الحلقة 102 مع د.مصطفى مسلم -روابط، نص، أسئلة المشاهدين والإجابة عليها

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (102) يوم الأربعاء 8 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم، الأستاذ بجامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة .

وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة الأنفال .
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول الجزء الثامن من القرآن الكريم .

نسأل الله التوفيق والسداد ،،

من مؤلفات ضيفنا الحلقة وفقه الله :
1- مباحث في التفسير الموضوعي .

64aa043272e8a6.jpg

2- مباحث في إعجاز القرآن .
64aa0432047649.jpg


3- المعجزة والرسول من خلال سورة الفرقان .
64aa0499db7fb7.jpg

4- تربية الأسرة المسلمة في ضوء سورة التحريم .
64aa0499c8dfb4.jpg

5- معالم قرآنية في الصراع مع اليهود أصدرته دار القلم أيضاً .
26572096.jpg


6- مناهج المفسرين :التفسير في عصر الصحابة ط. دار المسلم بالرياض .
000page1image0001.jpg


7- تحقيق تفسير عبدالرزاق الصنعاني في أربعة مجلدات ..
64aa09fc796ea3.jpg

8- مباحث في علم المواريث .

64aa047b256aa7.jpg





b.gif

الحلقة الثامنة
سورة الانفال
***********

mobasher8.gif


رابط جودة عالية
http://ia360704.us.archive.org/23/items/mobasher8/mobasher8.AVI

b.gif


رابط جودة متوسطة​

b.gif

رابط للجوال​

b.gif

رابط صوت

b.gif
الروابط علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=rQszTFulxVc

http://www.youtube.com/watch?v=_miI2jHVKbg

http://www.youtube.com/watch?v=IjWN71E4cxw


b.gif



Do3ae.gif



 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم اضافة الروابط في المشاركة الاولي
بارك الله فيكم
 
شكر الله لك أختي الكريمة أم الحارث وكتب أجرك لكن رابط المشاهدة للحلقة كاملة علة موقع مشاهد ليس موجوداً اليوم أيضاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أختي الفاضلة سمر موقع مشاهد لم يعد يقبل صيغة الجودة المتوسطة التي كنت أرفعها لديه
وان شاء الله سأجرب علي موقع مسلم فيديو
تقبل الله منا ومنكم
 
