المبالغة في المعاني المترتبة على الأداء ( دعوة للنقاش )

إنضم
11 مارس 2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
01.png

[align=justify]هناك بعض الكلمات القرآنية يحصل فيها اختلاس لبعض حركاتها من بعض التالين لكتاب الله تعالى، ومن آخرين أحياناً مبالغة في نطقها، وقد رأيتُ وسمعتُ من بعض المقرئين في عصرنا يقولون: يتولد من الخطأ فيها معنى آخر للكلمة
وقد كتب بعضهم في هذه الكلمات ضمن بعض كتبه، وبعضهم أفردها بمؤلَّف مفرد بها، وذكروا عن بعض المقرئين المعاصرين الكبار ما يؤيد ذلك، ومع تتبعي القاصر لكتب الإمامين أبي عمرو الداني وابن الجزري وغيرهما من أهل التحقيق في زمانهما -وهم من هم في الحرص على بيان القراءة الصحيحة وبيان الأخطاء- لم أعثر على هذه المعاني التي ذكرها بعض المعاصرين، ومن عنده فضل علم في هذه المسألة من أقوال المتقدمين فليفد به، والعلم رحم بين أهله.
ومن أمثلة هذه الكلمات:
1) قوله تعالى: ( فـقَسَتْ قلوبهم ) عند اختلاس حركة الفتحة في القاف، أو عدم الفصل بين الفاء والقاف في النطق يتحوَّل المعنى إلى: من فقس فقوساً أي مات فجأةً، أو من: فقس الطائر بيضته أفسدها.
2) قوله تعالى: ( فَتَرَى الذين في قلوبهم مرض ..) عند اختلاس حركة الفتحة في التاء، أو عدم الفصل بين الفاء والفعل ( ترى ) في النطق يتحوَّل المعنى إلى: فَتَرَ من الفتور والتعب والملل.
3) قوله تعالى: ( فَسَقَى لهما ثم تولى إلى الظل ) عند اختلاس حركة الفتحة في القاف والسين، أو عدم الفصل بين حرف الفاء في الفعل ( سقى )، أو إنقاص المد الطبيعي عن مقداره يتحوَّل المعى إلى: فَسَقَ فيصير المعنى بهذا النطق فسق من الفسق الفسوق.
4) قوله تعالى: ( وإنَّ الله لَمَعَ المحسنين ) عند اختلاس حركة الفتحة في الميم، أو دمج حرف اللام في ( مع )، يتحوَّل المعنى إلى: لَمَعَ من لمع البرق والصبح وغيرهما ولمعاناً.
فهذه بعض الأمثلة وهي كثيرة في هذا الجانب، وبعد ذكرها هنا أضع الآتي:
1) هل ذكر هذه المعاني المتولدة عن الخطأ في نطق هذه الكلمات أحدٌ من أهل التجويد كأبي عمرو الدَّاني وابن الجزري وغيرهما ممن هو زمانهما أو بينهما ؟!
2) هل ذكر هذه المعاني الخاطئة المترتبة على هذا النطق أحدٌ من علماء التفسير المعتبرين ؟!
3) هل يخطر على بال أحدنا هذه المعاني الخاطئة قبل معرفتها وتنبيه بعض مشايخه عليها ؟
4) أصبح بعض الطلاب المبتدئين والمتوسطين في التلقي يوسوسون في نطقهم لهذه الكلمات: هل قرأ بالمعنى الخاطئ أم الصواب ؟!

وإني أدعو من عنده فضل علم بهذه المسألة أن يجيبنا على بعض هذه التساؤلات التي أشغلت بال كثير من الطلبة، ويا ليتَ د. غانم الحمد -وفقه الله- أو غيره يشاركنا في التساؤل الأوَّل، و د. مساعد الطيَّار أو د. عبد الرحمن الشهري -وفقهما الله- أو غيرهما في التساؤل الثاني.[/align]
وفق الله الجميع لما يحبُّ ويرضى

أبو إسحاق الحضرمي
يوم الجمعة: 16 ذو الحجة 1432 هـ
 
كان شيخنا الشيخ أحمد إسماعيل مكتي ينبهني أثناءالتلاوة على هذه الملاحظات،،,,وقد حاولت مرة أن أسأله :هل نبه على ذلك أحد من المتقدمين...فحال دون ذلك حائل..ونحن في انتظار أجوبة السادة المشايخ.
 
إذا كانت العلوم منحاً إلهية ومواهب اختصاصية فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على بعض المتقدمين (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
من كتاب (الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة - للبيب) ص (144).
 
