ألغاز ولطائف ومسائل علمية

إنضم
14 مايو 2003
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ما سورتان اتفق الكـــل على،،، أن يثبتوا بينهما البسملة
وأجـمعوا أيـضا على أنهم ،،، لـم يثـبتوا بينهما بسمـلة
 
بارك الله فيكم يا شيخ ونفع بعلمكم
واما جواب اللغز فلعلهما سورتا الناس والفاتحة
 
بسم الله

بمناسبة اللغز الذي ذكره شيخنا الشيخ إبراهيم الدوسري ؛ أذكر نفسي وإخواني بأن للألغاز العلمية فوائد معروفة عند أهل العلم عندما تكون جادة ولها غرض نافع .
ولعلنا نذكر هنا بعض اللألغار العلمية المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن والقراءات ، مع الرجاء لمن أورد لغزاً أن يذكر بعد الجواب عليه المرجع الذي نقله منه ، أو العالم الذي أورده .


وهذا لغز لطيف : أيّ شيء إذا عددته زاد على المائة ، وإذا عددت نصفه كان دون العشرين ؟

وهذا سؤال آخر : ما الآية التي دلت دلالة صريحة على أن الله تعالى يعجب ؟
 
حول اللغز اللطيف

حول اللغز اللطيف

الحمد لله
أولاـ أهنئ الأخ الشيخ أحمد القصير على إصابته الجواب ، وقد أجاب على ذلك نظما بعضهم بقوله :
سألتنا عن مبهم واضح ،،،،، هما هديت الناس والفاتحة .
ثانيا ـ أثنّي على ماذكره أخي الشيخ محمد من أن الألغاز كانت محل عناية العلماء ، وهي منهج تربوي أسلامي رصين عمل به المسلمون تأسيا بنبينا عليه الصلاة والسلام .
ثالثا ـ أوافق على ما ذكره أخي الشيخ محمد من ضرورة ذكر المصدر ، وقد كان هذا مأخوذا به في عين الاعتبار عند طرح هذا اللغز ، ولكني أنسأت ذكره لحين ورود الإجابة ، أما وقد وردت فإن المرجع هو شرح الشاطبية لملا علي القارئ ، حيث ذكر اللغز وإجابته في شرح باب البسملة .
رابعا ـ الجواب على صفة العجب قوله تعالى : ( بل عجبتُ ) بضم التاء على قراءة الأخوين .
والله ولي التوفيق .
 
ويدل على صفة العجب غير ماذكر الشيخ إبراهيم قول الحق تبارك وتعالى:
{وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ } (5) سورة الرعد
 
أخي حفيد ابن رجب وفقك الله

وأيّ دلالة صريحة في الآية التي ذكرت على صفة العجب لله تعالى ؟!

.....

والجواب هو ما ذكره الشيخ إبراهيم نفع الله بعلمه .


ويبقى اللغز الأول الذي أورته سابقاً ، فهل من مجيب ؟ علماً أن جوابه متعلق بالقرآن الكريم تعلقاً قوياً .
 
ولكن يا أخي الكريم : لست معك في هذا الفهم .

ثم ؛ هل ذكر أحد من المفسرين أن العجب في قوله ( فعجب قولهم ) مسند إلى الله ؟

لقد قرأت تفسير الآية في كثير من التفاسير ، فلم أرَ أحداً منهم ذكر ما ذهبت إليه وفقك الله . فلعلك تراجع تفسير الآية وتفيدنا بما توصلت إليه من نتيجة ، وأنا لك من الشاكرين .
 
إلى أخي أبي مجاهد
اولا: أرجو منك أن تكتب اسمي: عبدالرحمن بن صالح السديس، مكان حفيد...

ثانيا: أنا وفقك الله لم آت بها من كيسي، وإنما استفتدتها من شيخنا عبدالرحمن البراك حفظه الله، ولعلي أنقل لك بعض النقول فمنها:
قال ابن القيم في بدائع الفوائد4/814:
فائدة دلالات التعجب: التعجب كما يدل على محبة الله لفعل نحو (عجب ربك من شاب ليست له صبوة ) و(يعجب ربك من رجل ثار من فراشه ووطائه إلى الصلاة)، ونحو ذلك، وقد يدل على بغض الفعل نحو قوله (وإن تعجب فعجب قولهم)، وقوله (بل عجبت ويسخرون)( كيف تكفرون بالله) ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين ج: 1 /126
قال تعالى: (وإن تعجب فعجب قولهم ) الآية
وفي الآية قولان: أحدهما: إن تعجب من قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد، فعجب قولهم كيف ينكرون هذا وقد خلقوا من تراب ولم يكونوا شيئا ، والثاني: إن تعجب من شركهم مع الله غيره وعدم انقيادهم لتوحيده وعبادته وحده لا شريك له فإنكارهم للبعث وقولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أعجب، وعلى التقديرين فإنكار المعاد عجب من الإنسان وهو محض إنكار الرب والكفر به والجحد لإلهيته وقدرته وحكمته وعدله وسلطانه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى 16 /290
قوله: فما يكذبك ليس نفيا للتكذيب، فقد و قع، بل قد يقال: إنه تعجب منه كما، قال (و إن تعجب فعجب قولهم) الآية
 
