركا اشترى قصراً على نهر الامازون فهذا القصر مشيد وجميل جداً خرج في الصباح من أجل يستمتع بمنظر النهار فرأى صاحب القارب يصيد السمك ومعه أطفاله أشار إليه ناداه فجاء فباعه السمك الذي اصطاده فسأله الثري أنت كيف تعمل يومياً؟ قال أخرج في الصباح فأصيد ثم أرجع إلى البيت أترك شيئاً للبيت وشيء أبيعه أضيفه لمصروف البيت، فقال له لم لا تضاعف الجهد بحيث تصيد أكثر ثم تتوسع ويصير عندك موظفين ثم تصنع شركة ثم تسويق ثم تعم البلد فيقول له الرجل ثم ماذا أفعل إذا حصل كل هذا؟ قال تصنع مثلي تشتري قصراً على نهر الأمازون، قال أنا ساكن على نفس النهر ومرتاح معي أولادي أنا ساكن طوال العام هنا وأنت تأتي شهراً في العام.
د. مساعد: نكمل بإذن الله في اللقاء القادم سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
 
الأخوات الفاضلات هل من متطوعات لتفريغ حلقات الأسبوع الحالي من برنامج بينات؟
الحلقة التاسعة -
الحلقة العاشرة -
الحلقة 11 -
الحلقة 12 -
الحلقة 13 -
الحلقة 14 -
الحلقة 15 -
بارك الله بكن جميعاً وكتب أجركنّ
 
هل تغير موعد برنامج بينات؟ كل يوم أتابعه الساعة الثانية عصراً أما اليوم فهناك برنامج آخر يعرض في وقاه (سوريا إلى أين؟) فأرجو ممن يعرف موعده الجديد أن يبلغنا بارك الله بكم جميعاً
 
كذلك وجدت تغير الموعد في الاعادة
فلا اعلم متى الموعد الجديد
 
بالأمس عاد العرض الأول لموعده الأساسي فقد تابعت الحلقة الساعة الثانية عصراً كما كان في السابق أما موعد الإعادة فلا أعرف عنه شيئاً لكنك يمكنك متابعة الحلقات على موقع قناة البث المباشر أختي الكريمة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الخامسة

جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-10/MAJD-bayyenat-05.08.2011.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-9/MAJD-bayyenat-05.08.2011.RM

جودة صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-9/MAJD-bayyenat-05.08.2011.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=eVHKkZmCCOc

بارك الله فيكم
 
حلقة اليوم من بينات (ربما تكون الحلقة العاشرة لأنه منذ يومين لم تعرض حلقة) يتم تفريغها بالتعاون بيني وبين الأخت الفاضلة فجر الأمة جزاها الله خيراً.
هل من متطوعين للحلقات القادمة بارك الله بكن أخواتي الكريمات؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة السادسة
1863alsh3er.gif


جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-11/MAJD-bayyenat-06.08.2011.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-11/MAJD-bayyenat-06.08.2011.RM

جودة صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-11/MAJD-bayyenat-06.08.2011.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=WasiZAPf5KY

بارك الله فيكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة السابعة

جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-12/MAJD-bayyenat-07.08.2011.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-12/MAJD-bayyenat-07.08.2011.RM

جودة صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-12/MAJD-bayyenat-07.08.2011.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=urnq4bN_hGI

بارك الله فيكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الثامنة

{تأملات في سورة النساء من الايات 83 -84} - 10 رمضان 1432 - 10 08 2011

1876alsh3er.gif


جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-13/MAJD-bayyenat-10.08.2011-11.33.AM.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-13/MAJD-bayyenat-10.08.2011-11.33.AM.RM

جودة صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-13/MAJD-bayyenat-10.08.2011-11.33.AM.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=Fqz130jyCm0

بارك الله فيكم

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة التاسعة

{تأملات في سورة النساء من الايات 83 -84} - 11 رمضان 1432 - 11 08 2011

جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-14/MAJD-bayyeenat-11.08.2011.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-14/MAJD-bayyeenat-11.08.2011.RM

