إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ

أبو علي

Member
إنضم
4 سبتمبر 2003
المشاركات
382
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الحمد لله الحميد المجيد ، وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله كما صليت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آله إنك حميد مجيد.
الحمد هو مطلق الثناء ، والثناء لا يكون إلا على الحق لأنه صواب . قال تعالى : وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
الحميد في أي شأن من شؤون الحياة هو الذي ينال مجدا فيه ، فمظاهر المجد هي السمعة والشهرة والجوائز ....،الخ .
احتياجات الإنسان في الحياة في كافة المجالات تقوم على هذين الصفتين (الحمد والمجد) ، إذا احتاج أحدنا إلى أي صاحب مهنة لينجز له شيئا هو في حاجة إليه فهو لن يتعاقد معه إلا بعد أن يتأكد إن كان شغله محمودا ، ويتأكد من حسن سمعته وخبرته (مجد). فلو احتجت إلى بناء منزل وجاءني شخص يدعي أنه مهندس معماري فسيقدم نفسه لي على أنه حقا مهندس ، وأنه حميد مجيد في مجال البناء ، وأنه ذو شهرة في هذا المجال ، وأنه حائز على جوائر تكريمية ....
بمثل هذا المثل تبين لنا معنى آية (حم) ، فالعزيز الحكيم أنزل الهدى ، ولله المثل الأعلى ، وقد سبق أن ضربت مثلا برجلين أحدهما طبيب والآخر مريض لا يعرفان بعضهما البعض ، فالمريض لن يتناول الدواء ويعتبره حقا فيه شفاء لمرضه إلا بعد أن يتبين له أنه حقا دكتور في الطب ، وهذا شيء محمود بالنسبة للمريض ، ومجيد في عمله.
فالمطلوب يجب أن يكون محمودا مجيدا ليتبين للطالب الحق (حق مبين).
إذن فالحميد يقابله الحق ، والمجيد يقابله المبين لأنه لو لم يزاول مهنته ويبين كفاءته لما نال مجدا .
إن أردت الفاعل فهو حميد مجيد : حم.
وإن أردت الفعل فهو حق مبين : حم.
فالآية إذا كان لها معنى واحد فهي آية ، وإذا كان لها أكثر من معنيين فهي آيات .
 
عودة
أعلى