جزاكم الله خيراً.
أخي الكريم : أبا مجاهد وفقه الله.
بالنسبة للآية التي تدل على تعجب الله سبحانه وتعالى دلالة صريحة فهي (بل عجبتُ ويسخرون).
والتي تدل على تعجب الله كذلك دلالة شبه صريحة (فعجب قولهم) كما ذكر الأخ الكريم عبدالرحمن السديس. ويبدو أنك لم توافقه لكونك اشترطت الدلالة الصريحة ، والأمر فيه سعة ، وقد ذكر كثير من العلماء ما ذكره الأخ السديس غير من نقل عنهم. وفقكم الله جميعاً.
 
حول اللغز الآخر

حول اللغز الآخر

جواب اللغز الذي لم يجب عليه بعد ، هو ـ والله أعلم ـ عدد سور القرآن الكريم .
 
قال الزركشي في كتابه البرهان :
النوع السابع :في أسرار الفواتح في السور وضابطها
اعلم أن سور القرآن العظيم مائة وأربع عشرة سورة ؛ وفيها يلغز فيقال : أيّ شيء إذا عددته زاد على المائة ، وإذا عددت نصفه كان دون العشرين ؟
بارك الله في علمك يا شيخنا الكريم .
 
حول اللغز اللطيف

حول اللغز اللطيف

شكر الله لفضيلتك ، ولك بمثل .
ونرجو أن تكثر مثل هذه المشاركات الخفيفة في إيجازمفرداتها ورشاقة مقصدها .
 
شكرا للشيخ عبدالرحمن الشهري على محاولته تقريب وجهات النظر، وإزالة الخلاف في المسألة، وذلك في قوله:
ويبدو أنك لم توافقه لكونك اشترطت الدلالة الصريحة .
وليس هذا هو السبب لقول أبي مجاهد:وأيّ دلالة في الآية التي ذكرت على صفة العجب لله تعالى ؟!
أقول : الآية لا تدل على أن الله يعجب ، فضلاً عن كونها صريحة في ذلك .
وأظن أن قصد الجميع الوصول إلى الحق، ولا يضر النقاش، ولا التخطئة.

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
 
بسم الله

أولاً _ أشكر أخي عبد الرحمن بن صالح السديس على حواره الجاد ، ومناقشته المثمرة التي أفدت منها ، والأمر كما قال وفقه الله :وأظن أن قصد الجميع الوصول إلى الحق، ولا يضر النقاش، ولا التخطئة.
وثانياً - ها أنا أعلن تراجعي عن معارضتي السابقة ، وأقول : إن الأمر كما ذكرت أخي عبدالرحمن ، وقد وجدت نقلاً صريحاً يدل على ما نبهتَ عليه ذكره ابن جرير رحمه الله تعالى ، وهو ما أخرجه بسنده عن قتادة ، قال ابن جرير : ( حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَإنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} إن عجبت يا مـحمد فعجب {قَوْلُهُمْ أئِذَاكُنَّا تُرَابـاً أئِنَّا لَفِـي خَـلْقٍ جَدِيدٍ} عجب الرحمن تبـارك وتعالـى من تكذيبهم بـالبعث بعد الـموت .)

ورحم الله من أعاننا على أنفسنا ، وكان سبباً في البحث عن الحقيقة ، وصدق من قال : حياة العلم بالمذاكرة .