وهذا نص الحلقة القيمة:
سورة الأنفال:
إسم الأنفال وإسم السورة وسبب التسمية
الأنفال هي الغنائم وسميت السورة بهذا الإسم لحكمة إلهية، والغنائم عادة تتحقق بعد انتهاء المعركة تجمع الغنائم
د. عبد الرحمن: لماذا بدأت السورة بالأنفال مع أن الأنفال تكون بعد انتهاء الحرب؟
هذا هو السر الإلهي في هذا الأمر؟ نعلم أن غزوة بدر جاءت مفاجئة، الرسول صلى الله عليه وسلم تربص قبل أشهر بعير قريش وهي خارجة إلى بلاد الشام ولكن فاتته القافلة فمضى فوضع العيون لكي ينتظروا عودة القافلة من بلاد الشام إلى مكة فجاء الخبر مفاجئاً أن أبا سفيان يرجع بالقافلة وهو في مكان كذا وكذا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة من كان ظهره حاضراً فليركب معنا لم ينتظر وكان من عادة الرسول في الغزوات أن يعقد اللواء ثم يأمر قائد الجيش بالانتظار في مكان كذا حتى يتجهز الناس ثم يتنظر يومين ثلاثة أكثر حتى يكتمل العدد والعدة ويستعدوا ويخرجوا. في هذه الغزوة جاء الخبر من كان ظهره حاضراً فليركب، ولم ينتظر حتى لا تفوت القافلة. ولذلك الصحابة رضوا الله عليهم عندما أُخبروا بأن القافلة فاتت وأن جيش قريش أقبل ترددوا كثيراً قالوا يا رسول الله ما استعدينا للمعركة (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ (7)) غير ذات الشوكة يعني القافلة ليس فيها سلاح كافي أما النفير استعدوا بكل قوتهم وعتادهم وخرجوا لحماية القافلة للدفاع عنها فالصحابة فوجئوا ولكن (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)) الله سبحانه وتعالى له حكمة في ذلك. عندما سيقوا هكذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أبشروا بعدما سمع كلمات رائعة من المقداد بن عمر ومن سعد بن معاذ وغيره من الصحابة تشجع وقال أبشروا، دخلوا المعركة وهم عندهم هذه الخلفية وما استعدوا للمعركة، الله سبحانه وتعالى أنزل المدد والخوارق الكثيرة ولذلك جاءت افتتاحية السورة والتركيز على الخوارق في هذه المعركة بالذات وإنزال الملائكة يقول العلماء نزلت الملائكة في معارك كثيرة ولكنها لم تقاتل إلا في بدر. بعدما انتهت المعركة عندما جمعوا الغنائم اختلف الصحابة في قسمة الغنائم ثلاثة أقسام أناس لاحقوا المشركين الجيش المنهزم وأناس يجمعون الغنائم من أرض المعركة وأناس كانوا يحرسون الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً من كرّ الأعداء عليه اختلفت آراؤهم كيف نقسم من أولى بالغنائم وكل طائفة يقولون نحن أولى والله عاتبهم (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1)) الله نصركم هذا النصر المؤزر في هذه المعركة لم تكونوا مستعدين لها وبعد ذلك تختلفون على الغنائم والأموال! كان عليكم أن تترفعوا ععن هذا. الأمر الثاني كأن الآيات تقلل من قيمة المقاتلين مع أنهم بذلوا جهوداً كبيرة وشجاعة نادرة لكن الآيات الكريمة (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)) (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ) إنزال المطر عليهم (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى (17)) إبراز للخوارق والمعجزات في هذه المعركة وتقليل لدورهم ها ما يسميه بعض العلماء التوازن التربوي في بدر قلة انتصرت على كثرة بينما نجد في أحد بعدما خرجوا النفوس مكلومة حزينة تأتي المواساة لهؤلاء لو أنه أنبهم على مخالفة أمر رسول الله زكيف وقعت الهزيمة في أحد النفوس متألمة فتأتي الآيات ترفع من معنوياتهم (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140) آل عمران) اصبروا لكم الأيام، الأيام أمامكم هذه معركة خسرتموها لكن ما خسرتم كل شيء، أما في بدر قلة يُخشى عليها أن يأخذهم الغرور الكبر والعجب بالنفس فتقلل من دورهم هذا