الوقف على أوخر الكلم بالسكون المحض والروم والإشمام

إنضم
22 مايو 2006
المشاركات
2,550
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
58
الإقامة
الرياض
الوقف على أواخر الكلمات
من كتاب علم التجويد للمتقدمين والمجتهدين


مقدمة عن الوقف

تعريف الوقف :

لغة : الكف عن القول، أو الفعل .
اصطلاحًا : قطع النطق على الكلمة زمنًا مع أخذ النفس بنية استئناف القراءة .
مكان الوقف : يكون الوقف على رؤوس الآي،، وأوساطها، ولا يكون الوقف في وسط الكلمة، ولا فيما اتصل رسمًا .


وجوده : الوقف يكون على الحرف الأخير من الكلمة .
الوقف بالحركة : الوقف بالحركة الخالصة لا يجوز، وذلك لأن العرب لا يقفون على متحرك بل يقفون على ساكن .
قال ابن الجزري :
وَحَـاذِرِ الْوَقْـفَ بِكُـلِّ الْحَرَكَـهْ إِلاَّ إِذَا رُمـْـتَ فَبَـعْضُ حَـرَكَهْ
إِلاَّ بِفَتـْحٍ أَوْ بِنَصْـبٍ وَأَشـِــمْ إِشَــارَةً بِالضَّمِ فِي رَفْعٍ وَضَـمْ


أقسامه :
الحرف الأخير، إما أن يكون حرفًا صحيحًا، أي غير معتل ، أو حرفًا معتل الآخر وبذلك ينقسم الوقف إلى قسمين .
القسم الأول : الوقف على الكلمة الصحيحة الآخر .
القسم الثاني : الوقف على الكلمة المعتلة الآخر .
* * * *


القسم الأول : الوقف على الكلمة الصحيحة الآخر

للوقف على الكلمة الصحيحة الآخر ثلاثة أوجه :


الوجه الأول : الوقف بالسكون المحض

تعريفه : هو السكون الخالص الذي لا حركة فيه، وهو الأصل .


سبب تسميته : لأنه كفٌّ عن الحركة وتركٌ لها إلى السكون .
الابتداء : العرب لا يبتدئون بساكن، لأن الابتداء بساكن متعذر .


الوقف : العرب لا يقفون على متحرك، بل يقفون بإسكان المتحرك لأن السكون أخف من الحركة والوقف موضع تخفيف واستراحة (1).
أحوال الوقف بالسكون المحض :
1-الوقف على الساكن وصلاً ووقفًا، نحو: ïثِيَابَكَ فَطَهِّرْ والرُّجزïپ› {المدثر:4}.
2- الوقف على المفتوح نحو: الْعَالَمِينَ› {المطففين:6}، والمنصوب إذا كان على تاء التأنيث المربوطة، نحو: أُمَّةً› {الشورى:8}.
3- الوقف على المضموم، نحو: نَسْتَعِينُ›{الفاتحة:5}. أو المرفوع نحو : وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ› {التغابن:11}.
4- الوقف على المكسور نحو : كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ› {الهمزة:4}. أو المجرور نحو : ïپإِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ› {الشورى:52}.
يستثنى من ذلك الاسم المقصور؛ فإنه يوقف عليه بالإبدال نحو: وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى› {فصلت:44}، ونحو : مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى› {محمد:15}.
الوجه الثاني : الوقف بالروم

تعريفه لغة : الطلب .
واصطلاحًا : هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فيسمع لها صوتا خفيفًا، يسمعه القريب دون البعيد(1).
قال الإمام الشاطبي :
ورَومُك إسماعُ المحرَّك واقفًا بِصوتٍ خفي كلِّ دانٍ تنولاً .
وجوده : يكون في المرفوع والمجرور من المعربات، والمبنيات، و لا يكون في المفتوح والمنصوب على الأصح .
قال الشاطبي :
ولمْ يرَهُ في الفتحِ والنصبِ قارئٌ وعندَ إمامِ النحوِ في الكل أُعمِلا(2).
ولا يكون إلا مع القصر في حالة الوقف فقط .
قال الإمام الشاطبي : " ورَوْمِهم كَما وصْلِهم ".