وهذا سؤال يحتاج إلى تأمل وجواب : يقال : إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفا بالحلم ؛ فمن أين أخذوا ذلك من كتاب الله تعالى ؟
فهل من مجيب ؟
 
الجواب والله أعلم
الآيتين 100 و 101 من سورة الصافات

رب هب لي من الصالحين
فبشرناه بغلام حليم

تحياتي
 
بسم الله

وفقك الله أخي وائل ، والجواب كما ذكرت ، وهذا هو نص الكلام الذي أخذته منه :

-(يقال :لم يصف الله سبحانه أحداً من خلقه بصفة أعزّ من الحلم ، وذلك حين وصف اسماعيل به . ويقال : إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفاً بالحلم ؛ وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)(الصافات:100) فأجيب بقوله :(فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ) (الصافات:101) فدلّ على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح ، والله أعلم .)
[ من كتاب : شأن الدعاء للخطابي ص64 بتحقيق أحمد يوسف الدقاق ] .


وهذا سؤال آخر : أين في كتاب الله أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟
 
هذا المعنى كثير في آي القرآن الكريم

ولكن أكثرها التصاقا بهذا المعنى
الآية 31 من سورة آل عمران

{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}

فالمغفرة والرحمة ضد العذاب

والله أعلم

تحياتي
 
جوابا عن سؤال : أين في كتاب الله أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟

جوابا عن سؤال : أين في كتاب الله أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟

هو في هذه الآية :


وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة

جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية الكريمة :
وَقَدْ قَالَ بَعْض شُيُوخ الصُّوفِيَّة لِبَعْضِ الْفُقَهَاء : أَيْنَ تَجِد فِي الْقُرْآن أَنَّ الْحَبِيب لَا يُعَذِّب حَبِيبه ؟ فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ فَتَلَا عَلَيْهِ الصُّوفِيّ هَذِهِ الْآيَة " قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبكُمْ بِذُنُوبِكُمْ " وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ حَسَن وَلَهُ شَاهِد فِي الْمُسْنَد لِلْإِمَامِ أَحْمَد حَيْثُ قَالَ : حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس قَالَ : مَرَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَر مِنْ أَصْحَابه وَصَبِيّ فِي الطَّرِيق فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الْقَوْمَ خَشِيَتْ عَلَى وَلَدِهَا أَنْ يُوطَأَ فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَتَقُول اِبْنِي اِبْنِي وَسَعَتْ فَأَخَذَتْهُ فَقَالَ الْقَوْم : يَا رَسُول اللَّه مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ وَلَدهَا فِي النَّار قَالَ فَخَفَّضَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " لَا وَاَللَّه مَا يُلْقِي حَبِيبه فِي النَّار "اهـ
 
بسم الله

يقول المفسرون في قوله تعالى : ( ومن الناس من يقول ...) ونظائرها : إن (مَن ) هنا إمّا موصولة أو موصوفة.

ومعنى كونها موصولة واضح ؛ فما معنى كونها موصوفة ؟ وكيف يكون التقدير في الآية على هذا المعنى ؟ مع العلم بأن القول بأنها موصوفة أقوى من القول بأنها موصولة .
 
من الموصوفة

من الموصوفة

تفسير أبي السعود:
ومن في قوله تعالى [من الناس] موصولة أو موصوفة ومحلها الرفع على الخبرية والمعنى وبعض الناس أو وبعض من الناس الذي يقول كقوله تعالى ومنهم الذين يؤذون النبي الآية أو فريق يقول كقوله تعالى من المؤمنين رجال الخ

فتح القدير للشوكاني:
ومن تبعضية أي بعض الناس ومن موصوفة أي ومن الناس ناس يقول

تفسير النسفي:
ومن موصوفة ويقول صفة لها كأنه قيل ومن الناس ناس يقولون كذا

التبيان في إعراب القرآن:
قوله [من يقول] من في موضع رفع بالابتداء وما قبله الخبر أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم ومن هنا نكرة موصوفة ويقول صفة لها ويضعف أن تكون بمعنى الذي لأن الذي يتنأول قوما بأعيانهم والمعنى ها هنا على الايهام والتقدير ومن الناس فريق يقول ومن موحدة للفظ وتستعمل في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد والضمير الراجع إليها يجوز أن يفرد حملا على لفظها وأن يثني ويجمع ويؤنث حملا على معناها وقد جاء في هذه الاية على الوجهين فالضمير في يقول مفرد وفي آمنا وما هم جمع

روح المعاني للألوسي:
عن سلمة بن عاصم أنه جزم بأن كلا من ناس وأناس مادة مستقلة واللام فيه إما للجنس أو للعهد الخارجي فإن كان الأول فمن نكرة موصوفة وإن كان الثاني فهي موصولة مرادا بها عبدالله بن أبي وأشياعه وجوز ابن هشام وجماعة أن تكون موصولة على تقدير الجنس وموصوفة على تقدير العهد لأن بعض الجنس قد يتعين بوجه ما وبعض المعينين قد يجهل باعتبار حال من أحواله كأهل محلة محصورين فيهم قاتل لم يعرف بعينه كونه قاتلا وإن عرف شخصه فلا وجه للتخصيص عند هؤلاء وقيل إن التخصيص هو الأنسب لأن المعرف بلام الجنس لعدم التوقيت فيه قريب من النكرة وبعض النكرة نكرة فناسب من الموصوفة للطباق والأمر بخلافه في العهد


