الدليل على أن (عبادا لنا) كانوا كفارا:

إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
688
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم


الدليل على أن (عبادا لنا) كانوا كفارا:




ناقشت الأخت الكريمة بهجة قوله تعالى في أوائل سورة الإسراء (عبادا لنا) مؤكدة أن المقصود بهؤلاء العباد مؤمنون موحدون، مستدلة ببعض الآيات التي فيها إضافة لفظ (العبد) لله تعالى، وأن هذه الإضافة ليست إلا إضافة تشريف -التي تعني إيمان هذا العبد وكونه من صفوة الخلق-.
وحينما تدخلت موضحا أنه لا يجوز تبني قولا يخالف قول أعظم المفسرين، أجابت بأن هؤلاء المفسرين لم يأتوا بأي دليل على قولهم.
ولما وعدتها بأن لا أقطع عليها بحثها رأيت أن أجيبها في موضوع مستقل لتعم الفائدة إن شاء الله تعالى.

أولا: بالنسبة للاستدلال بمثل قوله تعالى:" لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "- سورة النساء 172-، فيجب أن يعلم أن السياق من أهم الأمور التي يجب اعتبارها في التفسير، فتفسير الكلمة أو اللفظ القرآني دون اعتبار للسياق والسابق واللاحق من الكلام ليس بالمنهج الصحيح في التفسير، فشتان شتان بين سياق الآيتين-فتدبري أختي-.

ثانيا:لفظ (العبد) كما أسلفت أكثر من مرة يأتي بمعنين: العبد بمعنى المعبّد وهذا يدخل فيه كل مخلوق، كافرا كان أو مؤمنا، بارا كان أو فاجرا...الكل يدخلون في العبودية العامة أو عبودية الربوبية.
والعبد بمعنى العابد وهذا يشمل عباد الله الموحدين الذين حققوا العبودية طوعا.
إذا فليس كلما وجدنا لفظ (العبد) أو (العباد) مضافا يلزم منه أن يكون المقصود العباد المستسلمين لله طوعا، بل يجب الرجوع إلى ما يعين على تحديد المراد كالسياق مثلا.
وتدبري أختي قول النبي صلى الله عليه وسلم:" فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه يا عيسى إني قد أخرجت (عبادا لي) لا يدان لأحد بقتالهم."-صحيح الترمذي-.
ومعلوم أن المقصود ب(عبادا لي) أكفر خلق الله وأكثرهم شرا وأشدهم بطشا (يأجوج ومأجوج).
فهل قوله في هذا الحديث (عبادا لي) يلزم أن يكونوا مؤمنين موحدين، هذا لا يعقل.
فعلا قد ورد الحديث بلفظ (عباد) دون إضافة لكن لفظ (عبادا لي) ثابت وصحيح.

- ثالثا: بالنسبة للدليل على أن المراد بقوله تعالى في سورة الإسراء (عبادا لنا) الكفار:
اعلمي أختي أن الدليل ليس فقط من السمعيات أو النقل –أقصد الكتاب أو السنة-، فهنا دليل العقل ودليل الحس وغيرها.
ومن أعظم الأدلة (الوقوع)، فبالإطلاع على تاريخ اليهود نجد أن المسلطين عليهم كانوا كفارا.
ففي القديم جالوت وجنوده وقيل هو بختنصر البابلي...الفرس والرومان...

وفي العصر الوسيط كذلك.
جاء في مجلة الجامعة الإسلامية:" فسلط الله عليهم الآشوريين والفراعنة المصريين والبابليين واليونانيين والبطالسة المصريين الوثنيين ثم الرومان الوثنيين والنصرانيين قديماً وحديثاً لقرون عديدة...وفي العصر الحديث كان اليهود يسامون سوء العذاب في الدول الأوروبية النصرانية وغيرها فمثلاً اضطهدوا في بريطانيا سنة 1298م حينما أمر الملك ادوارد الأول بطرد اليهود من جميع البلاد البريطانية، وفتك البريطانيون باليهود فتكاً ذريعاً.
وفي فرنسا اضطهدهم الملك لويس التاسع، وفي عهد الملك فيليب الجميل سنة 1306م، وفي سنة 1321م نكل بهم الفرنسيون وطردوهم، وأيضاً في سنة 1582م طردوا مرة أخرى.
وفي إيطاليا حاربهم بابوات الكنيسة الكاثوليكية حرباً شعواء، وفي سنة 1540م ثار عليهم الإيطاليون فقتلوهم وطردوهم.
وفي روسيا حدثت مذابح فظيعة في عهد الحكم القيصري النصراني خاصة في سنة 1881م، وسنة 1882م، وسنة 1902م حيث قتل اليهود بالآلاف.
وفي ألمانيا ظل القتل والطرد باليهود قائماً في القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين، وكان آخر ما لاقوه من عذاب وتقتيل وتشريد على يد هتلر النازي إبتداء من توليه الحكم في ألمانيا 1933م إلى 1945م ." اهـــــــــــــــــ.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الأخ الكريم ناصر .. لا أجد أنك جئت بدليل يعلل أنهم كفار و لكنك جئت بدليل أن كلمة عبادا لنا قد يقصد بها الكافرون .. و شتان بين الأمرين. .و كل ما قلت ليس كافي لحد الآن للجزم. و هنا يا أخي نبحث من القرآن الكريم.

