جولة في الصحافة الأردنية 1

إنضم
11 أبريل 2006
المشاركات
157
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
الإعلام هذه الأيام إعلامان أو ثلاثة أو أكثر فأحدها هو الإعلام الورقي الذي لا يمكن أن يصدر دون موافقة وزارات الإعلام وأحياناً الإعلام والثقافة أو الثقافة والإعلام، ومن يقف خلف هذه الوزارات أو أم الوزارات في العالم العربي وهي وزارة الداخلية. ترقب من يكتب وما يكتب ولا يعيّن رئيس تحرير في هذه البلاد في منصبه ما لم توافق عليه الجهات الأمنية.وهي الجهة التي لديها الصلاحية أن تطرده من منصبه إن ارتكب أي خطأ وإن صدر القرار شكلاً باسم وزراء الإعلام. وقد اطلعت في أثناء زيارتي للأردن على عدد من هذه الصحف هي: الدستور والرأي والغد والسبيل. ومن الواضح أن الصحف الثلاث الأولى هي الأوسع انتشاراً ودعماً من الجهات الرسمية أما السبيل فتميل إلى الاتجاه الإسلامي ولا تباع على الطرقات كما تباع الصحف الأخرى التي يمكن أن توصف بـ (شبه الرسمية) وإن كانت موجودة في معظم البقالات والمتاجر.
أما الإعلام الثاني فهو الإعلام غير الورقي أو الإلكتروني هو منتشر في الأردن كذلك وقد احتجت إلى الاطلاع عليه حينما كثرت أمام مسامعي أخبار الفساد المالي في الأردن وشكوى الأردنيين من الغلاء الفاحش والضرائب الباهظة التي تكثر في أيام الفساد والكساد. ووجدت مادة دسمة سأعرض لها في حينها إن شاء الله.
وإليكم بعض المقالات التي لفتت انتباهي:
المقال الأول: فهد الفانك في صحيفة الرأي يوم الاثنين 4 يوليو 2011م حول الديون الداخلية والخارجية على الحكومة الأردنية حيث تحدث الكاتب عن خدمات الديون أو الفوائد الربوية، وتساءل الكاتب لماذا تنفق الحكمة مالا تملك؟ وذكر أن فوائد الدين العام المحلي بلغت 284 مليون دينار ، وأما تسديد رأس المال فقد رُحِّل للأمام، وقد بلغت خدمة الدين العام الخارجي (الفوائد) 450مليون دينار منها 10 ملايين دينار فوائد والباقي اقساط وتبلغ التكلفة الكلية لخدمة الدين العام 834مليون أو 4,1من الناتج المحلي.
وتحدث الكاتب عن الأبعاد الأخلاقية والسياسية والمالية والتاريخية للديون، فالبعد الأخلاقي يتخلص في السؤال لماذا تنفق الحكومة ما لا تملك بل تقترضه ونسيت الحكومات أنها مأمورة مثل الفرد (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) ونسوا أيضاً قوله تعالى (والذين إذا أنفقوا لم يسفروا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) وغفلوا عن الآية الكريمة التي تصف بالمبذرين بأنهم إخوان الشياطين.
أما البعد السياسي فإن الدين الخارجي له تأثير سلبي على "سيادة البلد واستقلاله لأنه يصبح عالة على الدول المانحة والدائنة، ولكل منها له شروط قد لا تكون مطابقة لمصالح البلد وخططه والقول بأن المنح غير مشروطة مغالطة صارخة "
وتحدث عن الجانب المالي وهو أن الدولة تصبح مضطرة "لزيادة الضرائب لخدمة الديون (سداد الربا) ومنه جهة أخرى لضغط النفقات وتقليل الخدمات التي كان يمكن أن تقدمها للمواطنين كالبنية التحتية والتأمين الصحي والتعليم..." وقد عانيت من هذا الأمر في أثناء زيارتي التي لم تزد على شهر وبضعة أيام فبطاقة الهاتف ذات الدنانير الخمسة عليها ضريبة مقدراها دينار ونصف بالإضافة إلى ما تحصله الدولة من ضرائب على مجمل إيرادات الشركة. والبعد التاريخي هو أن هذه المديونية تنتقل من جيل إلى جيل حتى تأتي الأجيال التالية فتلعن من أوقع البلاد في الدين دون فائدة حقيقة.