كان شيخنا الشيخ أحمد إسماعيل مكتي ينبهني أثناءالتلاوة على هذه الملاحظات،،,,وقد حاولت مرة أن أسأله :هل نبه على ذلك أحد من المتقدمين...فحال دون ذلك حائل..ونحن في انتظار أجوبة السادة المشايخ.
[align=justify]وكذلك بعض مشايخنا كان يتشدَّد علينا بمثل هذه الكلمات، وكنَّا نتهيَّب أن نسأله لأنَّنا حدثاء عهد بمسائل التجويد، وهم من هم في هذا العلم، والذي دفعني إلى كتابة هذه السطور بالمقال أعلاه، ما رأيتُ وسمعتُ في بعض البلد عندنا ممن يتشدَّدون على الطلاب بمثل هذه الكلمات، فأحببتُ أن أرى رأي المتقدمين في هذه المسألة، بعد عجزي عن الوقوف على شيء فيها، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه. [/align]
 
إذا كانت العلوم منحاً إلهية ومواهب اختصاصية فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على بعض المتقدمين (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
من كتاب (الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة - للبيب) ص (144).
[align=justify]شكر الله لكم هذا النقل
لكن نحن نتكلَّم عن أداء قرآني يترتب عليه خطأ في المعنى، وعليه يترتب تغيير لما أراد الله تعالى، فالمسألة خطيرة في نظري، ومع هذا كيف تخفى على أئمة القراءة المتقدمين في عصرهم، وكلُّ خير في اتباع من سلف ** وكل شرٍّ في ابتداع من خلف.
فالمسألة تحتاج إلى كلام المتقدمين مع وافر احترامي وتقديري لكلام مشايخي المعاصرين، وغيرتهم وحرصهم على سلامة التلقي.[/align]
 
تنبيه الشيوخ حفظ الله الأحياء منهم ورحم الأموات على بعض تلك الأداءات شبه متواتر.
وبغض النظر عن كون المتقدمين نبهوا عليها أم لم ينبهوا؟ هل فعلاً تتغير المعاني بتغير الأداءات؟ أم أن الأمر لا يعدوا كونه توهمات؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما أشار إليه بعض الإخوة من أمثلة يصطلح عليها - خاصة علماء اللغة - بالنبر، وكان بعض مشائخي يصوب قراءة من قرأ بخلاف ما تستوجبه هذه الأحرف، وفور اطلاعي على الموضوع قمت بجولة عبر الأنترنيت فوجدت الشيخ محمد بن مصطفى الوكيل
مقرئ القراءات العشر الكبرى والصغرى قد كتب في هذا الموضوع، وهذا رابط بحثه:
مبحث النبر في القرآن الكريم - ملتقى أهل الحديث
وكتب في الموضوع نفسه عبد الحكيم عبد الرازق، وهذا رابط بحثه:
النبر في القرآن الكريم - ملتقى البيان لتفسير القرآن
 
تنبيه الشيوخ حفظ الله الأحياء منهم ورحم الأموات على بعض تلك الأداءات شبه متواتر.
وبغض النظر عن كون المتقدمين نبهوا عليها أم لم ينبهوا؟ هل فعلاً تتغير المعاني بتغير الأداءات؟ أم أن الأمر لا يعدوا كونه توهمات؟
قرأتُ على كثير من مشايخي ونبهوني إلى مثل هذه الأمور، من أمثال شيخي المقرئ رشاد السيسي وشيخي المقرئ عبد الرحيم العلمي وشيخي المقرئ محمود عبد الفتاح أبي كلوب وغيرهم -حفظ الله أحياءهم ورحم موتاهم- ونحن نقرئ كما قرأنا عليهم
وليس كلامي عن تنبيه المتقدمين عن هذا الأداء، ولكن كلامي ينصب عن المعاني المترتبة على الخطأ في النطق: هل يتغير المعنى بها أم لم يتغيَّر.
 
[align=justify]فالمسألة تحتاج إلى كلام المتقدمين [/align]
المنصوص عليه في كتب التجويد إتمام الحركات وعدم اختلاسها، وعدّوا اختلاس الحركات أقبح في معناها من اللحن الجلي لأنه تغيير لذات الحرف.
 
المنصوص عليه في كتب التجويد إتمام الحركات وعدم اختلاسها، وعدّوا اختلاس الحركات أقبح في معناها من اللحن الجلي لأنه تغيير لذات الحرف.
هذا الذي نريد
ظللته بالأحمر
أحسن الله إليكم
 
قال الإمام الداني: فأما المحرك من الحروف بالحركات الثلاث: الفتحة والكسرة والضمة فحقه أن يلفظ به مشبعاً، ويؤتى بالحركات الثلاث كوامل، من غير اختلاس ولا توهين يؤولان إلى تضعيف الصوت بهن، ولا إشباع زائد ولا تمطيط بالغ يوجبان الإتيان بعدهن بألف وياء وواو غير ممكنات فضلاً عن الإتيان بهن ممكنات. (التحديد ص 94).
وسأوافيكم ببقية النصوص إن شاء الله.
 
المنصوص عليه في كتب التجويد إتمام الحركات وعدم اختلاسها، وعدّوا اختلاس الحركات أقبح في معناها من اللحن الجلي لأنه تغيير لذات الحرف.
كثير من الكلمات التي يركز بعض الشيوخ عليها ليس من باب إتمام الحركات، وإنما يلزمون أن يؤتى بها بأداءات معينة لئلا تشتبه بمعنى آخر، فالسؤال هو: هل تختلف المعاني باختلاف الأداءات حقيقة أم أنه ضرب من التوهم؟
 
ذكر هذا المبحث مفصلا فضيلة الشيخ : جمال القرش حفظه الله في كتابه الماتع " زاد المقرئين" باب: لحن القراءة وعرض طائفة من النماذج فأوفى.
كما رتب الأخ الفاضل الشيخ : حمدي السيد طلبه كتابا لطيفا مفيدا بعنوان: الاختلاسات التي يقع فيها القراء ، وأظنه طبعة أولاد الشيخ.
وليس كل الاختلاسات تغير المعنى وما غير منها المعنى فهو شنيع جدا.
ومن أكثر الناس تنبيها عليها فضيلة الشيخ: حسن البنا كامل بثغر الإسكندرية وفضيلة الشيخ حسن سعيد السكندري حفظهما الله.
 