تفسير الكشاف للزمخشري:
ومن في ‏"‏ مَن يَقُول ‏"‏ موصوفة كأنه قيل‏:‏ ومن الناس ناس يقولون كذا كقوله‏:‏ ‏"‏ من المؤمنين رجال ‏"‏ الفتح‏:‏ إن جعلت اللام للجنس‏.‏
وإن جعلتها للعهد فموصولة كقوله‏:‏ ‏"‏ ومنهم الذين يؤذون النبي ‏"‏ التوبة‏:‏ فإن قلت‏:‏ كيف يجعلون بعض أولئك والمنافقون غير المختوم على قلوبهم قلت‏:‏ الكفر جمع الفريقين معأ وصيرهم جنسأ واحداً‏.‏
وكون المنافقين نوعاً من نوعي هذا الجنس - مغايرأ للنوع الاخر بزيادة زادوها على الكفر الجامع بينهما من الخديعة والاستهزاء - لا يخرجهم من أن يكونوا بعضاَ من الجنس فإن الأجناس إنما تنوعت لمغايرات وقعت بين بعضها وبعض‏.‏
وتلك المغايرات إنما تأتي بالنوعية ولا تأبى الدخول تحت الجنسية‏
 
الأخ إبراهيم الدوسري أرجو شرح الجواب على اللغز الأول الذي جوابه سورة الفاتحةوالناس
 
بسم الله

أخي وائل وفقك الله

ليس المقصد من السؤال هو ذكر النقول التي أوردتها ؛ فهي معلومة .

ولكن المقصد : ماذا يفهم السائل من تعبير المفسرين عن (مَن ) بأنها موصوفة ؟ أي : شرح عبارة المفسرين الذين نقلت عن بعضهم .
 
أخي الفاضل

النقول التي ذكرتها لا تحتاج إلى شرح

وان كان عندك إضافة أرجو ذكرها لتعم الفائدة

تحياتي
 
أخي الكريم أبا مجاهد وفقه الله
بناء على أنك تقصد (مَنْ) الثانية التي بعد كلمة الناس وليست التي قبلها كما قد يظن بعض الإخوة.
(ومِن الناس مَنْ يقول ..) ، أقول :

أولاً : معنى كون (مَنْ) نكرة موصوفة ، أن يكون ما بعدها صفة لها ، والتقدير على هذا : ومن الناس فريقٌ أو ناسٌ يقولون .
وذلك بأن تفيد معنى مبهماً غير معين ، وهذا من خصائص (مَن) من بين حروف المعاني ، فهي تطلق على المفرد والمثنى والجمع المذكر والمؤنث. فتعود على المفرد المذكر باعتبار لفظها ، وعلى المؤنث باعتبار معناها. ومن علامات كونها نكرة موصوفة ، جواز دخول (رُبَّ) عليها ، ومن أشهر شواهد النحويين والمفسرين على ذلك بيت سائر لسويد بن أبي كاهل اليشكري في قصيدته اليتيمة:
رُبَّ مَنْ أنضجت حقداً قلبه *** قد تمنى لي موتاً لم يُطَعْ
والشاهد في البيت دخول (رُبَّ) على (مَنْ) ؛ لأن (مَنْ) نكرة موصوفة بجملة (أنضجتُ) بعدها ، أي : رُبَّ رجلٍ أنضجتُ ..

ثانياً : أن هناك عدداً من كبار النحويين استبعدوا كونها موصوفة هنا في مثل هذه الآية.
فمن النحويين الذين استبعدوا كونها موصوفة الإمام الكسائي رحمه الله ، وهو إمام الكوفيين في القراءة والنحو ، وقال بأن هذا الموضع ليس من المواضع التي تختص بها النكرات ، ويمكنك مراجعة قوله في همع الهوامع للسيوطي وشرحه 1/316-317