جودة صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-14/MAJD-bayyeenat-11.08.2011.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=pTegGKBijFg

بارك الله فيكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة الحادية عشر
{تأملات في سورة النساء من الايات 87 -88} - 14 رمضان 1432 - 14 08 2011

MAJD-bayyeenat-14.08.2011.gif


رابط جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-17/MAJD-bayyeenat-14.08.2011.AVI

رابط جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-17/MAJD-bayyeenat-14.08.2011.RM

رابط صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-17/MAJD-bayyeenat-14.08.2011.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=AnIGwiszObU

بارك الله فيكم
 
استاذة سمر سأفرغ الحلقة العاشرة هذه بإذن الله تعالى ونسأل الله أن يبارك بجهودك جعلها الله بميزان حسناتك..
وجزاك الله خيراً..
 
جزاك الله خيراً أختي الكريمة مشاعل على همتك ورغبتك بالمساعدة في التفريغ أسأل الله تعالى أن يكتب أجرك ويتقبل منك وأهلاً بك معنا في مشروع التفريغ لهذه الحلقات النافعة.
تحديث جدول التفريغ:
الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط بالتعاون مع الأخت طالبة الهدى - تم التفريغ والرفع
الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري
الحلقة التاسعة - سمر الأرناؤوط
الحلقة العاشرة - مشاعل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الثانية عشر
{ تأملات في سورة النساء من الايات 89 -91 } - 15 رمضان 1432 - 15 08 2011

MAJD-bayyeenat-15.08.2011.gif


رابط جودة عالية
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-18/MAJD-bayyeenat-15.08.2011.AVI

رابط جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-18/MAJD-bayyeenat-15.08.2011.RM

رابط صوت
http://www.archive.org/download/simpleislam4u-18/MAJD-bayyeenat-15.08.2011.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=hOZz_vcv4ZQ

بارك الله فيكم
 
ما شاء الله لا قوة إلا بالله أختي الكريمة مشاعل نافستيني في سرعة التفريغ أسأل الله تعالى أن يكتب أجرك ويثيبك بكل حرف آلآف الحسنات والله يضاعف لمن يشاء خاصة في شهر الجود والكرم والعطاء. جزاك الله خيراً
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الثالثة عشر

{ تأملات في سورة النساء من الايات 92 -93 } - 16 رمضان 1432 - 16 08 2011
جودة عالية
http://www.archive.org/download/Majd_16ramadan/bainat16.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/Majd_16ramadan/bainat16.rmvb

جودة صوت
http://www.archive.org/download/Majd_16ramadan/bainat16.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=5IY9vFvkCbE

بارك الله فيكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الرابعة عشر

{ تأملات في سورة النساء من الايات 93 -94 } - 17 رمضان 1432 - 17 08 2011

جودة عالية
http://www.archive.org/download/Majd_17ramadan/bainat17.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/Majd_17ramadan/bainat17.rmvb

جودة صوت
http://www.archive.org/download/Majd_17ramadan/bainat17.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=58M5p72sPnc

بارك الله فيكم


 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة الخامسة عشر

{ تأملات في سورة النساء من الايات 95 -96 } - 18 رمضان 1432 - 18 08 2011

جودة عالية
http://www.archive.org/download/Majd_18ramadan/bainat18.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/Majd_18ramadan/bainat18.rmvb

جودة صوت
http://www.archive.org/download/Majd_18ramadan/bainat18.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=rusnSmIhaeU

بارك الله فيكم
 
الاخوات المسؤولات عن رفع الحلقات وتفريغها وعلى رأسهما أم الحارث وسمر جزاكم الله خير ماجزى عباده الصالحين الناشرين للعلم الخادمين للقرآن ..