وسأوافيكم ببقية النصوص إن شاء الله.
قال الإمام الطيبي رحمه الله في منظومته المفيد:
فإن تر القارئ لن تنطبقا + + شفاهه بالضم كن محققا
بأنه منتقص ما ضما + + والواجب النطق به متما
كذاك ذو فتح وذو كسر يجب + + إتمام كل منهما افهمه تصب
فالنقص في هذا لدى التأمل + + أقبح في المعنى من اللحن الجلي
إذ هو تغيير لذات الحرف + + واللحن تغيير له بالوصف
فكل حرف رده لأصله + + وانطق به مكملاً بكله
منظومة المفيد في التجويد، تحقيق د. أيمن سويد ص (7)
 
قال الإمام القرطبي في الموضح: وسنورد عليك من مواضع الاختلاس والإشباع في كتاب الله تعالى ما يحصل مرادك ويفي بتنبيهك، وليس مرادنا بالاختلاس هاهنا والإشباع ما هو رواية ولغة، وإنما مرادنا ما هو عماد في كل لفظ، ومطلوب من كل لسان، والله المعين لإصابة الحق. الموضح ص (193) وما بعدها.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
فالسؤال هو: هل تختلف المعاني باختلاف الأداءات حقيقة أم أنه ضرب من التوهم؟
إخواني المشايخ ، أستغرب كيف يختلف المعنى والسياق واضح كالشمس وإن تعمّدنا الاختلاس ، أيشكّ أحدنا أنّ المعنى في قوله تعالى {فقست قلوبهم} هو قسوة القلب. وإذا سألتهم عن المعنى الذي أريد اجتنابه لوقفت مستغرباً ؟؟؟ وهذا يقال في قوله تعالى {فسقى لهما}. أيُعقل أن يكون المراد الفسق ؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا إن تحدّثنا عن المعنى ؟ أمّا الأداء ، فإنّ إتمام الحركات وعدم اختلاسها أصل من أصول علم التجويد الذي لا ينبغي التفريط فيه البتّة وإذا تحقّق ذلك فنحن في غنىً عن هذه الملاحظات ، بل التركيز على بعض الكلمات دون البعض قد يُفهم منه جواز الاختلاس في غيرها فنقع في محظور أخطر.
فواجبنا تقويم الأداء على ضوء ما أودعه أئمّتنا في كتبهم مما اتفقوا عليه أو تواتر واشتهر عنهم تحقيقاً للمتابعة التي هي واجب على المتبع لا أن نترك الأهم ونهتمّ بأمور التي نحن في غنىً عنها إذا ما طُبقت الأحكام على أحسن وجه ، والتي قد يستحيل أن يتغيّر معناها لجلاء السياق ولو تعمّدنا الاختلاس.
فالترقيع أوّلاً ثمّ الإبداع إن اقتضت المصلحة والحاجة.
قد سئل الأعمى ماالذي تتمنّاه في حياتك ، فأجاب قائلاً : أريد جواداً.
والحمد لله ربّ العالمين.
 
إخواني المشايخ ، أستغرب كيف يختلف المعنى والسياق واضح كالشمس وإن تعمّدنا الاختلاس ،
كتبت تعليقاً على هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/tafsir12205/
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال القرش
من صور التعسف :
المبالغة في نبر الحرف الأخير يؤدي إلى وصلها بما بعدها
الأمثلة:
1- قوله تعالى : [وَسَاءَ لَهُمْ ] طه: 110 فلو تعسف القارئ في نبر الحرف الأخير وهو الهمزة بزيادة مبالغ فيها في رفع الصوت، لأدى ذلك إلى قراءتها من المساءله ، بدلا من الإساءة. وعلاج ذلك هو تحقيق الهمزة بلطف


لا شك أن المبالغة برفع الصوت عند الهمزة هو نوع من التكلف والتعسف، لكن لا يظهر فرق بين قراءتها بالمبالغة وبين قراءتها باللطف من حيث المعنى، فحتى على قراءتها باللطف يمكن أن يحمل على أنه من الإساءة، ويمكن أن يحمل على أنه من المساءلة، ويفهم المعنى المقصود من السياق، ومن رسم المصحف، وكذلك في بقية الأمثلة التي تفضلتم بها يقال فيها ما قيل هنا، والله أعلم.
فعلّق الشيخ جمال القرش وفقه الله على مشاركتي قائلاً:
أما قولكم لا يظهر فرق بين قراءتها بالمبالغة وبين قراءتها باللطف من حيث المعنى فهذا يرجع إليكم نفع الله بكم
فالحمد لله أني لست الوحيد ممن يقول أن اختلاف الأداءات لا أثر له في المعنى، وإن كان اختلاس الحركات مختلفاً بعض الشيء عن اختلاف الأداءات.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

