آية مبصرة لكل حداثي متطاول على كتاب الله

إنضم
5 يناير 2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
أعلن مساء أمس الخميس عن وفاة د.حسن حنفي عن 86 سنة...
تخرج حنفي بالباكلوريوس في الفلسفة من جامعة القاهرة،فقصد باريس لأجل الدراسة العليا،وبحكم أنه لم يقبل في قسم الفلسفة بجامعة السربون وقتها فقد لجأ إلى المستشرق لويس ماسينيون الذي توسط له عند زميله روبير برونشفيجR.Brunschvig في معهد الدراسات العربية حيث سجل في تمهيدي الماجستير عام 1956م وبحكم أن برونشفيج كان تخصصه في أصول الفقه،فقد اضطر حنفي لكتابة رسالته للماجستير في هذا الموضوع.
وخلال مقامه في باريس ظلت نفسه تهفو إلى قسم الفلسفة الذي لم يجد له سبيلا،فتأثر أثناء ذلك بفكر أستاذ في ذلك القسم هو بول ريكور P.Ricoeur تـ 2005م الذي دفعه انتماؤه للمذهب المسيحي البروتستانتي للتنظير لمنهج في تأويل الإنجيل الغرض منه نسف عقائد المسيحية الكاثوليكية التي يتبعها أغلب مسيحيي فرنسا وهدم طقوسها ومعتقداتها انتصارا للبروتستانتية،وكان ريكور قد أصدر تآليف في ذلك أهمها:
[نظرية في التأويل De l'interprétation]
و[ صراع التأويلات Le conflit de l'interprétation]
أشرب حنفي هذه الدعوة فسجل موضوع الدكتوراه عن مناهج تأويل الإنجيل هذه،ناقشها 1966م.
وحين رجع الى مصر عقب ذلك طفق يدعو إلى تبني هذه المناهج لكن بعد حذف الإنجيل وتعويضه بالقرآن الكريم.
ثم طور دعوته تلك إلى نظرية في "قراءة" ماركسية للقرآن تعتمد الفلسفة المادية التاريخية...، لكنه لم يظفر سوى بتلميذ واحد هو نصر حامد أبوزيد [مات قبله 2010] ورغم ذلك لم ييأس...
وفي عام 1982 طلب اعارة إلى كلية الآداب بفاس في المغرب لعله يجد استجابة... انتهت الاعارة وسفّر على مضض خريف عام 1984 راجعا إلى مصر، وظل على همومه كذلك إلى أن تقاعد كلية بعد التمديد بسبب الهرم.
لكنه ظل حتى في أرذل العمر مناضلا من أجل التفسير الماركسي للقرآن حيث تتالت منشوراته في دار التنوير في بيروت وكان يجد دوما الدعم لنشرها على أوسع نطاق رغم بقائها على رفوف العرض في المكتبات...
وبعد 86 سنه [1935/2021] توفي حنفي وبقيت كتاباته ودعوته للتفسير الماركسي للقرآن معلقة في فضاء [التيه]الايديولوجي الذي عاش يتنفس فيه...
ولقد أمد الله عمره ليكون شاهدا على فشل ما كان يدعو إليه،واللبيب العاقل اليوم حين يتأمل متدبرا ما أبلى فيه حنفي عمره يجد حياته [آية مبصرة] لكل حداثي أو صاحب إيديولوجيا يتطاول على كتاب الله تعالى بمحض الهوى.
فاللهم نسألك التقوى والهدى والرشاد...
آمين
 
عودة
أعلى