الأسلوب القرآني في المجال التربوي في مجال النصر يخشى أن تأخذهم العزة والعجب فيقلل من شأن دورهم وتبرز قضية الخوارق والمعجزات بينما هناك في أحد والمواطن الأخرى عندما يكون هناك هزيمة ترفع من معنوياتهم. ولذلك (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ) نقطة الضعف التي كانت عندهم واختلفت آراؤهم فيها واختلفت النفوس على تقسيم الغنائم وسحبها منهم (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ (1)) ثم جاءت الآيات (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ (41)) فجاء التقسيم الشرعي للغنائم بعد أن هدأت النفوس وسحبت منهم ولقنوا درساً بأن يترفعوا عن مثل هذا الأمر.
د. عبد الرحمن: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ) لم يجب عن هذا السؤال إلا في الآية 41؟
لو أنها جاءت مباشرة صار سؤالاً عادياً ولم يعد فيه الجانب التربوي المؤثر، في المرحلة الأول سحبت منهم اتركوا الأمر لله ورسوله ليس لكم شأن، لا تختلفوا على الأنفال، ترفّعوا عن هذا الشيء، تركهم فترة إلى أن أعادوا النظر في موقفهم ما كان ينبغي أن يحصل منهم ذلك ورأوا أنه فعلاً هذا الشيء ما كان ينبغي وفضل الله عظيم وهذا النصر العظيم حقق الله لهم هذا النصر، بعد ذلك بعد فترة عندما جاء تقسيم الغنائم أخذ دوره التشريعي في التقسيم بشكل بسيط عادي (فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)
محور سورة الأنفال:
محور السورة كله غزوة بدر ذكرت بعض الوقائع في غزوة بدر ماذا جرى ووصف حال الصحابة رضوان الله عليهم ووصف حال الجيش المشرك. لنأخذ اللقطات من هذا الأمر: الرسول صلى الله عليه وسلم قيادة واحدة الصحابة كلهم حريصون على تنفيذ هذه الأوامر بمجرد قال ننزل هنا نزلوا ولكن لما جاء بن حباب قال أهذا منزل أنزلك الله إياه ليس لنا أن نتقدم أو نتأخر عنه أم هو الحرب والمكيدة؟ قال هو الحرب والميدة قال إذن هذا ليس بمنزل، ننزل على الآبار التي فيها المياه ونغوّر الآبار الأخرى فنشرب ولا يشرب عدونا، المنطقة الاستراتيجية فكلهم تحولوا إليها، كلهم يأتمرون بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة واحدة الأوامر واحدة النفوس كلها مشدودة للقاء ربها لتقديم الجهد. بينما صف المشركين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس عندما وصل الخبر إلى أبي جهل وزعماء قريش أرسل أبو سفيان بعدما تجاوز بالقافلة ونجا أرسل إليهم قال نجت قافلتكم فارجعوا فقال أبو جهل لا والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر وننحر الجزور ونطعم الطعام ونشرب الخمور وتضرب القيان على رؤوسنا وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا إمضوا إلى بدر، ما رجع! رئاء الناس والبطر والعجب! صاحِبهم استشار الشيطان تمثل في صورة سراقة ابن مالك الجعشمي فقال لأبي جهل وقومه (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ (48)) لا تخافوا من القبائل التي حولكم إمضوا في سبيلكم وجهوا أنظاركم وهمتكم إلى محمد (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)) لما رأى الملائكة ورأى جبريل نكص وهرب إلى أن ألقى بنفسه في البحر. القيادة المختلفة عتبة بن ربيعة وشيبة قالوا يا أبا جهل نعود لا شأن لنا مهما كان هؤلاء أبناء عمنا هؤلاء أقرباؤنا يعني دع للصلح مجالاً فقال والله لا نعود فقال لعتبة أتريد أن ترجع خوفاً على ابنك لأنه مع محمد فقال أنا الذي أخاف وأنا الذي أخشى اللقاء وسبّه سباً قبيحاً القيادة مختلفة والآراء متشعبة والبطر والرئاء ولذلك كل هذه اللقطات عندما تعرضها السورة تجد بوناً شاسعاً أناس مخلصون لله سبحانه وتعالى يقودهم الرسول مستشارهم جبريل وأناس قائدهم أبو جهل البطر الأشر المتكبر والشيطان يستشيره.
