التنبيه على نماذج من الوقوف القبيحة التي يقع فيها كثير من القراء

إنضم
19 أبريل 2012
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الولايات المتحد
الموقع الالكتروني
www.youtube.com
للقراء والحافظين:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فإن من صفات الماهر بالقرآن أن يعرف أين يقف ومن أن يبدأ، ولا يترك نفسه عرضة لأن يضطره انقطاع نفَسِه لأن يقف على كلمات يؤدي الوقف عليها إلى معان قبيحة ومستنكرة، وقد لاحظتُ -من خلال سماعي لتلاوات بعض القراء وخبرتي المتواضعة في الإقراء- جنوحَ بعض القراء والطلاب أحيانًا إلى وقوف قبيحة تعذرا بانقطاع النفس، مع إمكان الوقف الحسن قبل ذلك الوقف أو بعده بكلمة أو كلمتين في أغلب الأحوال، فجمعت عددا من هذه الوقوف، ثم رأيت أن أعلق على كل واحد منها تعليقا يسيرا يكشف عن وجه قبحه، ثم أبين موضع الوقف الصحيح، وأحسب أنَّ قراءة هذه النماذج والأمثلة والتمعُّنَ فيها يُنمِّي في عقل القارئ ملكةً ومهارةً تُمكِّنه من معرفة صحيح الوقف من قبيحه إن شاء الله، وقد قسمته إلى قسمين: أولا: نماذج من الوقف القبيح، ثانيًا: نماذج من الابتداء القبيح، وأسأل الله أن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه.
أولا: نماذج من الوقف القبيح:
من أمثلته:
1. قوله تعالى: (فلما أضاءت ما حوله ذهب الله).
الوقف على لفظ الجلالة قبيح لأنه يوهم نسبة الذهاب إلى الله تعالى في هذا الموضع، وليس كذلك، وإنما المعنى أن الله يذهب بنارهم أي: يُطفئها، فأقرب وقف صحيح بعد كلمة واحدة، فيقف على (ذهب الله بنورهم)، ثم يبتدئ (ذهب الله بنورهم وتركهم.....) إلى آخر الآية.
2. قوله تعالى: (بأن لهم جنات تجري).
الوقف على (تجري) قبيح لأنه يوهم إسناد الجري إلى الجنات، وليس كذلك، وإنما الجري مسند إلى الأنهار، فأقرب وقف صحيح هو (بأن لهم جنات) ثم يبتدئ (جنات تجري من تحتها الأنهار ...) إلى آخر المقطع، وهو من أكثر الوقوف القبيحة انتشارا.
3. قوله تعالى: (أولئك ما يأكلون في بطونهم)
الوقف على (بطونهم) قبحه ظاهر، وأقرب وقف صحيح هو (أولئك) أو على (ما يأكلون في بطونهم إلا النار) ثم يبتدئ (أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم ....) إلى آخر المقطع.
4. قوله تعالى: (أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله).
الوقف على لفظ الجلالة يوهم بمفهومه أن غير هؤلاء المذكورين يكلمهم الله هكذا بإطلاق، وليس كذلك، وإنما المراد أن الله لا يكلمهم في يوم القيامة، فأقرب وقف صحيح هو (ولا يكلمهم الله يوم القيامة) ليكون المفهوم أن غيرهم من المؤمنين يكلمهم الله يوم القيامة رحمة منه، ثم يبتدئ (ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ...) إلى آخر الآية.
5. قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا)
الوقف على (ثم لا يتبعون) أو على (ثم لا يتبعون ما أنفقوا) قبيح لأنه يفصل بين الفعل ومفعوله، فيوهم أن المراد ثم لا يتبعون إنفاقهم إنفاقا آخر، فأقرب وقف صحيح هو (ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا) ثم يبتدئ (ثم لا يتبعون ما أنفقوا ....) إلى آخر الآية.
6. قوله تعالى: (ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم)
الوقف على (لهم) يوهم أن (لهم) متعلق بـ(أذى)، أي: أذىً لهؤلاء الـمُنفقين، وليس مرادا، فأقرب وقف صحيح هو (لهم أجرهم) ثم يبتدئ (لهم أجرهم ....) إلى آخر الآية.
7. قوله تعالى: (إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن)، وقوله: (اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن)
الوقف على (فلا تموتن) قبيح لأنه يوهم النهي عن الموت، فأقرب وقف صحيح هو (لكم الدين) ثم يبتدئ (اصطفى لكم الدين ....) إلى آخر الآية، وعلى (حق تقاته) ثم يبتدئ (اتقو الله حق تقاته ....) إلى آخر الآية.