إخواني المشايخ ، أستغرب كيف يختلف المعنى والسياق واضح كالشمس وإن تعمّدنا الاختلاس ، أيشكّ أحدنا أنّ المعنى في قوله تعالى {فقست قلوبهم} هو قسوة القلب. وإذا سألتهم عن المعنى الذي أريد اجتنابه لوقفت مستغرباً ؟؟؟ وهذا يقال في قوله تعالى {فسقى لهما}. أيُعقل أن يكون المراد الفسق ؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا إن تحدّثنا عن المعنى ؟

شيخنا الكريم ، المقصود إخواننا بتغيير المعنى - أُراه- : أداء الكلمة بطريقة ليس عليها التلقي يذهب بها بعيدا عن المعنى الموضوعة له ، أو معنى آخر: صارت كلمة أخرى لا تنسجم مع السياق ، والسلام.
ثم إن بعض الاختلاسات تغير المعنى على الحقيقة ، ومن ذلك:
اختلاس المد الطبيعي حال الوصل (وأخذنا) في قوله تعالى: وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ، حيث صارت في النطق : وأخذن منهم ، وعلى هذه الحال تحولت إلى نون النسوة في النطق ، والأمثلة كثيرة لا تخفى على فضيلتكم.
قلتم: بل التركيز على بعض الكلمات دون البعض قد يُفهم منه جواز الاختلاس في غيرها فنقع في محظور أخطر.
نهائيا ، لا يُفهم ذلك ؛ فالاختلاس مصطلح دقيق لا يستطيع القول به أحد إلا من خلال الرواية الصحيحة ، والقراءة بالتلقي لا بالقياس أو بمفهوم المخالفة.
قلتم: لا أن نترك الأهم ونهتمّ بأمور التي نحن في غنىً عنها إذا ما طُبقت الأحكام على أحسن وجه

ومع ذلك ينبغي التنبيه على ما قد لا يلتفت إليه الطالب ؛ كما أن لكل مصر أخطاءه مما لم ينبه عليه علماؤنا القدامى رحمهم الله.

جزاكم الله خيرا كثيرا على إثرائكم المناقشة ، وموضوعيتكم ، ورحابة صدركم ، والحمد لله رب العالمين.
 
شيخنا الكريم ، المقصود إخواننا بتغيير المعنى - أُراه- : أداء الكلمة بطريقة ليس عليها التلقي يذهب بها بعيدا عن المعنى الموضوعة له ، أو معنى آخر: صارت كلمة أخرى لا تنسجم مع السياق ، والسلام.
ثم إن بعض الاختلاسات تغير المعنى على الحقيقة ، ومن ذلك:
اختلاس المد الطبيعي حال الوصل (وأخذنا) في قوله تعالى: وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ، حيث صارت في النطق : وأخذن منهم ، وعلى هذه الحال تحولت إلى نون النسوة في النطق ، والأمثلة كثيرة لا تخفى على فضيلتكم
أخي الشيخ لقد قلتم : - أُراه- أي هذا رأيكم.
الذي أعلمه أنّ النطق الصحيح للكلمة متوقف على إخراجها حروفها من مخارجها الصحيحة وإعطائها حقّها ومستحقّها من الصفات مع إتمام حركاتها من غير تمطيط و تكلّف وتعسّف هذا من جهة اللفظ. فإن تحقّق ذلك فإنّ المعنى يكون صحيحاً بالضرورة إن روعي حسن الوقف والابتداء. بدليل أنّك لو قرأت بالاختلاس في قوله تعالى {فسقى لهما} أو {فقست قلوبهم} على عوام الناس فضلاً عن المتخصصين في علوم اللغة منهم فلن يخطر ببالهم البتّة المعاني الذي أريد اجتنابها. فلمَ التكلّف إذن ؟ وقد سمعنا من يبالغ في إتمام حركات هذه المواضع إلى درجة التمطيط بل قد تجد بعضهم يختلس فيما عدا تلك المواضع المحصورة. ولو اكتفوا بتعاليم المتقدّمين لكفتهم.

نهائيا ، لا يُفهم ذلك ؛ فالاختلاس مصطلح دقيق لا يستطيع القول به أحد إلا من خلال الرواية الصحيحة ، والقراءة بالتلقي لا بالقياس أو بمفهوم المخالفة.
المشكلة أنّ هذا الأمر المحدث يُطبّق في الإقراء بين خواصّ الخواصّ الذين هم أدرى من غيرهم بهذا الاصطلاح. وتلقّيهم للقرءان عن شيوخهم على أحسن وجه بما في ذلك إتمام الحركات يمنعهم من الوقوع فيما يُخشى الوقوع فيه. ولو تحوّل الأمر إلى عوام الناس الجاهلين بهذا الاصطلاح لصارت كارثة.
ومع ذلك ينبغي التنبيه على ما قد لا يلتفت إليه الطالب ؛ كما أن لكل مصر أخطاؤه مما لم ينبه عليه علماؤنا القدامى رحمهم الله.
اتّباع أقوال المتقدّمين على أحسن وجه كفيل بالحفاظ على النطق والمعنى الصحيح للكلمات القرءانية في كلّ الأعصار والأمصار. والتنبيه على مالم ينبّه عليه المتقدّمون منوط بوجود حاجّة أو ضرورة. ولا أرى في ذلك أيّ ضرورة.
ولكم منّي كلّ الاحترام والتقدير.
 