واختم الحديث عن هذه المقالة بما كتبه الكاتب: "ويبقى أن ارتفاع المديونية وانفلاتها عن السيطرة مؤشر لسوء الإدارة من جهة ، والفساد من جهة أخرى فقد اتضح أن هناك تناسباً طردياً واضحاً بين حجم المديونية ومستوى الفساد في بلدان العالم الثالث"
والحديث عن الديون الخارجية والقروض يمكن أن ينقلنا إلى الحديث عن دول أصبحت مستعمرة وإنما كانت الديون في بعضها لإشباع ملذات الحكام وشهواتهم والإنفاق على جيوش الاستخبارات والمباحث التي أنشئت لتحميهم من غضبة الشعب أو لقهر الشعب والسيطرة عليه. وفي دول لو ضاقت الدنيا ولم يجدوا مالاً لشراء الدواء فإن المال سيكون وفيراً لإدارات الشرطة والأمن. ويكفي أن تسير بجوار بعض مستودعات الجهات الأمنية في بعض بلادنا العربية لترى آلاف السيارات التي أتلفت لأن المال متوفر لشراء الجديد ولأن شراء الجديد يوفر عمولات وعمولات ورشاو لعدد من كبار المسؤولين. ولا تسأل عن الأموال التي تنفق في عمليات التجسس التي تتطلب استخدام المال والنساء نسوا أن النساء أعراض الشعب تنتهك من أجل عملية سخيفة.
المقال الثاني: "مع الحياة والناس" زاوية عريب الرنتاوي ي جريدة الدستور 2 شعبان 1432هـ (4 يوليو 2011م)، وعنوان الزاوية "الإنسان أغلى ما نملك"
يقول الكاتب إن هذه العبارة طالما رددها الأردنيون (والحقيقة تردد في كل مكان يستهان بالإنسان وتنخفض قيمته) وركز الكاتب أو الكاتبة على انخفاض مستوى هذا الإنسان سواءً كان خريج جامعة فلا تكاد الشهادة تساوى ثمن الحبر الذي كتبت به أو الورق الذي خُطّت عليه، فخريج العلوم السياسية لا يفقه شيئاً في السياسة، والسباك أو المواسرجي الذي يخرب عمله أو شغله حالما يغادر المكان. وأشار في مقالته إلى قضية تهمني وهي التخصص في معرفة الشعوب الأخرى.فمما قاله:" حاولوا أن تتذكروا كم خبيراً في الشؤون الإسرائيلية لدينا كم خبيراً في الشؤون التركية كم خبيراً في الشؤون الإيرانية إلى غير ما هنالك من مجالات وميادين... الجميع خبراء في كل شيء والندرة النادرة تبدوا اختصاصية في حقل من حقول المعرفة. وأحب أن أتوقف هنا أنه ما دام أن هناك من يدرك حاجتنا للخبراء في شتى المعارف ومنها المعرفة بالشعوب والأمم الأخرى فمتى تستيقظ حكوماتنا لتقدم الدعم والتأييد والمساندة لمشروع إنشاء هذه الدراسات على أن يكون على أسس علمية حقيقية وليس لإيجاد وظائف لطائفة من المقربين المتزلفين المنافقين الزئبقيين .