8. قوله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا)
الوقف على (والذين كفروا) يوهم أنه معطوف على الضمير في (يخرجهم) أو معطوف على (على الذين آمنوا)، أو يوهم أن يكون (الذين كفروا) مبتدأ وخبره محذوف تقديره: كذلك، وكل ذلك باطل، فأقرب وقف صحيح هو (إلى النور)، ثم يبتدئ (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت.....) إلى آخر المقطع.
9. قوله تعالى: (واذكروا نعمت الله إذ كنتم أعداء)
الوقف على (أعداء) يوهم أن النعمة حصلت بكونهم كانوا أعداء، وليس كذلك، وإنما النعمة حصلت بتأليف القلوب بعد العداوة، فأقرب وقف صحيح هو (إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) ثم يبتدئ (فألف بين قلوبكم ...) إلى آخر المقطع.
10. قوله تعالى: (إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم)
الوقف على (فأصبحتم) يوهم أن المراد به مطلق الإصباح وهو الدخول في فترة الصباح، وليس مرادا، وإنما المراد: فصرتم إخوانا، فأقرب وقف صحيح هو (فألف بين قلوبكم) ثم يبتدئ (فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا).
11. قوله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم)
الوقف على (بطونهم) يوهم أن المراد بالأكل هنا الأكل الحقيقي، ومفهومه أن غيرهم لا يأكلون في بطونهم، وكل ذلك باطل، فأقرب وقف صحيح هو (في بطونهم نارا) ليظهر المعنى المجازي المراد، ثم يبتدئ (إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا).
12. قوله تعالى: (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا)
الوقف على (إلا) يوهم أن هناك نوعًا من أكل الأموال بالباطل مستثنى من النهي، وهو باطل، فأقرب وقف صحيح هو (بينكم بالباطل) ثم يبتدئ (إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) لأن الاستثناء منقطع بمعنى لكن.
13. قوله تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين)
الوقف على (رأيت المنافقين) يوهم أن المراد مطلق الرؤية، ومفهومه أنه إذا لم يُقَل لهم ذلك لم تر المنافقين، وكل ذلك باطل، وإنما المراد رؤية مقيدة بحالة مخصوصة، فأقرب وقف صحيح هو (رأيت المنافقين يصدون) ثم يبتدئ (رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا).
14. قوله تعالى: (فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله)
الوقف على لفظ الجلالة يوهم مطلق الإيجاد، وليس مرادا، وإنما المراد لوجدوا الله متصفا بالتوبة على عباده ورحمتهم، فأقرب وقف صحيح هو (لوجدوا الله توابا) ثم يبتدئ (لوجدوا الله توابا رحيما).
15. قوله تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا)
الوقف على (والذين كفروا) يوهم أنه معطوف على لفظ الجلالة أي: في سبيل الله وفي سبيل الذين كفروا، أو يوهم أن يكون مبتدأ وخبره محذوف تقديره: والذين كفروا كذلك يقاتلون في سبيل الله، وكل ذلك باطل، فأقرب وقف صحيح هو (في سبيل الله) ثم يبتدئ (والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت).
16. قوله تعالى: (والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا)
الوقف على (وأن تقوموا) يوهم أن المراد به مطلق القيام وهو ضد القعود، وليس مرادا، وإنما المراد القيام بحقهم أي: إعطائه وتوفيته، فأقرب وقف صحيح هو (من الولدان) ثم يبتدئ (والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى ....) إلى آخره.
17. قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله)
الوقف على لفظ الجلالة قبحه ظاهر، وأقرب وقف صحيح هو (ثم ازدادوا كفروا) ثم يبتدئ (ثم ازدادوا كفرا لمن يكن الله ليغفر لهم).
18. قوله تعالى: (إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا)
الوقف على (بيننا) يوهم أن المراد فافرق بيني وبين أخي، فأقرب وقف صحيح هو (نفسي وأخي) ثم يبتدئ (فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين).
19. قوله تعالى: (فعسى الله أن يأتي)
الوقف على (أن يأتي) يوهم أن المراد نسبة الإتيان إلى الله في هذا الموضع، وليس مرادا، فأقرب وقف صحيح هو (أن يأتي بالفتح) ثم يبتدئ (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو ....) إلى آخر الآية.
20. قوله تعالى: (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا)
الوقف على (فيصبحوا) يوهم أن المراد به مطلق الإصباح، وليس مرادا، وإنما المراد فيصيروا نادمين، فأقرب وقف صحيح هو (في أنفسهم نادمين).