ومن النحويين الكبار الذين استبعدوا كونها موصوفة كذلك ابن هشام الأنصاري رحمه الله في كتابه العجيب (مغني اللبيب) ، حيث قال :(وقال تعالى :(ومن الناس من يقول آمنا بالله) فجزم جماعة بأنها موصوفة ، وهو بعيد ، لقلة استعمالها) 1/359 طبعة محي الدين عبدالحميد رحمه الله. ويقصد بمن جزم بكونها موصوفة العكبري وغيره.
ومن النحويين الكبار والمفسرين الكبار أيضاً السمين الحلبي رحمه الله ، حيث تعقب قول العكبري عندما قال بأنها موصوفة ، وقال إن ( المعنى ههنا على الإيهام ) قال الحلبي : إن هذا غير مُسلَّم – بتشديد اللام وفتحها - ، لأن المنقول أن الآية نزلت في قوم بأعيانهم كعبدالله بن أبي ورهطه. الدر المصون للسمين 1/110

ثالثاً : أن قول الزمخشري أن الأمر فيه تفصيل :
- فإن قدرت (أل) في الناس للعهد فـ (من) موصولة ، مثل :(ومنهم الذين يؤذون النبي).
- وإن قدرت (أل) في الناس للجنس ، فـ(من) موصوفة ، مثل :(من المؤمنين رجال صدقوا).
فهذا أمر (يحتاج إلى تأمل) كما قال ابن هشام رحمه الله.
والذي يبدو لي أن معنى قول الزمخشري هذا أنه يرى أن اللام إذا كانت للجنس في كلمة (الناس) ناسب أن تكون (مَنْ) موصوفة ؛ لكون الجنس شائع في الأفراد فيناسبه القول بأنها نكرة موصوفة لأن النكرة شائعة كذلك في أفرادها.
وإن كانت (أل) في (الناس) للعهد ، ناسب القول بأن (مَنْ) موصولة لكون العهد أقل شيوعاً من الجنس.
ولكن الذي يبدو أنه نوع من التكلف في تعليل الحكم ،وهذا مهيع معروف عند أهل النحو رحمهم الله ، والعرب قد ورد عنها عدد كبير من الشواهد الشعرية جاءت فيها لام الجنس وبعدها الموصول لا النكرة الموصوفة.
فهذا رأي مستحسن ، وقد وافقه عليه كما في النقول السابقة الألوسي ، ولكنه لا يصلح أن يكون قاعدة نحوية في رأيي لورود لغة العرب بخلافه كثيراً ، ولا أظن أبا حيان يترك التعقيب على كلام الزمخشري ، فلعلي أراجع تفسير البحر المحيط ، وأرى قول أبي حيان إن شاء الله في مشاركة قادمة.

وجزاك الله خيراً أخي أبا مجاهد على مثل هذه المشاركات.
 
الأخ طلال

الأخ طلال

معنى اللغز : أن القراء اتفقوا على الإتيان بالبسملة بين سورتي الناس والفاتحة، مع أنهم اتفقوا أيضا على عدم كتابتها فيما بينهما ، فهي مثبتة لفظا محذوفة رسما
وشكرا
 
الأخ عبدالرحمن جزاك الله خير الجزاء
 
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد سررت جدًا عند دخولي في هذا المنتدى ؛ لما رأيت فيه من الكلام الجميل وصدق العبارة ؛ وإظهار روح المحاورة البريئة الرائعة .
بخلاف المنتديات الأخرى التي تشم بمجرد دخولك نتن المعاصي والبعد عن الكلام الطيب ؛ ناهيك عن الكلام المفيد والنافع .
وبما أن المجال مفتوح للألغاز فإليكم إخواني هذا اللغز الفقهي والذي يتعلق بالمواريث:

( ما تقول في هالك هلك وترك :
خال ابن عمته ولا خال لإبن العمة غيره .
وعمة ابن خاله ولا عمة له غيرها أيضا .

فما يكونان من هذا الميت ؟؟
ــــــــــــــــ:

ملاحظة : سوف أذكر المصدر ان شاء الله تعالى بعد ورود الحلول ؛ حتى نجعل مساحة واسعة للتفكير


وجزاكم الله خير الجزاء
...........................................
أخوكم / عبد الله علي القحطاني ................ معلم تربية إسلامية .
 
أخي الكريم عبدالله القحطاني وفقه الله ورزقنا وإياه العلم النافع والعمل الصالح
اشكرك على حسن ظنك بإخوانك ، واشكرك على مشاركتك الجميلة.
وأما جواب سؤالك وفقك الله فهو حسب ما يبدو لي بادي الرأي أن المقصود بخال ابن العمة هو أب الميت ، وعمة ابن خاله هي أمه. نسأل أن يرحم آباءنا وأمهاتنا أجمعين وأن يغفر لنا ولهم.