فإذا أردت أن تساعد حقا في معرفة ما المعنى فلا اريدك ان تميل لشيء و سأعرض بعض الأسئلة آخرى لعلها تفتح الباب لفهم المعنى الحقيقي ... و خذ من وقتك فلست مستعجلة إن لم يكن لك الوقت الكافي للإجابة ....
 
السلام ورحمة الله
اظن ان سياق الايه يدل على انهم مسلمين
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَمَرَّةٍ

ظاهر الايه انه الفتح الاول والثاني ياتي من نفس القوم او الفئة وهم المسلمون والله اعلم

برايي ان المفسرين رحمهم الله لو عايشوا زماننا لاختلف تفسيرهم لانهم لم يتوقعوا ان اليهود ستكون لهم دولة
وظنوا ان الفتح الاول و الثاني جاء وانتهى

تفسير القرطبي رحمه الله

"واختلف فيمن كان المبعوث عليهم في المرة الآخرة ; فقيل : بختنصر"
"فسلط الله عليهم ملك الروم قيصر ، وهو قوله : فإذا جاء وعد الآخرة"

من تفسير البغوي رحمه الله
"فإذا جاء وعد الآخرة ( أي : المرة الأخيرة من إفسادكم ، وذلك قصدهم قتل عيسى عليه السلام حين رفع ، وقتلهم يحيى بن زكريا عليهما السلام ، فسلط الله عليهم الفرس والروم خردوش وطيطوس"

من تفسير الطبري رحمه الله
"فبعث عليهم في المرّة الآخرة بختنصر، فقتل المقاتلة ، وسبى الذرّية، وأخذ ما وجد من الأموال، ودخلوا بيت المقدس، كما قال الله عزّ وجلّ( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا )"​
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وصف الذين قضوا على دولة بني إسرائيل ب (عبادا لنا) يدل على أن الملك البابلي لم يغزهم ظلما وعدوانا وإنما كان ينصر الحق ويحقق العدل ، فقد استضعفت دولة اليهود طائفة ممن يساكنونهم نفس الوطن وقتلوهم فبعث الله عليهم من ينصر المظلومين ويعاقب الظالمين ، فالله تعالى يأمر بالعدل وبالحق ، ومن ينصر الحق ويحقق العدل فقد أطاع الله في هذا الأمر ، وبالتالي فهؤلاء كانوا عبادا لله في هذا الأمر الذي قاموا به بغزوهم لبني إسرائيل (إقامة العدل ونصر الحق).
كان الغزو الذي قاموا به لصالح الحق ، فهم عباد لله في هذا الباب.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله تعالى في الجميع ونفع بهم
لي تعليق بسيط
بالنسبة لاستدلال الشيخ ناصر بلفظ ( عبادا لي ) الواردة في حديث يأجوج ومأجوج
فأقول أن هذا الاستدلال ليس بالقوي , لأن ألفاظ الحديث النبوي تختلف عن ألفاظ القرءان الكريم
فهو قياس مع الفارق
والله أعلى وأعلم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بالنسية للأخ (أبو طالب)، قلت: "برايي ان المفسرين رحمهم الله لو عايشوا زماننا لاختلف تفسيرهم لانهم لم يتوقعوا ان اليهود ستكون لهم دولة وظنوا ان الفتح الاول و الثاني جاء وانتهى​." اهــــــ.

أقول لك أخي الكريم أنك أخطأت الرأي وهذا أراه بدعا من القول، لأن الله تعالى فتح على أولائك المفسرين فتحا لم يفتح على غيرهم، واصطفاهم لتأويل كتابه سبحانه، وهذا فضل من الله عليهم كبير، وأخص بالذكر أئمة التفسير كشيخهم أبن جرير الطبري والحافظ ابن كثير وغيرهم.
فكيف تقول ما قلت؟

هل كونهم تأولوا العباد المسلطين على اليهود بجالوت أو ببختنصر أو غيرهما، يفهم منه أنهم لم ينتبهوا إلى ذلك الوعيد من الله تعالى (وإن عدتم عدنا)، وأنه متضمن لشرط وجوابه؟