21. قوله تعالى: (من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأت الله)
الوقف على لفظ الجلالة يوهم نسبة الإتيان إلى الله تعالى إذا ارتدوا عن دينهم، وهو باطل، فأقرب وقف صحيح هو (فسوف يأت الله بقوم) ثم يبتدئ (فسوف يأت الله بقوم يحبهم ....) إلى آخر المقطع.
22. قوله تعالى: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا)
الوقف على (لأكلوا) يوهم أن المراد بالأكل حقيقته، وليس مرادا، وإنما أقرب وقف صحيح هو (من فوقهم ومن تحت أرجلهم) ليتم المعنى المجازي المراد أي: لأتاهم رزقهم رغدا من كل مكان.
23. قوله تعالى: (وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا)
الوقف على (الذين كفروا) أو على (الذين كفروا منهم) يوهم أن (الذين كفروا) فاعل (ليمسن) وهو باطل، فأقرب وقف صحيح هو (عذاب أليم).
24. قوله تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم)
الوقف على (أعينهم) يوهم أن المراد مطلق الرؤية، ومفهومه أنهم إذا لم يسمعوا ما أُنزل إلى الرسول لم تر أعينهم، وكله باطل، وإنما المراد رؤية مقيدة بحالة مخصوصة وهي الإفاضة بالدمع، فأقرب وقف صحيح هو (تفيض من الدمع) ثم يبتدئ (تفيض من الدمع مما عرفوا ....) إلى آخر المقطع.
25. قوله تعالى: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلىَّ)
الوقف على (أوحي إلي) يوهم دخول كل من قال أوحي إلي في العموم، وليس مرادا، وإنما الظلم حاصل ممن قال أوحي إلى ولم يوح إليه شيء، فأقرب وقف صحيح هو (ولم يوح إليه شيء)، ثم يبتدئ (أو قال أوحي إلي ولم يوح ....) إلى آخر المقطع.
26. قوله تعالى: (وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة)
الوقف على (عن هذه الشجرة) يوهم أن إبليس نفى لهما حصول النهي عن الشجرة، وليس مرادا، وإنما أخبرهما عن سبب النهي عن الشجرة، فأقرب وقف صحيح هو (تكونا ملكين)، ثم يبتدئ (إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين).
27. قوله تعالى: (وناداهما ربهما ألم أنهما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما)
الوقف على (الشيطان لكما) يوهم أن اللام للمِلك، وليس مرادا، فأقرب وقف صحيح هو (وأقل لكما) ثم يبتدئ (وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين).
28. قوله تعالى: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا)
الوقف على (وإن يعودوا) يوهم أن المعنى وإن يعودوا كذلك يغفر لهم، وهو باطل، فأقرب وقف صحيح هو (يغفر لهم ما قد سلف) ثم يبتدئ (وإن يعودوا فقد مضت ....) إلى آخر الآية.
29. قوله تعالى: (قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله)
الوقف على (إن يعلم الله) قبحه ظاهر، وأقرب وقف صحيح هو (من الأسرى) ثم يبتدئ (قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا).
30. قوله تعالى: (لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء)
الوقف على (أولياء) يوهم مطلق النهي عن اتخاذ الآباء والإخوان أولياء، وليس مرادا، وإنما النهي مقيد بحالة مخصوصة وهي حال استحبابهم الكفر على الإيمان، فأقرب وقف صحيح هو (إن استحبوا الكفر) ثم يبتدئ (إن استحبوا الكفر على الإيمان).
31. قوله تعالى: (فتربصوا حتى يأتي الله)
الوقف على (يأتي الله) يوهم أن المراد إتيان الله بذاته في هذا الموضع، وليس مرادا، فأقرب وقف صحيح هو (يأتي الله بأمره) أو يقف على (فتربصوا) ثم يبتدئ (فتربصوا حتى يأتي الله بأمره).
32. قوله تعالى: (إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون)
الوقف على (ليأكلون) يوهم أن المراد ذمهم على مطلق الأكل، وليس مرادا، فجميع البشر يأكلون، وإنما المراد ذم أكل الأموال بالباطل، فأقرب وقف صحيح هو (أموال الناس بالباطل) ثم يبتدئ (ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) إلى آخر المقطع.