أخواتي أين أجد الحلقة التي عُرضت يوم 25 وكان محور حديثها عن : من بورك له في شيء فليلزمه .. ومن بورك له في باب من أبواب الخير فليجتهد فيه .. جعل الله ماتقومون به من تسجيل وتفريغ من فتح الله لكم وبركته عليكم ..
 
بارك الله فيك أختي الكريمة على اهتمامك. أظن الحلقة التي تبحثين عنها إذا عرضت في يوم 25 ستكون الحلقة رقم 23 لأن هناك يومين لم يعرض فيها حلقة جديدة خلال الشهر. للأسف لم نصل إلى تفريغ هذه الحلقات بعد ولعل الأخت أم الحارث تضيف لنا روابط باقي الحلقات.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخواتي الكريمات سمر وأم الحارث استأذنكم بأني سأفرغ الحلقة الحادية عشر إذا إذنتم لي إن شاء الله تعالى..
 
بارك الله فيك أختي الكريمة مشاعل على متابعتك معنا في مشروع التفريغ وأتمنى أن ترسلي لي الحلقة قبل رفعها على الملتقى لكي اقوم بتنسيقها مثل باقي الحلقات وتنقيحها وفقك الله لكل خير. سأعد جدولاً جديداً بالحلقات أرقامها ومن سيقوم بالتفريغ حتى يكون الأمر واضحاً لمن يرغب بالمساعدة في التفريغ.
بارك الله لك وبك وكتب لك الأجر العظيم
 
تحديث جدول التفريغ:
الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط بالتعاون مع الأخت طالبة الهدى - تم التفريغ والرفع
الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري
الحلقة التاسعة - سمر الأرناؤوط
الحلقة العاشرة - مشاعل - تم التفريغ والرفع -
الحلقة 11 - مشاعل -
 
الأخوات الفاضلات المشاركات في مشروع تفريغ بينات والأخوات الراغبات في الانضمام إلينا، هذا آخر تحديث لجدول التفريغ والحمد لله، فمن كانت تريد تفريغ حلقة من الحلقات المتبقية أن تعلن رغبتها عن ذلك بمشاركة مع تحديد رقم الحلقة ليتم تحديث الجدول أو مراسليت على الخاص مع ذكر رقم الحلقة. شاكرة للجميع حسن التعاون وعلو الهمة وهذا ليس غريباً عن أخواتي الفاضلات في الملتقى بارك الله بكن جميعاً وكتب أجركنّ
تحديث جدول التفريغ:

الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع

الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري
الحلقة التاسعة - سمر الأرناؤوط
الحلقة العاشرة - مشاعل - تم التفريغ والرفع -
الحلقة 11 - مشاعل -
الحلقة 12 - أم عبد الباري -
الحلقة 13 -
أم عبد الباري -
الحلقة 14 - أم عبد الباري -
الحلقة 15 - أم عبد الباري -
الحلقة 16 - أم عبد الباري -
الحلقة 17 - أم عبد الباري -
الحلقة 18 - أم عبد الباري -
الحلقة 19 - أم عبد الباري -
الحلقة 20 - أم عبد الباري -
الحلقة 21 -
الحلقة 22 -
الحلقة 23 -
الحلقة 24 -
الحلقة 25 -
الحلقة 26 -
الحلقة 27 -
الحلقة 28 -
الحلقة 29 -
الحلقة 30 -

 
تحديث جدول التفريغ:

الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة التاسعة - سمر الأرناؤوط
الحلقة العاشرة - مشاعل - تم التفريغ والرفع -
الحلقة 11 - مشاعل -
الحلقة 12 - أم عبد الباري -
الحلقة 13 - أم عبد الباري -
الحلقة 14 - أم عبد الباري -
الحلقة 15 - أم عبد الباري -
الحلقة 16 - أم عبد الباري -
الحلقة 17 - أم عبد الباري -
الحلقة 18 - أم عبد الباري -
الحلقة 19 - أم عبد الباري -
الحلقة 20 - أم عبد الباري -
الحلقة 21 -
الحلقة 22 -
الحلقة 23 -
الحلقة 24 -
الحلقة 25 -
الحلقة 26 -
الحلقة 27 -
الحلقة 28 -
الحلقة 29 -
الحلقة 30 -
 
السلام عليكم..
استاذة سمر حفظك الله أرسلت الآن على بريدك تفريغ الحلقة الحادية عشر كاملة ولله الحمد أولاً وأخراً.
 