د. عبد الرحمن: حسان بن ثابت قال:
وبيوم بدر إذ يقود لواءنا جبريل تحت لوائنا ومحمد
الخوارق التي وقعت في قصة بدر:
الخارقة الأولى التي ذكرت في بداية السورة (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)) الرسول الله صلى الله عليه وسلم أشار عليه سعد بن معاذ وغيره قال يا رسول الله نحن خرجنا بشكل مفاجئ وما استعدينا لهذه المعركة وتركنا في المدينة أناساً لا يقل حبهم لك عن حبنا لك فهلا بنينا لك عريشاً على تلة مطلة على أرض المعركة إن نصرنا الله سبحانه وتعالى كان الذي نريد وإن كانت الأخرى ركبتَ ورجعت إلى المدينة حتى تأتي بالناس لكي تعد العدّة مرة ثانية وتحارب القوم، الرسول صلى الله عليه وسلم كان عندما يستشير الصحابة ويجد رأياً مناسباً يأنس به فلما صف الجنود ووقف في العريش دعا ربه والتجأ إلى ربه اللهم نصرك الذي وعدتنيه، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد على الأرض حتى من شدة تعلقه بالله ورجائه سقط رداؤه عن كتفه وهو لا يشعر فجاء أبو بكر وأعاد الرداء على كتف الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ابو بكر بعض مناشدتك ربك الله سيتسجيب لك دعاءك لأن القلب إذا تعلق بالله سبحانه لن يخيبه فما بالك برسول الله؟ أتعب نفسه في الدعاء والإلحاح. بعدها بقليل قال يا أبو بكر أبشِر جاء النصر هذا جبريل يقود لجام فرسه، فنزلت الملائكة بعضهم يمشي أمام الصحابة يشجعونهم أبشروا أنتم المنصورون وأناس يكثرون سواد المسلمين في أعين الأعداء وأناس يقاتلون حتى بعض الصحابة يقول كنا نعرف قتيل الملائكة من قتيل المؤمنين.
د. عبد الرحمن: سورة الأنفال مدنية التي نزلت في السنة الثانية للهجرة. كنا نتحدث عن الخوارق في هذه المعركة وذكرتم أن هذه المعركة الوحيدة التي شارك فيها الملائكة بالقتال
ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون كنا نعرف قتيل الملائكة من قتيل المسلمين، كان لا يظهر على قتيل الملائكة لا دماء ولا جروح وإنما لسعة كلسعة الصوت خطّ كأنها صدمة كهربائية من غير أن يُجرح بينما قتيل المسلمين إما طعنة رمح أو ضربة سيف وعليه جروح فكانوا يعرفون هذا الشيء بين القتلى.
الخارقة الثانية قضية (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ (11)) وقال العلماء في كل موقف فيه شدة وفيه بأس وفيه خوف وأصيب الناس بالنعاس فهذا دليل على الأَمَنة وعلى النتائج الجيدة بعد هذه الأزمة وإنه من رحمة الله سبحانه وتعالى ولذلك في أكثر من غزوة في بدر وفي أحد لما نزلت بهم الغموم والهموم بعد الهزيمة قال أحد الصحابة كنا نمشي والسيوف تسقط من أيدينا من النعاس فالنعاس في مواطن الشدة رحمة من الله تعالى وأمن وأمان أما في مواطن العلم فهو غير مرغوب فيه.
بعد ذلك قضية إنزال المطر كان في وقت فيها عدة عوامل: أولاً بعض الصحابة أصابتهم الجنابة فالشيطان يوسوس لهم أنتم تزعمون أنكم مسلمون وأنكم أصحاب رسول الله وتجاهدون في سبيل الله وتصلون وأنتم جنب وسوس في نفوسهم. والأمر الثاني كان هناك قلة مياه حتى للاستعمال والشرب، والأمر الثالث الأرض الرملية يتحركون عليها فأنزل الله سبحانه وتعالى في ليلتها مطراً أذهب الوسواس عن قلوبهم ولبدت الأرض الرملية من تحت أقدامهم فثبتت الأقدام وأخذوا كفايتهم للشرب والوضوء وغير ذلك بينما كان نفس المطر وبالاً على المشركين لأن الأرض كانت طينية فصاروا لا يستطيعون التحرك كما ينبغي فهذه كانت خارقة، بعض الأشياء عندما تحدث والإنسان في أزمة يدرك تأييد الله سبحانه وتعالى في هذا فتدخل الطمأنينة إلى القلوب (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11)) كل هذه كانت نتيجة نزول المطر في هذا الموقع. المقصود بتثبيت الأقدام هنا تثبيت الأقدام الحقيقي على الرمال. واطمئنان القلب بأن الله يؤيدهم لا يتركهم في هذا المأزق وفي هذه الأزمة.