هل خفي عليهم أنه يفهم من الآية أن اليهود قد يعودوا إلى الإفساد -وهم قوم جبلوا على الإفساد- وأن الله تعالى سيعود عليهم بتسليط من يسومهم سوء العذاب؟

هل خفي عليهم تلك الأحاديث التي تبين خاتمة اليهود والمعركة الكبيرة التي ستقع بينهم وبين المسلمين الذين سيذقونهم الويلات؟ أليس ذلك لفساد سيحدثه اليهود، فيتحقق الوعيد مرة أخرى (وإن عدتم عدنا)؟
لا يعقل أن مثل هذا كله يخفى على أولائك الأئمة؟

ومثل هذا الكلام قد يجر إلى تفاسير تخالف تفسير السلف من غير بينة -وقد تكون تفاسير باطلة- بحجة أنهم لو عاصرونا لكان قولهم بخلاف ما فسروا به كلام الله تعالى في زمانهم.

فتنبه أخي الكريم.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بالنسية للأخ (أبو طالب)، قلت: "برايي ان المفسرين رحمهم الله لو عايشوا زماننا لاختلف تفسيرهم لانهم لم يتوقعوا ان اليهود ستكون لهم دولة وظنوا ان الفتح الاول و الثاني جاء وانتهى." اهــــــ.

أقول لك أخي الكريم أنك أخطأت الرأي وهذا أراه بدعا من القول، لأن الله تعالى فتح على أولائك المفسرين فتحا لم يفتح على غيرهم، واصطفاهم لتأويل كتابه سبحانه، وهذا فضل من الله عليهم كبير، وأخص بالذكر أئمة التفسير كشيخهم أبن جرير الطبري والحافظ ابن كثير وغيرهم.
فكيف تقول ما قلت؟

هل كونهم تأولوا العباد المسلطين على اليهود بجالوت أو ببختنصر أو غيرهما، يفهم منه أنهم لم ينتبهوا إلى ذلك الوعيد من الله تعالى (وإن عدتم عدنا)، وأنه متضمن لشرط وجوابه؟

هل خفي عليهم أنه يفهم من الآية أن اليهود قد يعودوا إلى الإفساد -وهم قوم جبلوا على الإفساد- وأن الله تعالى سيعود عليهم بتسليط من يسومهم سوء العذاب؟

هل خفي عليهم تلك الأحاديث التي تبين خاتمة اليهود والمعركة الكبيرة التي ستقع بينهم وبين المسلمين الذين سيذقونهم الويلات؟ أليس ذلك لفساد سيحدثه اليهود، فيتحقق الوعيد مرة أخرى (وإن عدتم عدنا)؟
لا يعقل أن مثل هذا كله يخفى على أولائك الأئمة؟

ومثل هذا الكلام قد يجر إلى تفاسير تخالف تفسير السلف من غير بينة -وقد تكون تفاسير باطلة- بحجة أنهم لو عاصرونا لكان قولهم بخلاف ما فسروا به كلام الله تعالى في زمانهم.

فتنبه أخي الكريم
كنت اريد الرد لاكن لبطئ المنتدى تركت الرد اسال الله ان يبارك في منتدانا الجديد

الموضوع اخي حول هذه الايه والفسادين
انا لم اسمع احدا من المعاصرين من قال ان الفسادين حدثا وانتهى الامر بل الكل قال ان الفتح قادم ودليلهم هذه الايه
الشعراوي رحمة الله وتفسيرة لوعد الاخرة
 
إلى الأخ ناصر عبد الغفور .


أولا : ليس من الحكمة أن تقف أمام من يجتهد في فهم كلام الله بحجة أن العلماء يجب اتباعهم في كل شيء فالملة الذي يجب اتباعها هي الحنيفية و هو التدبر و البحث عن الأدلة استعانة بالله سبحانه تعالى و من الكتاب و السنة.

تانيا: المفسرون لم يفسروا الآية بل أولوها (تم تأويل الآية) استنادا على ما حصل في الماضي و ليس ذلك فحسب بل لم يتم التوضيح منهم كيف عرفوا من الآية أنها تحكي عن المستقبل أو الماضي.

فلهذا أؤيد إخواني أن يجتهدوا في تفسير الآية و حتى و لم نصل إلى تفسيرها على ماهي ، على الأقل نكون قد فهمنا مسائل أخرى كالفرق بين الإفساد و العلو و الفرق بين بعثنا عليكم و أرسلنا إليكم و بين عباد الله و عباد لله ...

فالله لم يعطنا العقل لكي نجمده و نتبع أي شيء بدون دليل ....

أما تقديم النقل على العقل ، فذلك يعنى النقل بالأدلة و النقل الذي يكون وحي من الله .
 
عودة
أعلى