وقوعه : لا يقع إلا في آخر الكلمة إلا موضع :لاتأمنـَّا› {يوسف:11}.
قال الشاطبي : " وتأمنَّا للكلِّ يُخفي مفصًّلاً".
ولا يدخل الروم في الاسم الذي لا ينصرف نحو : إِلَى إِبْرَاهِيمَ› {النساء:163}. لأن جرَّه بالفتحة، والفتحة لا يدخلها الروم .
مقداره :
الجزء المنطوق أقل من الجزء المحذوف وقدَّره بعضهم بثلث الحركة
قال ابن الجزري :
…………… "إذا رُمتَ فبعضُ حركة ".


أحوال الوقف بالروم

على الحرف المرفوع والمجرور من المعربات، والمبنيات .
فمثال المعرب
1- المضموم : الرَّحْمَنُ› {الرحمن:1}.
2- المكسور : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ› {الفاتحة:1}.
ومثال المبني
1- المضموم: لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ› {الروم:4}.
2- المكسور: هَؤُلاءِï {النساء:143 }.


إلا ما استثنى من موانع الروم وسيأتي الكلام عنه بإذن الله تعالى .
حذف التنوين : في حالة الروم لا ينطق بالتنوين، بل يحذف، والنطق يكون في الحركة فقط .


* * * *




الوجه الثالث : الوقف بالإشمام

تعريفه : هو ضم الشفتين بعيد إسكان الحرف دون تراخ، مع ترك فرجة بينهما لخروج النفس بحيث يراه المبصر دون الأعمى .
ويؤخذ من هذا التعريف أنه لا بد من اتصال ضم الشفتين بإسكان الحرف من غير تراخٍ، فلو تراخى فإسكانٌ مجرد .
قال الإمام الشاطبي :
والإشمامُ إطباقُ الشفتينِ بُعيدَ ما يُسكَّنُ لا صوتَ هناك فَيصْحَلا .
وجوده : اختص الإشمام بالمرفوع والمضموم، لأن معناه يناسب الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بها(1).
فائدة الروم والإشمام : بيان الحركة الأصلية التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر ذلك للسامع في حالة الروم، وللناظر في حالة الإشمام(2).
وقوعه : يكون في آخر الكلمة؛ إلا كلمة : لاتأمنَّا› {يوسف:11}.
طريقه تطبيق الإشمام :
أولاً : في وسط كلمة : تأمنَّا› {يوسف:11}، يكون بضم الشفتين بعيد إسكان النون الأولى من النون المشددة مباشرة، وقبل التشديد، الكامل.
ثانيًا: في نهاية الكلمة : يكون الوقف بعيد إسكان الحرف الأخير من الكلمة بدون تراخٍ .


تنبيهات :
1- عندما يكون الإشمام في وسط الكلمة مع " تأمنا" فإن الإشمام يكون مقارنًا لصوت الحرف.
2- وعندما يكون الإشمام في آخر الكلمة فلا يقترن بصوت الحرف، وإنما يكون عقب إسكانه، وانقطاع صوته.
3- لا يضبط كل ما ذكر إلا بالتلقي من أفواه المشايخ المتقنين.




موانع الروم والإشمام :

1- ما كان في الوصل متحركًا بالفتح غير منون سواء أكان:
حركة إعراب نحو : الْمُسْتَقِيمَ› {الفاتحة:6}.
أو بناء نحو : الَّذِينَ› {العصر:5}.
2- ما كان آخره تاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء، نحوïپالْقَارِعَةïپ› {القارعة:1}، فالهاء مبدلة عن التاء، والتاء معدومة في الوقف، بخلاف ما إذا ثبتت نحو ïپذكرُ رحمتِ ربِّكïپ› {مريم: 2}، فيجوز فيها الروم والسكون لأنها تاء محضة
3- ميم الجمع : هُمُ الْمُؤْمِنُونَ› {الأنفال:4}.
4- التشكيل العارض : وهي الحركة العارضة لالتقاء الساكنين، نحو قُمِ اللَّيْلَ› {المزمل:2}، قُلِ اللَّهُ› {الرعد:16}، فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ› {المجادلة:10}.
5- كلمة : حينئذ› وما يشابهها ،لأن كسرة الذال فيها إنما عرضت عند إلحاق التنوين، فإذا زال الوقف رجعت الذال إلى أصلها مع السكون، بخلاف غَوَاشٍ› {الأعراف:41}، فإن التنوين قد دخل فيها على متحرك فالحركة أصلية.
قال الإمام الشاطبي :
وفي هاء تأنيث وميم الجمع قل : وعارض شكل لم يكونا ليدخلا .