وختم الكاتب مقالته بالحديث عن توفير الوظائف للمواطنين أو ما يطلقون عليه "الأردنة" أي إحلال الأردني محل العامل الأجنبي وما يراه الكاتب من أن العامل الأردني لم يظهر الجدية الحقيقية في العمل وأن العمال الأردنيين يفضلون أنماطاً من العمل حتى وإن كانت أقل دخلاً واستقراراً على أن يضطروا للقبول في وظائف مصنفة في ثقافة العيب، متدنية اجتماعيا. وتكاد هذه الفكرة تنتشر في كل مكان تنتشر فيه العمالة الوافدة التي توفر للأثرياء أن يزدادوا ثراءً وللفقراء أن يزدادوا فقراً. فمتى نثق بعاملنا الوطني ومتى يحاسَبُ أصحاب الأعمال ولكن كما قيل (إن كان خصمك القاضي فمن تُقاضي؟)
أما مسألة شعار "الإنسان أغلى ما نملك" فترفعه حكومات وحكومات وهي تعني أنه الأغلى لأنه قابل للاستغلال والابتزاز والاستذلال، فهو الذي يدفع الضرائب لتستمر عجلة الفساد وهو الذي يدفع الغرامات والإتاوات والجزاءات والرسوم والطوابع وغيرها لأن المسؤولين الكبار يعيشون في بروجهم العاجية تنتفخ أرصدتهم في المصارف الأجنبية وفي سوق العقارات العالمية يملكون أكثر مما يملك بعض أثرياء تلك البلاد. وهذا الإنسان الغالي باسمه تصدر الميزانيات الفلكية الضخمة لتدريبه وتعليمه –ولكنه غبي في نظرهم لا يتعلم- وتكون فرصة لمزيد من الإثراء وهو الأغلى لأنه يدفع الضرائب التي لا تنتهي ويدفع الغرامات والجزاءات وأكاد أجزم أن نصف الغرامات غير مستحقة وإنما هي افتراء، وثمة رأي فقهي أن لا يغرم الإنسان في ماله مقابل خطأ ارتكبه عن جهل أو سهو أو حتى عن عمد.


 
جولة في الصحافة الأردنية 2

جولة في الصحافة الأردنية 2

على الرغم من أنني وصفت بعض الصحف الأردنية بأنها شبه رسمية لكن لم أقصد أنني لم أفد منها وأنها لسان حال الحكومة مائة بالمائة وإنما هي أمور نسبية ومع ذلك فإن القوم القائمين على هذه الصحف يقدمون مادة إخبارية ثقافية أدبية تستحق القراءة وإليكم بعض قراءاتي خلال شهر شعبان 1432هـ (يوليو/تموز 2011م)
· صحيفة "الغد" 2 شعبان 1432هـ (4 يوليو/تموز 2011م) الذكرى الأول لوفاة نصر حامد أبو زيد. أعرف المثل الذي يقول (إذا مات الميت تطول رجلاه) أي يكثر الثناء عليه. والذين يمتدحون نصر حامد أبو زيد وأمثاله إنما يتشدقون بمسألة حرية الرأي وحرية التعبير ولو كانت على حساب مقدساتنا وعقيدتنا وديننا وشريعتنا. وقد استشهدت كاتبة المقال بقول أرملة أبي زيد أنه "كان مع ثورة 25 يناير بروحه إن لم يكن بجسده فهو ينادي بالحرية والتحرر"، ثم رددت بعض ترهات وسخافات نصر حول الدين والسلطة والقراءة الاستشراقية أو الأحط من الاستشراقية.
· وفي العدد نفسه مقالة تعرض لكتاب أصدرته مديرية الثقافة بأمانة عمّان الكبرى بعنوان " التاريخ السياسي والاقتصادي لألمانيا 1789-1849" وهو عبارة عن دراسة في تجربة الاتحاد الألماني من خلال البرلمان القومي الأول (برلمان فرانكفورت) للدكتور أمجد أحمد الزعبي. ومما يلفت الانتباه أن الكتاب صدر عن أمانة العاصمة فهل أمانات العواصم العربية الأخرى لها اهتمامات ثقافية شبيهة أو هذا أمر انفردت به عمّان الأردن؟
استعرض المؤلف في الكتاب "العلاقة الجدلية بين الهُوُية القومية والدولة واللغة والتحولات السياسية في ألمانيا من الثورة الفرنسية عام 1789م حتى ثورة آذار الألمانية عام 1848م ويخلص الكتاب إلى أن تجربة الاتحاد الأماني من خلال البرلمان القومي الأول شكلت بعثاً جديداً للفكر القومي الألماني بصورة مجسدّة بقيت حية في العقلية الألمانية.