وأرجو يا أستاذي الكريم أن يكون اللغز في المرة القادمة في التفسير والدراسات القرآنية إن أمكن ، وإن كنت قد أسعدتني كثيراً بأخذنا إلى علم المواريث. وفقك الله.
 
الأخ الكريم سابر الأغوار

في البداية أرحب بك ونفعنا الله جميعا بهذا المنتدى المبارك

ثانيا بالنسبة لحل اللغز الفقهي الذي أوردته فالحل هو:

خال ابن عمته ولا خال لإبن العمة غيره: هو أب الميت وله الثلثان
وعمة ابن خاله ولا عمة له غيرها: هي أم الميت ولها الثلث


ولك تحياتي
 
بسم الله

هذا سؤال في التفسير ، وله صلة بتفسير القرآن بالقرآن :


أورد البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب التفسير -سورة الكافرون - ما ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن : ((لا أعبد ما تعبدون ) الآن ، ولا أجيبكم فيما بقي من عمري . (ولا أنتم عابدون ما أعبد ) ) انتهى كلام أبي عبيدة الذي أورده البخاري ، ثم علق عليه بقوله : (وهم الذين قال : ( وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً ) ) .

فما مقصد البخاري بتعليقه هذا ، وما وجه الربط بين الآية التي ذكرها وكلام أبي عبيدة ؟؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر كلا من المشرف العام / عبد الرحمن الشهري / والعضو : وائل ؛ على الترحيب بنا ؛ وأيضا على الإجابة الصحيحة والموفقة على الإجابة على اللغز الفقهي الذي طرحناه .

نعم إن إجابة اللغز: ( أنهما أب وام الميت ) .


وأما المصدر كما وعدت عند إعداد اللغز ومن باب الأمانة العلمية للنقل هو كتاب :
{{ الدرر البهية في الألغاز الفقهية }}

جمع وصياغة وترتيب فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الرحمن العريفي .
وتقديم الشيخ العلامة الدكتور : عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله .

والسلام عليكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل وائل كيف أعطيت الأب الثلثان ؟

علما أن الأب ليس من ميراثه الثلثين وله ثلاث حالات في الإرث :
1- إما بالفرض فقط مع الفرع الوارث الذكر وإرثه السدس .
2- إما بالفرض والتعصيب معا مع الفرع الوارث الأنثى ويرث السدس والباقي لأنه أولى رجل ذكر .
3- وإما بالتعصيب فقط مع عدم الفرع الوارث ويرث الباقي عصبة .


أما حل المسألة السابقة فإن مات الميت عن أب وأم، فيكون الميراث كالتالي: الأم تأخذ الثلث، والأب يأخذ الباقي عصبة، لعدم وجود الفرع الوارث .والله ـ تعالى ـ أعلم.
 
الأخ الفاضل عبدالله القحطاني

جزاك الله خيرا على هذا الإيضاح
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه
 
الأخ الفاضل أبو مجاهد
أظن أن مقصد البخاري من ذكره هذه الآية هو التأكيد على المعنى الذي أورده أبوعبيدة بمعنى أن المراد لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد في الماضي ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما أعبد في المستقبل.
ووجه الربط في الآية أن الكفار وما شابههم من يهود ومنافقين سيظلوا على عنادهم وكفرهم في المستقبل ، والله أعلم.
وقد أورد ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات من سورة الكافرون أن لها أربعة أوجه كما يلي:

"فقال لا أعبد ما تعبدون يعني من الأصنام والأنداد ، ولا أنتم عابدون ما أعبد وهو الله وحده لاشريك له فـ(ما) ههنا بمعنى من قال ولا انا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما اعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه.
ولهذا قال ولا أنتم عابدون ما أعبد أي لا تقتدرون بأوامر الله وشرعه في عبادته بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم كما قال إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى فتبرأ منهم في جميع ماهم فيه فإن العابد لابد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه ولهذا كان كلمة الإسلام لاإله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم لكم دينكم ولي دين كما قال تعالى وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون وقال لنا أعمالنا ولكم أعمالكم
وقال البخاري بعد4966 يقال لكم دينكم الكفر ولي دين الإسلام ولم يقل ديني لأن الآيات بالنون فحذف الياء كما قال فهو يهدين و يشفين . وقال غيره لا أعبد ما تعبدون الآن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قالوا وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا انتهى ما ذكره.
ونقل ابن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد كقوله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا وكقوله لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين وحكاه بعضهم كابن الجوزي وغيره عن ابن قتيبة فالله أعلم .
فهذه ثلاثة أقوال:
- أولها: ما ذكرناه أولاَ.
- الثاني : ما حكاه البخاري وغيره من المفسرين أن المراد لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد في الماضي ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما أعبد في المستقبل.
- الثالث: أن ذلك تاكيد محض.
- وثم قول رابع نصره أبو العباس ابن تيمية في بعض كتبه ، وهو أن المراد بقوله لا أعبد ما تعبدون نفي الفعل لآنها جملة فعلية ، ولا أنا عابد ما عبدتم نفى قبوله لذلك بالكلية ؛ لأن النفي بالجملة الإسمية آكد فكأنه نفى الفعل وكونه قابلا لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضا وهو قول حسن أيضا والله أعلم" انتهى كلامه رحمه الله.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم إخوتي فائدة جديدة .
( نعلم ان المسح على الخفين إنما وردت به السنة المطهرة في الأحاديث الصحيحة الثابتة ؛ كما في غزوة تبوك ونحوها كثير جدا ؛ ونعلم الخلاف بين أهل السنة ومخالفيهم حول هذا الأمر ؛ وكذلك السر في إيراد هذا الباب بالذات في كتب العقيدة دون غيره من أبواب الفقه الأخرى ) .

ولكن البعض يرى أن القرآن الكريم : أشار الى المسح على الخفين في آية من كتاب الله عز وجل ؟؟

س/ فما هي تلك الآية ؟ ومن أيّ سورة ؟

من يعرف الحل يجيب على السؤال ؟ والجائزة ندعو له بالجنة !!


والسلام عليكم ؛؛؛؛؛؛
 
الذي يبدو لي أن البخاري يميل إلى عدم التكرار في الآية فحمل الآية الأولى على الحال ، والثانية على الاستقبال. وهذا وجه الربط بين الآية التي ذكرها والكلام الذي ذكره أبو عبيدة. إضافة إلى ما ذكره الأخ وائل أعلاه. حيث يفهم من كلام أبي عبيدة حمله الآية الأولى على الحال والاستقبال معاً. والقول بعدم التكرار في الآيات هنا ، وأنها شملت جميع أقسام النفي في الماضي والحال والمستقبل قول وجيه ، أشار إليه عدد من المفسرين.

وأنتظر تصويبك يا أبا مجاهد وفقك الله.
 
الأخ سابر الأغوار : دليل المسح على الخفين من القرآن
آية الطهارة من سورة المائدة على قراءة الجر في قوله : وأرجلكم " وهي قراءة متواترة فيكون للرجل حالتان :
ان تكون مكشوفة فالواجب فيها الغسل على قراءة الفتح .
ان تكون مغطاة فالواجب فيها المسح على قراءة الجر.
وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام
وهو من أمثلة حمل القراءتين على بعض في تفسير القرآن بالقرآن
وفقك الله لكل خير.
 
بسم الله

أشكر الأخوين وائل وأباخالد على مشاركتهما في الجواب عن السؤال المتعلق بما ذكره البخاري رحمه الله تعليقاً على كلام أبي عبيدة .

وقد كانت إجابة الأخ وائل جيدة إلا أنها تحتاج إلى إيضاح .

وبيان ذلك : أن أباعبيدة يرى أن الآيتين الأوليين ( لا أعبد ما تعبدون . ولا أنتم عابدون ما أعبد ) في الحال ، والآيتين الأخيرتين (ولا أنا عابد ما عبدتم . ولا أنتم عابدون ما أعبد ) في المستقبل .

ولما كان يرد على هذا القول إشكال ، وهو أن بعض المخاطبين من الكفار أسلم أو قد يسلم في المستقبل = أراد البخاري أن يبين أن المراد بالكافرين هنا من كان مكتوباً عليه الاستمرار على الكفر ، وهم الذين أخبر الله عنهم وعن أمثالهم بأنه لا يزيدهم ما أنزل الله على رسوله إلا طغياناً وكفراً كما في آية المائدة التي أوردها البخاري رحمه الله . وهذا من دقيق فهمه .

وللفائدة : لم أرَ ابن حجر رحمه الله شرح مقصد البخاري هذا في الفتح .

ثم إني أحول السؤال لأخي الكريم أبي خالد البريدي : ماذا يمكن أن نعتبر هذا الوجه من تفسير القرآن بالقرآن ؟
 
بسم الله

لقد أجاد وأفاد الأخ / البريدي وفقه الله وزاده من العلم .