6- هاء الضمير : وهي على خلاف بين أهل الأداء :
الرأي الأول: يرى منع الروم والإشمام مطلقًا ويقف عليها بالسكون(1).
الرأي الثاني: يرى جواز الروم والإشمام مطلقًا(2).
الرأي الثالث: ذهب إليه جماعة من المحققين إلى التفصيل بشروط(3).
(أ)- يُمنع الروم والإشمام إذا كان قبلها :


1 - واو مدية : نحو قوله تعالى : خذوه {الحاقة:30 }.
أو لينة : نحو قوله تعالى : وَلِيَرْضوْهُ {الأنعام:113}.
2 - ياء مدية : نحو قوله تعالى : وَيَخْلُدْ فِيهِ {الفرقان:69}.
أو لين : نحو قوله تعالى : وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ› {الأحقاف:15}.
3 - كسر : نحو قوله تعالى : وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا› {الكهف:110}
4 - ضم : نحو قوله تعالى : وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ› {فاطر:10}.


وجهة نظر من منع الروم والإشمام: طلبًا للخفة لئلا يخرجوا من ضم أو واو إلى ضمة الروم، أو الإشارة إليها بالإشمام، ومن كسر أو ياء إلى كسرة الروم .
(ب)- ويجوز الروم والإشمام شرط أن يكون قبلها:


1- فتح : نحو قوله تعالى : وَأَصْلَحْنَا لَهُ
زَوْجَهُ› {الأنبياء:90}.
2- ألف : نحو قوله تعالى : اجْتَبَاهُ
وَهَدَاهُ {النحل:121}.
3- ساكن صحيح : نحو قوله تعالى :
فَلْيَصُمْهُ› {البقرة:185}.


قال الإمام ابن الجزري : وهو أعدل المذاهب عندي(1).
وقال في الطيبة:
والخلفُ في هاءِ الضميرِ والأتم دع بعد ياء والواو أو كسرٍ وضم .


* * * *

المرجع علم التجويد للمتقدمين والمجتهدين لـ جمال القرش وشرج الجزرية للمبتدئين
 
أسئلة تنشيطية على ما سبق :
السؤال الأول :
بين أوجه الوقف على الكلمات التالية
وأنذرِ – امتلأتِ- وألوِ- وفتحتِ- ثلثيِ- وليٍّ – يأتل- يشإ- يومئذٍ- يديِ - ثلثيِ



وأنذرِ النّاس
هلِ امتلأتِ وتقول
وألوِ استقاموا
وفتحتِ السمآء
ثلثيِ الليل
من وليٍّ
ولا يأتل أولو الفضل
من يشإ الله
يومئذٍ ناعمة
يديِ الله
ثلثيِ الليل

















الإجابة :


نقف بالسكون المحض على جميع المواضع باستثناء ( امتلأت ، ولا يأتل، ولي) فإنه يوقف عليها بالسكون المحض والروم مع حذف التنوين أولا للكلمة المنونة
التعليل: لا يدخلها روم لان الكسرة عارضة فأصلها ساكنة وحرك الحرف للتخلص من التقاء الساكنين.
فمنها ما سكن للبناء مثل
وأنذر : فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء السكانين
ومنها ما كان حرفا مبنيا مثال لو ، في (
وألو ...) حرف شرط مبني على السكون ، وحرك للكسر للتخلص من التقاء الساكنين.
ومنها بناء الحرف إذ في حينئذ، أصلها حين إذ فأصلها مبنية على السكون وكسرة الذال إنما عرضت عند إلحاق التنوين فإن زال الوقف رجعت الذال إلى أصلها مع السكون
أو تأء التأنيث الساكنة التي تدخل على الفعل الماضي في ( وفتحت)
ومنها ياء المثنى في (
يدي) وياء الجمع في ( ثلثي) حرف مبني على السكون وحركت الياء بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين.
، ومنها ما كان للجزم مثلا إن يشأ فعل الشرط مجزوم بالسكون .