جزاكم الله خيرا على مناقشتكم الموضوعية الهادئة التي اكتسبت منها علما وأدبا ، وفي الحقيقة ، ما ناقشتكم إلا لأننا نحبكم في لله وما عرضت رأيي إلا لتصويبه إن كان مجانبا لصواب ، هذا الأصل ، إلا إنني سوف أناقشكم مرة أخرى لما ذكرت وتوضيح بعض الأمور المتعلقة بهذا البحث اللطيف ، حفظكم الله ونفع بكم أهل الأرض جميعا ، آمين.
 
ممن تعرض لهذه المسألة من المعاصرين فضيلة أ.د. إبراهيم بن سعيد الدوسري, أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, في كتابه: إبراز المعاني بالأداء القرآني, وكنا قد عرضنا نبذة عن هذا الكتاب هنا في الملتقى على هذا الرابط:
عرض كتاب ( إبراز المعاني بالأداء القرآني ) للدكتور إبراهيم الدوسري
قال في ص 67: ولا تنحصر الدلالات التصويرية على مراتب الصوت فحسب, بل كل الظواهر الأدائية من وقف ومد وغيرها تقرب الصورة المعنوية الحقيقية لكل كلمة إذا أديت على الوجه الذي نقل إلينا عن أئمة القراءة أولي الرواية والدراية في حال الحضور والاستعداد النفسي... بيد أنه لا بد هنا من التنويه بعامل آخر يهتم به العلماء في الجانب التصويري لدلالة الكلمة والآية القرآنية, وهو التلخيص [انظر هذا المصطلح في التحديد في الاتقان والتجويد للداني, ص 83] وربما عبروا عنه بـ"فك الحروف", والمقصود به استيفاء الحركات والحروف والكلمات حقوقها مخرجاً وصفة وتمييز مقاطعها, مثال ذلك قوله تعالى: (وساء لهم يوم القيامة حملا) وقوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) حيث يتعين تلخيص (ساء) من (لهم) حتى تكون من السوء, حيث لو لم يخلصها القارئ لأوهم أنها من المساءلة, فإن ضعف التحرز في التلخيص يفضي إلى تحور الكلمة إلى (ساءل) لانقطاع اللام عن (لهم) وانضمامها إلى الفعل (ساء) وحينئذ يتغير المعنى من السوء إلى المساءلة, فتكون (ساء لهم) كـ(بايعهم) و (قاتلهم), وكذلك يتعين تلخيص كاف (أعطيناك) من الكاف التي تليها لئلا تقرأ هكذا (أعطيناك كالكوثر).
وأكثر المتصدرين من أساطين القراء يعنون بهذا الجانب في حال التلقي والإقراء إلى وقتنا الحاضر, ويشهد لذلك ما جاء في الأحاديث الثابتة في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بأنها كانت "مفسرة حرفاً حرفا".
ولا يزال مشايخ القراء يهتمون في الإقراء بالتلخيص على النحو الذي مر آنفاً, ومن ذلك عنايتهم بالنطق الصحيح للكلمات القرآنية على الوجه الذي تلقوه من أشياخهم خاصة دون شائبة, بريئة من اللحن الخفي, جزلة اللفظ, ظاهرة المعنى, وذلك مثل كلمة: (فقعوا) و (فقست) فإنها إذا لم تحرر في الأداء ربما أوهمت أن الفاء أصلية من الكلمتين, فأوهمت أنها من (الفقع) و (الفقس) لا من الوقوع والقسوة, وغير ذلك من الأمثلة التي لا يمكن أن تظهر للقارئ إلا عن طريق المشافهة. ا.هـ.
 
جزاكم الله خيراً أخي الشيخ على هذا النقل.
ففي البداية فرحتُ وقلتُ لعلّ في كلام الداني ما يدلّ على النبر على معنى الاصطلاحي الحديث ، ولكن للأسف وجدتّ كلام الداني يشير إلى تخليص الحروف وتفكيكها بعضها من بعض واستيفاء الحركات والحروف والكلمات حقوقها مخرجاً وصفة وتمييز مقاطعها.....
أقول : لعلّه قصورٌ في فهمي حيث لم أجد علاقة وثيقة بين كلام الداني والموضوع الذي نحن بصدده.
وأعتذر على هذه الصراحة.
والعلم عند الله تعالى.
 