خارقة أخرى في قضية رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم للتراب عندما بدأ الهجوم أخذ كفاً من الحصى ورمى في وجه القوم وقال شاهت الوجوه فلم يبق أحد من جيش المرشكين إلا دخلت في عينيه ومناخيره وفمه إلا أصابته (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى (17)) صحيح أنت أخذت كفاً من الحصى لكن الجيش متوزع مسافات طويلة وجند كثيرون وخلف بعضهم رمية من الحصى تصل إلى عيون الجميع؟! هذه معجزة ربانية. ولذا لما إلتحمت الصفوف كان الصحابي يضربه وهو يفرك عينيه هذا المشرك لا يستطيع أن يرى من أمامه وكانت نعمة عظيمة (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى (17)) فكانت هذه المعجزان كلها أبرزت هذا الدور وفي نفس الوقت تلميح إلى أن النصر كان من الله أولاً وأخيراً فلا تعجبكم أنفسكم تقولوا قلّة غلبت كثرة بجهدنا لشجاعتنا بقوتنا، لا، هذا نصر من الله سبحانه وتعالى.
د. عبد الرحمن: ونص الآية يدل على هذا (وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)) وأيضاً (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ (26))
هذا تقيب على التذكير بما كان عليه الوضع، أنتم في مكة تخشون أن يتخطفكم الناس وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)) تذكروا الماضي الذي كنتم عليه والذي صرتم عليه بعد الإيواء وبهد تهيئة الأنصار وهذا النصر الذي توجت به أعمالكم فهذا كله من الله تعالى فعلكيم أن تشكروا الله عليه.
د. عبد الرحمن: نلاحظ في هذه السورة تأكيد على نعمة التثبيت في مواجهة الأعداء سواء تثبيت بالمطر (فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ (12)) وقوله (وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11)) الحديث عن الثبات في المعركة
الثبات نتيجة الصبر، الصبر له دور في المعركة، قد يكون الإنسان عندما يصبر لحظات بعد صاحبه يكون النصر والظفر من نصيبه "النصر مع الصبر" ولذلك في قضية تثبيت الأقدام كان نتيجة الصبر فعندما ينزل الصبر وتكون الإرادة القوية في المعركة الجانب المعنوي له أثر كبير في تحقيق النصر. فصحابة رسول الله عندهم الإيمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى وتشاهد في بعض مواقف الصحابة في غزوة بدر أنهم كانوا يرون كأن الأمور مكشوفة لهم، مثلاً عمير بن الحمام عندما يأكل التمرات ويسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل هؤلاء مقبلاً غير مدبر دخل الجنة فيقول أليس بيني وبين دخول الجنة إلا أن أقاتل وأقتل جنة عرضها السموات والأرض؟ ما حاجتي إلى التمر؟ ما صبر حتى يمضغ التمر وألقى التمر جانباً ودخل المعركة حتىاستشهد وكان عددهم قليلاً ثلاثمائة وبضعة عشر. فائدة أصحاب طاولت عندما قابلوا جالوت كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر والرسل عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر الأنبياء كثيرون 24 ألف أما الرسل منهم فثلاثمائة وبضعة عشر
د. عبد الرحمن: هل ورد لسورة الأنفال إسم آخر غير الأنفال؟
قال العلماء تسمى سورة الجهاد وسورة بدر إضافة لسورة الأنفال كما ذكر المفسرون.