· صحيفة "الغد" 2 شعبان 1432هت الأميرة بسمة بنت طلال (أخت الملك حسين) تكرر اسمها في الإعلام الأردني خلال إقامتي هناك. هذه الأميرة افتتحت ورشة مكافحة الاتجار بالبشر نظمها كل من المركز الوطني لحقوق الإنسان والصندوق الأردني الهاشمي بالتعاون مع برنامج الحماية في جامعة هوبكنز الأمريكية. وفي الخبر أن القاضي عادل ماجد نائب رئيس محكمة النقض وخبير مكافحة الاتجار بالبشر لدى جامعة الدول العربية (عجيب لديهم مثل هذا الاهتمام) إلى ازدياد معدل جريمة الاتجار بالبشر في دول الخليج (الذي ليس له اسم- والمقصود بالطبع هو الخليج العربي)من قبل العصابات المنظمة التي ترى في تلك البقعة مصدر رزق غير شرعي لجريمتهم، وهذه العصابات امتدت في دول الاتحاد السوفيتي سابقاً وأوروبا.
وفي رأس الخبر نقرأ عبارة تقول :" إن 120 دولة تعاني من الظاهرة والخليج يشهد ارتفاعاً مضطرداً) و قد ازدحم التقرير بالحديث عن المسائل القانونية والإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من الظاهرة أو إيقافها، وقال أحد المتحدثين "إن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك –الإيمان بحقوق الإنسان هو تحرير البشر من الخوف وتوفير الظروف التي تمكن من حصول كل إنسان على حقوقه.
كلام التقرير جميل والاجتهاد في سبيل منع ظاهرة الاتجار بالبشر أمر محمود ويجب تشجيعه ولكن يجب أن ندرك أن ثمة نوعين من الاتجار بالبشر أحدهما الاتجار الفعلي والثاني الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية التي تحط من قيمة الإنسان إلى درجة استعباده كما حكى القرآن الكريم عن فرعون (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستعبد طائفة منهم..) والمتاجرة بالبشر من خلال العمل ونظام الكفيل الذي أصبح البعض يتندر به ويقول (عبد الكفيل).
كما يقول الدكتور حاكم المطيري أن الناس مستعبدون باختيارهم في بعض البلاد وبخاصة في كتابه (عبيد بلا قيود) فهؤلاء استمرؤوا الذل والعبودية وتنازلوا عن حريتهم كثير منهم لم يروا لأنفسهم حياة غير حياة الذل والعبودية وربما نظروا إلى حياتهم بتمام الرضى والسعادة.
· زياد أبو غنيمة ، "الدستور" 2 شعبان 1432هـ(4 يوليو 2011م، مقالة بعنوان "ألم أقل لكم إن الغرب سيحاور الإسلاميين؟"
توقع الكاتب في مقالة له نشرت في 20 أبريل 2011م أن الدول الغربية ستبدأ حواراً مع الإسلاميين وبخاصة الإخوان المسلمين الجماعة الأكثر تنظيماً في العالم العربي، وجاءت الأخبار من فرنسا وأمريكا أن مسؤولين من هذين البلدين سوف يسعون إلى
إجراء محاورات مع الإسلاميين لأنه ليس من المنطق أن تُهمل هذه الشريحة الكبيرة من المجتمعات العربية وبخاصة في مصر.