جزاكم الله خيراً أخي الشيخ على هذا النقل.
ففي البداية فرحتُ وقلتُ لعلّ في كلام الداني ما يدلّ على النبر على معنى الاصطلاحي الحديث ، ولكن للأسف وجدتّ كلام الداني يشير إلى تخليص الحروف وتفكيكها بعضها من بعض واستيفاء الحركات والحروف والكلمات حقوقها مخرجاً وصفة وتمييز مقاطعها.....
أقول : لعلّه قصورٌ في فهمي حيث لم أجد علاقة وثيقة بين كلام الداني والموضوع الذي نحن بصدده.
وأعتذر على هذه الصراحة.
والعلم عند الله تعالى.
شكر الله لك أخي الكريم مشاركتك وتفاعلك.
وسبحان الله قبل أن أرى تعليقك كنت أفكر في هذا المصطلح الذي أشار إليه الداني رحمه الله (التلخيص) هل هو نفسه الذي نناقشه في هذه المسألة؟ وقلت في نفسي لعلي أجد طريقاً للدكتور إبراهيم الدوسري لسؤاله, وعلى أي حال سأنقل نص الإمام الداني هنا, لعله يفهم منه ما يشير إلى مسألتنا, ولعل أحد الإخوة ممن يتواصل مع الشيخ إبراهيم الدوسري أن ينبهه لهذا الموضوع لإفادتنا فيه, خاصة وأنه أحد المشاركين في هذا الملتقى وفقه الله ونفع بعلمه.
قال الإمام الداني رحمه الله: ((أُخبرت عن محمد بن الحسن النقاش, حدثنا محمد بن جعفر الإمام, عن أبي هشام الرفاعي, عن سليم, عن حمزة, قال: إن الرجل يقرأ القرآن فما يلحن حرفاً, أو قال: ما يُخطئ حرفاً, وما هو من القراءة في شيء.
قال أبو عمرو الداني: يريد أنه لا يقيم قراءته على حدها, ولا يؤدي ألفاظه على حقها, ولا يوفي الحروف صيغتها, ولا ينزلها منازلها من التلخيص والتبيين والإشباع والتمكين, ولا يميز بين سين وصاد ولا ظاء ولا ضاد, ولا يفرق بين مشدد ومخفف, ومدغم ومظهر, ومفَخَّم ومرَقَّق, ومفتوح وممال, وممدود ومقصور, ومهموز وغير مهموز, وغير ذلك من غامض القراءة وخفاء التلاوة الذي لا يعلمه إلا المهرة من المقرئين ولا يميزه إلا الحذاق من المتصدرين الذين تلقوا ذلك أداءً, وأخذوه مشافهة, وضبطوه وقيدوه, وميزوا جليه, وأدركوا خفيه, وهم قليل في الناس.)) ا.هـ
أقول: لعل فيما ميزته بالخط الأحمر من كلام الإمام الداني رحمه الله ما يشير إلى ما نحن بصدده, والله أعلم.
 
قال الإمام الداني رحمه الله: ((أُخبرت عن محمد بن الحسن النقاش, حدثنا محمد بن جعفر الإمام, عن أبي هشام الرفاعي, عن سليم, عن حمزة, قال: إن الرجل يقرأ القرآن فما يلحن حرفاً, أو قال: ما يُخطئ حرفاً, وما هو من القراءة في شيء.
قال أبو عمرو الداني: يريد أنه لا يقيم قراءته على حدها, ولا يؤدي ألفاظه على حقها, ولا يوفي الحروف صيغتها, ولا ينزلها منازلها من التلخيص والتبيين والإشباع والتمكين, ولا يميز بين سين وصاد ولا ظاء ولا ضاد, ولا يفرق بين مشدد ومخفف, ومدغم ومظهر, ومفَخَّم ومرَقَّق, ومفتوح وممال, وممدود ومقصور, ومهموز وغير مهموز, وغير ذلك من غامض القراءة وخفاء التلاوة الذي لا يعلمه إلا المهرة من المقرئين ولا يميزه إلا الحذاق من المتصدرين الذين تلقوا ذلك أداءً, وأخذوه مشافهة, وضبطوه وقيدوه, وميزوا جليه, وأدركوا خفيه, وهم قليل في الناس.)) ا.هـ
أقول: لعل فيما ميزته بالخط الأحمر من كلام الإمام الداني رحمه الله ما يشير إلى ما نحن بصدده, والله أعلم.
مشرفنا الكريم شكر الله لكم مداخلاتكم هذه، والذي نحن بصدده هو:
ولكن كلامي ينصب عن المعاني المترتبة على الخطأ في النطق: هل يتغير المعنى بها أم لم يتغيَّر.
كثير من الكلمات التي يركز بعض الشيوخ عليها ليس من باب إتمام الحركات، وإنما يلزمون أن يؤتى بها بأداءات معينة لئلا تشتبه بمعنى آخر، فالسؤال هو: هل تختلف المعاني باختلاف الأداءات حقيقة أم أنه ضرب من التوهم؟
إخواني المشايخ ، أستغرب كيف يختلف المعنى والسياق واضح كالشمس وإن تعمّدنا الاختلاس ، أيشكّ أحدنا أنّ المعنى في قوله تعالى {فقست قلوبهم} هو قسوة القلب. وإذا سألتهم عن المعنى الذي أريد اجتنابه لوقفت مستغرباً ؟؟؟ وهذا يقال في قوله تعالى {فسقى لهما}. أيُعقل أن يكون المراد الفسق ؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا إن تحدّثنا عن المعنى ؟ أمّا الأداء ، فإنّ إتمام الحركات وعدم اختلاسها أصل من أصول علم التجويد الذي لا ينبغي التفريط فيه البتّة وإذا تحقّق ذلك فنحن في غنىً عن هذه الملاحظات ،
فهذه بعض النقول من المشاركات السَّابقة تبيِّن ما نحن بصدده في هذه المسألة
لعل المسألة وضحت الآن لمن أراد الكلام فيها
 