في نهاية المعركة وقضية الأسرى هذه أيضاً فيها عتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. في البداية جاء عتاب للصحابة في قضية الأنفال وفي النهاية جاء عتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية فداء الأسرى. الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عاد بالأسرى إستشار ماذا تفعل بهم، أين أبو بكر؟أين عمر أين عثمان اين علي؟ كبار الصحابة استشارهم، فكان رأي أبي بكر يا رسول الله أبناء العم وأبناء العشيرة فهلا أخذت منهم الفداء لعل الله يهدي بعضهم ونحن نتقوى بهذا المال على محاربة الكفار أغلب الصحابة أيدوا رأي أبو بكر إلا عمر عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيك يا ابن الخطاب؟ قال والله الذي لا إله إلا هو لا أرى ما رأى ابو بكر أرى هؤلاء صناديد الكفر وزعماؤه أرى أن تمكّن علياً من عقيل وتمكّن حمزة من العباس فيقتله وتمكنني من نسيبي فلان فأقتله هؤلاء إن قتلناهم دخل الرعب في قلوب الأعداء. والرسول صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما الرؤوف الرحيم فمال إلى راي أبي بكر وقبل الفدية وعيّن الفدية والذي ليس عنده مال يعلم عشرة من أبناء الأنصار الكتابة والقرآءة تكون فدية له وسلّم عمر بالأمر وبعد أيام وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يبكيان فقال عمر ما يبكيكما أخبروني إن كان هناك ما يدعو للبكاء بكيت وإن لم يكن تباكيت يعني أشاركم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليّ عذابكم دون هذه الشجرة ولو نزل بكم ما نجى إلا ابن الخطاب فنزل قوله تعالى (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)) لولا أنه في أمر الله وفي قضائه وقدره ورحمة بهذه الأمة أن الغنائم وأن الفداء سيحلّ لكم لعاقبكم الله سبحانه وتعالى كان عليكم أن تثخنوا في الأرض وتدخلوا الرعب في قلوب الأعداء والغنائم لم تحلل لأمة من الأمم إلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. فالله سبحانه وتعالى قال (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (69)) كما يقول الشيخ محمد عبد الله دراز في أول الآية تهديد ووعيد وفي آخرها رحمة وتطييب للنفوس.
إتصال من محمد من السعودية:
في هذه السورة هل هذه الخوارق التي أيد الله تعالى بها النبي والصحابة هل هي خاصة بالصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم أم هي لسائر أمته إلى قيام الساعة؟
كل ما كان خارقة لنبي من الأنبياء وتسمى معجزة يمكن أن تكون كرامة لولي من الأولياء. قاعدة، ولذلك المعجزة ترافق بدعوى النبوة فنسميها معجزة بينما الكرامة هي تكريم لأحد الصالحين من أتباع الأنبياء ولذلك في كثير من التاريخ الإسلامي عندما نستعرض حياة المجاهدين وحياة القواد العسكريين إلى يومنا هذا نجد أنه يحدث أشياء كثيرة يكون فيها خوارق لكن نسميها كرامة لهؤلاء القوم تكريم لهم فتختلف عن المعجزة فقط في قضية دعوى النبوة فالمعجزة للأنبياء والكرامة للأولياء
سؤال الحلقة
في الجزء الثامن آية أمر الله تعالى فيها نبيه صلى الله عليه وسلم بأمر يقوله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله في دعاء يستفتح به صلاته بالليل فما هي الآية؟
 
الفاضلتان :
(أم الحارث ) و(د. سمر ) شكر الله لكما .
تم مراجعة الدرس وتدارك مافات فأجزل الله لكما المثوبة ولكل من كان سببًا في الحلقة ...
بصراحة حلقة اليوم مميزة ومؤثرة عشنا في وسط أحداث غزوة بدر ...
 
الصراحة كانت الحلقة جدا قيمة بوركتم يا شيخ عبد الرحمن وبورك مسعاكم
 
جزاكم الله خيرا وثبتكم الله وأثابكم ..

ملاحظة لشيخنا الشيخ عبد الرحمن شاهدت جزءا من الحلقة ولاحظت أن هذه الحلقة فيها تنسيق بينكم وبين الضيف في محاور الحديث ومضمون ما سيقال - هكذا لاحظت - وبهذه الطريقة ستكون الحلقة أنفع كثيرا خصوصا مع قصر الوقت ,,,
 
بارك الله فيكم واحسن الله اليكم

كانت حلقة مميزة جدا
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد

ما المقصود من فتيل الملائكة؟ هل الملائكة مقتولة؟ أم المقصود به الكفار قتلتهم الملائكة ؟

جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
عودة
أعلى