وقد أثار هذا الأمر غضب إسرائيل ومؤيديها في أمريكا ومن هؤلاء الحاخام مارفن هاير رئيس مرز سيمون فيزنتال الصهيوني أحد أنشط جماعات الضغط اليهودية في أمريكا، وسبب هذا الغضب والحنق ن الإخوان المسلمين لا يعترفون بدولة يهود ويكرهون يهودن فكيف يتحاور الغرب معهم، وورد في المقالة أن وزيرة الخارجية الأمريكية قد كذبت حين وصفت الحوار بالمحدود وأنه امتداد لحوارات سابقة فردّ الناطق الإعلامي للإخوان أن الحوار واللقاءات تمت ضمن مجموعة وكتل برلمانية مصرية.
فهل للحوار حقيقة؟ إن الغرب يكره الاتجاه الإسلامي ويعرف حقيقة مواقف هؤلاء القوم ففي الوقت الذي يعلن أمام الملأ عن الحوار يقوم بطعن الإسلاميين من الخلف، ويحرّض المجلس العسكري الحاكم في مصر على ضرب الإخوان وعدم السماح لهم باكتساح الانتخابات النيابية والرئاسية المزمع إقامتها قريباً.. والغرب الذي يريد محاورة الإسلاميين هو الغرب الذي اعتقل رائد صلاح زعيم الاتجاه الإسلامي في فلسطين المحتلة قبل 1948م وهو الذي منع دخول الدكتور أحمد نوفل إلى بريطانيا.
ولا أجد ما أقوله للذين يعتقدون أن الغرب جاد في الحوار مع الإسلاميين إنما هو حريص على معرفة خطط الإسلاميين وأفكارهم ليتمكن من وضع الخطط لضربهم وعرقلتهم واكتشاف نقاط الضعف عندهم أو لشق صفهم. أقول لهم تلك الأبيات التي ألقاها عمي سالم العطار (المطبقاني)رحمه الله أما المندب البريطاني في الأردن قبل أكثر من ثمانين سنة ومنها :
يجن جنوني حين ينتابني الذكر وأفقد لبّي شأن من ناله السحر
وأبعثها من جانب الصدر أنّة يضيق اكتئاباً عن تحملها الصدر
يقول لك الإفرنج والقول كاذب نريد لكم خيراً وهو يُكرهُ الخيرُ
فما وعدوا والله إلاّ ليخلفوا وما عهدهم إلاّ على وعدهم غدر.
والأرقط الذئب يجثم ساكنا (إشارة إلى المندوب) ولم أحفظ بقية الأبيات.
 
شكر الله لكم هذا التصفح للجرائد الأردنية. رغم زعلي عليك لأنك لم تذكر صحيفة السبيل ولم تتصفحها وهي الجريدة الرائدة الجادّة في الأردن . على كل حال الخير بالجايات إن شاء الله كما يقول الأردنيون.
 
كما ذكرت سيدي تيسير لقد تصفحت السبيل وأعجبت بها ومن مقالاتها مقالاتك ومقالات الدكتور ارحيل الغرايبة وسيأتي ذكرها وأحرص أن لا تزيد المقالة على 1000كلمة حتى لا يمل قارئ الإنترنت فهو ليس مثل قارئ الصحيفة وإن كنت تعودت على مقالة العمودين 600 كلمة وما حولها. (دون فخر أنا كاتب محترف)
 
بارك الله بك دكتور مازن على ما تفضلت به. ونحن نحب الإنتقاد بل نشجع عليه إن كان حقاً كما تتكلمون وتوضحون. ولا ننزعج منه ولا نظن أو نتوجس منه خيفة ونحسبه انه يصب في خانة التشكيك والإساءة كما هو عند البعض.