بارك الله فيكم على إتاحة هذه المسألة للنقاش ، فمنذ قرأت على أحد المشايخ عام 1407هـ نبهني إلى هذه المسألة عند قوله تعالى :(الذي قَدَّر فَهَدَى) .. وقال لي : أنت تقرؤها كأنك تنطق اسم فهد ، لا فعل فهدى من الهداية ! فاستغربت حينها ، وأصابني ذلك بعد بالوسوسة قليلاً في كثير من العبارات التي يقع فيها تتالي للحركات من جنس واحد كالأمثلة التي ذكرتم (فسقى) ونحوها .
ثم وجدت مثل هذا التنبيه بعد ذلك عند الشيوخ الذين قرأتُ عليهم في أبها وهم الشيخ عبيدالله الأفغاني والشيخ حضرت نور والشيخ حسين الحازمي ، ثم لما جئت للرياض قرأت على الشيخ أحمد مصطفى رحمه الله نصف القرآن برواية حفص وشعبة فوجدته قليل التنبيه على ذلك ولما سألته قال هذا يا بني نوع من التكلف من بعض المقرئين، وإلا فالمعنى الخاطئ هذا لا يتبادر إلى ذهن أد إلا بعض المقرئين فقط.
ورأيت إعلاناً قبل سنة عن مقرئ لديه القراءات العشر في أحد الجوامع في الرياض فذهبت إليه لأقرأ وجلستُ في الحلقة مع الطلاب أنتظر دوري فسمعته يبالغ في تخطئة القارئ الذي يقرأ عليه في هذه المسألة ويوقفه عند كلمات لم يخطر على بالي يوماً أن فيها معنى خاطئاً حتى شعرتُ بالملل ، فانسحبت من الحلقة ولم أعد .
ويمكن القول أن القراء يتفاوتون في الوقوع في هذا الأمر فقد يقترب جداً من النطق الخاطئ مما يوهم السامع ، وقد يكون نبراً لا يبعد عن النطق الصحيح، والحل هو التدريب على النطق الصحيح، وعدم المبالغة في تخطئة القراء لأن السياق غير موهم كما تفضل الأخ محمد يحيى شريف، والمعنى الخاطئ يبعد أن يفهمه السامع أثناء الاستماع للقراءة .
وقد طرح موضوع النبر هذا كثيراً في الملتقى فيمكن مراجعة الموضوعات السابقة .
 
أولا: أشكرك أخي الفاضل أبا إسحاق على ما تتحفنا به من الموضوعات النافعة.

وأودُّ التنبيه إلى أن موضوع التأصيل لهذا الأمر قد نوقشت أكثر جوانبه بكلام طيب شامل لوجهات النظر المتعددة، فمن أرد التعليق والزيادة في هذا الجانب (التأصيل) فليرجع مشكوراً إلى هذا الرابط قبل أي إضافة حتى لا يقع تكرار أو خروج عن المسار: http://vb.tafsir.net/tafsir1018/

والمسار الذي حدده حبيبنا أبو إسحاق في هذا الموضوع منحصر في المعاني المترتبة على النبر أو تركه:
هل ذكرها أحد من قبل؟
وهل تختلف المعاني حقا باختلاف طريقة النطق بها أوْ لا؟

ريثما يأتينا أحد بنصٍّ يثبت ما سبق ويجيب على السؤال الأول، أود القول إن الأداء إنما هو تحسين النطق بما يخدم الفهم ويعين عليه، فكل ما يعين على الفهم فهو من الأداء المطلوب، ويتفاوت فقد يكون واجبا وقد يكون مستحباً، والنبر من المستحبات التي تكون بها القراءة أشهى في السمع وأبيَن للمراد وأفصح في النطق، وهذا مقصد عريق في الكلام العربي.
ثم إن النبر الصوتي، وهو جهر أو دفع أو رفع أو إبراز أو الاتكاء (أو غيره من المترادفات) على بعض حروف الكلمة بغرض التعبير عن معناها الصحيح =موجودٌ في اللغة أصلاً وتشترك فيه اللغات جميعا، ولو رجعنا إلى كتب اللغة المتقدمة كخصائص ابن جني -مثلاً- لوجدنا أبوابا ومسائل تدل على اعتنائهم بصوت الكلمة وطريقة أدائها وأثره على معناها، ونجد في بعض معاجم اللغات الأجنبية طريقة لرسم الكلمات بحيث يُعلَّم فيها الحرف المجهور أو الذي ينبغي أن يقع عليه نبر أو اتكاء =بعلامة تبرزه حتى يتضح النطق الصحيح له ويتبين معناه.
 