يستثنى مما سبق: ثلاث كلمات
يجوز فيها الوقف بالسكون المحض والروم

1-
( امتلأتِ )لأن الكسرة أصلية فالتاء ليست تاء التأنيث إنما تاء الخطاب وهو حرف مبني على الكسر
2- ( ولا
يأتل) حذف الياء بسبب الجزم بلا الناهية وبقيت الكسرة الأصلية

3- (من
ولي) لأن الكسرة أصلية
المراجع / كتاب علم التجويد للمجتهدين والأسئلة الموضوعية في علم التجويد لـ جمال القرش
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلك أخي الكريم تقصد "ولا يأتل" حذف الياء وليست التاء للجزم فلا يوجد شيء في اللغة اسمه حذفت التاء لعلة جزم بل تحذف حروف العلة الألف والياء والواو وأصلها يأتلي
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكم وأحسنتم هي بالياء نعم
 
وفيكم بارك وأحسن إليكم وجزاكم الفردوس الأعلى إن شاء الله تعالى
دمتم سالمين
 
السلام عليكم، أرجو أن تتعرضوا أيضا للوقف على (أنسانيهُ) و(لأهلِهُ) و(هذِهِ) و(ما لِ هذا).
مشكورين مقدَّمًا. وبارك الله فيكم على جهودكم خصوصًا في التجويد، وقد استفدت من كتبكم، وبعضها عندي بمكتبتي لا أمَلُّ من مطالعتها. وفقكم الله إلى ما فيه الخير.
 
انشطة :
ما حكم الوقف على ( أنسانيهُ، الأهلِهُ ، هذه ، ومال هذا)


الوقف على (أنسانيهُ) و(الأهلِهُ) ذكرته عند الكلام على اقوال العلماء في الوقف على هاء الضمير .
أنسانيهُ : سبقت بياء فيمتنع فيها الروم .
لأهلِهُ : سبقت بكسر فيمنتع فيها الروم ، ولأهله : بكسر الهاء كذلك
بخلاف الأهلة : فهذه اتاء مربوطة يوقف عليه بالسكون المحض بعد إبدال التاء هاء
أما هذه : فأصل هذه ذَهِ " على الراجح بمعنى أن الكسر أصل فيها وعليه فيجوز الوقف بالسكون والروم
ومال هذا |: يجوز الوقف على اللام لأنها مقطوعة رسمه كما قال السمنوي رحمه الله : ووقفه بما أو اللام اعلما كوقف ايا ما بأيا أو بما وعليه فيجوز الوقف بالسكون المحض والروم
وفقكم الرحمن وسدد خطاكم
 
ما حكم الوقف على : يا قوم :
الإجابة : يوقف عليها ها بالسكون المحض فقط مع: القصر والتوسط والإشباع، ولا روم عليها لأن حركة الميم عارضة وعارض الشكل لا روم فيه ولا إشمام
.
فالأصل (يا قومي) فالكسر في الميم هو لمناسبة الياء، بينما أصل حركة المنادى إذا كان مضافاً هي الفتح، ولو قيل نكرة مقصودة فعليه تكون حركتها الأصلية هي الضم، وبذلك تكون كسرة الميم عارضة
 
ما حكم الوقف على غواشٍ:
الإجابة : غواشٍ أصلها (غواشي) لحقها التنوين فالتقى ساكنان هما الياء ونون التنوين فتحذف الياء للتخلص من التقاء الساكنين، ويلاحظ حركة الشين هي الكسر فيجوز الوقف عليها بالأوجه التالية:
الوجه الأول : السكون المحض مع القصر
الوجه الثاني : السكون المحض مع التوسط
الوجه الثالث : الإشباع في عارض السكون
الوجه الرابع : الروم مع القصر في المد فقط.
 
ما حكم الوقف على يومئذٍ؟
الإجابة : لا يوقف عليها سوى السكون المحض لأن الكسرة عارضة
التعليل : لأن أصل حركة الذال السكون ثم لحقها التنوين وهو نون ساكنة لفظاً فالتقى ساكنان: الذال والنون فكسرت الذال للتخلص من التقاء الساكنين ولهذا فهي كسرة عارضة فلا وقف إلا بالسكون المحض.
 
نفع الله بكم من الحسن أن يقرأ المجاز عدة أجزاء بالروم والإشام والوصل خمسة أو عشرة ولو استطاع أن أن يأخذ ختمة كاملة وصلا وروما وإشماما لكان أوفق فسيظهر له الكثير من المهارات المهمة أثناء الختمة والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
 
عودة
أعلى