أختي الفاضلة أم الحارث أرجو التأكد من تسلسل الحلقات فعلى ما يبدو بين الحلقة السابعة والحلقة الثامنة هناك حلقة مفقودة وهي الحلقة التي تتحدث عن الآية (أفلا يتدبرون القرآن) فهل بالإمكان التأكد منها بارك الله بك؟
 
رجاء من الأخوات الفاضلات المشاركات في مشروع تفريغ حلقات بينات يبدو أن هناك خطأ في ترقيم الحلقات وتسلسلها لذا أرجو من الجميع عند إرسال تفريغ حلقة أن يرسلوا معها رابط الصوت أو الفيديو الذي أخذوا منه الحلقة لأني منذ ساعة وأنا أبحث عن رابط الحلقة الثامنة التي قامت بتفريغها الأخت الفاضلة أم عبد الباري فلا أصل إليها. وكذلك الحلقة الحادية عشر هي عندي مختلفة عن الحلقة التي فرّغتها الأخت مشاعل حفظها الله تعالى فالحلقة الحادية عشر عندي هي حول الآيات (84 و85) بينما التي وصلتني للآيات (89 -91) ولا أدري من أين الخلل. أذكر أن البرنامج لم يعرض ليومين خلال شهر رمضان ولا أدري إن تسبب هذا في خطأ في ترقيم الحلقات وتسلسلها.
فأعينوني أعانكم الله بإرفاق رابط الملف الصوتي الذي أخذتم منه الحلقة المفرّغة بارك الله بكم جميعاً ونفع بكم.
 
تحديث جدول التفريغ:

الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة التاسعة - سمر الأرناؤوط
الحلقة العاشرة - مشاعل - تم التفريغ والرفع -
الحلقة 11 - مشاعل - تم التفريغ -
الحلقة 12 - أم عبد الباري -
الحلقة 13 - أم عبد الباري -
الحلقة 14 - أم عبد الباري -
الحلقة 15 - أم عبد الباري -
الحلقة 16 - أم عبد الباري -
الحلقة 17 - أم عبد الباري -
الحلقة 18 - أم عبد الباري -
الحلقة 19 - أم عبد الباري -
الحلقة 20 - أم عبد الباري -
الحلقة 21 -
الحلقة 22 -
الحلقة 23 -
الحلقة 24 -
الحلقة 25 -
الحلقة 26 -
الحلقة 27 -
الحلقة 28 -
الحلقة 29 -
الحلقة 30 -
 
لعلكم تتأكدون من كل حلقة من بدايتها لنهايتها فلربما حصل دمج حلقتين في حلقة واحدة بالخطأ أنها جزيئيين ولعل الأخوات التي يفرغن يراجعن ذلك سريعا ويفيدونا عاجلاً..
 
هذا ما أفعله أختي الكريمة لأتأكد من تسلسل الآيات ولهذا السبب اكتشفت أن هناك خللاً ما في ترقيم الحلقات ربما. ليس هناك حلقات مدمجة مع بعضها لأن مدة البرنامج حوال 45 دقيقة لكل حلقة وليس هناك حلقات مرفوعة أطول من هذا. أسأل الله تعالى أن ييسر أمر إعادة ترتيب الحلقات بروابطها الصحيحة لكي يسهل علي وعلى الأخوات أمر التفريغ لأني أخشى أن تفرغ الحلقة الواحدة أكثر من مرة كل مرة برقم حلقة مختلف ويكون ضاع وقت الأخوات وجهدهن.
 
عودة
أعلى