جزاك الله خيراً على ما تفضّلت به من كلام معقول في الجملة. لكن : قولكم
أود القول إن الأداء إنما هو تحسين النطق بما يخدم الفهم ويعين عليه، فكل ما يعين على الفهم فهو من الأداء المطلوب،
هل النبر في {فقست} أو {فسقى} يخدم الفهم أو يعين على الفهم ؟؟؟؟ لست ضدّ الإبداع لكن هل الحاجة إلى ذلك ملحّة أو ضروريّة ؟؟؟؟ ، إن كان كذلك فيستحيل أن تخفى هذه الضرورة على أهل الأداء المتقدّمين.

والنبر من المستحبات التي تكون بها القراءة أشهى في السمع وأبيَن للمراد وأفصح في النطق، وهذا مقصد عريق في الكلام العربي.
لا أخي فإنّ المشايخ الذين يتبنّون هذا الأمر لا يتساهلون فيه البتّة بل بعضهم يشدّد ويجعل ذلك من أولويّاته.

ثم إن النبر الصوتي، وهو جهر أو دفع أو رفع أو إبراز أو الاتكاء (أو غيره من المترادفات) على بعض حروف الكلمة بغرض التعبير عن معناها الصحيح =موجودٌ في اللغة أصلاً وتشترك فيه اللغات جميعا، ولو رجعنا إلى كتب اللغة المتقدمة كخصائص ابن جني -مثلاً- لوجدنا أبوابا ومسائل تدل على اعتنائهم بصوت الكلمة وطريقة أدائها وأثره على معناها، ونجد في بعض معاجم اللغات الأجنبية طريقة لرسم الكلمات بحيث يُعلَّم فيها الحرف المجهور أو الذي ينبغي أن يقع عليه نبر أو اتكاء =بعلامة تبرزه حتى يتضح النطق الصحيح له ويتبين معناه.
كلام جميل لكن ليس كلّ ما يذكر في كتب اللغة يجب تطبيقه في الأداء وإنّما العبرة في ثبوته عند أهل الأداء فنحن متّبعون ، ونخشى أن يطغى هذا الجانب في المستقبل ، فتُفرد له التآليف ويصير له اعتبار في المسابقات وغيرها كما هو حال علم المقامات...
 
هل تختلف المعاني حقا باختلاف طريقة النطق بها أوْ لا؟
نلاحظ أن الأئمة المتقدمين مع تنبيههم على تلخيص الحروف المرققة من المفخمة، وعلى الإتيان بالحركات بالشكل المطلوب من غير اختلاس ولا تمطيط يوردون بعض الكلمات كأمثلة، لا سيما الكلمات التي يحتمل وجود الخطأ فيها، بل بعضهم يسرد كل ما يرى أنه مما يكثر الخطأ فيه، وعلى سبيل المثال التحذير من تفخيم ميمي: (مخمصة)، ولام: (ولا الضالين)، و(وليتلطف)، ونحو ذلك، ومع ذلك لا نجد ذكراً للتنبيه إلى أداء نحو: (وساء لهم)، و(إنا أعطيناك الكوثر)، مع أن التعليل الذي يعتمد عليه المتأخرون في التنبيه على هذا النوع أهم لتعلقه بالمعنى على فرض التسليم بتلك التعليلات، فلماذا غفل الأئمة السابقون عن هذه الكلمات ولم يتعرضوا لشيء منها إذا كانت بالفعل لها تأثير على المعنى؟
 
مع خالص الشكر والتقدير لكل من شارك وبين رأيه
هذه سلسلة ( لقاءات مع ثلة من أعلام القراء) المعاصرين والذين بينوا رأيهم في هذه القضايا حسب ما تلقوا على يدي شيوخوهم بأسانيدهم
رحم الله من مات منهم وحفظ الله الباقين منهم
تم تسجيلها في العام 1417 هجرية:
1-الشيخ العلامة أحمد عبد العزيز الزيات أعلى المقرئين إسنادا في عصره
2- لشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية أنذاك
3-الشيخ أحمد مصطفى من الحذاق المسند ين بالقراءات العشر الكبرى على الزيات
4- الشيخ أبو رواش مدير النص القرآني بمجمع الملك فهد
5- الشيخ عبد الرافع رضوان عضو لجنة مصحف المدينة المنورة
6- الشيخ عبد العزيز القاري عميد كلية القرآن بالمدينة المنورة
8- الشيخ إبراهيم الأخصر شيخ المقارئ بالمسجد النبوي
9- الشيخ عبد العزيز بن عبد الحفيظ عضو هيئة التدريس بالأزهر
10-الشيخ رشاد السيسي ى من الحذاق المسند ين بالقراءات العشر الكبرى على الزيات
11- الدكتور إبراهيم الدوسري من الحذاق المتقنين ورئيس قسم إصول الدين بجامعة الإمام أنذاك
12- وغيرهم من الأعلام
https://archive.org/details/zadmoqreenwaq
رابط آخر
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=8972
يرجى الاطلاع على رقم 17 و18و19 و20
رابط أخر 1
https://www.youtube.com/watch?v=seBv9gSuZOs
رابط آخر 2
https://www.youtube.com/watch?v=DstvK_fEBlk

والهادي إلى سواء السبيل
وفق الله الجميع لم يحبه ويرضاه
 
عودة
أعلى