ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الدليل على أن (عبادا لنا) كانوا كفارا:
ناقشت الأخت الكريمة بهجة قوله تعالى في أوائل سورة الإسراء (عبادا لنا) مؤكدة أن المقصود بهؤلاء العباد مؤمنون موحدون، مستدلة ببعض الآيات التي فيها إضافة لفظ (العبد) لله تعالى، وأن هذه الإضافة ليست إلا إضافة تشريف -التي تعني إيمان هذا العبد وكونه من صفوة الخلق-.
وحينما تدخلت موضحا أنه لا يجوز تبني قولا يخالف قول أعظم المفسرين، أجابت بأن هؤلاء المفسرين لم يأتوا بأي دليل على قولهم.
ولما وعدتها بأن لا أقطع عليها بحثها رأيت أن أجيبها في موضوع مستقل لتعم الفائدة إن شاء الله تعالى.
أولا: بالنسبة للاستدلال بمثل قوله تعالى:" لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "- سورة النساء 172-، فيجب أن يعلم أن السياق من أهم الأمور التي يجب اعتبارها في التفسير، فتفسير الكلمة أو اللفظ القرآني دون اعتبار للسياق والسابق واللاحق من الكلام ليس بالمنهج الصحيح في التفسير، فشتان شتان بين سياق الآيتين-فتدبري أختي-.
ثانيا:لفظ (العبد) كما أسلفت أكثر من مرة يأتي بمعنين: العبد بمعنى المعبّد وهذا يدخل فيه كل مخلوق، كافرا كان أو مؤمنا، بارا كان أو فاجرا...الكل يدخلون في العبودية العامة أو عبودية الربوبية.
والعبد بمعنى العابد وهذا يشمل عباد الله الموحدين الذين حققوا العبودية طوعا.
إذا فليس كلما وجدنا لفظ (العبد) أو (العباد) مضافا يلزم منه أن يكون المقصود العباد المستسلمين لله طوعا، بل يجب الرجوع إلى ما يعين على تحديد المراد كالسياق مثلا.
وتدبري أختي قول النبي صلى الله عليه وسلم:" فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه يا عيسى إني قد أخرجت (عبادا لي) لا يدان لأحد بقتالهم."-صحيح الترمذي-.
ومعلوم أن المقصود ب(عبادا لي) أكفر خلق الله وأكثرهم شرا وأشدهم بطشا (يأجوج ومأجوج).
فهل قوله في هذا الحديث (عبادا لي) يلزم أن يكونوا مؤمنين موحدين، هذا لا يعقل.
فعلا قد ورد الحديث بلفظ (عباد) دون إضافة لكن لفظ (عبادا لي) ثابت وصحيح.
- ثالثا: بالنسبة للدليل على أن المراد بقوله تعالى في سورة الإسراء (عبادا لنا) الكفار:
اعلمي أختي أن الدليل ليس فقط من السمعيات أو النقل –أقصد الكتاب أو السنة-، فهنا دليل العقل ودليل الحس وغيرها.
ومن أعظم الأدلة (الوقوع)، فبالإطلاع على تاريخ اليهود نجد أن المسلطين عليهم كانوا كفارا.
ففي القديم جالوت وجنوده وقيل هو بختنصر البابلي...الفرس والرومان...
وفي العصر الوسيط كذلك.
جاء في مجلة الجامعة الإسلامية:" فسلط الله عليهم الآشوريين والفراعنة المصريين والبابليين واليونانيين والبطالسة المصريين الوثنيين ثم الرومان الوثنيين والنصرانيين قديماً وحديثاً لقرون عديدة...وفي العصر الحديث كان اليهود يسامون سوء العذاب في الدول الأوروبية النصرانية وغيرها فمثلاً اضطهدوا في بريطانيا سنة 1298م حينما أمر الملك ادوارد الأول بطرد اليهود من جميع البلاد البريطانية، وفتك البريطانيون باليهود فتكاً ذريعاً.
وفي فرنسا اضطهدهم الملك لويس التاسع، وفي عهد الملك فيليب الجميل سنة 1306م، وفي سنة 1321م نكل بهم الفرنسيون وطردوهم، وأيضاً في سنة 1582م طردوا مرة أخرى.
وفي إيطاليا حاربهم بابوات الكنيسة الكاثوليكية حرباً شعواء، وفي سنة 1540م ثار عليهم الإيطاليون فقتلوهم وطردوهم.
وفي روسيا حدثت مذابح فظيعة في عهد الحكم القيصري النصراني خاصة في سنة 1881م، وسنة 1882م، وسنة 1902م حيث قتل اليهود بالآلاف.