نعم هو كذلك ولا مزيد .
والسلام عليكم .
 
الأخ الفاضل : ابا مجاهد وفقه الله
لقد اعتبر النحاس وابن عطية هذه الآية من علامات النبوة ، لأن كل من خوطب بهذه الآية لم يسلم منهم أ حد , وزاد النحاس : وكذا الذين خاطبهم بقوله " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "
وقال الثعلبي في تفسيره : وهذا خطاب لمن سبق في علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون
وما ذكره النحاس مشابه لما ذكره البخاري وهو داخل في وجه : جمع الآيات التي تتحدث عن موضوع واحد
 
بسم الله

هذه سؤال عن استنباط لطيف :

آية كريمة يؤخذ منها أهمية معرفة التأريخ في معرفة الصواب من الأقوال ، ورد الباطل منها ؛ فما هذه الآية ؟
 
كأنك تشير إلى قوله تعالى في سورة آل عمران :(يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون).
فهي تحاكمهم إلى التأريخ.
وقد ذكر ذلك السعدي عند تفسيره للآية كما أفاد ذلك أخي أبو مجاهد وفقه الله.
 
بسم الله

هذا سؤال يحتاج إلى مجيب لبيب ، له قدرة على الربط بين الآيات والسور ، فخذوه وتأملوه :
ذكر الله تعالى في سورة الأنعام أنه قد فصل على الناس ما حرّم عليهم فقال : ( وما لكم ألا ئأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ...) الآية رقم 119
والسؤال : أين جاء هذا التفصيل ؟
 
السلام عليكم

الجواب في الآية الخامسة من سورة المائدة في قوله تعالى :
( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )

ولقد وضح الإمام الطبري هذا في التفسير بقوله :

( وذلك أن الله تعالى ذكره تقدم إلى المؤمنين بتحليل ما ذكر اسم الله عليه وإباحة أكل ما ذبح بدينه أو دين من كان يدين ببعض شرائع كتبه المعروفة , وتحريم ما أهل به لغيره من الحيوان , وزجرهم عن الإصغاء لما يوحي الشياطين بعضهم إلى بعض من زخرف القول في الميتة , والمنخنقة , والمتردية , وسائر ما حرم الله من المطاعم . ثم قال : وما يمنعكم من أكل ما ذبح بديني الذي ارتضيته , وقد فصلت لكم الحلال من الحرام فيما تطعمون , وبينته لكم بقوله : { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به } . . . إلى قوله : { فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم } 5 3 فلا لبس عليكم في حرام ذلك من حلاله , فتمتنعوا من أكل حلاله حذرا من مواقعة حرامه )
 
بسم الله

هذا الجواب - وإن ذكره بعض المفسرين - يشكل عليه أن سورة الأنعام مكية ، وسورة المائدة مدنية ، بل هي من آخر ما نزل ، فكيف يكون التفصيل الذي ذكر الله أنه قد وقع ، والسورة لم تنزل بعد .

إذن ؛ نحتاج إلى جواب آخر ، وشكراً للأخ برسوم على محاولته .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر بعض العلماء أن التفصيل المذكور ورد في الآية التي في آخر سورة الأنعام وهي قوله تعالى :(قل لا أجد فيما أوحي إليَّ محرماً...) الآية. ولا يصح ذلك لأن سورة الأنعام نزلت جملة واحدة على الصحيح ، ويستبعد نزول المتأخر تلاوة قبل المتقدم. وإن كان القاسمي رحمه الله في تفسيره يميل إلى هذا القول ويرى أن الفاصل اليسير بين الآيتين لا يؤثر ، ولا يمنع أن يكون هو المراد.
وبعضهم ذكر الآية التي ذكرها الأخ برسوم في سورة المائدة ، ويشكل على ذلك ما ذكره الأخ أبو مجاهد من كون سورة المائدة مدنية بالاتفاق ، والأنعام مكية بالاتفاق.

فلم يبق إلا القول بأن التفصيل المذكور قد نزل بوحي آخر غير القرآن ، والله أعلم.
وقد ذكر هذا الطاهر بن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير عند تفسيره للآية. والقاسمي كذلك .
 
ويبقى السؤال : هل يمكن ان يقال : إن هذا التفصيل هو ما ورد في آية النحل 115 : ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ...) الآية .
وأما ما ذكره أخي عبدالرحمن من كون ما ورد في نفس السورة [الأنعام] لا يصح أن يكون هو المراد فله توجيه ، ويحتاج إلى تعليق بعد مناقشة السؤال السابق .
 
عودة
أعلى