 
وإليكم بعض المقالات التي لفتت انتباهي:
المقال الأول: فهد الفانك في صحيفة الرأي يوم الاثنين 4 يوليو 2011م حول الديون الداخلية والخارجية على الحكومة الأردنية المقال الثاني: "مع الحياة والناس" زاوية عريب الرنتاوي ي جريدة الدستور 2 شعبان 1432هـ (4 يوليو 2011م)، وعنوان الزاوية "الإنسان أغلى ما نملك"
يقول الكاتب إن هذه العبارة طالما رددها الأردنيون (والحقيقة تردد في كل مكان يستهان بالإنسان وتنخفض قيمته) وركز الكاتب أو الكاتبة على انخفاض مستوى هذا الإنسان سواءً كان خريج جامعة فلا تكاد الشهادة تساوى ثمن الحبر الذي كتبت به أو الورق الذي خُطّت عليه، فخريج العلوم السياسية لا يفقه شيئاً في السياسة، والسباك أو المواسرجي الذي يخرب عمله أو شغله حالما يغادر المكان.
أما مسألة شعار "الإنسان أغلى ما نملك" فترفعه حكومات وحكومات وهي تعني أنه الأغلى لأنه قابل للاستغلال والابتزاز والاستذلال،
جزاكم الله خيراً دكتور مازن؛ فقد عرفتَ من تختار:
فالأوّل الفانك (كنّا نسمّيه ذات زمن: (المهلك الهالك): كاتب أردنيّ نصرانيّ؛ وهو خبير اقتصاديّ.
وكنّا قديماً من خلال مقالاته الاستشرافيّة غير المبشّرة على الإطلاق نتوقّع ما الّذي يحدث في الأردنّ سياسيّاً واقتصاديّاً، وله أوّليّات؛ فهو فيما أعلم:
أوّل من تحدّث عن موضوع الخصخصة الاقتصاديّ في الأردنّ. ونفّذ.
وأوّل من تحدّث عن الصّوت الواحد لكلّ ناخب في الانتخابات الأردنيّة بستّة أشهر فيما أذكر، وتبعه سفير دولة صديقة!!!. ونفّذ.
وأوّل من برّر لقاءات الملك الرّاحل الحسين بن طلال السّرّيّة "الأربعين" بإسحق رابين قبل اتّفاقيّة وادي عربة، وامتدح هذه اللّقاءات الّتي جعلت الأردنّ يعيش في رغد من العيش في بحر متلاطم من المشكلات والعواصف الّتي تكاد تطيح بكثير من الأنظمة.
وقد كانت تخرج مانشيتات عريضة في الصّحف الأسبوعيّة الخاصّة المملوكة من الإسلاميّين والقوميّين والوطنيّين بقطع اليد الّتي تحمل العلم (الإسرائيليّ) في عمّان. ثمّ لم نر يداً واحدة قطعت؛ بل صرنا كما ترون ونرى.
أمّا الآخر: فهو الكاتب (اسم رجل) عُريب الرّنتاويّ، وهو إعلاميّ سياسيّ محنّك، وكاتب من طراز فريد، ومُناظر يمتلك القدرة على لجم خصومه بقوّة حجّته ومنطقه. وكان أميز لقاء شهدته له مع عربيّ متصهين هو النّاطق الرّسميّ باسم رئيس وزراء الكيان الصّهيونيّ؛ جعله يترك كرسيّه الهزّاز فارّاً أو فاراً -سيّان-.
أمّا شعار (الإنسان أغلى ما نملك): فهو للملك الرّاحل الحسين بن طلال. وفي الحقيقة مقارنة مع غيره كان الإنسان فعلاً كذلك.
أقول: مقارنة. فربّ يوم بكيت منه فلمّا صرت في غيره بكيت عليه.
أمّا أنا فعلى صعيدي الشّخصيّ: فقد بكيت قديماً وما زلت أبكي حديثاً على حال أمّتنا المباركة المعذّبة الّتي تلهث خلف سراب الأفكار وعندها عين الماء العذب الزّلال:
كالعيس في البيداء يقتلها الظّما *** والماء فوق ظهورها محمول
سبحانك اللهمّ وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك​
 
عودة
أعلى