وفي ألمانيا ظل القتل والطرد باليهود قائماً في القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين، وكان آخر ما لاقوه من عذاب وتقتيل وتشريد على يد هتلر النازي إبتداء من توليه الحكم في ألمانيا 1933م إلى 1945م ." اهـــــــــــــــــ.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الدليل على أن (عبادا لنا) كانوا كفارا:
ناقشت الأخت الكريمة بهجة قوله تعالى في أوائل سورة الإسراء (عبادا لنا) مؤكدة أن المقصود بهؤلاء العباد مؤمنون موحدون، مستدلة ببعض الآيات التي فيها إضافة لفظ (العبد) لله تعالى، وأن هذه الإضافة ليست إلا إضافة تشريف -التي تعني إيمان هذا العبد وكونه من صفوة الخلق-.
وحينما تدخلت موضحا أنه لا يجوز تبني قولا يخالف قول أعظم المفسرين، أجابت بأن هؤلاء المفسرين لم يأتوا بأي دليل على قولهم.
ولما وعدتها بأن لا أقطع عليها بحثها رأيت أن أجيبها في موضوع مستقل لتعم الفائدة إن شاء الله تعالى.
أولا: بالنسبة للاستدلال بمثل قوله تعالى:" لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِۦ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "- سورة النساء 172-، فيجب أن يعلم أن السياق من أهم الأمور التي يجب اعتبارها في التفسير، فتفسير الكلمة أو اللفظ القرآني دون اعتبار للسياق والسابق واللاحق من الكلام ليس بالمنهج الصحيح في التفسير، فشتان شتان بين سياق الآيتين-فتدبري أختي-.
ثانيا:لفظ (العبد) كما أسلفت أكثر من مرة يأتي بمعنين: العبد بمعنى المعبّد وهذا يدخل فيه كل مخلوق، كافرا كان أو مؤمنا، بارا كان أو فاجرا...الكل يدخلون في العبودية العامة أو عبودية الربوبية.
والعبد بمعنى العابد وهذا يشمل عباد الله الموحدين الذين حققوا العبودية طوعا.
إذا فليس كلما وجدنا لفظ (العبد) أو (العباد) مضافا يلزم منه أن يكون المقصود العباد المستسلمين لله طوعا، بل يجب الرجوع إلى ما يعين على تحديد المراد كالسياق مثلا.
وتدبري أختي قول النبي صلى الله عليه وسلم:" فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إليه يا عيسى إني قد أخرجت (عبادا لي) لا يدان لأحد بقتالهم."-صحيح الترمذي-.
ومعلوم أن المقصود ب(عبادا لي) أكفر خلق الله وأكثرهم شرا وأشدهم بطشا (يأجوج ومأجوج).
فهل قوله في هذا الحديث (عبادا لي) يلزم أن يكونوا مؤمنين موحدين، هذا لا يعقل.
فعلا قد ورد الحديث بلفظ (عباد) دون إضافة لكن لفظ (عبادا لي) ثابت وصحيح.
- ثالثا: بالنسبة للدليل على أن المراد بقوله تعالى في سورة الإسراء (عبادا لنا) الكفار:
اعلمي أختي أن الدليل ليس فقط من السمعيات أو النقل –أقصد الكتاب أو السنة-، فهنا دليل العقل ودليل الحس وغيرها.
ومن أعظم الأدلة (الوقوع)، فبالإطلاع على تاريخ اليهود نجد أن المسلطين عليهم كانوا كفارا.
ففي القديم جالوت وجنوده وقيل هو بختنصر البابلي...الفرس والرومان...
وفي العصر الوسيط كذلك.
جاء في مجلة الجامعة الإسلامية:" فسلط الله عليهم الآشوريين والفراعنة المصريين والبابليين واليونانيين والبطالسة المصريين الوثنيين ثم الرومان الوثنيين والنصرانيين قديماً وحديثاً لقرون عديدة...وفي العصر الحديث كان اليهود يسامون سوء العذاب في الدول الأوروبية النصرانية وغيرها فمثلاً اضطهدوا في بريطانيا سنة 1298م حينما أمر الملك ادوارد الأول بطرد اليهود من جميع البلاد البريطانية، وفتك البريطانيون باليهود فتكاً ذريعاً.
وفي فرنسا اضطهدهم الملك لويس التاسع، وفي عهد الملك فيليب الجميل سنة 1306م، وفي سنة 1321م نكل بهم الفرنسيون وطردوهم، وأيضاً في سنة 1582م طردوا مرة أخرى.
وفي إيطاليا حاربهم بابوات الكنيسة الكاثوليكية حرباً شعواء، وفي سنة 1540م ثار عليهم الإيطاليون فقتلوهم وطردوهم.
وفي روسيا حدثت مذابح فظيعة في عهد الحكم القيصري النصراني خاصة في سنة 1881م، وسنة 1882م، وسنة 1902م حيث قتل اليهود بالآلاف.
وفي ألمانيا ظل القتل والطرد باليهود قائماً في القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين، وكان آخر ما لاقوه من عذاب وتقتيل وتشريد على يد هتلر النازي إبتداء من توليه الحكم في ألمانيا 1933م إلى 1945م ." اهـــــــــــــــــ.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.