33. قوله تعالى: (وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها)
الوقف على (أتاها) وفصله عن فاعله يوهم أن يكون فاعله ضميرا عائدا على مذكور مناسب للضمير وهو الزخرف أو النبات أو الماء، وكل ذلك فاسد، فأقرب وقف صحيح هو (أتاها أمرنا)، ثم يبتدئ (أتاها أمرنا ليلا أو نهارا ...) إلى آخر المقطع.
34. قوله تعالى: (فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها)
الوقف على (ولا تمسوها) يوهم أن المراد به المس الحقيقي، وليس مرادا، وإنما المراد المس بسوء أي الإيذاء، فأقرب وقف صحيح هو (تأكل في أرض الله) ثم يبتدئ (فذروها تأكل ...)، أو يقف على (ولا تمسوها بسوء) ثم يبتدئ (ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم).
35. قوله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه)
الوقف على (فلنحيينه) يوهم أن المراد به مطلق الحياة، ومفهومه أن من لم يعمل صالحا فإنه يموت، وكله باطل، لأن المراد حياة مخصوصة، فيحيى حياة طيبة وغيره لا يحياها، فأقرب وقف صحيح هو (فلنحيينه حياة طيبة) ثم يبتدئ (فلنحيينه حياة طيبة ...) إلى آخر المقطع.
36. قوله تعالى: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم)
الوقف على (تأتيهم) يوهم أن التاء للمخاطب، وليس كذلك، بل التاء للتأنيث، فأقرب وقف صحيح هو (تأتيهم سنة الأولين) ثم يبتدئ (تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم ....) إلى آخر الآية.
37. قوله تعالى: (لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا)
الوقف على (ولو جئنا) يوهم أن المراد ولو جئنا بذاتنا، وليس كذلك، فأقرب وقف صحيح هو (أن تنفد كلمات ربي) ثم يبتدئ (قبل أن تنفد ...)، أو يقف على (ولو جئنا بمثله) ثم يبتدئ (ولو جئنا بمثله مددا).
38. قوله تعالى: (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا)
الوقف على (يذهبا) يوهم أن الفعل لازم ومعناه: ويغادرا، وليس كذلك، وإنما الفعل متعد بالباء، فأقرب وقف صحيح هو (بسحرهما) ثم يبتدئ (يريدان أن يخرجاكم ...)، أو يقف على (ويذهبا بطريقتكم) ثم يبتدئ (ويذهبا بطريقتكم المثلى).
39. قوله تعالى: (إذا نكحتم المؤمنات من قبل أن تمسوهن فما لكم)
الوقف على (فما لكم) يوهم أن (ما) استفهامية، وليس كذلك، بل (ما) نافية أي: فليس لكم من عدة تعتدونها، فأقرب وقف صحيح هو (عليهن من عدة)، ثم يبتدئ (فما لكم عليهن من عدة تعتدونها).
40. قوله تعالى: (وبدلناهم بجنتيهم جنتين)
الوقف على (جنتين) يوهم أنه بدلهم بجنتيهم جنتين مماثلتين لهما، فكأنها مكافأة لهم، وليس كذلك، إنما المراد أنه أبدلهما جنتين موصوفتين بصفات سيئة بشعة عقابا لهم، فأقرب وقف صحيح هو (ذواتي أكل خمط)، ثم يبتدئ (ذواتي أكل خمط وأثل وشيء ....) إلى آخر الآية.
41. قوله تعالى: (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا)
الوقف على (فرحوا) يوهم أنهم فرحوا بمجيء الرسل مما يلزم منه الإيمان بهم، وليس كذلك، إنما المراد أنهم فرحوا فرح غرور وبطر، فأقرب وقف صحيح هو (فرحوا بما عندهم من العلم)، ثم يبتدئ (فرحوا بما عندهم من العلم وحاق ...) إلى آخر الآية.
42. قوله تعالى: (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة)
الوقف على (خاشعة) يوهم أن الدلالة على قدرته هي خشوع الأرض أي: جدبها ويبوسها، وليس كذلك، وإنما الدلالة على قدرته في حياتها بالنبات بالماء بعد جدبها ويبوسها، فأقرب وقف صحيح هو (اهتزت وربت) ثم يبتدئ بما بعدها.
43. قوله تعالى: (فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض)
الوقف على (في قلوبهم مرض) يوهم أن المراد مطلق الرؤية، ومفهومه أنك لا تراهم في غير هذه الحالة، وكل ذلك باطل، بل المراد رؤية مخصوصة بحالة مخصوصة، فأقرب وقف صحيح هو (ينظرون إليك)، ثم يبتدئ (ينظرون إليك ....) إلى آخر المقطع.
44. قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا)، وقوله: (فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا)
الوقف على (فلا تتناجوا) أو (وتناجوا) قبحه ظاهر، ومع ذلك يقف عليه كثير من القراء، وأقرب وقف صحيح هو (فلا تتناجوا بالإثم والعدوان)، ثم يبتدئ (فلا تتناجوا بالإثم والعدوان) ثم يقف على (وتناجوا بالبر والتقوى).
45. قوله تعالى: (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله)
الوقف على (فأتاهم الله) يوهم أن الفعل لازم فيكون المعنى أنه تعالى أتاهم بذاته، وليس مرادا، وإنما الفعل متعد الباء أي: فأتاهم الله بالعذاب من حيث لم يحتسبوا، فأقرب وقف صحيح هو (من حيث لم يحتسبوا) ثم يبتدئ (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف ...) إلى آخر المقطع.
46. قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته)
الوقف على (لرأيته) يوهم أن المراد مطلق الرؤية، ومفهومه أنه لا يُرى في غير هذه الحالة، وكل ذلك باطل، وإنما المراد لرأيته في حالة مخصوصة، فأقرب وقف صحيح هو (خاشعا) ثم يبتدئ (لرأيته خاشعا ....) إلى آخر المقطع.
47. قوله تعالى: (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله)
الوقف على لفظ الجلالة يجعل الكلام لا معنى له، وإنما الوقف على (فامتحنوهن) ثم يبتدئ (الله أعلم بإيمانهن).
48. قوله تعالى: (إنك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا)
الوقف على (ولا يلدوا) الوقف على (ولا يلدوا) قبيح لأنه يوهم أن المراد به مطلق الولادة، فأقرب وقف صحيح هو (يضلوا عبادك) ثم يبتدئ (يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا).
ثانيا: نماذج من الابتداء القبيح:
من أمثلته:
1. قوله تعالى: (وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون)
الابتداء بـ(وإسحاق) يوهم أن يكون (إلها واحدا) حالا من (إسحاق) عياذًا بالله، فأقرب ابتداء صحيح هو (وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا).
2. قوله تعالى: (وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان)
الابتداء بـ(وترغبون) يوهم أن يكون (والمستضعفين) معطوفا على الضمير في (تنكحوهن) عياذًا بالله، فأقرب ابتداء صحيح هو (يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين) ويقف ثم يبتدئ (والمستضعفين من الولدان ...) إلى آخر المقطع.
3. قوله تعالى: (ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون)
الابتداء بـ(ما اتخذوهم أولياء) يوهم أن الاستدراك متجه إلى جملة (ما اتخذوهم أولياء) وليس كذلك، وإنما الاستدراك متجه إلى جملة (ولو كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر)، فالأولى إذا ضاق النفس الوقف على (ما اتخذوهم أولياء) ثم الاستئناف بـ(ولكن كثيرا منهم فاسقون).
4. قوله تعالى: (وما كانوا بآياتنا يجحدون، ولقد جئناهم بكتاب فصلنه على علم)
الابتداء بـ(وما كانوا بآياتنا يجحدون) يوهم أن ما نافية، وليس كذلك، بل ما مصدرية معطوفة على ما المصدرية في (كما نسوا)، فأقرب ابتداء صحيح هو (كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون).
5. قوله تعالى: (من دون الله والمسيح ابن مريم)
الابتداء بـ(من دون الله) قد يوهم بعض العوام ممن لا علم له بالإعراب أنهم اتخذوهم أولياء من دون الله ومن دون المسيح ابن مريم، فالأولى الابتداء بـ(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم).
6. قوله تعالى: (والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا).
الابتداء بـ(والمسيح ابن مريم) لا معنى له، فينبغي الوقف على (والمسيح ابن مريم) ثم الابتداء (وما أمروا إلا ليعبدوا .....)
7. قوله تعالى: (ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين)
الابتداء بـ(ودم لبنا خالصا) لا معنى له، فينبغي الوقف على (من بين فرث ودم لبنا) ثم الابتداء بـ(لبنا خالصا سائغا للشاربين).
8. قوله تعالى: (واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه)
الابتداء بـ(واتق الله) يوهم أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، وإنما جملة (واتق الله) من مقول النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة رضي الله عنه، فالوقف على (واتق الله) ثم الابتداء (وتخفي في نفسك ....) إلى آخر المقطع.
هذا ما تيسر جمعه في هذه العجالة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه
د. محمد نجيب
دكتوراه في القراءات العشر
 
عودة
أعلى